رواية أقدار بلا رحمة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ميار خالد
رواية أقدار بلا رحمة البارت الحادي والعشرون
رواية أقدار بلا رحمة الجزء الحادي والعشرون
رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الحادية والعشرون
وفي تلك اللحظة جاء المأذون ورحب به جمال وجلس يامن وبراء بجانبه مع وجود جمال وياسر والشهود، وقبل أن يبدأ المأذون في مراسم زواجهم وقفت براء مكانها وقالت:
– أنا مش موافقة..
نهض يامن من مكانه ونظر لها بتساؤل وقال:
– مش موافقة يعني إيه؟
نظرت له براء بدموع وقالت:
– أنت ضحكت عليا .. والدتك لسه مش موافقة بيا
نظر لها يامن بصدمة وقال:
– أنتِ عرفتي منين؟
قالت براء بدموع:
– أنا كلمتها .. وهي اللي قالتلي
تنهد يامن بضيق وقال:
– طيب ممكن تهدي .. وكل حاجه هتتحل صدقيني
– لا يا يامن .. أنا هقدر أعيد نفس الغلطة تاني .. كلام مامتك محسسني أني سرقتك منها
أمسك يامن يدها وقال:
– براء أرجوكي .. أسمعيني بس
صمتت براء فقال هو:
– والدتي هتوافق بيكي بعد كده أحنا هنحاول .. وهتقبلك زي ما قبلت جوازنا أصلاً أنا عارف أمي كان من المستحيل أنها توافق بس هي شافت أنه خلاص مبقاش فيه فايدة
– هي هتحاول تفرقنا تاني وهتقولي كلام يوجع يا يامن .. لو بتحبني بلاش تحطني في الموقف ده
– براء أنا عملت عشانك حاجات كتير! وأنتِ مش هتقدميلي غير موافقتك بس .. مفيش حاجه بتيجي على الجاهز الأول أنا كنت بحارب لوحدي لكن دلوقتي أنتِ معايا
وفي تلك اللحظة تدخلت حنين وقالت:
– أنتِ ليكي بيامن مش مدام عاليا .. هو أنتِ هتتجوزي مين فيهم يامن شاريكي وبيحبك ووقف قدام الدنيا عشانك .. بلاش تخلي غباءك يضيعه من إيدك تاني بس المره دي هيكون بسببك أنتِ
قالت براء بدموع:
– أنا خايفه .. خايفه بعد ما نتجوز والدتك تبعدنا تاني .. يا عالم وقتها هبقى لوحدي ولا هظلم طفل تاني بسبب اختياري الغلط
قالت حنين:
– أنتِ ليه انانيه كده! ليه مش بتفكري غير في نفسك مش شايفه غير الحاجه الوحشة في الموضوع بس وهي أن مامته مش قبلاكي .. مشوفتيش أننا كلنا معاكي ولا عيلتك اللي بتحبك واللي نفسها تفرح بيكي ولا في يامن اللي مستعد يموت عشانك ولا على البنت اللي حياتها متعلقة بيكي!
قال ياسر:
– حنين أستني شوية .. براء ياريت تفكري صح أرجوكي عشان كريم حتى
– يا جماعة افهموني أنا خايفه والله .. خايفة اللي حصل زمان يتعاد تاني
– أنا مش هسمح أن ده يحصل! أنا مش هيفرقني عنك غير الموت .. لا أمي ولا الدنيا كلها هتقدر تبعدني عنك أنا تعبت من الفراق والله
نظرت له براء بدموع ثم أمسكت يده وقالت:
– يامن دلوقتي مش قلبي بس اللي بين أيديك .. دي حياتي كلها .. أوعى تخذلني ارجوك أنا مرعوبة مش خايفه بس
– يا حبيبتي أنا معاكي .. بلاش تخافي والله خلاص .. أحلى سنين عمرك اللي جايه علينا والله خليكي واثقة فيا
أبتسمت براء باطمئنان فقال المأذون:
– ربنا يسعدكم ويهدي سركم
عادت براء بجانب المأذون واستمرت المراسم حتى قال المأذون:
– بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
وانطلقت الزغاريد من بيتهم مع بعض وذهبت حنين وعانقت براء بفرحة كبيرة، قال المأذون لهما:
– ألف مبروك يا عريس .. قوم أحضن عروستك خلاص بقت حلالك
نهض يامن من مكانه وترقرقت الدموع في عينيه، نظرت له براء بنفس الدموع ولم تستطع كتمها أكثر فبكى الإثنان وعانقها يامن بسرعه ودفن رأسه في عنقها، خرج الجميع وتركوا تلك اللحظة لهم، ظل الإثنان يبكوا بفرحة وعدم تصديق حتى أبتعد عنها يامن ومسح دموعه وقال:
– أنا مش قادر أصدق أن اليوم ده جه
– أحنا اتجوزنا خلاص!
ضحك الإثنان بفرحة بعد دموعهم تلك وتعجب الناس بالخارج من أصوات ضحكاتهم تلك بعد دموعهم، قال يامن:
– أنتِ بقيتي مراتي يعني محدش هيقدر يتكلم معانا نص كلمة خلاص .. حياتنا بقت لينا
أبتسمت براء بحب ثم أقترب هو منها وطبع قبلة رقيقة على جبينها وعانقها بحب وظلوا هكذا للحظات حتى دلف جمال إلى الغرفة وقال:
– احم .. أيه يا عرسان طيب الضيوف عايزين يباركوا
ضحك يامن وابتعد عن براء ودخل المعازيم وبدأوا في تهنأتهم وتمني الأفضل لهم، وفي تلك الأثناء التقطت لهم حنين العديد من الصور كانت تنظر لهم بفرحة كبيرة قد تكون أكثر من فرحتها بنفسها، وبعد ساعات ذهب المعازيم ودلفت حنين إلى غرفتها وانشغلت بهاتفها والتي قد قدمته لها براء هدية من فتره، ظل يامن بجانب براء وقال:
– مش عايز أمشي واسيبك .. مش عايز أبعد تاني
– خلاص هانت .. أول ما تلاقي الشقق في القاهرة هننقل هناك ونعيش في بيت واحد
– مش عارف أستنى
– خلاص هانت والله .. أنا هجهز حاجتي من دلوقتي برضو
– لازم أمشي برضو .. هو أنتِ مش مراتي خلاص
قالت براء بابتسامة:
– أيوه مراتك بس لسه البيت بتاعنا مجهزش .. الوقت بدأ يتأخر يلا عشان ترتاح
– طيب عموماً أنا هسافر بكره ماشي
– ليه تاني؟
– هشوف موضوع الشقة يا براء .. أنا مش هقدر أسيبك بعيدة عني فترة طويلة كده
– ماشي بس بالله عليك بلاش تعمل زي المره اللي فاتت وتقلقني عليك
– لا والله متقلقيش .. لو عايزه تيجي معايا تعالي
– لا هفضل هنا اظبط الدنيا
– طيب أنا همشي ها
– طيب ربنا معاك
– احم .. بقولك ماشي
نهضت براء من مكانها وقالت:
– طيب عايز إيه
– يعني أنتِ بقيتي مراتي وكده كلك نظر
نظرت له براء بخجل ورفعت إحدى حاجبيها ثم قبلته في وجنته بخفة وركضت بسرعه من أمامه، تنهد يامن براحة وهيام وبعد لحظات خرج من البيت بعد أن ودع براء وجمال وفاطمة، دلفت براء إلى غرفتها وبعد لحظات دلفت إليها فاطمة، اتجهت إليها بابتسامة وقالت:
– عاملة أيه يا عروسة
نظرت لها براء بابتسامة وقالت:
– ماما .. لحقتيني كنت لسه هنام
– حبيبتي أنا جيت أطمن عليكِ بس .. عارفه وقت ما قولتي مش موافقة قلبي وقع
– أنا أسفه بس بجد اتصدمت لما عرفت أن يامن خبى عني موضوع والدته
– حبيبتي هي هتقبلك بس واحده واحده مش كده .. أقنعيها بيكي وزي ما يامن حارب عشانك حاربي عشانه برضو
– حاضر يا ماما
ثم خرجت من غرفتها وبعد لحظات نامت براء بفرحة كبيرة لم تشعر بها في حياتها قط، وفي اليوم التالي ذهب يامن إلى براء قبل أن يسافر وودعها، وفي طريقة إلى القاهرة أتصل به صديقة السمسار وأخبره أنه قد وجد له شقتان بنفس المواصفات التي طلبها، شكره كثيراً واتصل ببراء حتى يبلغها بهذا الخبر وعندما وصل إلى القاهرة ذهب إلى السمسار وقد أعجبته الشقتان كثيراً واشتراهم على الفور وترك لصديقة السمسار أمر تسجيل الشقق باسمه، جهزت براء أغراضهم وأخبرت عائلتها بهذا القرار وكذلك حنين الذي عزمت على أن تأخذها معهم للقاهرة، وبعد يومين جاء يامن وفي تلك الفترة كانت براء وعائلتها جهزوا كل شيء حتى ينتقلوا إلى القاهرة وجهز يامن الشقتان في وقت قصير جداً وأحضر اثاث جديد فقط، جلس جمال بجانب يامن في السيارة وبراء وفاطمة وحنين التي تحمل أبنها على يدها بجانب فاطمة بالخلف وسرحت براء في ذكرياتها وقالت في نفسها والسيارة تتحرك:
– لما دخلت البلد دي كنت لوحدي .. تايهه مكسورة مليش حد .. ودلوقتي أنا بخرج منها بس مش زي ما دخلتها .. معايا عيلتي وحب حياتي .. ايام كتير مرت عليا كسرتني وتعبت فيها مكنتش عيني اللي بتبكي كان قلبي اللي بييكي .. مش عارفه قدري مخبيلي ايه تاني .. مش عارفه هيفضل مش راحمني كده ولا خلاص .. كنت صادق يا كريم وطلعت أد الوعد لما قولتلي ..
مهما تقولي هفضل عند وعدي وأنتوا الاتنين هتتجمعوا في يوم بسببي!
تنهدت براء براحة واطمئنان ولأول مره ونامت بأمان حتى يصلوا إلى القاهرة ولكنها قبل أن تغمض عيونها لاحظت انشغال حنين بهاتفها كثيراً، نظرت إليها بتساؤل وقالت:
– مشغولة في أيه الفترة دي
– ولا حاجه يا حبيبتي .. عملت اللي أسمه فيس بوك ده لقيته عالم تاني من ساعتها وأنا تايهه فيه
ضحكت براء وقالت:
– إذا كان كده ماشي .. أنتِ مبسوطة يا حنين
– كفاية أن أنتِ مبسوطة عايزاني مبقاش مبسوطة بقى ازاي
أبتسمت براء وقالت:
– أنتِ أختي يا حنين .. من النهاردة مش هنتفرق تاني
أبتسمت لها حنين بدموع وتحدثوا قليلاً ثم تركتها ونامت بهدوء، وبعد ساعات وصلوا إلى بيتهم الجديد، دخل يامن مع براء إلى شقتهم وفاطمة مع جمال وحنين وابنها في الشقة الأخرى بعد أن رأوا الشقتان وقد أعجبوهم جداً أيضاً، دلفت براء مع يامن إلى شقتها برهبه كبيرة وأغلق يامن البيت عليهم، أخذها جوله في البيت مرة أخرى حتى يزيل هذا التوتر ثم جلسوا سويا، قال يامن:
– أنا مش مصدق أن جمعنا بيت واحد .. مش مصدق أنك قدامي دلوقتي
– هتفضل كل شوية مش مصدق ولا إيه
ضحكت براء فقال هو:
– أيوه هفضل مش مصدق .. خايف يكون حلو حلم وافوق
قالت براء:
– أقولك سر .. عارف إني حلمت بيك كتير
– وأنا كمان
– حتى يوم ما عملت الحادثة .. حلمت بيك كذا مره
أبتسم يامن وقال:
– من النهاردة حياتنا كلها هتكون واقع
قال يامن تلك الجملة ثم قبلها من وجنتها، أبتسمت براء بخجل وغرق الإثنان في عالمهم الخاص..
وبعد يومين جاءت إليهم ملك واستقر الثلاثة معاً، ومر عليهم أسبوع بسعادة وخصوصاً بعد أن جاءت ملك إلى حياتهم، من يرى حياتهم عن بُعد لن يصدق أن براء ليست ابنة جمال وفاطمة، أو أن ملك ليست أبنة يامن و براء، من يراهم وأن حنين ليست أخت براء، من يراهم يظن أنهم عائلة متكامله و سعيده لا يعرف الكسور و الخدوش المخبئه بقلوبهم، سبحان من يؤلف بين القلوب، وخلال تلك الفتره لم يتحدث يامن مع والدة ولو لمره واحده..
و في بداية الأسبوع الجديد استيقظ يامن علي رنين هاتفه ليجده حارس العقار في بيت والدته، رد عليه بتساؤل :
– الو
– الو .. يامن بيه
– عم متولي ايه الاخبار .. خير؟
– الست عاليا والدة حضرتك تعبانه اوي و الاسعاف جت اخدتها من شوية
انتفض يامن من مكانه وقال:
– أيه؟!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)