روايات

رواية لك الفؤاد الفصل الثاني 2 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الفصل الثاني 2 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الجزء الثاني

رواية لك الفؤاد البارت الثاني

رواية لك الفؤاد
رواية لك الفؤاد

رواية لك الفؤاد الحلقة الثانية

المشهد الثاني | لكِ الفؤاد.
-إيه الدم إللي على هدومك ده يا كايلاا؟!.. أنطقي.
هتفت بها رفيقتها “ميرا” بهمسٍ مبهوتًا بعد أن فتحت باب المنزل لتراها واقفة تحدق فيها بجمودٍ مخيف رغم شفتيها التي ترتعش بشدة ثم همست وهي تدخل:
-سبيني في حالي، مش عاوزة حد يكلمني.
أغلقت “ميرا” باب منزلها وهي تقول بغضب:
-إنتي بتستعبطي يا كايلاا، جيالي نص الليل والدم على هدومك؟!.. بقولك إيه إللي حصل؟؟..
ثم همست بصوتٍ مرتعش.. خائف:
-في حد أتعرضلك؟ البيبي كويس؟!..
فصرخت “كايلاا” والدموع تنسال من طرفيها بغزارة:
-لأ مش كويس، مات، إبني مات يا ميرا.

 

 

همست بخفوت عادي غير مستوعب للصدمة:
-إيه؟!.. إزاي؟!!.. إزاي ده حصل؟!..
صرخت “كايلاا” بجنون وهي تشعر أنها على وشك الموت:
-الـ(…)، دبر حادثة ليا عشان يخلص من إبنــه، من آخر مقابلة لينا سوا لما هددني بأنه لو ماجهدتش، هو هيعمل ده بطريقته، وأهو عملها، عملهـا ومعرفتش أحمي إبني، أنا هقتله، هقتلــــه.
تقدمت نحوها “ميرا” وهي تحاول إحتوائها بعد تلك الصدمة التي تلقتها:
-أهدي، أهدي يا كايلاا، أنتي كدا هيجرالك حاجة.
صرخت بصوتها المبحوح وقلبها يعلوه صوت الإنكسار:
-أنا بموت، بموت يا ميرا، ليه يعمل فيا كدا، مكفهوش أنه قتلني زمان، راح قتل إبننا دلوقتي!!..
هتفت “ميرا” وهي تحتضنها محاولة أن تهبط دموعها هي الأخرى حُزنًا على صديقتها:
-أهدي يا كايلاا، أنتي لسه طالعة من عملية إجهاض، أهدي.
ثم سحبتها برفق وهي تقول لها بحنوٍ مثير:
-تعالي، بُصي أنتي تاخدي شاور دلوقتي، وبعدها تدخلي تنامي عشان ترتاحي، بلاش تفكري في حاجة.
إبتسمت “كايلاا” بسخرية مريرة وهي تلقي لها تلك القنبلة الموقوتة:
-لازم أفكر يا ميرا، خصوصًا بعد ما إيــاس الإبياري عرف يكشفني ويوصلي وهربت منه من المستشفى أول ما مشي.
هدرت “ميرا” متسائلة وهي لا تزال غارقة في صدمتها:
-يا نهار أسود، كشفك؟!.. كشفك إزاي يا مجنونة؟!.. وإزاي قدرتي تهربي من واحد زي إيـــاس الإبياري؟!..
*****

 

 

«في طريقي عليك أن تمر بالجحيم.»
نظراته الحانقة ملأت حدقتيه وتشعب غضبه في عروقه، تعالى صوته الجهوري في المشفى وحراسه يقفون أمامه وهم يطأطأون رؤوسهم بحرج على فعلتهم، ورفيقـه “غيّاث” يقف خلفه شاعرًا بالضيق وهو يستمع إلى كلمات “إياس” القائل بلهجة شديدة الغضب:
-أغبية، مشغل معايا شوية أغبية، ده أنا لو كلب يراقب البت مش هتهرب كدا.
قال “غياث” بهدوء وهو يرى أنفعاله الشديد:
-أهدى يا كينج، خلينا نفكر بهدوء.
ألتفت له وهو يصيح به صارخًا بانفعال وقد استشاطت نظراته وبرزت عروقه الملتهبة:
-أهدى إزاي إنت كمان، حتة بت محصلتش جزمتي تلبسنا قرون وتجري.
وضع “غياث” يديه في جيوبه وهو يقول بثقة:
-هجيبها، ماتقلقش.
هدأ غضبــه قليلًا وهو يسأله بحدةٍ:
-إزاي؟!..
تنفس بعمق قبل أن يُجيبه:
-المستشفى لما طلبت بياناتها، خدت البطاقة من شنطتها عشان أعرف أديهم البيانات، وقبل ما أرجعها في شنطتها، كنت صورت البطاقة عشان أعرف إسمها بالكامل وعنوان بيتها.
أومئ “إياس” رأسه بالإيجاب قبل أن يسأله بجدية حادة:
-خليهم يجهزوا العربية، أنا عاوز أخلص من الموضوع ده.
قال “غياث” مؤكدًا وهو يبتسم له:
-ماتقلقش يا كينج، قبل ما النهار يطلع هنكون جبناها.
*****
ظل القائد جالسًا أمام مكتبــه بوجهٍ جامد كالحجر وعينين حادتين كالصقر، ما يفكر فيه يجعله يتألم بعنف، يعلم أن بعد فعلته تلك قد أنهى آخر أمل بينهما للعودة، سحب نفسًا عميقًا ثم زفره بحرارة ملتهبة، فما داخل صدره لا يعلمه أحد، وقلبـه الخائن لا يُزال يعشقها.
تقدمت منــه فتاة جميلة.. جذابة، ترتدي قميص نوم طويل، نظرت له بفقدان أمل وهي تسأله بتهكم:
-طالمًا لسه بتعشقها ليه عملت كدا؟!..
رمقها القائد بعيون قوية وهو يقول بحنق:
-عملت إيه يعني؟!..

 

 

ضحكت بسخرية أكبر وهي تنظر له بدهشة أكبر قائلة:
-لا ولا حاجة، قتلت إبنك أول ما عرفت أنها حامل، أنت كدا دمرت كل حاجة يا قائد، ومنفيش أمل للرجوع خلاص، فإنساها أسن ليك وليها.
تمكن منه الغضب لأقصى درجة فجذبها تجاهه بحدةٍ:
-أنتي بتقولي إيه؟!.. إنتي جرا لعقلك حاجة؟!.. كايلاا ملكي أنا يا نايا، وهترجعلي تاني.
أشارت “نايا” له بنظراتها، وأخبرته بهدوءٍ زائف:
-مش هترجع يا قائد، كايلاا مش أي واحدة ومفيش زيها، وعمرها ما هتفكر تكمل حياتها تاني مع واحد دمرها.
رفع صوته المتعصب:
-وأنا مش هسيبها يا نايا، مش هسيبها، أنا وراها والزمن طويل بينا.
أجابته ببسمة ساخرة وهي تستقيم بوقفتها مقابله:
-ومين قالك يا قائد إنها هتسيبك، زي ما دمرتها، هتحاول تدمرك، وتدمر الإمبراطورية بتاعتك.
زاد الاشتعال في صدره، وجعل معدته تتقلص من الاحتراق، تنفس بعمقٍ ليهدئ من الانفعالات الثائرة المتجمعة بداخله، طوى الأوراق الموجودة بين يديه، وخاطبها في سخطٍ:
-أقفلي على الموضوع ده يا نايا، وقوليلي إيه آخر مستجدات في الصفقة الجديدة.
جلست أمامه تضع ساقها فوق الأخرى وهي تقول ببرود:
-الـ50 جـ.ثة هيوصلولنا قريب جدًا، أنا لسه مكلمة الدكتور بيتر وهو هيظبط كل حاجة متشلش هم.
هز رأسه إيجابيًا وقد عاد عقله من جديد يفكر فيها مرة أخرى، فهو لن يتخلص من داء عشقه وتملكه منها، تلك الليلة التي فاز بها تمر أمامه كشريط سينامئي، كان يظن لمجرد أنها محتالة ستتقبل به، ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن.
*****
-إسمعي يا ميرا متوجعيش قلبي، أنا خلاص قررت، مش هقدر أبات عندك، أنا سايبة أختي لوحدها عند الجيران لغاية دلوقتي.
هتفت بها “كايلاا” بإرهاق كبير وهي ترتدي حذائها، بعدما أغتسلت وأرتدت ملابس أخرى التي جلبتها لها “ميرا”، هتفت “ميرا” بإمتعاض:
-يا بنتي حرام عليكي، أنتي مش قادرة تصلبي طولك، ممكن يغمى عليكي في الشارع وأنتي لوحدك، وولاد الحرام كتير، وبعدين أنتي ليه مش عوزاني أوصلك.

 

 

إبتسمت “كايلاا” بألم وهي تقول بتعب:
-الأوبر مستنيني تحت وبعدين لازم أروح لأختي يا ميرا، وماتقلقيش عليا، بالمناسبة، متنسيش تودي الفلوس إللي أديتهالك للناس إللي كتبت أساميهم في الورقة، هتلاقي العنواين بردو مكتوبة.
هزت رأسها بيأس وهي تقول:
-حاضر، متشليش هم، وأنا بكرا قبل ما أروح الشركة هعدي عليكي.
-تمام، يالا سلام.
فتحت باب المنزل وخرجت بخطى متعبة، أغلقت “ميرا” الباب وهي تهمس بخفوت ساخر:
-أول مرة أشوف نصابة بتعمل خير بالشكل ده؟!..
*****
بعد فترةٍ قليلة، ترجلت “كايلاا” من السيارة بعدما أعطته بعض أوراق نقدية، وما أن غادرت السيارة حتى تنهدت بعمق وهي تحاول أن تُسير بخطى طبيعية، شهقت بألم وهي تشعر بوخزاتٍ حادة في معدتها وظهرها، أستندت بوهن على إحدى المباني، قبل أن تتسع عيناها وهي ترى سيارة “إيـاس” تأتي من على بُعد بسرعة مهولة، وتوقفت بطريقة ماهرة على أخر لحظة أمام المبنى التي تقف تستند عليها، لتقع عيناها المصدومتين على عينيه القاسيتين.
ترجل من سيارته لتشعر بهيبته الطاغية وهي تراه يتقدم نحوها، حتى وقف أمامها وهو يقول بلهجة عميقة:
-هربتي تاني وفي الآخر جبتك بردو.
همست له بضعف وهي تشعر أن تعب يومها كله إجتمع في تلك اللحظة بجسدها:
-أنت عاوز إيه؟!.. أنا قايمة من عملية إجهاض وتعبانة ومحتاجة أرتاح.
كانت نظراته في تلك اللحظة جامدة رغم قسوة ملامحه، ألتوى ثغره بإبتسامة قاسية قبل أن ينحني بجذعه ويحملها بين ذراعيه فجأة، توسعت عيونها بفزعٍ حقيقي وهي تصرخ:
-نزلني يا مجنون، حرام عليك نزلني.

 

 

تحرك بها نحو سيارته قبل أن ينحني برأسه يهمس في أذنها بصوتٍ فحيح كالأفاعي، قاسي كملامحه:
-أنتي خلاص دخلتي جحر إيـاس الإبيـاري، أهلًا بيكي في جحيمي.
*****
#لكِ_الفؤاد.
#أميرة_مدحت.
شوفوا من أولها نصب، وانتقام، وتجارة أعضاء، وتملك وليلة زرقة، تخيلوا اللي جاي هيبقى عامل إزاي؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية لك الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى