روايات

رواية ثأر الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان الجزء الثاني

رواية ثأر الشيطان البارت الثاني

ثأر الشيطان
ثأر الشيطان

رواية ثأر الشيطان الحلقة الثانية

في جزيرة رائعة الجمال تدعى “المالديف” في منزل صغير رائع الجمال من الخارج ولكن حينما نُلقي عليه نظرة من الداخل نجد أنه ليس بجميلٍ، بل بشع نظرًا لما يفعله ساكنه بداخله .. كانت مُلقية على الأرضية الباردة بوجهٍ مليءٌ بالكدمات وليس وجهها فقط، بل جسدها أيضًا به علامات تعذيب أرهقتها وأضعفتها .. ترتدي فقط ثوبٌ أسودٌ قصير دون أكمام يقرب لثياب النوم .. كانت تتنفس بثقل تحاول أن تعتدل ولكن الضربات التي أخذتها من زوجها الذي خذلها وظهرت حقيقته بعد الزواج مباشرة منعتها من ذلك .. تحاملت وإستندت بركبتيها المتورمتين على الأرض ووقفت بصعوبة محاولة تحمل ذلك الألم الذي يفتك بجسدها بالكامل .. وقع بصرها على السلاسل الحديدية المعلقة على جدران الغرفة التي بها .. شعرت بالخوف وتمنت أن تهرب ككل مرة تهرب بها ولكن تلك المرة تتمنى أن لا يستطيع الوصول إليها .. وصل إليها صوت المياة في الحمام إستنتجت أنه يأخذ حمامًا لكن من مِن المفترض أن يأخذ حمامًا؟؟ هو أم هي؟ ..

“لا وقت لذلك السؤال الآن، شمس” كانت تتحدث بينها وبين نفسها “هذه الفرصة العاشرة لكِ لكي تهربي من ذلك الحقير”

إلتفتت وإتجهت نحو باب المنزل ولكنه مغلق بإحكام تأففت وتحدثت بين نفسها مرة أخرى

“يبدو أنه قد تعلم من آخر مرة .. إذا لنبحث عن طريقةٍ أخرى”

إتجهت نحو إحدى النوافذ الخشبية وجدت أن الفرق بينه وبين الأرضية الخارجية ( الرمال) ليست كبيرة كأي منزل، بل أغلب المنازل هنا صغيرة تتكون من طابقٍ واحد على الأقل والمقصود هو المنازل القريبة من الشاطئ.

هتفهت بهمس:

“مش مشكلة أنا كده كده متدغدغة، مش هتيجي على دي، وحتى لو لو هموت المهم إني هبعد عنه ومش هشوف وشه تاني.”

ثم ألقت بنفسها من النافذة ووقعت على الرمال .. حمدت الله أنها لم تتألم كثيرًا وإعتدلت لتقف وبدأت بالركض حافية القدمين وشعرها يتطاير خلفها .. تركض بسرعة شديدة لا تريد أن تنظر خلفها .. تركض دون وجهة معينة .. لا تعرف أي شخص على تلك الجزيرة .. وحتى لو أوقفت أحدهم سيعيدونها لزوجها .. يا الله كم تتمنى أن تتخلص منه، هي فقط عروس! .. كانت عروسٌ تقضي شهر عسلها الذي طالت مدته ولا تعلم متى ينتهي مع زوجها ومعشوقها الذي أحبته ببراءة .. ولكنها لم تكن تعلم أن كل ذلك سيحدث .. تتذكر كم كانت عنيدة في إختيارها له وأنها تحدت والدها لأجله .. هبطت عبرة من مقلتيها لتذكرها كل ذلك، لقد وقع والدها أرضًا يومها وكاد أن يصيب بجلطة بسبب عِندها معه .. ولكنه في النهاية رضخ لأجلها .. لقد كانت غبية وعنيدة و أنانية .. لقد إختارته على والدها .. وقفت تلفظ أنفاسها بصعوبة وبدأت بالبكاء بنحيب بقلبٍ مؤلم، لقد جرحت والدها .. وتتمنى لو يجتمعا مرة أخرى حتى تخبره كم تحبه وكم هي نادمة على مافعلته به .. حتى لو لآخر مرة.

إنتهى من حمامه وإرتدى ملابسه وبعد أن إنتهى ذهب للغرفة التي كانت بها ولكنه لم يجدها .. تنهد ساجد بضيق من تلك الغبية المُدللة .. يبدو أنها هربت للمرة التي لم يعد يذكر كم هو عددها، خرج من المنزل ليبحث عنها ولكن تلك المرة لن يمر الأمر على خيرٍ بتاتًا.

وصل اليخت الذي يحمل جواد ورجاله … كان الطقس باردًا .. لا يصدقون من ذلك الأحمق الذي يقضي شهر عسله هنا في ذلك الطقس .. بدأت السماء تُمطر بشدة وإتجه جواد ورجاله نحو الوجهة المرسلة إليه .. إفتحموا المنزل الخشبي الصغير ولكنهم لم يجدوا أي أحدٌ به .. نظر جواد حوله يتفحص ذلك المنزل .. ترك السلاح الذي بيده جانبًا وبدأ يستكشف المكان حتى دخل غرفة صغيرة توقف بها عندما رأى ما بداخلها .. سلاسل حديدية و سوط! إلتفت ينظر للمكان أكثر .. هناك أدوات تعذيب! .. وآثار دماءٍ أيضًا .. إحمرت عينا جوادُ بغضب وخرج من تلك الغرفة يجعل رجاله يلاحقوه .. إنتبهوا لآثار الأقدام بالخارج كانت أثار قدميها الحافيتين وضع جواد يده على موضع أقدامها ثم إنتبه لآثار حذاء رجالي كان يلاحق تلك الآثار … لاحق تلك الآثار أيضًا ولكن أسرع من أي أحد .. كانت بين الأشجارِ في الغابة الخاصة بتلك الجزيرة والمطر كان يجعلها تتحرك بقدميها العاريتين بصعوبة والبرد القارس يؤلم جسدها بشدة ذهبت نحو أرض رطبة وإنزلقت بسبب المياة ووقعت أسفل تلك الغابة وتلوث جسدها وثوبها بالوحل وصرخت بألم إثر وقعتها تلك وجُرحت قدماها ولم تعد تستطيع أن تتحرك أو تهرب مرة أخرى .. إنتبه ساجد لتلك الصرخة لكونه قريبًا منها وتحرك إتجاه ذلك الصوت حتى دخل الغابة .. غرُبَت الشمس وكان جواد قد إقترب من الغابة ولكنه توقف لأنه لا يعلم كيف يسير .. حتى إنتبه لصوت أحدهم يناديها ..

“شمس.”

عقد جواد حاجبيه ودخل الغابة يتبع ذلك الصوت .. إرتجفت شمس بذعر عندما سمعت صوت زوجها .. تتمنى أن تموت الآن ولا تقابله مرة أخرى حاولت أن تتحامل على نفسها مرة أخرى ولكنها لم تستطع حاولت أن تختبئ بين الأشجار تدعوا الله أن لا يجدها.

توقف ساجد بمنتصف الغابة يبحث عنها بعينيه .. حتى جاءت عينيه على أرضية رطبه بها آثار إنزلاقٍ حديثةٍ .. إبتسم بشرٍ وأخيرًا وجدها.

أردف بخبث وهو يلتف حول المكان الذي هي به:

– تعرفي يا شمس، أنا فعلا حبيتك عشان كنتِ غير كل البنات، كنتِ هادية وشقية وبتحبي تغامري والكل بيتمنى يبقى معاكِ، شباب الجامعة كانوا بيتكلموا عنك دايمًا إنك رافعة مناخيرك للسماء وماحدش عارف يوصلك، بس أنا أخدتها تحدي إني هكسر غرورك ده….”

تفاجأت به يقف أمامها وهو ينظر لها بشر ..

– وبقيتي أهوه زي الكتكوت المبلول خايفة تشوفي خيالي أو تلمحيني حتى.

كادت أن تتحرك ولكنه أمسك بشعرها بقوة .. صرخت بألم وأمسك برقبتها بقوة .. كانت تحاول أن تتنفس ولكنها كانت تختنق ..

– لازم أشوف حِجة أقولهم بيها مراتي ماتت إزاي؟ فكري معايا.

كان مستمر فيما يفعله وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها ولكنها تختنق .. تفاجأت بضربة قوية على رأس ساجد جعلته يتوقف عما كان يفعله بها وصرخ بألم .. كانت رؤيتها مشوشة نظرًا لإختناقها .. كانت تستنشق بصعوبة .. وعندما وجدت أن ساجد قد تركها ركضت دون أن تنظر خلفها .. لا تعلم أن جواد من قام بضرب ساجد .. إلتفت ساجد ينظر للشخص الذي يقف خلفه .. لم يكن شخصٌ عادي بل كانت ملامحه لا تبشر بالخير .. كان غاضبًا.. أردف ساجد بإستفسار:

– إنت مين؟

لم يُجبه جواد بل لكمه بقوة وأوقعه أرضًا حاول ساجد أن يقاتله أيضًا ولكنه جسد جواد كان أقوى .. سدد له اللكمات بقوة حتى لم يعد هناك مكانٌ سليم في وجهه .. لم يكتفِ جواد بذلك، بل كسر ذراعه الأيسر وأيضا كسر أصابع ذراعه تلك .. ظل يضرب رأسه بقوة لم يرى أمامه .. بل كان فقط يتذكر على ماذا كانت تحتوي تلك الغرفة .. يتخيل كيف صرخت في كل لحظة كانت تعاني بها .. أبعده أحد رجاله من قتل ساجد الذي فقد وعيه وأصبحت حالته يائسه ..

– إهدى يا زعيم، هتقتله.

إستفاق جواد عما كان يفعله وظل ينظر حوله يبحث عنها بعينيه .. ولكنه تذكر أنها ركضت ..

– خدوا الكلب ده معاكم شويه وهنمشي.

ركض حيث كانت تركض شمس .. كانت تركض دون توقف غير مبالية لجسدها الذي يصرخ من الألم تحاول أن تلتقط أنفاسها جيدًا .. ولكنها تفاجأت بمن يمسك بها من ظهرها .. صرخت بقهر تحاول الفكاك منه تُكمِل هربها منه ..

– شمس.

لم تسمعه من صراخها .. ظلت تصرخ كثيرًا ليبتعد عنها ولكنه لم يبتعد وجعلها تلتف لتنظر له … هدأ صراخها الهيستيري وتحدثت بكلمة واحدة ..

– جواد.

هدأ جسدها كأنها وجدت الخلاص وأغمضت عينيها تستلم لتلك الراحة التي تناديها، إلتقطها جواد بين ذراعيه .. كانت مستكينة ونائمة بين ذراعيه كان ينظر لها بهدوء .. لملامحها التي لم تعد كآخر مرة رآها بها .. تمنى لو يكون لديه الحق بضمها وتحطيم عظامها بضمته لها .. تمنى لو يقوم بلمس شعرها الكستنائي الذي لطالما عشق رؤيته ورائحته .. تمنى لو يلمس تلك الشفاة يعاقبها على مافعلته به طوال تلك الأشهر الماضية .. ولكن لا .. كل ذلك لا يجوز، أغمض جواد عينيه يأخذ نفسًا عميقًا لكي يهدأ من تلك المشاعر التي إجتاحته وإعتدل واقفًا وهي بين ذراعيه القويتين.

………………………………………..

في صباح اليوم التالي:

كانت تجلس في حمام غرفتها بقصر والدها تنظر أمامها بشرود والخادمات تقُمن بتحميمها من ذلك الوحل الذي كان يملأ جسدها وثيابها .. كانت جميعهن يشفقن عليها مما رأوه بجسدها .. آثار تعذيب مبالغ بها .. لو كان أحدٌ غيرها تعرض لذلك التعذيب كان قد مات .. أكد عليهن جواد أن لا يخبرن أحدٌ بما حدث لها .. ولن يتحدثن فجواد وإن كان الذراع الأيمن للسيد بهجت فهو له فضلٌ عليهن جميعًا بعد الله.

إستفقن عندما تحدثت بإرهاق وصوت مبحوح..

– بابي فين؟

أجابتها إحدى الخادمات:

– بهجت بيه لسه مايعرفش إن حضرتك هنا، هو حاليا في الشركة.

أغمضت عينيها تتنهد بإرهاق، ولكنها قامت بفتحهما عندما أردفت إحداهن:

– جواد بيه مقالش لحضرتك عن إللي حصل لبهجت بيه؟

نظرت لهن بإستفسار، أكملت الخادمة:

– بهجت بيه مريض بالقلب ومابلغش حد حتى جواد بيه بس جواد بيه عرف بطريقته وبلغنا إننا نحاول نهتم بصحته على قدر المستطاع، أنا قولت أبلغ حضرتك عشان…….

لم تُكمل الخادمة حديثها ناظرة لهيئتها تلك، هزت شمس رأسها تتذكر أنها السبب في كل ماحدث لوالدها في الفترة الأخيرة من مشاكل صحية .. توقفت إحدى الخادمات عن عملها عندما كانت تقوم بتنظيف ذراعها الأيمن .. نظرت لشمس بفزع لوهلة ثم عادت تُكمِل عملها كأنها لم ترى شئ.

بمرور الوقت كان جواد يقف أمام غرفة شمس تهمس إليه تلك الخادمة التي كانت تساعدها في الإستحمام .. نظر لها جواد بهدوء بعدما سمع ماقالته .. أشار لها بأن تذهب ثم دخل غرفة شمس دون أن يطرق الباب .. كانت تقف عند نافذة الغرفة تنظر أمامها بشرود ولكن ما لفت إنتباهه أنها ترتدي ثوبًا صيفي، وليس ذلك فقط .. بل يُظهر جميع كدمات جسدها الذي هلك من كثرة التعذيب .. شعر أن وتيرة غضبه ترتفع في كل مرة يتذكر فيها تلك الغرفة والتي قام بحرقها هي والمنزل بأكمله قبل أن يرحل بشمس من تلك الجزيرة … تقف مُرتعشة أمام النافذة تتابع سقوط الأمطار بحزن وشرود تتذكر ماحدث لها منذ ساعات وكيف تم إنقاذها وكيف عادت لمنزل والدها أيضًا؛ فبالنهاية هي من جنت على نفسها لأنها أردات ذلك المختل منذ البداية، إستفاقت على صوت خطوات هادئة تتقدم نحوها ببطئ .. خطواته التي تعرفها جيدًا إلتفتت ووجدته يقف أمامها بهيئته الطاغية، عيناه هادئتان وفي ذات الوقت ماكرتان لا تعلم ما الذي يدور بداخل عقله، إنه الشيطان الذي كان موجودًا بجانبها دائمًا منذ الصغر؛ فهو ذراع والدها الأيمن وليس ذلك فقط إنما يكون بمثابة إبنه الذي لم ينجبه، الشخص الذي يضحي بنفسه دائمًا لأجل والدها، شعرت بالبرد القارس عندما ظل يطالعها هكذا؛ فهو كالعادة بارد كبرود فصل الشتاء لا يتحدث كثيرًا بل يعمل أكثر، يختفي كثيرًا ثم يظهر فجأة من حيث لا تدري، تتذكر كيف كانا .. كان ظلها الحارث، ولكن الآن أصبح كل شئٍ مختلف، وضع يده في جيب مِعطفة الأسود يقاطع تلك النظرات مردفًا بهدوء وبرودٍ في آنٍ واحد:
– أنا مابلغتش بهجت بيه بإللي حصل ده، هو هييجي هنا وهيتفاجئ بمجيك ممكن نقول جاية زيارة .
كانت تشعر بالبرد القارس أثناء حديثه ذلك كأنه قد طعنها بقلبها.
– غيري هدومك دي وحاولي تداري الكدمات إللي في وشك بأي طريقة.
إنتبهت لعروق عنقه البارزة بشدة أثناء حديثه لها لماذا تشعر دائمًا أنها تثير إشمئزازه، لماذا يكره رؤيتها أمامه؟ وجدته يلتفت لكي يرحل ولكنها أردات أن تعبر له عن إمتنانها:

– جواد.
توقف معطيًا إياها ظهره ..

– شكرًا إنك أنقذتني.
تجاهلها ثم خرج من الغرفة .. هبطت عبرة من مقلتيها عند خروجه من الغرفة، لا يطيق النظر في وجهها .. يبدو أنها قد أساءت له أيضًا مثلما أساءت لوالدها .. إنتفضت عندما عَلا صوت الرعد بالخارج .. وذهبت لتقوم بتبديل ثيابها لثياب شتوية ..

كان جواد يقف خارج الغرفة مستندًا على جدارها يمنع نفسه من العودة إليها مجددًا والصراخ في وجهها ومعاتبتها على مافعلته به دون أن تدري، ولكن لا .. لم يعد لذلك فائدة .. تنهد تنهيدة عميقة وإبتعد عن غرفتها رن هاتفه والمتصل كان يخبره بعودة السيد بهجت للقصر .. أغلق الهاتف وأمر الخدم بإعداد طاولة الطعام لأجله كما أمرهم بإخبار السيدة شمس بإقترابه ايضًا.

توقفت سيارة السيد بهجت أمام القصر، خرج من السيارة متجهًا للداخل وخلفه رجاله .. ولكنه توقف مكانه عندما وجد جواد يقف في باحة القصر ينتظره بإبتسامة هادئة ..

– جواد!

أردف السيد بهجت بإسمه بلهفة واقترب منه يضمه بقوة ..

– وحشتني يابني، أخيرًا شوفتك.

تفوه جواد بإبتسامة:

– ماقدرتش مبقاش موجود لما تحتاجني.

أردف بهجت بلوم:

– يعني جيت عشان كده بس؟

كاد أن يجيبه ولكنه أوقفه صوتها..

– بابي

إلتفت بهجت نحو ذلك الصوت الذي لا يصدق أنه سمعه .. كانت تهبط على سلالم القصر بهدوء كانت إبنته الصغيرة .. لا لم تعد صغيرة كانت إمرأة هادئة .. هبوطها على السلالم هادئ ليس كقبل زواجها .. هل أصبحت عاقلة بعد أن تزوجت من تُحب؟ هل كان مخطئًا في حقها حقَا؟ .. لم يشعر بنفسه سوى وهو يقترب منها يقوم بإحتضانها بقوة .. ظهرت معالم الألم على وجهها لأن والدها يضغط على كدماتها دون أن يدري .. قاطع لحظتهم تلك جواد الذي أردف بهدوء:

– أنا طلبت منهم يجهزوا الأكل عشان تقضوا دقايق لطيفة سوا في زيارة مدام شمس دي.

إبتعد عنها بهجت ينظر لجواد بإستفسار، أردف جواد بوضوح:

– مدام شمس جاية زيارة ساعتين وهتمشي.

تعجبت شمس من قرار جواد ذلك، ثم وإلى أين ستذهب؟ لا يوجد لها ملجأ الآن سوى منزل والدها.. إلتفت بهجت إلى شمس مرة أخرى..

– معقولة يا شمس؟ جاية تعطفي عليا بساعتين بس؟

كادت أن تتحدث ولكن قاطعها جواد:

– مدام شمس كانت مسافرة للندن تكمل شهر عسلها مع زوجها إللي مش عارفين هيخلص إمتى.. بس أصرت إنها لازم تعدي عليك الأول.

إلتفت بهجت إليها ينظر لها بحزن، وأردفت ترضخ لرأي جواد الذي لا تعلم مراده:

– معلش يابابي .. ماتقلقش مش هتأخر عليك هما كام يوم بس وهرجعلك.

أردف بهجت بإستفسار:

– جوزك فين؟ مجاش معاكِ ليه؟

نظرت لجواد ثم عادت تنظر لوالدها مرة أخرى تحاول البحث عن كذبة تخبره بها حتى وجدتها أردفت بهدوء:

– بيخلص شوية أوراق في المطار .. هو بيسلم عليك.

هز بهجت رأسه وهو يطالعها بهدوء ..

– طيب يا حبايبي يلا ناكل.

أماء جواد بهدوء وسبقهم لقاعة الطعام .. تعجبت شمس أن تلك هي المرة الأولى التي ينضم فيها جواد لهم في تناول الطعام .. إستفاقت عندما أمسك والدها بيدها بحب أبوي وأمسك بوجهها الممتلئ بمساحيق التجميل التي أخفت كدمات وجهها بجدارة .

– كنتي وحشاني أوي يا شمس، وبتوحشيني دايمًا .. ماتنسينيش يا حبيبتي.

أماءت له بإبتسامة منكسرة وجذبها خلفه لمائدة الطعام بدأ الثلاثة بتناول الطعام بهدوء وكانت شمس تشعر بإرهاق ودوارٍ مُفاجئ .. ولم يخفى ذلك عن عين جواد الذي كان يتابع كل ما تفعله .. كان يطالع كل إنشٍ بها .. إلتفت ينظر لبهجت الشارد والحزين بتفكيره ..

– بهجت بيه، في حاجات كتير محتاج أنا وحضرتك نتكلم فيها بس بعد ما مدام شمس تمشي.

نظر له بهجت بإستفسار، ثم أردف جواد بهدوء:

– بخصوص الرسالة إللي حضرتك بعتهالي.

– تمام.

عادوا يكملون طعامهم ..

بعد أن إنتهوا من تناول الطعام، كان شمس جالسة بحانب والدها في قاعة الجلوس و تنظر له بشرود ثم أردفت:

– أنا آسفة يابابي على كل حاجة وحشة عملتها في حقك.

تعجب بهجت من حديثها ذلك ..

– ليه بتقولي كده؟

حاولت أن تتحدث وتخبره عما عاشته ولكنها لم تستطع ..

– مافيش يا حبيبي، أنا بس كنت محتاجة أقولك الكلام ده، خايفة تبقى زعلان مني بسبب أي شغب حصل مني زمان.

أمسك بوجهها بيديه ينظر لها بحب أبوي ..

– إنتي ماتعتذريش، إنتي تعملي إللي إنتي عايزاه.

مازال يدللها حتى بعدما فعلته له، قاطع لحظتهم تلك الخادمة التي تمسك بيدها الهاتف:

– زوج حضرتك على التليفون بيستعجلك.

نبض قلبها برعب هل عاد ساجد مرة أخرى؟؟؟ ألم يتولى جواد أمره كما كان يفعل مع أي شخص يؤذيها؟ .. أغمضت عينيها تحاول أن تبدو هادئة أمام والدها .. وإلتقطت الهاتف متحدثة بإرتعاش:

– ألو.

– أنا مستنيكي بره يلا عشان هنمشي.

كان جواد هو المتحدث وبعد أن أنهى حديثه أغلق المكالمة الهاتفية.

أردف بهجت بإستفسار:

– في حاجة يا حبيبتي؟

هزت رأسها نافية

– لا مافيش، أنا همشي دلوقتي، ساجد مستنيني في المطار.

ضمها بقوة بين ذراعيه ..

– هتوحشيني، إبقي كلميني يا شمس.

– حاضر يابابي.

كادت أن تقف ..

– إستني هخلي حد يوصلك.

أوقفته مردفة بتلقائية:

– جواد معايا، هيوصلني.

بعد أن خرجت من القصر، كان بهجت ماكثًا بمكانه يتعجب من وجودها هي وجواد سويًا منذ متى وهما سويًا من الأساس؟؟! .. كيف عاد جواد من مكان إختفاءه وكيف عادت شمس أيضًا في نفس اللحظة؟ كيف كان جواد يتحدث مكان شمس منذ عدة دقائق كأنهما يخفيان شيئًا ما.

صعدت السيارة بجانب جواد والذي تحرك دون كلمةٍ واحدة ..

– هنروح فين؟

لم يُجِبها وإستمر في هدوءه ذلك .. شعرت بالإرهاق يشتد عليها والدوار يجتاحها أيضًا وشعرت أنها تحتاج لشيءٍ ما .. ولكنها تجهله .. تشعر أنها تريد دواء أو مادةٍ ما لا تدري ماهي.

– جواد أنا تعبانة، أنا مش عارفة أنا فيا إيه.

كان هادئًا لا يتحدث أبدًا .. صرخت عندما إستفزها صمته..

– جواد رد عليا.

توقف جواد بسيارته فجأة والتي أصدرت صوتٍ عالٍ عند توقفها .. وأردف بغضب ممسكًا ذراعها الأيمن كاشفًا عن آثار إبر ..

– ده إللي فيكِ يا شمس.

لم تنتبه لتلك الآثارِ قبلًا هذا يعني أنها قد حُقِنَت في ذراعها الأيمن عدة مرات ولكن بماذا؟؟ عاد جواد لهدوءه وقام بتشغيل سيارته مرة أخرى ..

– جواد إحنا رايحين فين؟ رد عليا أرجوك.

لم يُجِبها وأكمل طريقه حتى توقف أمام مكانٍ ما بعد عدة دقائق .. إلتفتت شمس تنظر لذلك المكان الغريب الذي توقف به جواد .. وصُدمت عندما وجدتها مصحة لمعالجة الإدمان.

– إنت جايبني هنا ليه؟ إمشي من هنا.

عندما لم تجد أي إجابة منه خرجت من السيارة تحاول الهرب منه ولكنه نزل خلفها ولاحقها ليمسك بها .. صرخت تحاول أن تبتعد عنه ..

– إبعد عني .. سيبني.

كان يجذبها عنوة عنها وحملها بين ذراعيه يقوم بتسليمها للرجلين اللذان يقفان أمام المصحة أمسكا بها يكتفانها صرخت بقهر وتنظر في عينيه

– لا، جواد!!!!!.

……………………..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى