رواية اهداء وريان الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحاب محمد
رواية اهداء وريان البارت الحادي عشر
رواية اهداء وريان الجزء الحادي عشر
رواية اهداء وريان الحلقة الحادية عشر
عرفت أن عندك مشاكل عقلية فاقررت ابعد بس انتى بتطاردينى فى كل حته وبتقولى لكل الناس انى جوزك ومش عارف اخلص منك ازاى
وتابع : بس يستى فاامى تعاطفت معاكى شوية كده وبعدين برضوا رجعت تفكر فيا مهو انا ابنها يعنى اهم منك فا اقترحت عليا كا حل نهائي اروح لأهلك وابلغهم يمكن يلموكى أو تتعالجى من حبى ايهما اقرب ليكم يعنى كا اسرة بس والموضوع خلص على أنى اقتنعت بالحل ده
كانت تنظر له بصمت وترتسم على ملامحها الذهول لحين انتهاء كلامها لتهتف مؤخراً بهدوء وهى مازالت فى حالة عدم تصديق : انت بجد قولتلهم كده
انفجر ريان ضاحكاً بقوة على منظرها وكأنه أحرز هدف فى الدقيقة الأخيرة من المباراة
انت بتضحك على أية دلوقتي ماتجننيش
استمر فى الضحك حتى أدمعت عينيه وانتهى بالسعال وهو يغمغم بكلمات متقطعة: منظرك وانتى وشك جايب الالوان كده يموت من الضحك
وتابع بعد ما هدئ من نوبة الضحك : اكيد مقولتش كده انا مش مجنون شبهك
تنفست الصعداء و كورت قبضتها تض*ربه ض*ربة خفيفة فى كتفه وهى تغمغم بغيظ : سخيف سخيف
ريان : بحاول اضايقك زى ما بتعملى
اهداء : طيب بجد بقى انت قولتلهم ايه
ريان : قولتلهم انك زميلتى فى الشغل وبتحبى تهزرى بس هزارك رخم شوية وكنتى متضايقه منى علشان مش برد على الفون فاعلشان كده جيتى وقولتى كده
اهداء : كلام غير مقنع بالمرة خيلالك محدود اوى انت
ريان :معلش مش هنيجى حاجه جنبك تأليف حضرتك
اهداء : يالا اهو ارحم من اى حاجة تانية وخلاص بس عايزه اقولك أن والدتك ست جميلة كده وتحسها وقورة كده وشيك واخوك كمان أمور اوى وشكله لذيذ
ابتسم بخفه ليغمغم مازحأ : طيب ايه هتعتبرنى واحد من العيلة دى امتا
تطلعت باتجاهه تتامله فى صمت سرحت وهى تتفحصه ريان وسيم شكلأ إلى درجة كبيرة ليس بالرجل الاشقر ولا ذو جسد رياضى صارخ ولكنه يتميز ببشرة حنطية وتقاسيم وجه رجولية بارزة وجذابة وجسد متناسق وطول فارع يضيف له المزيد من الهيبة شعره اسود كثيف ولكن ليس لديه لحية لا يحبها بالاضافة لامتلاكه هالة مميزة لشخصيته تضيف له وسامة من نوع اخر لا يمكن تجاهله بسهولة
ولكن اهداء كانت تغض البصر عن كل ذالك أو بمعنى أصح تكابر وترفض الاعتراف
قطع شرودها صوت رنين هاتفها وكان المتصل نور ليحدث ما حدث
عودة للوقت الحالى
اهى اهى يا ريان
هتفت بها اهداء وهى تشير على مكان اختها ليوقف السيارة بالقرب منها وتصعد الأخرى وهي مازالت تبكى وتشهق نزلت اهداء لتجلس جوارها بالمقعد الخلفى وتضمها إلى صدرها وهى تربت على كتفها محاولة تهدائتها وفهم ما حدث لها حكت لها نور من بين شهقاتها ونحبيها المستمر ما فعله بها زوجها المستقبلى
لتصيح اهداء بغضب فور أنها اختها للحديث : الحي”وان الزبالة علشان تبقى تسمعى كلامى بعد كده لما اقولك أن ده مش بنى ادم طبيعى اصلا
لتهتف الآخرى من بين دموعها : لا هو ممكن يكون فى حاجة مزعلاه فى شغلن علشان كده عمل كده المره دي
كورت اهداء قبضتها بغضب وهى تحاول التحكم فى غصبها من تلك البلهاء لتغمعم من بين أسنانها بصوت تجاهد فى جعله منخفض : يانور متعصبنيش شغلى دماغك لمرة فى حياتك وهو بعد إلى عمله معاكي ده لسه بتدوريلوا على مبرر
نور : اكيد هو مش قصده حاجه وحشه
صدح صوت اهداء ينهرها بقوة : انتى خسارة الكلام معاكي مستنيه ايه تاني عايزه يعمل ايه معاكي علشان تفهمي أنه مينفعش تكملى معاه
اجفلت الأخرى من صوت اختها العالى لتنتحب بقوة مرة أخرى واردفت من بين شهقاتها : انا مكنش لازم اكلمك انا عارفه اصلا انك هتفضلى تزعقيلى وخلاص المهم عندك تطلعى انتى صح وما هتصدقى تشمتى فينا
كررت اهداء اخر جملة باستنكار : اشمت فيكم
ليتدخل ريان عند تلك النقطة قائلا : اهداء تسمحيلى اتدخل فى الحوار ده بعد اذنك
إجابته بصوت يغلفه الضيق وهى تشيح وجهها بعيداً عن نور : اتفضل علشان انا جبت اخرى خلاص وشوية هفتح الباب وراميها على الطريق زي ما هو عمل يمكن تشوفنى وقتها الهانم زى ما بتشوفه
أوقف ريان السيارة أمام إحدى الكازينوهات الموجودة على النيل
وقال: طيب ياجماعة ممكن تتفضلوا تنزلوا نقعد هنا شوية ونور تدخل تغسل وشها وتشرب حاجة تهديها
أجابت نور بقتضاب : مش عايزه عايزه اروح
لتنهرها اهداء : بطلى قلة ذوق و
قطعتها نور بحدة : متتكلميش معايا تانى ولو عايزانى انزل هنا هنزل واخد اى تاكسى يروحنى
تكلم ريان بصوت هادئ رصين: ممكن انتوا الاتنين متتكلموش تاني وانتى يانور تسمعى الكلام وتتفضلى معايا واعذرينى على تدخلى بس اكيد انتى مش هتحبى أن اهلك فى البيت يشوفوكى بالمنظر ده وساعاتها هيتخضوا عليكي ويسألوا فى ايه والمواضيع هتكبر اوى وانتى اكيد مش حابه حاجة زي دى
سكتت برهة من الوقت قبل أن تفتح باب السيارة وتتحرك باتجاه المكان واتبعتها اهداء وريان
اهداء دلفت معاها الي المرحاض وريان انتظرهم فى الخارج على إحدى الطاولات وطلب لهم مشروب عصير ( ليمون نعناع ) لإقتناعه أنه يعيد الانتعاش والاسترخاء للجسم
عند قدومهم إليه كانت نور فى حالة افضل وتوقفت عن البكاء جلسوا بهدوء وصمت ومازال الجو مشحون بينهم
حمحم ريان بإحراج يقطع الصمت : طلبتلنا كلنا عصير ليمون نعناع بيعملوه هنا حلو اوى هيعجبكم
نور : وبتطلبلنا ليه
نهرتها اهداء بضيق : انتى قليله الذوق
ضحك ريان وهو يهتف : واضح يااهداء أن العيلة كلها عندهم مشكلة فى الموضوع ده
توسعت عينيها بذهول : احترم نفسك انت كمان ولا علشان سكتلك
تدخلت نور مرة أخرى فى الحوار ولكن تلك المرة بأسلوب مختلف حمحمت باحراج واردفت : انا فعلا كنت قليلة الذوق بعتذر على الي قولتله بجد مكنش قصدى
ريان : ولا يهمك يستى انا مقدر انك متضايقه
التفت إلى اهداء وهو يشير بيده على نور ويستطرد : اتعلمى منها بتعتذر عادي اهو واضح أن المشكلة عندك انتى بس
ضيقت عينيها تنظر له بضيق : ريان ابعد عنى دلوقتى علشان مش وقتك هاا
رفع كفيه يهتف باستسلام : انا بعيد اهو ومفيش دعوة بيكي قومى بقى اتفضلى شوفيلك طربيزة تانيه على ما نشرب العصير ونتكلم كلمتين انا وأستاذة نور إذا سمحتلى طبعا
لم تنتظر اهداء إجابة من اختها وهمت للنهوض وهى تلتقط هاتفها وحقيبة يدها وكوب العصير الخاص بهاهتفت سريعاً: ولا متسمحش انا هقوم برضوا علشان مش عايزه اسمع منها أي حاجه تانيه
نظرت نور فى أثرها بانزعاج ليصدر ريان صوت بيده يجذب نظرها إليه وهو يردف بمرح : هى مجنونة بس تحسى أن ممكن يجى منها حته طيبة
ابتسمت نور بخفوت وقالت : ممكن بس مشكلتها انها عايزة تثبت طول الوقت أن هى بس الي بتفهم وهى بس الى رائيها صح
ربع يديه على الطاولة أمامه وأخذ نفس بعمق وغمغم : لو جينا للموضوع بتاعك وعلى إلى أنا سمعته فا هى صح فعلا
هتفت نور سريعاً بشكل هجومى : لا مش صح هي بس مبتحبش ياسين
ريان : طيب بصى يانور اعتبرينى زى اخوكى الكبير وحاولى تسمعى منى النصيحة وانا واحد بعيد عن الموضوع تماماً يعنى علشان انا شايف انك متحامله أوى على اهداء فى الموضوع ده انا معرفش خطيبك طبعا بس على الموقف إلى سمعته منك عنه ده كون عندى وجهه نظر عنه وده كفاية أوى اصل المواقف هي الي بتظهر حقيقة ومعدن الشخص بجد فا مش هقولك غير حاجة وحده فكرى بعقلك واسمعى كلامه فى موضوع كبير زى الجواز محتاجين نفكر بعقلنا اكتر من قلبنا
نور : بس انا بحبه وصوت قلبى غير صوت عقلى ومش مستعدة اكون الة زيك اسفة يعني أو زي اهداء والغى مشاعرى
هز رأسه يميأ ويسارا بالسلب ليضيف موضحأ : انا مش بقول تلغى مشاعرك بالعكس بس خلى صوت عقلك أعلى حاولى دائما تختارى الحاجه الى قلبك وعقلك متفقين عليها وقتها كل حاجه فى حياتك هتبقى احسن فكرى فى كلامى وحاولى تفهميه يانور
ريان محتاج العصير ده فى حاجة
تفوهت بها اهداء وهى تمسك بكوب العصير الخاص به
نظر ريان ونور الي بعضهم فى صمت برهه من الوقت قبل أن ينفجروا ضاحكين بقوة
رفعت اهداء حاجبها ولوت شفاها العلوية تهتف باستنكار : ايه المضحك يعني
هتف ريان من بين ضحكاته : ولا حاجه اتفضلى العصير مش عايزه
وهمس لنور : شوفتى مش بقولك فيها حاجه طيبة
اهداء : بتقولها ايه
ريان ؛ ولا حاجة انا هقوم اعمل مكالمة كده على ما انتوا تطلبولنا حاجة نأكلها علشان انا جوعت اوى عن اذنكم
تركهم ريان وابتعد قبل أن يسمع ردهم
ارتسمت ابتسامة ماكرة على ثغر نور وهى تغمغم بمشاكسة: صحيح يا اهداء هو مين شبيه ظافر العابدين ده
رفعت الآخرى كتفيها ببراءة تردف سريعأ: ده ريان
نور : ايوه منا عارفة أنه ريان مين يعنى برضوا
اهداء : ده وكيل نيابة وزميل شغل بس
رفعت حاجبيها بعدم تصديق : امم زميل شغل وزميل الشغل ده بيوصلك مشاوريك وكمان جايبلنا عصير وبيتكلم فى غداء
هتفت اهداء بلهجة لا تقبل النقاش : كان موجود معايا علشان رايحين مشوار تبع الشغل ولما حصل إلى حصل وصلنى بس
أكملت نور بنفس أسلوبها : ماشي ياستى ماشي التنوع حلو برضوا واحد ابيض واسود وواحد بالالوان
نور قولتلك ريان زميل شغل وبس
قالتها اهداء بقوة
……………………………………………….
لو سمحت ممكن تعدينى
التفت امير لصاحبة الصوت وهو يفسح لها المجال وهم بإحدى المتاجر العامة
امير : اكيد اتف
ابتلع كلمته وهو فى حالة صدمة عند رؤيته لصاحبة الصوت ليهمس بذهول : ميرڤت
رمقته الفتاة بصمت لثواني معدودة وفجأة اجفلت وسحبت الطفلة فى يدها : يالا يا فيروز يالا
لم تقل أزيد من ذالك وهى تبعتد عنه كأنها تهرب من وحش تراه فى أحد كوابيسها
بعد انصرافها تسمر امير في مكانه يتطلع فى أثرها بحزن ويجول فى خاطره سيل هائل من الذكريات
……………………………………………..
فى المساء وفى منزل واهداء تحديدا
كعادتها قبل أن تخلد الى النوم أمسكت بهاتفها المحمول تعبث به ليخطر على بالها ريان وتبتسم وهى تتذكر ما فعله معها اليوم ووجوده معهم طوال اليوم وكيف كان يضحكها هي ونور لدرجة أن نور كادت تنسى ما حدث معها ولم يغادر قبل مصالحتهما على بعض
قررت أن تتصل وتشكره على ذالك وبالفعل اتصلت وضعت الهاتف على أذنها فى انتظار رده
لياتى صوته وهو يجيب : الو
اهداء : انا عارفه ان الوقت متاخر بس كان لازم اشكرك على تعبك معايا طول اليوم
ضحك بخفة وهو يقول : الوقت متاخر فعلا ميصحش حد يتصل على حد فى وقت متأخر اوى كده ايه هو مفيش ذوق
اهداء : تصدق انا غلطانة سلام
ريان: يبنتى انتى ايه بتجاز خمسة شعلة بهزر عموما يستى الموضوع مش مستاهل شكر اى حد مكانى هيعمل كده
اهداء : لا مش اى حد بجد شكرا مكنتش اعرف ان عندك ذوق وكده
ضحك ريان بقوة : والله محتاجين نشوف حل فى لسانك مش بتعرفى تكملى جملة كويسة للآخر
حمحمت بحرج واردفت هى مشكلة فعلا
طيب ايه انا هقفل شكلى صحكيتك من النوم
هتف ريان سريعاً: لا لا استنى انا مكنتش نايم
اهداء: امال كنت بتعمل ايه
كنت بفكر فى موضوع اختك بصراحة واد ايه هي بتقدر الحب
علشان غبية
انتى شايفة أن الحب غباء
لو هيضعفنى يبقي غباء
شخصاتكم عكس بعض خالص
علشان انا وهى عمرنا ما كنا زي بعض فى اى حاجة ولا حتى ظروف تربيتنا
استمر الحديث بينهم إلى السادسة صباحاً دون أن يشعروا بمرور الوقت
لتصيح اهداء بفزع عندما نظرت إلى الساعة: ينهار اسود الساعة بقت ٦ وانا عندى جلسة كمان ساعتين اقفل اقفل يخربيتى على بيتك على بيت نور
وأغلقت الخط فى وجهه حتى قبل انتظار رده
بعد مرور بضع ساعات كانت اهداء فى مقر عملها وتشعر بالإرهاق بسبب عدم نومها
امل : مالك يااهداء شكلك تعبان
وضعت كفها على جبينها تفركه بضيق : عندى صداع رهيب منمتش من امبارح
امل : ومنتيش ليه
ابتسمت عند تذكره ولانت ملامحها وهى تجيبها: كنت بتكلم مع ريان والكلام اخدنا محسيتش بالوقت
امل : لغاية الصبح يااهداء
اهداء : لغاية الصبح مش عارفه ده ازاي بجد اول مره تحصل ومامشيش بالساعة اصلا
اممم هو ايه الحكاية بالظبط
مفيش حكاية ولا حاجه
متأكدة
فى ايه يا امل
هو ريان بيه يعرف أن حضرتك مخطوبة 😳
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اهداء وريان)