روايات

رواية ساعة الانتقام الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام البارت الرابع والعشرون

رواية ساعة الانتقام الجزء الرابع والعشرون

ساعة الانتقام
ساعة الانتقام

رواية ساعة الانتقام الحلقة الرابعة والعشرون

“فصل بعنوان القاضيه”
وعند الساعه الثانيه عشر منتصف الليل كانت تُقي تُهندم ثيابها وتُحضر كل ما ستستخدِمه في هذه السفريه، حملت هاتفها عندما وصل إليها إشعار ثوانيٍ وفتحته لترى أكرم الذي أرسل لها على تطبيق الوتساب يقول :
– متتأخريش بكره ي باشمهندسه محتاجكك بدري نرتب بعض الأمور قبل ما بقيه الجروب يوصل.
ابتسمت تُقي لتتسطح أعلى فراشها وهي تُرسل له :
– بإذن الله.
ثم اغلقت هاتفها تحمد ربها على هذه الفرصه التي كانت تحلم بها دائماً كي تُثبت نفسها إلى أن فاقت من شرودها على صوت أخيها الذي كان يُراقبها يقول مُتسائلاً :
– غريبه يعني لسه منمتيش؟!
– هنام اهو تصبح على خير.
– وانتي من أهله.
قالها وبداخله يُريد أن يعلم ما الذي كانت تتحدث معه وتبتسم هكذا لكن أراد هذه المره ألا يُزعجها كي تنام ولا تُفكر في حديثه ف تركها وخرج من الغرفه لينزل إلى الأسفل مُتجهاً إلى جنينه منزله يحمل كوبًا من القهوه يقوم بإرسال بعض الرسائل إلى “شهد” التي كانت على الجانب الاخر بعد رحيل ماهر اتجهت إلى شقتها قاصدهً غرفتها تغلق الباب خلفها وهي تستند بظهرها عليه تزيل تلك الدموع التي سقطت تجلس أعلى سريرها تنظر في المرآه بقله حيله ووهن، تشعر بذنب كبير بأنها لا تخبره ما تعلمه في تلك القضيه لكنها خائفه بِشده لا تعلم ماذا سيحدث بعد ذلك، قررت أن تلتقط هاتفها السري كي تراسله وبالفعل أخذته ووجدت بعض الرسائل منه:
– عاوز أقابلك ضروري.
محتاج أتكلم معاكي شويه.
تنهدت بضيق لترد بقول :
– عاوز إيه؟!
لو خايف لأحسن اكون اتكلمت متقلقش انا ساكته وكاتمه في قلبي لحد ما اروح فيها.
رد على الجهه الآخر بحزن بدي على ملامحه لأول مره بعدما قرأ رسالتها :
– بعد الشر عليكي.
انا مش عاوزك في كده، انا واثق فيكي ي شهد، انا عاوز اعرفك حاجه تانيه كنت مخبيها عليكي طول الفتره دي.
– ي سلام وجاي تقولها دلوقتي؟!
قالتها بسخريه وهي تعلم بشأن كِذبه وأنه يُريد لقائها من أجل هذا الموضوع ليس ألا.
– صدقيني انا عاوزك فعلاً في موضوع تاني خالص واتمنى تيجي.
اغلقت هاتفها تزفر بإستياء وهي تعتدل في جلستها كي تنام وبداخلها تعلم أنها لم تنمْ ولو لدقيقه واحده بعد مُحادثته.
بينما على الجانب الآخر، تجوّل زياد تلك الجنينه يضع يديه في سرواله متأمًلا سكون الليل من حوله يشَتمُ نسائمه العليله منفردًا بحاله في محاوله تصفية ذهنه عن صراعه الداخلي وعينيه تتذكر شئً ما.
فلاش باك.
جذبها من خصرها عندما كادت عربه كبيره أن تصيبُها، اسبلت عيناه وهي على مقربه منه يجول بنظره أعلى وجهها يحاول التدقيق بكل تفصيلهُ بها وكأنها كانت الفرصه الوحيده بعد هذا الاقترب، لتبتعد هي بخجل تقول :
– مُتشكره.
– ده واجبي.
قالها وعينيه تجول أعلى وجهها الممتلئ بالدموع ليقول مُتسائلاً :
– خير فيكي حاجه؟!
امآت بالرفض مُحاولهً كبت دموعها لكنها فشلت عندما انفجرت بالبكاء وهي تخفي وجهها
صُدم بِشده من هيئتها وتوقع أن شئً أصابها، اخذ يتابع جسدها خوفًا من أن تكون تلك السياره اصابتها بأي شئ لكنه نظر إليها بصدمه أكبر عندما قالت :
– ممكن توصلني بيتي؟ هو قريب من هنا بس انا مش قادره امشي لوحدي.
امآ لها عازمًا أن تركب سيارته
رفضت هي بقول :
– مش محتاجين العربيه خليها.
توجه معها بقلق من حالتها ثواني ونظر إليها يقول بإكتراث :
– انتي اسمك إيه؟!
– شهد، وأنت؟
– أنا زياد.
– ممكن سؤال تاني؟
قالها بخجل بسيط لتومأ له :
– هو انتي بتعيطي لي؟!
نظرت إلى الجانب الآخر وهي تسير معه ببطئ، نظر هو إلي الأسفل بخجل من سؤاله ليتفاجئ بردها عندما قالت :
– كانت خطوبه حبيبي النهارده!
رمقها بحزن وضيق مُردفًا :
– وهو كان بيحبك ولا كان حُب من طرف واحد؟!
– كان حب مُتبادل بس مش عارفه إيه اللي غيره وخلاه يخطب اعز صديقه ليا قصاد عيني.
شعر بألمها وحزنها ليقول مُحاولاً تهدئتها :
– طيب اهدي، لو كان فعلاً بيحبك يبقى اكيد حاجه اجبرته أنه يخطبها.
نظرت إليه بتمعن ثم قالت :
– هو قالي أن خطوبته مُزيفه بس انا قلبي وجعني أوي بعد اللي شفته.
– طيب زي الفل إيه مزعلك بقي؟!
– خايفه يكون بيكدب عليا ويتعلق بيها وينساني!.
– لو كان بيحبك فعلاً عُمر ما أي بنت هتأثر عليه.
– أنت حبيت قبل كده؟!
قالتها شهد بتساؤل وهي تشعر بالراحه بعدما أخرجت كل ما في قلبها له ليرد هو بمرح :
– لسه والله ومُنتظر بنت الحلال.
– اكيد هتلاقيها… أنت طيب أوي وتستاهل.
أبتسم هو بعدما راقب ملامحها التي تبدلت للسعاده ولو قليلاً ليُضيف بمرح :
– وانا اقدر أساعدك كمان لو تحبي…إسم حبيبك ده إيه؟!
– إيه هتشتغل خاطبه؟!
قالتها بضحك وصوتها قد ارتفع قليلاً، يُراقبها هو بشعور احتل قلبه وقتها ولا يعلم كيف يخرج منه :
– ي ستي شكرًا…. بس بتكلم بجد، إسمه إيه؟
– إسمه ي سيدي “سمير النوبي”.
توقف زياد عن السير يحاول إستيعاب ما قالته ناظرًا إليها بصدمه يهتف :
– تقصدي رجل الأعمال!!!!
لاحظت هي ملامحه وتوقفه عن السير ترد مُتعجبه :
– إيه مالك! أنت تعرفه؟!
– عِز المعرفه.!
قالها بغلٍ وحقد ثم أكمل :
– انا حضرت خطوبته علفكره، مش كانت على بنت اللوا سليم؟
امآت له بتعجب تردف :
– وانت تعرفه منين؟!
– صديق قديم.
قالها بلهجه خبيثه تحمل معانيٍ كثيره، لتتوقف هي قائله :
– هو ده بيتي… شكرًا جداً علي مساعدتك ليا ولو كان الوقت بدري شويه كنت طلعت تشرب حاجه.
نظر إلى ذلك البرج التي تقيم به ثم عاود بنظره إليه مُحاولاً التَبْسم يقول :
– لا شكر علي واجب، المهم إنك كويسه، وده رقمي لو احتاجتي أي حاجه.
اخذت رقمه بإبتسامه صافيه ثم رحلت بينما هو ظل مكانه لدقائق يحاول إستيعاب ما قالته.
باك.
– ي ريتني ما شوفتك في اليوم ده ولا ورطتك في كل الحاجات دي!.
قالها زياد وهو يُأنب نفسه وقد شعر بالفعل أنه قد استغلها لمصلحتِه كثيرًا، حتى أنه أغلق على قلبه الذي دق لها مُنذ اللقاء الأول كي لا يضعف ويحقق انتقامه عن طريِقها.
******************
في صباح اليوم التالي، استيقظت “آيه” على صوت زقزقه العصافير النشطه التي تتنقل في الارجاء بحثًا عن الرزق، رمشت عده مرات تستعيد وعيها بالكامل بينما قبضت على شفتيها ابتسامه احتضنت كامل وجهها وهي تتذكر أمسيتها المتأججه مع فريد البارع في اللعب على جميع أوتارها، زادت ابتسامتها شاعره بالنضاره وقد تجددت أوراق محبتهما من جديد
وكله بفضله هو.
بحثت عنه بعينيها حتى وقع بصرها عليه يقف في الشرفه وكأنه يُحادث أحد بالهاتف يبتسم من حين لآخر، شعرت بالغيره طفيفًا من أنه يحادث فتاهً ما لذا اقتربت منه بهدوء وهي تحاول أن ترى من الخلف بمن يُراسل لكنه فاجئها عندما أدار فوراً يغلق هاتفه بصدمه من وجودها يقول بتوتر بدا عليه :
– كويس إنك قومتي، انا جهزت شنطتك.
– كنت بتكلم مين؟!
– بكلم مين إزاي؟!
قالها بتعجب من سؤالها اللامنطقي لتقول وهي تعقد ذراعيها بإصرار :
– سؤالي واضح… مين اللي كان أو سوري كانت بتضحكك اوي كده؟!.
– وبصفتك مين يعني بتسأليني السؤال ده؟!
قالها بغيظ واستفزاز لاحظته هي، عقدت حاجبيها بعدم فهم من جملته ترد :
– يعني إيه! تقصد بأيه صفتي إيه؟!
– كلامي واضح أنا كمان زي كلامك وبعدين ممكن متدّخليش في خصوصياتي؟!
– خصوصيات؟!
قالتها بصدمه من تحوّله المفاجئ معها هذا الصباح، فكأن الدنيا تُعاندها على السعاده، كلما فَرِحت لم تكتمل فرحتها كثيرًا.
رحل من أمامها وهو يُهندم ثيابه غير عابئً لها، تنظر إليه بعدم فهم من تصرفه غير السوي تتجه صوبه قائله :
– ممكن أفهم إيه اللي غيرّك كده؟!
– مانا زي الفل اهو!
– فريد بصلي وانا بكلمممك!
قالتها صائحه بغضب من تجاهله لحديثها وليست أول مره يفعل ذلك، فكأنه يتلذذ كل مره في تعذيبها بهذه الطريقه دائمًا.
أما عنه همس داخله :
– آسف ي آيه مقدرش أضعف تاني معاكي ،كده أفضل لينا.
تنهد بِقله حيله ينظر إليها ليجدها تلتهمه بعينيها ليردف :
– بصيت عاوزه إيه تاني؟!
مش كفايه عليكي يوم إمبارح! ولا مشبعتيش!
– إيه ساكته لي!
صفعه قويه هوت من كفها على خده من قوتها جعلت شعره يتطاير ولف وجهه على أثرها، بينما هي انهالت الدموع من عينيها بغزاره لتقول بألم وحسره وبصوت متهدج ضعيف :
– أنت واحد حقير وزباله… ي ريتني ما حبيتك.
ركضت إلى المرحاض ثم أغلقت خلفها سريعًا قبل أن تتلقى العقاب على ما فعلته.
صمت طويل سيطر على فريد واقفًا يستوعب ما حدث!
تحسس بأنامله خده وفمه مفتوح بصدمه دلالهً على عدم الاستيعاب، قطب حاجبيه بعدم تصديق، والدهشه تطغي على ملامحه… سرعان ما استعاد وعيه وتأكد بأن ما فعلته آيه واقعي لا مفر منه.
ماذا؟ لقد ضربته؟!
جرحت كبريائه كرجل… بل ودهست بكرامته الأرض!
وماذا عن ما قاله هو من كلام نزل على قلبها كالجمر فأحرقه!
أليس عدلاً ما فعلته؟!
كور يديه بقوه وبغضب غليظ حتى برزت عروقه من شده الضغط وكاد أن يضرب عرض الباب وهو ينوي كسره ليدخل ويلقنها درسًا لن تنساه، لكي تعلم أن ما فعلته لا يقبله رجل على نفسه مهما كانت درجه حبه لإمرأته.
لكن ماذا عن جُملته هو؟! ماذا عن مشاعرها وقلبها الذي تمزق!
جلس على الاريكه يتذكر جُملته القاسيه التي لا يعلم كيف قالها هكذا دون شعور! أراد إبعادها كي لا يضعف وتضعف هي معه، لا يُريد أن تحدث بينهم تلك الأشياء في هذه الأوقات الصعبه ، أراد أن يحتفظ بمشاعره لها لحين أن تكون مِلكه شرعًا، لكن لم يعلم أن طريقته كانت قاسيه معها هذه المره، وصل لمسامعه صوت نحيبها من الداخل، ترجل إليها وهو يطرق بابها قائلاً بهدوء :
– أنا مكنتش اقصد بجملتي حاجه
أنا آسف.
لم يستطع أن يتحدث أكثر لأنه يعلم إذا خانته العِبارات سيضعف بل إذا رآها بهذه الحاله فلم يستطع الإبتعاد لذا رحل فورًا بعدما قال جملته.
********************
– طلعونييي من هناااا…. في حد سامعنييي!
كانت تصيح يارا وقتها بعدما فاقت من نومها ووجدت نفسها ما زالت في هذه الحفره العميقه.
– الله يخليكم انا بخاف من المنخفضاات
حد يخرجنييي.
قالتها ببكاءٍ على حالها وما توصلت إليه في لحظه، تمنت لو أنها لم تعدْ من أمريكا ولم ترى شادي وقتها، حتى فاقت من تفكيرها على صوت فتاه تقول :
– ماذا حلّ بكِ ي فتاه!
نظرت يار للأعلى ثم صاحت كي تسمعها تلك الفتاه :
– ارجوووكي انا وقعتتت هنا
ساعدينيييي من فضلللك.
– انتظري سوف اُخرجك.
وبالفعل، رفعتها إلى الأعلى بيديها التي كانت تشع آشعه غريبه لكن لم تندهش يارا كثيرًا فإنها بعالم الخوارق رُبما لتقول بإمتنان :
– شكرآ جداً ليكي انا مش عارفه أشكرك إزاي.
– كُنت أعلم أنكِ ستأتي مره أخرى.
قابلتها يارا بعدم فهم لتُضيف تلك الفتاه :
– نعم انا أعلم عنكِ كل شئ، حتى أشياء لم تعلميها.
– ارجوووكي ساعديني أخرج من هنا
انا مش عارفه انا جيت المكان ده ازاااي.
قالتها يارا بتوّسل لتُجيبها الأخرى :
– قدرك الذي آتي بكِ إلى هُنا عاطِفه.
– انا أسمي يارا ومين دييي!!! انا مش فاااهمه حاجه هنا.
– نعم أعلم عزيزتي أنه مُجرد إسم جديد في عالمك الوهمي، لكنكِ عاطِفه وُلدتِ من جديد.
– يعني إيي!!
توسعت عيناها من حديث هذه الفتاه الذي يحمل العديد من الأسرار عن حياتها.
– أنتي عاطِفه إبنه الساحر الأعظم دراكو مالفوي.
شعرت بالتشويش بعدما ذكرت إسم هذا الساحر الذي قابلته هي وشادي معًا لكنها لا تفقه ما هذا الذي تحكي به وكيف تُصدقها؟!
– أعلم أنكِ مصدومهً لكن هذه هي الحقيقه، لقد ارتكبتي إثمًا كبيرًا في عالمنا لذا اباكِ قرر أن يُخرجكِ من هذا العالم إلى الأبد ومعكِ هذا ريحان.
– اثم! انا مش قادره استوعب اللي بتقوليييه!
– هذا ريحان ساحر هو الآخر لكنه ذاك دم دَّنِس بينما أنتي ذات دم نقي، أراد هو وعشيرته أن يسيطروا على العالم أجمع بسحرهم البذيئ لكن دراكو لم يسمح لهم بذلك وتداخل معهم كثيرًا لذا قرر هذا المدعّو ريحان أن يخطفكِ كنوع من التهديد لابيكِ كي يكفي عن ما يفعله لكنه لم يعلم أنه فعل الشئ الخاطئ!
كانت تنصت لها يارا جيدًا رغم صدمتها من ما تسمعه لكنها تشعر أن هذه الحقيقه رُبما
– كانت عشيرته تحاول تعذيبك من حين لآخر لكنه لم يتحمل رؤيته لكِ تتألمين.
– حبها؟!.
قالتها يارا بتعجب لتؤكد ذلك تلك الفتاه وهي تُكمل :
– نعم احبكِ كثيرًا واصبحتِ كالدم يسري في عروقه وهذا ما جعله يخترق قوانينه وقام بعلاقه معكِ.
لم تفهم يارا ما تقصده بتلك علاقه! لذا قالت مُتسائله :
– علاقه إزاي؟!
– لقد اصبحتِ حامل ي فتاه! أتفهمين هول المشكله أن تصبحي حامل من ساحر عدو لكِ ولعائلتك؟!
توسعت عينان يارا من الصدمه وهي تقول :
– حامل؟!
– نعم وهذه الخطيئه من جعلتكم تتركون عالمكم للأبد فكان لا بُد من مجيئكم مرهً أخرى.
– لي؟! مش المفروض أنهم عملوا خطأ؟! ليه يتولدوا تاني؟!
قالتها يارا مُتجاوبه معها بعنايهٍ لتُكمل تلك الفتاه بتوضيح أكثر :
– هذا الطفل الذي كان يكبر في رحِمها لقد اسقطته بناءً على رغبتها هي وهو وهذه كارثهُ فعلوها دون إعلام أحد!
– طيب ما ده كان الصح من وجه نظرهم وقتها!
– لا عزيزتي، هذا خطأ شنيعُ لقد قتلوا ساحر كان سيُخلق فكان عقابهم ترك عالمهم والتجول في العوالم الأخرى.
– طيب والمفروض إيه دوري ودور شادي ولي جينا لهنا برضو مش فاهمه؟!
– آتيتم إلى هُنا كي تصلحوا ما فعلتوه بالماضي.
– نعم!! يعني إيه؟!
– لا بُد أن تنشأ علاقهُ حميمه بينكم وتجلبي هذا الطفل لكن تذكري هذا الطفل ستتركينه هُنا إن اردتِ انتِ وهو الذهاب وترك هذا العالم.
شهقت يارا بفزع من جملتها لتقول بصدمه وعدم تصديق :
– انتيييي بتقوليييي ايييه؟!!! إيه الهبل اللي بتقوووليه ددده…. احنا ماااالنا…. احناااا مش هُما لييي مش قادره تصدقيييي…. حتى لو هما شبهنا بس احنا غيررهم.
– اصمتي قليلاً ي فتاه، ها أنتم عُدتم من جديد، لم تسألي نَفْسكِ كيف آتيتي بهذه القوه أنتى وهو؟!
صمتت يارا تبتلع ريقها بصعوبه من جديتها ونعم هذا ما فكرت به، كيف تمتلك هذه القوه! لكنها من هول ما سمعت لا تستطيع أن تُصدق.
– أعلم ما تُفكري به لكن هذه الحقيقه والتي ستحدثُ في القريب العاجل، أبيكِ أرسلني إليكِ كي أُنقذك مما انتي عليه، لقد جعلني اقص عليكي هذه الحقيقه ولم يستطع هو لأنه عُوقب وقتها بالسجن مائه عام بعد فِعلتك ولا يُريد أن يُعاقب مره أخرى.
– اتبعيني كي اُريكِ وجهتك!
قالتها بلهجه آمره، تنظر لها يارا بضيق ثم تبعتها بقله حيله في هذا العالم التي لم تفقه عنه أي شئ.
*********************
كان يرتدي ثيابه الأنيقه كعادته… تلك الوسامهُ الغيرُ طبيعيه… كأنه تمثال منحوت بدقه ووسامته كتماثيل اليونانيين في القرن التاسع عشر، وسامته الشرقيه التي لا تُقارن بأي وسامة أخرى، يستحق لقب أوسم رجل في العالم وبجداره.
كانت هؤلاء الفتيات يلتهمونه بأعينهم وهو يقص عليهم ماذا سيتم بعد إستراحتهم.
– يلا كل واحد يروح اوضته وكمان تلات ساعات نحضر هنا.
– تمام ي باشمهندس.
قالها الجميع ثم رحلوا بينما تُقي هندمت أشيائها التي أصرت أن تعمل بها في هذا المشروع رغم توفر أدوات الشركه، فأوقفها أكرم يقول بنبره هادئه :
– شكرًا علي مساعدتك ي باشمهندسه.
– العفو ده واجبي حضرتك.
نظر إليها بإعجاب واضح لاحظته لترحل وقتها بخجل من نظراته مُستأذنه، بينما هو تابع أثرها بإهتمام وشغف.
وعلى الجانب الآخر.
كان “ماهر” يجلس في غرفته المعده بكامل الاجهزه الأمنيه التي يحتاجها، وعلى يسار يده كوب القهوه باللبن الذي يحبه، ارتشف القليل منه ثم وضعه وهو يركز على شئ في الحاسوب الذكي أمامه حتى آتي هؤلاء الشباب بعدما دعاهم، يقفون أمامه وهو يرتشف رُشفهُ أخرى ثم نهض يجلس أعلى مكتبه يقول بِحده :
– مين اللي وراكم؟!!!
نظروا إلى بعضهم البعض بعدم فهم من جملته ليُعيد سؤاله بغضب واضح :
– حد إسمه مدحت هو اللي وراكم؟! هو اللي خلاكم تعملوا كددده؟ انطقووو.
نظروا إلى بعضهم ثانيهً ليردو مُنتهزين هذه الفرصه بقول :
– ايوه ي باشا هو مدحت ده… عطانا فلوس كتيره أوي علشان نوديها الشقه دي ونصورها ونفضحها.
– انتووو كدااابين…!
انكمشوا جميًعا من فرط عصبيته ليقول واحدُ منهم بخوف :
– ي باشا هنكدب لي… وبعدين دي مش أول مره نعملها لمدحت بيه… ياما عملنا كده علشان يرضى نفسه…. مدحت بيه ده مريض ي باشا وماشي يدوس على خلق الله.
– اخرررس!
قالها ماهر بغضب وأمر برحيلهم وهو يمسح وجهه بقوه بعدما سمع ما قالوه عنه… أيُعقل أنه خُدع بصديقه هكذا؟!!.
وعند زياد في منزله فقد دعي شهد إليه بعد ذهاب أخته
وبعدما وصلت قابلته بلهجه حاده تقول :
– ممكن أفهم جايبني بيتك لي؟!..
– طيب اهدي… مفيش إزيك عامل إيه؟!
قالها بضحك ليدعوها للجلوس
توترت وهي تجلس تنظر حولها ليقول هو :
– متخافيش! وبعدين ده انا جايبك في النهار أومال لو كُنت جبتك في الليل كُنتي عملتي اي!
– وانا هخاف لي؟! قولي بس بسرعه عاوز إيه مني لأحسن ده انا جبت آخرى.
– وأنا كمان!
قالها لتنظر هي إليه بعدم فهم تقول :
– وأنت كمان ايه؟!
وضع إصبعه على خدها يحاوطها بحنانٍ هامسًا وعيناه مُتصلتان في شباك قوي مع عيناها :
– أنا بحبك.
انتفضت من مكانها اثر جملته وما فعله بصدمه تبتعد وهي تقول :
– إيه المسخرره دي!! انت جايبني هنا علشان تقول الجمله السخيفه دددي!!
– مسخره! انتي بتسمي حبي ليكي مسخره ي شهد؟!
– أكبر مسخره كمان… انتتت شكلك اتجننت رسمي… انا غلطانه إني جيييت وانا عارفاك.
– لأ انتي لسه متعرفنيش ي شهد ولا عمرك شفتي وشي التاني!
قالها بسخريه من جملتها بعدما بعثرت بكرامته ورفضت حُبه بإستهزاء لتردف هي بغضب :
– لأ عارفاااه ي زياد عارفاااه وعارفه إنك مش طيب زي ما بتبااان وأن وراك حاجه كبيررره واكيد تعرف مين قتل سمير وعامل إنك بتساعدني.
ضحك هو بهيستيريه يُتابعها تنظر هي له بعدم فهم يقول :
– وإيه كمان كملي؟!
قالها بضحك أكبر تحاول هي الرحيل بعدما شعرت بجنونه وأنها قد أخطأت بالمجئ لتجده يعيق حركتها وهو يقول بفحيح لأول مره ويكشر عن انيابه :
– انا اللي قتلت سمير النوبي.
– بتقول إيه!
قالتها بصدمه وعدم إستيعاب ليُكرر رده بصوت مُرتفع يشوبه الإنتصار :
– ايووه انا اللي قتلته… كان لازززم يموووت ع ايدي.
انفجرت شهد بالبكاء وهي ترى أمامها شخصًا آخر، فكان يرسم البراءه والصداقه منذ زمن، أيُعقل أنه القاتل؟!.
– إيه بتعيطططي!! بتعيطييي عليييه!! طيب هقولك كمان مررره أنه لو موجود قدامي دلوقتي هقتلله بدون رحمممه علشان خاطر دمووعك دي.
قالها مُتحسساً وجهها بجنون تبتعد هي وهي تردد فقط بهيستيريه :
– لي.. لييييي…. لييييي عملتتت كددده…. حرااام عليييك.
– سؤال وجيه! انا لي فعلاً عملت كده؟!
قالها بجنون أمامها وهي تخفي وجهها بعيدًا عنه ليُكمل :
– هقوولك لي قتلته بس اووعي تقولي لحد ها!
البيه السبب في موووت أختي… أختي ماااتت بسببه.
نظرت إليه بعدم فهم وغضب ليُكمل هو بجنون وحقد أكثر :
– لأ وإيه كمان كان عاوز ياخدك مني! ترضيها انتي ياخد أختي وياخدك انتي كمان؟!
– أنت مجنون!… انتتت مجنووون.
قالتها بهيستيريه لم يتأثر بها ثم اقترب يحاول لمس وجهها التي كانت تُخفيه وهي تبتعد عنه بخوف.
– انا حبيتك اوي
مكنش ينفع تحبي حد غيري ي شهد!
فكان لازم يمووت ي حبيبتي.
– انتتت مجنووون.
انتتت مررريض… ابعدددد عنيييي.
قالتها بصراخ بعدما وجدته يحاول لمسها بالقوه بجنون اعماه حتى سقط هاتفها، ليصدر صوتًا غريبًا عَلِمه هو على الفور
التقطه سريعًا بصدمه يتفحصه ليجد جهاز تجسس به
نظر إليها بلهيب والشرار يتطاير من عينيه يقول بصياح :
– خونتينييي ي شهدددد… عملتيهااااا!
قالها ثم بدأ بصفعها عِده مرات وهي لا تفهم ما قاله حتى فقدت وعيها بين يديه أثر صفعاته المُتتاليه
فحملها مُسرعًا والتقط مفتاح سيارته ولكنه قبل أن يُلقى هذا الهاتف تحدث وقتها وهو يعلم من سيسمع حديثه :
– متوهمش نفسك إنك فوزت ي ماهر ي طوخي لسه المعركه مبتدتش.
قالها ثم القى بهذا الهاتف بعيدًا واخذها مُتجههاً لسيارته يقودها بعيدًا عن الأعين.
وعلي الجانب الآخر نهض ماهر بصدمه بعدما سمع ما قاله زياد، لتنتفض ريم وقلبها بدأ بالاضطراب تقول بخوف وقد بدأت تشعر بالهوان :
– هو.. هوو.. هيعمل فيها ايي!! انا عاااوزه شهد! حرااام عليكممم ي ريتني ما ساعدتكم
حياتها في خطر دلوقتي.. انا مني لله.
قالتها ريم بتوتر وإرتباك ينظر لها ماهر بخوف على حالتها حتي وقعت فاقده الوعي بين يديه يهزها بخوف حقيقي :
– ريم!!
ريم فوووقي… ريم متخاافيش شهد مش هيحصلها حاجه، ريم!
– ماهر اتحرك بسرعه انت والرجاله وانا هاخد بالي من ريم.
قالها اللوا جمال بأمر ليقول ماهر :
– بس.
– مفيش بس ي ماهر ريم هتبقي كويسه اتحرك أنت وإلا حياه شهد هتبقي في خطر فعلاً
زياد مجنون وممكن يعمل أي حاجه.
امآ له ماهر بعدما ترك ريم المُغيبه وقلبه يعتصر قلقًا عليها.

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى