روايات

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء الثاني والعشرون

رواية حواء بين سلاسل القدر البارت الثاني والعشرون

حواء بين سلاسل القدر
حواء بين سلاسل القدر

رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة الثانية والعشرون

من قال أن الفراق جراح ‘و’أن القرب شفاء’و من قال أن الحرمان إبتلاء’ و من أدلى بأن أبن أدم عاصى’و’أنَ أبنت حواء منكسره’ألف كلمه’و’كلمه تقال لكنَ لا توجد كلمه تـصحح الجراح’و’تمحى الخيبات’ من قلبً عاصى’و’قلبً منكسراً
ـــــــــــــ”
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌼

يدها الملوثه بدمائهِ و’بجانبهِ الإيسر مقصاً مزروعاً يذيد من تدفق دمائهِ لم يكن يصدق أنها قد طعنتهِ لتتخلص منهِ:
فزعت مخالب ثورتهِ تود الفكاك بها: لـكن هيئتها الخائفه بـرتعادً’جـعلتهِ يخمد ثورتهِ محاولاً الأسترخاء لـسحب المقص’فـاغمض عينيه لـبرهه’و’أمسك بـقبضة المقص متنفساً بـستعدادً’و’سحبهِ على الفور معلناً بـصوتاً متحشرج بـالإلم عما شعرا بهِ’و’القى بـالمقص أرضاً’تزمناً معا وضع يدهِ على جانبهِ لـيحبس من تدفق دمائهِ’
و’نظرا إليها فـوجدها تذداد أرتجافاً بدموعاً متدفقه مثل دمائهِ’فـقتربا خطوه إليها ليهدئها بصوتهِ الهادئ:
متخفيش أنا كويس’أهدي و خدي نفس أنا كويس”؟
تقابلت جميع أوجاعها لـتشن حروباً بلون قدرها’تثور عليهِ مثل العاصفه التى تود الفكاك بـجنس البشر:تعاتبهِ بصرخاة صوتيه مدوايه لـمجارحها:
أنا كنت عاوزاك تموت’زي ما موت أبويا’
كنت عاوزه أشوفك ميت قدام عينى عشان أرتاح’؟ أنتَ إيه أزي قادر تكون بـالقرف دا قاتل و خاين و جاحد معندش دم و الا مشاعر’!!رمتنى في المستشفى زي الكلبه و أنتَ هنا مقضيها قرف معا الحيوانه بتاعتك و على سريري’
أنتَ مفكر نفسك ايه فوق أنتَ و الا حاجه سامع و الا حاجه يا “جواد” أنتَ متستهلش حتى النفس اللي بتتنفسه أنسان أنانى و بشع’أنا عمري ما كرهت حد فى حياتى قد ما كرهتك’؟ أنا بكره الحظه اللى فكرتك فيها أمانى و قولت عنك حضنى الوحيد’بس لاء لو حضنى هيبقي معاك فـانا مستعده أرمى نفسي فى حضن النار هبقي أشرفلى من أنى أرمى نفسي فى حضن واحد زيك’
واحد قاتل مجرم’خد منى أبويا و خد منى أمانى’و’فوق كل دا بيقطع فى مشاعري معا واحده زباله’معندهاش و الا خشا و الا حيا فيها بجاحة الدنيا’بس هى شبهك أنتو الأتنين زي بعض’
أنتَ أوحش حاجه فى حياتى أنا بكرهك سامعنى بكرهك”؟!
أستقبل عتابها الصارخ بـلون الدموع’بـصدراً عانق أوجاعها’رغم ثقل الحديث علي مسمعهِ فقد رآه ذاتهِ شاهد قيمتهِ داخلها’فكم شعر بأنهِ ضئيلاً بعينيها’صارة كلماتها مثل الثرب المهاجر ينهش بـخلايه يفتك بها’
لكنهِ حاول الثبات بقدر الأمكان’و’لم يعطيها أجابه لتلك التساولات التى لإزمة صراخها: و: بتلع حديثها ياويه بصندوق قلبهِ’
ثمَ صاره من أمامها متجهاً للحمام: لـيداوي جرحهِ فقد طعنتهِ بمقص الأسعافات فكانَ صغيراً فقط تسبب بجرحً بعرض عقلة الأصبع:
و حينما أصبح بـالداخل’أغلق الباب عليهِ’صاره للمرآة يبصر بهيئتهِ’و’باذنهِ مازالت تترددت كلماتها القابضة لأنفاسهِ: تعمق النظر أكثر’و’أكثر إلى هيئتهِ’و’كانهِ يبحث عن ما كانت تراه بعيونها الأيام القليله الماضيه’تلك العيون التى أعطت الأمر لفمها لتخرج ذلك الأعتراف القاتل لـكيانهِ:
رآه بشاعتهِ’و’ضعفهِ’و’أنكسارهِ’و’تلوثهِ’بحديثها الذي كانَ مثل الصفعه التى وقعت عليه لـتزيل الغمامه القذريه’من علي غشاوتهِ’
فـاخذ نفساً عميقاً’و’فـرغهِ بـالخلا’و’بدا بمداوة جرحهِ’
‘و’بعد بضع دقائق دلف للخرج’
فرئها تـقف أمام المرآة’فـى حاله من الرهبه’تنظر ليداها الملوثتان بدمائهِ’و’تفوح من مقلتيها رائحة الدموع الدفينه بحزنها عما فعلتهِ’
فـتنهدا بـسترخاء، يعذب قلبهِ على حالها’
و’ذهبَ’و’احضر مناديل’و’عاده إليها مجدداً’ثمَ وقف أمامها ممسكاً بكفوفها’يزيل الدماء عنها’
فـرفعت مقلتيها تعاتبهِ بـقلبً مختنق من تراكم الإلإم:
ليه عملت فيا كدا: ليه تقتل أبويا’و’ليه توجعنى بـالطريقه دي’ليه ترمينى فى المستشفى و تيجى تقضيها على سريري مع “نهى” ليه بتكرهنى كدا’!!
تنهدا بـحديثاً هادئ دون النظر لها:
أولاً أنا مقتلتش أبوكى’غوايش’كدبة عليكِ’هى عملت كدا عشان’ياسر’هو اللى طلب منها كدا عشان يخليكِ تكرهينى و تبعدي عنى’أما موضوع المستشفى أنا مسبتكيش بمزاجى كان غصبن عنى لإنى رجعت شغلى فى الداخليه’و’كانت مجبور قعد أخلص شغل مهم بأمر من الواء’و’مرجعتش البيت نهائي غير من ساعه تقريباً’أما “نهى” فـانا مقربتش منها’هى فعلاً دخلت الأوضة من شويه بس أنا طردتها’و’دخلت الحمام عشان أخد دوش لأنى كان بقالى يومين مرجعتش البيت’و’ربنا شاهد آنى ملمستش حتى شعره منها’و’لو كنت عاوز أعمل معاها حاجه كنت عملتها فى أوضتها’و’عشان متقوليش عليا كداب هخليكِ تسمعى كل حاجه عشان تتاكدى بنفسك’؟
ترك المناديل من يدهِ بعدما أنتها من تطهير الدماء من عليها’و’صاره للفراش ونحنى و أخذ الجوال’
ثمَ عاده لها’و’جعلها تسمع المكالمه المسجله بين”غوايش”و’البارون’التى تم الإتفاق فيها عن ما ستفعلهِ لتوقع بها:
أصيبت بدهشه بعدما سمعت بأذنيها تلك المؤامره الوضيعه’فـذادة ترعداً بـشهقات بكائاً هزت وجدانها: كم أصيب بخيبات أمل’تحاصرها مثلما تحاصر الذئاب الغزالاً الشارده بـاراضى الله’
اما هـو فلم يضيع الوقت أكثر’و’أكمل قول الحقيقه الكامله لها دفعه واحده ليفرغ ما يسكن قلبهِ:
جوازى منك كان مدبر’أطلب منى أتجوزك عشان أقدر أقبض علي “البارون” اللى مفهمك أن أسمه “ياسر” لأنه تاجر سلاح’و’يوم الفرح أنتِ ممضتيش علي عقد الجواز يعنى بختصار بسيط بدون أمضتك العقد كان باطل’و’هو دا اللى كان مطلوب أن جوازنا يبقى باطل: عشان كدا يوم الفرح سبتك و مشيت عشان معملش، معاكى حاجه حرام’بس بعديها بيوم’و’أنتِ نايمه براحتك قدامى أستحرمتك علي عينى’فقومت و جبت القسميه الجواز السوري بتاعتنا’و’خليتك تبصمى عليها من غير ما تحسي عشان ميبقاش جوازي منك باطل’؟
و لما جاتى قولتيلى أنك متجوزانى محلل فكرتها لـعبه جديده من جوزك و فكرتك شريكته فى العبه’عشان كدا كنت بقسي عليكِ بـكلامى’لكن بعد كام يوم عرفت أن الكلب بيلعب بيكِ عشان كدا خوفت عليكِ لما’عرفة أنك متعرفيش حاجه عن لعبته’
أنا لو بشع زي ما بتقولى عنى كنت إستغليتك و عيشتك معايا فى الحرام و مخلتكيش بصمتى على عقد الجواز’بس مقدرتش أعمل فيكِ كدا حتى بعد ما تجوزتك مقبلتش أنى أقربلك عشان شوفة أنك عفيفه و طاهره’و’شوفت نفسي مدنس’متحرمه عليا لمستك عشان كدا قومت رغبتى فى أنى أملك
جسـ مك’لما الشيطان كان بيوسوسلى عشان أملكك كنت بستغفر و قول بينى و بين نفسى ليه عاوز تخليها مدنسه زيك ليه عاوزها تبقى زيك’
حرمتك علي قلبى و نفسي عشان تفضلى طاهره و عفيفه’يا “ريحانه” تصدقى أنك قبل ما تيجى كنت بقول لنفسي لإزم تتغير عشان تقدر تبقى معاها فيما بعد: بس بعد الكلام اللى قولتيه عنى عرفت إنى كنت هرهن علي حاجه خسرانه’بقيت واثق أن قلبك عليا محرم حتى لو أتغيرت’
أستداره ليذهب من تلك الغرفه المليئه بـالجراح’لكنهِ توقف لثوانى’و’لتفت ينظر لها بجملتهِ الأخيره المحمله بـالحقيقه المؤاكده:
لو فى حاجه واحده حقيقيه في حياتك يا “ريحانه” فـ الحاجه دي هى أنا’
و’يكون فى علمك “نـهى”كنت محرمها عليا من يوم ما جأت هنا’أنا مش عارف هى قالتك إيه بس كفايه بقى لف و دوران الحد كدا’؟
التفت من جديد’و’غادر الغرفه بـسروالهِ فقط’اما هـى فلمت تستطيع الوقوف علي ساقيها من شدة الخذلان’و’جلست على الإريكه’تـلوم حالها بـقطرات الإلإم’ عم فعلتهِ’و’عما قالتهَ لهُ’داخلها مثل مساكن قديمه يملئها الغبار الذي يخفى أثار المقتنيات الثمينه’فكانَ غبار قلبها يخبئ نغمات نبضها المطالبهَ بـعانقهِ و الأسف عما فعلتهُ بهِ’كم أصبحت فارغه من الداخل مثل الحفره الفارغه من المياه التى تسقيها’
مشاعرها المتدفقه بـحزناً عما فعلتهِ كانت مثل الحبل المتين الذي، يعقد عقدهِ حول قلبها ليذيد من أختناقها:

أما بـالحجره المجاوره فـتلقت “نـهى” صفعه أطاحت بها فـوق الفراش جعلته تثور بـستفسار:
ايه اللى بتعمله دا:؟
“جواد” حانقاً:
دأنا هطلع عين أهلك بقى أنا قضيتى معاكِ وقت على سريرها’صحيح بجحه’
نـهضت بزمجره:
ااه هى الحكايه كدا’المزغوده بتاعتك خبصتلك عليا’ااه أنا قولتلها كدا عشان أكيدها:؟
تكديها ماشي يا روحمك خلى كيدك يفيدك’؟
القاها من أمامهِ بـقسوه’و’تجها للخزانه يفرغها من ثيابها تزمناً معا قولهِ الصاخب:
مش أنا اللى تعملينى لعبه’يلا خدي هدومك و مشوفش خلقتك تانى’؟
إتسعت مقلتيها بـذهولاً:
ايه متشوفش وشه تاتى لاء أنتَ بتهزر صح’
نظرا لها بـحتقارً!:
أنا فعلاً كنت بهزر لو كملت جوازي منك بس خلاص ناوي أصحح حاجات كتير قوى و أولهم أنتِ كنتِ غلطه و دفعة تمنها “ريحانه” يلا لمى هدومك و غوري من هنا أنتِ طالق سمعانى طالق يا “نهى”
تصادمة مشاعرها بنيران الرفض التى ذبحت قلبها’و’جعلتها تركض إليه بزمجره:
نعم طالق أنتَ بطلقنى عشانها’لاء يا “جواد” فوق مش أنا اللى أتساب عشان حتت بت زي الغندوره بتاعتك’أنتَ ملكى أنا و مش هسيبك لغيري’؟
القاها بعيداً عنهُ بـحنقاً:
أعلى ما فى خيلك أركبيه’يلا تلمى هدومك و تغوري من هنا’و’الورقه اللى بنا هتتقطع’و’بالله لو لمحتك بتقربي من مراتِ همحيكى من على وش الأرض’؟ و كلها دقايق لو ملقتكيش غورتى من البيت هنده على الأمن يطلعوكِ بره’؟
أعطاها ما تستحق من الكلمات’و ترك الغرفه’فـشنت صارخه بـرفضاً لما يحدث:
أنتَ بتاعى أنا و حتى لو سبتنى أنا مش هسيبك يا “جواد” مش هسيبك ليها”؟
ضربة الأرض بكفوفها’و’ظلت تفكر ماذا ستفعل لتعود لها’و’تظل بـالمنزل:
ـــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى