روايات

رواية عيون القلب الفصل الأربعون 40 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الأربعون 40 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الأربعون

رواية عيون القلب الجزء الأربعون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الأربعون

لو تدري ياغالي بيها..
عندك جيهة..
خاطيك إنت بشر مافيها..
لو تدري.. ♡
لو تدري بيها ياﻏالي..
عيني مالي..
وماتنظر غيرك في والي..
راك زهاي إنت ودلالي..
لا اتخليها..
إتحن وتشتاق اتبڪيها..
ونا ما نرقد فرقة حالي..
وهي قبليها..
يسمك نين صايف ماقيها..
لو تقـﻋد مرة مـﻋدالي..
تو عليها..
تشفق واتروح واتجيها..
لجل هناي وراحة بالي..
فيك إلقيها..
عقلي والدنيا امحليها..
يا ربحي ويا راس اموالي..
ويا امنسيها..
لوعتها وڪل مشاڪيها..
ولو تدري ياغالي بيها..
عندك جيهة..
خاطيك إنت عرب مافيها..
#رجا 💗 أيمن
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

و ما ان وصل عبدالخالق … الحوش حتى حس ان عدم الاستقرار اللي كانوا فيه انتهي
عبدالخالق ممكن مش قريب منه ممكن في فتور كبير في علاقتهم
و ممكن و ممكن
لكن هو ثبات و استقرار و امن الحوش

و المهدي يومها عرف قداش مكانة عبدالخالق كبيرة عنده زي ما عرفها حمزة لان مواقف من النوع هذا هي اختبار حقيقي لمشاعرنا

وقت اللي كانوا حمزة و ابناء عمه يرفعوا في عبدالخالق ع شان يدخلون الحوش المهدي كان يبي يشارك … حاس ان هذه مهمته هو الى جانب حمزة بس يصير معاه زي المعتاد

وقفه علي ابن عمه بايده : خليك متريح يا مهدي اهو احني معاه نكفوا ونوفوا

المهدي تراجع و ملامحه لا توحي بشي بس من داخله كان يسلي في نفسه بكلمات معدودة ” تهميش كالعادة عادي يا مهدي مش اول مرة يصير الكلام هذا و لا ح تكون المرة الاخيرة اللي بيتعاملوا فيها معايا ع اني عاجز و مش قادر ندير شي “

و تذكر كلام ابلته صفاء و تنحى جانبا في انتظار انهم يحطوه ع السرير

اما فتحية فلاقاته بدموعها هي بناتها
لكن دموع فتحية غير وفرحتها غير و خوفها غير
و من يقدر يلومها
هدا ولدها صح مش بكرها لكن لو احتاجت شي يقول حاضر بدون ما تطلب لو لاحظ انها مريضة او حزينة اول من يسالها من اولادها هو
عبدالخالق في كفة و الدنيا في كفة ثانية بالنسبة ليها و اختبار اليوم كاد ان يوقف دقات قلبها من الخوف ….

تشوف فيهم كيف ينقلوا فيه بينهم زي الجثة نازف و وجهه اصفر : بعيد السو عليك يا غالي ان شاء الله يلقوها في صحتهم اللي ضربوا عليك ان شاء الله ما يربحوا يا ناري نزفت واجد

جي حمزة في اتجاهها : خليهم يا امي يساعدوه يتريح راهو لو في مستشفى مزبوط المفروض قاعد و ما طلع منها و ع كلام الممرضة اللي طلعت الرصاصة قالت المفروض يزيدوه دم لكن الله غالب

شهقت : ممرضة طلعت الرصاصة

عبدالخالق عيونه معاهم بس مش مركز في الكلام مازال

و سرد حمزة اللي صار ع امه بالتفصيل : بنت منيرة .. بارك الله فيها اماله بعد ان ضروري يتغذا و ياكل كويس خوذ نعجة من الزريبة (حاشاكم) و اذبحها و خليني نديرله شواء كل يوم لعنديت يرد صحته

في الاثناء هذه استاذنوا ابناء عمه و طلعوا

و هي جت في اتجاه ولدها شدت ايده و بدت تبوس عليها : عبدو ولدي لا باس يا ريتها فيا و لا فيك

فتح عيونه و اختلطت عليه المشاهد و اخيرا قدر يرد : بعيد الشر عنك يما

و استمرت تبكي و تبوس عليه و تتفقد فيه

غادة من وراهم : عادي نخش

حمزة : فيسع مرات يجي حد

اسرعت بخطواتها و سلمت عليه: الحمدلله ع سلامتك

: الله. يسلمك

اما سارة فكانت في حالة يرثى لها تقول اللي ضاربها ضي و هي ترعش شافاته من بعيد و خشت داخل

مرت من جنب المهدي اللي لاحظ قداش هي خايفة من انفاسها و تقدم هو من عبدالخالق تكلم معاه بلهجة رسمية : الحمدلله ع السلامة

و رد بتعب : الله يسلمك

وقتها المهدي كان متمني يسهر عليه و يقعد معاه و يهدرز عادي بس للاسف ما يقدر لان الفجوى بينهم كبيرة
حس ان الشيء هذا من حقه بس لا هو يقدر يقرب و لا حتى عبدالخالق ح يرحب بهكذا مساعدة
هكي وقتها فكر مع ان هي خطوة منك او منه يا مهدي و ينتهي كل هذا الجفاء و للاسف انتم الاثنين مش مقررين تخطوها الخطوة هذه و يا عالم لعند امتى ح يستمر الحال هدا او قد تسوء الامور اكثر

انشغل حمزة بالذبح و غادة هي اللي تحوس عليه بروحها لان هالة وضعها معروف و سارة تعاني من الفوبيا و الهلع بسبب وضع الحرب

و لان الاوضاع و لللاسف كل يوم في سيء الى اسوء فعند هناء و بسب شدة الحرب تقرر انهم يطلعوا من منازلهم و هذا اصعب شي ممكن تتعرضله اي عيلة لما فيه من تشتت و عدم استقرار

جاهم سالم نسيبهم في لباسه العسكري و لهجته كانت حاسمة يعني ما في اي تبرير او تاخير : انتم عايشين في منطقة اشتباكات و الله اعلم شنو يصير فيها ضروري تجو عندنا في الحوش

بشير و رضا الاثنين شافوا لهناء

بشير : بالنسبة ليا نقدر نطلع عند نسابتي انت عارف ان منطقتهم بعيدة ع الحرب و ما فيها شي و ليهم كم يوم يكلموا فيا ع شان نمشي عندهم بالعيلة

سالم شاف لرضا : انا وين ما هناء و امي ح نقعد معاهن، كان هدا ناجروا و خلاص

فنص سالم فيه : تأجر و حوشي الكبير قاعد و الله العظيم انا حتى لو ساكن في دار وحدة ما نخليك تأجر مش و انا ساكن في حوش انتم تمشوا معايا و اللي بيا بيكم

بس تدخلت خديجة : ولدي سالم و الله العظيم اني ما عندي في قلبي حاجة عليك و زيك زي ضنايا بس اذا تبو راحتي خلوني نمشي نقعد عند انتصار و انت اهو يمشي معاك رضا و عياله

و بعد جدال و نقاش اتفقوا ع تقسيم العيلة زي ما اقترح بشير اللي خذي مرته و صغاره و قعد جنب نساباته في حوش
و رضا خذي مرته و صغاره و مشو لحوش سالم
لكن هناء و خديجة قرروا يقعدوا عند انتصار

و هناء من اول ما وصلت و هي شادة بين ايديها ولد انتصار الصغير : سمح وليدي

دخلت انتصار مبتسمة : جهزت شاهي عبدالرحمن و امي في الصالة تعالي اشربي معانا

هناء باست الولد : و الله ما عندي نية نفارق السمح هدا و لا عندي نية في شاهي اصلا

انتصار عاد كل شي الا هناء : خيرك

هناء بحزن : قلبي و عقلي عند عفاف يا انتصار ما عاد سمعنا عليها شي من الاول مش راضية انها تعدي غادي بعيدة واجد علينا

انتصار بتطمين : و الله يا هنيوه عيشتها اسمح عيشة راجلها و عمتي مبروكة مدللينها غير شنو تبي … و المراة شنو اللي تبيه غير راجل حنون و يراعي مرته وين تندري مرات لو خذت هنا ما تريحت معاه بكل

هناء تنهدت : عارفة بس اخ من البعد يا انتصار من يوم اللي صار ما عاد سمعنا عليها حاجة راهو

ردت انتصار باقناع : و شنو الفرق بينها و بين رفعية و ام العز حتى هنا ما عاد سمعنا عليهن شي و نقعدوا واجد و يالله يجينا خبر انهن كويسات

هناء حركت راسها بنفي : مش كيف صدقيني اسمهن معانا هنا نفس الحياة و نفس الظروف يا انتصار

انتصار عطتها نظرة ذات معنى : النصيب وين يجي نعدوله
يا بنت سيدي و بالذات وقت يكون نصيب باهي و مسقم

و هناء فهمت و لانها صريحة معاها ما اخفت شي : تلمحي ع ولد عمتي وليد صح ؟ ممكن قبل كنت وافقت بس بعد الحرب خلاص حولته من راسي هذا غير امي اللي مستحيل نسيبها ، بالله عليك تخيلنيي انا في سبها و ما عندي كيف نوصل فيكم و لا نكلمكم و حق ربي نهبل و نطلع من عقلي

انتصار جت جنبها و قعمزت : توا احني وين و انت وين خلينا تفتكوا من الحرب هذه و بعدين ساهل

شافت لولد اختها راقد : حبيبي رقد خليني نحطه في مكانه

مشت هناء تحطه في سريره و تغطي فيه

و انتصار تراقب في اختها : تعرفي يا هناء ع قد محبتي ليه ع قد ما انا خايفة عليه من الدينا خايفة لو نموت و نسيبه ورايا و خايفة حتى لو عشتله نفشل في التعامل معاه و تربيته لان اللي كيفه يبي معاملة خاصة

مسحت دمعتها و القلق واخذ حصة كبيرة من ملامحها

هناء لفت و شافت منظرها اللي قطع قلبها : قلتلك قبل و حتى توا عبدالوهاب ولدي اللي ما جبته يعني معاك انا يا انتصار و كل قرايتي اللي قريتها ليش و شنو فايدتها لو ما قدرت نساعده هذا حبيب ربي بركة حوشك و بركة عيلتنا كلها

: ربي يخليك ليا و ما يحرمني منك

هناء باستها : نسيتي كم تعبتي معايا و اهو بالك ربي يبيني نخلص الدين
و انت دينك كبير واجد يا انتصار

__________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

ثاني يوم

وقت اللي غادة حطت صونية الشواء قدام عبدالخالق و صار ياكل شوي شوي

و هي داخله شافت سيارة اسرعت بخطواتها لداخل الحوش

: خيرك

حطت ايدها ع قلبها : سيارة خشت مش عارفة من ؟

فتيحة حطت رداها ع راسها. و مشت جهة الباب و استغربت من البنت اللي واقفة و جنبها راجل

لكن سرعان ما جتها الاجابة من خوها عامر : خشي يا فتحية هذا صالح ولد عمة المرحوم جايب معاه بنته ع شان تغير ع جرح عبدالخالق

فرحت بيها : و النبي حق .. بارك الله فيها خليني نقول لغادة تدير قهوة و الا عصير

عامر : ايه فيسع بس انت عارفة الوضع مش ح يطول

اما عبدالخالق اليوم راحت الدوخة و اليوم واعي و لان ما يعرف يتعامل مع البنات غير خواته كان صعب عليه ان بنت هي اللي تداوي جرحه ما كان عارف روحه شنو متلفظ قدامها

المهم ما حط عينه في عينها ابدا شاف ع جنب عكس كتفه المصاب

و هي ياناري عليها كانت بتموت من الحشمة و التوتر بالذات و هي تتذكر في كلماته و نظرة عيونه اللي بالامس

و رغم ان توجع بسبب الدواء و اثر الجرح لكن كيف هذا عبدالخالق منه نفسه يقول حتى الاه لعند كملت

استغربت و في سرها ” امس ما عقب كلمة و هو يسب و توا ما تكلم بكل “

صالح واقف عند الباب : كملتي

ردت بصوتها الناعم الرقيق : كملت يا بويا خلاص

غمض عيونه عبدالخالق في محاولة ان ما يركز ع شي يخصها

اول ما كلمت طلعت و تقدم صالح حط ايده ع كتفه : الحمدلله ع سلامتك

عبدالخالق حط ايده ع ايد صالح : الله يسلمك و بالله سامحوني تعبتكم معايا

: هذا واجب يا ولدي .. توصي ع شي

عبدالخالق : سلامتك .. لكن خليك اشرب قهوة معايا

اعترض صالح : لا و الله انت عارف الوضع ومعايا البنت ضروري نروح

و تغير وجهه للاحمر و تغلبت غيرية ولد البلاد و العيلة عاد محسوبة ليهم البنت : بالله عليك يا عمي ما عاد اتعب روحك و لا اتعبها و لا تعرضوا روحكم للخطر انا صحتي اليوم احس و كان ع العلاج خليها تقول عليه لاختي و هي قارية طب و تقدر عليه

صالح :بس

عبدالخالق : بدون بس يا عمي كفيتوا و وفيتوا بارك الله فيكم و انا ما يهون عليا يصير معاكم شي لا قدر الله من ورايا

صالح عجبه كيف يفكر : باذن الله خلاص انا طالع ندوي معاها

سلم عليه و غادر المربوعة
وقتها ياسمين خشت لعند فتيحة اللي عيت و هي تشكر فيها

: ياسمين

التفتت برا : هذا بويا شوية بس نشوفه

و طلعت ياسمين و فهمها صالح اللي قاله عبدالخالق و اذا كبر في عين بوها مرة في نظرها كبر ميات المرات و بهكي نزلت عدة التعقيم و العلاج و الفاشة الخاصة بتغيير الجرح و اعطتهم لغادة لان سارة داخل و ما طلعت بكل بسبب وضعيتها السابق ذكرها

: خلاص فهمت

ياسمين سلمت عليهم و روحت مع بوها و عيونها كانوا ع الحوش كله …

اما عبدالخالق جرب يوقف في الاول حس بدوخة بعدها مشت الامور و يا فرحة فتحية لما شافاته و استمرت تشكر في ياسمين و في وقفة ياسمين معاهم .. لكن وقتها هو ما اهتم لامرها بالمرة … لان اصلا ما شافها كل ما في الامر غيرية ولد البلاد و ولد العيلة ع عرضه …

و بدت تدور عجلة الايام ع الكل و تاخذ منهم شي و تعطيهم شي
هالة دخلت في الشهر السابع … و سارة و معاناتها مع الخوف اما غادة اللي كانت فعلا ح تتقطع في حوسة الحوش و من فم ساكت و المهدي اللي كان حاس بفراغ كبير كل يوم يزيد بعد ابتعاده عن نوح و الابلة صفاء اللي تمثل حلقة الوصل بينه و بين ريحان … اما حمزة فاحساسه بالمسؤولية هالمرة بادي يحبه لان متعلق ببناه يعني ملكه ليه هو فرحته الخاصة و رغم تخوفه من القادم الا ان الفرح كان اكبر و كلا البعيدات وحدة تراقب في الارقام عبر شريط احمر عاجل و كل ما تقرا رقم تدعي ان احبابها مش من ضمنه و لولا ربي سخرلها زوج محب مثل شاهين و عيلة كريمة زي عيلته كانت انجنت … بالنسبة لرجاء كانت ملتجئة لله سبحانه و تعالى و املها كبير فيه برد غايبها و خذت قوتها من احتياج اولادها ليها عكس صديقتها خلود. اللي كل يوم قاعدة تنطفي سلمت بحقيقة موت فارسها لكن قاعدة تموت معاه و هي حية ، لهذا حتى وقت يجوها نسوان زيارة تطلع تسلم و ترجع لسجادة الصلاة و الدعاء و هنا فقط القت سلوتها و صبرها و مرادها …

و جي يوم سبطعاش اربعة ليختبر اخر ذرات صبر عيلة المرحوم خليفة بن عمار … لان اليوم كمل الغاز .. الغاز اللي انقذهم من ناحية الطبخ و الخبزة بعد انقطاع الكهرباء تماما و بهكي و صار الوضع اسوء بكثير

غادة بتعب واضح قعمزت قدام كوشة الغاز و بدت تبكي : لا يا ربي مش توا .. تعبت واجد انا خلاص اللي خايفين منه صار و وصلنا لمرحلة الطبخ ع الحطب ..

و في موقف من هالنوع مهما كان اسلوبك في الكلام و مهما حاولت تراعي الشخص اللي عنده عزة نفس يحس بنفسه مثقل و كأن هو السبب في كل اللي صار لهذا تكلمت جواهر : هاتيها انا نديرها تنور كان جت و خلاص

غادة مسحت دموعها : ما بتجي رطبة واجد هذه

اقترحت اهني جواهر : باهي نديرها انا فطاحة و الله تجي

: هيا نجربوا اصلا ما عندنا حل ، خليني نشوف برا قبل في حطب و الا

و خشت فتحية اللي من اول ما عرفت ان الغاز تم طلعت برا : هونا جبت حطب برا و ولعت النار و توا نديرها انا يا جواهر

حلفت عليها: و الله ما صارت انا نديرها و اهو معايا غادة تسايرني

و طلعوا الثلاثة برا

اما سارة فكانت في حالة رهاب او انهيار في دنيًا غير الدنيا حتى من صوت الباب يجيبها واقفة و متشنجة

و بينما كانوا يديروا فيها برا

: كيف حالها سارة اليوم انا ما شفتها و تحشمت تتكلم معاها حسيتها ما تبي ترد ع حد

ردت غادة : حتى انا ما ترد عليا ع كيفها غير تفكنا من العياط و الله ماني عارفتها اختي هذه كيف بتولي دكتورة

ضحكت جواهر : عاد تبي تولي دكتورة اطفال مش كيف اللي يديروا عمليات

غادة تحط في الفطاحة في الصونية : اسمها دكتورة و بعدين قرايتها صعبة واجد كيف تخاف الخوف هدا ماني عارفة … توا ياسمين ممرضة شفتيها يومها هذه وحدة حق تكون حتى شرطية

ضحكت لعند دمعوا عيونها : عليش قلتي هكي

غادة : لانها ممرضة و ما خافت اطلع رصاصة من عبدالخالق انا خويا و بعد شرحتلي كيف نداويه عنده تفنيصة تخوف

جواهر : الحمدلله اللي ربي سخرها ليه

: ايه و الله

وصلت فتحية جنبهم : كملتن

غادة : مازال شوية .. قوليلي سارة ناضت

فتحية : لالا خليها سلم بنتي راقدة ع كيفها المهم ما تعيط

و ضحكوا جواهر و سارة ع الكلمة نفسها اللي سبق و قالتها غادة ..

كان عامر يراقب فيهم من بعيد و حاس بخجل كبير من الوضع هذا… و بالذات بعد تموا منه الفلوس و قرر ان يطلع من عند اخته خلاص

يوم عشرين اربعة ، و بدون ما يشاور حد جهز مرته و صغاره و تفاجئت بيهم فتحية جاهزين للرحيل

: خيرك يا عموره بالك سمعت مني و الا من الاولاد كلمة وين ماشي بيهم في الحرب هذه و كان يشدوك حيه عليا بالله عليك تقعد

كان جدا مصمم : لا و الله ما عاد قاعدها خلاص قعدت عندك ما كتب ربي و توا ندير حل مع البوابة و نطلع عند نساباتي سامحيني يا فتحية ثقلت عليك واجد

عبدالخالق : شنو تقول يا خالي اقسم بالله ما ثقلت علينا في حاجة اللي بينا بيك يا راجل

ابتسم عامر : عارف لكن حتى انا نبي نطلع نطل ع نسابتي اعطوني الاذن و الا و الله نزعل منكم واجد

و قدام تصميمه استسلموا للامر الواقع و ودعوا عامر

و اهني زادت ضاقت ع المهدي لان اغلب وقته كان معاه …

و مشت الايام بوتيرتها مرة هدوء و مرة حرب و مرة صد و رد لعند حطت بنا الرحال في 25 من شهر اربعة

اليوم هذا ح يكون فارق جدا و ح يخلي اثر عميق في الكل بالذات فيه هو اللي كان حاس من اول يوم و هو يقول فيها …

المهم بعد تعشوا مع العيلة في حوش اهله
روحوا حوشهم و زي عادته يحكي معاها عادي قبل النوم و جل الهدرزة تكون بنتهم فرحتهم الجاية

: نخمم ع فتحية واجد

عدلت المخدة وراها و تالمت : اخ … خيرها؟

حط ايده ع بطنها ع شان يحس بحركتها : لو جت في الوضع هذا مش ح نقدر نديرلها لا نقدر نذبحلها و لا نقدر ندير عزومة، ما فيش كيف و لا في نية .. زعم تتغير الاحوال بعد شهر يا هالة

هالة بان عليها الخوف : انا ما نخمم في اللمة يا حمزة كله يتعوض انا كل تفكيري في يوم الولادة لو جاني الوجع في الليل كيف نديروا
و وين نمشي ؟ و الله حتى الليل ما نقدر نرقد لحظة و حتى يغلبني النوم نجي مخلوعة و انا بين عيوني اللحظة هذه

حمزة تنهد بقلة حيلة : ما فيش الا حل واحد نطلعك لزليتن غادي ما في شي تجيبي و نكون مطمن عليك مع اهلك

هي شدت ايده و بدت تبكي : كيف نجيب غادي بعيدة ع اهلك و امك و بعيد عليك .. حمزة انا تعودت عليك و ع العيشة مع اهلك و الله العظيم ما عاد نقدر نقعد بعيدة عليك تعرف وقت اللي تمسك توكة مع اولاد عمك في الشارع نقعد ع اعصابي و انا نراجي فيك تروح تقولي نجيب في زليتن

ضمها ليه ع شان يهديها : مش وقته الكلام هذا احني في حرب يا هالة المهم انت وهي تنوضن بالصحة ، و حطي في بالك من توا راهو نبي منك عشرة صغار

ضحكت لعند مال راسها ع كتفه :حيه عليا شكلك الا تحلم انا لو جبتلك اربعة معناها معجزة

حمزة بتحدي : هذا لو ما كنتي مرة حمزة بن عمار يا هالة و بينا الايام و ح تجيبي بدل الاربعة اربعطاشن هيا

في لحظة حس ان الرقم كبير تبادلوا نظرة الصدمة مع بعض و بدو ضحكوا الاثنين و هما في قمة السعادة

و وسط ضحكتها هو اشر بايده : اسكتي

و حس بضربات من بنته تحت ايده : شنو هذا

ضحكت هالة : تحركت ؟

و فرح و عيونه تلمع سعادة و دموع وقرب من بطن هالة يتكلم بصوت واطي و كأنها تسمع فيه : بنتي .. حبيبتي غير تعالي بس و توا تشوفي ع قولة امك الدلال اللي بتعيشيه معايا ما نخلي حد يكلمك و لا حد يبرق فيك و لا نخلي ايد تنمد عليك نبيك حرة نفسك قوية و ما حد يوصل فيك زي النجمة في قلب السماء

هالة وقتها لاحظت ان الفرحة اللي في عيونه مش زي اي فرحة لمعة غير عادية و بهكي ماتت فيه اكثر و تعلقت فيه اكثر و حست ان حمزة هو الخيط اللي يربط بينها و بين الحياة … ما كانت عارفة ان فتحية بنتها هي خيط الفرحة الرفيع اللي يربط حمزة بالحياة

في الوقت هذا كانوا باقي العيلة راقدين

فتحية حاضنة سارة زي الطفلة لان كل شوية و تنوض مفزوعة و كلا غادة من التعب ترقد في اي مكان المهم تريح جسمها من تعب يوم مضني و شاق …

ر المهدي يتقلب مش راقد عنده مجلات بطريقة برايل مقعمز يقرا فيهم .. كانت وحدة منهم اسمها مجلة البصيرة مطبوعة في بنغازي عن طريق جمعية المكفوفين

استمر يقرا لعند مشي في النوم

بس ناس ترقد و ناس ما تخاف ربي لا ترقد و لا تبي من يرقد
مع الساعة اربعة و نص فجرا

دوى صوت انفجار قوي في المكان .. انفجار هز كل شي حتى اساسات الحوش من قوته لان كان قريب

اول احساس يجي لحظتها للانسان ان الحوش طاح خلاص
و تبدا تتفقد في جسمك هل فقدت جزء منه هل تأذيت بشكل ما
و وين انا و شنو صار و ما الى ذلك من اسئلة بدائية لا علاقة لها بالحكمة و العقل لان اثنينهم مغيبين وقتها

هي كلها لحظات بس و كأنها سنين طويلة من بعد صوت الانفجار جي
صوت العياط اللي عبى المكان كله .. المنظر كان مفجع نيران و انفجار و ظلام دامس الا بعض الشموع الموجودة للانارة في زوايا البيت و المربوعة …

بدي العياط بصرخة عبدالخالق : هااه

و المهدي يصرخ و يعيط و يلتمس في المكان اللي حافظه اكثر من نفسه لكن توا حس ان غريب عليه و ولا مرة عاش فيه : شنو في ؟ شنو في ؟

سارة كانت تتخبط و تتنطر زي المجنونة تعيط و بس و في قولة حيه علينا

غادة و فتحية الاثنين جرى لسارة و يحاولوا تهدئتها بدون فايدة

اما اللي عليهم الكلام لان الانفجار كان في حوشهم من شخص عديم ضمير و انسانية رمي رمانة جهة مطبخهم اخترقت الحيط و سببت في اشتعال نار … كانوا الاثنين يجروا ناحية الباب حمزة حرص ان يطلع هالة قبله

يطلع فيها قبله و يتذكر قبل شوية شنو كان همه و حلمه و امله حاليا يبيها بس تعيش هي و بنته : الباب يا هالة اطلعي فيسع

و اهني استوعبوا الكل شنو صار و العيلة كلها جتهم

هالة مجرد ما بدت تفهم اللي صار انجنت حرفيا تنقز و تعيط باعلى صوت داخلة في حالة هلع ، نست حملها و نست بنتها و نست وعدها انها تحافظ عليها و من يلومها و العقل مغيب تماما لحظتها : يا ربي. نار نار ضربونا حيه علينا

فتحية جرت و ضمتها بين ايديها و كانت البنت تفرفش بين ايديها زي الطير المذبوح : اسم الله يا بنتي عليك ما تنسي انك حامل رعش حشاهم اللي رعشوك

حمزة كان واقف مصدوم و يتذكر في كلامهم قبل الانفجار ، كان و كأن في عالم ثاني …

اما المهدي اللي ما تذكره منهم حد كان طالع من داره بشكل عشوائي و كم مرة يضرب في الحيط و وقت وصل خارج الحوش و بسبب الزحمة و ان عائلات اعمامهم كلهم كانوا موجودين كان كم مرة يخبط في حد مش عارف وين يمشي و لا كأن حفظ المكان هذا
من قبل لعند جاه احد ابناء عمه و ساعده يقعمز ع جهة

كان داهش و يردد : شنو صار ؟ خيرها هالة تعيط غادة غادة خيرها هالة يا غادة حمزة وين حمزة وين عبدالخالق وينه ردوا عليا

استاقضت غادة و جت لعنده مدتله اميا: اشرب مهيدي و بالشوية يا غالي ما في شي راهو الحمدلله جت بسيطة فجروا حوش حمزة

برد عفوي : ليش ؟ حمزة شنو دار ع شان يفجروا حوشه خلاص معش القو حد يضروه غيره ليش حمزة ليش

و هذا السؤال اللي يسال فيه حمزة لنفسه ، ليش انا ؟ شنو اللي درته ع شان يفجرولي حوشي و كان ممكن نخسر مرتي و بنتي في لحظة

و وقت اللي قال بنتي رجع العقل يأدي وظيفته دور بعيونه ع مرته و شاف حالتها زاد انغم قلبه اكثر و في اللحظة اللي قرر يمشي ياخذها منهم و يهديها هو هي لحظة بس

هالة سكتت بس سكوتها ما طول لان الله صرخات و صرخات من شدة الالم و الباين اللي تخمم فيه من الم الولادة و موعدها اللحظة هذه اثر واقع : اااااااااه يا عمتي بنموت لية تقطع فيا بنموت

فتيحة تبكي و ضاعت مش عارفة كيف تتصرف : حيه عليا شنو بندير و وين نعدي بيها يا ناس

قرب حمزة و جمد ثاني و عيونه ثبتهم ع مكان واحد

المكان هذا وقت شافاته فتحية زادت انجنت .. ايه هالة بدت تنزف يعني ما في اي امل في التاجيل حالة ولادة لا محال

و زاد معدل الخوف عند فتحية و بدت تخبط ع وجهها : نهاري الاسود كيف نديرلها

تدخلت عافية لانها الاكبر سنا و بدت تعارك فيها : اسكتي يا فتحية مش وقت عياط توا ياما جبت فيه الحوش ما عنده وين يمشي بيها في هالليل ما في حل غير نجيبوها

فتحية خافت ع حفيدتها و فرحة ولدها المنتظرة : كيف يا غبارتي

هنية مستعجبة من انفعالها : خيرك يا مراة شكلك نسيتي ان بنتك سارة جبتيها في الحوش

كانت فتحية منهارة : هذاك الوقت ما لحقت نعدي المستشفى و حق جيبتني الحاجة مسعودة ، لكن تذكري بعدها شنو صار معايا تعبت واجد لعنديت جت الاسعاف و خذوني للمستشفى ، و هذا انا توا كيف نديرلها وين نحصل الاسعاف و المستشفى

هنية شدتها من ايدها : اسمعيني جاي المراة بعد التنقيز هدا ما عاد قاعد فيها عيل تحركي واعقلي ما تكوني خايبة و تخوفي ضناك

فتحية بصوت متلعثم : راهو في الثامن يا هنية في الثامن

عافية تهربت من نظرات فتحية : اللي عنده عمر يعيش . خلي ولدك يجيب الحاجة مسعودة تساعدني نجيبوها هنا و ان شاء الله ينجبر خاطرها و تحل عوينتها ع خير

غادة بدت تعيط : خيركم من تجيبوا في الحوش خلوه ياخذها يطلع من البوابات ما بيديروله شي هذه حالة انسانية معقولة في 2011 و نجيبوها في الحوش

استاقضت هنية بوجود البنات و فنصت فيهم و بدت تعارك : يالله كلكن تمشن لحوشنا غادي ما نبي بنت وحدة في الحوش هدا يالله

و بحكم شخصيتها القوية الكل سمع كلامها

حمزة كان يعارك جنب عمه حامد و اولاد عمه : خلوني نطلع بيها المستشفى و خالق الراس قاطعه شنو الللي بيديروه

حامد : خيرك انت ما تسمع الكلام تي هي مرات تجيب في الطريق قولي وقتها شنو اللي تقدر تديره

مشي عنهم و صار يصرخ : اااااه اخ يلعن الحرب و اللي دارها يلعن الحرب و يلعن البلاد مرة وحدة … كيف فرحت يا ربي كيف فرحت

و لاول مرة عبدالخالق يحس نفسه مكتف و مش قادر يدير شي و لا واحد قادر يتصرف بشيء الا الدعاء لله سبحانه و تعالى ..

بعد مشي كم خطوة و عيط استسلم للامر الواقع و شغل السيارة و و جاب الحاجة مسعودة… مراة كانت في عمر الثمانين كانت تمشي و تدعي : يا مسهل يا رب يا مسهل يا رب

لاحظت ان حمزة يمسح في عيونه تشجعت و حطت ايدها ع ايده : ما تخافش يا ولدي صغاري راهو السبعة جبتهم في الحوش و كنتي جيبتها في الحوش و حتى امك زمان جابت سارة اختك في الحوش

مسح دموعه: ما كنتش نعرف اول مرة نسمعها

حست انها طمناته : ايه و اهو قدامك كيف ولت الله يبارك عليها توكل ع الله يا ولدي و اللي عند الله مش بعيد

: لا اله الا الله و حسبنا الله و نعم الوكيل …

و هدا فعلا الكلام اللي ينفع لان ما ح يصير شي بدون مشيئة الله و لا ح يلطف بينا حد غيره و بدو النسوان يولدوا في هالة

هي تتقطع من الالم و تعيط

و حمزة مقعمز تحت روشن دار امه وين ما يجيبوا فيها و يعض في ايده و يئن بصوت خافت : اه يا رب اه …

و هي تصرخ

وهو يتألم كان متكور ع نفسه و يعصر فيها : يا ربي مرتي و بنتي يا ربي مرتي و بنتي يا ربي

استمر العذاب هذا مدة ساعة و جابت هالة فرحة حمزة و الباين زي العادة فرحته استمرت في اصدار الصوت لحظات وقت عيطت شوية بصوت مخنوق زي ما مخنوقين احلامه و اماله

و ماتت فرحة حمزة …

و كل ما تبقى من حياة في قلب حمزة

لحظتها وقف و قرب من الروشن من لهفته عليهم … بس غاب صوت الام و بنتها

حمزة ضلم ايديه لبعض و يتكلم و هو مترقب : هيا هيا عيطي يا فتحية

و عيطت فتحية لكن فتحية الام يا حمزة : وووه عليا وووه

عقل فيه و طار و نسي الاصول و الحشمة اللي متربي عليهم نسي نفسه و نسي الدنيا كلها و خش بسرعة عليهم : شنو شنو ؟ هالة وين بنتي وين خيرها خيرها

هنية سكرت باب الدار وراها و طلعاته و عيونها ما وقفوا دموع : الله غالب يا ولدي الله غالب ماتت يا ولدي

دفها بعيد عليه : كيف تموت ؟ كيف تموت .. هذه مش بنتي هذه فرحتي هذه فرحتي

يمشي و يردد في الكلمات هذه لعند طلع يجري ولع سيارته و مشي مسافة عند ما وصل المزرعة متاعهم المزرعة اللي كان يقضي فيها وقته هو و المرحوم… قعمز في قطعة ارض قريبة من حوشهم و بكي باعلى صوت ع فرحته اللي ماتت
كان يحفر في الارض بايده و يعيط : حتى هي عدت يا خليفة حتى هي مشت يا عزو .. انا معش نحب شي و لا عاد نقرب من حد اللي نحبه يموت اللي نحبه يموت …

في الوقت هذا و حوش حامد اللي زوجته هنية .. كان في نقاش بين سارة و غادة … سارة اللي صدمتها في اللي صار مع هالة خلتها تتكلم لاول مرة من بعد اللي صار

سارة تشوف للفراغ : يا ودي ع حسب قرايتي البنية ما تعيش في الثامن ضروري من حضانة يا غادة حسني خايفة واجد ع حمزة

غادة : و الله بعد عشنا احني في وضع زي زمان تعيش حتى هي مرات وين تندري ؟ بعدين انا حمزة شفته ساكت لكن هالة هي اللي قريب طارت من بين ايدين امي

شافتلها سارة و الحزن ساكن ملامحها : تقول ما تعرفي خوك

و في اللحظة هذه خشت عليهم هنية :يالله روحن يا بنات هالة جابتها البنت لكن الله غالب ربي مش كاتبلها نصيب تعيش

و بدون وعي كانت سارة اول من عيط : لاااااا حيه علينا و حيه ع حمزة

و طلعت تجري بدون وعي و هي تبكي و من وراها غادة دموعها تنزل

وفاقت هالة و زيها زي اي ام بالفطرة طبيعي جدا من اول ما تفتح عيونها : وين بنتي ؟ جيبولي بنتي ! خلوني نشوفها فتحية وينها

فتحية اعطتها بالظهر و بدت تبكي بدون صوت ويلها هي و ويلها حمزة ولدها

و ما كان من عافية في الموقف هذا الا ان تتصرف لهذا ضمتها ليها بقوة : تعرفي يا بنتي وقت اللي جيت لعمك رمضان الله يرحمه ممكن ثلاثة اللي جبتهم و ماتوا و توا ماشاء الله اهو جدة قدامك

و انهارت هالة و بدت تدف فيها : لالا بنتي قاعذة قبل شوية كنا نهدرزوا معاها كنا فرحانين بيها انا و حمزة يعني فرحتي ماتت وينك يا امي وينك تعالي شوفيني شوفي هالة الدلوعة شنو صاير فيها تعالي شوفي شنو صار معايا انا بنتي ماتت انا جبت بطريقة عمري ما توقعتها اما تعذبت و قلت عادي المهم نشوف بنتي بين ايديا وانت تقوليلي ماتت نبيها هاتوها هاتوها

و كان اول من جاها سارة ، سارة نست كل شي و ضمتها ليها و الاثنين انهاروا بكاء

و لعل المشاكل و الصدمات تجمع تلك القلوب المتنافرة …

عبدالخالق واقف و يشوف للفراغ : يا علي

: نعم

كان صعب عليه هو اللي يمشي لخوه مش حاب يشوفه في موقف زي هذا : الحقوا حمزة

رد علي : وين عدا هو ؟

عبدالخالق كان حافظ خوه : المزرعة اكيد .. جيبوه و تعالو خلاص الشمس بتزرق و اكرام الميت دفنه

: ان شاء الله

قداش تمنى المهدي اللي واقف في صمت مطبق ان هو اللي يمشي و هو اللي يجيب خوه و يواسيه بس ما في اليد حيلة و ما عنده غير الانتظار

و بعد مدة انتظار حمزة وصل بعد جابوه ابناء عمه و اول من ضمه المهدي كان يرجف بيت ايديه زي الطفل : وحد الله يا حمزة هذه ح تدخلك انت و امها الجنة

رد حمزة بصوت مبحوح : لا اله الا الله .. فرحتي ماتت يا مهيدي .. تذكر يوم عرسي شنو قلتلك

و تذكر كلامه و دموعه نزلوا و ما قدر يواسيه بعد كلمته هذه

و يا ناري ع وخيته القريبة البعيدة رجاء اللي تحس باهلها في كل موقف بالذات رفيقها هدا كانت ويلها ايمن المفقود و ويلها جنينها اللي خسراته و ويلها قلبها اللي نار شاعلة فيه و مش عارفة سببها

تدعي لله و بس و متمنية يكونوا بخير و ترجع تشوفهم من جديد

و لو شافت حالهم توا مع الساعة العشرة و نص صباحا وقت غسلو البنية و كفنوها ، كانت فرحت ان ربي جنبها عذاب ممكن بعد اللي تعرضتله مؤخرا مش ح تتحمله ابدا …

في الوقت هذا خذاها حمزة بين ايديه و هو يبكي قداش تخيل اللحظة هذه قداش تخيل وقت يأذن في وذنها قداش تخيل وقت عيونه يتلاقو بعيونها قداش تخيل كيف يناديها و يدلعها و قداش حفظ اغنية تربيج يربجها و يدلعها بيها و كله مشي ادراج الرياح مجرد حلم وانتهى و فاق ع واقع مؤلم يكسر القلب

و مشي للمقبرة مع خوته و ابناء عمومته ع شان يدفن فرحته
بايديه

تذكر يوم وفاة عبدالمعز .. يوم حطوا عليه التراب وقتها ما توقع يعيش الم اقسى لكن انك تحط قطعة منك انتظرتها شغفا لشهور طويلة و اخر شي تحط عليها التراب اختبار و ابتلاء صعب جدا

روح الحوش اخرهم قريب الظهر وقف في نص اللايدة كانت امه واقفة عند الباب ما قدرت تجلس داخل لعند تطمن ان روح

قام ايديه فوق : دفنت فرحتي بايديا و روحت .. كنت عارف و الله كنت عارف ..

طلعتله فتحية بخطوات سريعة و ضماته و بكي بين ايدين امه زي الطفل

و لعند اللحظة هذه مازال ما شاف زوجته … و لا هي طلبت تشوفه حتى اللي جوها يعزوا ما طلعت عليهم راقدة و تبكي و بس و جنبها سارة تواسي فيها …

بعد العصر

حامد : ننصحك يا ولدي تاخذ مرتك لزليتن يشوفوها دكاترة ما تندري هي جابت في الحوش مرات محتاجة علاج و الا دواء تخاف يزيد عليها و تصير معاها حاجة

حمزة كان خايف يفقدها حتى هي و تمنى لو من الاول طلع بيها حق : بس كيف بنطلع بيها و الدنيا قدامك مسكرة يا عمي

رد حامد : انا نعرف واحد واصل يقدر يدير طريق في البحر بمعارفه توا نمشيله و هو يطلعك من هنا انت غير انوي

شاف لخوته جنبه : و اهلي كيف نطلع و نسيبهم

عبدالخالق حط ايده ع كتفه : ما تفكر في شي يا حمزة كلام عمي صح المراة مرات وضعها يسوء شنو اللي بتديره هنا و كانك تفكر في الحوش و العيلة في امانتي ما تخمم في شي

و اهني كان من الواجب اعطاء العلم لفتحية اللي قعمزت ع الارض و خلاص انهارت اللي صار مع حمزة هد حيلها : كيف نخليه يطلع و يسيبنا وين نعرف لو مازال تلاقينا هذه حرب مش حاجة ساهلة

عبدالخالق : امي … فكري في مصلحته و مصلحة مراته يسد اللي صار معاهم

مسحت دموعها : عارفة لكن خايفة عليه واجد يا عبدالخالق انا قاعدة مش مصدقة ان البنت ماتت وتيتلها كل شي بندير عزومة و بنفرح بيها فجاة هكي جانا ولد حرام قلب حياتنا و عدا الله يهده وين ما مشي

: لا حول و لا قوة الا بالله

ساعد امه توقف و خشت لدارها وين ما موجودة هالة … ه
هالة اللي كانت تتقطع من الالم و معش فرقت بين وجع جسمها و وجع قلبها و ما تقول غير : اه اه

مهدي وقف برا و ينادي : امي يا امي

طلعت فتحية : نعم مهيدي

: نبي نتكلم مع هالة

فتحية : اسم الله المراة نافس كيف بتكلمها

المهدي كان يعز هالة معزة الاخت و كان عنده يقين ان كلامه معاها ح يكون بفايدة : انا كلمت حمزة و خذيت منه الاذن و بعدين انا ما بنشوفها بنوقف برا و بنكلمها كم كلمة بس

و اهني اقتنعت فتحية و خشت قالت لهالة اللي حاولت تكتم صوت بكاها

: اختي هالة انت عارفة اللي يموت عنده طفل مازال صغير واجد زي بنتك يدخل اهله الجنة كلهم عليش تبكي و تقهري في روحك هذه هدية من ربي عطاها ليك انت و حمزة و فكري معايا يوم غدوا هي اللي بتشدك من ايدك انت و بوها و تدخلكم الجنة

تعالت صرخاتها : انا محروقة يا مهدي بنموت يا مهدي … مش مصدقة اللي صار معايا

رد عليها : هدا كله من الشيطان تعوذي منه و توكلي ع الله و ربك غفور و رحيم حطكم في ابتلاء و باذن الله يعوضكم خير ، فكري في صحتك و فكري في حمزة راهو بيموت منها متقطع ع موت بنته و منها خايف عليك

هالة : عارف ان اول مرة نحسه فرحان وقت عرف انها خلاص قريب تجي للدنيا

المهدي : عارف .. بس انت لازم تعرفي ان حمزة عليك انت لو شافك صابرة ح يصبر صدقيني

و دعت من كل اعماقها : يا ربي صبرني من عندك يا ربي

المهدي اهني معش تحمل و طلع من الحوش … كان الالم كبير و يحرق و الاصعب انك تكتمه

و جي يوم سبعة و عشرين ابريل

و ودع حمزة اهله و ياما بكت فتحية و كلها خوف ان معش تشوفه ً

باس ع ايدها : سامحيني يما

: مسامح يا غالي مسامح ربي يجيبها ليكم زينة واول ما تحصل فرصة كلمنا كان قدرت و الا ابعثلنا مع حد

حمزة وشف انفه : ان شاء الله

جي عبدالخالق جنبه : رد بالك تفكر تروح بدون ما تقوللنا يا حمزة

اشار بالموافقة و مشي في اتجاه المهدي سلم عليه بالاحضان و الاخير قاله حاجة وحدة : الله الله في هالة يا حمزة مراتك بنت اصول و مجروحة واجد رد بالك عليها

ابتسم حمزة و رتب ع كتفه : ان شاء الله

و في مرة هجموا عليه خواته ممكن ما في قرب بينهم زي رجاء بس غير المحنة هذه ياما عاشوا فيها : ردن بالكن ع امي

غادة : ان شاء الله يا حمزة حتى انتم

شاف لسارة: و انت بطلي خوف

رجعت ضماته و تبكي بدون كلام

اما هالة فما طلعت لعند وقت الخروج بالسيارة لانها مازال تاعبة و
خذاهم حامد و سلمهم الراجل لعند وصلهم لخارج مصراتة …

بعد شهر … ع اختفاء ايمن …

وصل سليمان بسيارته قدام حوش جلال

: خ……….. و ضروري تمشي معانا………….

و ودعت…….. و…… …
كان وداع مؤلم جدا … لان مش مجرد …….

: سمعت انك رميتي من الاول قلتها عرقوبك عرقوب شر …

و مرت الايام لعند وصلت نهاية اربعة و زادت شدة الحروب …

و بدي الاستهداف. للمنطقة اللي موجود فيها……..

يوم واحد خمسة بالضبط … جي الكابوس اللي ……… لان……… بالنسبة…….. وطن
……….. صعب جدا……… في مكان…………

و قرروا…………..

خش……….. يجري : خوذي اللي تقدري عليه هيا بسرعة بنطلعوا

و “……… تبكي و متشنجة و……….. يهدي فيها

اما ……….. فلمت كل شي

وقف…….. في وسط السور

: انت شنو تراجي اركب في اي سيارة هيا هيا

تمنى يقعد و يطيح عليه الحوش و لا يطلب شي من حد

هذيك. اللحظة قال كلمات يرثي فيهم بوه من وجهه و خوفه من القادم ”
الله يا بوي كانك حي .. ما هكي صار فيا
الله يا بوي كانك حي .. ما واحد تجمل عليا
الله يا اوبيي يا الغالي … كانك عايش ما طحت تحت والي .. لا العم و لا الخالي”

(كلمات……… )

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى