روايات

رواية تزوجت أخي ولكن الفصل الثاني عشر 12 بقلم ايمو كمال وابتسام محمود

رواية تزوجت أخي ولكن الفصل الثاني عشر 12 بقلم ايمو كمال وابتسام محمود

رواية تزوجت أخي ولكن البارت الثاني عشر

رواية تزوجت أخي ولكن الجزء الثاني عشر

رواية تزوجت أخي ولكن
رواية تزوجت أخي ولكن

رواية تزوجت أخي ولكن الحلقة الثانية عشر

وقعت على هذه الاريكة التي تشهد اصعب لحظات خيانة تشعر بها، فكل ما مضى شيء، وما يحرقها الآن أمر أخر؛ أيعقل ان من أحببته وارتضت بظروفه الصعبه، وقررت الوقوف بجانبه حتى يتم شفاءه وتحيا معه حياة طبيعية وترزق منه بأطفال، يطعنها بكل جبروت في صميم فؤادها بدون رحمه أو شفقة لنزيف اهاته، مرت أمام عيناها أجمل لحظاتهما سويًا، ورنين حديثه المعسول يتردد على مسمعها، وضعت يداها لتخرس هذا الصوت، فهو كاذب في كل ماقاله، نعم هي فقط من أحبت وتوهمت حبه، وهو الآن يذيقها من مرار خداعه كؤوس لا تنتهي، اغمضت عيناها بألم، ووضعت الهاتف مكانه كما كان.
فهي حقًا احبته … عشقته بكل عيوبه وتفاصيله المعقده، لكنها أيضًا كرهت غرامه المزيف… ودموع التماسيح في عيناه تسكن.
خداعه المتمكن بارع فيه حد الدهشه.
لا تتعجب من كشف الستار عنه، وسقوط قناع الحقيقه عنه !
فهي الآن واقفه بكل صمود أمام جبل كذبه وحبه المزيف، لقد افاقت متأخره، شهور تحيا على وهم كبير إنها حبيبته !!
فكفى أن سحابة حبه الضبابيه أزالت من أمام عيناها، وافاقت على مرارة حقيقته التي لم تراها في يوم من الأيام.

نهضت مجففه عبراتها، وتوجهت تغسل وجهها حتى تفكر في هدوء ماذا هي فاعله ؟!

 

 

 

 

بينما أسفل في الصالة يباشر “جاسم” عمله ويتابع المتدربين، لم يلاحظ عدم وجود هاتفه الثاني معه، تذكر مكالمته ليلة أمس مع والدته حين ابلغته بضرورة خطبته مع ابنة خالتة التي تم فسخ خطبتها قبل موعد زفافها بأيام قليلة، واجبرته على الزواج منها من أجل انجابه، حاول كثيرًا الرفض، فهو يحب زوجتة ولا يريد الزواج بغيرها، لكن تهديدها له بعدم رضاها عنه اجبره على الخضوع لمطلبها، وعندما فكر في هذا الأمر وجده فرصة لاثبات رجولته أمام نفسه، فاق من شروده وبحث عن هاتفة ليقوم بالإتصال بها لمعرفة موعد عقد القران، فلم يجده بجيبه، توجه لمكتبه يبحث عنه فلم يجده، صعد مهرول لعله فوق في شقته، دخل بلهفة عيناه تجوب المكان في كل ركن حتى التقطه مختبأ على الاريكة، اختطفه ووضعه دون النظر عليه، نادى بأسم زوجته، ردت عليه قائلة:

– أنا هنا ياجاسم، اية اللي طلعك؟
– مفيش نسيت الفون قولت اطلع ادور عليه واشوفك اتاخرتي ليه.

هزت راسها بتفهم ثم قالت في محاولة جيدة تدعي الثبات والبرود، وهي بداخلها حمم وبراكين متأججه، لكن الوقت ليس مناسب لتصفية حسابات:

– معلش حبيبي اصل جالي مكالمه من بابا، بيقولي ماما تعبانة شوية، فهروح بعد اذنك اطمن عليها.
– اه طبعا، الف سلامة عليها، هتتاخري هناك؟
– الله يسلمك، معرفش.. هحاول اجي بدري.
ابتسم بخباثة وقال بمكر:

– براحتك خالص حبيبتي، اطمني عليها وبعدين تعالي في الوقت اللي يعجبك، ولو حابه تنامي معاها مفيش مشكلة ياروحي.

اطلق حديثة وتوغل بداخلها يحرقها دون ان ينجدها ويبرد من لهيبها، الهذه الدرجة يستغنى عنها ويريدها تبتعد حتى ينفذ حكم الاعدام لوتينها بكل حرفيه ومهارة… ؟!
اومأت له بعيناها وتوجهت نحو المائدة تعطية ما اعدت له من طعام، اخذها وقبلها في وجنتيها، ثم اولاها ظهره ونزل لاسفل، وحين ولج للداخل، فتح هاتفه ليتفاجأ بوصول الرسالة قرأها وحمد ربه ان “ياسمينا” لم تنتبه لوجود الهاتف، والا كانت ثارت عليه.
توجهت “ياسمينا” نحو منزل والدها بعد ان ذهبت لمكان ما، وحين فتحت والدتها الباب، وحينما رأتها لم تستطع كبت حزنها أكثر من ذلك وارتمت داخل احضانها وانهمرت في البكاء بغزارة، صرخت بها وسألتها عن سبب هذا حالتها، ظلت تبكي في صمت، ووالدها يضرب كف على كف، لاول مره يراها هكذا، كاد عقله يجن، اجلستها والدتها وربتت على كتفها حتى هدأت، وقصت ما قرأته في الرسالة المرسلة، ولم تقص عليهما السبب، وطلبت من والدها ان يوافقها فيما تطلبه منه.
مر الوقت ونهضت بعد وقت طويل، ثم توجهت لمنزلها وجدت زوجها ينتهي من ارتداء ملابسه، ويضع اخر لمساته أمام المرآه، اقتربت منه وسألتة:

– على فين كده بالشياكة دي ياجاسم؟

 

 

 

– حبيبتي حمدلله على السلامه، حماتي ازيها؟
– كويسة، متغيرش الموضوع رايح فين؟
– لا بغير ولا حاجة، معزوم على فرح واحد صاحبي متعرفهوش.
– اه قولتلي فرح صاحبك ومعرفهوش فأكيد مينفعش اروح…. بس اللي يشوفك يقول انك أنت العريس !!

رمقها في مرآته بأعين ذائغة، حاول تجميع افكاره لتسعفه سريعًا في الرد، فقال بلجلجه:

– عريس أية بس ياحبيبتي، هو في راجل عاقل يعملها مرتين، هو أنا ليه حاسس أنك مخبيه حاجة؟ شكلك مش طبيعي ليه ؟!

ردت عليه بصرامه:

– لو أنت مخبي حاجة عليا، أبقى أنا مخبيه؟

تبعثر في رده وقال وهو ينثر عطره:

– أنا لا ابدا، وهخبي عنك اية ياحبيبتي.
حاوطت يداها والتفتت حول عنقه، ونظرت داخل بؤبؤ عيناه وسألتة:

– أنا حقيقي حببتك ياجاسم؟

حلل عقده يداها، ثم قبلهما وقال بنبره صادقة لا تدعي للشك:

– أكيد طبعًا حبيبتي، وروح قلبي من جوة، معقول انتي عندك شك في ده ؟!
– لا طبعًا، بس بحب اسمعها منك ياجاسم على طول.
– بحبك وبموت فيكي يا ياسمينا قلبي.
– طب لو حقيقي بتحبني اثبتلي كلامك واقعد معايا ومتنزلش.
– ياسمينا حبيبتي على عيني والله، بس ارتبطت بوعد مقدرش اخلفه؛ يرضيكي جوزك يرجع في كلامه؟
– وعد ؟! وعد بأية؟
– إني اقف مع صاحبي واحضر جوازه،
مش هتأخر عليكي، سلام ياروحي.

 

 

 

 

صافحها بحب ثم تركها وخرج لمبتغاه.
بينما هي حين تأكدت بمغادرته صرخت بآآآآآه تصل لعنان السماء، وظلت تبكي وتصرخ من طعنه لقلبها، وهدمه لكل ذرة حب تكنها له، نظرت لنفسها في المرآه وحدثتها
لماذا فعل بي كل هذا ؟!
لماذا يكذب ويدعي الحب، وهو كاذب، مخادع، ماكر، لا يعرف للحب عنوان؟!
ياليته بقى معي ولم يغادر…. ؟!
عندما لم تجد رد، امسكت بزجاجة عطره وقذفتها بقوة، كسرت مرآتها بكل عنف، فأصبحت صورتها مشروخه مثل فؤادها، ثم جلست تبكي وتبكي حتى جفت الدموع على مالا يستحق دموعها.
نهضت بقوة وبقلب مازال مجروح، ودلفت تأخذ حمامًا لتفوق من هذا الكابوس اللعين، ثم ارتدت أجمل ثياب لديها، وصففت خصلات شعرها، ووضعت مستحضرات التجميل لتخفي أثار بكاءها، ثم تحركت بشموخ وهاتفت والدها الذي ابلغها بأنه واقفًا منتظرها أمام منزلها أسفل، انحدرت معه واستقلت سيارته متجهه لمبتغاها.
★*******★
وصل “جاسم” إلى منزل والدته التي استقبلته بالترحاب الشديد، وصوت الزغاريد تعلو جدران المنزل، دقائق مرت وجاء المأذون ليعقد القران على ابنة خالتة الحسناء، والضحكة تعلو كل الوجوه، وعند انتهاءه من العقد تعالت التهاني من الجميع، وإذا فجأة يسمع الجميع صداح علو زغرودة من قبل “ياسمينا” التي جاءت وخطواتها تسير في كبرياء وشموخ، اقتربت من المصدوم زوجها، وعلى وجهها ابتسامة مزيفة، وقبلته من كلتا وجنتيه وقالت بصوت يجلجل ويهز له الجدران:

– يا ألف نهار ابيض… يا ألف نهار مبروك ياجاسم.

علامات الصدمه والدهشة تعلو وجوه كل الحضور، وبالأخص وجهه هو، لكنه لجم عن الحديث، ابتلع لعابه فلم يجد ما يرطب به حلقه، فكتفى بالصمت الرهيب، حين قالت موجهه حديثها للعروس:

– مبروك ياعروسة، مبروك عليكي عريس الغفله، أنا محبتش اجي أبارك وايدي فاضية، قولت لازم اجبلك هدية العرس معايا واتمنى تعجبك.

اخرجت ورقة من حقيبتها ورمتها لتقع على ساقها، وحين قامت بفتحها لم تفهم ما بداخل التقرير الطبي، فتبسمت “ياسمينا” وقالت وهي ترمقه بنظرات غضب وحزن:

– ده تقرير طبي من الدكتورة نسا بتقول أني لسه بكر، عزراء لم يمسيني بشر.

ثم وجهت حديثها للمأذون تسأله:

– هو ياسيدنا الشيخ هل يجوز للزوج الزواج بأخرى دون الدخول على الزوجة الأولى؟

صمت احتل الجميع، صوت الموسيقى اغلقت، والذهول هو سيد الموقف، أغمض “جاسم” عيناه ووضع كفه يداري به وجهه، وصوت أمه يعلو وهي تضرب بعصاها الأرض بقوة قائلة:

– وه اية الحديت الماسخ اللي عتقوله مرتك ده ياولدي؟ انطق وكدبها، عتفضل كيف الصنم أكده ؟! قوم اضربها وعلمها كيف تتحدد أكده عليك، ده انا ولدي زينة الرجال !!
اياك عيكون حددها ده صوح؟!

رمقتها بشرار يقتل قائلة وهي واضعة يدها على خصرها بتحدي:

– خليه كده يكدبني، ويقول إني كدابه، عشان احط صوباعي في عينه …!!

 

 

 

 

لم تجد منه رد الا الصمت الرهيب يشق قلبها الحزين على فلذة كبدها، فاقت على صوت والدها الذي صدم مما اذاعت وكشفت به ابنته من خبر صادم فوجه حديثه لزوجها:

– تصدق أنت عامل زي الطاووس المفنوش، اللي فرحان بشكله ومظهره، لكن من جواه فارغ، وماسخ لا يصلح إلا للزينه، وأنا بنتي ربنا بيحبها عشان كشف حقيقتك، وبكره ربنا يرزقها براجل بجد يعرف قيمتها، ويصونها وترزق بزرية منه الصالحه.

ثم نظر للجميع وقال بصوت حاد مرتفع:

– لو عندك نظرة رجوله باقية ارمي اليمين على بنتي، طلقها عشان انت متستهلش ضفرها، وبنات الناس مش لعبة في ايدك..

ياترى جاسم هيوافق ويطلقها، ولا هيتمسك بيها بعد اللي عملته؟
وياترى التصرف اللي عملته ياسمينا ده صح ولا غلط؟ وهل كان مفروض عليها تصمت للاخر وتبلع خداعه ومتفضحوش قدام اهله؟
هل خلاص كل الطرق بينهم اتقفلت، ولا الحكاية لسه فيها باقي؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تزوجت أخي ولكن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى