روايات

رواية تزوجت أخي ولكن الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمو كمال وابتسام محمود

رواية تزوجت أخي ولكن الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمو كمال وابتسام محمود

رواية تزوجت أخي ولكن البارت الثالث عشر

رواية تزوجت أخي ولكن الجزء الثالث عشر

رواية تزوجت أخي ولكن
رواية تزوجت أخي ولكن

رواية تزوجت أخي ولكن الحلقة الثالثة عشر

ثم نظر للجميع وقال بصوت حاد مرتفع:

– لو عندك نظرة رجوله باقية ارمي اليمين على بنتي، طلقها عشان انت متستهلش ضفرها، وبنات الناس مش لعبة في ايدك.

رفع بصرة إليها يستعطفها بالا تتركه، لكنه وجد منها الجمود والوجع داخل محرابها، فقالت له مأكده:

– طلقني ياجاسم، احسن ما اخلعك وهيبقى شكلك وهيبتك في الأرض، ارمي اليمين زي ما بابا قالك.

عند هذه اللحظة لم يتحمل كمية الضغط الذي تضغطه وتدوس عليه أكثر من ذلك، نطق وقال بوجع وقلبه ينزف دمًا:

– مش هقدر انطقها يا ياسمينا، صدقيني مش هقدر اخرجها.
– بس قدرت تدبحني بسكينة تلمه ياجاسم مش كدة !!
حافظ على هيبتك اللي طول الوقت بتخاف عليها.
– هيبتي ضاعت خلاص.
– لا هتقولها غصب عنك، هتقدر تعيش مع واحده مش عايزاك؟

صاحت والدته بكل الغضب الذي بداخلها، واخرجته دفعة واحده كالطعنات له، في لهجة تأمره كعادتها رادفة:

– طلقها ياولدي، ازاي عتتمسك بيها بعد كل اللي حوصل منيها، دي فضحتك وعرتك قبال الكل من غير أي خشى ولا حيا، كيف عتبص في خلجتها تاني.

ابتلع حديثهما بمرارة ونظر لكلاهما والدموع سجينه بداخل مقلتيه، وقال بكسرة قلب وانهيار:

– مجدرش يا اماي، عحبها، مجدرش استغنى عنيها.
– ملعون عاد العشق اللي يرخص وعيبهدل صاحبه كيف اكده، اخس عليك وعلى الماعون اللي شالك، قسمًا بربي لا عتبقى ولدي ولا اعرفك لو فضلت على ذمتك بعد اللي حوصل.

 

 

 

 

ضغطت “ياسمينا” أكثر على جراحه كأنها ثقبت وقودًا واشعلت ثقب النار فوقه، فشتعل احتراقًا وقالت:

– اسمع كلام أمك يا ابن أمك وطلقني.

قال بتحدي وتمسك بها لابعد درجة قائلا:
– مش هطلق، مهما تقولي وتستفزيني مش هقدر أقولها.

رمقه والدها بغيظ وتوعد قائلا:

– يبقى أنت الجاني على نفسك، وهنخلعك من اول جلسه، يالا بينا يابنتي، بينا وبينه المحكمة.

كانت الدموع تحررت من مقلتيه، تدعوها بالسماح والغفران، فقد تخلى عن كبرياءه وشموخة، وهيبته كل شيء من أجل الحفاظ بها، لكنه لم يجد منها إلا العناد والجراح.

امسكت بيدها يد والدها تستمد منه القوة، فقد كانت كل قواها خارت، تشعر بانها على وشك السقوط أرضًا، فضمها والدها بحب، مقبل جبينها وحزنه ينفطر عليها، دقائق مرت كأنها دهر عليها، تريد ان تنتهي من تلك المسرحيه الهزلية، فدورها انتهى عند هذا المشهد المهين، ولا مكان لها بينهم، تتمنى ان ينسدل الستار وتكتب كلمة النهاية بكل ما مر من اوجاع لا تريد ان تتذكرها ولا تحيا فيها من جديد، وها هي الآن تخرج محملة بقلب مكسور محطم، يصعب تطيب جراحه.
رمقته بنظرة لن ينساها طيلة عمره، نظرة بها لوم وعتاب، ووجع قلب ممزق، تريد ان تتحرر دموعها وتسبح بداخلها لتفوق مما فيه، لكن حتى تلك الرحمه ابت ان تتساقط وظلت حبيسة مكونه سحابه أمام عيناها، تهدد بالانحدار لكنها عزيزة آبيه،
اولته ظهرها وهي ممسكه بيد والدها خارج المنزل بخطى مليئة بالخذلان والقهر.
حاول النهوض والصراخ عليها، لكنه لم يجد صوته يسعفه، وقف لمح بحدقته دموع والدته التي وقعت من طولها تنوح عليه وما اصابه، الجميع ملتفون حولها، حاول تهداتها لكنها رفضت يداه وازاحتها بعتاب ولوم، لا تعرف عليه، ام عليها هي وما اصابها من صدمة عمرها.
اخذ مفتاح سيارته وأسرع ليلحق بياسمين حياته، لكن اوقفته خالتة:

– على وين رايح يابن خيتي؟
ثم نظرت على اختها قبل أن تقول:

– سامحيني ياخيتي، دي سعادة بتي، واني ممعيش غيرها، لازمًا ولدك يرمي اليمين على بتي قبل ما يمشي من أهنا.

وتلاحقت الضربات والصدمات، واحده تلو الأخرى يتلقاها “جاسم” فوق رأسه كـ مطرقة بكل عنف، ولا يجد يد تلحقه وتمنع تلك الضربات عنه، نظر لها بترجي قائل:

– مش وقته يا خالة، سبيني الحق مرتي الأول، وبعدين انفذلك طلبك؟
– والله ما عيحصل ولا عتتحرك خطوه غير لما تطلق بتي.
– صرخ ونطق كلمته وحررها من زواج محتوم عليه بالفشل، كل هذا حدث وعروسة مازالت على صدمتها لا تنطق تنظر وترى كل شيء كأنها مثل الدمية يتلاعب بها القدر وهي مكبده الأيدي، اقتربت منها والدتها وضمت صغيرتها، وقبلتها وربتت على ظهرها هامسه لها بكلمات تصبرها على سوء حظها.
انهى المأذون اوراق الطلاق وهو متعجب لهذه الليلة التي سيذكرها طوال عمره.
★*******★

 

 

 

منذ قليل عندما خرجت “ياسمينا” مع والدها سارت معه لاحتياجها استنشاق الهواء النقي، كانت صامتة تكتفي فقط بانهمار ادمعها المتحرره على وجنتيها تشق دربها بلا إنقطاع، لا تعرف اتفرح لعدم استغناءه عنها، ام تحزن لمجرد فقدانه من أول حكم لها ؟ وبذلك ستكون النهاية لقصة حبهما ؟!
كان شعور والدها لا يختلف عن شعورها بل يزيد، قطع صمتها بقوله:

– سامحيني يابنتي، أنا السبب في كل ده، كان لازم اسأل عنه كويس ومسمعش كلامك واوافق على طول كده، واتريث كتير قبل ما اوافق عليه.

فاقت من شرودها وقالت هامسه له:

– متلمش نفسك يابابا، مش حضرتك لوحدك السبب، أنا كمان مذنبة في حق نفسي، لما فنتنت بمظهره الخداع وهيبته الكذابه، حبيت شكله وانخدعت، وصدقني مهما طال الوقت والسؤال، حاجة زي دي عمرها ما كانت هتظهر غير بالمعاشرة.
عارف أنا اللي وجعني وقهرني، اني حبيته أوي، وكنت هصبر والله معاه لحد ما يخف ويتعالج، ونعيش حياتنا زي اي اتنين تحت سقف واحد، ونخلف عيال نفرح بيهم، لكنه فاجئني بنصل خنجره اللي غرزه في قلبي، ومش قادرة حتى اشده واطلعه، قلبي وجعني اوي يابابا منه، ليه يعمل فيا كده؟ ليه يدبحني بدم بارد كده؟
أنا عملت فيه ايه عشان ده يكون جزاءي منه، يطعني بالشكل ده، ويقف يتفرح على نحر ضحيته؟
ليه… ليه…. ؟!
ضمها والدها في حضنه وقال بعطف وحنان:

– اهدي يابنتي، متعمليش في نفسك كده، والله مايستاهل منك دمعه واحده قليل الأصل الواطي ده، وهنخلعه والمحكمه هتحكم من اول جلسه، بكره ربنا يعوضك بسيد سيده، ويعرفك معنى الحب الحقيقي اللي بجد، وبكره تقولي بابا قال.
– تفتكر ممكن هقدر اسلم قلبي لحد تاني بالسهولة دي؟
– يابنتي الحياة بتنسي، وبكره اللي مريتي بيه يكون ذكرى، وياما هتشوفي من الدنيا، المهم انك تقفي في وشها وتقاوحي، وتقومي بقوة وتقوللها، أنا اهو مش هضعف ولا هستسلم لكي، ودلوقتي ممكن بنوتي الحلوة المجنونة اشوف ابتسامتها الحلوة اللي بتجنني؟!
رسمت على محياها ابتسامه مزيفة، رغبة لارضاء والدها الحبيب، لكن لم تستطع تكملتها التي اغتالت في ثانية وتبدلت لبكاء شديد، شاركها فيه، حتى فرغت من الدموع واستقلا السيارة ليتوجهان إلى منزلهما.

اتنهى في هذا التوقيت المأذون من اجراءات الطلاق، وهرول بعدها “جاسم” واستقل سيارته متوجهًا إليها، فقد كان يقود سيارته بسرعة
شديدة، لدرجة تكاد الإطارات تطير حتى يصل إليها ويخرج ما يكنه في جوفه، وبعد وقت طويل اهلكه؛ وصل ووقف ينتظرها أسفل حين علم أنها
ما زالت لم تجئ نظرًا لعدم وقوف سيارة والدها اسفل المنزل.

 

 

 

جلس في سيارته متذكرًا كل ما مضى بينهما من مشاعر، وشقاوتها التي سلبت منه لبه وفؤاده، ضحكتها التي تشرق شمس حياته وتضيئها طوال اليوم، احقًا لهذه الدرجة يعشقها… ؟!
هو يعلم جيدًا ويعترف بحبها، لكن الذي كان لايعلمه ان يكون بهذا الحجم الكبير الذي احتل كل كيانه وفؤاده؛ الذي من أجله تخلى عن كل شيء من أجلها، فاق على صوت سيارة والدها يصطف السيارة، ترجل مهرولا نحوها، ممسكًا بيدها من خلف ظهرها، فزعت وحين التفتت له صدمت لوقوفه، رمقها بحدقيته الحمراء؛ فوجد حمرة عيناها أشد منه، قال لها بترجي مناديًا بحب:

– ياسمينا لازم تسمعيني.

ازدرءت لعابها وقالت بألم ومرار:

– مفيش بينا كلام ممكن يتقال تاني بعد اللي حصل بينا ياجاسم.
– لا فيه، وفي كتير كمان.
كادت ان ترد لولا سماع صوت والدها الذى جاء مردد من الخلف قائل بحدة وغضب:

– أنت ليك عين تيجي وراها لحد هنا؟

صاح بكل غل وغضب يعتليه:

– أنا سكت علي اهانتك ليا بما فيه الكفاية، وقدرت الموقف، لكن لازم ياسمينا تسمعني، عندي كلمتين واقفين في زوري لازم تسمعهم.

اختلفت صيغة لهجته حينما وجه بصره لها وقال بترجي:

– ارجوكي اسمعيني وبلاش تبقي قاسية عليا اوي كده، افتكري وعدك ليا أنك عمرك ما هتسبيني ابدا.

اغمضت عيناها بقوة تحاول الصمود امام نظراته المترجيه وقالت:

– بلاش تقلب الاوجاع من تاني ياجاسم، وعدتك لما كنت حبيبي، لكن اللي واقف قدامي ده واحد خاين معرفهوش، ولا عايزة اعرفه…. واحد قابل حبي ومحبتي له بالخيانة والغدر، امشي وسبني ياجاسم انت قفلت كل الابواب اللي ممكن تقربنا من تاني.

 

 

 

 

كانت والدتها واقفة تنتظر رجوعهما وشاهدت هذا المشهد المؤثر من شرفتها، رق قلبها برغم ضيقها منه، فقالت مناديًا على زوجها:

– اطلعوا ياعبده فوق نتفاهم، مينفعش كده.

رفع رأسه لها بغيظ لتلك الجاهلة التي لا تعلم شيء، ثم زفر انفاسه وشاور لهما بالصعود لأعلى، صعدوا المصعد وعيناه تريد الصراخ بأن ترحم ما تبقى منه وتلملم رجولته التي تبعثرت، فتحت لهم الأم الباب، ورحبت به واجلسته، ثم قالت لزوجها:

– تعالى معايا جوه ياعبده عايزاك، ياراجل اتحرك في اية هو أنا هعضك؟ سيبهم يتفاهموا مع بعض.

تحرك والدها بخطى بطيئه، جلست “ياسمينا” عن بعد لا تستطيع النظر إليه، قام من مجلسه واقترب ليكون بجوارها، وضع يده على ساقها، انتفض جسدها وانكمش كمن صعق بماس كهربائي، ابتلع تصرفها وقال ودموعة تسبقة في الحديث:

– ياسمينا أوعي تفتكري انه سهل عليا الموقف اللي أنا فيه ده، كرامتي ورجولتي اداس عليها تحت رجلك، ومش فارق معايا أي حاجة حصلت، لاني مش عايز حد غيرك، وفداكي الدنيا كلها.
ياسمينا أنا عمري ما هلاقي حد زيك، ولا قلبي هيدق لست غيرك، مش هقدر اتخلى عنك والله.

اخذ انفاسه وجفف وابل الدموع المتساقط، وقال بين شهقاته مكمل حديثه:

– أنا حبيتك حب كبير اوي…..حب أفلاطوني زي ما قولتلك قبل كده، ومش هلومك إنك محبتنيش بنفس طريقتي، ولا هعاتبك أنك نفسك تمارسي حياتك الطبيعية وترزقي بأطفال زي بقية الناس، عشان كده بترجاكي تصدقيني المره دي؛ هتعالج وهخف ان شاء الله ونعيش حياتنا مع بعض، بس بلاش تسبيني، وتتخلي عني، أنا من غيرك هموت، انتي وعدتيني أنك عمرك ما هتسبيني…. ردي عليا يا ياسمينا.

 

 

 

 

 

ياترى هترد عليه تقول اية؟
هل هتستمر وتصبر ولا هتصمم على رايها؟
وموقف ابوها وامها اية من الحكاية دي؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تزوجت أخي ولكن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى