روايات

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نعمة حسن

موقع كتابك في سطور

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نعمة حسن

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه البارت الرابع والعشرون

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الجزء الرابع والعشرون

عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه
عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الحلقة الرابعة والعشرون

إنقبض قلبها، تزعزعت قوتها وإهتز ثباتها أمام تلك الكلمات التي أهداها إياها بتلك البساطه..

بالرغم من أنها كانت تشعر بأنهُ يكنّ بداخله لها مشاعر شبيهه بتلك! إلا أن إعترافه الصريح جعلها تفقد آخر ذرات سيطرتها.

عادت تقرأ الرساله مرات ومرات بغير تصديق وفي كل مره تشعر بأنها تقرأها للوهلة الأولي!

لقد منحها إحساسًا لن تنساه أبدًا.

أمسكت بالرسالة مجددًا وقربتها من أنفها تشتمها كما تفعلن المراهقات ، سحبت رائحتها كليًا بداخلها..

رائحة الورق التي تعشقها، رائحة الحب التي تفوح بين السطور..

والأهم، رائحتهُ هو! .. لقد تشبعت الورقه برائحته حتي أنها ظنت أنه تعمد ذلك!

إهتز هاتفها معلنًا عن وصول إتصال هاتفي منه فغمرتها السعاده وفاضت من عيناها وإزداد شوقها لرؤيته..

بعدما أقرّ بأنه يعشقها أصبح لا مفر منه بعد الآن إلا إليه!

إستقبلت المكالمه بتوتر ولم تبادر بالحديث، بل إنتظرت لتستمع بما سيُدلي.

ثوانٍ مرت ودقائق طوال وهي تنتظر أن يتحدث ولكنهُ لم يفعل..

لحظات وإرتقي صوتهُ وهو يُعيد علي مسامعها تلك الأحرف التي عاثت فسادًا بقلبها.

_ أُحبـك.. أعنيها بكل ما للكلمة من معنى.. أحبك بقدر أضعاف كل ذرة من دمائي التي تسير بعروقِك!

صارت تتنفس بصعوبه وتقطعت الكلمات بين شفتيها في حين أنهُ لم يمهلها ولو ثانيتين كي تستعيد توازنها وإستطرد قائلًا:

_أحبك ولا يكفيني أن أحبك! .. ما زلت أطمح أن أحيطك بذلك الحب ؛ أطمح أن أغمرك به ، وأصل بك إلي مرحلة الإكتفاء! ؛ تلك التي أكون بها كل البشر في عينيكِ.

نَزَحـت دمعاتها اللواتي تسابقن علي خديها من فرط تأثرها بكلماته!

هُنا أدركت أنه وإن كَتَب من المكاتيب الآلاف لم تَكُن لتشعر نفس شعورها ذاك وهي تستمع إليه وهو يهديها إذعانًا منطوقًا بأنه حقًا يعني ما كتب! .. بأنهُ حقًا يحبها!

ساد الصمت بينهما من جديد ولكن قلبيهما لم يتوقفا عن النبض بقوة!

كلًا منهما بات متحمسًا للإعتراف، يعرف أنهُ قد آن أوانه ليخبر الآخر ويطمئنُه بأنه مثلهِ ، يعشقه ويريد أن يُصبح كل البشـر في عينه.

_آصـال.. همس إليها بصوتٍ قد أرهقهُ العشق وطول الإنتظار وأكمل دون أن ينتظر إجابتها فقال: أنا بحبك بجد، بحبك ولازم أتجوزك في أقرب وقت، كفايه السنين اللي ضاعت مني وأنا تايه ومتردد، عايز أطمن بقاا يا آصال.

لقد فاق هذا قوة إحتمالها، فاق توقعاتها وترتيباتها .. كانت تتحمل بالكاد إعترافه لها بحبه ؛ ولكن بعد أن إقترن إعترافه ذاك بطلبهُ الزواج منها أصبحت ترتجف رجف الأوراق التي هبّت عليها العواصف وتلاعبت بها ذات اليمين وذات الشمال وازدادت دقات قلبها تعاظمًا وإرتفاعًا حتي أحسّت بهِ يكاد يخرج من بين ضلوعها.

بخلت عليه أشد البخل بأن تنطق، توافقه أو تختلف معه، لم تحدد موقفها أبدًا ولم تُبدِ لا إعتراضها ولا قبولها مما أثار ضيقه فسيطر عليه الإضطراب الشديد و هدّ الفزع أوصاله..

_ آصال أرجوكِ متسكتيش، أنا ماصدقت نطقت وشيلت الحِمل ده من فوق كتافي، عايزك تتكلمي معايا بصراحه .. قوليلي حاسه حاجه من نحيتي ولا لأ؟

آثرت الصمت مجددًا ليستأنف ما بدأه وقال: بس إزاي مش حاسه!! أنا متأكد إنك بتبادليني نفس الشعـور! أنا لمحت في عينيكي الغيره والحب واللهفه، شوفت فيهـم نفس الحاجات اللي بحس بيها، إنتي أكيد بتحبيني زي ما بحبك، صحيح؟!

ودت كثيرًا لو إعترفت، لو نطقتها وأفصحت عمّا بداخلها، ولكن تلجم لسانها وإنعقد ولم تقوَ علي الحديث.

تنهد بإستياء شديد، لن يضغطها بالطبع ؛ ولن يُجبرها أن تعترف أو تمنحهُ إجابةً ما.. كُل ما هنالك أنهُ ودّ أن يطمئن!! .. أن يتيقن أن قلبهُ لن يتحطم وتنجرف مشاعره فتضيع هباءً.

تمتم بهدوء ينافي تلك الضجه التي تختبأ بصدره وقال: علي العموم براحتك يا آصال، أنا مش حابب أضغط عليكي أبدًا، كل الحكايه إني كنت عايز أتأكد من حقيقة مشاعرك تجاهي اذا كانت زي مانا فاهم ولا لأ، وبناءً عليـه كنت هاخد قرار.

وتنهد تنهيدةٍمُحبطه وأردف: لكن طالما مش حابه تتكلمي براحتك، خدي وقتك الكافـــي وبعدها ردي علي كلامي .. يلا تصبحي علي خير.

أنهي المكالمه دون إنتظار ردّها، لم تكن تلك عادته أبدًا أن يلّح في طلبه، لقد إعتاد التريث والصبر.. ولكن علي ما يبدُ أن صبره قد نفذ عند ذلك الحد!

أشعل سيجارةٍ علّها تكون مُتنفَسهُ ويستطيع أن يطرد مع دخانها تلك النيران التي تستعر بجوفه ثم أوصد جفناه وراح يتذكرها، يحفر ملامحها بمخيلته بوضوح، يملأ كل ذرةٍ فيه بها.

تذكر يوم رآها، حالتها التي جعلته يُشفق عليها .. سقوطها بين يديه وكأنها كانت تنتظر مجيئه حتي ينقذها.

دماؤه التي سارت بمجري دمهـا!

لعل ذلك كان أول رابط يجمعهم، رابطًا خفيًا لم يُدركهُ ولم تُدركه هي .. والآن حان الوقت الملائم تمامًا.

….

أخرجت دفترها الـوفي وعلي ثُغرها إرتسمت إبتسامة عذبه، مشرقه، مفعمه بالحيـاه.. قرأت بإمعان كل الرسائل الماضيه وإبتسامتها لا تفارقها، ومن ثم طَوَت كل الصفحات السابقه وفتحت صفحةً جديده وكتبت بها..

” أنا معَك، ولكن كلماتي حبيسه في داخلي تأبي الخروج أمامك!

أعلم بأن عيناي قد فاض منهما الحب وبِتُّ تعلم أني عاشقه ؛

ولكن هل تعلم أنت أني أحببتُ فيك شيئًا خالصًا غير الذي مدحهُ الناس! ..

أحببتُ جزءًا منك قد تواري عن أعين الناس ولا تراهُ إلا عيني!..

أحببتك رغم البعد وقلة الحديث وإزدحام الأمور السيئه وملأتُ روحي منك حتي لم يعُد مني لروحي مكان.

أحببتك حتي إني جعلتك شيئًا أستمد منه طاقتي وفرحتي وشغفي اللذين إندثروا تحت أنقاض الحزن والخيبات.

أحببتك بقدر أضعاف كل ذرة من دمائك التي تسير بعروقِي..

وأخيرًا ؛ أُحبك يا حظي الوحيد الذي حالفني في هذه الحياه.”

…..

في الصباح، إستيقظ رياض بتثاقل كان قد تخلي عنهُ قليلًا ليعود ويداهمه من جديد..

نهض ومن ثم دلف إلي المغسل وأخذ حمامًا باردًا وخرج من المغسل ليتلقي إتصالًا هاتفيًا من معتز..

أجابهُ بنبرةٍ مُحبطه فقال: صباح الخير يا معتز.

_خير؟! وهييجي منين الخير؟! قول صباح الزفت! .. تحدث معتز بعصبيه وإحباط مماثل فـ زمّ الآخر شفتيه بإستياء وقال بنبره هادئه وهو يقف أمام خزانته وينتقي ملابسه التي سيرتديها..

=بقوللك إيه، أنا صاحي مخنوق وعلي أخري ومش طايق نفسي، فـ يريت تقصر كده وادخل في الموضوع مباشرةً.

علي الفور أطلق معتز لسانه وقال: الموضوع يا سيدي إني روحت أتقدم للست هانم الكونتيسه رقيه..

وتحدث في نفسه بحنق وقال: أشوف فيكي يوم يا رقيه إنتي وأمك!

زجرهُ رياض حيث قال بغضب: معتز إنجز وسيبك من الحبتين دول، مالها رقيه؟

_إتقدمتلها وأمها قال إيه رفضت!! قالتلي إنت ناسي إنها مخطوبه وكلام كتير كده وحوارات.. ورقيه وقفت شبه أسدين قصر النيل لا بتهش ولا بتنش..

=ماهي معاها حق! إنت رايح تخطب واحده هي فعليًا مخطوبه؟!! ده شرعًا لا يجوز.. وبعدين مستعجل ليه؟! كان كفايه اعترفت لها إنك بتحبها وصبرت لما تشوفوا هتعالجوا الموضوع إزاي!

قال معتز متذمرًا: نعالج إيه ونخيط إيه ياعم رياض إنت كمان، بقوللك منطقتش!! إستنيت تقوللي وأنا كمان بحبك يا معتز مقالتش!!

ضحك رياض متهكمًا وقال: اه ماهو الطبيعي في الاوقات اللي زي دي مبيتكلموش، عادي يعني يا معتز خليك صبور وخلي نَفَسك طويل طالما بتحبها.. وبعدين إنت مش لسه بتقول إن الكلام ده قدام مامتها! عايزها ازاي تتكلم قدام مامتها وتقوللك انها بتحبك!

أطلق معتز تنهيدةً متعبه وقال: مش عارف بقا! أنا جالي إحباط وحاسس إني لو شفتها قدامي دلوقتي هخنقها.

قال رياض بسخريه: كنت بسمع إن البنات كانوا مسميينك الچان يعني! أومال فين فن التعامل مع الجنس الناعم بقا!

_بتتريق! عالعموم أنا هروح أنام ومش رايح الشركه النهارده.

قاطعه رياض بحزم قائلًا: ده اللي هو ازاي يعني؟! أنا طبارتي كمان ساعه ومش عارف هقعد كام يوم.. إتفضل علي الشغل مينفعش نغيب إحنا الاتنين!

هنا تسائل معتز بفضول .. بيد أن الإجابه كانت واضحه من قبل ولكنهُ أبدًا لن يكف عن ملاحقته بتلك الأسئله التي تُزعجه وتعكر صفوه.

_مسافر تعمل إيه؟

إلتوي ثغر رياض وأجاب بضيق وتهكم: هيكون ليه يعني؟! إتصلوا بيا إمبارح ومش مطمن!

_ناوي علي إيه علي رياض؟! مش ناوي تتراجع عن…..

وقبل أن يستطردما بدأه قاطعه رياض بحده وهدر به بعصبيه بالغه: معتز خلاص بقاا إحنا عالصبح لسه، مش ناقص وجع دماغ.. يلا اتفضل علي شغلك وسيبني ألحق أجهز عشان متأخرشعلي الطياره، سلام.

كعادته يتملص من الحديث، من الإجابه، من المواجهه..

لكنه حتي وإن لم يواجه صديقه فلن يتمكن من الهرب من ذاته!

لن يُمكنه التملص من حقيقته والفرار من ماضيه!

مسح علي وجهه بغضب محاولًا نسيان ما مضي وألقي بهاتفه إلي الفراش بضيق ومن ثم ضب أغراضه مستعدًا للسفر.

ــــــــــ

كانت آصال قد أفاقت في موعد كل يوم بفِعل ساعتها البيولوجية، خرجت من غرفتها لتلتقي بوالدها الذي تبسّم وجهه بإبتسامةً حنونه وقال: صباح الخير يا لولو.

ما كان لها إلا أن إبتسمت مثلهُ وإقتربت منهُ وإحتضنته وقالت: صباح النور يا بابا، حضرتك فطرت؟

_ودي تيجي؟! من إمتا وأنا باكل لقمه من غيرك، مستنيكي طبعًا عشان تِفتحي نِفسي.

تجاورا علي الطاوله وبدأا بتناول فطورهما في صمت قد ساد بينهما إلي أن قطعهُ مهدي وقال: هاا، إيه رأيك نخرج النهارده نغير جو؟ من زمان مخرجناش أنا وإنتي سوا.

تسائلت وعيناها تجول هُنا وهناك بتوتر وحذر وخوف من ردة فعل والدها..

_هو أنا كده مش هروح الشركه تاني يا بابا؟!!

=لأ، الموضوع زي ما قولتلك مبقاش فيه كلام، خلاص. .. أجابها والدها وهو مستمر في تناول طعامه حيث تلاشي النظـر إليها كي لا تأخذه بها رأفه أو يتراجع عن موقفه إذا ما رأي حُزنها وإنكسارها اللذان إنعكسا علي صوتها بوضوح.

وفي المقابل تقبّلت هي الأمر بهدوء، لم تحتج أو تُبدِ إعتراضها أبدًا تلك المره لأنها تعلم أن القرار الذي يتخذه والدها يدخل حيز التنفيذ علي الفور!

_كمّلي فطارك. أمرها والدها وهو يتابع تناول طعامه في إشارةٍ صريحه منه علي أن الموضوع قد إنتهي ولا يقبل المفاوضه مره أخري ؛ فإبتسمت بهدوء تُخفي خلفه غضبها وحزنها وثورتها وسخطها واكملت طعامها كما أمرها أن تفعل.

بعد ان فرغت من تناول فطورها عادت إلي غرفتها كي تبدل ملابسها وتستعد للخروج مع والدها لتتلقي إتصالًا من رياض..

أمسكت بالهاتف بفرحه وشعور جديد يملؤها ثم أجابت المكالمه بهدوء..

_صباح الخير.

إستمعت إلي تنهيدته العاشقه وبعدها قال: صباح النور يا آصال، ليه مجيتيش الشغل؟!

أجابته بإحباط ويأس: مش هاجي الشغل تاني. بابا مش موافق!

إنزوي ما بين حاجبيه بتعجب وقال: ليه؟! إيه اللي حصل؟!

إستغرق صمتها لحظات ليستطرد قبل أن تجيب وقال: ممم.. عشان عرف إنك كنتي معايا إمبارح!

_أيوة.

زفر مطولًا بإستياء، لم يكُن ذلك ما تمناه أبدًا، لم يحسب حسابًا لأن تكون تلك ردة فعل والدها!

الآن! .. وبعد أن أصدر والدها فرمانًا بقطع دوامها بالشركه.. كيف يتسني له رؤيتها؟!

لقد كانت رؤية وجهها الصبوح هي من تخفف وطأة الضغوط والأعباء التي يواجهها.. كانت إبتسامتها هي من تُعينه علي تجاوز يومُه بكل ما فيه!

=طيب وبعدين؟ .. تسائل وقد إستولي عليه غضبٍ ما إنفك يزداد ويزداد وأردف: يعني مش هشوفك تاني؟! ده أنا جيت الشركه عشان أشوفك قبل ماأسافر!

أحست بالضيق الذي سيطر عليه وإنتابها مثله وأخيرًا تحدثت قائله: هتغيب؟!

كان صوتها ضعيفًا، مستكينًا، وكأنها كانت تتوسله..

_هيفرق معاكي؟!! تسائل بترقب يريد أن يسمع منها كلمه واحده تبعث الأمل في نفسه ولكنها تنهدت دون أن تمنحه الإجابه التي ينتظرها ليقول بحنق زائد: اسكتي براحتك، علي العموم أنا مش عارف اذا كنت هغيب ولا لأ، محتاج أفصل من كل حاجه وأعمل refresh وبعدها أرجع!

_تفصل من كل حاجه إزاي يعني؟! تسائلت بضيق إلتمسه هو فقال: أقصد ضغط الشغل.

أومأت بهدوء وقالت: تمام، تروح وترجع بالسلامه إن شاء الله.

_إن شاء الله، هقفل أنا بقا وأبلغ معتز وبعدها هروح عالمطار علي طول.

=ماشي، ربنا معاك.

إنتهت المكالمه عند ذلك الحد ؛ فلا هو إستمع إلي ما كان يتمني سماعه ولا هي تحلت بالشجاعه ومنحته الإعتراف المنشود.

ظل رياض يتابع تحضير أغراضه ومن ثم إرتكي حلته السوداء التي تبرز قوة شخصيته وطغيانه..

علي الأعلب لقد تعمد إرتداء مثل ذلك اللون في ذلك اليوم خصيصًا، يريد أن يبعث في نفس من يراه الوچل والترقب.

نثر فوقه عطرًا مميزًا قلّما يستخدمه ولكن حان وقته اليوم!

خرج من غرفته بعد أن أصبح مستعدًا تمامًا وذهب إلي غرفة إبنته، طرق الباب وإنتظر حتي يأتيه ردها ولكنها لم تفعل ؛ دلف إلي غرفتها باحثًا عنها بعينيه ليجدها لا تزال نائمه فإقترب منها وظل ينظر إليها شاردًا ومن ثم إنحني مقبلًا جبينها وإنصرف.

في طريقه للخارج إلتقي بـمدبرة المنزل ‘إقبال’ توقف أمامها قليلًا وقال: خلي بالك علي زهره، أنا دخلت لقيتها نايمه، لما تصحا بلغيها من فضلك.

أومأت إقبال بطواعيه وقالت: تحت أمرك يا بشمهندس، تروح وترجع بالسلامه إن شاء الله.

غادر المنزل مستقلًا سيارته إلي المطار ومنها صعد إلى الطائره التي حلقت نحو تورونتو..

….

_رايحه فين يا رقيه؟!

برز صوت والدتها لتستوقفها عند الباب حيث نظرت إليها رقيه بشئ من الحزن والضجر وقالت: خارجه مع بليغ.

_خير؟! في حاجه ولا إيه؟! رمقتها بنظرات شامله متفحصه تحاول سبر أغوارها وفهم ما يدور بخلدها فأشاحت رقيه بوجهها جانبًا وكأنها تخشي أن تفهم والدتها ما تنويه ولكن هيهات!

_نازله عشان تقوليله إن كل شئ قسمه ونصيب، مش كده؟ .. عايزة تفسخي الخطوبه عشان تتخطبي لسي معتز بتاعك! مفكرتيش في الواد الغلبان اللي بيحبك ده ايه مصيره؟! للدرجه دي الأنانيه عمت قلبك وبقيتي مش فارقلك غير نفسك ومصلحتك.. والباقي طز.

=ماما أرجوكِ كل الكلام ده ملوش لزوم، أنا لازم أتكلم مع بليغ، هعترف له بكل حاجه.. أنا عارفه إني غلطت، لكن مش هكمل في الغلط ده سواء اتخطبت لمعتز أو لأ.

رمقتها والدتها بنظره ناريه لخصت فيها كل ما ودت قوله ولكنها إمتنعت لأنها تعرف بأنهُ لن يُجدِ نفعًا.

غادرت رقيه وتوجهت علي الفور حيث إتفقت مع بليغ علي ان يتلاقا هنا، في نفس المكان.

وجدته يلوح بيده مشيرًا لها بأنه يجلس هنا فإتجهت نحوه وجلست بعد أن ألقت التحيه..

_تشربي إيه؟! .. تسائل بإبتسامه بشوشه لتقول: لا لا مش عايزه أشرب حاجه.

_لأ طبعًا لازم تشربي، هطلب لك قهوه!

رفع يده ليلوح إلي النادل ولكنه تفاجأ بها وقد تحدثت بغضب وهي تصر علي أسنانها بغيظ: قولتلك مش عايزه. هو إيه اللي لازم أشرب!!

تفاجأ من حدتها الغير مبرره وقال بإستهجان من أسلوبها المفتقر للذوق: في إيه؟! بتتكلمي كده ليه؟!

أدركت حدتها وفظاظة أسلوبها فتمتمت بإعتذار: أنا أسفه يا معتز، بالي مشغول شويه وحاسه اني متوتره…

_معتـز؟!! تسائل بإستهجان شديد فراحت تنظر له بصمت بينما إستطرد هو وقال: معتز مين!!

تلجلجت وإضطربت بشده ليقول هو: تقصدي باشمهندس معتز مديرك في الشغل؟!

ملأ التوتر صفحة وجهها حتي أنها لم تنطق وظلت تطالعه بخزي..

ام تَكُن تلك الطريقه التي تود أن تبلغه بالأمر بها، ودت ألا تجرح كرامته أو تمس كبريائه!

كانت تنوي أن تصارحه بالأمر علي كل حال، ولكنها كانت ستختار الطريقه المثلي لإخباره بالأمر.

_أنا مش فاهم حاجه.. تحدث بليغ وأضاف وهو يتحدث إلي نفسه: هو المفروض إني أقبل إنك إتلخبطتي في إسمي؟!

ونظر إليها بحيره وقال: بس إشمعنا ده بالذات اللي قُلتي إسمه؟

طفت حدته علي السطح وتحولت نبرة صوته الهادئه إلي أخري منفعله، حاده..

همت بالحديث ولكنه لم يمهلها الفرصه إذ تصاعدت دماء الغضب إلي عيناه وحدجها بنظرات يملؤها الشك والإتهام وهو يقول..

_يبقا إحساسي كان صح، في بينكوا حاجه!

رفعت ناظريها إليه وقد إحتقنت عيناها بالدموع، ودت لو أن شيئًا خارقًا يحدث الآن وينتشلها من ذلك المأزق.

_من يوم الخطوبه وأنا حاسس إن نظراته ليكي مش طبيعيه، ولما شافني في مكتبك.. كان بيعاملني بطريقه مش اللي هي!

=بليغ لو سمحت..

قاطعها بليغ بإنفعال وقد صدح صوتهُ بغضب وقال: بلا بليغ بلا زفت!

إلتفتت لهم إنظار المحيطين جميعًا مما جعلها تشعر بالحرج البالغ، ظلت تجوب ببصرها هنا وهناك وهي تتبين همهمة الحضور وقالت: مينفعش كده الناس بتتفرج علينا.

لم يتراجع.. إلا أنه نهض عن الطاوله وهو يرمقها بنظره يتطاير منها الشرر وقال: بتستغفليني؟! وافقتي تتخطبي لي وإنتي بتحبي واحد تاني إزاااااي؟؟!

هدر بها فإوصدت عيناها تعتصرهما بحرج وقالت من بين أسنانها المُطبَقَه: لوسمحت اتكلم بأسلوب كويس، كده هقوم امشي!

لملم حاجياته بغضب عاصف وصاح غير آبهًا بتلك النظرات التي تخترقمها من الجميع وقال: لا وعلي إيه! خليكي زي مانتي.. أنا اللي ماشي.

إنصرف سريعًا وتركها تتواري من تلك السهام التي تكاد تخترقها ثم نهضت بعدها وإلتقطت حقيبتها وغادرت المكان.

…..

كانت آصال تجلس إلي جانب والدها أمام البحر، تغمض عيناها وتشتم رائحة اليود التي تعشقها، تلك الرائحه كثيرًا ما تذكرها بوالدتها وأيام الطفوله.

تلك الأيام التي إمتلأت بالسعاده والشغف، إمتلأت بالذكريات الجميله الهادئه..

إمتلأت بضحكاتها، ليست ضحكاتها وحدها ؛ بل وأصدقائها أيضًا.

تذكرت وسالت دمعاتها، لقد توالت الأيام سريعًا و طوت بين طياتها الكثير..

نظر إليها والدها وإنقبض قلبهُ عندما رأي دمعاتها فقال متلهفًا: ايه ده مالك يا آصال؟ بتعيطي ليه؟!

نظرت آصال إليه ودون مقدمات قالت وقد إنفجرت في البكاء: تميم وحشني يا بابا، كان نفسي يكون موجود دلوقتي .. حاجات كتير ناقصاه.

_الله يرحمك يبني. تمتم والدها بعد تنهيدةٍ حاره وأضاف: ربنا يرحمه يا حبيبتي ادعيله.

=الله يرحمه.. وأحمد كمان إختار يبعد، خاف يوصل لحالة تميم..

ونظرت إلي أبيها بإمعان وتسائلت: هو انا للدرجه دي وحشه يا بابا؟! انا حاسه اني بأذي كل اللي حواليا بدون قصد..

إبتسم والدها بحنو رابتًا علي كتفها وقال: متقوليش كده يا آصال، كل حاجه بتحصل لسبب، والشئ اللي إنتي شيفاه شر دلوقتي ممكن بكره تتفاجئي إنه خير كبير ليكي وإنتي مكنتيش تعرفي.

أومأت بتفهم وصمتت وصمت بدوره، لم يشأ أن يضغط جرحها أكثر.. عادت تنظر أمامها للبحر بشرود إلي أن إنتزعها من شرودها رنين هاتفها.

_ميـن؟! كانت تلك أول مره يتسائل والدها عن هوية من يتصل بها مما أثار تعجبها ولكنها اجابت علي كل حال.

=دي رقيه.

وأجابت المكالمه بهدوء وصوت خافت: أيوة يا رقيه؟

علي الجانب الآخر إستمعت إلي بكاء رقيه الصاخب فقالت بقلق: مالك فيكي إيه؟!

تحدثت رقيه من بين نشيجها وقالت: آصال أنا إتحطيت في موقف زي الزفت، محتاجه أتكلم معاكي .. تعالي نتقابل.

_لا مش هينفع.. آآاا.. أصل انا مروحتش الشركه النهارده!

=وأنا كمان!

تعجبت كلًا منهما فقالت آصال: ليه مروحتيش؟

زفرت الأخري بحنق وقالت: ماما ياستي، عشان معتز قال انه بيحبني وعاوز يتجوزني.. راحت سمعته قصيده قد كده وحلفت مش هروح الشركه تاني.

=لا بصي الكلام في التليفون مش نافع، تعاليلي ونتكلم براحتنا.

_لا ماما مش راضيه، قالتلي اللي عايزك يجيلك.

قالت آصال بتذمر ساخر: ايه جو تالته ابتدائي ده! طيب عالعموم أنا هقول لبابا وهجيلك.

_ماشي هستناكي.

أنهت آصال المكالمه ونظرت إلي والدها الذي كان يتابعها بعيناه وقال: في حاجه؟! رقيه محتاجاكي في حاجه؟

_كنت عايزة اروح اقعد معاها شويه، تقريبا عندها مشكله مع مامتها ومحتاجه تتكلم معايا.

هز رأسه بموافقه وقال: ومالو يا حبيبتي، روحيلها.. الناس لبعضها بردو.

إبتسمت لوالدها، لا يسعها في كل يوم سوي أن تحبه وتقدره أكثر!

ذلك الرجل لا يملك صفةً واحده سيئه، تراه بعينها أبًا مثاليًا وكان زوجًا رائعا أيضًا.

….

كانت الطائره قد هبطت لتوّها في مطار تورنتو بيرسون الدولي..

خرج رياض من المطار ليجد سياره سوداء فارهه في انتظاره ويقف إلي جوار الباب رجل يرتدي بدله بيضاء بها أزرار سوداء كبيره، ذهب إليه فور ان رآه وإبتسم مرحبًا: welcome sir

إبتسم ريااض بإقتضاب وأعطاه حقيبته الخاصه ومن ثم إستقل السياره بأريحيه وهدوء.

بعد مرور حوالي خمسة عشر دقيقه توقفت السياره أمام منزل حجري فخم مكون من طابقين ، ترجل رياض من السياره ودلف إلي الداخل ليجتمع حوله أفراد الحرس الداخليين بأكملهم يستقبلونه بحفاوه.

علي الفور دلف إلي داخل المنزل وإقترب من الغرفه بوچل وتوتر ثم أدار المقبض وقد تسارع نسقُ تنفسه وتدفقت الدماء في عروقه..

إنفرچ الباب وظهرت هي من خلفه..

كانت شاحبة الوجه، ذابلة الملامح، غائرة الأعين.

تستلقي ها هنا علي فراشها في إعياء وتراخِ وإستسلام..

جذب إنتباهها المشتت صوت الباب الذي فُتِح و بقيَ منفرجًا، ومن بعدهُ رائحته التي إستطاعت تمييزها حتي قبل أن يقترب منها.

كانت عليله أنهكها المرض وحطّم قواها ولكن ما إن رأتهُ حتي إعتدلت بمرقدها وقالت بصوتٍ مختنق: رياض!

لم يستطع التماسك أكثر فهرول نحوها وإحتضنها بقوه وراح يشتم رائحتها التي إشتاقها وإفتقدها كثيرًا..

_وحشتيني، وحشتيني أوي يا أمي!

إحتضنته وأجهشت بالبكاء وقالت بلومٍ حانِ: كل دي غيبه يا رياض؟! وحشتني أوي! كل الشهور دي غايب عني!

قبّل يداها ورأسها وتمتم معتذرًا: أنا آسف، حقك عليا والله.

مسحت علي رأسه بحنان وهي لا تتوقف عن البكاء بينما كان يبكي بضعف بين يداها وهي لا تزال تحتضنه وقالت: كنت حاسه إني هموت! خفت أموت وأنا نفسي أشوفك.

مسح دموعها بإبهاميه وقال : بعد الشر يا أمي، ربنا يديكي طول العمر.

إبتسمت وهي تنظر إليه بحنان وقالت: أنا خلاص طالما شفتك مش عايزة حاجة تانيه من الدنيا..

وتسائلت بلهفه: قوللي، أخبار زهره إيه؟!

إبتسم وهو يخرج هاتفه من جيبه وأحضر صورتها ومد الهاتف أمام والدته لتراها وهو يقول: زهره الحمدلله كويسه، كبرت شويه!

كانت تنظر إلي الصوره باكيه تترقرق الدموع من عينيها وقالت: ماشاء الله، كبرتي يا زوزو..

إبتسم وإلتزم الصمت وراح ينقل بصره بين الأجهزة لطبيه التي تحيطها والأدويه الكثيره الموضوعه إلي جانبها وشرد بخاطرٍ ما لتخترق هي خياله وأدركت بما يفكر فقالت: لسه مآنش الأوان يا رياض ؟

تنهد ثم إبتسم وقبّل رأسها وهو يقول: طول عمرك بتفهميني من قبل ما أتكلم.

ثم قال مجيبًا سؤالها: مش عارف يا أمي، في الوقت اللي أحس فيه إن مفيش خطر علي حياتكوا هخليكوا ترجعوا فورًا.

جادلته كعادتها فقالت: يبني إنت خايف علينا من إيه بس! “إسماعيل عوده” لو كان ينتقم زي مابتقول كان أقل حاجه هيضم زهره لحضانته.. وبالقانون.

جن جنونه عند ذكر ذلك الكلام ليقاطعها قائلًا: أرجوكي يا أمي بلاش السيره دي.. لا إسماعيل عوده ولا الجن الأزرق من حقه حضانة زهره غيري.. وأرجوكي بلاش كلام في الموضوع ده.

نهض معتدلًا ثم قال: أنا هشوف “مراد” وهغير هدومي وبعدها هاجي عشان نتعشا.

صعد إلى الطابق العلوي حيث تقبع هناك في آخر الرواق تلك الغرفه التي إقترب منها وقد تسارعت دقات قلبه في تلاحق عنيف..

فتح باب الغرفه بهدوء ليظهر من خلفها ذلك الساكن..

الملاك النائم كما يسميه رياض.

إقترب رياض منه وقدماه ترتجفان وما إن وصل أمامه حتي خرّ علي ركبتيه وإنفجر باكيًا وهو يغمغم بكلمات غير مفهومه وكأنها طلاسم أو ما شابه.

أمسك بيدهِ التي تتصل بها المحاليل المغذيه والاجهزة الطبيه وقبّلها وهو يقول: مش كفايه كده بقا يا مراد! 8 سنين وأنا مسمعتش صوتك ولا شفت ضحكتك!! أنا كُنت بتقوي بيك، كنت مسنود عليك بالرغم من انك الصغير! انا محتاجلك اوي يا مراد.. وأمنا محتاجالك.. وزهره بنتي كمان محتاجالك.. كلنا محتاجينلك يا حبيبي.

إرتجفت أصابع يد مراد بين يدا رياض اللتان تمسكان بها بقوه فنظر رياض إليه مبتسمًا وقال: عارف إنك سامعني وفاهم كلامي.. وعارف إن قلبك معايا وعليا!.. ربنا يقومك بالسلامه ياا رب.

خرج رياض من الغرفه ليتقابل مع مدبرة المنزل ” ليـزا” التي رحبت به بشده ومن ثم تسائل: Do you keep track of my mother’s and Murad’s medication schedule?

لتومأ هي بإبتسامه وقالت: Don’t worry sir, everything is under control

أومأ موافقًا بدوره ومن ثم قال: Well, prepare lunch and I will help my mother get out of bed

إنصرفت مسرعه كي تقوم بتحضير الطعام بينما ذهب هو إلي غرفة والدته كي يساعدها على مغادرة فراشها..

بادئ الأمر إعترضت.. لكنه إستطاع أن يقنعها كما يفعل دائما.

كان يجلس في حديقة المنزل يتأمل المكان من حوله، تلك الأشجار التي غرسها بيديه! يتذكرها جيداا.. حتي أنه كان يختار مناسباته المميزه حتي يغرس الزرع يومها كي يتذكر تلك الأيام السعيده..

و ليته ما غرسها أبدًا!

إن كل زرعةً أو شجرةً من تلك تذكره بأيامٍ يود أن يبيع كل ما يملك حتي يستطيع محوها من ذاكرته.

_سرحان في إيه يا حبيبي؟!

تسائلت والدته وهي تراقب إنفعالاته، حركاته وسكناته ليقول مبتسمًا: ولا أي حاجه يا أمي، كل الحكايه إنكوا وحشتوني بس.

ضحكت والدته وقالت: اخبار الواد معتز إيه؟! وحشني إين الإيه؟!

إبتسم رياض بيأس من سيرة معتز التي تلاحقه أينما ذهب وقال: معتز كويس، لو كان يعرف إني جاي كندا كان أصر ييجي عشانك إمتي ومراد.. لكن قولتله إني مسافر أتينا.

_فيه الخير والله، مخطبش؟!

ضحك متهكما وقال: يعني معقول يا أمي هيخطب وإنتي متعرفيش؟!

وإستطرد بضحكه متحمسه: بس قرّب أهو، ادعيلُه.

أحضرت ليزا طعام الغذاء وحلسا رياض ووالدته يتناولان الطعام في صمت وكلًا منهما شاردًا في عالمه الخاص.

……

كانت آصال تجلس مع رقيه بمنزلها بعد أن رحبت بها والدتها أشد الترحيب..

_أه وبعدين؟! .. تسائلت آصال لتقول رقيه: ولا قبلين، هو يادوب قاللي إنه بيحبني وعايز يتجوزني وأنا حسيت إني إتشليت وبقيت لا بنطق ولا بشاور ولا بستوعب حتي.. وهو مشي من هنا وأمي بقا مسكتني دب دب فوق دماغي.. إنتي إستغلاليه وأنانيه وفيكي وفيكي لحد ما خلتني كنت هنط من بلكونة اوضتي من كتر الجلد اللي جلدتهوني.

ضحكت آصال علي أسلوب رقيه الساخر لتقول الأخري بحنق: بتضحكي؟! واللي زاد وغطا بقا النهارده قولت أقابل بليغ الحيوان عشان أتكلم معاه ونحل الموضوع بشكل متحضر، لقيته اتحول ٣٦٠ درجه.

ثم تدلي كتفيها بيأس وإحباط وقالت: أنا مش عارفه أعمل إيه! ملهاش حل!

تنهدت آصال بقلة حيلة وهمّت بالحديث ليستوقفها رنين هاتف رقيه التي قالت: أخيرا رن.. كنت مستنياه من أول اليوم!

أجابت المكالمه بتروي وهدوء شديدين وقالت بنبرة صوت يملؤها الترفع: ألو؟

_أيوة يا آنسه رقيه، ممكن أعرف مجيتيش شغلك لحد دلوقتي ليه؟!

= Pardon يا مستر معتز

هدر هو بها بغضب قبل أن تستأنف وقال: لا بقوللك ايه انا علي أخري منك ، بلا pardon بلا زفت.. ممكن أعرف مجيتيش شغلك ليه؟!! أنا مستنيكي من الصبح.

تنهدت وأجابتهُ: أبدا، بسبب كلامك المجنون امي حلفت اني خلاص مش هكمل شغل في الشركه تاني.. وحاولت بشتي الطرق أقنعها ومفيش فايده..

_يعني إيه الكلام ده! ازاي يعني مفيش شركه تاني!! وآصال كمان ابوها منعها تيجي الشركه من تاني! هو في إيه؟

تنهدت رقيه وقالت بقلة حيلة: مش عارفه، ماما راكبه دماغها ومش عارفه أقنعها أرجع الشركه، وللأسف مفيش قدامي حل غير إني أسمع كلامها.

لم يَرُقهُ حديثها فقال بإقتضاب: طيب ماشي أنا هتصرف، اقفلي انتي دلوقتي.

وأنهي المكالمه دون أن بنتظرمنها ردًا أو جواب وتركها تسبح في شرودها الذي يعصف بها دون هواده.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى