روايات

رواية ملاك الفصل الرابع 4 بقلم رفيف أحمد

موقع كتابك في سطور

رواية ملاك الفصل الرابع 4 بقلم رفيف أحمد

رواية ملاك الجزء الرابع

رواية ملاك البارت الرابع

ملاك
ملاك

رواية ملاك الحلقة الرابعة

بعد أن انتهت المحاضرة ، دعوتُ بسمة لاحتساء القهوة، ثم بدأَتْ الحديث قائلة :
ملاك ، إنها بالأصل ابنة عمي الذي توفي منذ أن كان عمرها ثماني سنوات ، فكرَّست زوجة عمي حياتها لرعاية ملاك والعمل في تنظيف بيوت الأغنياء ، وما إن وصلت ملاك لعمر السابعة عشر حتى أحبَّت سامر صديقنا الذي تعرفه ، وهو ابن جيرانها الفقير ، الذي جعلها تتعرَّف بالرجل الغني الذي يعمل عنده ، واتفق معها أن توهمه بحبها له ، ولأنه رجلٌ في الخمسين من عمره رآها فرصة لن تعوض ، فقام بالخروج معها مراراً وتكراراً لأرقى المطاعم ، وإهدائها الذهب والملابس الفاخرة ، وعندما أوحى لها بالزواج ، اختفت هي وسامر من حياته ، مما جعله يبحث عنها كالمجنون أياماً وأيام ولأنه ذا نفوذ استطاع الوصول إليها ، ثم هددها إن لم تتزوجه فسيخبر أمها بما فعلت ، غير أنَّ زواجهما سيكون سراً خوفاً من معرفة زوجته وأولاده . ولخوفها على أمها وافقت على الزواج به ، بعد أن أقنعت أمها بحبها له .
قامت ملاك بإقناع سامر أنها ستسحب نقوداً من زوجها طوال فترة زواجها لأجل مستقبلهما بعد طلاقها ، وفي الوقت الذي لن تستطع أخذ نقود منه ، ستطلب منه الطلاق .
استمرت ثلاث سنوات بسحب نقود منه قدر المستطاع ، وبطريقة ما استطاع أولاده معرفة زواج والدهم من ملاك ، ولأنه كان ضعيفاً أمام دموعهم ورجائهم، قام بتطليق ملاك على الفور .
ولأنَّ النقود التي كانت تسحبها ملاك كانت تعطها لسامر، دون أن تترك معها شيئاً ، قام سامر بالدخول في تجارة خاسرة ، خسر بها أكثر من نصف نقودهما ، مما جعله يقترح عليها أن يقدما الثانوية العامة ويدخلا نفس القسم ، فبعد أن تصبح جامعية سيجعله ذلك يختار لها أرقى الرجال لكي يُعرفّهم بها ، بحيث أنها تبدي إعجابها بالرجل في بداية الأمر ، ثم تخطط معه لمستقبلهما معاً ، وتشجعه على العمل ، وتأخذ منه الهدايا بصفتها خطيبته المستقبلية ، وإن عرض عليها الزواج أو وجد لها سامر رجلاً أغنى ، تخبر الرجل حينها أن حبيبها قد عاد من السفر والذي لأجل حبها له قد أجبرها والدها على الزواج وهذا ما حصل معك ، فقد تركتك فقط لأن سامر وجد لها رجلاً أغنى .
حينها صرخت روحي من الألم ، وانهمرت دموعي بصمت وفجأة قلت لها :
كيف عرفتِ بسرهما ؟!
تنفست الصعداء ثم قالت :
في اليوم التالي لإنهاء ملاك علاقتها بك ، رأيتها مع رجل آخر بمحض الصدفة والإبتسامة تغمر وجهها ، وبعد أن صرختُ بوجهها وأنا أؤنبها عما فعلَت بك ، أخبرتني بكل شيء بلحظة غضب ، وهي تبرر بأنَّ كل ما فعلته كان نتيجة الفقر المدقع والمعاناة التي عاشتها مع أمها ، ثم ألقت بكل اللوم على أبي الذي لم يساعدهما بسبب تهديد أمي له قائلة :
إن ساعدتَ أرملة أخيكَ وابنته سأُطلِّق نفسي منك وآخذ البيت والسيارة والمحل وأجعلك تعود شحّاذاً كما وجدك أبي .
لكن ملاك لم تتوقف عن حقدها لهذا الحد ، بل طلبت من سامر إقناعي أنْ يُعرفني برجال أسحب منهم نقوداً حتى بدون أن يلمسوا يدي ، ولأجل ذلك أنهيت علاقتي بهما .
استأذنتُ من بسمة بدون أن أُعلِّق بكلمة، وأنا لا أصدق كيف أنَّ الملاك التي بهيئة بشر، هي بالأساس شيطان بهيئة بشر. حينها فقدت ثقتي بكل من حولي ، وقررتُ أن لا أصادق أو أكلم إنسان سوى أبي وأمي ، خشيةً من الغدر أو الخداع .
ما إن دخلتُ إلى المنزل حتى بدأتُ بالبكاء وتكسير غرفة نومي ، وبعد أن هدأتُ أخبرتُ والدايَ بما عرفت عن الفتاة التي كنت أنوي الزواج بها ، فقال لي أبي :
-ليسَتْ نموذجاً يُعمَّمْ ، ولا يجب أن تفقد الثقة بالناس بسببها و بسبب من اعتبرته صديقك ، فأنت وثقت بمن ليس أهلاً للثقة ، فقط عليكَ أن لا تُخدَع بمظاهر الأشخاص وتسلمهم مفاتيح قلبك دون أن تتوغل بأعماقهم ، ولا تتعلق بمخلوق على وجه الأرض ، وضع ببالك أنَّ كل من يدخل على حياتك ربما يخرج يوماً ما ، يا بني لا تُعلِّق فؤادك سوى بالخالق.
# انتهت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى