روايات

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الرابع 4 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الرابع 4 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء الرابع

رواية حورية بين أنياب شيطان البارت الرابع

حورية بين أنياب شيطان
حورية بين أنياب شيطان

رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة الرابعة

في الصباح، في قصر قاسم السيوفي،استيقظ جمال من نومه في الصباح و بعد أن بدل ثيابه وخرج نحو غرفه قاسم ليتفاجا بان الغرفه فارغه عقد حاجبيه باستغراب وخرج يبحث عنه في باقي الغرف والاماكن لكنه لم يجده هبط للاسفل و وجد هاجر الخادمه بالمنزل تضع الفطور أعلي الطاولة اقترب منها متسائلا باهتمام” صباح الخير يا هاجر ما شفتش قاسم فين”

ألتفتت إليه وهتفت بإبتسامة واسعه” صباح الخير يا استاذ جمال ،قاسم بيه لا ما شفتوش هو ما جاش من امبارح بس بعت السواق ياخذ كام طقم ليه الصبح ومشى”

اندهش جمال وقال بعدم فهم”بعت السواق ياخذ هدوم لي، ليه هو راح فين ويعني ايه ما رجعش من امبارح”

هزت كتفها بعدم معرفه وهي تقول بحيره” ما عنديش خبر هو مش حضرتك خرجت معه امبارح وكنتم راحين نفس المكان”

هز رأسه جمال بضيق وقال بجدية وقلق” ايوه حصل كنا في فرح جاد ابن عصام الصريطي، وبعد كتب الكتاب قلتله نمشي قال لي تمام هاستنى نصف ساعه كمان ونمشي سوا وبعد كده اخر مره شفته كان مع بنت عم جاد و جواد دي، اعتقد كان اسمها تالا ولما لاحظت الجو ابتدا يقلب بره المكان قلت ادور علي قاسم بسرعه عشان نروح بس ما لقيتهوش خالص في الفرح ولا حتى كان بيرد على تليفونه اضطريت اروح و قلت اكيد هو هيروح بعدي لما يخلص اللي بيعمله “

ابتسمت له هاجر ابتسامه رفيقه هاتفه بصوت هادئ “ما تقلقش يا استاذ جمال اكيد في حاجه طارئه خليته ما يجيش امبارح ،جرب اتصل بيه وان شاء الله خير”

اخرج هاتفه وهو يتحدث بشكل جدي قائلا” هعمل كده فعلا شكراً يا هاجر روحي انتي كملي شغلك “

**
مضت عدة ساعات وليلة قاسية وموحشة وهي محطة نفسيا تشعر أنها خاوية ومهملة لا قيمة لها ولا ثقة لديها بكل شيئا حتى نفسها اصبحت لا تثق بيها، لقد تحطمت نفسها بعد أن كانت شامخه قوية ذهب كل ذلك في مهب الريح والان اصبحت مكسوره مهزومه
وخائفة و خاسرة ،في لحظه عندما قتل روحها ذلك المغتصب بالبطيء وبدون حق وبدون شفقة ولا رحمة ذلك المغتصب قضي عليها وتركها محطمة ،آدمي قلبها و روحها في الصميم.

اخذت حوريه تبكى بحرقة تحاول البوح بالحقيقة ماحدث ليلا أمس وتنفي عنها كل تلك الشكوك القاسية التى نالت منها من جاد حين اتهم اياها بأبشع الصفات عندما وجدها بذلك المنظر، ولكن اكثر ما اوجعها هو هروب ذلك اللعين ولم تري وجهه ولا تتعرف عليه؟. لتحاول حوريه بشتى الطرق التحدث لإثبات براءتها وانه ما حدث رغم عنها”صدقينى يا جاد والله اللي حصل كان غصبا عني انا ما اعرفش دخل الاوضه ازاي اصلا والله فضلت اصرخ كثير و امنعه بس ما قدرتش “

همس مستنكّر لا يقوى على التصديق “وانتي بقى عاوزاني اصدق الهبل ده، يعني ايه اطلع اشوفك بالمنظر ده ولما افوقك واسالك عن اللي حصل تقعدي تعيطي وتقولي ليه ما اعرفش هو مين؟”

اخفضت حوريه عينيها الباكية اليه تظهر بهم نظرة اقل مايقال عنها ثم لفظت بصوت متهدج وكأنه أنين أنسان منازع تحمل من الانكسار والالم اطنان قائلة بحسرة وصوت هامس اجش” والله العظيم ما بكذب هو ده اللي حصل فعلا، ما اعرفش مين الحيوان
ده ،انت لازم تصدقني يا جاد عشان هي دي الحقيقه ولازم دلوقت نروح نعمل محضر فيه”

نظر جاد بجمود لها ولم ينطق بكلمة قفز قلبها من صدرها ففالت من جديد ببكاء” انت مش بترد عليا ليه بقول لك انا عاوزه حقي لازم الحيوان ده تجيبه وياخذ جزاءه”

نظر جاد الى حوريه وقال بغضب ظاهر”وده ازاي بقى ان شاء الله وانتي ما تعرفهوش ولا شوفتي شكله اصلا انتي غاويه فضائح وخلاص”

صمتت لحظه فهو محق هي لم تراه ملامح بسبب انقطاع الكهرباء عن الفندق لتهتف حوريه بألم” ما اعرفش بس اتصرف لازم يتعاقب علي عملته، اتصرف يا جاد اعمل اي حاجه خليهم يرجعوا كاميرات المراقب حتي يمكن يلاقوه”

اقترب جاد بوجهه منها ينظر الى عينيها قائلا بسخرية”كاميرات مراقبه ايه بس هو النور كان قاطع عندك في الاوضه بس النور كان قاطع في كل الفندق يعني اكيد الكاميرات مش هتجيب حاجه في اللحظه دي”

همت حوريه بتحدث ما ارهقت فى فقوله فهو لا يريد يصدقها لتقول بهستريا وجنون وهي تنهار حوريه فى بكاء مرير وهى مازالت تردد كلامها صارخة”يعني ايه كده حقي ضاع برده لازم اعمل محضر فيه لازم اجيب حقي منه، وبعدين انت كنت فين وازاي تسيبني في وقت زي ده، انت السبب خرجت وسبتني لوحدي ليه لو كنت موجود ما كنش الحيوان ده دخل وعامل اللي عمله “

توتر قليلا ثم هتف بعصبية شديده ليس له مبرر ” اه انتي هتلبسهالي بقى وتجيبيها في، بقول لك ايه يا حوريه صحصحي مخك كده معايا عشان انا مش مصدقه ولا كلمه من اللي انتي بتحكيها دي، عشان ممكن تكون اشتغاله منك اصلا وكل اللي حصل ده برضاكي”

اخذت حوريه تهز راسها بالرفض مع كل كلمة تخرج من فم جاد يقتلها بكلماته تلك حتي صرخت به” ايه التخاريف في اللي انت بتقولها دي انت ازاي تصدق وتفكر في حاجه ذي كده عني، انا مش بكدب واللي حصل ده كان غصبا عني انت المفروض لو كل الناس هيصدق حاجه زي كده عني انت بالذات ما تصدقش غير مراتك .. وبعدين انت مش شايفني عامله ازاي وشايف جسمي يبقي ازاي حصل برضايا “

نظر إليها باستفزاز وقال بجدية” مش ممكن تكون حركه عملتيها بقصد انتي والبيه عشان ما اشكش في حاجه، وما تنسيش برده ان انتي ما كنتيش عايزه تتجوزيني وياما اتكلمتي معايا كثير عشان اسيبك، لما كنت بسالك عن السبب تقولي لي حاسه مش هنرتاح مع بعض.. مش ممكن كنتي عاوزه تسيبيني عشان البيه اصلا ولما عرف انك اتجوزتيني جاء وراكي “

كادت حوريه أن تجهش بالبكاء مره ثانيه وهي تصرخ بوجه “اخرس خالص انا اشرف منك ومن عشره زيك ولما انت شاكك فيا كده كنت اتجوزتني ليه؟. قبلت على نفسك ليه واحده مش متاكد من سمعتها شايف نفسك راجل قوي وبتفهم كنت سبتني من البدايه”

لتأخذ في لمح البصر صفعه قويه علي وجهها بعنف منه وهو يصرخ بعصبية” انا راجل غصبا عنك يا بنـ*** روحي اتشطري على اللي ضحك عليكي،اخر الكلام مش هتتحركي من هنا ولا تبلغي عن حد فهماني ولا لا”

وضعت يدها على وجهها بصدمه وكانت حوريه في ذروة غضبها لذلك لم تستطع أن تكمل عبارتها لشدة أضطرابها ,وبينما هي في أوج ثورتها قائله بضعف “يعني ايه “

مط شفته بعدم مبالاه وقال ببرود” يعني مش ناقص فضائح هتروحي تبلغي عن واحد انتي ذات نفسك ما تعرفيش شكله ولا تعرفي هو مين عايزه فضحتي تبقى بجلاجل والناس كلها تتكلم عني إني ما عرفتش احميكي ويوم فرحك اتعرضتي لاغتصاب، قصر الكلام يا حوريه لما تعرفي شكل البيه يبقى نتصرف ساعتها انما دلوقت تنسى حكايه البلاغ”

رفعت عينيها بصمت قليلا لا تعرف كيف تعبر عن الألم والخزه الذي شعرت بيه في تلك اللحظة فاقتربت منه بخطوات بطيئة ونظرت إليه بملامح جامده وهي تقول بصوت مفتعل “عارف انا كل اللي مستغربه له دلوقت ان كل الناس كانت ضدي لما كنت بقول لهم ان انت اخر واحد ممكن اتجوزه وامنه عن نفسي معاه، وقبل كده كنت رافضاك عشان قله ادبك واحترامك انما دلوقتي مستحيل اقبلك عشان مش شايفك في نظري حاجه وانك مش راجل وكل اللي همك مصلحتك وسمعتك في السوق ومش همك حق مراتك “

وما ان انتهت كلامتها حتى اسرع جاد بأمساكها من شعرها جارا إياها بكل ما يملكه من غضب بالارض و يقزفها بأبشع الصفات و انهال عليها يضربها بقسوة شديدة وهي تصرخ بألم شديد تصيح ان يتركها.

حتي ابتعد عنها اخيرا جاد بأنفاس لاهثه وتطلع فيها بغضب شديد وخرج يجلس بالخارج بينما هي كانت تبدو على حافة أنهيار عصبي لم تقدر أن تنهض من الألم والخزه الذي شعرت بيه وأغمضت عينيها ثم تمتمت بصوت مخنوق” انا عاوزه امشي من هنا مش طايقه اقعد في المكان ده بعد اللي حصل”

**
في ايطاليا.

أحيانًا تمر علينا لحظات ثقيله صعبة و لم تجد من يساندك في محنتك ويواسيك و تشعر وكأن هموم الدنيا فوق رأسك ولم تقدر علي حملها، وتشعر أن في ذلك اللحظة أضعف شخص في العالم عاجز هكذا ما كان يشعر به قاسم يحس بتثاقل في قلبه و يتمني علي أنه وشك مفارقته للحياة بعد فعلته الشنعيه ذلك لا يصدق حتي الان أنه أغتصب فتاه ليس لها ذنب ورحل هارب خارج البلاد وتركها توجه مصيرها المجهول وحيد، يمكن ليس هو هارب بالتحديد لكن يريد البعد و نسيان فعلته الفاضحه حتى و لو قليلا، هو حتي لا يعلم كيف جاءته الجراءه وأخذ فتاه لا يعلم حتي الآن من هي رغم عنها وأخذ شرفها، فهو فاق في الصباح الباكر و وجد نفسه في السياره وحيد و الم شديد في رأسه وبدأ روايد روايد يتذكر كل التفاصيل الليلة الماضية لكنه لم يتذكر وجهها ومن تلك الفتاة.

رغم صرخاتها العنيفة مزال يسمعها داخل عقله تألمه بشده يحاول أن يتجنب هذه الافكار الموحشة ولكن الشيطان لم يتركه لأفكاره وبدأ يمغص عليه بعض الراحة التي يستحوذ عليها، ولم يجد وقتها حل غير ترك البلد لمده قصيره حتي يجد حل لتلك الكارثة.

هو لم يعرف النوم ولا الراحه وقد تحطم قلب قاسم وأنزل يديه بإهمال وعيناه شاردة في الفراغ ومازال تحت تأثير الصدمة، فبالتاكيد هذه الفتاه الان في خطر مكبلة بين براثن موجهه العالم بعد حادث اغتصابها، لكن ما اليد حيله لو رجع مره ثانيه إلي الفندق كيف كان سيبحث عنها و يجدها لذلك فضل الهروب مؤقتا، رغم أن بحاجه شديدة الي التحدث مع جمال يستمد منه قوته بدل أن يصارع الأفكار بالداخله بمفرده، لكنه لم يستطع أن يري نظرات اشتمزاء إليه عندما يخبره فعلته هوي علي أقرب مقعد وكأنه فقد قدرته علي الوقوف وقد هوت دمعة ساخنة علي صفحة وجهه القمحي لم يعرف ماذا يفعل يشعر أنه لا يمتلك غير الضعف، لم يعرف كيف استطاع فعل ذلك شعر بنيران تأكل قلبه بقوة كل ما يجول بعقله كم من العجز والهموم التي تكاثرت عليه، أخذ نفس عميق يزيح به هذه الافكار عنه عندما وجد هاتفه يرن برقم جمال تردد في البداية ثم فتح الخط و أجاب” الو يا جمال”

صاح جمال بغضب شديد وهو يقول” لسه فاكر ترد عليا يا قاسم اللي انا سمعته ده انت ازاي تسافر من غير ما تقول لي، وبعدين اختفت فين امبارح انا دورت عليك كثير ما لقيتكش “

اغمض عينه زفر قاسم بحدة يحاول التحكم بأعصابه قليلا ثم لم يجيب سوي باختصار قائلا” جمال سيبني دلوقت وبعدين ارد عليك انا مش عاوزه اتكلم مع حد، سلام”

**
مازالت بداخلها جزء مكسورة ،لا نجحت الأيام تصلح ذلك ولا الزمن قادر على النسيان مزال الجرح المفتوح ولم يداوي جروحها و أعتقدت أنها ليس أمامها خيار غير التعود علي ذلك الألم كل حين وآخر، و أعتقدت أيضا ان مكتوب عليها وداخلها شيئا ينقصها وليس سوي شعور الأمان!.

مضت ثلاثة أسابيع، على رحيل حوريه و جاد من الفندق كما طلبت و أصرت على ذلك، وانتقلت الي منزل واسعه يمتلكه جاد لكن جراح حوريه لم تبرأ كانت تجلس حزينة دائما تتساءل أن كان هذا هو قدرها أن تنزوي وحيدة وتنزف الى الأبد مع الألم؟ كانت الأيام تبدو طويلة مثقلة بالهموم وتجمد فيها الوقت وتجمد بها الدموع في عينيها وأصبح الليل عدوا لدودا ينخر عظامها ويشد جفنيها ويحرم عليها لذة الرقاد طول اليوم و طول الوقت.

أستلقت تلك الليلة مرهقة على الأريكة وصور الماضي تتزاحم في رأسها تفاصيل قتل روحها تمر عليها داخل عقلها كل ليلة تنهشها التساؤلات وتزرع اليأس في قلبها فتتساءل أن كان عليها أن تسلك طريقا آخر في حياتها كيف هي تعيش داخل هذه الدومة بعذاب ليس له نهاية وذلك اللعين قد هرب بعد أن اغتصابها دون رحمة أو شفقة، كيف يعيش هو براحه الآن وهي هربت راحتها وظل الألم، كيف لم تشتكي عليه حتي يتعاقب علي فعلته ذلك.

فكرت للحظات، لو لم تستسلم الي المغامرات المؤلمه هل كانت تبدلت الحياة؟ هل تري نفسها أستعجلت علي عدم الشكوي للشرطة عنه وهل تري نفسها أتبعت الطريقة الأفضل لأستمالة روحها وجذبها من دائرة نظرات الجميع عندما يعرف ما حدث لها و اولهم اهلها ماذا ستكون ردة فعل الجميع يا تري.

تعالت أصوات شهقات بكائها بمرارة وأحست أن قلبها يعتصر و أنها محطمه داخلية وخارجية و اصبحت ليست لديها روح حتى تقاوم ما سوف يحدث حينها شعرت بالرغبة في الأبتعاد عن الجميع تمنت لو يصطحبها جاد الى مكان خالي من الجميع ولكن كيف تبرر له هذا التمني؟ أيليق بها أن تواجهه وهي أضعف من أن تقف على الأطلال وتبكي و تترجى زوجها أن يقف جانبها ويساندها؟. لكن كيف وهو أول شخص وقف ضدها ومنعها تأخذ حقها، يا الله حتي هي محرومه من ابسط حقها! البوح ما بداخلها وترمي حملها الثقيل في حضن حنونه.

لكن ألم تعلمها التجربة أن الشكوى لغير الله مذله محاولة يائسة لن تعيد اليها الشفقه؟ ألم تستفق أخيرا من أوهامها ,فتعلم أنه من الصعب أن تجد من يقف معها ويساندها و يشاركها المها.

نهضت حوريه ببطء شديد وبجسد ثقيل وتقدمت نحو جاد الذي يجلس يشاهد التلفاز في الخارج بعدم مبالاه مشت الى نحوه مرتعشة أرتفع صوتها قليلا” انا عاوزه اروح لماما شويه اقعد معاها واحتمال ابيت كمان معاها وما تخافش مش هقول لاحد حاجه زي ما قلتلي”

هز رأسه جاد ببرود دون حديث حينها انسابت دموع غزيرة من عينيها لم تستطع أن تكفكفها وهي تتحرك داخل غرفتها تبدل ثيابها لعلها تجد الراحه لو قليله في دف و حضن والدتها.

**
في قصر عصام الصريطي ،كانت ناريمان تتحدث مع جاد وتطمئن عليه حتي فوجئت بالحديث أنه غادر الفندق وذهب إلى منزلهم الذي يستأجرونه أحيانًا وأحيانًا اخر ،يقيم هو وشقيقه جواد وأصدقاء للقيام بالحفلات سهره، استغربت ناريمان بشده من حديثه ابنها ذلك وعندما انتهت من الحديث معه أغلقت الهاتف وذهبت بالخارج بوجه محتقن هاتفه” شفت ابنك عمل ايه باطمن عليه بالصدفه عرفت انه سايب الفندق وراح شقه الزمالك هو ومراته”

عقد عصام حاجبيه بدهشة بينما هتف جواد قائلًا باستغراب” و ده ليه هو مش كان حاجز يسافر بره مصر يقضي شهر العسل ايه اللي خلاه يغير رايه في اخر لحظه”

جلست على المقعد أمامهم مردده محتقنًا الوجه” ما ده اللي مستغربه تلاقي الهانم مراته ما جاش على هواها السفر بره وحكمت عليه يفضلوا هنا في مصر “

ليقول عصام متنهد” هو انتي كل حاجه تلبسيها للبنت يا ناريمان تلاقي ابنك هو اللي رجع في كلامه وما رضاش يسافر، مش جديد عليه كل ساعه بحال”

هزت راسها برفض وهي تفكر وتهتف بحده “برده مش مطمنه لازم اعرف اللي خلاه ابنك يرجع في كلامه وينقل في شقه الزمالك، طب ما لو مش عاوز يسافر ما كان يفضل في الفندق ،تؤ برده في حاجه حصلت حسيت من كلامه اصلا وانا بتكلم معاه وقلتله اديني مراتك اسلم عليها واباركلها، توه في الكلام وما رضيش يخليني اكلمها”

زفر عصام بضيق وقال”خلاص يا ناريمان مش هنفضل شايلين همهم قبل وبعد الجواز ربنا يهديهم مالناش دعوه بيهم، انا لما صدقت ابنك اتجوز عشان اخلص من المشاكل اللي بيعملهالي كل يوم، تروحي تدوري برده على المشاكل حتي بعد ما اتجوز”

نظرت إليه ناريمان ببرود وقالت بغضب “اسكتي انت علي قلبك مروح، انا هقوم دلوقتي البس واروح اعمل له زياره ومش هامشي غير لما افهم من ابنك ايه اللي حصل بالضبط”

ثم نهضت ناريمان تبحث عن الخادمة قائلة بحزم” يلا يا سلمي جهزه الحاجات اللي هنخدها لبيت جاد و مراته عشان هتيجي معايا ونعملله زياره.. يلا قبل ما الليل يليل عشان نرجع بدري”

بينما كان جواد يجلس صامت يفكر بقلق في حديث والدته ولماذا ترك جاد الفندق دون مقدمات لينهض تجاه غرفته وهي يحاول الإتصال بـ شقيقه جاد ليعرف منه ما حدث؟.

**
في ايطاليا ،حرك بؤبؤه داخل حدقتيه ببطئ وهو يجلس بانزعاج عقله يرفض الاستيعاب والتصديق فعلته وغير قادر علي التجاهل وأخيرًا بدأ يحرك جفنيه ببطئ، صدمات تتوالي علي عاتقه خلف بعضهم جعلت عقله شُل من التفكير خاصة عندما يفكر في ذلك الفتاه المجهوله الذي ضاع شرفها بسببه وبسبب غباءه عندما وافق علي اخذ شيء لم يعرف هويته، فتذكر من الممكن ما حدث معه هو سبب ذلك اللعينه تالا و الحبه الذي اعطيته إليه لكن هذا سبب غير كافي لخطئه الفادح معها.

اغمض عينه و زفر قاسم بحزن و عصبيه شديده ونهض حتي يخرج يتجوب في الشوارع حتي ينسي وبعد فترة قادمه قدمه نحوه منزله مره أخري أخرج المفتاح يضعه في الباب ومن ثم فتحته ليدخل ولكن قبل أن يخطئ خطوة في المنزل سمع في المنزل المقبل أمامه أصوات عراج تجاهل في البدايه لكن ازداد الاصوات، اغلق بابه مره ثانيه وذهب نحوه المنزل الذي أمامه وتفاجئ بان الباب مفتوح؟.

ليدلف بتردد الي الداخل واتسعت عينه بصدمة عندما رأي شخص يحاول الاعتدي علي فتاه رغم عنها ابتسم بخبث الشاب وهو يضع أصابعه أسفل ملابسها وهي تصرخ و دفعته بكلتا يديها بقوة لكن لم تقدر ليركض قاسم يحاول يعبد عنها ذلك الشاب و ضربه بغضب شديد اتسع الشاب عينه بصدمة وازداد ضربات قلبه عندما ظل قاسم يضرب به بعنف وقسوة شديدة حتي ابتعد عنه قاسم لينهض ويركض من الرعب للخارج.

تنهد بضيق قاسم و رفع مقلتيه أمامه تلك التي تحاول تخفي جسدها كأنت ذو جسد ممشوق متناسق و بشرة بيضاء ناصعة ذات شعر حريري أشقر تتخلله خصلات ذهبية لامعة و تتميز بعيون ذات لون اسود للحظه ظلت مشدودة أمام عينيه لا تعرف لماذا؟. وهو طال بداخل عينه كأنه يعرفها قبل سابق لكنه نفض ذلك الشعور ثم نهضت بسرعة وهي تصيح بحده باللغه الايطاليه” هل طلبت منك أن تنقذني وتدافع عني لماذا فعلت ذلك”

اتسعت قاسم عينا بصدمة و زفر بحدة يحاول التحكم بأعصابه قليلا بغضب وزمجر بقوة” هل انتٍ غبيه لماذا حتى انتظر طلب منك اي راجل مكاني يجب ان يفعل ذلك ثم كنتي ماذا تريدين ان افعل اتركك حتى يغتصبك حمقاء”

صرخت الفتاه في عناد”انا لست ضعيفه حتى انتظر مساعده من شخص مثلك أو غيرك، وإذا لم تاتي بالتاكيد كنت سوف ادافع عن حالي لا اريد مساعده منك او من غيرك”

نظر إليها بغل وهتف بضيق قبل ان يغادر” تعلمي معك حق في المره القادمه سوف اتركك حتى تموتي واتخلص منك”

ابتسمت الفتاه ابتسامه صفراء بضيق شديد بينما قبل أن يغادر قاسم لمح برواز معلق في الحائط لشخص يعرفه توقف ونظر إليها بشك” هل تعرفي هذا الرجل”

اجابته رغم الحزن الذي ظهر داخل عيناها ورددت”بالتأكيد من لا يعرف الدكتور الشهير ماجد الغندور الذي توفي قبل سنوات، انه والدي”

عقد حاجبيه قاسم باستغراب نظر إليها مطولا” والدك كان رجل صالح الجميع كان يحكي عن انجازاته في مصر والدك ساعد كثير من الناس بعمليات و أنقذ أروح، الرحمه له”

تأثرت به حديثه ثم هتفت بغضب شديد”
ليس انتظر منك حتى تمدح في ابي اعرف هذا هذا، تفضل أرحل من هنا “

هز رأسه بضيق شديد ويأس من ذلك الوقحه و رحل للخارج.
**
في فيلا عتمان زاهي، أرتمت حوريه في حضن والدتها علي الأريكة حزينة وأغرورقت عيناها بالدموع, أنها المرة الأولى التي تشعر بها بحاجة الى البكاء مريرة بلا نهاية تريد البوح و الخرج جميع الألم والخزه الذي شعرت بيه في داخلها، لذلك راحت تشهق مثل طفله صغيره في حضن والدتها، قضت تلك الوقت بداخل حضن والدتها تبحث عن الأمان وتبعد الألم و لو قليلا الذي ينخرها كالأشواك.

ربت بدريه علي كتفها بحنان قائله بقلق بالغ” كفايه عياط بقي وقولي لي مالك بس، ايه إللي حصل لكل ده انتي اتخانقتي مع جوزك ولا ايه”

نظرت حوريه إليها بعيون دامعه وكاد أن تتحدث وتبوح ما فيها لكنها خائفه علي صدمت والدتها وصحتها لذلك تراجعت و لم تستطع الكلام من شدة الأنفعال ,فقالت” لا ما فيش حاجه انا كويسه وحشتيني بس”

أقتربت منها ووضعت يده على كتفها بدفء وقالت” متاكده انك مش مخبيه عني حاجه يا حبيبتي لو في حاجه اتكلمي هو انتي هتلاقي غيري يسمعك ويفهمك يا حوريه”

مسحت دموعها بهدوء مصتنع وهتفت ” انا كويسه ما تقلقيش عليا، انتم عاملين ايه “

هزت راسها بدريه وهي تقول بقلق” كويسين يا حبيبتي بس انتي مالك وشك اصفر كده ليه انتي مش بتاكلي كويس ولا ايه انتي تعبانه ولا حاجه”

كاد قلبها أن يتوقف من شكها وأعتلى الشحوب وجهها النضر وهي تهتف” لا انا كويسه بس ماليش نفس ممكن عشان لسه اول مره ابعد عنكم، ماما انا عاوزه ابات عندكم كام يوم واستاذنت من جوزي”

صمتت قليلا ثم هتفت بتردد وضيق” بس يا حبيبتي جدك اول ما شافك داخله ندها عليا وحذرني اسيبك تقعدي كانه كان حاسس انك هتطلبي طلب زي ده ،قالي مش عاوزين الناس تتكلم انتي لسه ما كملتش شهر على جوازك ما ينفعش تبعدي عن جوزك، وهو برده اكيد محتاج لك استني كمان شهرين كده ولا حاجه وتعالى زي ما انتي عاوزه اقعدي”

جزت حوريه علي أسنانها بعنف وهي تطبق أسنانها بغضب ظاهر علي ملامحها من جدها مزال حتي بعد زواجها يتحكم بها لكنها تداركت الموقف وهزت راسها بقله حيله وهي تفكر في حالها.

**
في ايطاليا، مزال قاسم هارب أو بمعنى اصح يتمنى النسيان لكنه مازال غير قادر على النسيان ولا على الرجوع الى ارض الوطن مره ثانيه، وعندما توقفت سيارة الأجرة اسفل منزله هبط منها ليصعد للطابق الخاص بشقته بخطوات متثاقلة،لكنه تجمد مكانه من هول ما رأه بداخل الكافتيريا الذي تحت منزله؟.

عندما رأه نفس الفتاه سليطه اللسان الذي أنقذها قبل أيام قليلة من الاعتداء عليها، كانت تمسك بإبرة طبية بها محلول أبيض تعرف عليه بسهولة وتنغزها في ذراعها وهي مغيبة ثم أرخت رأسها للخلف وعلي وجهها ابتسامة مغيبة كأنها بذلك نالت راحتها.

ثم أخرجت من حقيبتها ذلك المال وأعطته الي رجل يجلس أمامها وهو اعطي لها مسحوق أبيض اخذته منه ونهضت وهي بعالم آخر
حتي كادت أن تقع أرضا لكنه امسكها لتجد أمامها نفس الشخص الذي أنقذها اتسعت عينيها بصدمة سرعان ما تحولت لغضب مميت، وسحبت يدها قائله بحده” اترك يدي وابتعد عني”

لكنه لم يتركها بل سحبها بعنف رغم عنها داخل العماره وأخذ المفتاح الذي بيدها وادخلها منزلها وأغلق الباب بقوة وإحكام والتفت لها مرة اخري ونظرات عيناه تنذر بالشر، للحق ارتعبت هذه الفتاة من نظرات قاسم لتهتف بحده” لماذا جذبتني بهذه الطريقه وماذا تفعل في منزلي اخرج من هنا”

اقتربت منها قاسم ومع كل خطوة يقع قلب تلك الفتاة من الخوف وهمس بنبرة لا تنذر بالخير” اعطيني ذلك الكيس الذي اخذتي من ذلك الفاسد الآخر الذي بالخارج”

وقفت أمامه وقد عقدت ذراعيها أمامه بابتسامه ساخراً وقالت” اوه فهمت ذلك هل تريد ان نتشارك سويه فيه، ليس لدي مانع لكن يجب ان تدفع حقه مثلي”

لم يجيب عليها لكنه سحب حقيبتها بغضب وأخرج منها الكيس وأخذه اتسعت عينا ذلك الفتاه بعصبية وحاولت تاخذه منه وهي تصرخ” ماذا فعلت يا حقير هذا لي اعطني إياه”

سحبها بعنف وهتف بقسوة” أصمتي سوف اتخلص منه بطريقتي، لا أفهم كيف لي فتاه مثلك بهذا الطيش، انتٍ والدك رجل عظيم كنت دائما اسمع عنه كل خير تاتي انتٍ في غمضه عين تلوث سمعته”

أدمعت عيناها بتأثر فهي منذ فقدان والدها اصبحت وحيده وليس لديها سند لتقول بصوت مخنوق”ليس لك دخل في انت ليس ولي امري من انت حتى تامرني “

أكمل قاسم حديثه وعيناه تضخ شرارات قائلا”
صحيح ليس ولي امرك لكن يجب علي النصيحه توقفي عما تفعليه من غباء قبل ايام كنت سوف تغتصبي والان تدمير حالك، فكري حتى في عائلتك هل والدك سعيد الان وهو يراكٍ بهذا الشكل “

صمتت وذرفت ودموعها حاول ان تتحدث ولكن هربت الكلمات من فمها فقد تركها والدها وتوفي تواجه مصيرها لحالها، ثم استطرد قاسم كلماته بشراسة وهو يجز علي اسنانه وقال” اتمنى ان ده تنتبهي لنفسك وترجعي عن ما تفعليه قبل فوات الاوان، انا سوف ارحل اوعدك لم اضايقك مره ثانيه ففي النهايه سوف تفعلين ما تريدين، بالاذن”

أغلق الباب خلفه منه قاسم وظلت ساكنه تركز علي نقطة في الفراغ ودموعها تغزو صفحة وجهها بغزارة، وحديثه يتردد في عقلها فهي لا تعرف من تعاقب، تعاقب نفسها ام تعاقب والدها لانه توفي وتركها وحيد بذلك الحياه،
مسحت دمعاتها بباطن كفها ثم جلست على الأريكة بضعف.

**
أغمضت حـوريه عينيها بقوه لن ينفعها الحزن والحسره الآن ولن يساعدها الألم على متابعة حياتها القادمة لقد تعلمت الآن أن الحياه تجارب و يجب ان تغوص تجربتها أدركت الآن بأنها لا يمكن أن تثق وعليها ان تعتمد على نفسها فقط وهي كل ما تريده الان أن تجلب حقها من ذلك المغتصب اللعين الذي اغتصابها دون رحمة، تعرف أن طريقها صعب المنال لكنها مجبره على الإختيار.

تنهدت حوريه بيأس وألم شديد ثم نهضت لترحل كما قال لها جدها أن عليها الرحيل إلي منزلها وتبقي جانب زوجها، فليس لها مكان هنا
بخطوات بطيئه صعدت السلالم وقلبها كان يدق وهي تقف أمام باب غرفته بالحقيقة أنها ليست غرفة فقط بل تقريباً جناح واسع لكنه عبارة عن غرفة واسعة بحمام ملحق فـ هو ابن عصام الصريطي كبير عائلة في القاهره من حيث المال و المنصب والمنزل الواسعه التي تسكن بيه معه.

كأنت تحمل بين يدها شنطه بـداخلها بعض أنواع الطعام الطازج و الفاكهه أرسلته معها والدتها عندما وجدتها بحاله ليس جيده حتي توفر عنها الوقوف لساعات بداخل المطبخ رفضت في البداية أخذ الطعام منها لكنها أصرت والدتها لاضطرت لاخذه حتي لا تشك في شيئا.

وضعت الطعام اولا بداخل المطبخ فهي ليس لديها شهيه هذه الايام ثم تحركت و وجدت نفسها تفتح باب الغرفة لتدخل إليها غير مهتمة النظره حولها حيث كأنت الغرفه بيها نور خافض لكنها ذهبت لتبحث عن النور الغرفه واضاءه الغرفه.

والتفتت لتتجمد مكانها بعدم استعياب وتشعر فجأة بالعرق يغزو جسدها فتبرد يدها عاجزة علي تفسير ما تراه أمامها لتشعر اكثر برودة اصابت اطراف جسدها و هي لازلت واقفه تتنفس بصعوبة حتى أن حقيبتها سقط تحت قدميها دون أن تشعر بها و ركبتيها بالكاد استطاعتا أن تحملا جسدها حتي فاقت علي صوت خطر تخلخل لمسامعها ليهز قوتها علي الفور لتعود إلى أرض الواقع علي صوته.

اتسعت جاد عيناه بصدمه واتنفض من مكانه وابتلع ريقه وهو ينهض سريعا نصف عاري الجسد و توجد فتاة بجانبه أحكمت عليها الملايات حول جسدها بصدمه هي الأخري من وجود هذه المرأة، أين ومتي دخلت عليهما حيث جاد كان متأكد بأنها ذهبت إلي والدتها وسوف تظل هناك لكن خبيه توقعاتهم ولسوء حظها ام حسن حظها من يعرف؟. وصلت إلى هنا لتريهما.

تحرك جاد بسرعه و أرتدي بنطلونه الذي ملقاء بالارض بعشوائيه وشحب وجهه وتوتر ملامحه قائلاً” انتي اللي جابك دلوقت”

اتسعت عينا حوريه من الوقح بدل أن يعتذر عن ذلك المنظر الشنيعه التي ترى به، بلا يسالها لماذا جاءت فصرخت فيه بعنف “اللي جابني يا زباله يا واطي عشان اشوفك وانت مع الهانم اللي جنبك بقي بتخوني بعد ٣ أسابيع من جوازنا، انا بتخوني وانا مستحمله قرفك معايا وعمايلك وعماله اجي على نفسي واستحمل “

ابتلع جاد ريقه قائلاً بخشونة وهو يقترب منها” حوريه وطي صوتك عشان خاطري وتعالي وأنا افهمك “

نظرت إليه باشتمزاء وقالت بغضب شديد فقد طفح الكيل منه” تفهمني ايه ده انا شايفك بـعيني وفي بيتي على سريري جبت الجبروت والقسوه ده منين عملتلك ايه عشان تعمل معايا كده”

جز جاد علي أسنانه بحده مكتوم والتقط قميص من علي الارض يرتدي وقال” يا حوريه وطي صوتك الناس هتسمعك انتي فاهمه غلط هي اللي جاءتلي مش أنا”

كانت تقف ترتدي ملابسها هي الأخري وشهقت ذلك الفتاة بوقاحة تدعي غنوه قائله “نعم يا عيني هو انت هتقلب فار قدام مراتك ولا ايه مش انت اللي جيتلي الكباري وانا برقص واخذتني معاك البيت هنا وقعد بتشتكي لي من جوازك ومراتك منكده عليك عيشتك”

نظر إليها جاد بعصبية وقال بكذب “اخرسي يا زباله يا واطلعي ويلا بره اهدي حوريه يا حبيبتي وانا هطلعهلك دلوقت وهنقعد نتفاهم مع بعض ..يلا بره بدل ما اطلب البوليس “

ضحكت غنوه بسخرية قائله” ياما تصدق خوفت في داهيه انت وهي انا عاوزه فلوسي وامشي على طول”

لم تحتمل أكثر صاحت بغضب أعمي” بس بقي انتم الاثنين وديني لافضحك في المنطقه كلها وقدام أهلك يا جاد”

احمر عينه وصاح بغضب” ما خلاص يا بنت هو انا هقعد اتحايل عليكي يا روح امك كثير اللي يشوفك كده قال يعني البنت محترمه مش كفايه معيوبه من اول يوم اتجوزتك فيه ورضيت وسكت، ايه شفتني بعمل ايه و زعلانه أوي طب ما انا كمان شفتك في وضع اوسـ ـخ من كده وسكت”

قبل ان تفكر سقطت يدها على وجهه بصفعة دوى صوتها عاليا وقبل أن تفيق من ذهولها لفعلتها كان قد سقطت على وجهها بصفعة أقوي جعلتها تصرخ بألم وتتراجع إلى الخلف وكادت أن تقع، احتقن وجهه واطلت نظرة مخيفة من عينيه ” إيه الي انتي عملتيه ده”

دفعها بعيدا عنه وأطلقت صرخة ألم وغضب وهي تتحسس موضع صفعته الذي كان ما يزال مخدرا الوغد الحقير كيف يسمح لنفسه بذلك وكل ذلك يحدث امام ذلك الفتاه الغربيه ويهين ويذل فيها امامها لتصرخ” وتستاهل اكثر من كده ،انت بتقارني يا زباله بيك انا اغتصبت فاهم يعني ايه ما كانش برضايا غصبن عني مش ذي يا حيوان بترمي تحت رجلين الستات الشمال اللي زيك، ده انت حتى بدل ما تجيبلي حقي خوفت علي نفسك يا عره الرجاله “

جذبها من شعرها ليقربها منه وهو يقول بلهجة مخيفة” عره الرجاله ده هيفضحك دلوقت لو ما تلمتيش ومسكتي لسانك، روحي اتشطري علي اللي غلط معاكي ومش عارفه هو مين لحد دلوقتي، أو يا عالم دي لعبه بتلعبيها عليا وانا شربتها، انتي اللي مفروض تخافي من الفضيحه يا حوريه مش انا.. يــلا مش عايزه تصوتي ولمي الناس اعمليها بس قبل ما تعملي كده انا كمان هفضحك؟”

لوت شفتيها الفتاه وهي تقول بسخرية” انا بقول تديني فلوسي احسن وامشي وتكمله وصلت المعايره دي مع بعض، طالما طلعت انتي كمان الحال من بعض”

كانت دموعها تسيل بغزارة بأي حق يسمح لنفسه بإهانتها وجرح كبريائها ومزال يشك في شرفها أخذت تتحرك في الغرفة كالنمر الحبيس شعرت بأن أنفاسها تضيق داخل الجدران التي بدت لها وكأنها تميل لتطبق على أنفاسها يجب أن تخرج من هذا المكان وإلا فإنها ستموت اختناقا لتقف وتنظر إليه” انت اللي هتفضحني طب فضيحه بفضيحه بقي خلي الناس كلها تشوفك وتعرف البيه بيعمل ايه، انت مش ماسك عليا زله يا جاد وانا ما عملتش حاجه اتكسف منها ولا تديني في حاجه وخلي الناس هي اللي تحكم بيني وبينك لما يعرفوا حقيقتك انت مش ماسك عليا زله كل شويه تهددني هتفضحني هتفضحني وانا اللي هفضح نفسي بنفسي دلوقت عشان خلاص قرفت وزهقت منك”

كادت أن تركض إلي الخارج وهي تصرخ بقوه ليلحقها ليمسكها جاد مكتف خصرها و فمها قائلاً بتهديد” والله و لا اقتلك يا حوريه واقطع من جلدك لو ما مسكتيش وبطلتي فضايح ..بطلي جنان بقي”

ضغطت على يده من خلال أسنانها بعنف كأنت غير وعي علي تصرفاتها بجنون فـهي أنثي مجروحه الآن،تألم جاد وتركها ليشدها مره أخري من شعرها بغل لتصرخ بوجع أن يتركها

لوت الفتاه شفتها بسخرية وهي تشاهد شجارهم مع بعض، حاولت حوريه نفض يده عنها الا انها فشلت وهو يمسك شعرها بقسوه شديده وبطريقه مهينه وصاح بغضب” اهمدي بقي في ايه لكل ده تكونيش بتحبيني وانا مش عارف “

كانت قريبه من منضدة الزينة وبدون وعي منها التقطت إحدى زجاجات العطر الثمينة المرصوفة على منضدة الزينة وألقتها على الجدار بكل ما تملك من قوة غير مبالية بتحطمها في جميع انحاء المكان ليتركها بخضه والتفتت له وصرخت حوريه بغضب وهي تضربه في صدره بعنف وهي تبكي بانهيار” اوعــي سيـبــنـي لما انت جبان أوي كده ما فكرتش ليه في الفضيحه قبل ما تعمل الي بتعمله ده”

شهقت عندما أمسك يدها بذراعها وجذبها نحوه بقسوة واحمرت عيناه من الغضب ليقوم بالصراخ عليها بغضب شديد “مين ده اللي جبان يا زباله يابـ*** طب انا هاوريك مين اللي جبان “

وقفت حوريه تنظر اليه بتردد لتراه ينظر حوله يمين ويسار يبحث عن شئ حتي رآه سكينه اعلى طبق الفاكهه ليأخذها ويجري عليها ارتعبت هي اندفعت تركض حتي تفتح باب الغرفة وتهرب بجنون ليمسكها من شعرها ويريد غرز السكينه فيها بغل لتصرخ بخوف وقهر وامسكت السكينه منه وهي مازالت بين بيده وبتلقائية كانت تريد أبعدها بعيد عنها بتجاه اخر،لكنها غرزت بقلبه دون قصد منها.

صاحت الفتاه بصدمه وهتفت بخوف” يخرب بيتك عملتي ايه ! انا مالي انتي اللي قتلتي “

لتركض الفتاه وتأخذ هاتفه الذي كان كل ذلك أعلي الفراش وركضت للخارج وفتحت باب المنزل ونظرت يميناً ويساراً بحذر من أن يرآها أحد و هي متسللة للخارج حتي تصادمت فـ جسد أحد لتكن ناريمان و سلمي الخادمه عقدت ناريمان حاجبيها متسائلة بدهشة” إيه ده في ايه انتي مين وبتعملي إيه هنأ؟”

لم تجيب غنوه بل ركضت للخارج بسرعة و دخلت للداخل ناريمان باستغراب من الفتاه الذي ركضت أمامها وخلفها الخادمه لتقف مكانها متجمدة بعدم تصديق و ركضت إليه بعدم استعياب” يا نهار اسود أبني، جــاد”

وضعت الخادمه يدها علي فمها بصدمه من المنظر حيث كانت حوريه تقف ممسكه السكينه والدماء بها ودموعها تغرق وجهها الشاحب بذهول و جاد زوجها ساقط بالارض فاقد الوعي بلا روح.

تركت ناريمان الطعام الذي بيدها وركضت تنزل علي ركبتها وشهقت ناريمان بألم وهي تبكي بانهيار وهي تتحدث بدون توقف وتضرب وجهه بجنون وتصيح بصوت عالي مقهوره” عملتي ايه فيه قتلتي ابني منك لله يا شيخه جاد رد عليا يا حبيبي ،رد عليا يا قلب امك عملت فيكي ايه جــــاد لااااااا لااااااا أبني”

___________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى