روايات

رواية وميض الحب الفصل الثالث 3 بقلم لولي سامي

موقع كتابك في سطور

رواية وميض الحب الفصل الثالث 3 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء الثالث

رواية وميض الحب البارت الثالث

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة الثالثة

نظن أننا على يقين بكل شيء…
مادامت الصورة تبدو واضحة أمامنا …
وننسى كواليس الصورة…
بل والأدهى أننا نظن أن الحياة بسيطة ويسيرة مادام يظهر الجميع أمامنا بشفافية غير مدققين النظر،
إذا كانت هذه شفافية ام يظهرون ما يرودوننا رؤيته
والمضحك بالأمر عندما نظن أن الحب هو حل لكل المشاكل..
فننسى أو نتناسى من يتربص بنا ويكيد لنا كيدا …
بسيارة عبدالله وبعد إطالة الموقف أرادت يسرا أن تنهي هذه النظرات والمواقف التي لم تنتهي لو لم تتدخل بذاتها …
فتنحنحت يسرا وقالت/ ايه هنطول هنا ولا ايه!!!
هنتاخر كدة على فكره….
خجلت يمني لتنظر للأسفل بينما ابتسم عبدالله وكأنه لم يفعل شيئاً….
ثم اعتدل بجلسته أمام عجلة القياده وأدار محرك السيارة وتوجهها الي مركز التجميل …
عندما وصلت ترجلت كلا من يمنى ويسرا ليترجل هو الآخر بحجة توديع يمنى وكأنه لم يجتمع بها بعد عدة ساعات ….
أوقفها قبل أن تدلف المركز ممسكا يدها وأطلق تنهيده حاره وعيونه تجول بملامحها وهو يقول لها / انا عايز اقولك انك حلوة اوي قبل ما تدخلي تعملي اي حاجه ….
وبرضه عايز أوصيكي بلاش ميكياج اوفر علشان أنا بعشق ملامحك دي ….
انا عايز اجي ألاقي يمني مش هيفاء وهبي…..
يشير بسبابته محذرا /يعني التريند اللي طالع والعروسة تدخل الكوافير بشكل وتطلب تكون واحدة تانية وتطلع حد منعرفوش مش عايزه يا حبيبتي…
وكزته يمني بكتفه وهي تقول له/ هيفا في عينك انا احلي منها على فكره ….
ثم في ايه؟؟؟
كل واحد يوصيني شوية !!!
شايفني مجنونة ولا ايه ؟؟؟
ابتسم لها وداعب وجنتها بانامله وهو يقول/ احلى مجنونة قابلتها …
ضربته على كفه وهي تقول/ ايدك جنبك …
ابتسم بتهكم ونظر للأعلى ثم نظر لها وهو يقترب ويقول لها / ايدي النهاردة متنفعش تبقى جنبي يا قمر…
تراجعت خطوة للخلف وقد ارتبكت اواصرها وحاولت تغيير الحوار فقالت له بتلعثم /متقلش في المكياج خالص هخليه خفيف…
هو حد منكم شافني بحط ميكياج اوفر قبل كدة؟؟

ضحك عبدالله وهو ينظر لها بطرف عينه وهو يتمتم بصوت مسموع / لا مانتوا بتيجوا على الفرح وتتهبلوا ….
وكزته مرة أخرى بكتفه وهي تقول / سمعتك على فكره…
ضيق عيونه ونظر لها متفحصا وهو يسألها / بس تعالي هنا وقوليلي مين وصاكي غيري بقي؟
يمني وهي تدب بقدمها أرضا كالطفلة وقد تناست كل ما سبق / ماما يا سيدي وصتني الصبح وانا جايه…
وانت تقولي دلوقتي علشان مبقاش هيفاء هو انا وحشه اوي كدة؟
سافر عبدالله بعيونه على ملامح وجهها قبل أن يجيبها بنبرة تحمل كل معاني العشق / إنتي زي القمر…
وعيني مهما تشوف مش هتشوف اجمل منك …
انتبه لحاله وأنه مازالوا بالطريق ليتحمحم قائلا بمزحه/ لا يا قلبي انا عارف انك قمر وكلك اورجانيك وطبيعي يا طبيعي…
بس ده للتأكيد علشان في عرايس ما بتصدق ويجي العريس يستلمها يلاقيها حد تاني….
ثم اكيد يا قلبي انتي احلي امال انا هتجوزك ليه!!
علشان انتي قمر اصلا وبعد ما اتجوزك اخونك مع هيفاء عادي علشان هي قمرين .
ليجدها توكزوقدمه على الأرض فتأوه قليلا وأخذ يتلفت يمينا ويسارا ويضحك بعلو صوته في حين يمني كانت تستشيط غيظا وهي تقول/ كدة ماشي يا عبدالله احنا فيها ..
اروح انا عند بابا وانت تروح لهيفاء بتاعتك .
امسك يدها ليهدءها واقترب من أذنها ليهمس لها ببعض الكلمات التي جعلت وجهها يشتعل بلهيب الخجل والإبتسامة تزداد على ملامحها …
تقففت يسرا من وقفتها بمفردها وهي ترى هذا الدلال الذي من وجهة نظرها أنه ليس بوقته أو مكانه…
أو لم يكن له لازمة من الاساس لتقترب منهم على حين غرة وقالت لهم بصوت مرتفع قليلا /مش كفايه بقي هو كل محطة تقفوا شوية… انا تعبت.
فوجئت يمنى باختها فشهقت ووضعت يدها على صدرها قائله/خضتيني يا يسرا أخص عليكي …
بينما عبدالله أخذ يبتسم بكل هدوء لتردف يسرا بتهكم جازع وبفروغ صبر/ أخص عليا مية مرة يا ستي أنا وحشة ونوتي ..
بس ممكن ندخل بقي ولا بلاها كوافير وتروحي معاه وتخلصيني!!
جحظت أعين يمني لوقاحة اختها ونظرت لها لا تقوى على الرد عليها بينما ابتسم عبدالله بانتشاء وهو يتمني ذلك قائلا / والله انا معنديش مشكلة وموافق جدا كمان…. يسلم لسانك يا يسرا .
انتبهت يمنى على ما تفوه به عبدالله لتجز على أسنانها ثم امسكت بايدي اختها تجذبها تجاهها وهي تشير لخطيبها قائلة / طب سلام انت يا خفيف علشان البت ده عايزة تتلم .
ثم التفتت بنظرها الي اختها تدفعها أمامها / يالا قدامي يا آخرة صبري أنا عارفة جيتي معايا ليه …
قدامي يا اختي عقبال ما افرح فيكي واقفل عليكي كدة…..
نظرت لها اختها وهي تلاعب كلا حواجبها بصورة ساخرة وهي تقول مدعية البراءة / الحق عليا برضه …
قولت الحقك قبل ما تضعفي وأحنا بالشارع …
ثم اقتربت من وجهها تحدثها بصوت خفيض وهي تنظر بداخل عيونها قائلة / لاقيته نازل فيكي وشوشة …
ووشك بقي طماطم خالص…
قولت الحقك علشان تلحقي الفرح النهارده وبعدين يعمل اللي هو عايزه بقي.
اغتاظت أكثر يمنى فدفعتها أمامها باتجاه المركز وهي تتعجب من صراحة ووقاحة اختها وتقول / انتي جبتي الوقاحة ده كلها منين يخرب عقلك …
دانتي حالتك بقت صعبة اوي …
وماما لازم تجوزك بسرعة.
التفتت لها يسرا بوسط ضحكاتها وقالت بتوسل/ قوليلها والنبي ووصيها كدة عليا يمكن تقتنع.
وكزتها اختها ودفعتها مرة لا تعرف عددها للامام حتى كادت أن تسقط يسرا أرضا لولا أن لحقتها ايدي يمنى ليدلفا سويا الي مركز التجميل وسط ضحكاتهم وغمزاتهم لتبدأ فيما بعد مراحل تزين العروس .
بينما عبدالله بالخارج ظل ينظر في أثرهم حتى دلفا أمامه لترتسم على وجهه ابتسامة عذبه وهو يمني نفسه أنها مجرد سويعات قليلة ويلتقي بمن يهواه قلبه …
ثم توجه الي منزله ليكمل وينهي ما وراءه من متابعة العمل بالشقه والفراشه حتى يحضر مصفف الشعر الخاص به ويبدأ معه خطوات الاستعداد لاستقبال العروس.
……………………
بشقة عبدالله كانت الأم حكمت وبناتها قد أنهوا ووضعوا بصماتهم بكل شئ بطريقة واضحه …
ثم توجهها للاسفل ليتابعوا أعمالهم بالمنزل واستضافة كل من يحضر للتهنئة ومتابعة الطباخ وهكذا ….
حتى بدأوا في الاستعداد للحفل والتزين وارتداء ملابس الفرح وتجهيز ابنائهم .
كما كان الحال ببيت العروس كانت الأم واخواتها (خالات العروس) قاموا باستضافة ضيوفهم وتجهيز صينية عشاء العروسين حتى إذا انهوها سارعوا بالتوجه لمنزل العروسين حاملين صينية عشاء العروس وسط حفل وزغاريط وتهليلات حتى وصلوا أمام منزل العريس لتستقبلهم والدة العريس وبناتها وهم واقفين على باب المنزل وكأنهم سد منيع يمنعوهم من الدلوف لداخل المنزل ، يرسمون ابتسامات صفراء على وجوههم …
لتتفوه حكمت وقد اصبغت وجهها ابتسامة مصطنعة/ اهلا اهلا وسهلا بأهل العروسة ….
نورتوا والله ….
يا الف خطوة عزيزة.
وقفت أمامها سعيدة بابتسامة عريضة حاملة ما لذ وطاب من عشاء ابنتها فوق رأسها وحتى الآن لم تنتبه لهدف وقفتهم واعتبرتها ترحيب من قبلهم..
لتجيب على ترحيب حكمت بكل سعادة وبوجه بشوش/ اهلا بيكي يا حبيبتي…
يعز مقدارك يارب…
بعد اذنك بس هنطلع العشا للعرايس علشان لما يوصلوا بيتهم بالسلامة يلاقوا عشاهم ويتهنوا بيه سوا ان شالله ….
مررت حكمت نظرها على ما يحملانه بنظرة تقييمية حتى تعجبت سعيدة مما تفعله ومن ثبوتها بهذه الهيئة أمام المنزل ولم تتحرك ولو أنشأ واحدا …
حتى تحدثت اخيرا حكمت بنوع من التحكم والتعالي/ وماله يا حبيبتي وماله….
بس متاخذنيش في دي الكلمة مين اللي هيطلعه بالظبط؟؟
اصلي شايفاكوا كتير بالصلي على النبي كدة!!
ومتأخذنيش يعني احنا لسه ماسحين ومبخرين….
عقدت سعيدة حاجبيها فقد فوجئت برد الفعل هذا ولم تتوقع أن يحدث هذا أمام اقربائها لينعقد لسانها عن الرد بينما حكمت أكملت بصلف / لو انتي وخالة واحدة بس من خالات العروسة يبقي تمام لكن كدة كتير اوي …
حاولت سعيدة أن تبحث عن كلماتها بجوفها ولكنها إذا نطقت بما يدور بذهنها فستنهي كل شئ…
أغلقت عيونها واطلقت زفيرا تستغفر فيه ربها وتطلب منه ان يمنحها الصبر وهدوء الأعصاب…
ثم بدأت تنفض عن ذهنها ما يوسوس به شيطانها وتحاول أن لا تعطي لكل هذا اهتماما لتقول بتوضيح حاولت أن تلتمس فيه عقل حكمت / بس الحاجات كتيرة ما شاء الله ….
ده العشاء لوحده ثلاث صواني غير الكحك والبسكويت والناشف واللذي منه …..
هطلعهم ازاي انا وخالتها بس …
ثم ادعت الابتسام وهي تردف قائلة / وكمان متخفيش دول كلهم أهل العروسة ويتمنولها كل الخير…
ويا ستي لو على المسح هنحافظ عليه وهنقلع جزمنا بره ده شقة بنتنا برضه….
ثم التفتت للخلف وكأنها اتخذت قرارها لتحث الباقي على التحرك وكأن شيئا لم يكن / يالا يا جماعة وخلوا بالكم وانتوا داخلين مش عايزين نبهدل شقة بنتنا…
حاولت سعيدة المرور من بين حكمت وبناتها ولكن استوقفتهم حكمت مرة أخري بصلف واضح وقلة ذوق متناهية وهي تقول / معلش يا حبيبتي متزعليش مني …
اهل العروسة كلهم على دماغي من فوق …
بس ده توصية عبدالله قالي يا اما مدخليش حد خالص الشقه قبلي….
وانت عارفة بقي الأعمال والارف اللي بتحصل في وقت زي ده…..
اشتعلت نظرات سعيدة لها وكادت أن تهبط ما على رأسها لتلقن هذه المتعجرفة درسا حتى لو انتهى به كل شيء…
ولكنها تراجعت وهي تستمع لنصيحة اختها التي فهمت نية سعيدة فور أن رأتها تحاول انزال ما تحمله لتقترب من أذنها هامسة لها / صل على النبي يا ام يمنى ….
مش وقته يا حبيبتي…
خلي اليوم يعدي على خير يا اختي ومتنولهاش غرضها دي عايزة تبوظ الجوازة أو تودينا في داهية ….
ثم ربتت على كتفها بغرض التهدأة لتردف مكملة / احنا في بيتها والجيران حوالينا الف مين هيشهد أننا احنا اللي اعتدينا وهنبقى ولا اخدنا حقنا ولا جوزنا بنتنا ….
صل على النبي ونطلع أنا وانتي الحاجة ميجراش حاجة …..
ثم التفتت حسنة اخت سعيدة للجمع الذي معها قائلة / هنطلع احنا الحاجة يا ستات كتر الف خيركم … ما تسمعونا زغرودة …..
انطلقت الزغاريد بينما سعيدة حاولت التحكم بغضبها وضبط النفس فحديث اختها صحيح..
فاليوم ليس هناك مجال للصدام فاليوم عرس ابنتها….
أطلقت تنهيده تخرج بها ما يجول بصدرها من ادخنة نيران غاضبةبينما حكمت شعرت بالسعادة هي وبناتها من فرحة لذة الانتصار ….
شعرت سعيدة أنها لا تستطيع التحرك دون التفوه ولو بقليل عما يجول بصدرها لتقول بنبرة حادة وجادة / الكلام الفارغ اللي قولتيه ده هنتحاسب عليه بعدين …
سحر ايه وكلام فاضي ايه بس ؟؟؟
السكك دي ليها ناسها وانتي عارفاها كويس …
لكن علشان الليلة تعدي على خير هنطلع انا وخالتها بس وننزل نطلع الباقي …
ماهو من اجل الورد ينسقي العليق وفرح بنتي مش هبوظه بعون الله…
ثم التفتت سعيدة لأختها تحثها على التحرك …
بينما شعرت حكمت باشتعال بداخلها ولكنها حاولت كظم غيظها حتى لا تكن هي المخطأة أمام الناس فهي تحب أن تحافظ على منظرها….
ادعت الابتسامة وهي تكمل ما بدأته وتتصنع الرفق بحالها قائلة / لا يا حبيبتي وانا ميخلصنيش طلوعك ونزولك السلم مرتين إنتي واختك ….
بناتي هيطلعوا معاكم الحاجة.
هنا توقفت سعيدة ولم تستطيع التحكم بذاتها أكثر من هذا لتتلبسها روح الغضب وهي تشهق وتقول بصوت عال / لا بقى كدة أنا صبرت وزيادة ….
انتي عايزة ايه بالظبط يا ام عبدالله علشان أنا جبت اخري معاكي كدة ….
واشمعنا بناتك يعني؟
ولا هو انتوا احسن مننا واحنا مش عارفين !؟!؟
حاولت حسنة التدخل وتهدأة الأمر لتربت على كتف اختها قائلة / استهدي بالله يا سعيدة يا اختي محصلش حاجة خلينا نخلص المشوار الاغبر ده على خير …..
– يخلص ولا ميخلصش أنا جبت اخري وشكل الجوازة الغبرة دي مش هتم …
مصمصت حكمت بشفتيها وهي تجيبها ببرود متناهي وكأنها وصلت لمبتغاها من إثارة غضبهم لتستطرد قائلة مدعية البراءة / يوه وانا مالي يا ام يمنى؟؟؟
أنا بنفذ وصية ابني عبدالله اللي قالي يا اما محدش غريب يطلع…
وأخواته مش غرب ولا هيضروه اكيد يعني…..
مسحت سعيدة وجهها بنفاذ صبر تطلب الصبر من خالقها بينما علت الهمهمات حولها من أفراد عائلتها تطالبها بأن تمرر الموضوع وتنهي هذه المشكلة المفتعلة وان لا تشمت بها الأعداء ولا تلتفت لصغائر الأمور …
حتى هدأت سعيدة قليلا ونظرت تجاه حكمت وهي تقول/لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا يسترها عليكي يا بنتي …
ثم التفتت لأختها قائلة/ يالا بينا يا ام محمد خلي الليلة ده تعدي على خير …
احنا كلامنا بعد كدة مع الرجالة …
ابتسمت حكمت بتهكم من جملتها وهي تهمهم بنفسها / هي الرجالة مالها بحوارات الستات ،،، لما نشوف…
صعدت سعيدة واختها حاملين ما استطاعوا على حمله….
وقامت كل من دعاء وصفاء وسمر بحمل الباقي وعلي وجههم ملامح الشماته والسرور مما حدث وصعدا خلفهم .
دخلت سعيدة شقة ابنتها لتجد كل شيء في غير موضعه…
حتى مقاعد الصالة غيروا من طريقة وضعها..
بدأت تنظر حولها باستغراب ولاحظت التغيير الفعلي بالنيش ….
دخلت المطبخ ولاحظت ما تم به لتتهجم ملامح وجهها أكثر من ذلك…
ثم التفتت لحكمت التي صعدت خلفهم سائلة باتهام صريح / مين اللي غير الحاجات ده يا ام عبدالله؟ وغيرها ليه ؟؟
عوجت حكمت رأسها وهي تجيبها بتسلط/ احنا يا حبيبتي اللي غيرناها …
عبدالله شافها وقالي ياما عدلي شوية علشان الرصة مكنتش عجباه اوي …
ايه في حاجة وحشة مش عجباكي؟
نظرت سعيدة لأختها التي كانت تحثها على الهدوء لتجدها تغلق عيونها تعبيرا عن عدم الرضا ثم التفتت لحكمت قائلة بغضب / عبدالله اللي قالك برضه !!!
وهو مال عبدالله بالحاجات دي!؟!؟
مش المفروض ده شغل العروسة وبترص على ذوقها!!!
ثم إن ده حاجه العروسة وهي بنفسها اللي باشرت على كل حاجه علشان تبقي عارفه مكان كل حاجه حطتها فين ؟
تقوم تيجي تلاقي كل حاجه اتغيرت!؟
أطلقت حكمت صوت مصيص من شفتاها تعبيرا عن السخرية/ على ايامنا مكنش في عروسة بتفرش حاجاتها وكنا برضه بنعرف الحاجة فين !!
و هي بصراحة يعني كانت حاطه الحاجة بذوق وحش…
والناس اللي هتيجي تبارك هتعايب علينا …
فقولنا نساعدها ماهي بقت مننا وفي وشنا مفيهاش حاجه يعني …
وبعد كده لو حبت تغير بعد ما الناس تخف تبقي تعمل ما بدالها …
غلطنا احنا كدة ؟؟
الحق علينا برضه …
قلبت سعيدة كفوفها تضرب كلا على الاخر وهي تستغفر وبدات برتيب ما احضرته بالثلاجة ..
ثم وضعت العشاء هي واختها فوق السفرة بطريقة شيقة وجذابه ووضعت الشموع حول الطعام ونثرت اوراق الزهور على باقي المائدة …
ثم توجهت لغرفة النوم فلاحظتها حكمت لتسرع واقفة أمام باب الغرفة واضعة يدها على الباب / رايحه فين يا ام يمني؟
رأت حكمت اشتعال نظرات سعيدة وهي تجيبها بضيق / داخله اوضة بنتي اجهزلها اللي هتلبسه لما تيجي ….
ايه مش لازم تلاقي اللي هتلبسه على السرير ولا ايه ؟؟
معملتيش كدة مع بنانك يا ام عبدالله ؟؟
حاولت حكمت التحدث بتسلط كعادتها ولم تنتبه أن من أمامها قد وصلت لذروة غضبها / لا معلش بقى لحد هنا ومحدش هيدخل …
اللي هتلبسه تبقي تنقيه بمزاجها هي وعريسها لما يدخلوا…
مش يمكن عبدالله ابني يكون له ذوق تاني غير اللي هتطلعيه ….
ولا هتلبسي مراته على ذوقك انتي؟
فوجئت حكمت بنبرة وصوت سعيدة الذي كانت تتحدث بعصبية مفرطة وصوت عالي خرجت عن شعورها قائلة / لا بقي لحد كدة وكتييير….
هو في ايه بالظبط؟؟؟
مش عايزة الجوازة تكمل مكنتوش كملتوها …
لكن القرف ده محدش يسكت عليه …
عمالة اسكت واعدي وانتي بتتحكمي في الرايحه والجاية ….
هو في ايه بالظبط بتعملي كدة ليه؟
اهتز ثبات حكمت وبناتها ليجتمعوا حول والدتهم بتعجب من حال سعيدة التي تبدو أمامهم طيبة بطوال الوقت لتحاول حكمت ادعاء المسكنه وتهدأة الأمر قليلا فمن الظاهر أن سعيدة خرجت عن طورها…
وإذا زاد الأمر سوءا ربما يصل الخبر لابنها عبدالله الذي كان بمركز التجميل الرجالي والذي لا يبعد عن المنزل كثيرا فحاولت لملمة الأمر حتى لا تصبح هي المخطأة امام ابنها وأبناء منطقتها وهي لا تمتلك الحجة الكافية لهذا…
فهذه والدتها وخالتها وهي من اختارت أن تصعدا دون عن غيرهن اللاتي ينتظرن بالاسفل…
فسيصبح موقفها ضعيف جدا فليس أمامها حجة قوة لتبرير هذا الموقف لتغير هدفها الحالي وطريقتها قائلة / يوه انا عملت ايه بس يا ام يمني ؟؟
أنا قصدي مصلحة ابني وبنتك …
الحق عليا اني خايفة عليهم …
كل ده علشان مطلعتش حد معاكي …
حقك عليا يا اختي ومتزعليش احنا خلاص بقينا أهل …
وبالنسبة للقميص أنا قصدي يختاروه مع بعض غلطت في ايه انا ؟
كادت أن تكمل سعيدة ما بدأته وتخرج كل نوبات غضبها إلا أن حسنة تدخلت قائلة / في أن البنت بتكون مكسوفة يا ام عبدالله….
واكيد مش هتختار قميص نوم مكشوف لعريسها يوم الدخلة…
إلا لو كانت بجحة ويندب في عينها رصاصة …
نطقت باخر جملتها وهي تنظر لبنات حكمت ثم اردفت قائلة / احنا بنتنا بتتكسف علشان عارفين مربينها إزاي فبنطلعلها احنا….
ولا بناتك هما اللي اختاروا مع عريسهم يوم الدخلة هيلبسوا ايه ؟؟؟
بهتت حجة حكمت فإذا ذكرت أن بناتها هم من اختاروا فقد أكدت مقولة حسنة أنهم بلا حياء لتبتلع كلماتها وهي تجيب على حسنة التي عرفت كيف تخرصها دون أن تقع في خطأ / وماله يا حبيبتي اختارولها ربنا يهدي سرهم …
أمنوا كلا من سعيدة وحسنة خلفها برغم معرفتهم أنها لم تقصد الدعوة حقا…
وبدأوا في اختيار الثياب الذي بالرغم من اتفاقهم على ما سترتديه سابقا إلا أنهم ادعوا حيرتهم ليخرجوا الالوان والأشكال ليشعلوا من نار الغيره بقلوب من أمامهم ليدور الحوار كالاتي وكأنها مسرحية مفتعلة ( -ايه رايك في الاحمر يا ام محمد ؟
-لا أنا بقول الاسود هيشعلله أكثر يا ام يمنى ..
-اه هو الاسود يجنن بس بلاش اسود اول يوم…
خليه البمبي المسخسخ ده هيحبه عليها اوي …
-بنتنا كل حاجة عليها حلوة …
خلاص خليه البمبي علشان تبقى ليلتهم بمبي مسخسخ أن شاء الله ..
وعلشان متبقاش مكسوفة اوي في الاول ..
وماله على خير ربنا يجعل ليلتهم بيضاء وبمبي ويبعد عنهم أصحاب النفوس المريضة ….
اللهم امين…)
انتهوا من اختيار الملابس ليبدأوا بنثر باقي اوراق الزهور المجففة على الفراش على شكل قلب …
وأخذت حسنة تنفخ بالونات حمرات ووردية لتضعها أيضا على الفراش…
ثم اخرجت سعيدة اخر ما بجعبتها من أدوات الزينة والتجميل ..
لتبدأ بتنظيمها على طاولة الزينة وقبل أن يخرجا من الغرفة نثرت ما تبقى من اوراق الزهور على الأرض كممر للدلوف عليه كطريق خروج من الغرفة…
حتى أغلقت الباب خلفها وأخذت المفتاح تضعه بمكانه الأمين لديها وهي تقول بصوت مسموع وكأنها ترد تحكم حكمت / المفتاح ده هيستلمه عبدالله وهو داخل البيت مش قبل كدة …
ثم نظرت تجاه حكمت وهي ترد عليها حجتها / علشان الاسحار والأعمال محدش بقى مضمون الايام دي…
ربنا يكفيهم شر العين ويهدي سرهم قادر يا كريم …
كل هذا تحت أنظار حكمت وبناتها اللاتي صمتوا اخيرا بعد أن شعروا أن من أمامهم كادت أن تحرقهم بنار غضبها …
لم يكن بمقدورهم الآن سوى أن يتهامزون ويتغامزون لتقول دعاء هامسة لأختها( شوفتي امها عماله تزين الاكل وتفرش ورد وتقيد شموع وتختار لبس يجنن اخونا..
ليها حق بنتها تخطف قلب عبدالله لما الام كدة يبقى البنت ايه؟؟)
ردت صفاء عليها(اااااه شفت يا اختي داحنا مكناش عرايس… .
نسيت أو تناست كلا منهن أن هذا قد حدث معهم بالفعل سابقا من قبل والدتهم ولكن كل واحدة لا تريد أن تكون هناك من هي افضل منها ..
انتهت الجولة بذهاب سعيدة واختها ومن معهم لينظرا كلا من حكمت وبناتها لبعضهم وقد اتفقت النظرات على الاستعداد والتجهيز للجولة الأخري بالفرح من التحكمات التي ليس لها اخر .
………………………….
بكوافير العروسة: انتهت مصففة الشعر من صبغ شعر يمني وعمل التسريحة المناسبة لوجهها كما انتهت يسرا هي الاخري من تصفيف شعرها وارتدت فستانها الازرق الذي كان يمتاز ببساطته فبدت في ابهي صورها .
ثم بدأ عمل متخصصة المكياج ففي هذا المكان كله بتخصصه حتي أتمت العاملة عملها تحت أنظار يمني ويسرا الذين انبهروا من النتيجة فكانت النتيجة مبهرة وتبدو طبيعية كما طلبت من العاملة في البداية فهي حافظت على ما يريده عبدالله من عدم التغيير بملامحها .
لتسألها العاملة حتى يطمئن قلبها على النتيجة / ها… ايه رايك يا عروسة في أي تعديل تطلبيه؟
يمني بعد أن تمعنت النظر لنفسها بالمرآه وبدا علي لمعة عيونها الانبهار بالنتيجة / لا خالص كدة جميل جدا ….
برافو عليكي بجد انك مزودتيش المكياج وفي نفس الوقت طالع يجنن….
سعدت العاملة بالنتيجة المرضية ليمنى وإجاباتها على اطراءها / انتي اللي ما شاء الله عليكي زي القمر لوحدك …
مكنتيش محتاجة غير شوية لمسات بسيطة لاظهار جمالك بس….
ابتسمت يمني على هذه الكلمات الجميله التي ذكرتها بما قاله عبدالله لتسرح قليلا في حديثه حتى تنتبه على صوت يسرا العالي كعادتها وخاصة وهي تنطق بالقرب من أذنها / هاااااااي رحتي فين يا عروسة؟
صكت يمني على أسنانها وهي تشهق وتضع يدها على صدرها من أثر الخضة لتنظر للأعلى وتنفست بهدوء حتى لا تفقد أعصابها من أفعال اختها هذه ثم نظرت إليها وتحدثت وهي تضغط على أسنانها وتلعنها بداخلها / يسرا يا حبيبتي حد موصيكي عليا!!
كل شوية تخضيني النهاردة؟
ابتسمت يسرا ببراءة تامة وتحدثت بهدوء يتنافى مع حالتها السابقة / خالص يا حبيبتي دانا بعمل فيكي جميلة ….
ثم اقتربت من أذنها وقالت بصوت هامس/ اصلي سمعت بيني وبينك أن الخضة في اليوم ده حلو ليكي اسمعي مني.
جحظت عيون يمني ونظرت لأختها التي اماءت برأسها بكل براءة لتقول يمني / لا دانتي حالتك صعبة وميتسكتش عليها خالص…
انا لازم بعد الفرح نشوفلك عريس في اسرع وقت.
ابتهجت يسرا وابتسمت وهي تومأ برأسها سريعا وتقول / يالا ايدي على كتفك شوفي مين اللي هطلع عينه واطلع عليه كل خبرتي .
نطقت باخر كلمة وهي تغمز بإحدى عيناها لتنطلق الإختان سويا بالضحك ويحتضنا بعضهما ويتمني كلا منهم للآخر حياة سعيدة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى