رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية محمد رفعت
رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الجزء الخامس عشر
رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) البارت الخامس عشر
رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الحلقة الخامسة عشر
انسحب طابع الهدوء الذي يكسو عينيه ليحل محله عاصفة غائرة من غضبٍ فتك بحدقتيه السوداء، فتحررت أحباله الصوتية لتنم عن صوتٍ لا يقل غضبٍ عن جحيم عينيه:
_ليكِ عين تيجي هنا!!
تجاهلت “يمنى” عصبيته الزائدة ثم قالت ببرود:
_يحيى أنا مرتكبتش ذنب أنا حبيتك!
ازدحمت شحنة الغيظ بداخله لما تمتلكه من عدم استيعاب لما فعلته، فخطى ليبدو قريباً منها ومن ثم ردد باستحقارٍ:
_مش مستغرب البجاحة اللي عندك، مهو المسلسل التركي اللي عملتيه سبق ودخل عليا مرة بس مش هيدخل عليا تاني..
ازاحت الحقيبة العالقة بذراعيها ثم اقتربت المسافة المتبقية لتشير له باستياءٍ:
_حبي ليك مش مسلسل يا يحيى، وبعدين انا مش عارفة انت ليه رافضني بالشكل ده وانت متجوز واحدة مجنونة لا هتقدر تفهمك ولا تفهم احتياجاتك..
ثم رفعت يدها تداعب أزرر قميصه الأبيض ظناً منها انها تغريه:
_ثم اني مطلبتش منك تطلقها، لو اتجوزنا جوازنا هيكون في السر..
شهقت فزعاً حينما انهالت يديه بصفعةٍ قوية على وجهها، ومن ثم لف خصلات شعرها حول معصمه، صارخاً بعصبيةٍ بالغة:
_واضح ان الذوق مش بيمشي مع امثالك، أنا بقى هوريكي الرد المناسب..
بالبداية لم تفهم ما يقصده بكلماته المبهمة الا حينما فتح باب المكتب ليلقي بها بالخارج أمام الموظفين جميعاً، فعلت لهجته وهو يحذرها بصوت مسموع للجميع:
_المكان ده لو دخلتيه تاني هكسرلك رجلك، أنا مش عارف أنا ازاي مكشفتش وساختك دي طول الفترة اللي فاتت بس معلش ملحوقة.
وأشار بيديه لرجال أمن المصنع مردداً بحزمٍ:
_أرموا الزبالة دي بره..
انصاعوا اليه فجذبوها للخارج عنوة، وسط صرخاتها وهمساتها الحاقدة، لم تتوقع ردة فعله الصارمة تلك، فلم تحتمل اهانته لها وسط حشد هائل من الموظفين، فخرجت تتوعد له ولمن فازت بقلبه تلك السنوات حتى تأثيرها لم يدعه وشأنه حينما باتت مختلة!.
************
وقف “آسر” جواره يتابع حركة الأشجار من حوله بهدوءٍ شديد، فطال صمتهما الى أن قطعه “فهد” حينما قال:
_إوعاك يا ولدي تكون بتدور على طريقة تنسى بيها حبك القديم فتكون دي ملجأك صدقني هتظلم نفسك قبل ما تظلمها.
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة، فأجاب والده بثباتٍ:
_أنا محبتش قبل كده..
تطلع اليه بنظرةٍ قاتمة، فاستطرد موضحاً:
_حضرتك أكتر واحد فهمني، وعارف أني نسيت “ماسة” في اليوم اللي اتجوزت فيه يحيى ومبقتش اقدر أشوفها غير زي “روجينا” و”حور”.
أشرق وجهه بابتسامةٍ صغيرة، فرفع يديه على كتفيه وهو يخبره بفخرٍ:
_عارف يا ولدي، بس حبيت أتاكد بنفسي قبل ما ندخل بيوت الناس.
ثم تابع بقوله الصارم المصطنع:
_أني بساعدك من بعيد لبعيد عشان تعرف غلوتك عندي بس.
اتسعت ابتسامة”آسر” حينما صرح الكبير بذاته عن قصده الصريح بارسال “تسنيم” للاسطبل حتى يضمن انفراده بها لدقائق معدودة، كاد بأن يشكره على ما فعل ولكنه تفاجئ بمن تقترب منهما حاملة لأكواب العصير،وتسترق السمع اليهما، وحينما فشلت بسماع شيء، زمجرت بغيظ:
_سكتوا ليه ما تكملوا كلامكم ولا بتتكلموا في حاجه مش عايزني اسمعها!
تطلع آسر لوالده بمكرٍ ومن ثم قال بلهجته الصعيدية:
_مخبرش تقصدي أيه ياما، بس أبوي خابر، عن اذنكم ..
وغادر سريعاً من أمامهما، فوقفت “رواية” مقابله لتعيد سؤالها من جديد:
_ابنك هرب ومفضلش غيرك، قولي بتتكلموا عن أيه يا فهد؟
استقام بوقفته وهو يتناول الكوب من يدها ليرتشفه بتلذذٍ، قائلاً بتسليةٍ:
_في أسرار بين الأب وإبنه لازمن تفضل بينتهم ومتخرجش أبداً..
منحته نظرة مغتاظة وهي تمتم بغضب:
_كده يا “فهد”، طب هات بقا مفيش عصير..
ووضعت الكوب على الصينية مجدداً ثم كادت بالمغادرة، فجذبه منها ثم قال من وسط ضحكاته الرجولية:
_مفيش فايدة فيكِ ولا في عنادك.
كادت بسحب الكوب مرة أخرى، فرفعه عالياً ثم أشار بعينيه الماكرة:
_هقولك بس مش اهنه..
واتجه بها لغرفتهما بابتسامةٍ نصر لنجاح جزء من مخططه بسحبها بعيداً ليقضوا وقتاً سوياً بعيداً عن صخب المنزل الذي لا ينتهي..
************
طال طريق العودة من الاسكندرية للقاهرة، ومازالت كلماته تلاحقها كالوحش الذي يستنزف فريسته، عصفت رأسها بسؤاله الغامض، فبحثت عن اجابة ترضى فضولها حول المتعلق بالعائلتين، كادت بأن تسأل “بدر” الغافل على نافذة الباص البارد ولكنها خشيت ان يعلم بأمرها وربما ان ضغط عليها سيعلم بعلاقتها الخفية بأيان، اهتدت “روجينا” لاجابة متوقعة بأن ربما يجمعهما ثأر مثلما يسود بين أغلب عائلات الصعيد ولكن عليها التأكد وبداخلها تتمنى أن يكون الامر هين حتى لا تفترق عن ذاك الغامض الذي سلبها قلبها قبل عقلها…
أما هناك على الجانب الأخر القريب عنها، كانت نظراتها تتعلق بمعالم وجهه القاسي، تستغل غفلته القصيرة لتشبع عينيها بالتطلع اليه، تعافر تلك الدمعات الخائنة التي تود فضحها، فالا يكفيها ما تشعر به من حرجٍ بعدما فصحت لبدر بما حدث معها بأميركا، نعم كانت قد اقسمت بأن هذا السر سيدفن معها ولكنها مازالت حتى تلك اللحظة تعاني وجع تلك الذكرى المفجعة التي قد تعد هينة وفخر لفتاة تعيش بأحضان امريكا المتطورة بعاداتها التي تشبه العهر، ولكن لفتاة مثل “رؤى” تنكر اصولها العربية يكون ذاك الوجع متسلسل حتى الرمق الاخير من روحها البائسة!…
توقف الاتوبيس اخيراً أمام العمارة، لتنادي أحدى المشرفات على “روجينا” لتخبرها بأنها وصلت لوجهتها، فهبطت هي ورؤى للاسفل ومن خلفهما “بدر” الذي حمل الحقائب على كتفيه ومن ثم اتبعهما، كادوا بالصعود للاعلى ولكن استوقفهم صوت مألوف إليهما، فاستداروا تجاه الجهة الاخرى من الطريق فوجدوا “نادين” تلوح لهما من نافذة السيارة التي تقترب من مدخل العمارة ليهبط منها أبيه ووالدته وتسنيم، أسرع “بدر” اليه ليندث بأحضانه بشوقٍ:
_أبوي..
لف “سليم” ذراعيه حول ابنه بابتسامة حنونة ثم ردد بفرحة:
_اتوحشتني اوي يا ولدي، طمني عليك وعلى اختك..
ابتعد عنه وهو يجيبه بابتسامة هادئة:
_الحمد لله بخير، انتوا اللي عاملين ايه؟
أجابه سريعاً:
_كلنا بخير..
دفعته نادين برفقٍ، لتحتضن ابنها، ومن ثم ابتعدت عنه لتردد بحزنٍ:
_مالك كده يا ابني خسيت النص وحالك عدم كده… انت مش بتاكل ولا ايه؟
تعالت ضحكاته لسماعه كلماتها المعتادة، فقال بمرحٍ:
_ازاي بقا، ده الشيف حور نازلة علينا بالطواجن ليل نهار!
انكمشت تعابيرها حزناً:
_قلبي واكلني عليها… يلا نطلع نطمن عليها الاول.
أومأ برأسه لها فاستدارت لتشير لمن خلفها قائلة:
_يلا نطلع احنا يا تسنيم وهما هيجبوا الشنط وهيجوا ورانا..
هبطت من السيارة وهي تخبرها على استحياءٍ:
_انا هسيب شنطتي تحت لما اطلع اطمن على حور الاول وبعد كده هركب تاكسي واروح السكن..
وقف “سليم” مقابلها لتشير لها بصرامة:
_سكن أيه اللي هتروحيه، انتي هتقغدي اهنه مع الحريم..
كادت بمقاطعته، فرفع حاجبيه بحزمٍ انهى به النقاش المحتد فيما بينهما:
_الكلام اللي بقوله مفيش بعديه نقاش، انتي اهنه في ضيافتنا..
قالت بخجلٍ:
_انا والله ما قصدي اكسر كلام حضرتك بس انا مش عايزة أسببلكم ازعاج..
لفت “نادين” يدها حولها، ثم قالت:
_سيبك من الكلام اللي هيزعلنا ده، انتي مش عايزة تكوني جنب حور ولا ايه؟
قالت بكل تأكيد:
_طبعاً.
حستها على اتابعها للاعلى قائلة:
_طيب يلا..
************
بشقة الفتيات..
بعض الآلام الظاهرة على تعابيرٍ الوجه هينة أمام وجع القلب الذي يئن بصمتٍ، يئن بسكونٍ خشية من أن يستمع إليه أحداً، فربما أن علم أحداً ما يوجعه لإنقلب الأمر لعتابٍ قاسي، هكذا كان ينزف قلب “حور” في صمتٍ تام، قرب “أحمد” منها بتلك اللحظة العصيبة جعلها تتمنى وجوده لجوارها دائماً، تتمناه حبيباً وزوجاً، ولكن ذاك الحلم ليس تمتلك حتى الحق به، انتبهت من غفلتها القصيرة على صوتٍ قرع باب غرفتها، فلم تكن سوى “تالين” تحمل الطعام إليها، وبعض المشروبات الساخنة، ولجت والابتسامة مرسومة على وجهها، لتقدم لها الكوب قائلة:
_ طمنيني أخبارك أيه النهاردة؟ ..
أجابتها بصوتٍ واهن:
_الحمد لله بخير..
ثم تناولت الكوب منها، لتردف بضيقٍ:
_أنا حاسة أني عاملة جراحة خطيرة وانتي بتقومي بالواجب معايا، مش كده يا بنتي هزيد ٢٠كيلو!
لوت فمها بتهكمٍ:
_يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب، انتي مينفعكيش الدلع على فكرة.
ابتسمت وهي تجيبها:
_انا عايزة اقوم أعمل أي حاجه لنفسي المهم أقف على رجلي..
قطع حديثهما رنين الباب، فأشارت لها تالين ساخرة:
_هفتح الباب وأجي نكمل حوارنا.
وتركتها وتوجهت للخارج..
***********
دث المفتاح بباب شقته ثم ولج ليجلس على اقرب مقعد ويديه تحك مقدمة رأسه بألمٍ شديد، انتبه “يحيى” لسماع خطوات تقترب منه، ليجد “إلهام” المربية أمامه تخبره باهتمامٍ شديد:
_بشمهندس يحيى كان في حاجه عايزة ابلغها لحضرتك.
أزاح يديه عن رأسه ثم قال بمللٍ:
_حاجة أيه!
أجابته على الفور:
_مدام “ماسة” من بعد ما حضرتك نزلت الصبح وهي بترجع و تعبانه ..
تطلع لها بصدمةٍ، فقال بصعوبةٍ وهو يحاول ابتلاع ريقه:
_طب هي فين؟
أجابته بهدوءٍ:
_اديتها مسكن ونايمة…
صمت قليلاً وكأنه يصارع ما يهاجمه من أفكار سودوية قد يكون نهايتها غير محسومة بالمرة، ثم قال:
_لبسيها عشان هننزل للدكتور.
أشارت له بانصياعٍ ثم تخفت من أمام عينيه لتتركه بدوامته المميتة..
*********
ما أن خلت الغرفة من أبيها ووالدتها بعدما اتطمئنوا عليها حتى همست لرفيقتها بلهفةٍ:
_خالك مسافرش برضه..
بمجرد ذكرها له، جعل جسد “تسنيم” يهتز بعنفٍ وكأنه عاد ليلامسها من جديد، فازدردت ريقها بصعوبةٍ بالغة ثم قالت:
_لا بس انا مكنتش هقعد معاه في بيت واحد تاني..
ربتت حور بتفهم على ذراعيها:
_أحسن، عشان متديش لنفسك فرصة تفتكري اللي فات..
انهمرت دمعة خائنة على وجهها، فازاحتها سريعاً ثم قالت بصوتٍ مختتق:
_مين قالك اني نسيته يا حور، أنا مبعرفش انام وكل ما بفتكر اللي كان بيعمله فيا ببقى عايزة اقتله بايدي..
شاركتها البكاء الصامت ثم قالت بتأثرٍ:
_حسبي الله ونعم الوكيل فيه، ربنا ينتقم منه ويشوفه في بناته عشان يحس بوجعك..
استوقفتها بضيقٍ:
_لا بناته ملهمش ذنب..
انقطع الحديث بينهما حينما ولجت “رؤى” للداخل لتطمىن عليها، فجلست لجوارها تتساءل عن حالها بينما انغمست تسنيم بارتشاف كأسها الموجع من جديد..
*********
سحبتها “روجينا” داخل غرفتها ثم اغلقت الباب، فقالت “نادين” بحيرةٍ:
_أيه المهم اللي مخليني سبت الطبيخ وجيت معاكي اوضتك يا ست روجين؟
رسمت ابتسامة مصطنعة وهي تجيبها بارتباك:
_وحشاني يا نودي الله، وبعدين انتي جاية من اخر الدنيا عشان تقفي تطبخي!
ابتسمت وهي تجيبها:
_مش بطبخ بعمل اكل خفيف كده للعشا عشان حور تاخد ادويتها..
هزت رأسها ثم قالت:
_اقعدي انتي بس معاها وانا هرتب الشنط وهطلع انا وتالين هنظبط الدنيا..
احتضنتها وهي تردد بمرح:
_طول عمرك جدعة يا بت..
بادلتها الابتسامة وهي تتدعي التهائها بترتيب ما بحقيبتها بداخل الخزانة، فقالت بمكرٍ:
_قوليلي يا نودي، هو انتي تعرفي حد في بلادنا من المغازية؟
ضيقت عينيها باستغرابٍ:
_بتسألي ليه؟
ابعدت خصلات شعرها خلف اذنيها ثم قالت بتوتر:
_لا مفيش اصلي مصاحبة بنت من عيلة المغازية بس لما عرفت انا بنت مين بعدت عني فاستغربت يعني!..
احتدت نبرتها وهي تحذرها:
_وانتي كمان ابعدي عنها هي مش أحسن منك…
تسائلت بخبث:
_ليه ابعد عنها؟ ، مهو أنا مش فاهمه تصرفها ده سببه ايه؟
اجابتها نادين بهدوء:
_بصي يا بنتي انا معرفش الحكاية بالتفصيل بس اللي أعرفه أن اللي بين الدهاشنة والمغازية سيل دم، وهما اللي قتلوا جدك “وهدان” الله يرحمه وحرقوا ارضينا وممتلكاتنا..
فزعت لما استمعت اليها، فتسائلت بصدمة:
_قتلوه!! ، طب كل ده ليه؟
قالت بضيقٍ شديد:
_بيقولوا انهم اتبلوا على جدك واتهموه إنه اتعدى على مرات كبير المغازية وقتلها..
انقطع مجرى تنفسها لسماع العائق بين العائلتين، فقالت بارتباك’
_طب ليه محاولوش يعرفوا الحقيقة!
قالت باندفاع شدبد:
_لانهم مش عايزين يصدقوا غير كده، حجة يقضوا بيها علينا عشان البلد ميكنلهاش كبير غير واحد بس وطبعاً يكون منهم هما..
صفنت بكلماتها التي قبضت روحها وزهقت قلبها المئن، فبعد سماع تلك الحقائق البشعة ليس هناك أمل ولو ضئيل بتقبل أحداً ما تكنه بداخلها لفرد من افراد المغازية وخاصة حينما تعلم بكنايته!!
***********
طرق على باب الغرفة مرتين متتاليتن ومن ثم حينما استمع لاذن الدخول، ولج أحمد للداخل، فاحنى رأسه أرضاً حينما وجد “تسنبم” بالداخل، فاقترب من الفراش ليتساءل وأعينه لا تفارق الأرض:
_عاملة ايه النهاردة يا حور أحسن؟
استمعت لصوته بأنفاسٍ تختلج لسماع المزيد، وبصوتٍ ثقيل قالت:
_الحمد لله يا أحمد، تسلم على سؤالك..
رفع عينيه مقابلها ليضع الحقيبة الصغيرة من يديه على الكومود الصغير ثم قال:
_انا جبت المرهم اللي مكناش لقينه واحد صاحبي جبهولي شحن من برة..
تسللت الفرحة لوجهها، فاهتمامه بها يروق لها كثيراً، فحررت أحبالها المتوقفة لسماعه قائلة:
_مش عارفة اشكرك على اللي عملته معايا ازاي!
منح لعينيه نظرة أخرى وهو يجيبها:
_مفيش تعب ولا حاجة، المهم ربنا يقومك بالسلامة..
ثم تطلع تجاه تسنيم ليستطرد:
_عن اذنكم.
أومات براسها بهزة بسيطة ومن ثم عادت لتراقب حور التي تتأمل رحيله باعين متلهفة تترجى بقائه في صمت، فما ان تطلعت لرفيقتها حتى قالت الاخيرة بشكٍ:
_لا انا لازم اعرف حكايتك أيه بالظبط؟
*********
الظلام يخيم على الغرفة التي ملأها السكون، ومن بين ذاك العاصف والهائم صوت حركة خفيفة تسودها، فما كان سوى صوت دوار المقعد الذي يدور بحركةٍ ثابتة مخيفة، ليتوقف عن الحركة حينما استمع لصوت الهاتف المترقب، فتسللت الضحكة الخبيثة على وجه سيده الذي يعتلي جسد المقعد الاسود، وخاصة حينما لمع الهاتف باسمها، ليهمس من خلفه بفحيحه المخيف:
_بتسبقيني دايماً بخطوة!!…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء))