روايات

رواية بين يديك الفصل الرابع 4 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية بين يديك الفصل الرابع 4 بقلم قوت القلوب

رواية بين يديك الجزء الرابع

رواية بين يديك البارت الرابع

بين يديك
بين يديك

رواية بين يديك الحلقة الرابعة

•• سأتحمل الأمانه ••
مع مضى تلك السنوات التى عاشتها “مى” برعايه السيدة “فاديه” أنهت دراستها الجامعيه للفنون الجميله ثم عملت بشركة المقاولات التى تمتلكها أيضاً السيدة “فاديه” فهى ثريه للغايه …
خلال عملها بالشركه تعرفت بـ”عادل” منذ حوالى العام ونصف ، إنبهرت به وبشخصيته المتفرده لتوافق فور طلبه لها بالزواج وتتم خطبتهم بالفعل …
لكن كيف مع مرور تلك الأيام الطويله بينهم تدرك أنها لم تعرفه حق المعرفه ، بل إنها لم تعرفه إطلاقاً فلقد أفاقت على واقع مُر من إنسان إنتهازى مستغل خدعها من أجل الوصول لمال هذه السيده الطيبه …
رفضت “مى” تماماً أن تصمت وتترك “عادل” يلتف بتلك الصورة على السيدة التى أغدقتها برعايتها وحنانها قائله لنفسها …
مى : أنا مقدرش أسيب ماما “فاديه” لوحدها قصادهم … أنا لازم أرد لها الجميل إللى فى رقبتى ده … ده كفايه إنها أخدتنى من رميتى فى الشارع و أكرمتنى … مينفعش … مينفعش
…. بس أعمل إيه بس … أنا بجد مذهوله من “عادل” … أعمل إيه بس يا رب دبرنى …
ظلت “مى” تتجول بالطرقات هائمه تفكر بتشتت حتى بدأت نفسها تهدأ قليلاً …
قررت بالنهايه العودة لمنزل السيدة “فاديه” لتخبرها بما حدث وتنبهها من مكر “عادل” وعمه “بدوى” وما يكنون لها من شر حتى تأخذ حذرها منهم …
على الفور إستقلت “مى” إحدى سيارات الأجرة ثم توجهت مباشرة إلى الفيلا التى تسكن بها مع السيده “فاديه” دون تأخير …
بخطوات متعجله دلفت “مى” إلى الداخل صاعده لغرفه السيدة “فاديه” لمقابلتها …
وقفت أمام باب غرفتها تطرق الباب بخفه حتى أتاها صوتها الهادئ يسمح لها بالدخول …
السيده فاديه :إدخل …
مى :ماما “فاديه” … إزيك …؟!!
إنتبهت لها السيدة “فاديه” لتجيبها بإبتسامتها القلقه …
السيده فاديه:”مى” ..حبيبتى عامله إيه … إتأخرتى ليه كده النهارده …؟!! قلقتينى عليكى !!!
جلست “مى” بمقابل السيدة “فاديه” بهذا المقعد الوثير لتتجهم ملامحها قليلاً قائله ..
مى: حقولك ..
شعرت “مى” ببعض الحيرة وهى تتخير كلماتها التى تبدأ بها شرح ما حدث اليوم لها ، لينتاب السيدة “فاديه” القلق من جديه “مى” الغير معتادة عليها ، فهى دوماً مرحه تحب الضحك والهزل وبعيدة كل البعد عن الجديه والصرامه …
السيده فاديه: مالك يا “مى” …. مال وشك مخطوف كده … إنتى تعبانه ولا إيه…. ؟؟؟
مى :لا يا ماما … أنا مش تعبانه ولا حاجه … بس كنت عايزة أتكلم معاكى فى موضوع مهم أوى … إنتى طبعا بتثقى فيا .. وإنى عمرى ما حكدب عليكى .. صح …؟؟
جديتها وطريقتها الغير معتاده بالحديث جعلت السيدة “فاديه” تزداد قلقاً …
السيده فاديه:فيه إيه يا “مى” قلقتينى يا بنتى … إتكلمى على طول …
مى : أنا حقولك كل حاجه …
بدأت “مى” بسرد ما حدث بالتفصيل على السيده “فاديه” التى إندهشت تماماً مما تقوله “مى” لصدمتها بكلاً من “عادل” و”بدوى” وتفكيرهم فى إستغلالها و خداعها بهذه الصورة البشعه ، وهى لطالما عاملتهم بالحسنى و أحسنت إليهم فى الكثير من العقبات التى كانت تواجههم …
كيف إنخدعت بهم بعد كل هذا العمر وكل ما عاشت به ومرت به فى حياتها …
وبعد فترة من الصمت إتخذتها السيدة “فاديه” للتمعن فى الأمر ثم أردفت بعد تفكر بهدوء وحكمه ..
السيده فاديه : “مى” … أنا مفيش قدامى دلوقتى إلا حل واحد والحل ده فى إيدك إنتى … ححملك انتى مسؤوليته من النهارده …
مى: مسؤوليه إيه يا ماما ..؟؟
لمعت عينا السيدة “فاديه” ببريق دمعه خفيه وهى توضح حديثها أكثر …
السيده فاديه: مسؤوليه إبنى يا “مى” … أنا معنديش إستعداد إن إبنى يضيع منى مرتين …. و أديكى شايفه انا حتى مبقتش قادرة أتحرك .. ولو هم عملوا فعلاً إللى بيفكروا فيه … مش حقدر أستحمل يوم واحد وأنا حاسه إن حتى حق إبنى مقدرتش أحافظ عليه … والله أعلم ممكن يعملوا إيه تانى ….؟؟
تنهدت بحسرة ثم أشارت بإتجاه خزانتها الكبيرة وهى تخرج أحد المفاتيح من جيبها …
السيدة فاديه: قومى يا “مى” .. خدى المفتاح ده وإفتحى الدولاب حتلاقى صندوق إسود .. هاتيه …
أمسكت المفتاح بين أصابعها متجهه نحو الخزانه لتفتحها لترى بعينيها الصندوق الذى كان “عادل” و”بدوى” يتحدثان عنه ، ها هو بين يديها …
حملته بين كفيها لتعود به للسيدة “فاديه” تضعه أمامها لتنتبه لمحتواه بإهتمام وفضول شديدين حين بدأت السيدة “فاديه” بفتح الصندوق أمام مرآها ….
السيده فاديه: دى يا “مى” شهاده ميلاد أسامه إبنى .. ودى الصور الوحيده ليه … وشايفه دى كانت اللعبه إللى بيحبها …
أخذت السيده “فاديه” تتحدث وتصف الأشياء الخاصه بإبنها بمنتهى الحزن والحسرة والدموع تتجمع فى عينيها ..
أمسكت ببعض الأوراق وهى تنظر نحوها بتحسر شديد مستكمله حديثها …
السيده فاديه: دى بقى آخر تحاليل عملتها له .. أصل أنا كنت متعوده أعمله تحاليل كل ست شهور عشان أنا كنت بخاف عليه أوى .. كنت بخاف يتعب أو يجرى له أى حاجه …
أشفقت “مى” على تلك السيدة الطيبه فلم تكن تدرك أنها تخبئ كل تلك الآلام بداخلها …
مى : إنتى عمرك يا ماما ما إتكلمتى عنه ولا جبتى لى سيره خالص إن عندك إبن …؟؟ ولا أعرف إيه إللى حصل له …؟؟
السيده فاديه: عارفه يا “مى” … إبنى “أسامه” ده هو الحاجه الوحيده إللى مخليانى عايشه لحد دلوقتى … إنى بس عندى أمل إنه ممكن يرجع لى فى يوم و أشوفه قبل ما أموت …
مسحت دمعتها التى هربت منها وهى تتذكر ما حدث حين بدأت سرد ذلك لـ”مى” مخرجه ما بداخلها من تحسر لفقدانها لولدها الوحيد …
السيده فاديه: أنا دلوقتى سنى عدى الستين بس قلبى عجز من زماااان أوى … من كتر حزنى وحسرتى على إبنى إللى ضاع من أكتر من خمسه وعشرين سنه … مكنتش بتكلم مع حد عنه لأنى كل ما أجيب سيرته قلبى بيتقطع من جوايا .. وللأسف معنديش أى حاجه بإيدى أعملها … فقررت أسكت .. حاولت كتير أوى أدور عليه .. بس من غير فايده ..
مى : أنا مش فاهمه …؟؟ هو ضاع منك إزاى يعنى …؟؟
تنهدت السيدة “فاديه” بقوة قبل أن تهيم بخيالها للماضى قائله …
السيده فاديه: ححكى لك يا “مى” … أنا إتجوزت كان عندى وقتها اتنين وعشرين سنه … قعدنا أنا وجوزى أكثر من سته عشر سنه ربنا ما رزقناش بالخلفه وقلنا الحمد لله على كل حال وده نصيب ورزق … بس ربنا كان كريم أوى يا “مى” لما كان عندى ثمانيه وثلاثين سنه ربنا رزقنى بـ “أسامه” ..
بس محدش بياخد كل حاجه .. قبل ولاده أسامه بشهر جوزى إتوفى ولما نور “أسامه” الدنيا حسيت ده هو ده عوضى إللى ربنا بيعوضنى بيه … عشان كده كنت بخاف عليه أوى من أى حاجه … بس أخو جوزى كان طمعان فى الفلوس إللى سابهالنا “أبو أسامه” لما مات .. لأن بعد ولاده “أسامه” فالميراث الشرعى إن الفلوس والشركه تبقى لينا أنا و “أسامه” وأنا الوصيه عليه .. حاول “عم أسامه” إنه يتقدم لى عشان يتجوزنى بس أنا رفضته فخطف منى إبنى “اسامه”….
إنهارت السيده “فاديه” باكيه حين وصلت لهذه النقطه المؤلمه …. حاولت “مى” تهدئتها قليلاً لكنها بحديثها فجرت بركان من الشاعر الحبيسه داخل قلب هذه السيده …
مى: ومعرفتيش خطفه وداه فين …؟؟
السيده فاديه: حاولت كتير .. بس هو كان طمعه غلب على كل شئ … فضل يساومنى إنه يا إما أكتب له كل حاجه أو نتجوز عشان يرجع لى “أسامه”… وأنا “أسامه”عندى أهم من أى حاجه فى الدنيا فوافقت … وكان فعلاً خلاص رايح يجيب لى إبنى ويرجعه لحضنى تانى … بس عمل حادثه فى الطريق ومات .. ومن ساعتها معرفش هو كان خاطف إبنى ووداه فين ولا مع مين …
قصه كلأفلام والقصص الخيالية لم تكن لتصدقها مطلقاً لتهدل وجهها بحزن متأثرة للغايه بحديث السيدة “فاديه” …
مى : ربنا كريم بإذن الله مسيره حيرجع ويعرفك وتعرفيه …
السيده فاديه : المهم دلوقتى … ده كل حاجه لـ”أسامه” إبنى وأنا لسه عندى أمل إنى ألاقيه فى يوم من الأيام .. خدى يا “مى” الورق ده ومش عايزة أى مخلوق فى الدنيا يعرف إن الورق ده معاكى ..
نهضت “مى” لتحمل الأوراق والمستندات الخاصه بإبنها حين وجدت علبه مميزة للغايه من الفضه لتحملها بين أصابعها وقامت بفتحها لتنبهر برؤيتها لسلسال رائع من الفضه فرفعت وجهها تسأل عنها السيدة “فاديه” بفضول تام . …
مى : إيه السلسله دى …؟؟
السيده فاديه: السلسه دى كنت عملتها مخصوص عشان “أسامه” كانت واحده صاحبتى بتعملهم وكان فيه الزرار السحرى ده بيتفتح كده …
ضغطت السيدة “فاديه” فوق زر خفى للغايه ليفتح السلسال فجأة أدهشت لها “مى” كثيراً …
تطلعت بداخلها لنقش جميل بإسم “أسامه” حين أوضحت السيدة “فاديه” ..
السيده فاديه: “أسامه” كان لابس واحده زيها بالضبط وبعد الحادثه طلبت من صاحبتى دى تعملى واحده زيها بالضبط عشان أديها للشرطه … بس برضه معرفوش يوصلوا له ….
أغلقت “مى” السلسال مرة أخرى لتضعه مع بقيه الأغراض واضعه إياهم بحقيبه ظهرها وهى تعد السيدة “فاديه” بالمحافظه عليهم ثم خرجت إلى خارج الفيلا تبحث عن مكان آمن لتخبئه هذا الأشياء بعيداً عن “عادل” و”بدوى”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين يديك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى