روايات

رواية الصندوق الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم الهام عبدو

موقع كتابك في سطور

رواية الصندوق الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء الثالث والخمسون

رواية الصندوق البارت الثالث والخمسون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الثالثة والخمسون

#نيران_صديقة
هنا غلب يوسف النعاس و نام تاركاً الكتاب مفتوحاً إلي جانبه ..
في الأيام التالية شغلته الأعمال و المهمات فلم يتفرغ للقراءة مطلقاً و لكن الاشتياق داخله كان يتزايد لمعرفة ما تحمله الصفحات القادمة !!
جاء صباح الخميس فكان يوسف و ريم و البقية علي موعد في طنطا لحضور خطبة علاء و مني ..
انطلقوا في الطريق بسيارة مدام نيرة بينما ذهب علاء باكراً بمفرده قبلهم ..
عندما وصلوا لمنزل علاء الكائن في قرية علي أطراف مدينة طنطا، منطقة ريفية خضراء جميلة، علي طريق السفر اخذتهم الطبيعة و المساحات الخضراء فقد تركوا المدينة بضجيجها المعتاد و اتجهوا نحو الهدوء و رائحة تيار الهواء المحمل برائحة و برودة الزروع في تلك القرية الصغيرة !! المنازل الريفية أجمل و أكبر ، علي جانبي الطريق انتشرت هنا و هناك البقر و الحمير و الجاموس المنهمك في الاكل و المرعي!! جميعهم يرعون علي المروج الخضراء ..
قالت مدام نيرة التي أمسكت بعجلة القيادة و الي جانبها جلس يوسف : دخلنا أهو علي الريف و جماله
ردت ريم من الخلف قائلة : المناظر لطيفة جدا و تحس أن كل حاجه مختلفة حتي ريحة الهوا و طبيعة الناس، وشوشهم أهدي و ملامحهم أجمل !!
يوسف: أنتِ شكلك هتنسي الخطوبة و هتفضلي ترسمي ف اللي رايح و اللي جاي هنا
ريم بحماس : طبعا مش هفوت الفرصة دي و جبت الاسكتش بتاعي معايا و الأقلام..
يوسف : امال اللوحة اللي معاكي دي ايه ؟!
ريم : دي لوحة عصام اللي طلبها مني يوم العزومة
يوسف : آه.. افتكرت .. طب حلو اووي عاوز اشوفها و أقارن الرسم بالحقيقة !!
نظرت لها ياسمين بإستياء ففهمت ريم ما تعنيه فقالت له بتهكم غير واضح : بيعجبني اووي تذوقك للفن و شغفك باللوحات !!
يوسف: لو بقيت غني هشتري كل اللوحات اللي عجباني عندك
ياسمين بسخرية : و ده طبعا بعد عمرٍ طويل !!
امتعض يوسف قليلا فحاولت ريم تلطيف الجو فقالت : لا مش وقت طويل ان شاء الله.. ربنا يوفقك يا يوسف و تحقق كل أحلامك بسرعة
يوسف : يارب
__________بقلم elham abdoo
توقفت السيارة أمام منزل علاء، منزل ذو طابقين، واسع و به حظيرة للماشية و مندرة كبيرة لاستقبال الضيوف، خرج علاء ووالده لاستقبالهم و جلسوا معهم في تلك المندرة، فاحت رائحة الفطير بالسمن البلدي الذي اعتاد يوسف علي تناوله بعد كل عودة لعلاء من هنا فقال : علاء .. ريحة الفطير تجنن
علاء : دقيقتين بس و هيكون الفطار جاهز، فطير سخن مفحفح و عسل و قشطة و لبنة و شاي .. الحلو كله جاي
ياسمين : الريحة و الوصف بس جوعتنا
خرج علاء من بينهم ليجلب لهم الإفطار
________بقلم elham abdoo
بعد تناولهم تلك الوجبة الدسمة المصنوعة برائحة و طعم كل ما هو طبيعي، مدحوا من أعد الطعام بشدة و هنا قالت مدام نيرة : مش هنشوف مامتك و لا ايه يا علاء؟! عاوزين نشكرها علي مجهودها و محبتها اللي بانت في جمال الاكل دي !!
علاء : حاضر .. هنادي عليها حالا
ياسمين: طب هي مجتش تاكل معانا ليه ؟!
علاء : بصراحة هي لسه بتخبز عيش و حاطه بقي ف الفرن صينية رواني و صواني بسبوسة تستاهل بقكم
مدام نيرة : طب لو ينفع نروح احنا عندها عشان منعطلهاش .. هنسلم عليها و نشكرها و نمشي علطول ..
علاء : لا طبعا مش هتعطلوها دا انتوا علي راسنا من فوق
ريم : شكرا يا علاء .. ده من ذوقك ..
____________بقلم elham abdoo
ذهبوا جميعا ليشكروا والدة علاء فوجدوها جالسة أمام فرن حديدي كبير تأخذ الخبز الفلاحي الذي يجهز و تدخله الفرن بشكل منتظم !!
رأتهم قادمون فنهضت و رحبت بهم بحفاوة كبيرة معتادة عند أهل الريف ثم أعطتهم من الارغفة التي خرجت للتو من الفرن كي يتذوقوا طعمها الذي كان محملا برائحة المكان و أهله الكرام !!
__________بقلم elham abdoo
خرجوا للفناء الخارجي و من حولهم الخضرة و الزراعات المنتشرة في كل مكان !!
ظلوا يمرحون و يستمتعون بالمكان و ما به حتي جاء عصام ليصطحبهم لبيته حيث يقيمون الخطبة المرتقبة !!
قال عصام لعلاء : ايه يا علاء .. مش ناوي تسيبهم يجوا عندنا و لا ايه ؟؟
ضحك علاء و قال : يا عم عندي و لا عندك م واحد
عصام : طب يلا يا جماعة .. ماما و مني و اخواتي مستنينكم
ريم : هو المكان بعيد؟!
عصام بتهكم : جداااا
ريم : بجد ؟!
علاء : لا .. هو بيتريق .. بيت خالتي بعد بيتين مننا ههههه
ضحك عصام و قال : بالظبط .. يلا بينا
توجه عصام و من خلفه ريم التي مازالت ممسكة باللوحة و من بعدهم أقبل الجميع بما فيهم علاء ..
علي بعد دقائق قليلة وجدوا منزل العروس، عند دخولهم رحبت بهم أسرة عصام بشكل كبير و أعدوا لهم الشاي حتي ينضج طعام الغداء ..
في الحديقة الخضراء الذي أمام البيت جلست ريم و اخرجت أوراق الرسم خاصتها و الأقلام و بدأت بوضع الخطوط الاولي ، بحث عنها عصام في وسط الموجودين فقالت له ياسمين أنها في الخارج ترسم ..
ذهب إليها و قال : بترسمي ايه؟!
ريم : أنا لسه هبتدي بس كنت هرسم المنظر اللي قدامي ده
عصام : أنتي اي حاجه تشوفيها ترسميها؟!
ريم : لا . اي حاجه تعجبني برسمها !!
عصام : اممم . طيب أنا اخدت بالي من لوحة كنتي شايلاها معاكي و احنا جايين . دي لوحتي و لا أنا فهمت غلط ؟!
ريم : لا مظبوط .. هي اللوحة بتاعتك
عصام : و يا تري رسمتيها عشان عجبتك و لا عشان أنا طلبت منك !!
شعرت ريم بالحرج و قالت : متقلقش اللوحة حلوة و مرسومة بإتقان .. ثواني هدخل اجبهالك
دخلت ريم و عادت بعد دقيقة و بيدها اللوحة و هنا كشف عنها عصام بإزالة الغطاء الورقي الذي يغلفها و نظر إليها بإعجاب ثم قال بابتسامة : جميلة فعلا
ريم : بجد عجبتك
عصام : طبعا .. كفاية انك تعبتي و عملتيها بايدك
ضحكت ريم و قالت : اممممم
عصام : ضحكتي ليه ؟
ريم : أصلك حسستني انك بتشكرني ع طبخة مش رسمة ههههه
عصام: بيني و بينك أنا مليش ف الرسم اووي و لا ف اللوحات !!
ريم : امال طلبتها مني ليه ؟!
عصام : بصراحة ؟!
ريم : أكيد ؟!
عصام : أنا بقالي فترة بدوّر ع عروسة و قابلت كذا حد ف قعدات صالونات بس مرتحتش و من اول م شوفتك يوم العزومة و انا عندي فضول ناحيتك و ارتياح بس طبعا كان أول مرة اشوفك ف مقدرتش اتكلم و دعيت ف بالي يجمعنا معاد تاني و لو حصل هفتح معاكي الموضوع بصراحة و فعلا اختي عزمتكم و اديكم ف بيتنا
ريم بحرج و توتر : بسرعة كده ؟!
عصام : أنا مش هقولك حب من اول نظرة و كده لأن انا بشوف إن الحب قرار !!
ريم : ازاي ؟؟
عصام : يعني مثلا أنا ارتحتلك فلو كان في نصيب و ارتبطنا مثلا أنا هآخد قرار بالحب و هبني عليه علاقتنا واحدة واحدة و في كل قرار هعمله هيبقي الحب أساسه
ريم بتعجب : كلامك غريب !!
عصام : هو كلام عملي بس واقعي .. الحب يعني عطاء يعني مسئولية يعني اهتمام و انا لو قررت أحب شخص هديله كل ده و انتي حتي لو مش حاسة بالحب دلوقتي الاهتمام و العطاء هيخلوه يتولد بيننا !!
ريم : يعني ممكن تنقي اي حد و تقول هحب ده مثلا و تخليه يحبك؟!
عصام بابتسامة : اكيد لا .. فيه شخص بيبقي بالكيمياء اللي بينك و بينه عندك قبول ناحيته و راحة.. زي اللي حصل لما شوفتك!! القبول و الراحة دول أول عتبة في طريق الحب!! ده من وجهة نظري طبعا
ريم : كلامك غريب بس مقنع !!
عصام : يعني موافقة ؟!
ريم : ع ايه؟!
عصام : علي أننا ناخد اول خطوة و اكلم طنط نيرة ؟!
ريم بتعجب : لا لا .. تكلم مين ؟؟! أنا عجبتني طريقتك في الكلام عن الحب بس ده مش معناه اني موافقة
عصام بحرج : يعني رافضة؟!
ريم : عصام .. أنت لسه متعرفنيش و انا ضد ان الواحد يتسرع ف الحاجات دي .. أنا ف قصة الارتباط دي مختلفة شوية
عصام : ازاي ؟
ريم : بحس الموضوع عيني معايا بالعكس .. أتعرف ع حد و احبه من غير م احس، مع المواقف و الايام ابص الحقيقي بحبه و هو كماه من غير قرار سابق بالعقل !!
عصام : طيب م احنا هناخد وقتنا و نتعرف و نتكلم و لا انتي قلقانة من جو القرية ده ؟! خدي بالك أنا شغلي اصلا ف طنطا نفسها بس لأني مش مرتبط ف قاعد هنا مع اهلي لكن ف المستقبل بفكر انتقل للقاهرة و اعيش هناك
ريم : ربنا يوفقك بس مش هو ده السبب الأساسي، انا ليا دماغي و طريقتي ف التفكير و اعتقد حسب رؤيتي يعني أننا مختلفين عن بعض
عصام : عموما أنا مش متطفل .. و مش مضايق اني عبرت ليكي عن مشاعري حتي لو انتي مش متشجعة ع حاجه زي دي و مبسوط اني اتعرفت عليكي
ريم : و انا كمان مبسوطة بمعرفتك .. أنت انسان مهذب و ذوق جداا
عصام : شكرا .. أسيبك بقي ترسمي
استعد عصام للمشي و خطي خطوتين فاستوقفته ريم قائلة : مش هتاخد اللوحة ؟!
عاد عصام و امسك اللوحة و قال : طبعا .. هعتبرها ذكري من انسانة عزيزة !! بس مش هتقولي بكام ؟!
ريم : خلاص بقي.. دا احنا ف بيتكم !!
عصام بابتسامة : شكرا يا فنانة
__________بقلم elham abdoo
بعد قليل خرج يوسف للحديقة فوجد ريم مشوشة و متوتره فكلما حاولت الرسم مزقت الورقة و بدأت من جديد !!
اقترب منها و قال : مالك يا ريم ؟!
ريم : لا مفيش حاجه
يوسف: ازاي! أنتِ متوترة و مش طبيعية كده .. فيه ايه ؟!
ريم : مستغربة بس
يوسف : من ايه ؟!
ريم : في حاجات بتبقي بتحلم بيها و كل ما تقرب منها تحسها بقت أبعد !! و حاجات تاني كويسة و حلوة تيجي لحد عندك و تلاقي نفسك لا قادر تمسكها و لا تفرح بيها !! و ف الاخر توقع ف فراغ كبير !!
يوسف : قصدك ايه؟! حاجات ايه اللي مش قادره تمسكيها او تفرحي بيها ؟!
ريم : طب مش هتسأل عن الحاجات اللي بحلم بيها ؟!
يوسف : قوليلي ع كله.. الجملة كلها عاوزة توضيح!!.
ريم : الموضوع واضح بس ده لو الانسان حاول يفهم و كان فعلا عاوز يفهم !!
يوسف : دا ايه الالغاز دي ؟!
ريم : متاخدش ف بالك .. المهم انا هقوم عشان ابتدي اجهز نفسي مع ياسمين و ماما
يوسف : هتجهزوا نفسكم هنا ؟!
ريم : اه احنا جايبين كل حاجه معانا.. فساتين و ميكب اب و مكوة شعر و كله
يوسف : لو حبيتوا تروحوا كوافير أنا ممكن اوديكم .. علاء اخد مني و راحوا الكوافير
ريم : لا .. مفيش لزوم ..
يوسف: أنا كمان هروح عشان اوضب الفراشة و اجيب الحاجه الساقعة و اساعد معاهم يعني
ريم : تمام
يوسف : أقابلك بالليل
ريم : إن شاء الله
________بقلم elham abdoo
مع المساء كان كل شئ قد أٌعد، و الحفل الذي قالوا عنه ” علي الضيق ” امتد ليصبح احتفالا كبيرا أمام منزل العروس !!
اجتمع كل اهل القرية من الأهل و الأصحاب و المعارف و بدأت الأغنيات و الرقص و السعادة غمرت المكان بأكمله، العروس مني طلت بفستان ازرق مرصع باللؤلؤ متأبطة ذراع علاء الذي كان قبل أيام قليلة لا يفكر في الارتباط حالياً !!
أما ريم و ياسمين فقد ارتديا ثوبين متطابقين بلو نبات الكاكاو من قماش الستان الناعم و صففا شعر بعضهما البعض ووضعا بعدها مساحيق التجميل لبعضهما ايضاً..
رآهما يوسف فأقبل عليهما و قال :يا سلام علي الجمال .. امال فين سليم ؟!
ياسمين : بيلعب مع اخوات علاء ..
بعد انصرافه قالت ياسمين : يا سلام عليه و هو بيتعامل عادي كده و لا كأن !!
ريم : م طبيعي يعمل كده عشان انا مقولتلهوش حاجه
ياسمين : ليه يا بنتي .. قوليله .. يمكن يتحرك
ريم : لا .. بالطريقة دي لا .. يا اما يجي بنفسه و برغبته يا اما بلاش !!
ياسمين : أنا لو منك أتخطب لعصام و افوكني منه خالص ..
ريم : لا طبعا و عصام ذنبه ايه؟! .. لازم لو ارتبطت بيه ابقي مقتنعة بيه مش يبقي هو مجرد رد كرامة او دفاع من جوايا عن نفسي قدام يوسف !!
ياسمين : يمكن دي فرصة كويسة عشان ترجعي تعيدي نظر في انك تستنيه او لا ..
تأوهت ريم ثم قالت : ماما فين ؟! هي مش نزلت قبلنا ؟!!
نظرت ياسمين في الارجاء ثم اشارت علي طنط نيرة و قالت : آه.. اهي .. تعالي نروح نقعد جنبها ..
انتهت تلك الليلة بشكل هادئ و جميل فقد استمتع العروسين بالرقص و الغناء معاً و كذلك كل من حولهما أما ريم فقد جعلها عصام تتزعزع من الداخل لانه مد يده لجرح كانت تحاول أن تخفيه، جرح برودة يوسف الذي حاولت مقاومته و أحيانا تجاهله لكن الاحداث و المواقف أمعنت في تذكيرها انه بالطبع موجود و مؤلم !!
_________بقلم elham abdoo
عاد يوسف معهم بالسيارة بعد منتصف الليل، نزل أمام العقار الذي يقطن به أما ريم فعادت لشقتها بعد أن رفضت البقاء عند ياسمين كي لا تضغط عليها من جديد !! فضَّلت البقاء في شقتها بمفردها حتي تضبط نفسها و تستعيد توازنها !!
أما يوسف فبالرغم من ارهاقه، دخل غرفة نومه و شاهد الكتاب موضوعاً الي جانب السرير فلم يستطع منع نفسه من القراءة خاصةً وأن غدا هو الجمعة فليس هناك عمل أو استيقاظ مبكر و لذا..
أعد كوبا من الشاي و عاد و أخذ الكتاب و ذهب به للشرفة كي يستكمل قراءته من حيث توقف و هنا فتح الكتاب و قرأ الآتي:
ذهب صدقي باشا و لم يكن قاصداً التنزه بالحنطور بين طرقات البلدة كما قال بل إنه كان علي موعد مع أحد الرجال !!
نزل من الحنطور أمام منزل كبير شبيه بقصر و كان ذلك الرجل في انتظاره، تصافحا ثم دخلا للداخل
أما إيفان و كاريمان و سيمون فقد غرقوا في عمل جاد مع مجموعة من العاملين كي يُلحقا المبرة للافتتاح في أقرب وقت ..
أصابهم الإنهاك فتوقفوا للراحة و تناول الطعام و هنا جاء ببال كاريمان كلام سالم عن عزيز فقررت الذهاب للفندق كي تتحدث معه و تعرف لماذا عاد إلي هنا و ماذا يحيك من جديد !!
قالت : سأذهب لحل أمر بسيط ثم سأعود إلي هنا مرة أخري
إيفان: حسنا .
أما عزيز فقد ترك المصاب و توجه للفندق كي يصطحب بسمة التي كانت في انتظاره هناك
رأت كاريمان من جانب الطريق مشهدا غاية في الغرابة فعزيز أتي من يمين الطريق في حنطور و من ثم أشار لبسمة فركبت معه ع الفور بعد أن ظهر عليها الريبة و التوجس خشية أن يراها أحد!!
تساءلت ماذا يجمع هذين يا تري ؟! و الي أين يذهبان؟!!
أشارت لحنطور آخر في سرعة و طلبت منه تتبع ذلك الحنطور و لكن بترك مسافة كافية كي لا يصبح تتبعهما ملحوظا!!
رأت الحنطور الذي يقلهما يبتعد عن البلدة و يتجه لمكان ناءٍ مقلق فقال سائق الحنطور : هل نُكمل الطريق خلفهم يا سيدتي ؟!
كاريمان : نعم و لكن احذر كي لا يرونك!!
اوما السائق بالموافقة و أكمل وراءهم حتي شاهد الحنطور من بعيد يقف أمام منزل صغير !! فالتفت و قال لها : أنا أري أنهما توقفا أمام منزل صغير علي مرمي البصر!! إن اقتربت اكثر ينتبهان لنا !!
كاريمان : اذن توقف .. سأترَّجل حتي هناك .. هل يمكن أن تنتظرني هنا ؟!
نظر السائق بريبة فأخرجت كاريمان مجموعة من القطع الذهبية و أعطتها له و حينها وافق علي الفور !!
ترجَّلت في هدوء نحو المنزل الذي في الأمام كي لا ينتبه أحد لوجودها !!
دخلت بسمة و من خلفها عزيز و من ثم أُغلق الباب .. وصلت كاريمان و رأت الحنطور المتوقف علي بعد أمتار فعادت و قطعت طريق مخفي عن الأنظار وراء الأشجار كي لا يراها سائق الحنطور !! وصلت إلي المنزل من الخلف و حاولت فتح نافذة صغيرة متهالكة به !!
أما بسمة فألقت التحية برقة علي ذلك المصاب حيث قالت : لا بأس عليك .. هل أنت أفضل الآن؟!
المصاب : أفضل كثيراً .. شكرا لكِ علي ما فعلته فقد قال السيد عزيز لي عن انكِ أنتِ من أزلت الرصاصة من ساقي !!
خطت كاريمان داخل الغرفة التي فتحت نافذتها قبل قليل و بذلت مجهودا اكبر في فتح بابها بهدوء دون صوت و الذي يفتح علي ممر صغير بالمنزل لا يبعد عن الردهة التي تجَّمع بها الثلاثة سوي مترين !!
سمعت كلمة الرصاصة فاتسع بؤبؤ عينيها في غضب و خوف فهي مازالت تجهل ما يحيكه عزيز ؟!
قالت بسمة للمصاب و هي تفحصة و تقوم بتغيير الضمادة : كنت متخوفة أمس من عدم ذهابكما للمبرة بهذا الشكل فلمَ يا تري ؟!
نظر المصاب لعزيز فقال لها عزيز : هل هذا امتحان يا بسمة ؟!
بسمة : نعم .. يُعد هكذا !!
عزيز : يا لكِ من ذكية !! اذن قل لها يا راغب عن السبب!!
قال المصاب الذي تعجب من اسم راغب هذا و قال : رحلة الصيد كانت صعبة و خطرة و عندما هاجمنا هؤلاء المجرمين اضطررنا للهرب منهم لكنني أصبت بطلق كما رأيتِ و بالطبع مشاكلي المالية تمنعني من الظهور أمام العامة !!
استراحت بسمة و قد تطابقت الأقوالثم قالت : حسنا و لكن هل تترك نفسك في تلك المشكلات دون حل و تذهب لرحلات صيد مع صديقك ؟!!
تعجب عزيز من اسئلتها المتلاحقة بينما انتظرت كاريمان الجواب في الداخل فقال بشكل مقتضب : سأحل كل تلك الأمور قريبا جدا .. شكرا لكِ علي كل حال
انتهت بسمة من عملها ثم ذهبت لغسل يديها بالحمام فقال عزيز بصوت خافت : جيد أننا تحدثنا بكل شئ من قبل !!
المصاب : نعم و لكن ألم تجد لي اسم غير راغب هذا !!
عزيز بابتسامة صغيرة : عفواً فلم يكن هناك وقت لاختيار اسم أجمل !!
المصاب : ليكن و لكنني لم أحبه !!
أيقنت كاريمان أن ثمة أمر خطير يجري بينهما و لكن ماذا بإمكانها أن تفعل ؟! هل تواجهه و تحاول معرفة ماذا يحدث؟! و لكن عزيز لن يقول شيئا بصراحة و سيذهب مجهودها معه سُدي!!
هل تنسحب بهدوء مثلما أتت ام ماذا ؟! تحيّرت وظلت تراقب ما يحدث بهدوء..
انتهت بسمة من الحمام و خرجت ثم قالت : تغيير الضمادة سهل جدا كما رأيتما فأنا لن آتي هنا مرة أخري.. اعتني بنفسك و تغذي جيدا .. الحمدلله ع سلامتك
رد المصاب : أشكرك..
راقبت كاريمان عزيز و هو يصطحبها للخارج حتي تذهب في الحنطور المنتظر !!
___________بقلم elham abdoo
عاد عزيز و بينما كانت كاريمان حائرة بين المواجهة و الانسحاب دخل للغرفة التي كانت بها ليستريح قليلا علي سرير موضوع بها فوجدها قبالته تحملق في وجهه بلوم و غضب و كلل من افعاله المشينة المتكررة !!
تعجب لرؤيتها ثم تدارك الأمر سريعا و قال : منذ متي و انتي هنا ؟؟!
كاريمان : منذ جئت بصحبة بسمة لتضمد جرح صديقك ” راغب ” !!
عزيز : هل تراقبيني؟؟!
كاريمان : نعم !! ودّدت معرفة نوع الفضيحة التالية التي ستتسبب لنا بها كي أنقذ ما يمكن إنقاذه!!
عزيز : عجباً !! ألم تتبرئوا مني جميعاً و تطردونني شر طردة !! إن حدث شئ قولوا لا نعرفه أو قولوا انه لم يعد محسوباً ضمن عائلة الراعي !!
كاريمان : كفاك تبجح و حماقة !! جئت للفندق الذي تقيم به فشاهدتك تصطحب الممرضة العظيمة و تأتي إلي هنا فقلقت و لذا وصلت إلي هنا .. هل أخطأت ؟!
عزيز بتهكم : لا فبالطبع انتِ لا تخطئي أبداً يا عزيزة والدك !! أنا فقط من أطرد و يتم محاسبتي علي كل شئ !!
كاريمان بغضب : ماذا تقول أنت ؟! أجدك هنا في وضع مريب و أسمع ما يجعلني شبه واثقة من هذا و فوق كل ذلك تجادل و تعاتب و لا يعجبك أن تُعامل كما يليق بأفعالك ؟!
عزيز : نعم .. أخطأت و طردتموني و انتهي الأمر اذن لا تتدخلي بي أو تضعين انفك بما أفعل و لا تنتظري مني تفسير أو تبرير لما رأيتِ!! .. اذهبي من حيث أتيتِ و استمري بانجازاتك و حياتك و انسي عزيز و ما يخصه !!
كاريمان في محاولة للتفاهم : عزيز !! ماذا كان يجب عليّ أن أفعل حينها ففعلتك جعلتنا جميعا في صدمة و أبي فقد الوعي و ذهب للمبرة للعلاج .. هل تعيد حساب الأمر من جديد ؟! ربما تعيد النظر و تراجع كل شئ ثم تبتعد عن كل ما هو مريب أو سئ يا أخي !!
عزيز بتعجب : أخي !! لا أصدقك فلولا بخلكم معي و منعكم المال عني لما كنت لجئت لفاتن كي أدبر بعض المال مع العلم أنني كنت سأرده كاملا لها و لكن الأمر انكشف سريعا و انتهي !!
كاريمان : و ان كنا نحن سيئون معك، لمَ لمْ تتحدث مع حفيظة هانم و تأخذ منها المال علي سبيل الدين ثم ترده .. لماذا سرقته في الخفاء ؟!
عزيز: خشيت أن افشل فيما أردت إنفاق المال عليه و حينها سيبقي الأمر كسخرية علي لسان الجميع !!
كاريمان : أنت تختار الحل الأسوأ دائما !! ارحني يا أخي و قل لي : ماذا يحدث هنا و ماذا أصاب ذلك الرجل و لمَ؟!
عزيز : لا تتعبي نفسك بالأسئلة و التحقيق معي و عودي من حيث أتيت و لا تقلقي .. لن يحدث لكم فضيحة أو ما شابه
كاريمان : عزيز .. من فضلك !!
عزيز بإصرار : ليس لدي ما أقوله .. سأخرج و اجلس بالخارج و انتي عودي مثلما جئتِ !!
تركها و قد قلقت بشكل أكبر و لا تعرف كيف تتصرف، تمنت في تلك اللحظة لو كان سالم هنا و تناقشت معه فيما رأت !!
________بقلم elham abdoo
عادت بسمة للفندق فوجدت صدقي باشا قد أرسل لها مرسالا كي تأتي للقاءه بالعربة الخاصة به فقد وجدت الحوذي ينتظرها أمام الفندق ..
ركبت و في داخلها شغف كبير فمنذ الصباح شعرت أن معلمها الكبير يُخفي شيئا ما يرتب له فما هو ؟!
________بقلم elham abdoo
عادت كاريمان للمبرة الجديدة لكنها كانت مشوشة و عقلها في مكان آخر، لاحظ إيفان و سيمون ذلك فقالت لها سيمون : ماذا حدث ؟! هل هناك خبرا سيئاَ ؟!
كاريمان : لا .. إنه مجرد إجهاد من العمل
إيفان: اذن لتتوقفي و تعودي لمنزلك و سنكمل نحن العمل و يمكنك استكمال ما سيتبقي في الغد فمازال هناك عملا كثيرا !!
كاريمان : نعم .. انا احتاج للراحة قليلا .. سأذهب
غادرت كاريمان كي تجلس مع نفسها و تعرف ماذا عليها أن تفعل ؟! هل تتراجع و تزيل كل ما رأته من عقلها و ليذهب كل شئ في مساره ؟! أم تتدخل فربما رأس عزيز في داخل مصيبة جديدة خطيرة !!
______بقلم elham abdoo
وصلت عربة صدقي باشا التي تقل بسمة إلي ذلك المنزل الكبير الذي ذهب اليه في الصباح ..
أشار لها الحوذي للدخول بينما بقي في انتظارهما خارجاً
خطت عدة خطوات للداخل فرأت صدقي باشا ينتظرها جالسا علي كرسي في منتصف الردهة الكبيرة مبتسماً
صدقي باشا: أهلا بسمة ..جيد انكِ لم تتأخري!!
بسمة : جئت علي الفور بعدما علمت أنك تطلبني و لكن لماذا هنا ؟! هل اشتريت هذا المكان ؟!
صدقي باشا: نعم ..
بسمة بسعادة : سنبقي هنا بدلا من البقاء بالفندق ؟!
صدقي باشا : ليس تماما
بسمة : اذن ماذا ؟!
صدقي باشا : اجلسي أولا و سأشرح لكِ
جلست بسمة أمامه و قالت : حسنا ..
قال لها : بسمة .. هذا المنزل لكِ .. اشتريته من اجلك !!
تعجبت بسمة كثيرا و قالت : لي أنا ؟! هذا المنزل الكبير !! معقول ؟!
سُر صدقي باشا لرؤية السعادة بعينيها و قال : نعم .. لكِ
بسمة : ألم يكفي ما فعلت معي في المبرة و مجيئك حتي هنا و الآن تشتري من اجلي مثل هذا المنزل الكبير !! انه أشبه بقصر !! هذا كثير جدااا !!
صدقي باشا: لا شئ كثير عليك يا بسمة فأنا شعرت منذ يوم جائت بكِ حفيظة أنكِ تحتاجين لأحد يرعاكي و يقف بجوارك و انا فقدت أسرتي و حققت كل ما أريد في هذه الحياة و الآن ما نفع كل تلك الأموال التي لي إن لم أنفقها في شئ نافع ؟!!
بسمة : و هل هذا نافع ؟!
صدقي باشا : بالطبع !! سعادتك أولوية عندي فأنتِ كنتِ معي في أحلك وقت مررت به . مهما فعلت معك يكون قليل !!
بسمة : بل ما تفعله انت اكثر بكثير مما استحق .. سأعيش طوال العمر بخدمتك و لراحتك فأنت معلمي صاحب الفضل الكبير عليّ .. يكفي ما علمتني اياه!!
صدقي باشا : لأخبرك إذا بقراري؟!
بسمة : قرار ماذا ؟!
صدقي باشا : أنا رأيت كم تحبين المكان هنا و تعلقتِ به كما أن صداقتك مع ايفان تربطك به أكثر و لذا رتبت لكِ أمر العمل بالمبرة الجديدة و أيضا هذا المنزل هو ملك لكِ من تلك الساعة و ها هو العقد !!
امسكت بسمة بالعقد بقلق و قالت : هل تودعني ؟!
صدقي باشا : نعم .. سأسافر بعد أن اتمم أمر المبرة و ارتب لكِ كل شئ و سأترك لك مالا كثيراً سأضعه في قبو المنزل هنا ..
بسمة و قد تجمعت الدموع في عينيها : إلي أين ستذهب ؟!
صدقي باشا : إلي انجلترا .. لي منزل هناك أود البقاء به لمدة من الزمن بعيداً عن كل شئ و عن كل إنسان أعرفه، أود الاختلاء بنفسي حتي أشعر بالرغبة في العودة مرة أخري
بسمة : و إن لم تأتيك تلك الرغبة فلن تعود ؟!!
صدقي باشا : ربما يأخذ الأمر وقتا لكنني سأعود بإذن الله و ما يطمئنني هو وجود إيفان معك فهو يحمل لكِ محبة صادقة كأخ حقيقي ..
بسمة : لكن لا أحد سيعوض مكانك عندي !! ليتك تبقي ..
صدقي باشا : اعذريني يا بسمة فأنا في حاجه لذلك و الا ما كنت قررت !!
بسمة : لحسن حظي أني التقيتك يا معلمي الكبير
صدقي باشا : أتمني عند عودتي أن أراكِ في أفضل حال .. بالمناسبة سأحضر لكِ أثاث جديد و سيتم تجديد ذلك المكان كي يصبح قصراً يليق بكِ و سأجلب لكِ خدم و حراس يبقون علي بابك
بسمة : سيصبح كل هذا غريبا بالنسبة لي كثيرا فأنا كنت وصيفة في السابق كما رويت لك
صدقي باشا : انسي كل ذلك فذلك العهد انقضي و ستصبحين قريبا رئيسة ممرضات لمبني كامل يعد كمبرة صغيرة للأطفال .. عيشي وفقا لهذا و انسي كل ما مضي !!
بسمة : لا يسعني قول اي شئ شوي شكرا جزيلا لك
صدقي باشا: لا تقولي هذا .. الآن هيا بنا لنتغدي بالمطعم ثم بعدها تذهبين لعملك و أنا سأستريح بالفندق قليلا
بسمة : حسنا
_________بقلم elham abdoo
في مزرعة حفيظة هانم بقيت فاتن في غرفتها مكمدة الوجه مغتاظة من ارتفاع كلمة ذلك الفتي عليها، نظرت من شرفتها فرأته يمر في نشاط و ثبات و يعطي تعليماته لسعدون بخصوص ري الأشجار أو تقليمها، رفع نظره إلي فوق حيث أغصان شجرة سدر فرآها تراقبه من فوق فنظر لها بابتسامة صغيرة ثم انصرف..
تذكرت أنها الآن لم تعد فارغة دون عمل فيجب أن تبقي علي رأس عملها و لذا عادت للحقول و تفقدت الفتيات طوال النهار و لعدة مرات التقي وجهيهما فتهربت هي بعينيها من مواجهته ..
_________بقلم elham abdoo
في الطريق الطويل الواقع بين أسوان و القاهرة كان سالم في داخل عربته التي تقطع الطريق بخيولها و كذلك حفيظة هانم التي قطعت عربتها الطريق و لكن في الاتجاه المعاكس ..
________بقلم elham abdoo
أما كاريمان فجلست في منزلها بقلق و عدم راحة لا تعرف ماذا عساها أن تفعل !! طرق بابها رسولاً مبعوثاً من طرف صدقي باشا حيث يدعوها علي طعام العشاء في الكازينو المعتاد في تمام الثامنة مساءا و الذي سيجمعها به مع بسمة و ايفان و سيمون، ما رأته من عزيز جعلها تنسي أن اليوم موعد قرارها بشأن البنود المضافة للمبرة الجديدة
قالت للرسول : قبلت دعوة الباشا و سأكون هناك في الموعد ..
انصرف الرسول أما كاريمان فذهبت كي تعد ما سترتدي فلم يتبقي سوي وقت قليل !!
__________بقلم elham abdoo
قضي ايلاريون طيلة اليوم في البحث هنا و هناك و ما ازاد الأمل داخله هو العثور علي آثار الدماء في طريق الهرب الذي أشار عليه الحارس المصاب ، ذلك الرجل الهارب أصيب و لذا فلابد انه يختبئ في مكان قريب، ما أزاد همته في البحث هو وصول حفيظة هانم الذي أصبح وشيكاً !! أما عزيز فكان ينتظر أن يتحسن الرجل بفارغ الصبر كي يسافر به من هنا و يترك الأمور تعج هنا مع هؤلاء الحمقي !! ..
________بقلم elham abdoo
في تلك الأمسية التي رتبها صدقي باشا، تناولوا الطعام و خلال ذلك تبادلوا أطراف الحديث أما كاريمان فظهرت صامته باهتة كغائبة، حاضرة بالجلسة لكنها متوجسة كمن ينتظر خبراً بالغ السوء !!
وقعَّت العقود بما أضيف من بنود دون تعليق و حينما عُزفت موسيقي الرقص طلبها صدقي باشا كي ترافقه فوافقت رغم ما ألَّم بها كي لا ترده أما سيمون فاصطحبت أخيها ليرافقها ايضا في الرقص بينما بقيت بسمة تشاهد من مكانها في هدوء حيث ركزت نظرها علي معلمها الكبير الذي قرر أن يغادر بعدما اعتادت البقاء بجانبه، ذلك البقاء الذي كان يمنحها الأمان و الطمأنينة و الشعور بالمعية !!
قال صدقي باشا لرفيقته : ما بالك يا أميرة تجلسين بمزاج غير رائق الليلة ؟!
كاريمان : لا شئ .. متعبة قليلا فقط !!
صدقي باشا : يا أميرة.. أنا لدي نظر و أري جيدا أن حالتك النفسية مضطربة كما أنني أكن لعائلتك مكانة كبيرة و وّد و اهتم لأمرك و يحزنني رؤيتك هكذا .. ماذا هناك ؟!
كاريمان : أقلق من أجل والدي و اختي و كنت أتمني حضورهما الافتتاح و لكن ربما لا يستيطعان الحضور و لذا أنا علي هذا الحال
صدقي باشا : اخيكِ هنا .. الا يكفي ؟! رغم أنكِ نجحت في ايجاد أسباب مقنعة تقولينها و لكن لماذا أراني غير مقتنع ؟!
كاريمان : لا أعرف
صدقي باشا : ربما لا ترغبين بالكلام و لذا لن أضغط أكثر و لكن دعيني أقدم لكِ نصيحة إن أمكن !
ابتسمت كاريمان و قالت : بالطبع يمكنك
صدقي باشا : وجهك الحائر هذا يقول ان عقلك واقع في مشكلة لذا اقول لكِ لا تخافي من البحث عن حلول و لا تستسلمي للتردد فلكل حرب خسائر و في كل خطوة تحمل حلا نسبة من الخطر .. أليس كذلك ؟!
كاريمان : ماذا تقصد؟!
صدقي باشا: أقصد أن الحلول دائما تكمن في احتمالات أو تخمينات نخاف كشف صلاحيتها من اجل البقاء في أماكن آمنه .. مثل اليوم انتِ وافقتِ علي المقترح الذي قدمته عن عدم اقتناع و لكنك لم تودي تجربة الرفض كي لا تجربي خطر فشل المشروع!!
كاريمان بتعجب: هل كنت تود أن أرفض؟!
صدقي باشا : علي العكس و لكنني اتحدث الآن من منظورك أنتِ للأمر ، لذا اقول لكِ إن كان الخطر علي بعد خطوتين فيمكن ان يكون الحل علي بعد خطوة واحدة !! هذا مجرد رأي
تنفست كاريمان بعمق و قالت : أشكرك علي رأيك هذا
_______بقلم elham abdoo
في المزرعة دعي كرم أفندي فاتن إلي مكتبه بعدما انتهي اليوم كي تأخذ يوميات الفتيات و توزعها لهم فقالت له بتأفف : فيما بعد لا تجلب لي المال لاوزعه و كأنني أجيرة لديك !!
كرم بابتسامة : ماذا اذن ؟!
فاتن : سآتي بنفسي و أعد المال المطلوب و آخذه .. معني أنني أستغني عن خدماتك !!
كرم : و هو كذلك !! و لكن احذري من أن تخطئي و تعطيهن أجرة مزدوجة أو ناقصة فأنتِ بارعة كما أعلم!!
نظرت له بسخرية ثن تركته و ذهبت بينما كان هو يمسك نفسه بصعوبة كي لا يضحك أمامها!!
________بقلم elham abdoo
بعد عودة كاريمان من تلك الأمسية، ظلت تفكر طويلا بالأمر و أعادت علي نفسها كلام صدقي باشا الذي كان يشجعها دون أن يعرف التفاصيل على الجرأة و البحث عن الحلول دون التكبل بقيود الخوف، هناك ضرورة لاستباق الأمر قبل أن يحدث شئ لا يحمد عقباه فالله وحده يعلم ماذا يحيك عزيز من جديد ..
مع طلوع خيوط النور الاولي في الفجر خرجت كاريمان و ركبت عربتها و توجهت لذلك المكان البعيد النائي فربما تنجح في ايجاد حلاً ..
عزيز بات ليلته في الفندق لان المكان كان ملئ بالحشرات و البقاء به معاناة بالنسبة له تاركاً المصاب بعد أن تحسن و أصبح واعٍ و جرحه آخذ في الالتئام لكنه نوي القدوم باكرا للبقاء بجانبه فايلاريون و جماعته مازالوا يبحثون عنه !!
وصلت إلي هناك و طرقت الباب فلم يستجب أحد فاضطرت لاستعمال ذات الطريقة السابقة في الدخول و بعد قليل أصبحت في الداخل ووقفت قبالة ذلك الرجل المصاب الذي صدمه ظهورها من الداخل و قال : من أنتِ ؟! و ماذا تريدين ؟!
كاريمان : أريد معرفة ماذا يحاك بينك و بين أخي بالضبط ؟!
الرجل : عزيز … أخيك؟؟! أأنت من كانت تصرخ عليه أمس في الغرفة ؟!
كاريمان : نعم .. من فضلك قل لي كل شئ بالتفصيل فأنا أخشي عليه من المتاعب !!
الرجل : و لماذا لا يقول هو لكِ إذا أراد؟!
كاريمان : علاقتنا تمر بمرحلة متوترة لذا لا يود القول لي !!
الرجل : بصراحة أنا لا أعرفك و لا أثق بكِ لذا لا تضيعي وقتك معي و عودي من حيث أتيتِ لأنني لن افيدك بشئ .. غادري و بسرعة !!
كاريمان : قل لي ماذا تحيكان و أنا سأعطيك مالا وفيرا
الرجل : بصراحة أيضا لا أعرف نواياك و ما قد تفعليه أن عرفتِ خاصةً أن علاقتك بأخيك سيئة كما سمعت من صراخك أمس و لذا لن أتدخل بينكما.. مع الأسف!!
رأت كاريمان اصرار الرجل فاستعدت لتفتح الباب و الخروج فقال لها : ألن تعودي من الخلف مثلما جئتِ؟!
نظرت له بإستياء ثم أكملت نحو الباب و لا تدري ان ايلاريون كان قريبا منها .. قريبا لدرجة أن يراها و يتعرف عليها !!
رأي عربة مميزة تقف من بعيد في ذلك المكان الفقير فانتبه ثم وقف خلف شجرة يراقب فرآها خارجة من ذلك البيت و ما إن ذهبت حتيي اقترب و دار حول البيت مع الحارس الذي يرافقه، جعله ينتظر علي الباب من الامام أما هو فدخل البيت من الخلف بنفس الفكرة التي جاءت لكاريمان و في ثوانٍ أصبح الرجل المصاب في قبضته !! لكن عزيز أقبل و رأي ما يحدث بالداخل فوضع برقعا علي وجهه و هاجمهما،
في البداية هاجم الحارس بضربة قوية علي رأسه أوقعته في الحال و قام بتقييده ثم دخل و هاجم ايلاريون و أصابه بمديته في ذراعه ووجهه ثم سدد له اللكمات حتي وقع مغشيا عليه و في سرعة كبيرة أخذ المصاب و هربا بعيدا مرة أخري !!
عندما استفاق ايلاريون كان البيت فارغا كما هو متوقع و لكن الساعة الان تخطت السادسة و لابد ان حفيظة هانم تنتظره في الفندق ..
قام بتنظيف جروحه السطحية تلك و ربطها بمنديله بعد أن شقه نصفين ثم ذهب مسرعا إليها..
عندما رأت حالته علمت المواجهة الشرسة التي مر بها و شكرته علي مجهوداته ثم سألته : هل علمت من هو المحرض لهذا الرجل الهارب يا تري ؟!
قال ايلاريون في هدوء :لم أري وجه من هاجمنا في المرتين لكن محتمل أن يكون شريك ذلك الرجل في التنفيذ أما الأسماء التي ستسمعينها عن المحرضين فستصدمك قليلا و لكنها الحقيقة !!
انتبهت حفيظة هانم بشدة و قالت : من هم ؟
ايلاريون : يبدو أن الطبيب إيفان الذي ادلي ذلك الرجل الهارب باسمه قد تعاون مع الأميرة كاريمان و حرضا هؤلاء لتنفيذ ذلك المخطط لخطف الآنسة فاتن ابنة اخت سيادتكم !!
دُهشت حفيظة هانم و جمدت للحظات ثم قالت : كيف هذا ؟!
ايلاريون : لم أتمكن من التحقيق مع ذلك المجرم الهارب لانه رفض الإملاء باي معلومات قبل أن يهرب و لذا ليس لدي تفاصيل لكنني منذ قليل قبل الفجر رأيت الأميرة كاريمان تخرج من ذلك البيت الذي به المجرم بأم عيني !! هل يجمعها عداء مع الآنسة فاتن ؟!
حفيظة هانم بحنق : و أي عداء !! لكنهما سيدفعا ثمنا باهظا لهذا .. سنُعد لهما شركاً يليق بهما !!!
الآن قد سقطت كاريمان في الحفرة التي صنعها عزيز !! اي بفعل نيران صديقة !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى