روايات

رواية دموع ممنوعة الفصل الثاني عشر 12 بقلم هناء النمر

موقع كتابك في سطور

رواية دموع ممنوعة الفصل الثاني عشر 12 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الجزء الثاني عشر

رواية دموع ممنوعة البارت الثاني عشر

دموع ممنوعة
دموع ممنوعة

رواية دموع ممنوعة الحلقة الثانية عشر

فى نفس الوقت التى كانت تحاول فيه سهام التقرب من عادل ، قررت سميرة أن تبدأ فيه طريق الإساءة لفريدة ، لم تكن تعلم أن فريدة ليست مثل الأخريات ، وبالطبع لم تكن تعلم أنها تحمل لها الكثير والكثير داخلها ، وأنها تنتظر مجرد فرصة للانقضاض عليها .
هى تعلم أنه غير موجود ، فقد رأته وهو خارج وهى أيضا من ارسلت سهام خلفه ، ثم صعدت هى لفريدة
فتحت الباب ودخلت حتى بدون استئذان ، كانت فريدة تتحدث مع العميل المتفق على محادثته تيليفونيا فى الساعة الثامنة ، التفتت ووجدتها أمامها ، كادت تصرخ من المفاجأة ، حتى أن الرجل سمع شهقتها من خلال التيليفون ، تأسف له وأنهت معه الحوار .
…أنتى ازاى تدخلى من غير استأذان …
…البيت ده كله بيتى ، وادخل آى مكان فيه زى منا عايزة …
…أاااااااه ، بيتك …
…طبعا بيتى ، ولو مش عارفة تعرفى …
اتجهت فريدة لأحد الكراسى ، جلست عليه ووضعت قدم فوق الأخرى ، وقالت
…ومين بقى اللى هيعرفنى ….
…أنا طبعا ،ومش كدة وبس ، كمان هعرفك أذاى تعاملى جوزك ومتنكديش عليه وهو مبقالوش 10 أيام متجوز ….
…وهو اشتكالك ؟
…هو محتاج يشتكى ، كفاية اللى باين على وشه ، ولا انتى فاكرة عشان بتشتغلى يبقى هتاخدى قلم فى نفسك …
…اااه ، باين على وشه ، بتشتغلى ، قلم فى نفسك ،، وماله ، وهتعرفينى أذاى بقى ؟ …
…هعلمك من أول وجديد أذاى تتعاملى معاه ، أصل أمك ماتت بدرى بدرى وملحقتش تربيكى ، انا بقى اللى هربيكى ..
مجرد ذكر أمها أمامها ، اوصلها لنقطة اللاعودة ، وقفت واتجهت لها بهدوء ، وعيناها تعبر عما بداخلها من الغليان ، توقفت قريبا جدا منها وبدأت تدور حولها وهى تقول
… لا ، وانتى بصراحة سيد من يربى ، قمة فى الأخلاق والأدب والتربية …
ثم توقفت أمامها ومع نظرات قاتلة منها قالت
… مش كدة وبس ، لا ، دا انتى مؤسسة فى أعمال الخير ، تكرهى ، تخونى ، تضربى تحت الحزام ، تسهلى دخول الناس الغريبة البيوت ، وتعرفيهم مكان اللى بتكرهيهم ، وماشاء الله عليكى ، بتسيبيهم يعملوا اللى هم عايزينه ، كل اللى هم عايزينه مهما كان ، وتخرجيهم ، وتدارى عليهم ، مش كدة …
أصاب سميرة حالة من الزهول التام ، ولم تستطيع نطق كلمة واحدة ، فقط أحمر وجهها وزاد تصارع أنفاسها ، فهى ليست امرأة ذات جبروت وسلطة كما تصورت فريدة ، إنما هى مجرد امرأة ضعيفة يملأها الشر والحقد على اى شخص يمتلك أى شئ لا تملكه ، وللأسف هذا ما اكتشفته فريدة من خلال لحظات الخوف التى اعتلتها من كلامها .
للحظ السيئ دخل عادل من باب الجناح فى هذه اللحظة من المواجهة الحادة ، ورأى الموقف أمامه دون أن يسمع أى كلمة من أحدهما ، رمت فريدة على سميرة وعادل نظرة غاضبة لاحظها عادل ، تركتهم ودخلت غرفة نومها فلن تستطيع التحكم فى اعصابها أكثر من ذلك.
رغم توتر والدته الواضح له إلا أنه تحامل عليها ، وحملها الموقف كاملا ، لأن لديه تجربة سيئة للغاية مع والدته وسهام ، وقد نبهها ونهاها أن يتكرر ذلك مع فريدة ، وتحدث معها بصوت منخفض حتى لا تسمعه فريدة ،
…بتعملى ايه هنا ياماما …
وبصوت مهزوز …أبدا ، كنت جاية أطمن عليك …
…ليه ؟ حد قالك أنى تعبان ، عموما متقلقيش عليا، انا كويس …
…إيه ياعادل بتكلمنى كدة ليه ؟
..أولا وطى صوتك ، ثانيا انتى عارفة ليه ، المفروض أن احنا متفقين انك تتجنبى فريدة تماما ، وده آخر كلام عندى ، انا عارفك كويس ياماما ومش هسمحلك حتى تفكرى ، تصبحى على خير ياماما. ..
بالطبع لم تكن فى حالة تسمحلها بالمناقسة معه ، فتركته وذهبت لتحاكى نفسها مما سمعته للتو من فريدة ، فبدا لها أن فريدة تعلم ما حدث تماما .
دخل عادل خلف فريدة ، وجدها تقف فى الشرفة من الداخل ، فما كانت ترتديه لم يساعدها على الخروج حتى لا يراها أحد ، كانت ترتدى بيجامة من قماش الساتان بحمالة واحدة رفيعة وظهر مكشوف تماما ، وروب البيجامة كان بجانبها فى الصالة ، مجهز لترتديه أن حضر عادل ، لكن ما حدث مع حالة الغضب والهياج العصبى التى دخلتها جعلها تغفل تماما عن شكلها المغرى بما ترتديه وما لاحظه هو بمجرد دخوله .
اقترب منها بهدوء وناداها ، لكنها لم تلتفت ولم ترد ،
… أنا آسف لو كانت قالتلك حاجة دايقتك ،،، فريدة ،، ردى عليا ..
مد يده لأحد اكتافها وادارها له ببطئ ، وفوجئ بما رأاه ، وجهها شاحب تماما والعرق يغطى وجهها ، وعيناها حمراء ولامعة وكأنها على وشك البكاء ، لكن هيهات ، ففريدة لا ولم تبكى ابدا ، هذا هو شكل بكائها، مجرد حالة من الغضب تظهر على وجهها فقط .
مد يده لوجهها ، تحسسه بهدوء وبطئ ، وكأنه يمسح ما أصابها من كلام والدته ، استمرت يده فى المرور على وجهها بالكامل ،
استسلمت بضعف للمسة يده وكأنها تحتاجها منذ زمن بعيد .
تحول الأمر من مجرد مراضاه إلى شئ آخر شعر به كل منهما .
امتدت أصابعه لتحسس شفاها زهابا وإيابا ، ثم امتدت لرقبتها وتمسكت بها ، وارتفعت يده الأخرى ورفعت شعرها واعادته خلف اذنها ، اقترب منها لدرجة أنها احست أنهما التصقا، ثم همس لها ،
…أنا معرفش هى قالتلك ايه دايقك كدة ، كل اللى أعرفه ومتأكد منه أنى مش هسمحلها بحاجة زى كدة مرة تانية ولا لأى حد …
كان همسه كماء من من ثلج سقطت على نار غضبها ، لانت ملامحها وقل معها تصلب جسدها ،
مال على شفتيها بلمسة بسيطة من شفتيه ، هذا ما أراد ، لكنه لم يستطع الاكتفاء والابتعاد ، ولا هى ايضا ، اقترب مرة ثانية فلم يكن قد ابتعد ليقترب ، لكن هذه المرة التقط شفتيها السفلى بشفتيه ، امتدت يده اليمنى خلف رأسها ، واليسرى امتدت تعبث بظهرها العارى ،.
قبلها ،، بالنسبة لها هى قبلتها الأولى ،، قبلها
لكن فى النهاية مجرد قبلة
صحيح أنها قبلة رائعة بالنسبة له وفوق الخيال بالنسبة لها ،، لكن فى النهاية مجرد قبلة
صحيح أن كل منهما شعر بها وكأنها القبلة الأولى لمراهقين انتظراها طويلا ،، لكنها مجرد قبلة
صحيح أنها تعمقت لمدى بعيد ، واستمرت لوقت لم يستطيعا تحديده ،، لكن فى النهاية مجرد قبلة .
فى لحظات بينهما وبقبلة ارسل كل منهما من شوق ورغبة ما أراد ارساله للأخر ،، اعترف كل منهما بما لديه بدون كلام ،،، مجرد قبلة ،
مجرد قبلة انسحبت بعدها بهدوء وعينيها متعلقة بعينيه ، دخلت غرفة الأطفال وأغلقت الباب على نفسها ، جلست خلف الباب وهى تتحسس شفاها بيديها وهى لا تصدق أنها فعلتها ،
وسألت نفسها ،.. هل عادة تكون القبلة الأولى بهذه الرقة والإحساس ، أم هى كذلك الآن لأنها منه هو ..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى