روايات

رواية أعني علي الفصل الثاني 2 بقلم دنيا سعيد فوزي

رواية أعني علي الفصل الثاني 2 بقلم دنيا سعيد فوزي

رواية أعني علي الجزء الثاني

رواية أعني علي البارت الثاني

أعني علي
أعني علي

رواية أعني علي الحلقة الثانية

_ إيه الفُجر اللي أنتِ فيه داااا!!!!!!
فُجر! كلمة كبيرة أوي ومهينة أوي أوي إنها تتقال في حقي! الصورة بدأت تبقى في هيئة ضباب بفضل دموعي.
“حمزة” بصله ونطق إسمه بطريقة مختلفة زي اللي بيقوله أنت بتقول إيه!!!
“ياسر” كمل كلامه المهين ليا وهو بيصرف نظره عني بس تعابير وشه كانت في قمة إشمئزازها مني: أنتِ عايزة إيه عايزة إيه مننااا!!! وإيه المنظر المقرف اللي أنتِ واقفة بيه دا!!! وداخله البيت دا ليه لما مش هتحترمي اللي فيه!!!!!!
كمل كلامه بسخرية وصوت عالي: صحيح م أنتِ مش عارفة تحترمي نفسك هتحترمينا أزاي؟؟؟؟؟؟
أخر ذرة ثبات فيا أنهارت، دموعي كانت نازلة بكل انسيابية ولساني اتلجم من كم الصدمات اللي نزلت على دماغي.
“خديچة” جت من جوا وهي بتحاول تستوعب في إيه! وبعدها دخلت جابتلي الطرحة وغطت راسي بيها ومسحت دموعي بإيديها، كل دا وأنا عيوني فزعها مقلش، نظراتي كانت تايهه بحاول أفهم إيه اللي بيحصل وإيه الكلام اللي بيتوجهلي دا بس برضو فشلت وعقلي وقف، حسيت عيون “خديچة” دمعت لأجلي وكانت بتحاول تواسيني بس مكنتش في حالة تسمح إني أقدم رد فعل.
“ياسر” سحب “خديچة” من أيديها وبص لوشها وقال بزعيق: إيه اللي أنتِ حطاه على وشك دا!!!!!!
كانت لسه هتبررله: ياسر أنا ك…
صرخ فيها بكلام أقسى: قولتلك البنت دي وبائها هيعديكي فضلتي تقاوحي، أقسم بالله لو ل….
ساعتها “حمزة” أتدخل وقال بنبرة حادة: ياااسر أحتفظ بحلفانك أنا عمال أسمع وساكت احتراماً ليك بس مدام هتغلط لو حكمت إني أقف قدامك مش هتأخر.
كان في دوشة كتير حواليا ودماغي مرحمتنيش وهمتلي إن الدنيا بتلف بيا، محستش بنفسي غير وأنا على الأرض وأخر حاجة سمعتها كان صوت “خديچة” وهي بتنده بإسمي.
فوقت على صوت عياط “خديچة” وصوت مامتها، وشي كان مبلول تقريباً كانوا بيحاولوا يفوقوني بالميه، حاولت أفتح عيني لقيت ضوء عالي مقابل عيوني قفلتها بسرعة، وسمعت صوت “خديچة” وهي بتحمد ربنا.
مامتها قالتلي ببشاشة: حمد الله على سلامتك يحبيبتي.
سلامة!! أنا فين وإيه اللي حصل!!! بصيت ليهم بإستغراب وقومت فجأة، دماغي وجعتني أكتر فحطيت أيدي على راسي.
“خديچة” قالتلي بلهفة: براحة يا يارا على مهلك.
بصيت ليها وأفتكرت…أفتكرت الإهانة اللي اتعرضت ليها من أخوها ورجعت دموعي لعيوني من تاني، ساعتها قومت بسرعة وأنا بدور على طرحتي عشان أمشي.
مامتها وقفت قدامي وقالتلي بنبرة إعتذار: حقك عليا يا بنتي ياسر مكنش يقصد.
جاوبتها وأنا بمسح دموعي بس هي مازالت مصممة تظهر وتعصيني: لا يقصد يا طنط إبن حضرتك يقصد كل كلمة قالها ليا، أنا مش وحشة يا طنط، والله ما كنت أقصد أطلع كده أنا عارفة ربنا، وأعرف أفرق كويس جداً بين الحلال والحرام والصح والغلط، خديجة قالتلي إن اللي على الباب حضرتك ف أنا روحت أفتح على الأساس دا.
صعبت عليا نفسي أكتر وأنا واقفة أبرر موقفي لأكتر ناس المفروض إنهم عرفني كويس، أنا مش جديدة في العيلة دي أنا صديقة “خديچة” من مدة مش قليلة، عياطي أتحول لشهقات متقطعة وأنا بكمل.
_ ر…ربنا يعلم أنا بجاهد نفسي قد…قد إيه…زي ما بسمع أغاني، بر…برجع أفتح مصحفي واقرأ فيه، وملتزمة في صلاتي، لبسي بحاول أخليه مح..محتشم على قد ما أقدر، و…والحمد لله عمري ما بينت شعري ولا حتى لبست ضيق.
“خديچة” عيطت لعياطي وفضلت تحرك راسها إنها مصدقاني وطنط بصتلي نظرة استعطاف، بصراحة مقدرتش أستحمل جو الشفقة دا أكتر من كده بصيت لقيت طرحتي على كرسي قدام المرايا سحبتها ولبستها بسرعة ولسه همشي بصيت لطنط وقولتلها وأنا مازالت مش قادرة أتحكم في دموعي: ولو وبائي هيعدي بنت حضرتك أوعدك إني مش هقرب منها تاني…عن إذنكوا.
“خديچة” وقفتني وهي بتحاول تواسيني: وباء إيه يا عبيطة هو أحنا عارفينك إمبارح ولا إيه!
بصيتلها وقولت: شكلكوا كده يا خديچة.
مشيت وأنا مش قادرة أصدق إزاي إنسان عارف ربنا وقارئ كتاب الله يأذي أخوه الإنسان بالكلام القاسي دا!!!! فُجر! أنا فاجرة!! الكلمة ضاعفت عياطي أكتر، قعدت في مدخل العمارة ومقدرتش أستحمل، عياطي زاد وصوت شهقاتي ضعف من أنفاسي، حاولت أخد نَفَسي وأهدي نفسي عشان أقدر أروح من غير ما يبان عليا إني معيطة بس مقدرتش شعور الإهانة والظلم صعب أوي.
______________________
كنت قاعد قدام “ياسر” وعمال استغفر بصوت عالي وصوت عياط البنت وهي خارجة مش راضي يفارق عقلي.
_ يارب تكون مبسوط يا شيخ ياسر.
كان قاعد وموطي رأسه، كان عارف إنه غلطان بس لازم أضغط عليه أكتر عشان يعترف بكده.
_ قولتلي إن الناس بتنادينا بالشيوخ وقولتلي كمان خليك قد اللقب دا، بس اللي أنت عملته من شوية مش تصرف شيوخ أبداً.
قاوح معايا وهو ذات نفسه مش مقتنع إن اللي عمله دا صح: مهو برضو دا مكنش منظر يا حمزة.
_ أنت سمعت البنت بودانك فكرتني أمنا عشان كده معملتش حسابها.
: وأنت مغضتش بصرك ليه يا شيخ ياسر!!!!!!!
قالتها “خديچة” وهي خارجة من أوضتها وشها كان أحمر ودموعها في عينها، “ياسر” بصلها وكأنه اتفاجئ من ردها فبرر تصرفه: أنا غضيت بصري يا خديچة بس لما دخلت لقيتها في وشي بالمنظر دا وبعدها غضيت بصري علطول.
ساعتها أفتكرت أنا كنت جاي ليه بصيتله بإستغراب وسألته: أنت جيت ورايا ليه!!! وإزاي سبت الناس ومشيت!
جاوبني بنبرة حزينة: أنت لما مشيت حطيت أيدي في جيبي ولقيت الجوابات فيه، قبضت الناس ومعاذ وصلني لهنا.
: وأنت ضميرك مريحك يا شيخ ياسر راضي عن نفسك يعني؟!!!!
بصيت لخديچة وجملتها وبعدها رجعت أبص لياسر تاني لقيت بيقول: أنا مكنتش أقصد كل دا بس هي…
قاطعته هي بثبات: متبررش الغلط يا شيخ ياسر أنت قولت خلاص وغلط في حق البنت واللي بيغلط بيعمل إيه؟؟؟
ابتسامتي تدخلت في وقت مش وقتها إطلاقاً، “خديچة” الطفلة الصغيرة كبرت وبقت تعاتب وتعرف أخوها اللي أكبر منها ب8 سنين غلطه.
جاوبها بهدوء: اللي بيغلط بيعتذر.
وقتها مقدرتش مضحكش بصراحة بصولي الأتنين بإستغراب فبصيت لياسر وقولت وأنا بضحك: بتحط نفسك في مواقف بايخااااا شوف عامل زي الطالب المذنب إزاي.
متهزش فيه شعره وأتكلم بعملية أكتر: اسمع منك ليها أنا هعتذر لأني غلط فعلاً ولا كِبر عند الخطأ بس بعدها لا أنتِ هتشوفيها تاني ولا أنت هتكمل تفكير في اللي بتفكر فيه دا ربنا يهديها ويهدينا كفاية لحد كده.
“خديچة” أنفعالها زاد وهي بتقول: يعني إيه بقا!!! يارا صحبتي ومش لسه عارفاها إمبارح كفاية أوي أنت لحد كده يا ياسر.
صوته علىَ: خديچة أنا قولت اللي عندي وبكفيك غصب عنك هتبعدي عنها مش كفاية كانت مهببة وشك بالقرف اللي بتحطه دا.
حاولت تتحكم في إنفعالها وهي بتقول: مدام هتمشيها غصب عني يبقى تسمحلي أقولك أنا أمي حية ترزق وهاخد كلامي منها، ثانياً يا شيخ ياسر أنا كنت في البيت وعارفة حدودي كويس جداً…يا خسارة القرآن اللي قرأته.
قالت جملتها الأخيرة بعتاب ومشيت “ياسر” زعق وقال: أنا الكبير هنا يا ست خديچة وكلامي هو اللي هيمشي.
كنت قاعد هادي كالعادة مستمع لحد ما يجي الوقت المناسب وساعتها بتدخل ودلوقتي جه الوقت المناسب: بص يا ياسر معرفش إيه سبب عداوتك مع البنت بس مدام مصمم إن العداوة دي تستمر يبقى متخليش وبائك ينتشر.
حبيت أذكر كلمه اللي بقت ملازمة لسانه من ساعة ما البنت دي دخلت حياتنا، كلمت بنبرة واحد مصمم على رأيه: أنا مش هوقف تفكير في اللي بفكر فيه، وأختك مش هتبعد عنها يا ياسر، أنا مرضتش أقول كده قدام خديچة عشان متتماداش أكتر معاك.
بصيتله بإستغراب وسألته بتأنيب: من أمتى وأحنا بنبعد عن الناس ونضاعف من ضلالهم بدل ما نبدل الضلال دا هداية!!! من أمتى بنسيب اللي بيقع في طريقنا ونكمل عادي كأن مفيش حاجة حصلت!!!!
بصلي وقال بغضب: البنت بتعصيكوا عليا…أنت مش سامع نفسك بتقول إيه وأختك مشوفتهاش كان واقفة أزاي؟؟؟؟
_ أنت اللي مش سامع ولا شايف نفسك يا شيخ ياسر، بتعصينا!!!! قلبتها منظمة ليه!! دي بنت ضعيفة دموعها نزلت من كلمتين مكنش ليهم لازمة أنهم يتقالوا، استغفر ربك واستعيذ بالله، متديش للشيطان فرصة يوقع بينا.
استغفر بصوت مسموع وهو بيمسح وشه بكف أيده، بعدها أخد نفس عميق وقال: يا حمزة يا حبيبي ادعيلها بالهدايا لكن مش دي الزوجة الصالحة اللي بدعيلك بيها، مش دي اللي هتقدر تقدملك ذرية صالحة عشان خاطري بلاش.
ابتسمت كالعادة وبصيت في عيونه وأنا بأكد على كل حرف بقوله: مش هسيبها يا ياسر، مش زوجة صالحة؟ أصلحها أنا وبإذن الله تكون، مش هتقدر تقدملي ذرية صالحة؟ أومال أنا دوري إيه؟ أنا اللي هقود العلاقة دي وبإذن الله قدها وقدود ولا أنت عندك شك في أخوك؟
تعابير وشه اتقفلت تاني وسابني ومشي انتهدت ورفعت أيدي ودعيت: يارب أجعل فيها الخير ليا وأجمعني بيها في حلالك وأجعلني نعم الزوج الصالح…فاللهم الثبات.
____________________
_ في حاجة يا يارا؟ من ساعة ما جيتي من عند خديجة وأنتِ ساكتة…مالك يحبيبتي؟
كنت في عالم تاني…شوية كلمات خلوني ضعيفة وباهته وهزوا ثقتي في نفسي..قد إيه الكلمة مؤذية وبتصيب في مقتل.
_ يااارا.
رديت على ماما زي اللي جاي من مكان بعيد: بتقولي حاجة يا ماما؟
رددت جملتي بقلق: بقول حاجة يا ماما!! لا دا أنتِ حالتك حالة بقا.
: ماما.
_ نعم يا حبيبتي؟
: هو أنا وحشة؟ يعني لبسي مثلاً؟ هل أنا ميتقالش عني إني محترمة؟
بصتلي كتير وسألتني وعيونها عمالة تتحرك على كل جزء في وشي وبعدها قالت: مالك يقلب أمك؟ مين مزعلك؟
نظرات ماما وحنيتها في سؤالها “مالك؟” سؤال لوحده كفيل يخليني أنهار، أترميت في حضنها ورجعت أفتكر الكلام التاني وأنا بقول بعياط: أنا زعلانة أوي يا ماما…زعلانة أوي وفي غصة في قلبي وجعاني أوي.
ضمتني ليها وطبطت على ضهري وهي بتقول: في إيه يحبيبتي؟ حد قالك حاجة في بيت خديچة؟
شهقاتي عليت وكأني مصدقت أعيط، جمعت كل حاجة زعلتني وربطها بالموقف دا.
فضلت تهدي فيا أكتر وهي بتقول: طب خلاص أهدي…أهدي يقلبي…بتعيطي على إيه بس فهميني.
الباب خبط وبابا فتح، سمعت صوت “خديچة” وصوت مامتها وهم بيقولوا السلام، خرجت من حضن ماما ومسحت دموعي بإستغراب، أول مرة “خديچة” تيجي من غير معاد، وكأنها قرأت أفكاري…سمعتها بتبرر لبابا.
_ معلش بقا يا عمو أنا عارفة إني مخدتش معاد بس حبيت أجي أرخم عليكوا شوية.
بابا ضحك وقالها: رخامة إيه ومعاد إيه البيت بيتك يا شبر ونص أنتِ.
طنط سألت علينا وأنا قومت أغسل وشي عشان ضعفي ميظهرش أكتر من كده.
غسلت وشي وخرجت بس برضو عيوني فضحت عياطي ومقدرتش أخبي أثر العياط “خديچة” أول ما شافتني قامت تحضني بس للأسف مقدرتش أبدالها نفس المحبة، عارفة إن ملهاش ذنب بس غصب عني جملة أخوها لسه بتتردد في وداني إني “وباء” وعند الذكرى دي بعدت عنها واتصنعت ابتسامة باهتة، نظراتها عاتبتني ومقدرتش أواجه العتاب دا، روحت أسلم على مامتها وبرضو كان سلام روتيني مش أكتر.
_ أحنا جايين النهاردة ومقدرناش نأخر الاعتذار لبكرا ودا لغلاوة يارا عندنا.
إبتسمت بسمة سخرية مظهرتش أصلاً ودا لإني حسيته إعتذار بارد أوي على كلمات تشبه الجمر زي اللي اتوجهتلي.
خرجت موبايلها وطلبت رقم كل دا وأمي مش فاهمة حاجة بصتلي وسألتني بعيونها “في إيه؟” عيون أتثبتت عليها ومردتش، قطع تواصل العيون دا صوت “ياسر” اللي كان خارج من موبايل طنط، بصيت بفزع تجاه الموبايل وبعدها غمضت عيوني وأنا بهدي نفسي إنه مش قدامي وإن مفيش حاجة من اللي قالها صح أنا مش وحشة، حسيت بإيد بتضغط على أيدي فتحت عيني لقيت “خديچة” بتحرك شفايفها بأسف واعتذار.
_ الناس سامعينك يا ياسر أتفضل.
ماما قاطعت طنط بإستفسار: سامعين إيه يا حبيبتي أنا مش فاهمة! وواضح كده من كلامك إنكوا جايين لغرض..خير يا حبيبتي؟
طنط بصتلي لقتني ساكتة وفهمت إني محكتش حاجة لماما، بصت في الأرض بحرج لأنها كده هتضطر تشرح موقف إبنها بنفسها.
قالت بحرج: بصي يا هناء إبني قل ذوقة شوية مع بنتك بس والله مكنش يقصد وهو اللي بعتني هنا عشان أعتذر لأنه حاسس بالذنب.
ماما عيونها جت عليا وقالت: قلة ذوق إيه يا حياة اللي يخليني بنتي تعيط العياط دا كله؟
طنط قالت بهدوء وأسف: أهو موقف وحصل ويارا هتبقى تحكيلك بس دلوقتي هو والله حاسس بالذنب وأحنا اسفين دا يارا مننا ومنقدرش على زعلها…ولا إيه يا ياسر.
ساعتها صوته أتدخل ورعشة جسمي زادت حاولت أخد نفس عميق.
_ أنا أسف يا أخت يارا أنا أسف مكنتش أقصد.
حتى وهو بيعتذر مُهيب صوته قوي ويخوف، بس خوفي مطولش… بعدها علطول أخترق سمعي صوت هادي وجميل كان هو “حمزة”
: أحم…أنا كمان أسف يا أخت يارا وهكون شاكر جداً لو توافقي على الجواز مني.
= إيه!!!!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أعني علي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى