رواية ميراث الندم الفصل الرابع 4 بقلم أمل نصر
رواية ميراث الندم الجزء الرابع
رواية ميراث الندم البارت الرابع
رواية ميراث الندم الحلقة الرابعة
أنهى صلاته ليعتدل بجزعه جالسًا على سجادته، وتناول المسبحة يردد عليها ورده اليومي في ذكر الله، دقائق واقتربت منه ابنته، لتربت على كتفه على عجالة وهي تتحرك من جواره، تضع عدد من اطباق الطعام على الطاولة الخشبية الصغيرة ( الطبلية)
– حرمُا يا بوي .
– جمعًا يا بتي ان شاء الله.
تمتم بها، قبل أن يسألها:.
– امال فين ولدك ولا واد اختك؟ مشايفش حد منيهم يعني؟
جاوبته سكينة والتي أتت بطبق بلاستيكي كبير تحمل عليه الخبز الشمسي:
– ولدها صحي من الفجربة وسحب واد خالته معاه عشان يشوفوا الأرض ويلفوا على بجية الشباب اصحابهم، كان نفسهم ياخدوا حجازي معاهم، بس هو مرديش.
اطرق عبد المعطي وقد اعتلى تعابيره التفهم والتأثر لحال حفيده الذي ما زال غاضبًا منه، ويصر على تراجعه في قرار المنزل،
هتفت هويدا لتخرج أبيها من شروده:
– يا للا يا بوي عشان تاكلك لجمة تشج بيها ريجك،
قالتها واقتربت لتساعده على النهوض بالإستناد عليها، مخاطبة والدتها:
– وانتي ياما هاتي صحن المخلل لجل ما نفتح نفسه
تحركت سكينة لتأتي بالطبق، وخطا عبد المعطي بمساعدة هويدا التي أجلسته ليفترش الأرض وجلست جواره، ولسانه يتمتم لها بالأدعية كعادته والثناء على تربيتها الصالحة في التخفيف عنه، ونيل رضاه عنها ، هي وأبناءها أيضا.
– ربنا يرضى عنك ويراضيكي يا بتي، كيف ما انتي دايمًا كدة مريحاني وبتراعي خاطري.
ربتت على كفه بابتسامة رضا:
– ويخليك لينا وما يحرمنا منك ابدًا يا بوي.
– ويعني احنا هنجعد فيها نخلد؟
غمغم بها بابتسامة ساخرة قبل أن يتناول منها قطعة الخبز التي اقتطعتها له بيدها، لتشرع معه وقد انضمت معهما سكينة في تناول وجبة الإفطار،
لكن وقبل انتهائهم منها صدح صوت جرس المنزل، لتنهض هويدا وترى من الطارق، والتي كانت الزوجة الأخرى لشقيقها شربات، تسحب من خلفها ابنها الأكبر مالك:
– ازيك يا هويدا عاملة ايه؟
رمقتها بريبة، قبل ان تجيب تحيتها وترحب باستقبالها على مضض:
– زينة يا شربات والحمد لله، اتفضلي يا ستي، عامل ايه انت يا واد؟
توجهت بالاَخيرة نحو مالك الذي دلف خلف والدته بصمت واجم ، ورد يجيبها بفتور:
– اهلا يا عمة
– اهلا يا عمة.
غمغمت بها مرددة باستهجان تغاضت عنه بعد ذلك، وهي تدلف خلفهم بعد اغلاقها للباب، وبداخله تخمن سبب الزيارة الغريبة.
القت شربات تحيتها الفاترة على والد زوجها ووالدته قبل أن تجلس مقابلهم، وبجوارها ولدها الذي تكتف بذراعيه متحفزًا، تبادرهم الحديث بمسكنة:
– انا جيالكم من ورا فايز، دا حالته ما يعلم بيها غير ربنا، لحد دلوك ما مصدج، معجول يا عم ، انت تظلم ولدك وتفرخه من ورثة البيت، كيف يعني؟ أكيد الكلام ده في سر؟ انا من ساعته بجوله، عمي لا يمكن يعمل حاجة زي دي تغضب ربنا منه، دا الا الا الظلم الا الظلم.
تغضن وجه عبد المعطي بغضب مكبوت، يكبح جماح صب لعناته والسباب على هذه الافعى التي تبث سمومها غير مراعية لوجود ابنها بينهم، فجاء الرد من هويدا:
– هو مين دا اللي ظلم؟ ما تخلي بالك يا مرة اخوي، انتي جاية تشكري في الراجل ولا تشتميه، ابوي ما موزعش الورث ولا حرم ولده منه، كل اللي عمله هو عطية اداها لحفيده اللي مربيه، لجل ما يحميه من غدر جوزك، ولا انتي فاكرة ان احنا معرفينش بعمايلكم، دا صدجي سليم مجهز الخريطة وتصميم البرج اللي كان عايز يبنيه بمجرد بس جوزك ما يحط يده ع البيت بعد ابوي ما يموت.
امتقعت ملامحها واحتدت عينيها تطالعها بشرر صائحة:
– وفيها ايه يعني لو كان دا صح زي ما بتجولي، ما هو حجه، يعني يتصرف فيه زي ما يحب، دا حجه اللي انتوا كلتوه عليه وصغرتوه جدام الناس في المندرة بسببه.
– جوزك هو اللي صغر نفسه
هتفت بها هوايدة تنهرها، أمام صمت والديها لتتابع مواجهتها بقوة:
– جوزك هو اللي معملش حساب لسنه، لما اتهجم على ابوه بالكلام العفش، وكان عايز يأذي ولده، ابوي جصد يبلغه في مجلس الكبار عشان الكل يبجى شاهد عليه، وهو ما شاء الله متوصاش.
صرخت شربات تدعي القهر، علّها تسكت هذه الملعونة التي تفحمها برودوها:
– هما فعلا شهدوا، بس شهدوا على الظلم، ولا الحج بجى يدارى فيه كمان؟
– لاه ما يدراش.
صدرت من عبد المعطي يقطع بها صمته الطويل، قبل أن يتابع بتشديد:
– ولما انتي عارفة ان الظلم حرام، معملتيش ليه بشرع ربنا ولا خوفتي منه؟ من ساعة ما اتلميتي على المتعوس ولدي، وانت جفلتي عليه بالحنجل والمنجل، ومنعتيه عن بت عمه، مرته الأولى اللي ليها عليه حج، ولده اللي رماه وماكنش حتى يطل عليه وهو عيان، ما افتكرتيش مرة تفكريه بالكلمة دي، ان الظلم حرام، ولا انتي ما تشوفيش غير اللي على هواكي ويمشي مع مصلحتك وبس؟
برقت عينيها بشدة وجسدها ينتفص حرفيًا بفرط انفعاله، وهذا الرجل الكهل يبدوا كالجبل أمامها لا يهتز، ثابت على موقفه، بل ويصدها بعنف يوقفها عن التوصل لأي اتفاقية مرضية بمحايلتها.
احتجت بعدم تحمل تقلب الحديث لناحيتها:
– جول كدة، كل اللي هامك بت اخوك، تظلم ولدك وتحرمه من حجه عشانها، وجبليها منعته ما يتجوز عليها في البيت، عشان المحروسة ما تتأثرش ولا تزعل، بعدته عنك، وسيبته يأجر برا ويدفع الشيء الفلاني وفي الاَخر برضوا مكفكاش،
توقفت تطالع وجه سليمة التي أتت على صوت الصراخ وخلفها ابنها وزوجته، لتزيد بغليلها:
– كفر يا ناس عشان جال اتجوز اللي بيحبها، واحدة كارها ومش جابل العيشة معاها، تجبروه عليها بالعافية يعني؟
– شربات لمي نفسك وجومي على بيتك.
هدرت بها هوايدة بحزم متابعة غير مبالية بصدمة الأخرى:
– أبويا جالها لجوزك امبارح، اللي يخش البيت ده، لازم يحترم صحابه، وانت عارفه مين صحابه دلوك.
انتفضت في الاَخيرة ناهضة لتسحب ابنها الذي ظل على صمته، بملامح ساكنة لا تونبئ بأي شيء، وهي تصرخ مولولة بالدعاء المقصود:
– حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا جادر يجيب حجنا، هترحوا منه فين؟ هتروحوا منه فين؟
ظل صوتها يصل لأسماعهم حتى بعد مغادرتها بفترة ليست بقليلة، فقد كانت مستمرة بالدعاء غير اَبهة بصورتها أمام البشر في الشارع، ولا بسمعتهم.
زفر حجازي يخرج الهواء المحبوس بصدره، يشيع جده بنظرات لائمة غير راضية، مقررًا فتح حديثه الحدي معه الاَن، وزوجته من الخلف تمسح بيدها على عظام ظهره بحنو، حتى يهدأ، أما والدته فكتمت على وجعها بصمت اعتادت عليه.
❈-❈-❈
وفي منزل الدهشان الكبير.
أستيقظت على حركته المتواصلة حولها بالغرفة،
لتتمطى على فراشها، وتفرد بذراعيها للأعلى بصوت ناعس، قبل أن ترفع رأسها بخمول ظاهر تتطلع إليه، وقد كان واقفًا أمام المراَة يمشط شعر رأسه، بعد أن تحمم بنشاط كالعادة وبدل ملابس الببتيه، لجلباب اسود لامع انعكس على هيئته ليزيده هيبة ورقي، لا تنكر أنه يعجبها، فهو من تحق له النساء ان تفتخر به بحق، وهي تستحق أفضل الرجال.
– هتفضلي بصالي كدة كتير؟
صدرت منه قبل ان يتلف إليها ويلقي بالفرشاة بإهمال، متابعًا:
– الساعة دلوك داخلة على تمانية، مش يدوبك بجى تشوفي ايه اللي وراكي.
عادت برأسها على الوسادة تقول بتكاسل:
– ويعني انا ايه اللي ورايا؟ هروح الزرع مثلا؟ ولا هحلب الجاموسة؟ خليني أريح شوية، حكم انا جسمي مكسر..
قالت الاَخيرة بمغزى فهمه ولم يعجبه التلميح،
تناول شاله الصوفي الصغير، يلفه حول رقبته بعجالة قائلًا:
– جومي يا فُتنة وبلاها كسل، مش هتحلبي جاموسة، ولا هتسألي في فطار جوزك، يبجى ع الأجل تشوفي بناتك، ولا انتي ناسياهم دول كمان؟
– نسياهم!
تفوهت بها ترددها باستهجان، لتعتدل بمزاج تبدل متابعة:
– وهو في حد برضوا ينسى عياله؟ ولا يعني عشان ما انا عايزة اريح شوية النهاردة الدنيا هتبوظ؟ ما البيت مليان شغالين، وهما اساسًا اكيد تلاجيهم نايمين ولسة مصحوش، ولو على فطارك اجوم يا سيدي احضره اها….
قاطعها على الفور يوقفها قبل أن تنزل بقدمها على الأرض ملوحًا بكفه:
– لا وعلى ايه خليكي جاعدة ما تتعبيش نفسك…… انا اساسا نفسي جفلت.
قال الاَخيرة بفظاظة استفزتها، قبل أن يتحرك مغادرًا الغرفة، لتغمغم خلفه بغيظ:
– يا باي عليك، ولا مرة يكمل معايا حاجة حلوة، دا بدل ما يسمعني كلمتين حلوين، بعد الليلة بتاعة امبارح.
– مفيش فايدة.
تفوهت بالاَخيرة لتسحب الغطاء عليها عائدة للنوم بعدم اكتراث،
❈-❈-❈
بغضب شديد واحتقان زاد بصدره حتى وصلت مرارته إلى حلقه، هتف يخرج كلماته مشددًا عليها لأنهاء المشكلة:
– الكلام دا مينفعش يا جد، لحد كدة وكفاية، حن عليك سيبني ارجع كل حاجة لوضعها، انا نفسي جفلت ومعدتش متحمل.
تقبل انفعاله بهدوء شديد يسأله:
– مش متحمل ايه بالظبط؟ صراخ شربات ولا عمايل ابوك؟
– كله يا جد.
صاح ليكمل بسخط:
– اديك شوفت بنفسك الفضايح اللي عملتها ولا عمايل ابويا اللي مخلاش مكان وراح اشتكانا فيه، انا معدتش جادر احط عيني في عين حد، حاسس الناس كلها بصالي ان انا اللي كلت حج ابويا، طب وليه المرار دا يا بوي، ما نفضها على كدة، وشيل دا من ده يرتاح ده عن ده.
تدخلت عمته هويدا بصوت حازم:
– لا يا حجازي، مفيش حاجة هتتشال تاني ولا تتحط، البيت بجى من نصيبك يا ولدي دا عطية جدك ليك، محدش له دخل، ولو على حكاية الناس اللي بتجول عليها، دا شيء في دماغك انت وبس، عشان كله مدي الحج لجدك، ابوك عفش ولو لجي واحد بس يجف معاه مكنش استني، انا عارفة وانت عارف الكلام دا زين، اهدي يا ولدي وسيبك من المرة السو دي، دي هي أس البلاوي اصلا
التف إليها يخاطبها بطاقة مستنزفة، وألم ينخر بداخله، تأثرًا بالكلمات السامة التي القتها هذه الأفعي بقصد جرح مشاعر والدته:
– يا عمة تعبت، انا راجل بحب اعيش في هدوء، الحاجة اللي يجيني منها وجع الراس مش عايزها حتى لو كانت حجي.
ربت والدته على ركبته بدعم، أما نادية فقد شعر بلمستها على عظام ظهره وكأنه تنقل اليه دفئها وحنانها ، فتغنيه بلمستها عن العالم أجمع، فتدخلت سكينة بلهجة تُشبه اسمها:
– يا غالي افهم بجى، عماتك لما وافجوا وبصموا بالعشرة على جرار جدك، مكنش كيد في اخوهم ولا افترا، دول مضوا عشان يضمنوا انهم لما ياجوا هنا على البيت ده بعد جدك وجدتك ما يفارجوا ويسيبوا الدنيا…
– بعد الشر عليكي يا جدة، بعد الشر عليكم انتوا الاتنين،
صدرت بمقاطعة منه ومن زوجته ووالدته ايضًا، واستطردت سكينة شارحة:
– حتى لو كان شر، برضوا لابد منه، بس احنا بنتكلم في اللي جاي يا ولدي، البيت لما يبجى بإسمك هيفضل مفتوح لعماتك وعيالهم، هيدخلوا بجلب مليان يا ولدي، اما بجى لو سيبناه لابوك، ف انت عارف زين جوي ان أول حاجة هيعملها انه هيبعوه ويهده، حتى وعماتك وارثين معاه، مش هيغلب وهيعمل اللي في مخه، هتراضاه يا ولدي، اتر جدك واسمه يتساوو بالتراب؟
ظهر على وجهه الاقتناع حتى وجم يناظرها بتأثر، لتضيف على قولها هويدا:
– عرفت بجى يا ناصح، كلمة جدك لما جالك مبيعملش غير للمصلحة، يعني لينا كلنا.
اومأ برأسه بتفهم لرغبة جده وجدته الشديدة في الحفاظ على كرامة بناتهن وحقوقهن، لعدم ثقتهم في فعل ابيه، ولا زوجته الملعونة بعشق المال، ثم ما لبث ان يرفع راسه بالتساؤل مرة أخرى حائرًا:
– طب والظلم، انا خايف نبجى كدة بنظلمه.
ابتسامة جانبية مريرة غزت الملامح المجعدة لعبد المعطي، وهو يجيبه بنتهيدة قانطة، حملت بداخلها الكثير من الأسى وخيبة الأمل، في انصلاح ابنه الوحيد، والذي أجبره على هذا الفعل، ربما يأتي في يوم ما ويستقيم، يعلم جيدًا أن حفيده لن يتأخر عنه وقتها:
– لو فيها ظلم صح، يبجى هو اللي ظلم نفسه، ابوك الدنيا غراه، ومعدتش شايف غير نفسه ومصلحته، ومع حظه الزفت، اتمسك باللي مشجعاه على كدة، وكانها بتاخد بيدها على سكة الهلاك عدل، وهو مع غباوته مصدجها وماشي وراها.
❈-❈-❈
صفقت بعنف باب المنزل، بعد أن ولجت إليه عائدة من الخارج، بزيارتها لعبد المعطي بغرض أثناءه عن القرار المجحف بحقها وحق أولادها، تحمل بداخلها نيران تغلي بأحشائها، وقد ذهب الأمل الذي عاشت عليه سنوات تتمنى تحقيقه بموت الكهل العجوز، لينقلب كل ذلك الاَن لصالح غريمتها وضرتها سليمة وابنها:
– جاعد عندك بتعمل ايه يا فايز؟
صاحت بها غاضبة، وقد تفاجأت به، يفترش الأرض متربعًا، وبيده سيجارة يلفها أمام بناته الصغيرات، رمقها بنظرة مستخفة غير اَبهًا، وعقب ابنها الأكبر بسخرية:
– يعني هيكون بيعمل ايه ياما، بيظبط مزاج راسه طبعًا، ولا ايه يا بوي؟
اومأ له بامتعاض ليتابع التركيز فيما يفعل، ف انتفضت هي تسحب بناتها، تدخلهم الغرفة الخاصة بيهن وتغلقها جيدًا، قبل ان تلتف إليه لتصب عليه جام غضبها:
– جاعد بتلف تروج مزاج راسك ولا على بالك، يا راجل فوج البيت هيروح مننا، شوف صرفة ولا اعمل أي حركة، بلاش التناحة دي.
نهرها بعنف قائلًا:
– بطلي جلة حيا ولمي نفسك يا بت، بدل ما اجوم اربيكي على كلمتك دي.
– هو دا اللي فالح فيه؟
صرخت بها لتتابع بغليل ما تحمله داخلها:
– اضربك، ازفتك، أنيلك، وعايش حياتك ولا اكن حصل شي، البيت هيروح منك، والفلوس اللي كنا متعشمين بيها طارت، هتفضل كدة طول عمرك ملاحظ في مصنع، وانا هفضل في الشجا اللي اتبليت بيه من ساعة ما اتجوزتك
ضحك بصوته المتحشرج يحرك رأسه مغمغمًا بسخرية:
– اه يا زمن، بت التنح بجالها صوت وكمان معجبعاش عيشتي، على اساس ان ابوها كان مسكنها في سرايا، ولا فيلا في الساحل.
استشاطت غضبًا لتهدر به بعدم احتمال:
– كفاية بجى، فوج وبلاها من التريجة والكلام الفاضي ده، اتحرك شوف حد يساعدك ويجف لابوك ويرده للصح.
ضحك مرة أخرى، وكأنه قاصد أن يجلطها ببروده، ليعلق اخيرًا، ردًا على كلماته:
– يعني راحة جاية تجولي هيروح منك، مجدراش تصدجي انه راح أصلا، لا واللي عليكي، اتصرف اتصرف، اعمل ايه تاني اكتر من اللي عملته؟ دا انا لفيت على كل اللي اعرفهم واشتكيت لكل حد له كلمة، حتى الجيران، مفيش واحد فيهم جدره ربنا يراضيني حتى لو بالكدب.
توقف يطالع وجهها المصبطغ بحمرة الغضب، ليزيد عليها بقوله:
– طب انتي روحتي وسحبتي ولدك دلوك، وانا ممنعتكيش، طب تجدري تجوليلي وصلتي معاهم لايه؟ من صراخك وجلبة وشك دي، انا متأكدة انك خدتي على نفوخك منيهم، صح ولا لاه؟
زمت شفتيها باحتقان متعاظم، وغليل بأوردتها كحميم البركان، ليخرج قولها بعد فترة:
– ايوة، بس لازم تعرف كويس ان ابوك عمل كدة مخصوص عشان يكيدني انا جبلك، بيربيني عشان بت اخوه، جاصد يكسرني عشانها يراضيها، طب يعمل حساب للعيال، ولا عشان حجازي خلفة سليمة ياخد الجمل بما حمل، وولادي انا يترزعوا في الفجر طول عمرهم، ربنا ياخده عشان نستريح منه.
سمع منها ينفث الدخان الأخضر لسيجارته المحشوة، يرد على كلماتها:
– فضيها يا شربات من شغل الحريم واللت والعجن، انا اساسًا عرفت هعمل ايه؟ الراجل دا مش هياجي غير بجضية حجر عشان اخد منه كل اللي يملكه على حياة عينه، وخليه يتحسر براحته.
صرخت مرددة خلفه باستنكار:
– حياة عينه امتى؟ هو فيه نفس! الجضايا بتاخد وجت، وابوك رجله والجبر، مفيش وجت للمحاكم يا جزين.
– امال يعني اعملك ايه؟.
تسائل بها بتذمر، ليعود لسيجارته، غير اَبهًا بسخطها ولا دعائها المستمر على ولده:
– الهي يارب تموت يا حجازي، ونحن اللي نورثك
❈-❈-❈
وبداخل مصلحة البريد الخاصة بالبلدة دلفت لتلفت جميع الرؤوس نحوها، من أشخاص عادين أتوا لقضاء مصالحهم، أو موظفين تركوا ما كانوا يعملون عليه، ليتلقفها كبيرهم الذي خرج من خلف الحاجز الزجاجي، يستقبلها بحفاوة:
– ست البنات والدنيا كلها مشرفانا النهاردة.
تبسمت ترد على استقباله بمودة وتوقير:
– الله يخليك يا عم عوف، المكان منور بأصحابه، وبالناس اللي شغالين فيه يا راجل يا طيب، عامل انت بجى؟
صافحها يردد وهو يشير على أحد المقاعد القريبة:
– زين يا بتي وعال، اتفضلي اجعدي واستريحي، وأمري احنا تحت أمرك.
رفضت بدماثة ترد على زوق الرجل:
– الأمر لله وحده يا عم عوف، انا بس جاية استلم حاجتي وماشية.
– حاجة ايه؟
تسائل بها قبل أن يأتيه الإجابة من أحد موظفيه الشباب بلهفة مرددًا:
– حاجتها اهي يا عم عوف، دا الطرد بتاعها.
قالها ثم اقترب يخاطبها بابتسامة:
– انا اللي اتصلت على رقمك وبلغتك بوصوله، عشان تيجي تستلميه، ودلوك عرفتك من صوتك .
اومأت تتناوله منه بلطفها المعتاد، وعقب عوف:
– دا سمير الموظف الجديد، باينه ميعرفكيش، دي الست روح يا سيدي، بت الدهشان واخت كبيرهم، غازي الدهشان.
– اهلا يا استاذ سمير تشرفنا.
– دا انا اللي ليا الشرف، تحبي اخدمك بأي حاجة تاني، انتي تؤمرينا والله.
قالها بمبالغة جعلت ابتسامتها تتوسع بعزوبة حتى ظهرت أسنانها البيضاء، قبل أن تجفل على حمحمة خشنة من خلفها وصلت كزمجرة غاضبة، التفت لتجد ابن عمها وخطيبها السابق يطالعها بواجهه باردة، وعينين تشتعل من الجحيم، ابتلعت ريقها بتوتر، وهي تسمعه يخاطب الرجل:
– عامل ايه يا عوف؟
بعد لحظات
كانت في طريقها نحو السيارة التي تنتظرها بسائقها على جانب الطريق، لكن وقبل أن تصل اليها تفاجأت به بهتف مناديًا بإسمها، توقفت مجبرة تلتف إليه بنظرة متسائلة، مستهجنة نداءه باسمها أمام البشر وعلى قارعة الطريق، حتى إذا وصل إليها خرج صوته بغضب مكبوت:
– جاية بنفسك تستلمي الطرد المهم، مكنش ينفع تبعتي السواج ولا حد من طرفك يستلمه؟
ضغطت داخلها حتى لا تتلفظ برد يحسب عليها، وافتر فاهاها بابتسامة صفراء تجيبه:
– ينفع طبعًا بس انا محبش حد يجيب حاجتي، مش عيب ان اجيب اللي انا عايزاه بنفسي.
– حاجتك اللي هي ايه يا روح؟
تسائل بها ليزيدها اشتعالًا لتدخله السافر في شئونها، وقد انتهى كل شيء يخصها معه ولم يتبقى سوى صلة الدم، ومع ذلك لم يكف عن ملاحقتها رغم مرور السنوات وقد زادت منذ طلاقه، ولكنها لن تعطيه فرصة للأخذ والرد، ردت لتقطع حاسمة، وقد ارهبتها هذه النظرة التي تعملها جيدًا منه، ومع ذلك تدعي عدم الاكتراث:
– حاجتي اللي هي الكتب يا عارف، بعت عليها من دار النشر وجاتني بالشحن، في حاجة تاني؟ عن اذنك بجى.
لفظت كلماتها والتفت ذاهبة نحو وجهتها، فوصلها غمغمته الواضحة:
– الكتب اللي بتيجي عشانها كل شهر؟
عضت على شفتها السفلى تكبح نفسها عن العودة اليه، تمنع جاهدة فرص الاحتكاك به، وهي ترى رغبته بها ظاهرة وضوح الشمس، وعدم اكتراثه لرفضها له سابقًا، وكأنه عاد ليجدد عهده في الإلحاح والضغط عليها من اجل الزواج به، وقد استراحت سابقًا بزواجه، ليته استقر حتى يحل عنها.
❈-❈-❈
في المساء
دلفت بخطواتها السريعة داخل الغرفة، بحرص على تدفئة ابنها بعد أن حممته، تخش أن يصيبه نوبة برد عادي حتى، لتجلس به على طرف السرير ملتفًا بالمنشفة الخاصة به، وهي ما زالت تضمه بحضنها لعدة لحظات تنشف على شعر رأسه وبعد الأجزاء من جسده حتى رفع وجهه إليها ضاحكًا، وهي معه بتواصل بصري جمعه بها لتشاركه المرح، حتى عقب زوجها الذي أتى لينضم بجوارها يخاطب طفله:
– أمك المجنونة مش هاين عليها تفلتك، حتى بعد ما جفلت الباب ودفت الأوضة.
ضحك له الصغير، وخرج ردها هي بإصرار:
– طبعًا لازم اخاف عليه، ليسطه لسعة هوا تتعب صدره، هو انا حمل كحة حتى تطلع من صدره الصغنن ده.
تبسم بيأس لينهض من جوارها نحو خزانة ملابسه كي يبدل ما يرتديه معقبًا:
– حتى الكحة مش حملاها، يا مرة جوي جلبك شوية، العيال كلها هتتعب وتروج، ولا انتي بس اللي أم يعني وجلبك رهيف.
طالعته بعتب قائلة:
– لا يا خوي مش انا بس اللي جلبي رهيف، بس كمان مش كل الناس راح لها عيال، ولا انت ناسي جوز الولد التوأم حسن وحسين، اللي راحوا مني من جبل ما اخدهم حتى في حضني؟
ترك القميص الذي كان ينتوي أن يرتديه، وعاد ليطبع قبلة اعتذار على وجنتها، مشفقًا عليها من هذه الذكرى التي أوجعتها، ورد هامسًا:
– صعبان عليكي جوز الولد اللي راحو منك، بكرة تجيبي غيرهم وتخاوي معتز بالبنات والولاد، استريحتي بجى يا ستي .
تبسمت بانتشاء وتنهيدة بتمني خرجت منها قبل ان تقول:
– بصراحة نفسي يا حجازي، اصل انا بحب العيال جوي، ولد أو بنتة، وحاسة كدة اننا عوجنا على معتز، دا عنده تلت سنين، عايزة اللحج اجيب العدد اللي عايزاه.
قهقه بضحكة جلجلت في قلب الغرفة ليرد على كلماتها بمرح وابتسامة ذات مغزى:
– خلاص يا ستي، نشوف الموضوع ده ونركز فيه زين الايام الجاية، مهو برضك تلت سنين على الواد كتير، واحنا عايزين نلحج على رأيك…
اكمل بضحكاته التي ازدادت صخبًا، حتى تعجبت داخلها لهذا التحول، من الحزن والتفكير طوال الأيام الفائتة، الى ابتهاج مبالغ فيه وكأنه نفض عن رأسه كل همومه، ولكنها سعيدة لسعادته، ووقع الضحكات بأسماعها ما أجمله، بالإضافة لمرح حبيبها الصغير معتز والذي اندمج مع والده يشاركه الضحك، والرد بكلماته الغير مفهومة.
❈-❈-❈
بجولة قام بها على حصانه ليتفقد مساحات الأرض الشاسعة، والتي كانت جبلية في الماضي، لتصبح الاَن جنة خضراء، بحجم المزروعات المتنوعة لها، ومجتمع عمراني متكامل، بعد أن استوطنت عائلته بإصلاحها وتعميرها، ثم من بعدهم جاء باقي افراد البلدة تباعًا، ولكن كانوا هم الأصل ، لذلك خرجت التسمية نجع الدهشان
ولكنه تفاجأ في هذا الوقت الهادئ من المساء، بشبح فرد ما جالسًا على إحدى جذوع الأشجار وحده، ورغم انتباهه له، إلا انه تعمد ألا ينظر اليه حتى اقترب غازي، ينزل من على حصانه مبادرًا بالتحية والحديث:
– عارف، عامل ايه يا واد عمي؟
رفع رأسه إليه بتكاسل، ليجيبه باقتضاب وفتور اعتاد عليه منه منذ عدة سنوات، اي من وقت فسخ خطبته بشقيقته:
– الحمد لله…. زين .
– الحمد لله زين.
تمتم بها يرددها من خلفه باستهجان، ليزفر هواءه المعبأ بغضبه، واقترب يربط حصانة بأحد الفروع ، قبل أن يتقدم اليه يناكفه:
– خبر ايه؟ بترد كدة من تحت الضرس، كلت ورث ابوك انا اياك؟
رمقه بنظرة باردة خالية من أي استجابة واهتزت رأسهِ قائلًا:
– كلته بجى ولا مكلتوش، معدتش فارجة، ياللا.
ازداد السخط بقلب غازي يضرب كفًا بالاَخر هاتفًا به بعصبية:
– لا حول ولا قوة الا بالله، يا واد عمي افرد خلجتك دي، وكلميني زين، خد وادي معايا، مينفعش نجيط الكلام ده وانا جايلك بجلب ملهوف وجلجان لما شوفتك لوحدك في الدنيا الهو دي.
للمرة الثانية يطالعه صامتًا بتفكير زاد من قلق الاَخر حتى قطع حاسمًا:
– مش جادر انساها!
اهتزت رأس غازي بتساؤل اجاب عليه بنفاذ صبر:
– شوفت اختك النهاردة يا غازي، طالعة من مكتب البريد واتحدت معاها، دمي كان بيغلي وانا شايف عيون الخلج بتتطلع عليها، هتجولي انت مالك؟ هجولك دمي محاملش.
تجمد غازي وبدا الوجوم ظاهرًا على صفحة وجهه، وقد أجفله القول، لا يعرف بما يرد والاَخر لا يعطيه فرصة للتفكير بمواصلة حديثه:
– متبصليش كدة، عشان انت عارف ومتأكد إن مشيلتهاش من دماغي، حتى لما اتجوزت معرفتش اعمر مع مرتي وانا شايفها واحدة غريبة عني، خدت مكانها.
توقف على رد فعل ابن عمه، الذي اغمض عينيه، يكبح بصعوبة ان يفتك به، أو أن يهشم فك وجهه بقبضة تكسر صف أسنانه حتى يكف لسانه عن النطق بأي كلمة أخرى.، سحب شهيق طويل وأخرجه، قبل أن يرفع رأسه بنظرة نارية يخاطبه بهدوء خطر:
– تعرف يا واد عمي، لولا بس صلة الدم اللي جامعة بينا، وشوية المعزة اللي لسة شايلهم ليك، قسمُا بالله ما كنت هرد عليك الا باللي تستاهله، انا غلطان اساسًا اني وجفت وكلمتك.
تحرك على الفور نحو حصانة يفك وثاقة، حتى يذهب قبل أن ينفعل عليه ويضربه، لكن وقبل أن يرفع قدمه، أوقفه بقوله:
– شوفها ليه بترفض العرسان لحد دلوك يا غازي؟ يا تجولها تتجوزني بجى، وبلاها من وجف الحال ليها وليا ده.
زفر دخان من انفه وصدره، يكبح بصعوبة أن يلتف نحوه، وصعد يتحرك مغادرًا بفرسه، متجنبًا النظر إليه، حتى لا يضعف ويرق لحاله، وهو عاجز عن تلبية طلبه.
❈-❈-❈
وفي منزل الدهشان
حيث خرجت من غرفتها لترحب بإحدى النساء، قريبة جدتها من بلدة أخرى،
– تعالي يا روح، سلمي يا بتي على جدتك رشيدة، دي بتسأل عليكي من ساعة ما جات.
اقترب بابتسامة عذبة زادت من جمال وجهها الصبوح، لتمتمد كفها نحو المرأة ترحب بها بحبور:
– ازيك يا جدة، بتسألي عليا بالأسم كمان؟
توقفت المرأة العجوز تبصرها بانبهار مدمدمة:
– بسم الله ماشاء، يا حلاكي يا بنية يا حلوة، تعالي يا بت .
قالتها لتقبض على كفها وتجلسها بجوارها، للتأمل بها، بتمعن قائلة:
– اخر مرة شوفتك فيها كان من يجي ست سنين، يوم جوازة اخوكي غازي على بت عمه سعيد صح ولا لاه؟
ضحكت تومئ لها برأسها:
– صح يا خالة وحتى سلمتي علي وكان معاكي مرة ولدك الكبير، انا كمان فاكراكي.
تبسمت لها برضا، قبل أن تميل عليها هامسة بسؤالها الملح والذي تتوقعه روح دائمًا:
– اتجوزتي بجى واد عمك اللي كنتي مخطوباله؟
هزت برأسها تنفي بابتسامة كالعادة أصبحت لا تبالي بها، حتى وهي ترى وجه المرأة المجعد تغضن بحيرة متابعة الاستفسار، والذي قطعته جدتها فاطمة بردها:
– مكملتش مع واد عمها يا خيتي ولسة نصيبها مجاش، ادعيلها ربنا يفك العجد، هي اللي بيجوها جليل يعني.
ازداد عبوس المرأة التي مازالت قابضة على كف روح، تخاطبها بحيرة:
– كيف دا يا ابوي؟ البت العسل دي تجعد كدة، وواد عمها ده اعمى عشان يسيبها؟
زاد التدخل وهذا ما تكره في طباع الكبار، رغم تقديرها الدائم لهم، فتبدلت الابتسامة لتفلت يدها من المرأة حتى تنهي النقاش:
– واد عمي زينة الشباب، انا اللي فسخت الخطوبة، لما حسيت اني مش جادرة، كل واحد بياخد نصيبه، عن اذنك.
همت لتغادر ولكن المرأة اوقفتها بإلحاح:
– استني يا بتي، ما تشوفي ريحتها يا فاطنة ليكون معمولها حاجة توجف حالها.
فردت جدتها كفيها أمامها بقلة حيلة للمرأة، وضجت هي حانقة بهذه الجمل التي تحفظها عن ظهر قلب، ولكنها التزمت الأدب والرد بزوق تجيده:
– كل حاجة نصيب يا خالة، وانا هأذي مين يعني عشان يعمل اعمال ويوجف حالي؟ عن اذنك بس اروح اشوف ايه اللي وراي……
قاطعتها بإصرار تمنع عنها الانصراف:
– يا بت استني، مش لازم يكون حد جاصدك بالعنية، مش يمكن خطيتي على مية مسحوره أو حاجة معمولة لغيرك، الحاجات دي بنسمع عنها كتير، لازم تعسي على نفسك.
اومأت بابتسامة صفراء مفضلة عدم الاستمرار بجدال عقيم، وهذه المعتقدات الراسخة بالعقول، لن ينفع معها الاقناع مهما حاولت، وتسحبت بنعومة تترك جدتها وصاحبتها حتى اذا دلفت لغرفتها، ارتفعت يدها نحو السلسال الصغير الذي يلتف حول رقبتها، تتحسسه بزفير خرج بدفعة كثيفة من هواء تشبع بحنينها والإشتياق المرير، لتغمغم بتمني:
– امتي بجى الغايب يعود، والطير المهاجر يرجع لوليفه؟!
❈-❈-❈
على جانب الطريق الصحراوي، والقريب من الزراعات،
توقفت سيارة النقل الثقيلة والمحملة بأطنان من أجولة الدقيق، ليترجل منها يسحب مساعده، نحو الذهاب إلى القهوة المعروفة، لاستراحة السائقين في هذا الوقت من الليل، قبل الشروع في رحلاتهم نحو وجهاتهم نحو المراكز والمحافظات.
يشاكسه كالعادة بلف ذراعه حول رقبته:
– ياض مش ناوي تتجوز ياض وتكمل نص دينك، اتجوز يا ولدي خليني أحضر فرحك.
– يا عم حجازي، انا عايز والله بس هي فين دي صاحبة الموصفات اللي رايدها، هاتلي واحدة شبه ياسمين صبري وانا اتجوزها من عشية.
ضحك مقهقهًا يردد خلفه بتفكه:
– يخرب مطنك يا جزين ياسمين صبري مرة واحدة، ليه فاكر نفسك ابو هشيمة،.
– وه يا عم حجازي، دا انا احسن منه والنعمة .
– يا راجل
استمرا الاثنان بمزاحهم حتى وصلوا ليتخذوا مقاعدهم داخل محيط القهوة من الداخل، غافلين عمن وقف يراقبهما، وقد تفاجأ بظهورهم بالصدفة في هذه الوقت من حضوره، وانتقلت عيناه نحو السيارة التي كانت في موقع متطرف لحجمها الكبير، بعيدًا عن باقي السيارات، وعيناه تركزت عليها وكأنه وجد فرصته
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الندم)