رواية على ذمة ذئب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم كريم الجزائري
رواية على ذمة ذئب الجزء الحادي والعشرون
رواية على ذمة ذئب البارت الحادي والعشرون
رواية على ذمة ذئب الحلقة الحادية والعشرون
قفز قلبه فى قدميه ، وتوقفت عقارب الساعه لوهله ، حاول استيعاب الموقف وهو ارتطام جسدها بعنف ، حاول ان يرفض تلك الحقيقه القاسيه ، ولكن لم يتسطع بسبب عينيه الى تؤكد ذلك !!!
حاله جنون سيطرت عليه، فركض مسرعاً نحوها وجثى على ركبتيه ووضع ذراعه خلف ظهرها ليرفعها قليلاً واخذ يهزها بذراعه لعلها تستجب ولكن لا حياه فيها ، فارتسمت علامات الذعر على وجهه وصرخ مفزوعاً :
_لأ يا ياسمين ، متعمليش كده !!
تجهمر عدد من المواطنين ولكن عز الدين قرر ان يلحقها ويذهب بها احدى المستشفيات ، لهذا امسك بياسمين من خصرها، ووضع ذراعه الاخر اسفل ركبتيها ليحملها بين ذراعيه وركض به مسرعاً نحو سيارته !!
فتح عز الدين الباب بصعوبه ثم اجلس ياسمين على المقعد الامامى بحذر واسند رأسها للجانب واحكم ربط حزام الامام وركب هو الاخر وضغط على دواسه البنزين بقوه لينطلق نحو احدى المستشفيات !!
بعد فتره وجيزه ، صف سيارته امام مدخل المشفى ، وخرج من السياره وتوجه نحو باب الامامى الاخر وفتحه ، ووضع عز الدين يده خلف ظهرها بعد ان امالها قليلاً للامام ، ثم وضع يده الاخرى اسفل ركبتيها وبكل حذر وخفه حملها بين ذراعيه خارج السياره ثم يار بها نحو البوابه وهتف بصوت جهورى :
_حد يجيلى بسرعه !!
هرع بعض العاملين ناحيه عز الدين ، ثم وضع ياسمين على تروللى ولكن لم يترك يدها حتى وصولوا إلى غرفه العمليات فاضطر ان يترك يدها ولكن لم تدخل هى غرفه العمليات لوحدها بل اخذت معها قلبه وعقله !!!
بعد دقائق ليست بقليله ، خرج احد الجراحين من داخل غرفه العمليات وهتف بجديه :
_عز باشا
وقف قابلته عز الدين وكانت نظراته توحى بالقلق !!
_هاا اخبارها ايه دلوقتى ؟؛
هتف بها عز الدين بجديه ممزوج بالقلق ، فرد الاخير عليه بهدوء :
_الحاله مش مستقره وهنعرف ان هل فى خطوره حصلت ولا لأ فى المخ بعد 24 ساعه ، بس احنا حالياً محتاحين نقل دم !!
_هى فصيلتها ايه ؟
_ A
عز بشك : ايه !! انا اعتقد ان فصيلتها هى نفس فصيلتى !
الطبيب بجديه :
_لو حضرتك يا باشا عاوز تتبرع جزء من دمك ليها، يبقى لازم نتأكد ان فصيلتك نفس فصيلتها ، خاصهٍ ان حضرتك مش متأكد !!
عز : ماشى ، لو طلع انها نفس فصيلتى ، يبقى تاخد كل اللى انت عاوزه من دمى !!
الطبيب : طب اتفضل معايا يا باشا !!
توجه عز الدين مع الطبيب وتم اجراء التحليل وبعدما تأكد ان الفصيله متطابقه توجه معه إلى حيث ياسمين تركض فى غيبوبتها لا تشعر بأى شئ من حولها !
جلس عز الدين على الفراش المواجه لياسمين وحدث لنفسه قائلاً :
_ضيعتك ، ضيعتك من غير ما احس ، كلمه سمحينى عمرها ما هتجيب نتيجه ، بس اكيد هيجى يوم تسامحينى فيه !
بعد فتره عادت الممرضه إلى عز وقبل ان تنزع الإبره ، اردف هو بجديه :
_لحظه ، انتوا اخدتوا كل الدم اللى محتاجينوا !!
طبيب : لا يا عز باشا ، هى لسه محتاجه وحضرتك كفايه عليك ، لانها نزفت كتيير !
_لأ خدوا اللى انتوا عاوزينوا ، المهم انها تبقى كويسه !
طبيب : يا عز باشا ، صحه حضرتك مش كويسه !!
عز بغضب : ملكش دعوه ، اتفضل شوف شغلك !
طبيب : طب سؤال عشان اطمن على حضرتك وانا بسحب الدم هو حضرتك اتعشيت امبارح كويس وفطرت النهارده الصبح ؟
عز : لأ
الطبيب بصدمه : لا يا باشا مش هقدر اسحب ااا
قاطعه عز بشراسه :
_انا قولت خد الدم اللى انت عاوزه ، انا عاوز دمى يكون بيجرى فى جسمها مش دم حد التانى !
الطبيب : امرى لله !
ثم وجه حديثه للممرضه : كملى انتى وخدى الدم اللى مريضه محتاجه !
الممرضه : حاضر
وبالفعل بدأت تكمل مهنتها ولكن عز الدين كان يشعر بالفعل بعض من التعب ولكن قاوم ذلك الشعور واخفض بصره ناحيه ياسمين متأملاً سكونها وبعد دقيقتين نزعت الممرضه الابره النى كانت تسحب بها الدم واعطته كوباً من العصير البرتقال الطبيعى !!
الممرضه : اتفضل حضرتك عشان تعوض الدم اللى خدناه من حضرتك !!
عز باقتضاب : مش عاوز !
الممرضه : لازم يا باشا مينفعش حضرتك كده هتدوخ !
عز بانفعال : لأ مش هدوخ وياريت تمشى من قدامى !
بعد ذلك خرجت من الغرفه فتنهد عز الدين تنهيده حاره ، ووجه نظره ناحيتها ياسمين فوجدها مازالت فى غيبوبتها !!
اخرج عز الدين هاتفه من جيب بنطاله ولمسه بعض لمسات ثم وضعه على اذنه منتظراً الرد ، وبدأ يشعر بتعب يغمر جسده ، ولكن نفض ذلك الشعور وانتظر الرد بفارغ الصبر حتى رد عليه اخيراً :
_ألو .. ايوه يا إيهاب !
_ايوه يا عز ، خير !!
_ياسمين عملت حادثه بالعربيه ونقلتها المشفى ، ياريت تيجى واسم المشفى ***اللى دايماً بنتعامل معاها!!
إيهاب بصدمه : ينهار اسود ! طب انا جاى حالاً !!
اغلق إيهاب وضغط على دواسه البنزين بقوه ، لتهتف منى بذعر :
_فى ايه يا إيهاب ؟!
_عز كلمنى وقالى ان ياسمين عملت حادثه بالعربيه وفى المستشفى دلوقتى !!
منى وهو تضع يداها على صدرها وانسابت عبارتها :
_ايــــه !! ياسمين حصلها كده !!
بعد دقائق وصل إيهاب المشفى وصف سيارته امام المدخل وترجل مسرعاً وبرفقته منى ودخلوا المشفى !
ظل عز الدين جالساً مكانه، قرر النهوض ولكن شعر بدوار يهاجمه فجلس مره اخرى ولكن حاول الصمود ونجح فى ذلك ونهض من مكانه وخرج من الغرفه!!ليرى إيهاب يتجه نحوه وبرفقته فتاه ، شعر انه رأها من قبل وسرعان ما تذكر فإنها صديقه ياسمين ، تنهد عز الدين باختناق ووجه نظره لإيهاب الذى وقف قابلته وهتف بحده :
_ايه اللى حصل لياسمين !!
عز وهو يشيح وجهه : الدكتور دلوقتى هيقولى عندها ايه بالظبط !!
منى بانفعال : ليه عملت كده يابنى ادم ، ازاى تعمل كده ، دا انا هموتك !!
وحاولت ان تقترب لولا يد إيهاب التى منعتها من فعل هذا ، فنظرت لعز شرزاً وهتفت :
_انا رايحه اشوف ياسمين واطمن عليها !
وبالفعل غادرت من امامهم لينظر لعز الدين بضيق ولكن تبدلت ملامحه إلى قلق عندما وجده يغمض عينيه بقوه وقد وضع يده على رأسه فهتف بقلق :
_فى ايه يا عز ، مالك ؟ شكلك مش عاجبنى !
_مش عارف يا إيهاب ، دماغى ، دماغى وجعانى اووى ، انا عمرى ما حسبت بالوجع ده !!
إيهاب مبتلعاً ريقه بصعوبه :
_عز ؟ متخلنيش اقلق عليك !!
رأى إيهاب احد الاطباء يخرج من الغرفه فتوجه إيهاب نحوه هو وعز الدين ليهتف إيهاب بقلق :
_ها يا دكتور ، طمنى ؟!
الطبيب: انتوا قرايب البنت اللى لسه جايه عمله حادثه ؟!
عز بلهفه ولاول مره : ايوه !!
اطرق الطبيب رأسه بأسف وهتف :
_ البقاء لله ، شدوا حيلكم !!
نزل الخبر عليهم كالصاعقه وخاصهٍ عز لم يستطع ان يتحمل الصدمه ، فبدأ يشعر بدوار قوى يهاجمه، فبدون قصد اسند على ذراع إيهاب ، فامسكه إيهاب مسرعاً وهتف بقلق بالغ :
_مالك يا صاحبى ؟؟ فى ايه ؟!
عز بدون وعى : لأ ياسمين لأ ، مش قادر ، مش قادر ، آآآآآآآه !!
صرخ عز الدين وهو يضع يديه على رأسه ويشعر ان الدوار يزداد وهناك صداع قوى يهاجمه ايضاً
لم يستطع ان يتحمل الصدمات التى تلقاها اليوم وفكره خسارتها للابد جعله فى حاله غير طبيعيه ، فاستسلم لمصيره واغمض عينيه ليسقط مغشياً عليه امام إيهاب الذى هتف بصراخ :
_عـــــــز !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة ذئب)