رواية ندبات قدر الفصل التاسع عشر 19 بقلم الشيماء مسعد
رواية ندبات قدر الجزء التاسع عشر
رواية ندبات قدر البارت التاسع عشر
رواية ندبات قدر الحلقة التاسعة عشر
فخور بقلبي جدا ، لقد تم تحطيمه ، لكنه بطريقة ما لا يزال منزلا آمنا لآحبائه ويعرف كيف يتعامل معهم بعناية ، مستعد دائما للعطاء بأقصى ما يستطيع ، قلب لا يحب بإهمال أو بنصف عاطفة ، إنما يحب بعمق روحه .. #لقائلها
وصل الاستاذ عبد الناصر بسيارته أمام العمارة التي تقطن بها نورين ، كانت هناك سيارة تقف منذ ساعات في انتظارها لقد كان إياد الذي لا يمل الانتظار كان سيخرج من السيارة ليحادثها لكنه لمحها تهبط من سيارة رجل غريب وما إن خرجت حتى كادت تسقط مرة أخرى حينما رأها إياد على وشك السقوط بحركة تلقائية حرك جسده كأنه يستطيع مساندتها من داخل سيارته لكن الرجل الغريب اسرع وامسك يدها واصبحت تتكئ عليه هوى قلب إياد أرضا فكر ترى هل حدث لها أي مكروه ، ابنتي المدللة قرة عين ابيها ماذا حدث لها هل مريضة ام مجروحة ، تبت يداي فأنا من جرحها ، لم يستطيع المكوث والمراقبة من بعيد سيهبط من السيارة ولم يبالي ماذا سيحدث من عاقبة
هبط من السيارة ركد سريعا قبل أن يدخلوا العمارة
وقف إياد أمامها وعيناه ستفنى من فرط القلق عليها
قال بقلق : نورين ، إنتي كويسة ؟
صدمت حينما رأته أمامها فكرت لوهله كيف له ان يقف أمامي هكذا بكل بساطة يا له من وغد ماكر خائن لعوب .
لقد تناست في تلك اللحظة الاستاذ عبد الناصر الذي لم يتحدث بل انتظر ردها
قالت بنبرة ظهر فيها انكسار قلبها : ابعد عني لو سمحت مش عايزة اشوفك تاني ابدا ، سيبني في حالي
تجمعت الدموع في عينيه تمنى لو يملك الحق في الاقتراب منها واحتضانها لكان فعلها دون تردد
قال بنبرة حانية : لازم افهمك كل حاجة انا كنت جاي عشان احكيلك
وهنا تدخل الاستاذ عبد الناصر بحزم : ابعد من طريقها انت مين اصلا قريبها خطيبها تبقى لها ايه انت من الأساس
لم يهتم لما قاله عبد الناصر لكنه تابع بصدق نابع من قلبه : نورين لازم نتكلم يا بابا ، لازم تفهمي كل حاجه عشانك عشان مذاكرتك
لم تجيبه بل قالت موجهة كلامها للأستاذ عبد الناصر: يلا يا مستر ، انا تعبانة وعايزة اطلع بيتنا
تحركت لكنه مازال واقفا صامتا يفكر هل خسرتها ؟ هل تكرهني الآن، لم ارد أنها تسمع بتلك الخطبة اللعينة حتى لا تؤثر على دراستها ، حبيبة ابيها لن اتركك للحزن ينهش قلبك الرقيق سوف اشرح لكي كل شئ في اقرب وقت
صدح قبل أن تختفي عن ناظره : بلاش تعيطي كتير وكلي كويس يا حبيبة بابا
وصلها صوته فاغمضت عينيها بألم تفكر هل مازال يتلاعب بي ، كيف يظن بي هل حقا يعتقد بأنني طفلة صغيرة يتلاعب بمشاعرها سوف اتعافى واجعله يندم على كل شئ منحني اياه ثم سلبه في لمح البصر
وصلوا أخيرا الشقة دقت نورين الباب فتحت والدتها السيدة مريم هوى قلبها أرضا وقالت : نورين انتي كويسة يا حبيبتي
وجهت كلامها للأستاذ عبد الناصر وقالت : مين حضرتك وايه اللي حصل لبنتي ؟
رد برسميه: أنا مدرس الفيزياء و نورين بتاخد عندي درس في السنتر ، بعد ما خلصنا الشرح نورين داخت وكانت هتقع فأنا عرضت عليها اوصلها لأني قلقت عليها
ردت بقلق وهي تقرب ابنتها إليها : مالك يا حبيبتي حاسة بإيه
ردت نورين بحزن : مافيش يا ماما انا كويسة
اقترح عبد الناصر : خليها تدخل ترتاح دلوقتي يا مدام
ردت مريم : طب اتفضل حضرتك اشرب حاجة ، أنا متشكرة اوي لحضرتك بجد
تحركت نورين إلى الداخل وهي تتمنى الا يفصح الاستاذ عبد الناصر عما رآه منذ قليل
قبل أن تغلق مريم الباب طلب الاستاذ عبد الناصر : ممكن كوباية مية يا مدام
قالت مريم بترحيب : اكيد ، اتفضل جوا
قال : أنا تمام كده
دلفت مريم إلى الداخل واحضرت المياه كانت نورين في غرفتها معتقدة ان الاستاذ عبد الناصر غادر
وعندما أحضرت مريم كوب الماء له تناوله وارتشف منه ومد إليها كارت وقال : دا الرقم بتاعي ارجو تكلميني ضروري بخصوص نورين
هزت رأسها بالموافقة وقد تسلل الشك إلى عقلها وبدأت تفكر ياترى ماذا يعلم عن ابنتي أنا لا أعلمه ؟ ..
_______________________
كانت هاجر قد حسمت امرها وقررت الذهاب إلى مهاب وإبلاغه بالحقيقة كاملة وما حفزها اكثر هو اعتراف إياد بأنه يحب وخطوبته لها ما الا مجاراة لوالده ..
وصلت الشركة واستأذنت السكرتيرة بأن تدخل لمهاب
لم تقل اسمها بل قالت إنها تريده في أمر مهم وعاجل
دلفت السكرتيرة لمهاب وقالت : فيه واحدة عايزة تقابل حضرتك يا باشمهندس برا
رد هو : ماقلتش مين؟
قالت السكرتيرة : لا يافندم بس بتقول انها جاية في حاجة مهمة وعاجلة
حك طرف أنفه وقال بتفكير : دخليها يمكن شغل
وما ان دلفت هاجر ووقعت عيناه عليها حتى تجمد هرب الكلام من فمه لحظات ثم رد بجمود : كابتن هاجر عندنا اهلا اهلا ، وانا اقول المكتب منور ليه ، ايه جايبة خطيبك معاكي ولا جاية من وراه ، عيب اوي تروحي تزوري صاحبك من ورا خطيبك يا كابتن
ردت عليه بحزن: مهاب لو هتتاعمل كده أنا همشي
رد متصنعا اللامبالاة في حين بداخله بركان يغلي : لا تمشي ازاي ، صحيح الف مبروك انا ما قدرتش اقولهالك من قريب ، أنا كمان هاخطب قريب بس هعزمك مش هاكون ندل زيك يا هوجو
ردت بحنق : بقى كده يعني هتخطب وتتجوز ، يعني انا اللي رقصت على ادي الملاك البرئ وانا بعيط ، تصدق انا غلطانة اني جيت احكيلك انا مريت بإيه
استدارت لتغادر بدأ يدندن بصوت عالي : اللي باعنا خسر دلعنا
تمتمت بتوعد : ماشي يا مهاب انا هندمك
_________________________
كان اليوم ينذر بأن الطقس لم يكن بأفضل حالاته ، وأكد ذلك خبراء الارصاد الجوية على التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي ، لكن أحدهم لم يشاهد هذا ولا ذاك ، كان رازي بعيدا كل البعد عن وسائل التواصل الاجتماعي يعيش في عزلته وعالمه الخاص الذي صنعه لنفسه …
بعد أن غادر عصفور في ذلك الصباح وودعته قدر طالبة منه أن يعيد الكرة ، صعدت غرفتها احضرت ابريق معدني به ماء طالعت زهرة اللوتس خاصتها بابتسامة روتها بالماء ولمست نعومتها تذكرت كلماته الرقيقة ، إنتي زهرة اللوتس يا قدر ابتسمت وهي تتمنى ان تسمع المزيد من الإطراء منه هو شخصيا ..
بعد ذلك هبطت لأسفل جلست تشعر بالملل بمفردها لمدة ساعة من الوقت ، لم تكن بمزاج يسمح لها بقراءة إحدى رواياتها المفضلة ، خرج رازي من الصالة الرياضية بعد ممارسته للرياضة قرابة الساعة كان شعره مشعس جبينه يقطر عرقا رمقها بنظرة جانبية بدت له انها ضجرة .
امسك المحرمة ليمسح وجهه المتعرق بشدة اثر ممارسته للرياضة قال وهو يتجه ناحية المقعد المقابل لمقعدها
_ كل دا زعل عشان عصفور مشي
انتبهت له وقالت : ها عصفور ماله ، لا ابدا انا بس حاسة بالملل شوية
وضع المحرمة على كتفه وقال : امم ، ايه رأيك في فسحة مع جوكي وجوليان
لمعت السعادة في عينيها وقالت بحماس : موافقة بس المرة دي اركب على جوليان
رفع حاجبه وقال : هتعرفي ، ولا تقعي زي المرة اللي فاتت
رفعت كتفيها وقالت : هحاول
استقام واقفا وقال وهو يغادر : طب استعدي ، هاطلع اخد دش تكوني جاهزة
ردت بحماس : فريرة
بعد مرور وقت هما الان أمام القصر كل منهما يمتطي حصانا
كانت تلك المرة هادئة لذا فقد كانت جوليان تتبختر بها بهدوء وطمأنينة
إلى أن وصلا إلى ذلك المكان الفضل لدى رازي نظرت قدر إلى السماء لم تكن صافية كما كانت منذ قليل لقد تبدلت لأخرى مصبوغة باللون الرمادي تكاتلت الغيوم
قالت قدر : رازي ، شكلها هتمطر ، يلا نروح
نظر بطرف عينه وكان يمسك بعصا من الصفصاف يقشرها بسلاح ابيض كان يحمله معه
قال لها : بطلى خوف وانا معاكي
قالت بصدق : أنا معاك بحس ان طمأنينة العالم كلها جوايا
لقد ارضى غروره هذا الكلام كثيرا لذا داهتمه ابتسامة جانبية نجح في كبتها قبل أن تظهر
بينما تابعت هي : لكن انا بخاف اوي من المطر
احترم رغبتها وقال : تمام زي ما تحبي
استقام واقفا وقبل ان يتحرك انقلب الجو رأسا على عقب هبت عاصفة ترابية شديدة القوة كالاعصار أصبحت اوراق الأشجار المتساقطة تتطاير في كل مكان اختفت الشمس خيم الظلام على الجو النهاري شعرت قدر بزعر شديد هرولت ناحية رازي ، تشبثت بيده بقوة بدا الخوف جليا في نبرة صوتها المهتزة
قالت : رازي انا خايفة
حتى جوكي وجوليان يشعرا بالزعر الان بدأت العاصفة تشتد وكأنها نهاية العالم ، ومعها بدأت قدر تسعل فهي تعاني حساسية ضد الاتربة قبض رازي على يدها بقوة ، تحرك ناحية جوكي اركبها ثم ركب هو لكن جوكي كان مزعورا لدرجه انه لم ينفذ أوامر صاحبه ولم يتحرك انشاً واحدًا لذا هبط رازي مرة أخرى حملها بين ذراعيه انزلها بهدوء لتقف أمامه
قال لها مطمئنا : اهدي كل حاجة هتبقى كويسة
مازالت تسعل تلتقط أنفاسها بصعوبة امسك رازي يدها وباليد الأخرى امسك لجام جوكي وجوليان معا ، كان يشق طريقه بصعوبة وكأنه يسير عكس التيار
مازالت العاصفة في ذروتها لم تهدأ لكنهم بطريقة ما استطاعوا قطع نصف المسافة ، لم تستطع قدر ان تقاوم اكثر من ذلك لذا سقطت فاقدة الوعي تلتقط أنفاسها ببطء شديد
ترك رازي لجام الاحصنة مما دفعهما للركد ناحية القصر فهما يعرفون الطريق جيدا..
حمل رازي قدر بين ذراعيه وأسرع إلى القصر يقاوم العاصفة
وما ان وصل حتى وضعها على الاريكة بقلق ترى ماذا يفعل حاول ايقاظها بالماء كان القلق ينهش في قلبه حتى أنه تعجب كثيرا بداخله لم يفهم ذلك القلق القاتل، لم يتوقع أن يقلق على شخص بهذا الحد سوى أخيه الياس
بعد عدة محاولات من ايقاظها بدأ القلق يصيبه حتى أن يديه كانت ترجف حينما تمسك بيديها اللتان تبدوان كقطعتين من الثلج بدأت أنفاسها تتلاشى شيئا فشيئا وهو عاجز لا يستطيع فعل شئ ، جالت له فكرة لذا بدأ بالضغط على صدرها ليحفزها على التنفس بشكل منتظم ، اخيرا بدأت تستعيد وعيها سعلت مرات متتالية كانت تخرج من فمها غبار أثناء السعال
اطلق تنهيدة طمأنينة حينما استعادت وعيها
فتحت عينيها بضعف وقالت بصوت جاهدت في إخراجه : رازي ..
رد بلهفة : انتي كويسة دلوقتي حاسة بإيه ؟
ردت بضعف : حاسة نفسي مكتوم مش قادرة اخد نفسي
قال بقلق : طب اعمل ايه عشان تتحسني فيه دوا معين اجيبه ولا ايه
ردت هي بتعب : فيه بخاخ باخده بس اكيد مافيش صيدلية فاتحة دلوقتي ، ما تقلقش هابقى كويسة
ربت على يدها بحنان وقال : إن شاء الله .
نظرت حولها إلي المنزل براحة وقالت : الحمد لله اننا وصلنا البيت بسلام كنت مرعوبة
قال هو بحنان لأول مرة تلمسه في نبرته : الحمد لله انك بخير
سحب منديل روقي من العبلة الموضوعة على الطاولة مسح لها اثار التراب العالقة على فمها .
قالت بامتنان حقيقي وبرأة صادقة : الحمد لله انك ديما جمبي ، كل مرة بكون في ضيقة بتكون أنت الفارس اللي بيظهر وينقذني ، شكرا يا رازي
قالت كلمتها وبدأت تسعل مرة أخرى مما دفعه أن يربت على ظهرها بقلق
هدئت قليلا وقالت وهي تحاول النهوض : أنا هاطلع اوضتي
قال وهو يحملها بين زراعيه : أنا هاطلعك .
حملها وظلت هي معلقة ناظرها عليه ، كيف لانسان أن يكون بكل هذا الحنان كيف لتلك النظرة الدافئة أن يمتلكها شخص واحدة ، عينيه بهما كمية من الحنان تكفي مدينة بأكلمها
قطع شرودها به قوله : عارف اني وسيم زي أبطال الروايات اللي بتقرأيها ، بس بقول اني حطيتك على السرير و مش راضية تفكي ايديكي من رقبتي
استفاقت بخجل فهي كانت غارقة في التفكير به حتى أنها لم تلحظ أنه وضعها على الفراش
اتجه ناحيه خزانتها أخرج لها ملابس منزلية وضعها بجانبها وقال : خدي دش لحسن هدومك كلها تراب
ثم اكمل بمشاكسة : مش معقولة انتي يا قدر كل ماتخرجي معايا تبهدلي هدومك كده تراب ، دانتي لو طفلة صغيرة هتحافظي على هدومك نضيفة اكتر من كده .
فكرت في نفسها انه يقلل مني الآن حسنا سيرى نظرت إلى الملابس التي اخرجها لها كانت ملابس قطنية لونها بينك وهي تحبه كثيرا لكنها قالت بنبرة متكبرة وهي ترفع حاجبها : ذوقك وحش على فكرة
فهم أنها تريد أن ترد له كلمته حينما قال لها (ذوقك وحش )
ابتسم وقرر معاقبتها بطريقته اقترب منها حتى صار وجهها مقابل لوجهه تمام وقال : على فكرة انا ذوقي حلو اوي ومافيش اختلاف على ده ، إنتي بقى مش مصدقة دي مشكلتك .
اكمل وهو يقترب اكثر وهمس : ها ذوقي حلو ولا وحش
ابتعلت لعباها بتوتر وقد فهمت انه يضغط عليها لتغير كلامها
فقالت بنبرة مهتزة : دانت ذوقك قمر انا بهزر
ابتسم وقد أعجبه اسلوب المشاكسة معاها بريئة هي كالاطفال
ابتعد عنها وترك لها الغرفة وعلى وجهه ابتسامة نصر ، وذهب لينعم بحمام ساخن ..
تحاملت على نفسها واستقامت متجهة الى المرحاض لتنعم بحمام دافئ يعيد لها راحتها بعد وقت ليس بقصير خرجت مم المرحاض و جلست هي في فراشها امسكت يإحدى الكتب الموضوعة بجانب السرير على الكمود يدأت تقلب صفحات تلك الرواية التي لم تنهيها بعد
لاحظت انه تأخر مرت ساعة ولم يظهر اعتقدت انه لن يأتي وفجأة فتح باب غرفتها فنظرت تطالعه وجدته يحمل بيده طعام العشاء لهما سويا
قال : أنا لو الفلبينية بتاعتك مش هعمل معاكي كده ، هو في راجل بيتجوز عشان يجهز العشا كل يوم لمراته
فكرت قليلا في الكلمة (مراته ) هل حقا انا زوجته ، لا هو فقط يمزح لقد تزوجني لظروف معينة ، من المؤكد أنه لا يحمل لي فى قلبه سوى الاحساس بالشفقة ..
فاقت من شرودها على رازي وهو يشير أمام اعينها
وقال : روحتي فين ؟
انتبهت له وقالت : ها موجودة
طب يلا عشان تقوليلي رأيك في شربة المشروم اللي عملتهالك
قالت بحماس: امم شكلها لذيذة
________________________
كان الياس يجلس بجوار مهاب ويبدو أنه يريد قول شئ لكنه متوتر
لاحظ مهاب توتره وقال : بتفرك ليه يا الياس ، قول اللي عايز تقوله على طول
تنهد الياس وقال : مهاب في حاجة لازم تعرفها
رفع مهاب عينيه للسقف وقال : قلت لفاطمة انك بتحبها وعايز تروح تخطبها صح
شعر الياس بالحرج فهو لم يرد ان يتخذ خطوة في علاقته بفاطمة وقلب صاحبه محطم من عشقه الاول لكن خوفه من ضياعها منه دفعه للتسرع
قال الياس : انا اسف يا مهاب ، بس…
بتر كلماته مهاب وهو يقول : إنت عبيط يلا ، بتتأسف على ايه ، اهو على الاقل واحد فينا يطلع ناصح وياخد اللي بيحبها
قال جملته الأخيرة بنوع من الحزن الذي جاهد فى كبته
ربت الياس على فخذه وقال : ربنا هيعوضك يا مهاب وهتتاعفى منها ..
هز رأسه بنعم ثم قال بحماس: يلا بقى كلم الأستاذ عبد الناصر عشان نروح نخطب البت الهبلة فاطمة
قال الياس يتحذير مصطنع : مهاب
ضحك وقال : خلاص يا سيدي عشان نخطب ربونزل
_______________________
في المساء كان يجلس مهاب والياس وعبد الناصر في الرواق في شقة عبد الناصر وبعد الترحيب ، وبعد الدردشة في مواضيع عامة واحضرت لهم فاطمة الشاي ، كانت تقف خلف باب الغرفة تسترق السمع وقلبها يكاد يقفز خارجها ويرقص ثم يدخل مرة أخرى
قال الياس بنوع من الخجل : استاذ عبد الناصر انا جاي اطلب إيد فاطمة
رد عبد الناصر : أنا من ناحيتي ماعنديش اي مانع بس لازم اخد رأيها
رد مهاب باندفعاع : لا مهي موافقة
رمقه الياس معاتبا ثم قال لعبد الناصر : طب احنا مستنين اهو اتفضل خد رأيها
رد عبد الناصر باصرار : لا يا إبني اديها فرصة تفكر
قال مهاب : طب يا مستر اندها كده ناخد رأيها
قال عبد الناصر بقلة حيلة : فاطمة
وفجأة فتحت الباب بإندفاع وبدأت تزغرد
اتسعت أعينهم من الصدمة وجاهد الياس في كبت ضحكاته على تلك المجنونة التي يعشق جنونها
قال عبد الناصر بحرج : أنا بقول نقرأ الفاتحة …..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندبات قدر)