رواية ندبات قدر الفصل الثاني عشر 12 بقلم الشيماء مسعد
رواية ندبات قدر الجزء الثاني عشر
رواية ندبات قدر البارت الثاني عشر
رواية ندبات قدر الحلقة الثانية عشر
* اذا نجحت في خداع احد ما فلا تظن أنه غبي ، لكنه كان يثق بك ، اما الأصعب اذا وثقت في أحدهم فلا تأخذ جرعة كبيرة من الثقة ، اترك مكانا للخيبة ومكانا لاستعابها أيضا *
وأعلم أنه لاشئ اكثر اذية من ان تجعل أحدهم يندم على الخير الذي قدمه لك …..
قال رازي وهو يصوب سلاحه على رأس مايا : هعد لحد ٣ لو مانزلوش السلاح ووقفولي صف واحد هارازي فيكم كلكم لحد ما يبانلكم صاحب ، وخلي ابوكي يقولك مين هو رازي صاحب القبضة الحديدية اللي مش عاجبك
بدأ رازي في العد : ١ ، ٢ ، ٢ ونص
وقبل ان ينطق ثلاثة سمع ما هزه من الداخل
صرخت : أنا حامل يا رازي
نجحت في تشتيت انتباهه وبحركة سريعة على حين غرة لكمه احد الرجال بقوة فسقط السلاح رد عليه رازي بصفعة اوقعته ارضا من يده الشمال تلك اليد الحديدية التي لكمه واحدة منها كفيلة بإسقاط صف أسنان أحدهم
نظرت له مايا بغل وأطلقت طلقة نارية على يده الشمال فتأوه بشدة ..
وقالت : دي مخصوص عشان القبضة الحديدية اللي قارفنا بيها
صرخ من الألم امسك بيده وفي تلك اللحظة اقترب منه العشرة رجال كتفوه وامسكت هي عصا حديدية
وقالت : مد ايده الشمال
احكم اثنان منهم على يده الشمال أخدت تضرب بكل قوة لديها حتى كسرت كل عظمة بها تقريبا كان يصرخ في سكون الظلام والفراغ الشاسع لم يكن هناك سوى صوت صراخه وصدى صوته الذي يتردد حزنا والما على ما حل بخير ما انجيت المخابرات المصرية كانت تلك القمر والنجوم اللامعة في السماء الصافية هي الشاهد الوحيد على انكسار كبرياء الاسد ، تحطيم قلب وثق في من لا يستحق
ضحكت مايا باستمتاع وقالت : خلاص مافيش قبضة حديدية تاني ، هي كده شلت تماما ، بمناسبة انك مغرور وشايف نفسك وحاسس ان مافيش حد يقدر يقف في طريقك ، كل العمليات اللي فشلت كنت انا السبب كنت بتصنت عليك واعرف انت هتعمل ايه وابوظ لك خططك كنت ديما سبقاك بخطوة يا حضرة الفاشل ،اه نسيت اقولك عارفة مين اللي قتل هاشم الرفاعي وابنه
تعالت ضحكاتها الجنونية وهي تتابع : أنا اللي قتلت هاشم الرفاعي وابنه وحرقت البيت بيهم .
همست في اذنه كأنها لا تريد احد ان يسمعها : واقولك الادهي من كده أنا حابسة فريدة هاشم الرفاعي عشان ماتعمليش قلق
كان صوت ضحكاتها يتعالى ويرد عليه صدها في الارجاء كأنها ضحكات للشيطان ،وكأن الشر كله تجمع تلك الليلة في جسد مايا
بسق رازي علي وجهها وقال : زي ابوكي برضه تربية و*** بتطعنوا في الضهر ماتقدروش تواجهوا انتوا اجبن من كده بكتير ، انتوا حثالة ، لو فرحانة بالكلاب اللي حواليكي وواخدة وضعك حبتين احب اقولك اني هاسحقك زي ذبابة مالهاش اي قيمة ، لو فاكرة اني خايف فتبقي بتحلمي احلام اليقظة انا رازي الاسم لوحده كفيل يخوف امثالك انتي وابوكي
غلى الدم في عروقها نجح رازي في اثارة غضبها مما دفعها
تقول : اسمع بقى الخبر اللي هيخلي دا يشل زي ما ايدك شلت
أشارت إلى قلبه ،
انا سيبتلك هديتين عشان تفضل فاكرني بيهم ، جيبتلك لوحتك المفضلة ليلة النجوم لفان جوخ عشان كل ما تشوفها تفتكرني
تابعت ببرأة أحسنت اتقانها : مش انت قولتلي انك بتحب اللوحة دي اوي بتفكرك بهدوء الليل والنجوم اللامعة في سكون الليل والرومانسية المتخلفة بتاعتك دي
تابعت بضحكة شريرة : والهدية التانية ما بقاش فيه سنيوريتا خلاص
هوى قلبه أرضا قبل تلك الكلمة لم يكن يهمه ما أصابه من عجز في يده كل ما همه الا يسمع ما جاء بباله وقت سمع سيرة والدته لطالما كانت هي عشقه الاول حبيبته رفيقته ووالدته الحازمة حينما يتطلب الأمر ، تمنى لو يتوقف الزمن عند تلك اللحظة ولا يسمع بأي مكروه يصيبها . شعر وكأن انفاسه تسلب منه .
تابعت بضحكة مجنونة وكأنها فقدت صوابها : أنا خلصت ع السنيوريتا والخدامة اللي معاها ومع الاسف الياس ماجاش انهاردة زي ماقال ، بس مش مهم انا موجودة
وما ان سمع رازي تلك الكلمة حتى خارت قواه ، سقط ارضا يصرخ وقلبه يقطر دما همس : امي
نظر إلى مايا بقهر وجه لها نظرة أقسمت أنها لن تنساها لقد خافت رغم أنه كان مكتف من قبل عشر رجال
قالت وهي تتراجع ادراجها للخلف : يلا بينا
رد احد الرجال : مش هنقتله يا هانم
مسدت على خد رازي فابعد وجهه عنها بمقت شديد لها
قالت هي : رازي دا غالي عليا اوي ، عشان كده مش هقدر اشوفه بيتقتل قدامي وكمان لازم يستمتع بالهدايا والمفاجأة اللي عملتها له ، لو مات هيرتاح ومش هيستمتع
ألقت له قبله في الهواء وقبل ان تغادر
قال هو بمرارة وغل : حق امي هاخده ، هاحرق الدنيا كلها عشانها ، هخليكي تتمني الموت يا فريدة
حضر في ذهنه تلك المقولة ( اتحرق العالم لأجلها قال وهل يوجد عالم بدونها )
غادروا جميعهم تاركين خلفهم اشلاء قلب ، الخذلان تجسد في صورة روح معذبة منذ قليل كان مستعد ان يدفع روحه دفاعا عنها لقد خبأها خلف ظهره خوفا من ان يصيبها مكروه ماذا فعلت هي لقد سلبت روحه قتلته الف مرة ، سلبته اغلى شخص على قلبه…
اخذوا سيارته معهم ،وما ان رحلوا أخرج هاتفه حاول كثيرا الاتصال على هاتف المنزل لكن أحدهم لم يجيب بكي كثيرا انتحب صرخ بإسمها لم يقل سنيوريتا كما اعتاد كان يردد : امي
مسح دموعه لم يكن يشعر حقا بألم يده ، كلم صديقه (سيف العميد) الذي أتى إليه بعد عدة ساعات نظرا لبعد المسافة
ظل يبكي كالاطفال حتى سكن تماما تحجرت الدموع لم تعد تسقط نزف كثيرا ضعفت قواه شعر بأنه يفقد روحه شيئا فشيئا لم يكن يعنيه الأمر برمته لولا السنيوريتا ..
وصل سيف وهبط كالاعصار وجد صديقه في حالة يرثى لها
سانده إلى أن وصلا إلى السيارة كان ساكنا لم يتفوه كأنه في عالم آخر
نظر سيف له ومعالم الدهشة على وجهه : حصل ايه ، أنا ماعنديش اي معلومات عن انك في مهمة
لم يرد رازي
اكمل سيف : هاخدك على أقرب مستشفى
حينها رد رازي : خدني على البيت
سيف بدهشة : بيت ايه انت دمك هيتصفى
سقطت دموعه وقال : عايز اشوف امي
ازدادت دهشة سيف وقال : ما تريحني يا رازي ايه اللي حصل ياخي
فريدة قتلت امي
كان هذا رده باختصار ولم يتفوه بعدها ، اما الآخر فقد الجمته الصدمة وهرب الكلام من فمه رغم أن الفضول كان سيقتله …
تابعت أمينة وقد فتحت عليها تلك الذكريات سيلا من الألم
قالت وهي تنتحب وعبارتها تتسابق : رجعت تاني يوم من البلد لقيت الياس ومهاب بيعيطوا زي الأطفال ورازي نايم طريح على السرير مش دريان بحاجة ومتعلقله محاليل واصحابه كلهم في البيت ، ولما عرفت الخبر صرخت ووقعت انا كمان من طولي كانت فترة صعبة علينا كلنا يابنتي، الست زهرة الله يرحمها أصلها كانت زهرة البيت حبيبة الكل اسم على مسمى زهرة ، من وقتها وزي مانتي شايفة رازي اللي ماكانش يبطل هزار ومشاكسة وكان فرحان بنفسه اوي وبقوته وذكائه ، بقى بيطلع الكلمة بالعافية بقى بيحب العزلة زي عينيه ممكن يعدي يوم كامل مايكلمش حد والياس يا حبيبي اللي كان دلوعة البيت ومش بيحمل هم اي حاجة وعايش حياته زي اي شب شال الهم وبقى هو الكبير وهو اللي يشتغل ويدير شركة والده ومهاب ربنا يحفظه لشبابه مش سايبه ابدا الست زهرة كانت بتعتبر مهاب ابنها التالت ،
تابعت برجاء:
عشان كده انا ارجوكي يا بنتي لو اتصرف معاكي رازي اي تصرف بعصبية لازم تعزريه هو اللي حصله مش قليل يا حبيبي . تخيلي الست اللي يأمنها على اسمه وعرضه ويفتح لها بيته وقلبه تطعنه وتضربه في مقتل . حرمته من أكتر إنسانة بيحبها ماكانش يناديها الا السنيوريتا كان بيدللها كأنها أميرة وهي تستحق أنها تتعامل زي الاميرات ..
بكت أمينة اكثر ، وكانت قدر لا تقل عنها في النحيب فقد تقطعت انياط قلبها بعدما عرفت الأحداث التي مر بها ذلك الشاب الذي يتصرف ككهل عجوز شبع من الدنيا منذ ان رأته
اقتربت قدر من السيدة أمينة احاطتها بذراعها وربتت على فخذها بالأيد الاخري وقالت : كفاية عياط يا ست أمينة العياط مش هيرجع اللي فات ، لو كل حد اتعرض لموقف صعب في حياته انعزل زي رازي ماكانش حد كلم حد ، لازم نساعد رازي يرجع زي الاول قوي وفرحان بنفسه ومرح زي مانتي قولتي، هتسأليني ازاي هاقولك ما اعرفش ، بس هنحاول مع بعض انا هارجعلك تاني وندردش في كل حاجة كان بيحبها رازي هنعملها وهنتحمل رفضه وغضبه وثورته كله هيعدي بإذن الله .
ابتسمت أمينة من وسط دموعها وقالت : اسمك قدر و يمكن تكوني القدر اللطيف اللي ربنا بعته لرازي عشان يرجع لحياته القديمة ويتابع حياته زي اي شب في سنه ، رازي موقف حياته من خمس سنين عنده ٣٥ سنة بس عايش كأنه عنده ٧٠ سنه رازي كبر ضعف سنه بسببها ربنا ينتقم منك يا بنت المنشاوي قادر يا كريم ..
_______________________
بينما في مكان ما في إيطاليا ، كان هناك طفل صغير عمره حوالي ٤ اعوام يلعب كرة القدم ، ركل الكرة بقوة اقتربت من حوض مياه كبير شاسع ، ركد خلفها لمحته السيدة التي كانت تستجم تحت اشعة الشمس هبت واقفة تركد خلفه .
وهي تقول : Adam , don’t play near the pool , It’s dangerous
(ادم ، لا تلعب بالقرب من حمام السباحة هذا خطر )
رد الطفل بطاعة : OK mom
حملته من الارض وقبلت وجنته وقالت : good son
حملته وعادت إلى ذلك الذي المستلقي على اريكة بجوار خاصتها فتح ذراعيه وهو يقول : My dear son , come to your dad (ابني الغالي ، تعالى الي والدك )
ارتمي الطفل بين أحضان الرجل وقال : love you dad
شردت قليلا تفكر ادم يذكرني بوالده كثيرا لقد نفذت انتقامي من رازي لكن ….. لكن لم أكن أعلم أني تركت قلبي هناك وهو ترك قطعة منه هنا ، ليتني استطيع ان اعيد المياه لمجاريها
قطع تفكيرها صوت نزار : مايا ، عم فكر نضل هون بايطاليا بقصد نستقر هون الحياة جدا جميلة شو رأيك حبيبتي
أطلقت تنهيدة حنين وشوق وقالت : حتى انا مرتاحة هنا يا نذار ، سيبني افكر وهارد عليك
شردت مرة أخرى تفكر
في تلك الليلة التي نفذت انتقامي من رازي قلت له أنني احمل في احشائي طفله لكن الحقيقة أنني كنت اكذب ، أردت فقد تشتيت انتباهه ، لكن حينما مر شهر بدأت تظهر لديها اعراض الحمل أسرعت لعمل اختبار لتتأكد من ذلك ، عندما تأكدت ذهبت إلى نزار
قالت مايا : نرار ايه اللي ممكن يحصل لو كنت بقيت حامل من رازي
رد نزار بحزم : اكيد كنا رح ننزل ابن هاد الشيطان ما بدنا ولا شى يذكرنا فيه
ابتلعت غصة مريرة فهي حقا تشتاق لتلك الايام التي كان يدللها بها وكأنها ملكة ، تشعر بالحنين وكيف لها أن تفكر انه قد يغفر او يسامح تعلم أنه لو رأها لفصل رأسها عن جسدها
أطلقت تنهيدة وقررت ان تخدع نزار بأن الطفل له ورتبت لذلك حتى يبدو الأمر طبيعيا ، فبعدما كانت ترفض اقترابه منها سمحت له تلك الليلة بتخطي حصونها واهدته ليلة كان يقاتل حتى يحصل عليها ، حتى تحتفظ بقطعة من رازي في احشائها ، تندم حقا لأنها سمعت كلام نزار وأكملت انتقامها على الرغم من أنها كانت تنوي التراجع لكن نزار لم يسمح لها بذلك وكانت له أهداف أخرى……
___________________________
تركت قدر السيدة أمينة وذهبت إلى مكتب رازي فتحت الباب بهدوء ودلفت لتقف أمام لوحة فان جوخ (ليلة النجوم )
فكرت اذا كانت تلك اللوحة تحمل ذكرى سيئة فلما مازال محتفظ بها ، لم تجد إجابة ترضي فضولها ، قد يكون محتفظ بها حتى يظل يتذكر تلك الليلة بتفاصيلها ، ياله من مسكين يعذب نفسه كثيرا
تركت المكتب توجهت إلى الأعلى هي الآن واقفة أمام باب غرفته ترددت كثيرا قبل أن تطرق الباب
طرقت عدة طرقات متتالية حتى فتح لها كانت هيئته كفيلة لمعرفة ما عاناه وحيدا في غرفته منذ قليل كان شعره مبعثرا على غير العادة يقطر ماء يهبط على جبهته ، ملابسه مبتلة أيضا في هذا الجو قارص البرودة ولم يبالي بذلك
قال بهدوء : عايزة ايه ؟
قبل أن ترد سعل مرات متتالية ، تملكها القلق
قالت : إنت أخدت برد ممكن تغير هدومك دي
_وانتي مالك ؟
= انا الممرضة المسؤولة
بتر كلماتها بغضب وهو يقول : غوري من هنا
انتفضت كليا لكنها ظلت ثابتة وقالت بتحدي : ولو ماغرتش هتعمل ايه يعني ؟
تملكه الغضب من تلك لتتحداني قال بغضب : انتي جريئة اوي عشان تقفي قصادي وتتحديني ؟ !
ابتلعت لعابها وبدا عليها التوتر لكنها تابعت بنبرة مهتزة : وايه يعني لو اتحديتك ، صاحب الحق قوي وانا هنا الممرضة وصاحبة حق .
كور يده بغضب وركل المقعد الذي أمامه وقبل ان يتحدث بدأ يسعل مرة أخرى
انكمشت حول نفسها خوفا فقالت بنبرة لينة ، سيد رازي لازم تغير عشان هتمرض بجد ، إحنا خايفين عليك
أتت أمينة من خلفها و قالت بحنان : إبني رازي هي عندها حق لازم تغير انت وشك ازرق من شدة البرد
ظل صامتا ولم يبدي اعتراضا لذا دلفت قدر إلى غرفته أخرجت له ملابس أخري .
وقالت : اتفضل البس احنا مستنينك برا عشان العشا
نظر إلى الملابس التي اختارتها وقال بعناد : ذوقك وحش
رفعت حاجبها وتمتمت : مغرور شايف نفسه
بتقولي حاجة يا آنسة ، كان هذا رده
_ ما بقولش ، يلا يا ست أمينة
انتظرت قدر وامينة بالخارج بينما بدل ثيابه كان يسعل بصوت عال يسمعانه جيدا
قالت قدر بنبرة بدا فيها القلق جليا : شكله خد دور برد يا ست أمينة ، عايزة انزل صيدلية قريبة من هنا نجيب له علاج ، وشه احمر باين حرارته مرتفعه
خرج هو مرتديا نفس الثياب التي احضرتها قدر
ابتسمت ابتسامة جانبية وهمست : ماكان ذوقي وحش
رمقها بنظرة جانبية وقال : مش في مزاج يسمح لي اختار عشان كده لبستها
اتسعت عيناها بحرج كيف سمعها يبدو وانه يملك حاسة سمع قوية
بدأ يسعل مرة أخرى
جلس على طاولة الطعام لم يأكل لقد فقد شهيته ، ويشعر أيضا بألم لعين في معدته ، يريد أن يتقيئ
دس ملعقة شوربة عدس في فمه وبعدها قام مسرعا إلى المرحاض
تبادلت قدر نظرات القلق مع السيدة أمينة قامتا خلفه مهرولتين
عاد بعدما تقيأ وقال : أنا تمام ، هاطلع ارتاح شوية
خرج صوته وكأنه يرتعش
قالت أمينة بعدما وضعت يدها على جبهته : رازي انت سخن ، اطلع ارتاح وانا هاعملك حاجة سخنة تشربها
اومأ برأسه وقال : ماشي
خرجت السيدة أمينة مع قدر لإحضار الدواء بعدما طلبت من سناء أن تعد له مشروب الأعشاب
حينما عادت قدر مع أمينة ذهبتا إلى غرفة رازي كان قد غط في نوم عميق ، وجهه ملتهب كقطعة جمر مشتعلة
قالت قدر بقلق : ست أمينة حرارته مرتفعة اوي ، حاولي تصحيه عشان ياخد العلاج
حاولت أمينة ايقاظه لكنه لم يستطع ان يفتح عينيه حتى
قالت أمينة : وبعدين يا بنتي دا سخن اوي ومش قادر يقوم
قدر : أنا هاتصرف
هبطت مسرعة أحضرت اناء به ماء فاتر ومناديل قطنية
عادت بسرعة قالت : مافيش حل غير الكمادات لحد ما يقدر يفوق
جلست أمينة بجواره وبدأت في عمل كمادات له كانت قدر تجلس بجوارها
قالت أمينة: روحي انتي ارتاحي يا بنتي انا هفضل جمبه
ردت قدر : لا طبعا يا ست أمينة مش هقدر اسيبه ارتاحي انتي ، اكيد تعبتي وكمان انتي مش متعودة تسهري كده
ردت أمينة بحزن : مش هيجيلي نوم يا بنتي الا لما اطمن عليه
قدر ربتت على كفها وقالت : طب ريحي هنا على الكنبة دي وانا هاعمله كمادات
وافقت أمينة واراحت جسدها على الصوفا وما هي إلا دقائق معدودة حتى غطت في النوم
اما عن قدر فبقيت مستيقظة طوال الليل لرعاية رازي هي ممرضة وتلك مهنتها كانت تشعر بالمسؤولية تجاه مريضها .
ارتفع اذان الفجر في الارجاء كانت قد انخفضت حرارة رازي
توضأت قدر وصلت الفجر وعادت تتحسس جبهته وجدت حرارته طبيعية أخيرا تنهدت براحة جلست على مقعدها وعرف النوم طريقا لخضراواتيها اغلقت عينيها استجابة لنداء الراحة ..
استيقظ رازي مبكرا لأنه نام مبكرا وجد قدر نائمة بطريقة عشوائية رأسها مائل للخلف على المقعد والسيدة أمينة مستلقاة على الاريكة
نظر إلى قدر لبرهة فكر ، لما عليها ان تكون بكل هذا اللطف، لا اريد ان تصنع لي اي معروف تذكر تلك اللعينة فريدة ، لم تسهر بجواره قط في تعبه لقد كانت السنيوريتا دائما هي من ترعاه في مرضه حتى بعد زواجه من تلك الشيطانة لم تسهر لرعايته عندما يكون مريضا ابدا ، نفض تلك الأفكار والذكريات المتعبة ، عاد تفكيره إلى تلك القابعة جواره ، لما فعلت هذا ، برر ذلك بأنها ممرضة وهذا واجبها
حاول ان ينهض احدث جلبة جعلتها تستيقظ اول شئ فكرت به ترتيب حجابها فركت عينيها بتعب وقالت : إنت كويس دلوقتي ، حاسس ان فيه حراره
رد بهدوء : أنا كويس ، ماكانش فيه داعي تسهري جمبي
لوت فمها وقالت : سيد رازي دا واجبي على فكرة ، أنت ديما بتنسى اني الممرضة هنا
اتجهت ناحية خزانة الثياب أحضرت له ثياب وقالت : خد دش عشان تفوق . ويارب ذوقي يطلع حلو المرة دي .
انهت كلامها وغادرت الغرفة هبطت لأسفل طلبت من سناء أن تعد له طعام الإفطار
جلست تطالع الجريدة رأت صورته في الصفحة الثانية هو بعينه ممدوح الصاوي ، حالة من الذعر انتابتها القطت الجريدة ارضا كان يهبط رازي من الدرج لمحها ، تعجب من فعلتها لذا اقترب عندها التقط الجريدة من الأرض طالع الجريدة ولم يجد بها شيئا يخيفها لهذا الحد فقط صور لبعض السياسين في البلد واخبار لعينة عنهم ، هذا ما فكر به
وقال : شوفتي شبح في الجريدة ، خايفة كده ليه
ارتبكت وقالت : وقعت من ايدي بالغلط آسفة
رمقها بشك لكنه لم يعلق بقي سؤالا عالقا في ذهنه لما تصرفت هكذا ؟؟ ماذا تخفي تلك الصغيرة الفضولية ….. البريئة
نهر نفسه لقوله بريئة ، واللعنة قلت بريئة ماذا بك يا رجل لا توجد انثي بريئة، اصمت ايها الأحمق .
__________________________
كانت هاجر تجلس في غرفتها تعبث في هاتفها دلف والدها إليها بعدما طرق باب الغرفة
ممدوح : صباح الفل يا جوجو
اعتدلت على الفراش وقالت : صباح الخير يا بابا
جلس على طرف السرير وقال : سمعتي آخر الأخبار
انتبهت اكثر لحديثه وقالت: اخبار ايه ؟؟ يارب يكون خير
ممدوح : هو خير ، بس انتي الوحيدة في ايدك تخليه يكمل
عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت : مش فاهمة يا بابا
رد ممدوح بتلاعب : الواد مهاب وصاحبه الياس لقوا شركة اجنبية تمول المشاريع بتاعتهم
ابتسمت بسعادة وقالت : بجد يا بابا
اختفت ابتسامتها حينما تذكرت قوله( بايدك تخليه يكمل )
قالت : بس انا ايه علاقتي بدا ليه انا اللي اخليه يكمل
كان ممدوح يترقب ردت فعلها وهو يقول : ابعدي عن مهاب ، وافقي انك تتخطبي لاياد امجد نصار والا هقدم عرض للشريك الأجنبي واخليهم يخلعوا من العيال دي وساعتها بقى اقري الفاتحة على شركتهم …
طالعته هاجر بعدم تصديق ولسان حالها يقول : هل انت حقا ابي أشك في ذلك
__________________________
هبطت فاطمة من سيارة أجرى أمام مقر الشركة التي تعمل بها في نفس اللحظة التي هبط فيها الياس وما ان تحركت نحو الشركة حتى توقفت سيارة في طريقها وهبط رجلان يريدانها ان تركب معهم عنوة
انتبه لهما الياس وأسرع إليهم يركد وما ان وصل حتى لكم أحدهم في وجهه فردها له الرجل حتى كاد ان يسقط …….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندبات قدر)