روايات

رواية عشق الملاك الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم علياء بطرس

رواية عشق الملاك الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم علياء بطرس

رواية عشق الملاك الجزء الحادي والعشرون

رواية عشق الملاك البارت الحادي والعشرون

رواية عشق الملاك الحلقة الحادية والعشرون

بعد عدة ايام

نجد داليا تدخل لجامعة ملاك
تمشي بتعالي كعادتها ،، جلست فالكافيه
تنتظر احدهم

“مساء الخير ،، انتي داليا مش كده “

خلعت داليا نظارتها ومدت يدها لمصافحته
“وانتا جاسر “

اماء لها جاسر بالايجاب وسحب الكرسي
المقابل لها وجلس يريد ان يعرف ما
الموضوع الذي يجمعه مع هذه الفتاة

تحدثت داليا بثقة
“اكيد بتسأل نفسك انا عاوزة منك ايه “

“احب اعرف “

“قولي الاول مش عاوز تاخد بتارك من
ادهم السيوفي “

ارتبك جاسر قليلاً
“تار ايه ،، انا مفيش بيني وبينه
اي تار او عداوة “

ضحكت داليا باستهزاء
” ما ترتبكش اوي كده ،، انا عارفة الي حصل بينك
وبين ملاك والي عمله ادهم معاك ،، خلينا
فالمهم احنا مصلحتنا واحدة “

نظر اليها جاسر باستغراب
“مصلحتنا واحدة ازاي يا ريت توضحي
اكتر من كده ،، وتقولي كل الي عندك
مرة واحدة عشان عندي معاد مهم “

ارجعت داليا خصلات شعرها الشقراء للوراء
وقالت بثقة مشبعة بالحقد
“انا هخليك تنتقم من ادهم من غير ما يكون
عليك لوم هتشوفه مذلول ومكسور قدامك ،، وانا
هكمل الباقي مع ملاك “

هتف جاسر بتعجب
“انا مش فاهم حاجة ،، لو سمحتي
وضحي اكتر من كده “

“انا هفهمك “

وقصت له خطتها الشيطانية التي ستوقع
بين ادهم وملاك

هز جاسر رأسه كعلامة موافقة على خطتها وهتف
متسائلاً
“طيب وانتي هتستفادي ايه من كل ده “

اجابته داليا بغموض
“دي حاجة تخصني ،، والي انتا هتعمله
هيفيندي اوي ،، ودلوقتي عن اذنك
لازم امشي ،، وهنبقى على اتصال “

غادرت داليا حرم الجامعة وابتسامة
شر مرسومة على شفتيها

*********************
في مكتب امجد
ك
ان يعمل على حاسوبه

متجاهلاً هبة التي تجلس قبالته وتتأفف
بصوت مسموع ،، قالت هبة بحدة خفيفة

“يعني انتا هتفضل تتعامل معايا كده
لحد امتى “

اجابها امجد ولم يرفع عيناه باتجاهها
“لغاية ما يتعدل اسلوبك فالكلام
معايا ومع الكل “


رفعت هبة حاجبها باستنكار
“ليه ماله اسلوبي بقى ايه الي مش عاجبك
فاسلوبي “

اغلق امجد حاسوبه وهتف بصوت عالي
“اسلوب مستفز ومستهتر ما بهمكيش
حد غير نفسك “

هتفت هبة بصدمة
“انا يا امجد مستفزة ومستهترة
وميهمنيش غير نفسي ،، وايه كمان
مش عاجبك فيا “

ثم اكملت
“كل ده عشان
مردتش عليك وكنت باكل ،، وانتا اخدتها حجة
عشان نبعد عن بعض وبقالك اكتر من شهرين
كل فين وفين لما بتتصل فيا “

“لأ يا هانم انا متصلتش عشان اشوف انا هفرق
معاكي امتى ،، بس للاسف بعد اسبوع لما افتكرتي
تتصلي وتطمني ،،الظاهر لما ادهم قال عنك مستهترة
ومش قد المسؤولية كان عنده حق “

اخذت هبة نفساً طويلاً قبل ان تهتف بهدوء
في محاولة لتخفيف غضب امجد
“طيب قولي ايه الي يريحك وانا اعمله “

“الي يريحني انك متبقيش مستهترة
ولما اتصل بيكي تردي على طول مش لما تخلصي
اكل او فسح مع صحابك ،، عشان انا بتصلك
عشان اطمن عليكى وببقى مش على بعضي
لما مترديش بيبقى الف سيناريو
فدماغي من خوفي عليكي “

هتفت هبة بمرح كعادتها
“يعني انتا بتخاف عليا يا ميجو “

اجابها امجد بتقزز
“ميجو ،، حسك عينك تقولي الكلمة
المقرفة دي تاني “

“ليه مش عاوزني ادلعك “

اقترب منها امجد بخبث
“طبعاً عاوزك تدلعيني وتشخلعيني
بس في طرق تانية غير ميجو دي “

تطلعت اليه هبة بترقب وقبل ان تفهم
كانت شفتيها اسيرة شفتيه ،، شدد امجد من
احتضانها متعمقاً في قبلته ،، زاد من عنفه قليلاً
عندما شعر بيدها على صدره تدفعه عنها ،، شهقت هبة
بقوة فور ابتعاده عنها ،، استند بجبهته على حبهتها
هتفت هبة بخجل
“متعملش كده تاني ،، افرض دخلت مها
وشافتنا كده هتقول ايه “

قبلها امجد بجانب شفتيها وقال بصوت
اجش
“هتقول واحد ومراته بيحبو فبعض
فيها حاجة دي “

ابتسمت هبة بخجل على جملته

هتف امجد بقليل من الجدية
“طيب هو احنا هنحدد معاد الفرح امتى “

اجابته هبة بخجل
“اكيد مش دلوقتي انا عندي إمتحانات
كمان اسبوعين وعاوزلي وقت اجهز نفسي “

قال امجد بلهجة لا تقبل النقاش
“خلاص زي النهاردة كمان شهر “

كادت هبة ان تعترض لولا ان امجد رفع
يده كعلامة لانتهاء الحديث

**********************

في قصر ادهم

كان ادهم يراقب ملاك الجالسة على الارضية
العشبية في الحديقة من خلال شرفة مكتبه
الزجاجية،، شاردة الذهن لا يعلم ما
اصابها فهي اليوم كان مزاجها سئ للغاية
اتجه نوحها ليتحدث معها محاولاً
ان يكتشف ما يزعجها

التفتت ملاك لادهم عندما شعرت به
يجلس بجانبها ،، هتف أدهم بهدوء
متزامن مع جذبه لها لتتوسط احضانه
مقبلاً مقدمة رأسها
“حبيبتي مدايقة من ايه مين
الي زعل القمر بتاعي “

ابتعدت ملاك عنه قائلة بضيق
واضح
“مفيش بس حبيت اقعد لوحدي اشوية “

تحدث ادهم وعيناه تجوب تفاصيل وجهها
الذي بدا على ملامحه الضيق
“مش عاوايدك تقعدي لوحدك وتسيبي
جوزك حبيبك لوحده “

تأففت ملاك بصوت مسموع
“يووووه ،، قولتلك مافيش حاجة
حبيت اكون لوحدي “

قالت جملتها وهبت مسرعة للداخل

نظر ادهم لاثرها بتعجب
فهي لم تكن هذه طريقتها فالتعامل
مع الاخرين وخاصة هو فهي كانت دائماً
مثال للهدوء وللباقة في الحديث
مع الاخرين ،، تنهد بيأس وتبعها للداخل

غافلاً عن تلك التي تراقبه من نافذة المطبخ
ولم تكن سوى نسرين وابتسامة انتصار
ظهرت عليها

بعد عدة ساعات
انتبهت نسرين على ارتجاج هاتفها الذي
تضعه في جيب تنورتها حتى لا ينتبه
اليه احد ،، تسللت للحمام وفتحت
صنبور المياه ليغطي صوت تدفق المياه
على صوت حديثها ،، جلبت هاتفها وردت على
اتصال داليا ،،

هتفت داليا بحدة مفرطة
“انتي يا بتاعة انتي بتصل بيكي
مردتيش من اول مرة ليه ،، فاكرة
نفسك حاجة مهمة “

لوت نسرين شفتيها بامتعاض
“اصلي يا ست هانم لحد ما عرفت ادخل الحمام
وارد عليكي عشان ماحدش ياخد باله “

“المهم ايه الاخبار عندك ،، عملتي
كل الي قولت عليه “

تحدثت نسرين كعادتها بسرعة
“كله تمام يا ست هانم والست ملاك
النهاردة مزاجها مش مزبوط خالص وقبل اشوية
اتخانقت مع ادهم بيه “

ابتسمت داليا بسعادة على بدء نجاح
خطتها ،، وستبدأ بالخطوة الثانية

قالت امره نسرين
“اسمعي الي هقول عليه ونفذي بالحرف
مش عاوزة غلطة ……….”

فغرت نسرين فمها من خطة داليا
التي ستؤدى لكارثه ،، لكنها فضلت
السكوت مقابل ان تملئ جيبها
قالت بطاعة بعد ان تلقت من داليا
الاوامر التي ستنفذها
“حاضر يا هانم كل الي طلبتيه
هعمله بالحرف ”
نظرت للهاتف بامتعاض عندما اغلقت
داليا الهاتف بوجهها
“يا بااي على تقل دمك ،، بس
فلوسك حلوة وكتيرة ولاكانها قاعدة على
بنك ،، بس يا ترى لو حصل الي هي عاوزاه
هتديني ربع المليون الي وعدتني بيه “

وضعت هاتفها في جيب تنورتها بعد اغلقته
بالكامل وعادت مرة اخرى للمطبخ لتباشر
عملها المتكدس عليها ،، قبل ان تبدأ يتنفيذ
تعليمات داليا

“ما لسا بدري يا ست نسرين ،، كل ده فالحمام
شكلك نسيتي ان انه عندنا شغل”
كان هذا صوت الخادمة سمر

اجابتها نسرين بامتعاض
“لأ يا ختي مانسيتش ولا حاجة وهبدأ اهو
اشتغل ”
قالت جملتها واتجهت لتخرج المستلزمات من
ستحتاجها للطهي من الثلاجة

كانت ملاك متسطحة على سريرها
تنظر للسقف بشرود ،، فاقت على تمسيد
ادهم على شعرها بحنان
نظرت اليه وهتفت بضيق
“هو انتا واخد اجازة عشان تفضل قاعد
فوق دماغي “

عض ادهم شفتيه كاتماً غيظه من اسلوبها
المستفز معه
قال بحدة مغلفة بهدوء
” انتبهي لكلامك معايا يا ملاك انا
مسمحش لحد يتكلم معايا كده “

تجاهلته ملاك واولته ظهرها داثرة
نفسها بالغطاء وهتفت بلا مبالاة
“انا عاوزة انام عن اذنك “

ترك ادهم الغرفة سافقاً الباب
خلفه بقوة جعلت ملاك تنتفض مكانها

بعد قرابة ساعتين كانت ملاك تنزل الدرج بشرود
متجه للمطبخ لتعد كوب نس كافيه لتزيل
الصداع المرافق لها منذ الصباح

دلفت المطبخ ولم تلقي التحية
كعادتها ،،اتجهت لاحد الادراج لجلب
اللازم

اقتربت منها نسرين وهتفت بسرعة
“هاتي عنك يا ست هانم انا هعملك
النس كافيه بتاعك وانتي ارتاحي “

تركت ملاك لها المجال لتصنعه
فهي ليست بمزاج لتقوم باي شئ
جلست على الطاولة التي تتوسط
المطبخ ،، اسندت رأسها على كف
يدها تنظر امامها بشرود
جلست بجانبها السيدة سعاد
وحدثتها بحنان
“مالك يا بنتي ايه الي مدايقك
اوي كده ،، في حاجة حصلت
بينك وبين ادهم “

ابتسمت ملاك لهذه السيدة
فحنانها يشبه حنان جدتها كثيراً

“أبدا يا دادة بس حاسة نفسي
مخنوقة اشوية ،، هشرب النس كافيه
واطلع ارتاح وان شاء الله هبقى احسن “

ربتت السيدة سعاد على ظهر ملاك بحنان
“ربنا يهدي سرك يا بنتي “

وضعت نسرين كوب النس كافيه بعد ان
وضعت بداخله حبوب الاكتئاب

ارتشفت ملاك من الكوب تحت نظرات
نسرين المترقبة

*******************

توالت الايام

وبدأت حالة ملاك بالتدهور اكثر من السابق
اصبحت لا تطيق الكلام مع احد ومزاجها سئ
دائماً ،، هذا ما دفع ادهم لترك المنزل بعد ان حاول
معها كثيراً لكنها لا تقبل الحديث معه اصبحت حبيسة
غرفتها لاتخرج منها ابداً حتى دراستها لم تهتم به مثل السابق ،، حتى صديقاتها لم تهتم بمقابلتهم
وجديها كل ما اتو لزيارتها بالكاد تجلس
معهم لدقائق معدودة وتعود لغرفتها مرة
اخرى

اما امجد وهبة فهم غارقان تارة بمشاكسة امجد لها
وتارة بجنون هبة وتجهيزاتهم للفرح

في احد الايام عاد ادهم للمنزل لجلب ملابس له
وبعض الاوراق المهمة ،، تعمد ان
التأخير حتى يضمن انها غرقت فالنوم حتى لايثير
غضبها الذي اصبح يثار بأقل كلمة ،، تنهد بقلة
حيلة عندما دلف للغرفة الغارقة فالظلام ،، مد يده
بهدوء لاضاءة الغرفة ،، تقدم من السرير وجلس على حافته متأملاً مظهرها الواضح عليه الشحوب
والتعب مسد على شعرها بهدوء

“ياه لو ترجعي ملاك الي عرفتها
نفسي اعرف ايه الي غيرك
وخلاكي كده مش طايقة حاجة
واولهم نفسك “

دثرها جيداً بالغطاء واتجه للغرفة
الملابس ،، تناول عدة بدلات وعدة اطقم
من الملابس المريحة ،، تأففت ملاك بضيق
عندما استيقظت على صوت حركة في غرفة
الملابس عرفت انه ادهم ،، اعتدلت في نومتها
واستندت بظهرها على السرير ،، خرج ادهم ووجدها تنظر امامها بشرود ،، اقترب منها وهتف بابتسامة
هادئة
“حبيبتي ايه الي صحاكي “

قابلت هدوء بهتاف حاد
“هيكون ايه غير الدوشة الي حضرتك
عاملها مش مراعي ان في بنآدمة مخمودة
نايمة “

احتدت ملامح ادهم بسبب صراخها
وهتف من بين أسنانه
“صوتك ميعلاش عليا ،، انا لغاية
دلوقتي مش عاوز اضغط عليكي
ومستني انك تقولي عن الي مضايقك “

صرخت ملاك بعنف
“قولتلك مليون مرة مفيش حاجة
عشان اقولها انتا مش عاوز تفهم ليه “

“امال إيه الي قلب حالك بالشكل ده
فين ملاك الهادية الي ملهاش صوت
عاجبك شكلك كده بقيتي على طول
حابسة نفسك فالاوضة دي
بقالي اسبوع بايت برا البيت وانتي
مافرقش معاكي تتطمني عليا ولاتشفوني
حصلي حاجة او لأ “

تأففت ملاك بخنق
“اديك كويس ومحصلش حاجة ايه لزمتها
بقى الدوشة الي عاملها دي “

هز ادهم رأسه بيأس فيبدو ان الكلام
معها اصبح لا يفيد ،، اخذ حقيبته وترك
البيت بأكمله
في صباح اليوم التالي
في حمام الخدم كانت نسرين تحدث داليا بصوت خافت
“زي ما قولتك يا ست هانم امبارح كان صوتهم
عالي اوي وهما بيتخانقو ،، وادهم بيه خرج
مش شايف قدامه وفإيده شنطة هدوم شكله
والله اعلم ساب البيت “

تلاعبت داليا بخصلات شعرها
بغرور على نجاح خطتها ،، هتفت
بصيغة آمره

“طيب اسمعي الي هقول عليه
ونفذيه بالحرف …….”

*********************

في شركة ادهم

كان يعمل على حاسوبه بذهن شارد
في زوجته التي تحولت لسيدة اخرى
لا يعرفها
تمنى لو يعرف سبب تأخرها

اخرجه من دوامة التفكير التي كان
غارق بها ،، صوت سكرتيرته
هتف بملل
“غادة ،، لو عندك شغل او اي اوراق
اجليها لوقت تاني انا مش فاضي “

تحدثت السكرتيرة باحترام
“لأ يا فندم ،، الموضوع مش شغل
في واحد بره مصر انه يقابل حضرتك
مع ان مفيش معاد “

عقد ادهم حاجبيه باستغراب من هذا
الذي يصر على مقابلته
“ماقلش اسمه ايه “

اجابته باحترام
“جاسر الصياد يا فندم “

تشنجت ملامح وجهه وضغط على اسنانه
بغضب ،، وهتف بهدوء مخيف
“دخليه ومدخليش حد عندي ولا تحولي تلفونات
لحد اما يخرج “

خرجت السكرتيرة بخطوات متعثرة
بسبب مظهره الغاضب المخيف

خلع ادهم جاكيت بدلته وحل اول ثلاث ازرار
من قميصه وشمر عن كميه وكأنه يستعد
للعراك ،، وضع يديه في جيب بنطاله عندما
شاهد جاسر يقترب من مكتبه ،، يسير بخطوات
واثقة

قال أدهم
“ده انتا جريئ اوي لدرجة انك تيجي لحد
عندي ومش خايف “

جلس جاسر على الكرسي المقابل
لمكتب أدهم ووضع قدماً على اخرى
تحدث بثقة بالغة
“واخاف ليه ،، محدش بخاف الا الي عامل
حاجة غلط وانا المرادي مش غلطان “

قال ادهم بنفاذ صبر
“وايه الي جابك عندي اخلص انا مش فاضلك “

اخرج جاسر هاتفه وعبث به
قليلاً تحدت نظرات ادهم المترقبة
ثم مد جاسر الهاتف اليه
“اتفضل شوف وانتا تعرف انك
بقى الي مضحوك عليك “

تناول ادهم منه الهاتف
وسرعان ما اصبحت انفاسه تعلو وتهبط من هول ما رأى فملاك ترسل لهذا الحقير الكثير من الرسائل
الغرامية وبعضها ما لا يصلح الا بين الازواج
واخرى تقول فيها انها تزوجت بادهم
طمعاً بماله ليس اكثر
القى الهاتف ارضاً ثم امسك جاسر
من تلابيب قميصة مسدداً له اللكمات

“بقى انتا يا وسخ جاي عشان تسود
سمعة مراتي وتقلل منها “

تحدث جاسر بانهاك اثر لكمات ادهم
“لو مش مصدقني شوف نمرتها منها اتبعتت
الرسايل ،، وتقدر تشوفهم من على تلفونها
وتقدر كمان تتأكد من شركة المحمول …
اكمل بخبث عندما شاهد نظرات أدهم
المنكسرة … انا كنت قادر اكمل معاها
والموضوع يتطور ،، بس انا قولت
دي ست متجوزة اي نعم هي مش معبرة
جوزها بس …. اااااه “

صرخ بها عندما تلقى ركلة من ادهم اسقطته
ارضاً جثى ادهم فوقه مسدداً له عدة لكمات جعلته
يفقد الوعي ،، اصبح ادهم لا يرى امامه فما سمعه
ورآه لا يصدق جلس على كرسيه بضعف ،، لا يصدق
ان زوجته التي احبها حتى الجنون تخدعه بوجهها
الملائكي الرقيق ،، ربط ما يحدث معها من تغيير
في المزاج ومع ما حدث بينها وبين هذا الجاسر
حتماً ان نفسيتها اصبحت سيئة عندما وجدته
لا يرد على رسائلها ،، ومن الممكن ان تكون
فكره ان جاسر حاول الاعتداء عليها كانت
مجرد تمثيلية ليقع ادهم في حبها
نهض ادهم عن كرسيه نافضاً تلك الافكار
من دماغه حدث نفسه بشرود
“لأ يا ادهم انتا هتصدق كلام الوسخ
ده ،، دي ملاك الي حبيتها وانتا عمرك ما
اتخدعت بالمظاهر وهي اكيد مخدعتنيش
ايوة هو الموضوع كده والوسخ ده انا هعرف
اتصرف معاه ازاي عشان يتجرأ يجيب
سيرة مرات ادهم السيوفي على لسانه “

التفت الى جاسر ولم يجده في مطرحه
فعرف انه خرج من للمكتب ولم يشعر به

بعد قرابة الساعة كان ادهم يدلف لقصره باحثاً
عنها بعينيه ،، دلف لغرفته وجدها فارغة كاد ان
يخرج حتى استمع لصوت تدفق مياه آتي من
الحمام ،، بحث عن هاتفها وجده موضوع على
الطاولة الصغيرة الملاصقة للسرير
التقطه بسرعة عابثاً به ،، ابتسم
براحة عندما وجد انه لا يوجد رسائل
في هاتفها اغلق هاتفها واعاده مكانه

شهقت ملاك بذعر عندما خرجت ووجدت
ادهم يجلس على السرير ،، وضعت يدها
مكان قلبها ،، هتفت بعتاب
“حرام عليك يا ادهم خضتني “

نظر اليها بنظرات لعوب فمظهرها
بهذه المنشفة التي تغطي جزء صغير من
جسدها شعرها المبلل الذي يقطر ماء
لم يخفى عليه صفاء بشرتها
جعلته يذوب شوقاً اليها

افاق على نفسه عندما لوحت ملاك بيدها
امام وجهه عندما لاحظت شروده
“ايه مالك سرحت فإيه “

وقف ادهم واحاط خصرها بيديه مقربها
منه ،، تملمت ملاك بين يديه عندما
فهمت نظراته الماكرة
هتف ادهم بخبث
“وحشتيني اوي اوي ”
ابتسمت ملاك انخفضت رأسها وهتفن بخجل
ولم تجيبه

“هو حبيبتي ايه إلي كان مدايقها
الفترة الي فاتت “

نظرت إليه وتحدثت بصدق
“والله انا نفسي معرفش كل الي اعرفه
اني كنت مدايقة ومخنوقة ومعرفش
السبب “

استشف ادهم الصدق في كلامها
حاول تغيير النوضوع وقال بخبث
“بس حلو البرنص الي لابساه ده
بس من غيره احلى ”
ارفق جملته بغمزة وقحة

فتحت ملاك فمها لتعترض ولكنه
ابتلع اعتراضها بقبلة اشتياق
جارفة ،، ساحباً اياها لعالمه
الخاص

بعد عدة ساعات قضها ادهم بأخذ ملاك
من جولة لاخرى ،، احتضنها بحب مقبلاً
فروة رأسها ،، واصابع يده ترسم دوائر
وهمية على ذراع يدها العاري

هتف ادهم بحب

“تعرفي نفسي فإيه “

هممت ملاك ليكمل ادهم

“نفسي فولد اسميه سليم على اسم بابا
ويطلع راجل كده ،، وبنوته اسميها سلين على اسم
ماما وتبقى زي القمر شبهك تبقى نسخة منك
فكل حاجة وشك عنيكي رقتك كل حاجة زيك”

دست ملاك رأسها بصدره العاري
وقالت بهدوء
“بس مش دلوقتي بعد الجامعة
حاسة اني مش قد مسؤولية
عيل صغير وتربية “

عقد ادهم حاجبيه باستغراب
من ردة فعلها ،، ولكنه لم يعلق

********************

في احد المولات الكبيرة
كانت هبة تدخل من محل لاخر تنتقي
ملابس لجهازها
هتفت هبة بحماس
“وااااو حلوة اوي البيجامة دي “

التفت امجد لمكان ما تنظر ،، فرفع
حاجبه مستنكراً عندما شاهد بيجامة
سبونج بوب لا تصلح إلا لطفلة صغيرة
ليس لفتاة ستتزوج بعد فترة قصيرة

امسكها من ذراعها بلطف وهتف بمكر
“عاوزة تجيبي بيجامة بتاعة عيلة صغيرة
وانتي جاية عشان تشتري هدوم لجوزك …
ثم اكمل بمكر اكبر
فيه هناك محل بتاع قمصان نوم مشخلعة
شوفت قميص احمر هتبقي فيه فرتيكة “

اصطبغ وجه هبة بالحمرة وتركته
وذهبت مسرعة ،، فهو فالآونة الاخيرة
اصبح لا يفوت فرصة إلا ويثير خجلها
بأي شكل

*********************

مساءً في قصر ادهم

كانت ملاك تدلف للمطبخ بوجه بشوش
اشتاق اليه الجميع منها

ابتسم لها الجميع عدا نسرين التي كانت
تعرف سر تغيرها المفاجئ
هتفت السيدة سعاد بحب
“اهلاً يا بنتي ،، انا عملالك جمبري هتاكلي
صوابعك وراه “

مصمصت ملاك شفيها بتلذذ
“امممم ،، تسلم ايدك يا ست الكل “

اقتربت من موقد النار لتشتم الرائحة
ولكن سرعان ما شعرت بغثيان قلب
معدتها رأساً على عقب اسرعت متجهة للحمام المرفق
للمطبخ ،، وزع الجميع نظراتهم بين بعضهم
بسعادة فيبدو ان سيدتهم الجميلة تحمل بولي
العهد ،، عدا نسرين التي ابتسمت عندما احتسبت
كم ستجني من داليا او فرح حسب ما تعرفها
عندما تخبرها بهذا الخبر

خرجت ملاك من الحمام ووجدت السيدة سعاد
تنظر اليها بفرح ،، قضبت ملاك
حاجبيها بتعجب
“مالك يا دادة بتبصيلي كده ليه “

هتفت السيدة سعاد بخفوت
“مبروك يا بنتي شكلك حامل “

اجابتها ملاك ببلاهة
“مين الي حامل “

ضربتها السيدة سعاد بخفة على كتفها
“انتي الي حامل يا بنتي مبروك
ربنا يتمم بخير “

ضحكت ملاك بخفة
“يعني عشان راجعت اشوية خلاص بقيت
حامل والنبي انتي طيبة يا دادة ،، عموماً
اطمني انا مش حامل “

سألتها بترقب
“هو انتي بستخدمي موانع حمل “

“لأ مابستخدمش ،، بس انا عارفة
نفسي مش حامل “

كان هذا تحت مسامع نسرين التي
وقفت على مقربة من الحمام لتستمع لحديثهن

بعد عدة دقائق
كانت نسرين تتصل بداليا لتخبرها
بما جد في الساحة
“ايوة يا ست هانم ،، ليكي عندي خبر
بس عاوزة الحلاوة بتاعتي “

قالت داليا بعجرفة
“اخلصي انتي هتصاحبيني “

لوت نسرين فمها بغيظ
“كنت عاوز اقولك ان الست ملاك
حامل “

هبت داليا بصدمة تحت نظرات صديقتها
فريدة المستغربة من ذعرها المفاجئ

“انتي متأكده ،، وامتى الكلام ده “

“ايوة متأكدة ،، وحصل من شوية بس هيا
مش مقتنعة انها حامل ومحدش يعرف
بحملها ده غير الي فالمطبخ
يعني ادهم بيه ميعرفش لسا “

هدأت داليا قليلاً

“طيب انا اشوية وهكلمك وهقولك
تعملي ايه “

اغلقت الهاتف والقته على الكرسي المجاور
لها ،، سألتها فريدة
“مالك ايه الي ضايقك كده”

“الزفتة الي اسمها ملاك حامل
الي كنت خايفة منه حصل “

“طيب انتي هتعملي ايه دلوقتي “

فركت داليا جبهتها بتفكير
تحاول ايجاد حل لهذه المصيبة التي
وقعت على رأسها
“مش عارفة ،،، مش عارفة ….
بس انا لقيتها”

“هي ايه الي لقتيها ”
تجاهلت داليا سؤال فريدة
وامسكت هاتفها لتتصل بنسرين
تدلي عليها التعليمات
“اسمعي الي هقول عليه ،، دلوقتي انا
هبعتلك حبوب تحطي لزفتة ملاك حبايتين
بس حبايتين مش اكتر لان دي حبوب اجهاض
مش لعبة لو كترتي اكتر من كده هتبقى كارثة “

في الجهة الاخرى
فغرت نسرين فمها من هول ما سمعت لم تتوقع ان
الشر بداخل داليا او كما تعرفها بفرح ان يصل
لحد القتل ،، ولكن داليا اسكتتها بمبلغ
ضخم جعلها تفغر فمها ولكن بسعادة

*****************

بعد مرور يومين
قضتها ملاك تارة في احضان ادهم
وتارة في الحمام تفرغ ما في معدتها

كانت تجلس مع ادهم في غرفة المكتب يشرح
لها بعض المسائل الهندسية المصتعصية عليها
فهي بعد ان عادت لمزاجها الطبيعي ،، اول شئ
فكرت به هو دراستها

شعرت ملاك بالغثيان فاسرعت للحمام
الملحق للمكتب ،، هرع ادهم خلفها للاطمئنان عليها
خرجت ملاك بعد دقائق تمسح فمها بالمناديل وتضع
يدها على بطنها

اجلسها ادهم برفق على الكرسي المجاور
هاتفاً بحب ممزوج بالخوف
“مالك يا حبيبتى انتي بقالك كام يوم
الاكل ما بقعدش فمعدتك ،، انا هتصل
بالدكتور “

اجابته ملاك بخفوت
“لأ يا حبيبي انا كويسة بس شكلي
واخدة برد فمعدتي هشرب دلوقتي اي حاجة
دافية وهبقى اكويسة “

اتصل ادهم بالهاتف الداخلي بالمطبخ
ولسوء حظ ملاك اجابته نسرين
حدثها بصيغة امرة
“اعملي اي حاجة ساخنة وهاتيها للست
ملاك على المكتب “

اجابته نسرين بطاعة
“حاضر يا فندم ،، ثواني ويكون عندها ”
حمدت ربها انها الوحيدة فالمطبخ
فأخرجت الحبوب التي ارسلتها داليا
ووضعتها في كوب الاعشاب الذي اعدته لملاك

هتفت بشر
“بالهنا والشفا يا ست ملاك ،، وباي باي
يا ولي العهد “

في منتصف الليل شعرت ملاك
بمغص حاد يعصف بطنها والم مرافق له
في اسفل ظهرها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الملاك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى