رواية محكمة الحياة الفصل التاسع 9 بقلم مروة البطراوي
رواية محكمة الحياة الجزء التاسع
رواية محكمة الحياة البارت التاسع
رواية محكمة الحياة الحلقة التاسعة
ممكن اطلب منك طلب ارجوكي وافقي علي الطلب ده و متخالفنيش فيه ليه ديما بتخالفيني و بتعانديني جربي مرة واحده تسمعيني فيها
-طبعا اتفضل اطلب بس متخبيش عليا حاجه ابدا مش انت عايز مني الصراحه يبقي في مقابلها صراحه منك و انا اوعدك مش هخيب ظنك
-انا ديما بزعلك من غير ما بقصد ارجوك سامحيني مش بقدر اشوفك غلط ممكن تصدقيني في كل كلمه هقولها علي غسان و ان لا يمكن اكذب علشان افوز بيكي
نظرت له بخوف قائله
-انت ليه حاسس ان اللي هتقوله علي غسان هيتقلب ضدك اكمل انا كبيرة و عاقله و مش بفهم الامور بسطحيه زى ما انت فاكر يبقي ليه الخوف
-مش عارف انا خايف من ايه بس اوعديني ان اللي هقوله مش هيتفهم اني بوقع بينك و بينه ممكن تقدرى الخوف اللي انا فيه و اني مش عايز اخسرك
-بصراحه خوفك ده خوفني هو ايه اللي هيحصل غسان اطلب منه يقتل حد نعرفه اوعدك مش هقوله حاجه و اللي بينا ملوش دعوة يا اكمل
ابتسم اكمل قائلا
-مش عايزك تخافي ابدا طول ما انا جمبك اللي جاي كله خير ليكي و اللي فات مات منقدرش نرجعه بس نقدر ننقذ الباقي و نفوز ببعض
تمنت جميله ان يكون ما سيقوله سار
-ان شاء الله يارب خير احكي بقي يا اكمل قلقتني مكنتش اعرف انك بتتكلم كتير اوى كده بعد ما كنت مسمياك اكمل ناقص اللسان نها احكي يا شهريار
جذبها بهدوء و تحرك بها نحو باب المنزل حتي لا تسمعهم قدريه ننظرت الي عيناه و هو يجذبها و كانها اسطول من الحكايات و لكنها مظلمه ارتعش جسدها بتوتر بالرغم من انه وقف خلفها لا يستطع مواجهة عينيها و هو يسرد لها الامر التفتت تتامل عيناها المظلمه الغامضه الغير واضحه كان الموقف بالنسبه له اشبه بالمسمار الذي سيدقه في نعشه عندها كان حديثه متقطع يبتلع الاشواك و هو يسرد الامر و من بعد معاناه اوضح لها ضخامة الامر لتشعر انها دخلت متاهات من الظلام و تلفها الاسوار من كل اتجاه و تضيق عليها جميع الاماكن حتي انها تركته بدون حديث
رحل الي منزله و انقضي اليوم بكل متاعبه ليولد يوم جديد ذهب الي عمله في المحكمه ليتقابل بهشام المرشدي بدا الحديث في حضرة والده و كمال شقيقه
-احم كان في حاجه حابب اقولهالك يا سياده المستشار انا مكنش ليه نيه اني اعملها بس اعمل ايه في والدي رغم اني حذرته و قلت له مش هسامحك
-خير يا متر اكمل انا مش فاهم انت بتتكلم عن ايه هو في حاجه يا كامل انا معرفهاش و حصلت جارى تلقي الصدمات منكم بلاش تمهيد
-انا قلت لاكمل لازم تصارح جميله بحقيقه اللي عمله غسان مش معقول تكون مفكرة ان ابني بيمنعها عنه علشان نفسه غلط انا في كده يا هشام
هز هشام المرشدي راسه متفهما امام اكمل تذكروا معي انه كان اتفاق بينه و بين كامل و لكن لابد من اخفاء الحقيقه عن اكمل حتي يتحرك و يصارحها بحبه
-تصدق بالله يا اكمل هتصدق ان شاء الله ان كامل لاول مرة يتصرف صح رغم اعتراضي انه مشربك الغباء عنه بس الشهاده لله المرة دي طلع صح
-انا اضطريت لكده رغم رفضي اني اصارحها كده جميله هتتاكد ان جوازتي منها جوازة حمايه مش اكنر مش هتحس ان اللي كنت بعمله مع غسان عيرة
-احنا عايزين ده اكمل يا اخويا حسسها انت انك فعلا بتغير عليها صارحها بحبك و بطل بقي جوه انها عمرها ما هتصدقك و لو ده حصل حقها
-بص يا كمال لو كنت قلت لها برضه من الاول اني معجب بيها مكنتش هتصدقني و بعدين انا مش عايزة تعيش في جو ان اي واحد ممكن يضحك عليها بكلمتيم
هز هشام المرشدي راسه متفهما
-عندك حق يا اكمل و انا مقدر ان قد ايه تعبت لو ليا غلاوة عندك و لو بتحبها فعلا زى ما انت بتقول استحمل و بلاش تهملها الفترة دي بالذات
-انا اسف يا عمي لو كنت اتسببت ليها امبارح في زعل بس و الله ما كنت عايز انا ايه بس اللي خلاني اسمع كلام والدي انت صح انا طول عمرى ماشي بتوجيهاته
-بالعكس يا ابني انا ممنون ليك و لكامل المرة دي معلش اصبر جميله بكره هتفهم انت قد ايه ضحيت علشانها و ان الموضوع مش موضوع حمايه
-لا يا عمي عمرها ما هتفهم ان الموضوع اكبر من حمايه تقدر تقولي هي مردتش عليا ليه و سابتني و دخلت البيت اكيد رفضت تصدقني
انتفض كامل بغضب
-يعني ايه كنت عايز تسيبها علي عماها ما ممكن كان ضحك عليها انت مكنتش معاها علي الخط طول الوقت انت مش معاها في البيت و لا راصد مراسلتها ليه
-كفايه بقي يا بابا انت علي طول متحامل علي اكمل كده كنت سيبه يحل الامر بنفسه هو مش صغير هو هيبقي عنده بيت قريب و اكتر واحد هيقدر يحميها
-خلاص يا كمال حصل خير و بردو يا اكمل انا بكرر كلامي اللي انت عملته صح انت بس محتاج جرعه تفاهم شويه و اهو عندك كمال
-ماشي يا عمي انا تحت امر اكمل يطلب بس خبرة و انا و ربنا ما هتاخر بس هو بيستهيفني زى جميله لو مكنتش مرتبط بكاميليا كنا هنبقي ميكس عال
تاهت في الدروب رغما عنها دائما يسيطر و يستحوذ علي انتباهها بافعاله حان الوقت لتلقيبه بالوحش القاتم العينين لا تستطيع التقاط شيئا حسنا من صقاته دائما يبعث لها الكائبه و الخوف تشعر انه محامي يسجن موكليه و لا يدافع عنهم
-يالها من زيجه معقده بدايتها تنم عن شرها
عقلها دائما يحدثها ان تعترض ة تهرب و لا قلبها يهاجمها ان تميل نحوه
ذهبت الي والدها الي المحكمه كي تتحدث معه بعيدا عن والدتها و ما ان اقتربت حتي انكمشت علي نفسها كرده فعل عندما راته يخرج امامها بصحبه والده و والدها تبصق علي هذا الالتصاق الذي يلتصقه بوالدها دوما و مع كل ذلك تشعر بالدفء في محياه و لكنه دائما يحاصرها بدون لطف منه يجعل العالم من حولها مرتبكا تماما و شعور بالقساوة من اقترابه
اثناء خروجهم من المحكمه قابلتهم جميله و هي تتقدم منهم فابتسم لها هشام المرشدي قائلا
-اهلا بجميلة الجميلات اللي نورت المحكمه علي فين كده و كنتي فين يا قمرى اكيد جايه تعزميني علي غدا بعيد عن الست والدتك احبك انا
خجلت جميله من مغازلة والدها و تمنت ان يكون امنل مثله نظرت اليه و دقات قلبها يعلو قائلا
-طب ايه رايك بقي ان ماما اللي بعتاني علشان سيادتك مفطرتش و لا اخدت الدوا اللي اخد عقلك يا سياده المستشار خد بالك قدريه قادرة هتلبسك مصيبه
-ماشي يا ست جميله هدديني انتي بيه و خوفيني منها اكتر ما انا خايف و عموما هصدقك زى ما الكل بيصدقك و بيصدق برائتك يا حبي
-انما ايه الجمال ده يا جميله بصراحه احنا بيتنا هينور لما تتجوزى اكمل له حق يستعجل و يقعد النهارده و يصمم يحدد ميعاد للفرح بسرعه
-دبسنا احنا يا كامل في ابنك انت واحد عايز تخلص من ابنك و رخامته مالك بيا و بنتي بقي و بعدين انا قلت اخر السنه في الفاكنس علشان اسافر معاهم
-عندك حق يا هشام و انا كمان شابط في ام السفريه دي معاهم بس يا بختك معاك قدريه انا بقي هاخد مين ممكن اخد كاميليا علشان تبقي تحت عيني
نظر هشام المرشدي الي جميله و وجه لها حديثه قائلا
-حضرته عايز يقطع عليكم شفتي قلت لك كامل و اولاده لا منه و لا كفاية شرهم انتي اللي قلتي موافقه يا بابا ماشي هتمم الجوازة بقي قبل الفاكنس
ابتسمت ابتسامه سمجه و تقدمت نحو سيارة والدها تريد الرحيل ليستاذنهم هشام و يرحل معها حاول طيله الطريق جذب اطراف الحديث معها و لكن دون جدوى كانت تطلق عليه نظرات ناريه و كانها تتهمه انه سر تعاستها هي ليست كذلك و لكن هي كانت تتخيل اكمل امامها و لكن تلك النظرات ذكرته بنظرات ابنه الراحل و كلماته المسمومه
-هاقتلك
نيران القسوة التهمت عينيه و كان الشيطان يصفق له مع كل حرف من هذه الكلمه و كان اللحظة الافضل لاولاده هي موته ها هو ابنه يريد قتله و ابنته تقتله بسهام عينيها
-هاقتلك
كلمه لا تنسي و محفورة في ذاكرته للابد
وصلا منزلهم قابلتها والدتها في حديقه المنزل
-وديتي ابوكي يتغدا بره يا جميله و لا طنشتي كالعاده انا مطبختش حاجه شكلك بيقول طنشتي انتي مالك اليومين دول انتي ناسيه ان ابوكي مريض
ابتلعت جميله ريقها بمرارة و هزت راسها و هي تحاول تبرير موقفها قائله
-اه يا ماما انا روحت ليه المحمه علي هذا الاساس بس هو اللي مرضاش و وصلني و راح يجيب اكل حتي قلت له نطلب ديلفرى مرضاش
حملت قدرية صينية القهوة من علي الطاوله و اخذت ترتبها لحين ما ياتي هشام و يتناولوا الطعام سويا و لكن وجدت ابنتها تود الرحيل
-طيب استني حتي وضبي معايا المكان و نجيب اطباق علشان لما يجي ناكل علي طول الجو هنا حلو مفيش داعي ندخل جوه خنقه و انا ما صدقت ان في هوا
صممت علي طريقها لا تريد لوالدتها ان ترى حالتها المرذيه عندما تتطلع في عينيها
-معلش يا ماما سيبي نايبي انا ورايا بحث مهم ناويه اقدم علي الماستر بقي كفايه تاجيل و معلش يا ماما بلاش حد يزعجني انا هقفل فوني
-انا هوضب الطربيزة لحد ما يجي ابوكي و يشوفله صرفه معاكي انتي مش متظبطه من امبارح و اكيد الباف اكمل اللي معكنن عليكي
وقتها تذكرت جميله عينيه القاتمه مثل قلبه و ردت علي والدتها قائله
-متضحكيش علي نفسك يا ماما هو منكدش عليا انتي بس بتتلكك ليه مش حباه كرهاه من امتي انتي بقيتي منطلقه و بيهمك صحه بابا و بتخرجي من اوضتك اظن من حقي اعزل نفسي زيك عن اذنك
دلفت غرفتها و هاتفت جدائل و تعالي نحيبها لتحاول جدائل تهدئتها لترد جميله قائله
-غصب عني مقدرتش اصدقه عيونه كلها بتقول انه بيكذب بس ليه يكذب هيستفاد ايه لما يبعدني عن غسان انا اصلا مش عايزة غسان مش مستوعبه
ردت عليها جدائل قائله
-هتفضلي تعيطي كده كتير خدي موقف يا جميله مش مصدقه اكمل خلاص ارفضي ترتبطي بيه هو مش هيجبرك علي كده اخويا و انا عارفاه
مسحت جميله دموعها و هبطت براسها علي الوساده قائله
-لا مش هعيط و مش هاخد موقف يا جدائل انا هسيبه مسيره يزهق من اللعبه اللي هو بيلعبها عليا عارفه يا جدائل انا شكيت انه بيحبني
تعالي صوت جدائل بسخريه قائله
-ههههه يزهق من اللعبه انتي مين قالك انك لعبه ابيه اكمل عمره ما بيلعب بحد ده من وقت قريب كان خلاص هيتجوز كاميليا لغايه و اتفاجئنا
بكت جميله قائله
-و انا هقدر اعيش معاه و هو كان هيتجوزها غصب عني مش قادرة انسي ده انا حاسه اني بدوس علي قلبي و بتعذب و هو و لا علي باله
حقا هو رجلا حارا يثير كل غضبها منحها الانفعال بعد ان كانت بارده لا تقلق و لا تفكر في اي شئ كل مشاهده معها توحي ببدايه ذوبانها في عشقه حاولت مرارا و تكرارا ان تبتعد عنه الا ان حصاره لها كان مستحيل الفكاك تذكرت لمساته لخصلات شعرها الهاربه و التي كانت توضيح منه ان تداريها عن العيون تلوت يومها باعتراض و حينها دسها في حجابها بثبات و قسوة و ثبت عينيه عليها حينها كانت نظراته كاسحه ارهقتها عشقا و كانه ذئب مفترس و لديه مزاجيه في التعامل معها و هي مقيده امامه مثل المتهم في المحكمه
انتهت محادثتها لجدائل حينها سمعت صوت والدها قد جاء فخرجت له لتجده يبتسم ابتسامه جميله قائلا
-ليه يا جيمي يا جميله تزعليني منك مش انا قلت لك جهزى نفسك و الطربيزة انتي و ماما علي بال ما اجيب اكل من بره ده انا جايب بيتزا
-هي ماما بسرعه كده بلغت حضرتك طب معلش يا بابا انا اكلت في المستشفي و بصراحه مهمله في شغلي و ابحاثي بقالي فترة عايزة انجز
-انتي مش جيتي المحكمه و قلت انك جعانه و جايه تاخدينا علشان ناكل كلنا سوا ده انا ما صدقت ان قدريه ترضي عليا و قلت اكافئها و اجيب الاكل البيت
-و الله يابابا كنت بقولك كده علشان ترضي ترجع معايا بس انا اكلت في الشغل انت عارف اني مش بسيب نفسي و مخلصه فلوسي علي الاسناكس
رد عليها هشام المرشدي بكل حزم قائلا
-من النهارده معدش في اسناكس لان كل ده بيجيب اناميا هتاكلي اكل صحي و مفيد انت داخله علي جواز و بعدين جوزك ملوش في الهلس ده
-ماشي يا بابا هبدا اكيف نفسي علي الوضع الجديد بس فوتها النهارده انا بجد ناويه اخلص جزء كبير من الماستر قبل الجواز علشان ميبقاش له حجه يرفض
-جميله انا ما صدقت ان امك هتاكل معانا علي طربيزة واحده متجيش انتي تعكرى اليوم اطلعي معايا ربنا يهديكي و صدقيني كل شئ هيتحل
نظرت جميله لوالدها و سالته بتجوس قائله
-حضرتك تقصد ايه بكل شئ هيتحل اكمل حكي ليك انه حكالي عن غسان صح طب ليه يا بابا مش المفروض كنت تقولي انت هو انا كنت هكذبك
-جميله انتي مش غبيه و عارفه ا ان لا يمكن كنت هقولك حاجه زى دي خصوصا و انتي مخطوبه كان لازم هو اللي يقولك و يصدمك بالواقع
حاولت كبت دموعها و لكن لا مفر اخذت توما براسها
-فهمت انت دورت علي اكتر واحد اخد منه الصدمه و اتخرس للابد انت طول عمرك حتين عمرك ما كنت هتقدر تصدمني بالشكل ده خالص
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية محكمة الحياة)