رواية المعجزة الفصل الثالث 3 بقلم ريهام رمضان
رواية المعجزة الجزء الثالث
رواية المعجزة البارت الثالث
رواية المعجزة الحلقة الثالثة
احتضنت ابنتها بخوف ، نعم ابنتها هى ليست من أنجبتها ولكن من تولت تربيتها فأصبحت جزء لا يتجزأ من رُوحها ، اقتربت من باب منزلها ببطئ ثم قامت بفتحه صغيرة منه لترى مَنْ خلفه ليرتاح قلبها عندما رأت أن الطارق ليس إلا بائع الخبز دائما ما يتردد إليهم ..
سلوى : عم محمد ، اهلا وسهلا معلش اتأخرت عليك فى الرد
عم محمد : ولا يهمك يا بنتى ، انا إلى مستعجل عشان كده كنت بخبط بسرعه ، اتفضلى يبنتى العيش بتاع النهارده
سلوى : الله يكرمك يا راجل يا طيب ، لولا بس انى لوحدى انا وجهاد فى البيت مكنتش بهدلتك معانا
عم محمد: دا اكل عيشى يبنتى ، لو انتى مطلبتيش منى غيرك هيطلب وانتى كمان هتشوفى غيرى والرزق من نصيبه هو ، بقا يا سلوى عاوزه تضيعى رزق عمك محمد
سلوى بابتسامه صغيرة : تعرف يا عم محمد ، انت إلى هتوحشنى من الحته دى كلها
نظر لها باستغراب : ليه ، انتى ناويه تسافرى ولا اى
نظرت سلوى لجهاد ،فهى لا تريد التحدث أمامها حين تقرر الرحيل لتنظر لها قائلة : روحى يا جهاد هاتى فلوس عمك محمد من مكانها
نهضت جهاد استجابةً لرغبة والدتها ، وعلى الرغم من صغر سنها إلا إنها واعية بشكل كافٍ لتدرك أن والدتها اردات أن تقول شئ للبائع ولا تريد أن تسمعها وتفهمت ذلك ..
سلوى : انت عارف يا عم محمد أن العيشة بقت صعبه خاصة لو ست وبنتها من غير راجل ، فعشان كده قررت انى اعزل وأروح مكان ريفى شوية وابدا اشتغل ،جهاد كبرت ومسؤليتها بتكبر معاها ومرتبى بقا يدوبك
عم محمد : بس يا سلوى ، هتروحى فين ، هنا وسط اهلك وناسك
سلوى : ارض الله واسعه ، متشلش هم انت بس ، خلى بالك من نفسك
عم محمد : انتى إلى تاخدى بالك ،ربنا يقويكى يبنتى
أتت جهاد ومعاها المال الخاص به لتعطيه إياه ثم يقبل رأسها كعادته ويذهب …
جهاد : ممكن اسالك سؤال
سلوى بانتباه : قولى
جهاد : انا سمعتك بس بالصدفه وانت بتتكلمى مع عمى محمد وبتقولوا اننا مش معانا راجل ، هو بابا فين ؟
سلوى بتوتر : اى لزمه السؤال دا دلوقتى ، وبعدين انا مش قلتلك متفتحيش السيرة دى تانى
جهاد : لان دا وقتها ، انا من حقى اعرف فين بابا
شردت سلوى قليلاً ، ماذا عليها أن تخبرها وهى ليست متجوزة من الأساس ! ، وهبت حياتها لها فقط منذ رؤيتها وعزمت على أنها تحتفظ بها وكأنها ابنتها من صلبها ، الآن هى حيرة من أمرها ، قررت أن تخبرها ما تخبر بة أهل منطقتها
سلوى : بصى يا جهاد ، أنا وباباكى انفصلنا من زمان
جهاد بحزن : لية؟
سلوى : عادى متفقناش مع بعض
جهاد بعدم اقتناع : طب لو كلامك صح ، مجاش شافنى ولا مره واحده ليه ، انا صحابى كتير باباهم ومامتهم مش عايشين مع بعض بس بيروحوا يوم عندهم
سلوى بتوتر : ااا اصل يعنى
جهاد : ها
سلوى : هو مكنش عاوز يخلف من الاساس ولما انا رفضت انى انزلك ساعتها قرر أنه يطلقنى
جهاد بدموع : للدرجادى مكنش عاوزانى
شعرت سلوى بالحزن عليها فى بالكاد كانت تريد أن تخرج من ذلك المازق ولا تريد أن تجرحها ، ألفت قصة من نسخ خيالها حتى تقتنع ولكن ما فعلته كان بنتيجه عكسيه لتحاول ارضائها قائله: خلاص يا حبيبتى احنا مش محتاجين حد مش انا معاكى اهو وكمان عندى ليكى خبر حلو
جهاد : خبر اى
سلوى : لا ، امسحى دموعك الاول عشان اقولك
جهاد مسرعه : اهو يلا
سلوى : مش انتى كنتى عاوزه تمشى من هنا ، خلاص ياستى هننقل من هنا
جهاد بحماس : بجد يا ماما ثم ظهر على وجهها العبوس لتذكرها اصدقائها الذى ستتركهم
سلوى باستغراب : مالك كده شكلك مش مبسوطه
جهاد : ممم لا بس اصحابى كلهم هنا
سلوى بابتسامه : ومالة تصاحبى غيرهم ، احنا هنا يا حبيبتى كلنا فترات فى حياة بعض ، بنكمل بعض فى أوقات مختلفة ، ربنا خلقنا عشان كده ، ناس تدخل ناس تخرج ، أهم حاجه اننا نتعامل مع كل انسان جديد بأصلنا مش بأصله ، واهى الحياة بتمشى ، لا بتوقف على صاحب ولا حبيب ولا قريب .
جهاد باقتناع : خلاص يا ماما إلى تشوفيه هدخل اذاكر شوية
جهاااد!
التفتت جهاد إلى مصدر صوت والدتها لتردف قائله : نعم
سلوى : مش عاوزاكى تتدخلى فى شؤون الناس
جهاد : يعنى اى
سلوى : يعنى ملكيش دعوه بحد ، ولا تقولى بتشوفى اى ومتشوفيش اى
جهاد : انتى يماما إلى بتقولى كده، مش دايما بتقوليلى ان الحق لازم يتقال اى كان الموقف واى كانت الخساير وان الساكت عن الحق شيطان اخرس !
سلوى بتعب : أحيانا بنضطر نسكت عشان نحافظ على إلى باقى من عمرنا
جهاد : ولو إلى باقى من عمرنا كان انى اسكت عن الحقيقه يبقى نموت أحسن … ثم تركتها وذهبت
“سلوى”
أحياناً بنضطر إننا نخالف قواعدنا مع أولادنا ؛ خوفاً عليهم مش تغير للمبادئ ، جهاد مش بنتى من صلبى ، بس عشت معاها اجمل ايامى فى طفولتها ،ودلوقتى بعيش شبابها ، قد اى انا مبسوطه عشان طلعت بالعقل دا رغم أن دا ممكن يسببلها مشاكل كتير ، اوقات كتير بسأل نفسى نفس السؤال إلى سالتة هو فين باباها؟ واى حكايه مامتها، ولية كانت بتجرى لدرجه انها تنزف بالشكل دا ، والاغرب من دا كله جهاد نفسها ، اى السر ورا أنها تكتشف الحاجات دى ، كل دى اسئله ملهاش أجوبة غير مع مامتها الحقيقه وطبعا الحقيقه ادفنت معاها ، مفيش غير الطرف التانى وهو ابوها .. بس يا ترى هو فين .. معقول يكون مات ؟! .
سقطت دمعه من جفونها على تلك المذكرات التى تحمل آخر ذكرى من والدتها ولنتحدث بدقه أكتر التى اعتقدت أنها والدتها ، صدمه حلت عليها عندما قرأتها لولا تلك المذكرات ما ادرك تلك الحقيقة المؤلمة ، الآن أدركت خبايا حياتها ولكن ما زلت لا تدرك ما هو سر رؤيتها للحقيقه ….
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المعجزة)