رواية المشوه الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه البارت الحادي والخمسون
رواية المشوه الجزء الحادي والخمسون
رواية المشوه الحلقة الحادية والخمسون
ادهم فرش الحاجة اللي اشتراها مش عارف يبدأ منين ويعمل ايه ! قدامه كبدة وفلفل اخضر وليمون وبصل اخضر وعيش .. طيب يبدأ بايه ؟
اخيرا قرر يستعين بصديق وطلع موبايله وطلب المساعدة ..
ع الجهة التانية قاعدة في بيتها استغربت رنة موبايله واترددت كتير ترد عليه ! ياتري عايز ايه منها بعد اللي حصل بينهم اخر مرة ! وبعد صراع مع نفسها قررت ترد عليه : الو !
أدهم ابتسم انها ردت بس كشر ورد بصوت عادي : ايوه يا ليلى كنت عايز خدمة منك لو ينفع !
ليلى استغربت : اكيد اتفضل !
أدهم : قدامي كبدة وبصل اخضر وفلفل اخضر وليمون وعيش
ليلى باستغراب شديد : وبعدين ! كل بالهنا والشفا
أدهم كشر : ايوه مش لازم يتعملوا الاول ولا يتاكلوا كده !
ليلى هزت دماغها وابتسمت : اههه .. وانت هتعملهم !
ادهم بتريقة : عندك بديل !
ليلى بابتسامتها : الكبدة شكلها ايه !
ادهم : ايه شكلها ايه دي ! اهي كبدة! سؤالك غريب
ليلى كشرت : يا ذكي متقطعة ازاي ولا علي بعضها !
ادهم ابتسم : كتلة علي بعضها
ليلى : وليه يا فصيح ماخليتهوش يقطعهالك !
ادهم بنفس اللهجة : علشان يا فصيحة جايبها من السوبر ماركت مش من جزار
ليلى كانت عايزة تضحك بس كشرت : طيب يا فصيح قطعها قطع صغيره بس الاول انت عايز تعملها ايه ! هتحمرها ببصل وفلفل اخضر ولا هتعملها اسكندراني !
ادهم بنفس التريقة : ماعنديش ادني فكرة عن اللي بتقوليه دي ! اهو اي كبدة والسلام المهم نتعشى !
ليلى يدوب هترد بس اخدت بالها من كلمة نتعشى ! مين يا ترى معاه ! وماقدرتش تمنع نفسها : مين دول اللي يتعشوا ؟ مين معاك !
ادهم ابتسم من غيرتها الواضحة : هيكون مين يعني ؟ أحمد معايا
ليلى : امممممم احمد ! بس اشمعنى ! ايه اللي لمكم علي بعض ؟
أدهم : مش اخوات لازم مسيرنا نتلم علي بعض . المهم ام الكبدة دي في ليلتها دي ؟
ليلى بدأت تشرحله طريقة عمل الكبدة الاسكندراني لانها اسهل عليه وبتستوي بسرعة وفضلت معاه علي الفون وهو بيعملها
ادهم بيدوقها : طعمها تحفة ..
ليلى ابتسمت : بالهنا .. اخص عليك جوعتني واحنا اخر الليل ونفسي راحتلها !
ادهم بأسف : يا ريتك كنتي قريبة
ليلى قبل ما تضعف اتكلمت بلهجة قوية : يلا بالهنا ! لو عوزت اي حاجة ابقى كلمني ! تصبح علي خير
قفلت قبل ما يرد وهو فضل كتير باصص للفون وبيسأل نفسه ليه مراته مش في حضنه ! وليه بعيدة عنه كده !
فاق من افكاره علي صوت احمد : يا ترى الطعم هيكون بجمال الريحة اللي صحتني من احلى نومة دي ولا ايه !
ادهم ابتسم : تعالي دوق ! اعتقد استوت
داق احمد وبذهول : انت بتعرف تعمل اكل بالروعة دي معقولة ؟
ادهم كان عايز يقوله لأ دي ليلى كانت معاه خطوة بخطوة بس تراجع وابتسم وسكت
حطوا الأكل وقعدوا الاتنين ياكلوا بشبه صمت وكل واحد غرقان في افكاره .. ادهم بيفكر في ليلى وعياله وأحمد بيفكر في كل اللي فات ومواجهة النهاردة وبيفكر هل امه هتتصل بيه !
قاطع سرحانهم الاتنين موبايل احمد اللي اتحمس وادهم ابتسم وكأنه بيأكد انها امه هتطمن عليه علشان اتأخر ..
احمد قام بسرعة لتليفونه وبص لادهم بإحباط : سهر
ادهم هز دماغه ورجع لطبقه واحمد انسحب للبلكونة يكلم مراته وبعد فترة طويلة خرج وقعد قصاد ادهم اللي لسه مكانه
ادهم : كمل اكلك
أحمد : الحمد لله أكلت
ادهم : تشرب حاجة !
أحمد وقف : خليني اعمل انا القهوة .. قهوتي هتعجبك
ادهم وافق وبدأ يشيل الاكل وبص لباقي الكبدة ماعندوش ادنى فكرة هيعمل بيها ايه !
قعدوا يشربوا القهوة مع بعض وادهم قطع الصمت : هتتصل
أحمد ابتسم بوجع : مش هتتصل .. دي لا اول مرة ولا اخر مرة اغيب فيها عن البيت .. عادي يعني
ادهم : بس ده زمان كان الوضع مختلف
احمد : امك كرهتني زمان علشان استغلال جدتك وبعدها كرهتني علشانك والكره بقى الطبيعي
ادهم : اكيد مش بتكرهك .. مفيش أم بتكره عيالها
احمد بصله باستنكار : طب حد غيرك يقول الكلام ده ..
ادهم بص لبعيد وسكت ومابقاش عارف ايه الصح ومين الصح ولا مفيش حد اصلا صح ؟
بعد فترة ادهم وقف : انا هقوم انام .. وانت الاوضه دي تقدر تنام فيها
وراه اوضه الضيوف واحمد دخلها واخوه جابله هدوم لو احتاج يغير وسابه وراح اوضته وحاول ينام بس مرة واحدة قام ودخل المطبخ وخرج علي عربيته واتحرك علي الطريق اللي ياما ساقه كتير قبل كده ..
وصل بعد الفجر ودخل بهدوء كان الكل نايم وهو ف الصالة وقف تماما مكان ما كانت ليلى نايمة على الارض بفستان فرحها افتكر ليلة فرحهم وازاي قال لليلى انه مابيحبهاش وانها فارضة نفسها عليه وانه مهما يتهرب منها الا انها بترجعله تاني وبتفرض نفسها تاني وانه مش قادر يتقبل جوازه منها وانه يومين وهيسيبها ويطلقها وغمض عينيه بيفتكر منظرها المصدوم وكسرة نفسها واستغبى نفسه وقتها قد ايه ظلمها وكان قاسي عليها وهي كانت شارياه وفضلت تحاول معاه لاخر لحظة وتخيل لو هي استسلمت لكلامه ومعافرتش معاه كان حاله بقى ايه ؟وحياته ازاي ؟ والجواب كان انه هيكون من غير حياة أصلا وجود ليلى ف حياته دخل كل حاجة حلوة ليها .. بيت واولاد وحتى اهله اللي رافضهم حاجات كتير وضحت واتصححت بينهم .. وحمد ربناا وشكر ليلى انها فضلت تحاول معاه .. طب دلوقتي ايه ! معقول كلامه واتهامه ليها كان موجع المرة دي اكتر من رفضه ليها ليلة فرحهم ولا ايه بالضبط ؟ مش فاهم ومش عارف .. دخل المطبخ وافتكر محاولاتها تقرب منه وازاي كانت كل شوية تخترع حجة شكل عشان تقربله وابتسم لمواقف كتير كانت مجنونة فيهم وبتجننه معاها .. هز راسه وقفل باب الذكريات واتحرك راح ناحية أوضة ولاده واطمأن عليهم وطبع بوسة خفيفة على جبين كل واحد عشان ما يحسوش بيه ويصحوا وابتسملهم وخرج وبعدها دخل بهدوء وتوتر عند مراته كانت نايمة وكمشانة في بعضها .. مابتنامش بالطريقة دي غير لما تكون بردانة أو تعبانة أو زعلانة منه .. بص حواليه وحس ان البلكونة جايبة هوا ساقع فقفلها وقرب منها وفرد نفسه جنبها و ضمها وهي استكانت بين ايديه وفردت نفسها لما حست بالدفء .. فتح عينيه على وسعهم عشان يشوفها ويشبع منها وحس زيها بالدفء والاستقرار وعرف لحظتها قد ايه وحشاه ووحشه قربها والامان اللي بيحسه بوجودها ايوة هي امان روحه الضايعة اللي مش عارفلها طريق واكتشف انه ماعندوش حبيب الا ليلى .. باس جبينها وريح دقنه بالراحة جدا على راسها وفضل على حاله عشان ماتحسش بيه وافتكر ساعتها كل لحظة حلوة عاشها في حضنها .. كل بسمة كانت هي سببها .. كل فرحة في حياته كانت هي اساسها .. هي كانت تعويض ربنا علي كل حاجة مُرّة في حياته…ليلى هي سر سعادته وكفاية اوي انها أهدته اجمل هديتين في عمره زياد وآية … فاق من ذكرياته علي الشمس اللي بدأت تنور … لازم ينسحب خلاص.. كان محتاج لقوة قهرية علشان تخليه يبعد عنها ويقوم ويمشي من عندها ..لكن قام وطلع بعد ماتحرك بعربيته ليلى انتبهت فجأه وحست باحساس غريب ..
بصت حواليها واستغربت ان البلكونة مقفولة .. هي ماقفلتهاش ..
عقلها رافض يعترف .. مسكت هدومها وشمتها كانت ريحته وريحة برفانه واضحة ! معقولة كان جنبها ! قامت بسرعة ونزلت لتحت جري حافية ودورت عليه زي المجنونة بس مفيش للاسف .. الولاد ! اكيد هو عندهم ! طلعت جري لاوضتهم بس نايمين لوحدهم ! معقولة جه ومشي ! طيب ليه مافضلش ! ماكانتش هتقدر تمشيه المرة دي ! دخلت اوضتها بإحباط وهنا لمحت علبة صغيرة علي الكوميدينو وعليها ورقة : (بالهنا .. ماينفعش يكون نفسك فيها وماتكنش بين ايديكي )
ابتسمت بتلقائية وفتحت العلبة وريحة الكبدة جوعتها اكتر واكتر ولقت كيس فتحته كان فيه عيش شكله طازة قعدت مكانها وأكلت وهي مبتسمة وفرحانة ومش عايزة تفكر في اي حاجة ..
علي الظهر ادهم وصل بيته كان احمد منتظره بيستعد للنزول
احمد : كنت فين كده ؟ قلقتني !
ادهم باستغراب : تقلق ليه !
احمد : خرجت من الليل ومارجعتش
ادهم : طيب وفيها ايه ؟ عادي يعني !
احمد : عادي عادي .. المهم انا همشي
ادهم ابتسم : اتصلوا بيك صح ! مش قلتلك !
احمد ابتسم : مش قلتلك انت انك موهوم ! يا ابني ماقلتلك انا في البيت انفيزبل ( غير مرئي) .. حاجة مالهاش وجود بالنسبالهم .. كمالة عدد لا مش كمالة عدد ده كمالة العدد محسوس اكتر مني .. انا ولا حاجة في البيت .. ممكن لو غبت اسبوع ممكن يلاحظوا
ادهم بصله ومش عارف يقوله ايه فقاله بلهجة عدم اقتناع : بيتهيألك .. اكيد بيفكروا فيك و
احمد قاطعه : انت مش محتاج تقولي حاجة تريحني .. ده وضع اتعودت عليه من ساعة ما وعيت علي الدنيا .. انت محور الاهتمام في كل الحالات .. حب ، كره ، غضب ، خناق ، حب
كله من الاخر
ادهم : مش هقولك غير اللي الكل بيقولهولي .. اسمع من الطرف التاني .. مش يمكن يكون لها وجهة نظر انت مش واخد بالك منها !
احمد بابتسامة صفرا : يا حبيبي انت وضعك مختلف .. كانت مجبورة ومغصوبة لكن انا قالتهالي صريحة وكتير انها بتكره وجودي في حياتها وبتكرهني شخصيا
ادهم وقف جامد واحمد ابتسم وقرب منه : مش محتاج تقولي حاجة يا ادهم .. الوضع ده اتعودت عليه خلاص وتعايشت معاه كان فارق معايا انت وبس .. كان لازم افهمك الوضع كله ومازلت عند كلامي اللي قلته لو مش عايزني جزء من حياتك وحياة ولادك انا متفهم ده ! دي حريتك ودي
قاطعه ادهم : بطل هبل وكلام اهبل .. انت عم عيالي وده وضع عمره ما هيتغير .. بعدين الولاد بيحبوك اصلا .. ( هزر ) مش عارف ليه بس بيحبوك
احمد ابتسم وبصوا لبعض وادهم كمل : بعدين احساس ظريف يكون عندك اخ اكبر .. اينعم رخم ودمه تقيل بس احسن من مفيش
ضحكوا الاتنين واحمد ضم ادهم اللي استغرب لوهلة وبعدها ضم اخوه …
احمد مشى يجيب مراته وروح بيها البيت ودخلوا كالعادة البيت ساكت وكل واحد في اوضته ..
دخل بحزن وقعد علي سريره ومراته قعدت جنبه ورفعت وشه : مالك بس يا أحمد ايه اللي جرالك ؟ ليه الحزن ده كله ! ايه اللي اتغير ؟
أحمد بوجع : مابقتش قادر يا سهر ! خلاص تعبت ! وكأني في سباق مابينتهيش ، مهما اجري مفيش اخر ولا في نهاية !
سهر بحب : الحياة كلها عبارة عن سباق وكل واحد بيتسابق علي حاجة مختلفة ومابينتهيش السباق الا بنهاية الحياة .. ليه عايز تنهي سباقك ؟
احمد : علشان تعبت ومش قادر اكمل
سهر بحزن : طيب وانا ! انا فين في حياتك يا احمد ! كمل علشاني .. حياتنا قدامنا
أحمد : وهي فين الحياة دي يا سهر !
سهر : انت ليه يا أحمد محسسني ان الحياة محصورة هنا بس ! احنا ممكن نعيش يا أحمد براحتنا بره البيت ده ! من زمان وانا نفسي اطلع بره البيت ده بس خايفة انت تزعل ! تعالي نخرج لبره ونعيش لوحدنا ، ليه رابطنا بهنا !
أحمد بصلها وكأن الفكرة غريبة او جديدة او مش فاهم ليه فعلا رابط نفسه بهنا ورد عليها : بس هنا بيتنا يا سهر
سهر : هنا ذكريات العذاب وبس سواء ليك أو لأخوك او حتي والدك ووالدتك ..
تعالي يكون لينا حياة بره ونبني بيت صغير وعيلة صغيرة ونتبني بيبي صغير ونربيه ونتبني تاني وتالت كمان .. تعالي يا أحمد نعمل حياتنا بايدينا ..
أحمد سرح في كل كلامها وبيوزنه في دماغه وبيسأل نفسه هو ممكن يعمل اللي مراته بتقوله ده ! ولا هيفضل هو كمان عايش في دوامة العذاب والماضي ومش عارف يخرج منها !!
ليلى بعد تردد كبير اتصلت بهالة وحكتلها اللي حصل
هالة : طيب كل ده كويس ومتوقع علي فكرة .. ايه بقى ؟
ليلى باستغراب : ايه ايه ؟ وايه هو اللي متوقع ده !
هالة : اللي حصل يا ليلى ! حب جوزك ! انا مش عارفة ازاي شكيتي في حبه ! حبه واضح وضوح الشمس
ليلى : ماشي واضح بس دلوقتي ايه العمل ؟
هالة : انتي عايزة توصلي لايه ؟
ليلى : اكلمه ! يرجع بيته ! نرجع مع بعض !
هالة سكتت شوية وبلهجة شك وتردد : براحتك
ليلى كشرت : بتقوليها كده ليه !
هالة : ليلي ياحبيبتي انا مش بخطط لحياتك ولا انا بحركها .. دي حياتك انتي ودي قرارتك ! انتي حرة ترجعي لجوزك أو لأ ! انتي حرة تسامحيه أو لأ ! ماينفعش أنا اخد القرار عنك أو افرض عليكي رأي انتي رافضاه .. انتي نسيتي اتهامه انك زوجة فاشلة وأم أفشل ارجعيله ! نسيتي طرده ليكي في المستشفي ارجعيله ! نسيتي قلب كل الموازين ضدك وقلب كل حقيقة في حياته عليكي ارجعيله ! سامحتيه بالسرعة دي ارجعيله ! دي حياتك انتي يا ليلى ! دي قراراتك ! بس القرار اللي هتاخديه لازم تكوني واثقة منه وتكوني متأكده انك مش هتندمي بعدها؟ مش هتقولي ياريتني كنت أخدت موقف ! ياريتني كنت وقفته وقلتله معاملتك ليا بالشكل ده مرفوضة واتهاماتك مرفوضة ! فضفضتك لغيري مرفوضة ! إنك تقفل في وشي باب حياتك وقلبك مرفوض ! في حاجات كتيرة محتاجة يتحط علي حروفها نقط علشان يكون ليها معنى ! لكن لو انتي عندك كل الكلام واضح ونقطك ظاهرة فخلاص ارجعي
ليلى سرحت في كل الكلام ده وعقلها كان بيصورلها كل كلام الدكتورة وكل الكلام اللي بيتقال وكل الاتهامات اللي حبيبها وجهالها …
ليلى اعتذرت وقفلت الموبايل وفضل عقلها يراجع كل اللي فات .. من يوم ماعرفته لحد النهاردة .. وحست بالخنقة .. اتخنقت جدا .. اختفت ابتسامتها وافتكرت شريط حياتها وقد ايه جت علي نفسها كتير علشانه بس كمان هي غلطت معاه كتير .. امتي بعدوا بالشكل ده عن بعض وليه بعدوا عن بعض وليه اتهموا بعض بالشكل ده ! غمضت عينيها بوجع ونفسها لو تقدر بعصاية سحرية ترجع حياتها زي ما كانت قبل ما يسافر وكل دنيتها تتقلب بالشكل ده .. بس للاسف مفيش عصاية سحرية ومفيش جنية بتحقق الاحلام ومفيش غير الواقع الأليم ده وهو انها هي وجوزها واقفين في مفترق طرق وكل واحد بيشد التاني في اتجاه وللاسف محدش فيهم عايز يسيب مكانه ويروح جنب الثاني .. لحد امتي هيفضلوا كده مش عارفة ! بس مفيش قدامها غير انها ترمي همومها واتكالها علي ربنا وتدعي ان هالة تقدر تمحي اثار الماضي لان الماضي نفسه عمره ما هيتمحي وتدعي ان جوزها يرجع يشوف الدنيا بنظرة مختلفة ويرجع يوزن الأمور بعقل مش بالماضي ..
ادهم راح لهالة وقعد قصادها كتير ساكت بيهز رجله بتوتر .. هالة منتظراه يتكلم لكن هو ساكت وباصصلها
هالة : وبعدين ! مالك ! حساك زي القنبلة الموقوتة وعايز تنفجر ! انفجر
ادهم بغضب مكتوم : عايزاني اقول ايه !
هالة : قول ايه اللي مضايقك !
ادهم وقف وبغضب : وسيادتك مش عارفة ايه اللي مضايقني ! هاه !
هالة بهدوء : ايه ! مش هنجم
ادهم بغضب : بعد مراتي وعيالي عني ! سفرهم لاخر الدنيا ! علاقتي باهلي ! اخويا اللي سيادتك مش سايباه في حاله وخليتيه هو كمان ينهار ! انتي عارفة ! انتي عاملة زي الخراب اللي كل ما بيدخل حاجة بيهدها ! انتي بتهدي مش بتصلحي علي فكرة .. انتي …. انتي …. انتي بتدمري اي شيء تدخليه ..
هالة بهدوء : انت شايف كده !
ادهم بعنف : مفيش غير كده ! انتي سيادتك مش واخدة بالك انتي عملتي ايه !
هالة : لا مش واخدة بالي عملت ايه !
ادهم باتهام : هديتي حياتي
هالة : تصدق عندك حق ! انت كنت عايش في شهر عسل وانا لما عرفتوني بدأتوا تتخانقوا !
ادهم بغضب : بتتريقي حضرتك ؟
هالة : اتهامك ليا مش هيريحك يا ادهم ممكن اتهام مراتك يخفف عنك الحمل لكن اتهامي انا ماعتقدش .. مش في محله
ادهم بدفاع : انا مابتهمش حد
هالة : امال تسمي ايه اللي بتعمله دلوقتي ! هو انت حياتك كانت مضبوطة قبل ما تيجيلي ! انت سيبت الماضي يأثر عليك يا ادهم .. رجعت تعيش فيه من تاني علي الرغم من انك كان المفروض تقفله تماما
ادهم : حاولت اقفله بس ليلى فتحت الباب علي اخره
هالة : ليلى برضه ! ليه دايما بتتهم ليلى !
ادهم : امال اتهم مين ! مش هي اللي ودتنا للفيلا ! مش هي اللي رمتني في وسط النار !
هالة : ماشي خليني معاك .. هي رمتك في النار … كرها فيك ؟
ادهم بصلها وسكت وماردش
هالة كررت : ليلى عملت ده قاصدة تؤذيك ! جاوبني
ادهم بصلها : اكيد مش قاصدة
هالة : ولما هي مش قاصدة بتعاقبها ليه؟
ادهم بنرفزة : وهو فين عقابي ده !
هالة : وهو من ساعة ما رجعت من السفر انت بتعمل ايه غير انك بتعاقبها علي احساسك الداخلي !
ادهم وقف رافض يعترف بده : لا طبعا هي ماتقبلتنيش
هالة : طبيعي لما واحدة جوزها يرجع بعد شهور طويلة وشه مختلف تماما لازم تتاخد وبعدين ذنب مين البعد ده اصلا ! مش انت اللي رفضت انها تسافر معاك واصريت تسافر لوحدك ! مش انت اللي منعت يكون في اي اتصال بينكم طول الفترة دي ! مش انت اخترت تقطع نفسك لوحدك هناك ؟ بعد ما رجعت بتعاقبها هي علي قراراتك ؟
ادهم : ماكنتش عايزها تتعذب معايا ، ماكنتش عايزها تشوفني ضعيف بالشكل ده وبنهار من عملية للتانية ، كنت عارف انها هتكون رحلة وجع واخترت اتحملها لوحدي ده غلط ؟
هالة : بغض النظر ده غلط ولا صح بس ده اختيارك انت يبقى ماتلومش حد تاني علي نتيجة اختيارك
ادهم دور وشه بعيد : انا مالمتهاش انا اتصدمت من قراراتها واتصدمت من رفضها .. انا عشت في الم مستمر طول سفري ورجعت بحلم باللحظة اللي ليلى تشوفني فيها وادفن نفسي في حضنها وارجع بيتي واتصدم ان بيتي فاضي واتصدم تاني ان مراتي رجعت لبؤرة عذابي واتصدم اكتر برفضها ليا في اللحظة دي حسيت بجبال بتتحط فوق اكتافي .. جبال حنتني ومابقتش قادر اقف و اواجه من تاني
هالة كملت : فقررت ترمي حملك كله فوق ليلى وتتهمها بكل كبيرة وصغيرة في حياتك
ادهم باعتراف : كنتي عايزاني اتهم مين ! ابويا ولا امي ؟ اتهامهم الاتنين اصعب من بعض
هالة : ليه صعب ! ليه يا ادهم اتهامهم صعب ؟
ادهم بصلها كتير : علشان ندمانين .. موجوعين …
هالة بهدوء وبصوت يشبه للهمس : وفي نظرك ده كفاية علشان تسامحهم ؟
ادهم بصلها واستغرب نفسه وهو بيجاوب : لا طبعا مش كفاية .. بس في نفس الوقت مش عارف اقاطعهم ولا عارف اسامحهم … فالأسهل كان …
سكت فهالة كملت كلامه بتفهم : الاسهل كان انك تطلع غضبك علي ليلى اللي انت عارف كويس انك مهما تعمل هتتحملك !
ادهم هز دماغه بموافقة : فعلا كان الاسهل .. بس ماتخيلتش انها هتوصل بينا للمرحلة دي ودلوقتي ولا انا عارف ارجع لأهلي ولا انا عارف ارجع لمراتي .. دلوقتي انا بقيت واقف في النص ومش عارف اعمل ايه ! قوليلي انتي اعمل ايه ! كل الاختيارات صعبة قدامي
هالة : للاسف يا ادهم ماينفعش انا اقولك تعمل ايه ! ده اختيارك ودي قرارتك انت ..
ادهم بصلها : وكالعادة ماعندكيش حلول وكالعادة ماعندكيش رأي مفيد
هالة : انت بتختار تشوف ده فانت حر
ادهم سكت : انا مش هاجي هنا تاني علي فكرة بعد اذنك
ادهم مشي وهالة اخدت نفس طويل ورفعت سماعة التليفون وعملت اتصال اخد منها وقت طويل وقفلت التليفون بانتصار نوعا ما ..
عدى يومين وادهم بيفكر في كل اللي بيحصل حواليه وفي الظهر تليفونه بيرن فلقى اسم هالة وقرر مايردش بس تالت مرة بترن عليه رد : نعم ! قلتلك مش هاجي تاني عندك
هالة ابتسمت : حتي لو قلتلك ان مراتك هنا عندي مش هتيجي ! علي العموم براحتك انا مش بحب اضغط عليك ! احنا في المكتب لو غيرت رأيك
ادهم تفكيره وتردده دام لثواني وبعدها اتحرك لعند هالة
ليلى بتوتر : علي فكرة ممكن مايجيش ادهم بيعشق العند
هالة : علي فكرة هيجي خلال دقايق !
ليلى بتفرك ايديها بعصبية : لا انا كنت باردة معاه في المرات الاخيرة هيجي ليه ! مش هيجي
هالة : سافر ست ساعات علشان بس قلتيله نفسك راحت للكبدة متخيلة مش هيجي مشوار عشر دقايق ! يعني بأي منطق !
وبالفعل خلال ربع ساعة كان ادهم بيخبط علي باب هالة ودخل وهو بيحاول يخلي ملامحه جادة : السلام عليكم
الاتنين ردوا السلام وهالة كملت : اتفضل اقعد
ادهم دخل وقعد وبص لناحية مراته : ازيك !
ليلى : الحمد لله كويسة
ادهم : زياد واية فين ؟
ليلى : سيبتهم في البلد مع ماما
ادهم هز دماغه وبص لهالة : خير ! طلبتيني
هالة : خير بس انت اتواجهت مع الكل الدور علي مراتك
ادهم بتهكم : ماتقلقيش اتواجهنا واعتقد كل واحد فينا قال اللي عنده
هالة : طيب انا عايزة اعرف ايه اللي عندكم ! ايه اللي وصلتوله ؟
ادهم بتهكم : ان انا ابن ستين في سبعين واني قليل الاصل ونسيت كل حاجة حلوة في حياتها واني شيطان وقلبي اسود ومش عارف اسامح حد ..( بص لليلى ) صح كده ولا نسيت حاجة ؟
ليلى اخدت نفس طويل وبصت لهالة
ادهم اتنرفز : بتبصيلها ليه ! انا اللي بتكلم فكلميني انا
ليلى بصتله : مش هتكلم لان سيادتك بتحور في الكلام علي هواك فمش هتكلم غير معاها هي او ردا علي سؤال غير كده مش هتكلم
ادهم بص لهالة : اتفضلي سيادتك اسأليها
هالة لادهم : مين قال انك شيطان او ان قلبك اسود ؟
ادهم : كلامكم ! نظراتكم ! اتهاماتكم
كل حاجة بتقول ان ده تفكيركم
هالة : لا طبعا محدش قال كده ولا ينفع اصلا حد يفكر كده .. ادهم اللي انت اتعرضتله في حياتك ماكانش قليل وما ينفعش نطلب منك تتجاهله او تنساه وبعدين احنا النهاردة مش عايزين نتكلم عن الماضي احنا عايزين نتكلم عنكم .. مش ده اللي كنت بتطلبه مني ! تتكلم عنها ! اتكلم اهو
ادهم دور وشه بعيد : ماعنديش كلام اقوله
هالة ل ليلي : طيب اتكلمي انتي !
ليلى هي كمان دورت وشها بعيد : ماعنديش كلام اقوله
هالة مطت شفايفها : امممم طيب ايه رأيكم انا اسأل وانتو تجاوبوا ! اعتقد ده حل مريح .. بداية يا ادهم ليه سافرت تعمل العملية !
ادهم استغرب وبصلها وهي وضحت : هنتكلم من الاول
ادهم : هي عارفة سافرت ليه
هالة : لا لا مش عايزة اجابات بالشكل ده ولا هي عارفة ولا هو عارف عايزة اجابة واضحة .. سافرت ليه يا ادهم ؟
ادهم : علشانها .. من حقها تعيش حياة طبيعية مع راجل طبيعي
هالة : وانت ماكنتش طبيعي ؟
ادهم : لا طبعا .. كنت بهرب من اي اجتماعات في اي مناسبات ، كنت مختفى من اي نشاط اجتماعي وتباعا هما كمان اختفوا معايا ! حاجات كتيرة قصرت فيها علشان تشوهي
هالة : ده السبب الوحيد لسفرك ؟
ادهم : لأ .. السبب الثاني كان علشان والدي ووالدتي .. احساسهم بالذنب يقل شوية .. ابويا متخيل انه لو عالجني ده ممكن يلغي السنين اللي فاتت فأنا حبيت اديه الاحساس ده حتي لو مؤقت
هالة : وليه رفضت مراتك تسافر معاك ؟
ادهم : انا سبق وجاوبتك علي السؤال ده !
هالة : سمعني تاني وسمع مراتك إجابتك
ادهم : كنت عارف ان فترة العلاج هتكون طويلة ومؤلمة وماحبتش هي تشوفني بالشكل ده وبالضعف ده غير كده ماحبتش برضه اننا نسيب الولاد لفترة طويلة لوحدهم من غيرنا احنا الاتنين !
هالة : طيب ليه رفضت اي اتصال بينكم طول شهور سفرك !
ادهم سكت شوية : معظم الوقت كنت تعبان ومن عملية للثانية وكنت بتوجع ولو كلمتني وانا خارج من عملية ماكانتش هتتحمل ومن صوتي هتعرف انا تعبان قد ايه سواء من العملية او من بعدي عنهم او من القرار ده في حد ذاته .. ماحبتش انها طول الوقت تفضل مفترضة وجعي وعذابي وحبيت اني اعيشه لوحدي
هالة عقبت : وده كان تاني غلط ارتكبته .. غلطك الاول كان برفضك ان مراتك تسافر معاك وتتعود علي تغيرك وتشاركك فيه واحدة واحدة والثاني رفضك انها تكون علي اتصال بيك .. دي يا ادهم كانت بداية سلسلة الاخطاء اللي اتراكمت بعد كده
ادهم باستغراب : خوفي علي وجعها كان غلط مني ؟
هالة : الحياة الزوجية مشاركة للاوجاع قبل الافراح .. كان المفروض مراتك تكون معاك وساعتها ماكانتش هتحتاج لوقت تتعود فيه على شكلك لانه اصلا اتغير قدامها خطوة خطوة لكن انت سافرت بشكل ورجعت بشكل تاني خالص .. الصدمة الاولي كانت منك
ادهم : طبيعي هتيجي في صفها وهتحاولي تطلعيني غلط في كل حاجة
هالة : انت عارف كويس اني ما باخدش صف حد
ادهم بنرفزة : طيب يا ستي انا غلطت هي ماغلطتش !
هالة : غلطت طبعا بداية من نقل حياتها لبيت حماها دون موافقتك ( بصت لليلى ) ليه اخدتي الخطوة دي ؟
ليلى : كان المفروض اعمل ايه ! حمايا تعبان وكان شبه مشلول وماكانش قادر يروح ويجي كل يوم علشان احفاده وكنت لوحدي وماعرفتش ارفض طلبه والحاحه وهو بالحالة دي ! واحد مشلول بيجي المشوار ده يوميا علشان يشوف احفاده وبيترجاني اروح عندهم يكونوا قدامه ماعرفتش ارفض كتير وبعدها بدأت الدراسة والباص رفض ياخدهم المشوار ده كله وعلشان يروحوا بالسواق كان لازم يطلعوا من البيت الساعه ٥ الفجر علي الاقل علشان يوصلوا في ميعادهم وحسيت اني بعذب الولاد علشان اصحيهم الساعه ٤ الفجر ويرجعوا البيت ٤ او ٥ العصر والاتنين صغيرين وخلال اسبوع انهاروا من التعب وكرهوا المدرسة وبقت مأساة يوميا الصبح في الصحيان ومأساة لما يرجعوا وحمايا رفض الوضع ده وساعتها قرر ينقلهم وبالفعل خلص اوراقهم ولما عرفت مصاريف المدرسة كان كل حاجة تمت .. هو عارف والده بيتصرف ازاي ! اصلا خلال يوم كان نقلهم ودفع مصاريفهم وخلص كل حاجة .. كان المفروض برضه هنا اعمل ايه ؟ ماكانش في حلول قدامي ( ليلى بصت لادهم ) قلي انت كان المفروض اتصرف ازاي ؟
ادهم بيحاول يتخيل تعب الولاد ومأساتهم ولام نفسه علي ده وبعدها بص لمراته : ماكانش المفروض من الاول تسيبي بيتك ! كانوا هما قعدوا معاكي لحد ما انا ارجع .. ابويا كان بيسحبك للڤيلا بطريقته واستغل تعبه علشان يضغط عليكي
ليلى : وانا ماعرفتش اتصرف .. ماعرفتش مش هنكر بس كان في ايدي ايه اعمله !
ادهم بزهق عليها : ما تحطيناش في المشكلة وبعدها تقوليلي اعمل ايه !
هالة اتدخلت : طيب يا ادهم اتحطينا في المشكلة والامور مشيت وانت رجعت
ليه بعدت عنها ؟
ادهم : صدمتني بمقابلتها ليا ورفضها
ليلى بصتله : صدمني شكلك .. ماتخيلتش انك هتتغير للدرجة دي ! حسيتك انسان تاني مش جوزي ! المفروض كنت اعمل ايه ؟ اجري ارمي نفسي في حضنك وازغرط ؟
ادهم بجمود : ما تجريش يا ستي بس مش تتصدمي
ليلى بصتله كتير وهو باصصلها : علي فكرة انا مش هنكر اني كنت بعشق وشك المشوه .. ايوه يا ادهم كنت بحبه
ويمكن اكون افتقدته .. ايوه مش عايزاك مشوه بس انا حبيتك كده وعشت معاك عمر بحاله كده ، اكيد مش في لحظة همسح كل السنين اللي فاتت واقلب الصفحة واحب الشكل الجديد .. كنت خايفة تكون اتغيرت وبالفعل انت اتغيرت واتحولت لانسان غريب
ادهم : انا ما اتحولتش انا بس كنت بصد ضرباتك اللي كانت بتنزل عليا ضربة ورا ضربة .. ماكنتش ملاحق منك
ليلى : انت اللي مش ملاحق ولا انا ! انت سيبت البيت ورفضتني ورفضت تديني بس شوية وقت
ادهم زعق : وانا مين يديني الوقت ده ! شهور بحلم برجوعي لحضنك وارجع الاقيكي بتقولي ( اتكلم بتريقة ) ايه ده ! ياااا مش عاجبني رجع القديم كان احلى عليك وكأنه قميص مثلا هغيره
ليلى هي كمان صوتها علي : ماقدرتش ! ماقدرتش اديك الاحساس ده اعذرني .. اولا كنا في بيتكم وقدام اهلك كنت منتظر مني ايه ! انا اللي كنت منتظرة منك تقرب مني وانت برودك صدمني
ادهم بصدمة : برودي ! برودي انا ؟
ليلى : ايوه لان المفروض سيادتك اللي تاخد الخطوة الاولي مش انا
ادهم : وانا من يوم ما عرفتك يا ليلى وقلتلك ماتنتظريش مني خطوات اولي
ليلى بغضب : ده كان زمان واخدت الاف الخطوات الاولي المرة دي كانت عليك انت لانك انت اتغيرت ورجعت انسان تاني مختلف .. انا اسفة ( بصت لهالة وبصتله ) انت بتقول انك مجروح مني بس انا مجروحة منك فوق ما تتخيل ..
هالة : قولي يا ليلى كل اللي جارحك من ادهم !
ليلى سكتت شوية وبصتله : كل مرة كنت بتسيبني وتروح لشقتنا القديمة كنت بتجرحني .. كل مرة بتخرج من البيت بتجرحني .. كل مرة بتنام في طرف السرير بتجرحني ..
ادهم بهدوء : ولما انا بجرحك بخروجي ليه مفيش مرة جيتي ورايا ! كان ممكن كله يتحل بمجيك مرة ( كمل بوجع ) بس مرة !
ليلى بوجع : او كان ممكن تطردني من عندك وساعتها تقفل كل الطرق بينا ؟
ادهم بصلها بصدمة : اطردك ؟ وهو انا عملتها قبل كده في حاجات اصعب من كده ! ده احنا كنا متطلقين ولما جيتي فتحتلك بابي .. ازاي فكرتي كده ! ازاي تخيلتي اني ممكن اطردك !
ليلى هزت دماغها : ماعرفش يا ادهم .. كنت راجع مختلف كل حاجة فيك مختلفة وتفكيري مشوش وانت رفضت تطمني .. خفت منك ومن ردود افعالك .. حسيتك عايز تبعد وتكون لوحدك وماحبتش اضغط عليك .. كنت بموت في الليلة مليون مرة وبمنع نفسي الف مرة اجيلك
ادهم بوجع : ياريتك كنتي جيتي !!
ليلى بوجع : وياريتك ماكنت مشيت
ادهم : ماكانش ينفع اقعد في المكان ده ! انتي ازاي تخيلتي اني ممكن اقدر افضل فيه ! كل ركن فيه ذكري مؤلمة رجعتيني لبؤرة عذابي يا ليلى
ليلى : فكرت انك هتعمل ذكريات تانية جديدة تغطي القديمة
ادهم : ما ينفعش … ما ينفعش يا ليلى يكون عندك مثلا حرق في ايدك وله اثر بشع وعلشان تغطيه او تداريه تقومي تحرقيه من تاني .. ده اللي انتي عملتيه فيا .. رجعتيني تحرقيني من تاني وتعيدي كل اللي فات تاني
ليلى دموعها نزلت : ماكانش ده قصدي
ادهم بأسف : بس ده اللي حصل !
الاتنين سكتوا وهالة سابتهم شوية يلتقطوا انفاسهم وبعدها رمت قنبلتها الثانية : طيب وداليا ! بتسمي علاقتك بيها ايه يا ادهم ؟
ادهم كشر : مش علاقة اولا
ليلى بصتله بحدة : امال ايه ! اللي بترتاح في الكلام معاها تسميها ايه !
ادهم بغضب : علي فكرة انا قلتلك ساعتها الجملة دي علشان بس اضايقك لانك كنتي مستفزة ساعتها
ليلى : ده علي اساس انك ماكنتش فعلا بتشوفها وتقابلها وتتكلم معاها ؟
ادهم : كنت محتاج لحد يا ليلى ! انتي كنتي بعيدة وكنت عايز اي حد ! اي حد بغض النظر هو مين المهم حد اتكلم معاه وبس .. مافكرتش في كل اللي بتقوليه ده ولا علاقة ولا زفت بس كنت محتاج لحد يسمعني ما تخيلتش ان سيادتك هتفسري ده غلط او هي كمان هتفسره غلط
هالة : للاسف يا ادهم اي واحد هيتكلم مع واحدة ويحكيلها مشاكله ويرمي عليها همومه لازم يتفهم غلط ..
ادهم : اصلا هي غبية بتقول كانت بتحسدنا علي حبنا وبتتمني دايما تعيش حب زي كده يقوم لما تحصل بينا شوية مشاكل تتخيل اني هحبها ؟ مش ده غباء ؟
هالة : لا طبعا .. داليا حبت قصة الحب اللي بينكم ولما الظروف اتغيرت بينكم تخيلت انها ممكن تعيش نفس القصة دي معاك .. اعتقد يا ادهم ان داليا ماحبتكش انت شخصيا هي حبت حبك لليلى واتمنت تعيشه مكانها .. حبت قصة الحب نفسها واتمنتها لنفسها وتخيلت انها ممكن تكون مكان ليلى وتعيش الحب ده ..
ادهم : حبتني او حبت الحب ده مش فارق معايا ..( بص لليلى ) داليا مش سبب نتخانق عليه انا وانتي ولا سبب ان الشك يدخل بينا ؟
ليلى كشرت : مش سبب للشك بس ده ما يمنعش انك جرحتني بلجوءك لغيري وفضفضتك مع غيري ..
اتكلموا كتير وهالة بتتدخل من وقت للتاني
هالة : اتكلمنا كتير ودلوقتي مش هقدر اقول ان حد فيكم كان غلطان لانكم انتوا الاتنين اتشاركتم الغلط .. ليلى انتي اخدتي قرارت نوعا ما مش مقبولة وحضرتك وقفت تتفرج عليها وقلتلها تحملي نتيجة غلطاتك وسيبتها
ادهم باعتراض : كان المفروض اعمل ايه !
هالة : انت رب الاسرة يا ادهم .. انت قبطان المركب .. لو حد اخد قرار غلط وظيفتك تصلحه مش تسيب المركب تغرق كلها .. كان الصح لما ترجع وماتحملتش تفضل في الڤيلا تاخد عيالك ومراتك وتمشي وماتقليش الولاد لانه كان ممكن تفهمهم ان وجودهم في بيت جدهم كان وضع مؤقت لبعد رجوعك من السفر وبرجوعك ترجعوا بيتكم .. لكن اللي عملته انك بعدت وده غرق مركبكم اكتر واكتر يا ادهم
ادهم : ودلوقتي ! ايه الصح ! نفضل منفصلين ! نرجع لبعض ! مابقتش عارف صراحة اي حاجة !
هالة : انت في اجازة حاليا يعني تقدر تسافر مع مراتك !
ليلى بصتلها باستغراب وهالة كملت : سافر معاها البلد وابعدوا عن كل الضغوطات اللي هنا .. عاتبوا بعض واسمعوا بعض واوصلوا لبعض من تاني .. عالجوا بعض ببعض وعالجوا اخطاءكم وانتوا مع بعض .. قربوا من بعض بس في نفس الوقت خليكم بعيد عن بعض
ادهم : فزورة دي يعني !
هالة ابتسمت : لا مش فزورة اللي اقصده اني مش عايزة علاقة زوجية تتم بينكم
ادهم باعتراض : ليه ان شاء الله ؟
هالة : لانها بتشوش الأفكار يا أدهم وبتقلب الحقايق والغلط بيكون صح والصح بيكون غلط .. هتقربوا من بعض وتسمعوا بعض وتسامحوا بعض ولما نصفى تماما من بعض ساعتها نقرب بقى بجد من بعض
ليلى بهدوء : يعني قصدك كل واحد فينا في اوضه ؟
هالة : لا طبعا ده اكبر غلط واكتر شيء ممكن يدمر علاقة زوجية .. محدش فيكم يسيب اوضته ابدا مهما كان الاختلاف او الزعل …
ادهم باستفسار : انتي عايزانا نفضل مع بعض ونتكلم مع بعض ونكون مع بعض في أوضه واحدة ومفيش علاقة تحصل بينا ! ( بتريقة ) انتي واعية للي بتقوليه ؟
ليلى كانت هتضحك علي اسلوب ادهم
هالة ردت : صدقني هتندهش من قوة الإرادة اللي هتكتشفوها عندكم
ادهم بتريقة : إرادة اه قولتيلي !! بس كده مش عايزة حاجة تانية ؟
هالة كملت : لا طبعا في حاجة مهمة جدا
ادهم بتريقة : اللي هي؟
هالة : سيادتكم هتقسموا الايام علي بعض
الاتنين : يعني ايه ؟
هالة : يعني انتي هتقومي يوم بكل طلبات البيت والولاد من اكل وشرب وكل حاجة وهو هيقوم يوم
ادهم اعترض : نعم ! ده ايه ده ان شاء الله ! لا طبعا
ليلى بعد ما كانت هتعترض هي كمان الا انها بصت لادهم : وفيها ايه يعني !
ادهم : لا فيها كتير ده مش دوري
ليلى : انك تساعدني مش دورك ؟
ادهم : ماتحوريش كلامي .. انا لا بعرف اعمل اكل ولا اغير لولاد ولا الكلام ده لكن مساعدتي مش بتأخر وانتي عارفة ده كويس
هالة : طيب هي برضه هتساعدك زي ما كنت بتساعدها .. احنا هنقلب الادوار تماما .. كل واحد هيتقمص دور الثاني في اليوم بتاعه وهنشوف
ادهم : انت عايزة توصلي لايه !
هالة ابتسمت : عايزة ادهم وليلى كيان واحد ده اللي عايزة اوصله
ادهم اخد نفس طويل : انتي شايفة ان دي الطريقة الصح ! نبدل ادوارنا ؟
هالة بابتسامة : ده مجرد يوم ويوم صدقني مش صعبة
ادهم : طيب عايزة توصلي لايه بكده ؟
هالة بغموض : هتعرف لوحدك .. هتعرف ودلوقتي خد مراتك وروحوا علي بيتكم يلا امشوا …
اخد مراته وروح الاول علي شقته لم حاجته المهمة وليلى واقفة بتتمشي في بيتها واتمنت لو يقضوا الليلة دي هنا في حضن بعض بس كلام هالة مفيش اي علاقة تحصل كشرت لما افتكرت ..
ادهم متابعها بتبتسم وتكشر وقرب منها فاجئها وراها وحط ايديه حوالين وسطها وهي كل نواقيس الخطر ضربت لان مقاومتها تقريبا زيرو ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المشوه)