روايات

رواية محكمة الحياة الفصل الثالث 3 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الفصل الثالث 3 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الجزء الثالث

رواية محكمة الحياة البارت الثالث

رواية محكمة الحياة الحلقة الثالثة

مضت عده أيام و لم تذهب جميله الي عملها و لكنها ملت من الجلوس في المنزل فدائما والدتها تنام أو تتصنع النوم،طلبت منها جدائل أن تذهب اليها فذهبت.
دلفت الي حديقه منزله و أخذت تدور مثل الأطفال حتي انتبه لها و هي تنتفض من دوران الأرض من حولها،تجمدت و هو يلحقها حتي لا تقع علي الأرض،انتبهت له و الي يده التي تمسكها بعصبيه مفرطه،بدأ قلبها ينبض بشراسه و كأنه يبعث لها اشارات عاطفيه،شعرت بحماقتها و هي تتصارع أنفاسها تحاول السيطرة علي نفسها،كانت أنفاسه مثل النيران التي ألهبتها،حضوره في هذه اللحظة كان طاغيا ،لم يكن هذا من ذي قبل،عينيه لم تتحقق منها و من رسمتها و من لونها،كل تفاصيله أصبحت موضحه أمامها،بالرغم من أنها رأته عده مرات و كان لا يفصل بينهم أي شئ و لكن هذه المرة مختلفه تماما،هي تعرفه جيدا منذ عام تقريبا،قابلته مرات كثيرة و لكن هذه المرة اشارة مقدمه لها لما سيحدث بعد ذلك.
تركها ما ان تأكد أنها فاقت من الدوار الذي أصابها،توقعت توبيخه لها علي الحركه الطفوليه و لكنه حمحم و تركها سريعا و غادر المنزل
-لازم حد يلحقك بعد لعب العيال اللي انتي بتعمليه ده،الحمد لله ان أكمل بنفسه اللي لحقك،لو كمال كان سابك وقعتي و ضحك عليكي،و كويس ان أكمل ماوبخكيش.
التقطت جميله كوب العصير من جدائل و ارتشفته مرة واحده ثم تجشأت مثل الأطفال قائله
-هاتيلي بقي سيرلاك من اللي بيبقي معاكي للأطفال لأحسن بقالي كتير مش باكله و بتكسف أقول لبابا يجيبه.
جاءت جدائل تتحدث فأخرصتها جميله بوضع قطعه الشيكولاه في فمها و هذا نظرا لعشقها لها و للنوع المفضل لديها.
انتهت جلستها مع جدائل و قررت الرحيل و لكن صممت جدائل أن يستقلها أكمل الي منزلها،تذمرت جميله لهذا القرار و تذمرت أكثر عندما علمت أنه طلب هشام المرشدي والها.
جلست بجواره في سيارته الصغيره و هو صامتا لا يتحدث،كأنه أبكم لو أراد يحدثها سيبحث عن ورقه و قلم لكي يملي عليها ما يريده،تتعجب من أنه رجل قانون،و لكنها لا تفهمه ،حتي شقيقته نفسها لا تفهمه،دائما يتركهم يحترقون و لا يفهموا ما يدور بخلده و لا أحد فهم ما يدور بدافتر عقله،تذكرت المشهد الذي حدث بينهم في بداية زيارتها اليوم و يالها من مشهد بالغ الخطورة،كانت عينيه مثل الشيطان،شعرت أنه سيطلب منها أن تتنحي عن مغامراتها الطفوليه حتي لا تقع،تظر اليها في المراءة ليشعر أنها متلهفه لتبادل الحديث معه أثناء ذهابهما
-انتي كنتي متابعه حالة والدك في الفترة الأخيرة علشان كده مش بتنزلي الشغل صح؟
جميله بملل
-كان نفسي أقولك صح،بس للأسف أنا احتمال كبير أسيب الشغل،علشان الناس اللي بيهددوا بابا،شكلهم عايزين يقتلوني زى ما قتلوا أخويا.
-اللي حصل كان علشان أخوكي سمح بكده،و بعدين من امتي و انتي بتشيلي الهم و بتبقي قد المسؤليه،اللي أعرفه عنك انك ضرباها طناش.
-ماشي أنا فعلا مش فارقه معايا،بس ماما ذنبها ايه،مش كفايه أخويا،علي فكرة بقي كون اني أسيب الشغل ده علي عيني،بس أعمل ايه نفسي أعيش في هدوء.
ابتسم لها أكمل حتي أن اندهشت لابتسامته
-تعرفي انتي غلطي لما اتخصصتي أطفال،كان المفروض تبقي دكتورة نفسيه،واثق ان المرضي بتوعك هيجوا عاقلين،و يروحوا مجانين.
-ان شاء الله طبعا،هو في أحلي من الجنان،و البساطه في التعامل،أنا مش عارفه انتم مصعبين الحياه علي نفسكم ليه،في أحلي من السلام النفسي؟
سلط عيناه عليها بغموض صعب قراءة و تفسير نظراته،لتتبين من سوداوية عيناه مثل ما شاهدته عندما كانت ستسقط في حديقه منزلهم،و بالرغم من أنها سوداء الا أن نظراته ساحرة تقييم الأشياء تقيما عاليا و لكن كلما بصرت عيناها نحوه تشعر بالعتمه،بالنسبه لها نظراته ليست لطيفه،تذكرها بالقصص و الحواديت التي كانت تسمعها في الماضي و هي صغيرة عن الأشباح.كلما اقتربت نظراته من عينيها تشعر بشئ يسحبها نحوه مثل المغناطيس أو المنوم،أدارت بوجهها نحو الجانب الأخر،لتشعر أن الشارع فارغا من المارة لا يوجد سواهم و سيارتهننظرا لأنه أخذها الي مكان ضيق وأشعه الشمس حارقه فيه،لتفهم أنها بطريق صحراوى،التفتت لتجده ينظر نحو عينيها و عيناه مظلمه معتمه لتخشي و ترتعد منه
نظرت اليه بكل قوة تتنافي مع خوفها قائله
-ممكن حضرتك تروحني علشان اللي بيحصل ده غلط
-ليه مش انتي مش بتخافي و الحياه سهله و مفيش صعوبات.
زفرت جميله بحنق قائله
-ايه اللي انت بتقوله ده؟انت معاهم صح؟علشان كده صممت توصلني.
-عايزة تروحي ليه؟مش انتي كاره البيت؟عموما هما دقايق هتكلم معاكي في موضوع مهم.
=و أنا مش عايزة أسمعك،من امتي و انت بتحب تتكلم معايا،ده أنا حسيت انك أخرس كل اما تشوفني.
-ليه هو سكوتي مزعلك في حاجه؟جربي تعملي زيي يمكن ترتاحي من الدوشه اللي في دماغك،ايه مش بتتعبك؟
ردت عليه جميله بحده قائله
-ممكن حضرتك تروحني علشان معملش ليك مشكله مع بابا؟و انا أوعدك مش هجيلكم تاني ما أنا فاهمه انك كاره صداقتي لجدائل.
-لو حايه تعمليلي مشكله مع المستشار هشام اعملي أنا مش همنعك،بس مش هنمشي من هنا قبل ما تسمعيني ،و تركزى معايا و متعصبنيش.
ارتعدت و هبطت من السيارة بخوف قائله
-انت اتجننت،مين انت علشان تقولي متعصبنيش،انت عايز مني ايه؟
-متخافيش،اللي هقوله كله لمصلحتك و مجبورة تصدقيني و بعده اللي هقوله انتي استحاله تخافي مني.
ردت عليه جميله بكل حده قائله
-جايبني هنا و الله أعلم عايز تعمل فيا ايه و تقولي استحاله أخاف منك،ده أنا وجودي هنا أذيه في حد ذاته،ده انت شويه شويه هتسيبني و تمشي.
رد عليها أكمل بثقه قائلا
-واضح كده انتي لا يمكن هتصدقيني فتمام اركبي هروحك حالا،بس مترجعيش تندمي و تقولي ياريتني كنت سمعته،كان كلامي معاكي هيفرق في حاجات كتير في حياه والدك ووالدتك.
لم تظن للحظة أنه جاء بها الي هنا ليتحدث في موضوع يخص والدها و والدتها و بعد أن عزمت أمرها أن ترحل خفق قلبها خوفا مما ينوى قوله
-يعني مش هتأذيني و لا هتقولي ابعدي عن أختي صح،طب ليه تجيبني مكان صعب زى ده،و عايز مني ايه؟
-طبعا انتي عارفاني كويس و عارفه بشتغل ايه و كنت زميل أخوكي اللي مش حابب أتكلم و أخوض في حرمته و هو ميت،عارفه طبعا أنا ابن مين.
لم تبدي أي رده فعل لحديثه عن شقيقها بل ظلت تنظر له في صمت
-انتي طبعا دكتورة أطفال متعرفيش حاجه عن مجالنا و لا حابه تهتمي أصلا،بمعني أدق لا تصلحي للمعاناه،لذلك هتكوني مستهدفه أكتر مننا.
-المفروض بقي اني أعرف كل شارده و وارده في مجالكم،طب ما جدائل أهي و لا في دماغها،و كاميليا خطيبتك،كمان عايزين اني أهتم و الكل خايف عليا و معتبرني مستهدفه لمجرد اني شخصيه مليش في شغلكم،طب ما أخويا كان منكم و الوحيد اللي طالته ايديهم،طب ما انت أهو انت و أخوك عيني بارده عليكم،شايفه حوت واقف قدامي مستعد يبلعني،لا استني نسيت انت برج الأسد ،الحمد لله اني جدي غلبانه أنا و جدائل في معاشرة أمثالكم.
تعالت ضحكات أكمل و لأول مرة تراه يضحك لتظهر غمازته
-طول عمرى أسمع من جدائل عن ايمانك بالأبراج بس مكنتش متخيل انك كلامك هيضحكني كده،عموما عرفت معلومه جديده،عينيكي زرقا بس للأسف مدورة و بتحسد عيني عينك،أنا لو جرالي حاجه هيبقي بسبب عينيكي دي.
ارتبكت جميله من حديثه و خجلت بشده فابتسم هو الأخر مجددا و تحدث عاليا حتي تفيق من التيه التي بقت فيها
-ان شاء الله بعد بكره هجيب والدي و أخويا و جدائل و كاميليا ،قبل ما أقولك احنا جايين ليه،حابب أعرفك نقطه مهمه،أنا و كاميليا بنت عمي مش مخطوبين و لا حاجه،ده مجرد كلام بين والدي و والدها الله يرحمه،بس لا أنا حابب و لا هي هندها رغبه،أعتقد انك بدأتي تفهمي أنا جاي أنا و عيلتي ليه بعد بكره،بس خايف تكوني مش مستوعبه لذلك هقولك،احنا جايين نخطبك،تحبي أسيبك تفكرى لمين و لا أقولك،مع ان الموضوع مش محتاج تفكير،أنا العريس يا جميله،أتمني تفكرى كويس في اليومين دول،قبل ما ترفضي،و لو حابه توافقي بشروط معنديش مانع،عارف اني عرضي سئيل بس كان لازم أعمل كده،علشان تعرفي ان دي طبيعتي و أسلوبي،أخاف أبقي رومانسي و أرجع أتغير تتقهرى.
كادت أن تفقد وعيها من أثر كلماته المرصوصه وراء بعضها البعض،شعر هو بصدمتها فأسرع الخطي و فتح لها باب السيارة و أجلسها بنفسه،شعرت لولهه أنه تطفل عليها و علي حياتها دفعه واحده،كيف امتلك الجرءة لكل ذلك،استطاع خطفها من عالمها الهادئ الي عالمه الملئ بالعذاب،تتسائل منذ متي وهو ينظر لها علي أنها جميله،هي ليست مثله هي كقطعه حلوة من يقترب منها يشعر باللذه هي تريد عالم بنكهات متعدده و هو يريد عالما رتيبا،كيف سيجعلها تتذوق و تحس بمشاعره و هي ترى أن في عيونه هلاك محتم لأي شخص يعارضه

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية محكمة الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى