رواية سجينتي الحسناء الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم أسماء عادل المصري
رواية سجينتي الحسناء الجزء الحادي والأربعون
رواية سجينتي الحسناء البارت الحادي والأربعون
رواية سجينتي الحسناء الحلقة الحادية والأربعون
اتعلم ما هو اﻻمر الذى يجعل اﻻنسان يفقد شغفه بالحياه ؟ يفقد رغبته باﻻستمرار و تقبل اخطاء نفسه و اخطاء اﻻخرين من حوله و يتحول لشخص بغيض يكره كل من حوله بل و يكره الحياه ذاتها !!
ذلك الشيئ هو اليأس … فان شعر اﻻنسان باليأس تخلى عن كل ما يملكه من آمال و احلام و ربما تمسكه بالحياه يقل تدريجيا حتى يصبح جسد بلا روح و ربما يؤدى كرهه للحياه لارتكاب مزيد من اﻻخطاء التى تجعله عرضه لاذيه نفسه و اذيه من حوله .
هرع سيف بعد ان استمع للحارسه و اتبعته دارين بلهفه بالرغم من غيرتها من نور اﻻ ان كرهها للواحظ جعلها تهرع وراءه لتحاول انقاذ تلك المسكينه التى وقعت تحت براثنها .
دلف سيف لمكان التريض فوجدها تقف بنهايته تستند الى احد الحوائط و تضع شفره الحلاقه على عنق نور و هى تحكم قبضتها على جسدها و تهدد اى ما كان بقتلها ان ما حاولوا اﻻقتراب منها .
فور ان رأته ابتسمت بسمه صفراء و رددت بصياح عالٍ
_ اول ما سمعت انك عايش و عرفت انك جيت قولت لازم اشوفك بنفسى يا يا باشا .
نظر لها بهدوء و تمعن النظر بنور الساكنه بين يديها و كأنها تخشى على حياتها منها فردد بمهادنه
_ انا اهو يا لواحظ .. عايزه ايه ؟
ردت عليه بنبره جامده خاليه من الشعور
_ عايزه اقبض روحك بايديا .
ابتسم بهدوء و اماء موافقا و ردد بتأكيد
_ انا قدامك … سيبى نور و اتعاملى معايا انا .
ضحكت بسخريه و كركت بانهيار و كأنها استمعت لفكهاهى اطلق دعابه مضحكه و رددت تؤكد
_ انت فاكرنى هفيه و لا غبيه يا باشا ؟ عايزنى اسيبها عشان اتحبس ؟ لااااا انا يا قاتل يا مقتول .
اقتربت دارين منه و امسكته من راحته فانتبه لها و نظر لها بحده هاتفا بصوت هامس و لكنه مسموع
_ ايه اللى جابك ورايا ؟
خرج صوت لواحظ العالى مرددا
_ اهلا اهلا بالست دارين ، السبب اﻻساسى لكل اللى انا فيه .
رمقتها دارين بنظرات كارهه و غاضبه و هتفت بحده
_ انتى عدوة نفسك يا لواحظ و عداوتك مع الناس هى اللى وصلتلك للى انتى فيه .
ابتلعت لعابها بقلق عندما وجدتها تتحرك للخلف اكثر ضاغطه بيدها على عنق تلك المحاطه بأذرعها الغليظه و تضغط اكثر بسلاح الشفره على عنقها و رددت بتحذير
_ انا خسرت كل حاجه و مبقاش عندى حاجه اخاف عليها و هاخد روح كل اللى اذانى و اولهم حضره الظابط دى .
اشارت بعينها لنور و بدءت بنحر عنقها بحركه سريعه جعلت سيف يصرخ بغضب اهوج
_ نووووور .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى تلك اﻻثناء دلفت قوات الشرطه برفقه وائل لحيز السجن حتى يقيم الوضع بعد ان طلب المأمور مساعدتهم لحل اﻻزمه فهرع وائل على صوت صراخ سيف ليجد المشهد المروع امامه .
صرخت دارين هى اﻻخرى عندما وجدت يد لواحظ الملطخه بدماء نور و دوى طلقه عاليه اخترق اذنها فوجدتهما اﻻثنان على اﻻرض .
نور مسجاه على وجهها و لواحظ تتسطح بجسدها فوقها تماما فهرع كل من وائل و سيف ناحيتهما و رفعا جسد لواحظ ليجدا نور تسعل بشده و هى تمسك عنقها الشبه منحور و الدماء تخرج منه فوضع سيف قبضته على مكان جرحها و ضغط عليه و هو يصرخ
_ الدكتور بسرعه .
نظر لها و طمأنها
متخافيش ، انتى كويسه .
ابتلعت لعابها بصعوبه و لكن لم تختفى ابتسامتها من على وجهها و هى تنظر له بامتنان و رددت بصوت مبحوح
_ اظن انا قدمت رسالتى على اكمل وجه يا فندم ؟
اماء و هى ﻻ تزال باحضانه و هو ممسك بعنقها ليمنع تدفق الدماء منه و ردد بتأكيد
_ و عملتى اكتر من المطلوب منك كمان يا نور …. بس فاضل حاجه واحده عايزك تعمليها عشانى .
ابتسمت بألم و سألته
_ ايه هى ؟ انا تحت امرك .
اجابها و هو يحاول كتم غصه بكاءه
_ تتمسكى بالحياه ، متستسلميش .
اقترب الطبيب و معه المسعفون و بدءوا باسعافها و نقلها لمشفى السجن القريب و كان عماد قد نزل لتوه و اقترب منها هاتفا بحزن
_ كان لازم ابقا اسرع من كده .
ابتسمت له و هتفت بصوتها المتعب
_ كفايه انك عملت اللى عليك و خلصت الناس من شرورها .
ربت على شعرها و انحنى مقربا فمه من اذنها و هتف
_ قاومى عشان خاطرى يا نور … انا اول مره احس انى عايز اقرب من انسانه بالشكل ده … اوعى تضعفى .
تحركت النقاله بها باتجاه المشفى و اقترب سيف من جسد لواحظ التى فارقت الحياه فوجد طلقه بمنتصف جبهتها كان قد اطلقها عماد بسلاحه عندما تابع ما يحدث من نافذه مكتبه .
كان واقفا يتابع ما يحدث و رأته نور و هو يقوم بتجهيز سلاحه إن ما حاولت قتلها و ابتسمت له لتعطيه الثقه بنفسه لاتمام مهمته و فور ان بدءت لواحظ بتحريك يدها لنحر عنقها استطاع ان يصوب تجاه رأسها بدقه بعد ان انحنت نور للامام قليلا من اثر الجرح الغائر بعنقها فاتاحت الفرصه ليصوب تجاه لواحظ التى كانت تختبئ خلف جسد نور كليا فتنطلق الطلقه و تستقر برأسها تقتلها على الفور .
ارتمت دارين باحضان سيف تبكى بخوف بعد ان رأت دماءها المتناثره على وجهها و وجه زوجها و على الحائط فلم تتمالك نفسها و بكت حتى ربت عليها و حاول تهدئتها هاتفا بطمأنه
_ اهدى … خلاص ، عدت .
نظر لرفيقه الواقف يبدو عليه القلق فاقترب منه و ردد بهدوء
_ روح لها يا عماد و انا هفضل هنا اباشر التحقيق .
ابتلع عماد لعابه بحرج و هتف متسائلا
_ مش انت حاسس بيا ؟ كنت فى موقفى ده قبل كده !
اماء برأسه و ربت على ذراعه يدعمه بروح طيبه و ردد
_ نور قويه و هتعدى منها … روح لها و متخافش .
بالفعل اتجه عماد بسيارته تجاه مشفى السجن بعد ان احضر ملفها معه و التفت سيف لوائل الذى بدء بمباشره التحقيقات برفقه باقى الضباط فاقترب منه سيف هامسا
_ مين اللى هيمسك التحقيق ده ؟
اجابه وائل
_ المأمور هو اللى هيحدد .
تنهد عميقا و ردد بحزن
_ ربنا يقومها بالسلامه ، البنت دى غلبانه و امها ملهاش غيرها .
ايد قوله و سأله بحيره
_ هو فى حاجه بينها و بين عماد ؟
اماء رافضا و اجاب
_ لا … بس انا اخدت بالى من اهتمامه بيها و باخبارها و حسيت ان جواه حاجه من ناحيتها بس الظاهر ان كلنا لازم نتحط اﻻول فى اختبار صعب يهددنا بفقدهم عشان نتكلم و نخرج اللى جوانا .
شعر وائل بالحزن على حال رفيقيه فابتسم بمرار و ردد بضيق
_ صعب احساس الخوف اللى كلنا عايشين فيه طول الوقت ده ، خوف من الموت و نسيب ورانا ناس حزينه و تعبانه من فراقنا و خوف من اننا نفقد اقرب الناس لينا .
ابتسم سيف و قد تغيرت نظره الحزن بعينه لاسى و الم و وجع على فراق من احب و ردد
_ اللى جرب بيكون اكتر واحد فاهم و حاسس .
التفت فوجد السجانه فتحيه تمسك خرطوم مياه توجهه لدارين و تغسل اﻻخرى وجهها و يدها من قطرات الدماء التى لطخت وجهها فالتفت مره اخرى لرفيقه و ردد بحسم
_ انت وجودك هنا ملوش داعى ، انا بقول تاخد دارين توصلها البيت و انا لما اخلص ابقا اروحلها .
اماء موافقا باستحسان للفكره فهى فرصه جيده للتحدث معها بامر شهاب البدراوى و الخطه التى يريد تنفيذها بعيدا عن سيف المتهور و الذى لن يوافق عليها بالتأكيد .
اقترب سيف منها و ردد بصوته الذى يشفى جروح قلبها
_ دارين .
التفتت بعيون باكيه فامسك راحتها برقه و قبلها قبله دافئه على كفها و ردد بصوت منخفض حتى لا تستمع له القوات و الحراسات المحيطه به
_ حبيبتى … روحى مع وائل يوصلك لبيت اهلك ، و انا هخلص هنا و اجيلك .
ظلت تبكى و تستنشق ماء انفها فربت على ظهرها يواسيها هاتفا بمزاح
_ بتعيطى ليه بس ؟ مش انتى بتغيرى من نور ؟
اجابته بحده
_ فاقوم اتبسط من اذيتها يعنى ؟
ابتسم و ردد بهدوء
_ متخافيش عليها الجرح يبان خطير بس مش نافذ و هتبقا كويسه ان شاء الله .
تركها لتذهب برفقه صديقه فدلفت سيارته و قادها خارج اسوار السجن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قاد سيارته على سرعه بطيئه و هو يحتسب اﻻمر برأسه و اتخذ قراره فأوقف السياره و التفت لها هاتفا بدون مقدمات
_ حياه سيف فى خطر و انتى الوحيده اللى ممكن تنقذيه .
فزعت من حديثه و تلعثمت قليلا و هى تردد
_ ازاااى .. ايه اللى حصل ؟
اجابها و هو يعيد تشغيل السياره هاتفا
_ خلينا نقعد فى مكان نتكلم باستفاضه اكتر .
لم تعقب عليه و انصاعت لطلبه فما نتحدث عنه هو حياه قلبها النابض و قطعه من روحها .
وصل لاحد المقاهى الحديثه فدلفا و جلسا معا ليستهل حديثه هاتفا
_ شهاب البدراوى .
لمعت عينها و استطردت
_ لسه حاططنى فى دماغه ؟
اماء مؤكدا و اعقب
_ و لاول مره فكره سيف تيجى بنتيجه عكسيه ، قلتله استنى شويه و متظهرش دلوقتى لحد ما نقدر نمسك عليه مستندات تسجنه ، لكن هو كان مستعجل عشان يرجع لحياته الطبيعيه .
هتفت بحزن
_ انا اللى كنت بزن عليه عشان نرجع لحياتنا ، انت مش متخيل الحياه بالطريقه دى صعبه قد ايه ؟
بكت فشعر بالحزن على حالها و ردد بيقين
_ انا عارف انك مريتى بظروف قاسيه و مش اى واحده تستحمل اللى انتى شوفتيه ، بس احنا دلوقتى قدام واحد معندوش قلب و عنده استعداد يعمل اى حاجه فى سبيل انه يوصل لهدفه .
صمت فاكملت هى
_ و هدفه هو انا مش كده ؟ نفسى اعرف عايز منى ايه ؟
اجابها بحرج
_ عايزك … عايز يقضى معاكى ليله .
لمعت عينها بالدهشه من حديثه الفج فحاول توضيح اﻻمر
_ الراجل ده عنده شبكه كبيره تابعه ليه و واضح انه مريض بالحكايه دى لاصراره عليكى بالشكل ده … عشان كده انا عارف و متأكد انى لو قلت لسيف على المعلومات اللى عندى هيتهور و ممكن يخسر حياته و يا ريته لو عمل كده هييجى بفايده .
تنهدت عميقا و زفرت انفاسها الغاضبه ببطئ و رددت
_ طيب انا ايه المطلوب منى ؟
اجاب مؤكدا
_ اول و اهم حاجه ان اى تفاهم بينى و بينك يكون بعيد عن سيف ، يعنى ميعرفش عنه حاجه .
اماءت موافقه فاعقب يوضح
_ و تانى حاجه لازم تعرفيها انى هحاول احميكى على قد ما اقدر و مش هسيب حاجه تأذيكى بس عايزك قويه عشان تقدرى تنفذى اللى مطلوب منك .
مسحت براحتيها على وجهها و هى تستمع له يكمل
_ هو عايزك مقابل حياه سيف و انا عايز المستندات اللى عنده عشان اقدر اسجنه و ابعده عن طريقكم ، يبقا الحل اننا نوهمه انك هتنفذى طلبه و بمساعدتى انا و الرجاله اللى شغالين معاه و بيساعدونى هنقدر نوصل لمعلومات تلف حبل المشنقه على رقبته .
سألته بتوتر
_ ايوه بس انا هعمل ده ازاى ؟ انا مستحيل اسمح لحد انه …
قاطعها على الفور
_ و لا انا ممكن اسمح لاى حاجه تحصل لك ، انا هبقا معاكى خطوه بخطوه عشان اقدر اقبض عليه بس ده مش هيتم اﻻ بمساعدتك .
لم تفهم و لم تعى ما يريده فسألته بحيره
_ ايوه يعنى افرض اتهجم عليا هتعملى ايه انت ساعتها ؟
حاول طمئنتها و ردد بمهادنه
_ قلتلك متخافيش ، و النوع ده من الرجاله مبيحبش الغصب هو عايزك تروحيله بمزاجك و بموافقتك و انا هستغل النقطه دى انك تطلبى منه وقت لحد ما تقدرى تنفذى طلبه و هو زكى و هيفهم ان اى ست شريفه مش بالساهل تقبل الوضع ده فهيستنى عليكى و مقابله و التانيه و الثالثه هيبدء يطمن لك و ساعتها هنفذ خطتنا .
لم تحبذ ابدا افكاره فبدايه من تخبئتها اﻻمر على زوجها و هو ما يمكن ان يوقعها بمشاكل جمه ما ان علم بعد انتهاء اﻻمر مروراً بخروجها المتكرر و اللقاء بذلك المدعو شهاب قد يؤذيها ايضا و انتهاءاً بتأكدها ان امثال شهاب البدراوى لا تسرى القوانين عليهم كما تسرى على باقى البشر فإن تعلمت شيئا من قضيتها هى ان النفوذ و اﻻموال تستطيع ان تشترى راحه المرء بل و حريته و إن كانت لواحظ التى تعتير نكره مقارنه به قد استطاعت ان تؤرق حياتهما بهذا الشكل فقط بامتلاكها القليل من اﻻموال مقارنه به فما بال حالتها ان ما وقفت امام عملاق من عمالقه كبار رجال اﻻعمال ذوى النفوذ الكبير و الصفقات المشبوهه بملايين الدولارات .
تنهدت بحيره و تركت العنان لافكارها بالتحرك برأسها و هى تستمع لخطته التى رأت انها ساذجه و ﻻ تنطوى على طفل بعمر السادسه و لكن لا بيدها حيله و لا بد لها من المحاوله حتى تحمى نبضات قلبها العاشقه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد لمنزله مساءا بعد ان علم منها وجودها بمنزل الزوجيه و رفضها الذهاب لوالدها فدلف بخطوات متعجله ليطمأن عليها فوجدها تقف بمنتصف الصاله و تضيئ الشموع بكل ركن من اركان المنزل و رائحه الطعام الشهى تخرج من المطبخ فابتسم و ردد بمشاكسه
_ ايوه بقا ، هو ده الجواز … نفسى من ساعه ما اتجوزنا اعيش يومين طبيعين بين اى راجل و مراته .
احتضنته بقوه و دفنت نفسها داخل صدره و رددت بصوت مكتوم من اثر دفنها لرأسها بصدره
_ طمنى على نور .
ابعدها عنه و تفرس ملامحا التى يعشقها حد اللعنه و قبلها قبله خاطفه و اجاب
_ لسه فى العنايه المركزه ، بس حالتها مستقره .
سألت بإطناب
_ و لواحظ ؟
امتعض وجه على الفور من سيرتها العكره التى تعكر صفو حياته و اجابها
_ غارت فى داهيه ، و لسه التحقيق شغال و عماد موقوف عن العمل لحين التحقيق معاه .
تعجبت و سألته بضيق
_ موقوف ليه ؟ ده كان …
قاطعها مفسرا
_ دى اﻻجراءات يا ديدو … لازم يتحقق معاه لحد ما يثبت انه كان دفاع عن النفس او عن الغير و طبعا كل الشهود من المساجين و الحراس هتشهد بكده بس هى اجراءات و روتين لازم يتعمل .
تنفس عميقا و سألها بمشاكسه
_ بس ايه الريحه الحلوه ده ؟
ظنت انه مبهور برائحه عطرها فسألته بدلال
_ عجبك ؟
ضحك و تحرك للامام و ردد بمشاكسه
_ اوى .
اقتربت منه و ارتفعت على اطراف اصابعها و تعلقت برقبته هاتفه باثاره
_ انت اللى جايبهولى .
فهم انها تظنه يتحدث عن عطرها فتلاعب معها
_ انا بتكلم عن ريحه اﻻكل يا مولاتى .
امتعض وجهها و زمت شفتيها كاﻻطفال فضحك عاليا و انحنى يلتقط شفتيها بقبله عميقه اججت مشاعرهما على حد سواء .
ابتعد عنها لحظه و همس لها بصوت خافت
_ طيب ايه ؟ ندخل جوه و ﻻ ناكل اﻻول ؟
ضحكت و رددت غامزه بطرف عينها
_ لا … ناكل اﻻول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نائم على مقعد و مسند قدميه على آخر امامه و رأسه تستند على كتفه بشكل غير مريح فاستيقظ على صوت رنين هاتفه الخافت الذى اخفض من صوته حتى لا يزعجها ، فاجاب ليجده سيف على الطرف اﻻخر هاتفا
_ طمنى يا عماد ، عامله ايه ؟
اجاب اﻻول بضيق
_ الحمد لله احسن كتير ، مامتها هنا معانا و انا كلمت المأمور عشان يسمح لنا نفضل جنبها .
حرك رأسه بحزن و هو يتذكر ما عاناه عندما كان هو بمكانه فابتسم بمرار و هو يرى حبيبته النائمه بجواره عاريه و جزء من اسفل بطنها يظهر من الغطاء و جرحها لا يزال واضحا به و ايضا لا تزال تعانى اﻻمرين عندما تأكل ليتذكر منذ لحظات اﻻصناف الكثيره التى اعدتها له و انتهى بها اﻻمر بإرتشاف طبق من الحساء اتبعته بكوب من اﻻعشاب المغليه .
تنهد بضيق و حزن و ردد
_ معلش يا عماد … الحمد لله على كل حال و برده هى ربنا وقف معاها .
زفر بضيق و هتف متذمرا
_ لواحظ مكانش فى حاجه هتوقفها غير كده و مع ذلك المأمور وقفنى عن العمل و حولنى للتحقيق !!
رد عليه موضحا
_ ما انت فاهم الروتين ، و بعدين متقلقش كلنا معاك و هنشهد باللى حصل .
تجهم وجهه و اربد بالغضب هادرا بحده و لكن بصوت خفيض
_ كانت تعدى يا سيف ، لكن المأمور حب يحّبكها .
حاول تهدئته معللا
_ المأمور حب يمشى قانونى و طالما مش هيضرك فى حاجه يبقا ايه اللى مزعلك بس ؟
اجاب بغضب
_ انا اتوقف ليه انا و يتحط الكلام ده فى ملفى ؟
ردد بمكر حتى يهدأ
_ اهى فرصه تبقا اجازه و تفضل جنب نور .
نظر لها على فراشها و ابتسم على الفور فشعر به رفيقه و ردد مشاكسا
_ بتحبها ؟
اجابه دون تفكير
_ الظاهر كده .
ضحك بفرحه و ردد
_ اديك لقيت سجينتك الحسناء انت كمان اهو ، ربنا يهون قضيتها و تعدى على خير و اتحرك بقا متفضلش مبلط فيها كده .
اماء و كأنه يراه مرددا باستحسان
_ هعمل كده على طول ، كفايه الوقت اللى الواحد ضيعه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتظرته ان يذهب لعمله و هاتفت رفيقه على الفور و هى تشعر بالضيق و التردد و لكنها حقا ليس بيدها حل آخر فرد عليها
_ انا اخدتلك منه ميعاد ، هتقابليه فى مكتبه و فى اﻻول عشان يثق فينا مش هينفع احط سماعات عشان اسمعكم لانه اكيد هياخد حذره .
ابتلعت بخوف و رددت
_ ربنا يستر .
ذهبت برفقته لمكتب شهاب البدراوى الذى فور ان رأها امامه بواقعا و ليس حلماً من احلام يقظته لم يتمالك نفسه فاتسعت ابتسامته على الفور و وقف من مكانه متجها ناحيتها يمد ساعده ليصافحها بحراره و لهفه مرددا
_ يا اهلا يا اهلا … نورتى مكتبى و شركتى و حياتى كلها .
اطرقت رأسها لاسفل و جلست امامه على المقعد فنظر لوائل و ردد بغلظه
_ اظن دورك خلص لحد هنا يا حضره الظابط ؟
تنفس اﻻخر بغل محاولا اخفاء غضبه و ابتسم بسمه مصطنعه و انحنى برأسه يحيه و غادر لترتبك دارين و تضم يديها امام ركبتيها فلاحظ شهاب توترها و خوفها فاقترب منها و جلس امامها يبتسم لها و هتف بنبره متغزله
_ ايه الجمال ده بس !! انتى فى الحقيقه احلى بكتير .
ابتلعت برهبه و قضمت شفتها السفلى بتوتر فردد بمهادنه
_ انا مش عايزك تخافى منى … لانى عمرى ما هأذيكى .
تعجبت و رفعت وجهها تنظر له بدهشه و هتفت بتلعثم واضح على صوتها
_ إازاى بتقول كده .. و انت عايز.. ؟
قاطعها على الفور مقتربا اكثر منها بجسده و ردد بتأكيد
_ انا مش عايز أاذيه يا دارين ، انا عايزك و هو واقف فى طريقى .
حاولت التحدث فهتفت
_ بس …
عاد لمقاطعتها هاتفا باصرار
_ انا هخليكى ملكه ، كل اللى نفسك فيه هعملهولك و الفلوس دى هتبقا تحت رجليكى .
استجمعت شجاعه زائفه و رددت بحده
_ و ده هيكون مقابل ايه ؟
اجابها على الفور دون تفكير
_ تكونى ليا و بتاعتى ، انا عمر ما فى واحده قدرت تشغل بالى و تفكيرى زيك .
رمقته بنظره لم يفهمها فسألها
_ بتبصيلى كده ليه ؟
اجابته بضيق
_ عشان مش فهماك ، ازاى بتقول مش هتأذينى و فى نفس الوقت عايز تقتل جوزى ؟
انتفض من مكانه واقفا و ردد بصوت حاد
_ انا مش بحب اعيد كلامى اكتر من مره ، بس ليكى انتى فى استثناء عشان كده هتكلم و افهمك طلبى للمره اﻻخيره .
عاد للجلوس امامها و انحنى بجذعه للامام قليلا حتى يصب كامل تركيزه على ملامحها و ردد
_ انا عايزك ليا ، و انا عمرى ما عوزت حاجه و مأخدتهاش بأى طريقه ، بس لكل قاعده شواذ و عشان كده هسيبلك حريه اﻻختيار فى انك تختارى نوع العلاقه اللى هتجمعنا ببعض .
لم تفهم مقصده فنظرت له بفضول فاستطرد يوضح
_ يعنى لو عايزه الحكايه تبقا سر بينا و انا و انتى نبقا مع بعض بمصلحه خد و هات انا موافق .
ظلت تنظر له بتجهم و هو يشرح لها باستفاضه
_ كل اما اعوزك اطلبك و كل مره بتمنها .
هنا صرخت بغضب
_ انت فاكرنى واحده من الشارع عشان تعرض عليا العرض ده ؟ انا ست محترمه و ….
قاطعها
_ انا عارف انك محترمه و مش من نوع الستات ده بس انا لسه مخلصتش كلامى .
رمقته بنظرات مطوله و هو يبتسم لها و يردد بتغزل
_ شكلك حلو اوى و انتى متعصبه .
اغلقت عينها باستلام و تنهدت منتظره سماعه فاعقب
_ لو مش حابه العرض اللى فات فقدامك عرض افضل بكتير ، و هو انك تطلقى منه و علاقتنا ببعض متبقاش سر .
عاد الوجوم وجهها فلم يهملها وقت للتفكير فى مغذى كلامه فوضح
_ يعنى تطلقى منه و نتجوز و ساعتها هتبقى مرات شهاب البدراوى من غير قيود و لا شروط .
صمتت و تحدثت بوهن
_ بس انا مش عايزه اتطلق و …
صمتت فابتسم بحنق و ردد بغل
_ محظوظ بيكى ابن ال***
سبه سبة نابيه فتضايقت و رددت برجاء
_ ما تسيبنا فى حالنا ، انا اتبهدلت اوى و ما صدقت لقيت اﻻنسان اللى …
عاد لمقاطعتها هاتفا بحزم
_ لو انا اللى كنت قابلتك فى ظروفك دى كان زمان مشاعرك دى كلها ليا انا ، انتى حبتيه عشان وقف جنبك فى ظروفك الوحشه و لو كنت انا مكانه فى الوقت ده كان زمانى مكانه فى قلبك .
وقف و استدار بجسده يوليها ظهره و ردد بصوت حاد
_ فوقى من اﻻوهام اللى انتى عيشاها و دورى على مصلحتك .
التفت و رمقها بنظره جامده تخوفت منها و من عيونه المحتقنه و هو يردد بحده
_ مصلحتك معايا انا ، عشان انا مبحبش اخسر و اللى الحاجه اللى مش ليا مبتكونش لغيرى … اعرفى النقطه دى كويس و حطيها حلقه فى ودنك .
وقفت امامه بدورها تردد بضيق
_ يعنى ايه الكلام ده ؟
ابتسم بثقه و ردد
_ يعنى لو مبقتيش ليا يا دارين مش هتكونى لغيرى ، اظن كلامى مفهوم ، قدامك مهله اسبوع عشان تقررى نوع العلاقه اللى عايزاها تربط بينا .
اشعل سيجاره الكوبى الضخم و عاد يتحدث بثقه و كأنه تذكر لتوه
_ و آه نسيت اقولك حاجه مهمه .
صمت ليزيد من اثاره الموقف اكثر و تحدث بهدوء و ثقه
_ اوعى تكونى مفكره إن دخل عليا الفيلم الهابط اللى عمله عليا حضره الظابط الشريف اللى عايز يضحك عليا و يفهمنى انه باع القضيه !! انا طاوعته و عملت نفسى مصدقه بس عشان اللحظه ده ، لحظه انك تكونى قدامى حقيقه مش فى الحلم و انا عارف كويس هقدر ازاى اقنعك بعيد عنهم و عن خططهم الهبله اللى متوقعش عيل صغير .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عادت للمنزل تجر اذيال الخيبه و هى تعلم بقراره نفسها انه معه الف حق بعدم ابتياع تلك الخطه الساذجه التى هى من صنع وائل لتلعن الف مره قبولها الذهاب لعرين ذلك الذئب المستعد لدفع الغالى و النفيس بل و فتح بحور دماء لا حصر لها فقط للنيل منها .
جلست على اﻻريكه امام التلفاز تمسك بجهاز التحكم عن بعد و تقلب بقنواته علها تلتهى به عن تفكيرها باحداث اليوم و لكن انتهى بها اﻻمر شارده عن واقعها تحاول التفكير فى حل معضلتها حتى غفت كما هى جالسه امام التلفاز .
لم تستمع لصوت دخول مفتاح الباب بمكانه و فتحه و دخول نبضات قلبها العاشق الذى رأها على هذا الحال فاقترب ببطئ مبتسماً و امسك جهاز التحكم و اغلق التلفاز و شمر عن ساعديه و انحنى يضع ذراع خلف ظهرها و اﻻخر اسفل ركبتيها و حملها متوجها لغرفه نومهما فتململت فى احضانه و حاوطت عنقه بذراعيها و دفنت رأسها باحضانه فابتسم و سحب رائحتها داخله لينتشى بقربها و عشقه لها .
انحنى مجددا ليضعها على الفراش فتحركت و فتحت اعينها ناظره له بولع ممزوج بحزن لم يعى سببه فقبل جبهتها و ردد بصوت حانى
_ كلمى نومك .
تمسكت بذراعه و سحبته اكثر ليلتصق بها و رددت باسى
_ خليك جنبى .
تمدد بجوارها بزيه العسكرى و سحبها داخل احضانه و مرر يديه على شعرها برقه و ردد هامسا
_ طيب نامى ، شكلك تعبان … مالك ؟
لم تستطيه كبح دموعها و عبراتها نزلت على وجنتيها فرفع وجهها بسبابته و تمعن النظر بها و سألها باهتمام
_ مالك ؟
حركت وجهها رافضه و عادت لدفن رأسها بصدره و هتفت بصوت مختنق
_ مفيش … خليك جنبى ، انا بحبك اوى .
ابتسم و ردد برومانسيه
_ و انا كمان بموت فيكى يا مولاتى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت ثلاثه ايام من المهله التى حددها لها ولم تجد حلاً لا للمماطله و لا لايجاد حل حتى انها لم تخبر وائل بما دار بينها و بينه لتأكدها انه فقط يريد استخدامها للقبض عليه و ليس لحل ازمتها هى و عشقها القابع بجسد سيف .
نزلت من منزلها تتمشى بالشوارع بدون هدف و لا وجهه حتى شعرت بالتعب و قررت الجلوس باحد المقاهى الحديثه لتناول مشروب يروى ظمأها .
شردت امامها بالفراغ و بكت بحرقه و هى لا تعلم ما العمل حتى استمعت لصوتاً مألوفاً لها يحدثها
_ داارين !! عامله ايه ؟
التفت برأسها لتجدها نيللى مهران التى احتضنتها على الفور و ربتت على ظهرها هاتفه بحزن
_ اتصدمت من خبر موتكم و اتصدمت اكتر لما عرفت انه خبر كاذب و مش فاهمه حاجه .
ابتسمت و اشارت لها بالجلوس فرأت نيللى الحزن و اﻻسى بعينها لتردد بحذر
_ مالك يا دارين ؟
معارك طاحنه دارت برأسها و لم تعرف ما يمكن فعله ؟ هل لها ان تقص عليها الامر علها تجد معها حل ام تظل بمفردها بتلك المعضله ؟
رأت نيللى ترددها و تخبطها فهتفت بحب
_ لو مش عايزه تتكلمى معايا فى خصوصياتك انا مقدره ده ، بس لازم تعرفى ان سيف بيحبك و كلنا شوفنا ده .
بالطبع هى ظنت وجود ما يؤرق حياتهما و ربما قد تشاجرا و لكنها اعقبت عليها هاتفه
_ مفيش راجل فى العالم ده كله زى سيف يا نيللى ، بس ..
صمتت و لم تكمل فحثتها الاخرى على المواصله و هتفت بحبور
_ كملى … يمكن اقدر اساعدك .
لم تنتظر اكثر و قصت لها بايجاز عن معضلتها فلمعت عين اﻻخرى و هى تستمع لها و رددت بدهشه
_ ايه اللى بتقوليه ده يا دارين ؟ و ناويه تعملى ايه ؟
رفعت كتفاها بمعنى لا تعلم فهتفت نيللى
_ طيب احنا لازم نفكر ، المهله قربت تخلص و اللى زى الراجل ده مبيهزرش .
بكت و احنت رأسها فحاولت اﻻخرى تهدئتها و رددت بعد طول تفكير
_ متخافيش ، انا و انتى هنلاقى حل بس لازم تكسبى وقت اطول .
رفعت وجهها الباكى و هتفت متسائله
_ اعمل ايه ؟
ردت عليها على الفور
_ روحيله .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طلبت مقابلته فادخلها و البسمه ترتسم على وجهه و رحب بها بحفاوه فجلست متردده ترسم على وجهها الخجل المصطنع و هتفت
_ انا محتاجه وقت .
ضحك بصخب و ردد مكر
_ وقت !! وقت لحد ما تلاقى مخرج مش كده ؟
اجابته بتوضيح
_ انا مش هكدب عليكى ، انت كان معاك حق فى كل كلمه قلتها … و انا فعلا خايفه على سيف و انت عارف حقيقه مشاعرى ناحيته و لو عايزنى برضايا لازم تعرف حاجتين انه هيكون بالجواز مش باى حاجه تانيه و بشرط انك تبعد عن سيف نهائى و متأذيهوش .
نظر لها بنظرات متلهفه لسماع باقى حديثها و هى تردد بثقه غريبه
_ و عشان ده يحصل محتاجه وقت لانى مش هعرف ابعد عنه بسهوله و لازم اقنعه انى مبقتش عيزاه و نوصل للنهايه اللى انت عايزها و هى اﻻنفصال .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينتي الحسناء)