رواية لخبطة مشاعر الفصل الثالث 3 بقلم أسماء محمد محمود
رواية لخبطة مشاعر البارت الثالث
رواية لخبطة مشاعر الجزء الثالث
رواية لخبطة مشاعر الحلقة الثالثة
سكتت واخدت المفتاح وراحت لاوضته من سكات وهي بتبكي بصمت
اما هو فبص لأثرها بحزن وبيدعي ربنا يعدي الايام الجاية علي خير
اتصال مفاجئ خرجه من أفكاره وصدمة له
فتح المكالمة وكان والده عرف ساعتها إن عم عزت بلغه بإللي حصل اتنهد لإنه دلوقتي هيواجه أسئلة والده وهو عاوز يخلص الموضوع إللي كلف نفسه بيه : إزيك يا بابا
الأب (صبري) : يا أهلا ممكن أعرف إيه الحكاية يا دكتور ؟
أدهم : حكاية إيه يا بابا ؟
الأب : حكاية فتح المقبره دلوقتي في الوقت ده في إيه يا أدهم ؟
اتنهد أدهم : بص يا بابا أنا هختصرلك الموضوع ببساطة إن فيه عيلة اتوفت وهما ملهمش مقابر ولا ليهم مأوى وطبعا إكرام الميت دفنه ومش هينفع ندور علي مقابر صدقة في الوقت ده هما عيلة مكونة من ٣ افراد الاب والام والابن وماتوا في حادثة
حس الأب بالفخر لتصرف إبنه وإنه بدأ يكون مسؤول وإطمن إن إبنه هيصلح كل حاجة ويفتخر بيه : طمنتني أصل الغفيرة كلمني وقاللي علي طلبك فإستغربت وخفت يكون فيه حاجة إنت عارف بحب اطمن ،فكرت
قاطعه أدهم : لما ارجع يا بابا اوعدك إن لينا كلام مع بعض وكل حاجة هتتغير بإذن الله أنا اتعلمت النهاردة حاجة أهم من كنوز الدنيا كلها
إبتسم الأب بفخر : وأنا مستنيك كمل مهمتك
أدهم معرفش يبتسم وخصوصا لما إفتكر خلود ومأساتها
الأب لاحظ إن أدهم لسه علي الخط وساكت حس إنه عاوز يقول حاجة فبادر : عاوز تقول إيه ومتردد يا دكتور قول ؟
أدهم بإستغراب : حضرتك عرفت منين إني عاوز حاجة ؟
إبتسم الأب : أنا أبوك ومش هقولك غير الكلمتين دول قول عاوز إيه ؟
أدهم بصراحة يا بابا فيه موضوع كدا
وحكاله كل حاجة عن خلود وإنهيارها وإن دي عيلتها
فهم صبري سبب تغيير ابنه وعرف إيه تفكيره في اللحظة دي ورغم إنه حزين علي مأساة البنت وإللي هي فيه بس فرحان إن الموقف دا اتحط فيه عشان يتعلم ولو مكنش فاق بسبب موقف زي ده يبقي إنسان تافه ملوش لازمة في الحياة ومبياخدش دروس من مواقف الحياة المختلفة
صبري بحزن : ربنا يصبرها ،هي فين دلوقتي ؟
أدهم بحزن : أديتها مفتاح عيادتي تبات فيه لحد ما ارجع كانت مصممة تيجي معايا بس إللي شفته من انهيارها مينفعش اعرضها لإنهيار تآني وهي بتودعهم وخصوصا إنها شايفة إنها السبب في موتهم
اتنهد صبري : اسمع يا أدهم أنا جايلك انتظرنى وهبعت والدتك ليها تكون جنبها وتواسيها
أدهم بفرحة حقيقية : بجد يا بابا؟ كتر خيركم صدقني هيشكل فرق في نفسيتها آوي لما تحس اننا حواليها وبندعمه وانها مبقتش لوحدها
صبري : تمام يا دكتور في رعاية الله
قفل تليفونه وحس بإرتياح رهيب وبعد ما كان خايف من توبيخ والده فرح إن عيلته دعمته وواقفه جنبه وجنب البنت دي حابب يساعدها وميسيبهاش وحدها مش بس كدا لا دا كمان هيخلي عيلته كلها حواليها
قفلت باب العيادة عليها ومجرد ما بقت لوحدها إنهارت من العياط وحست بفراغ رهيب في قلبها حست أد إيه هي خسرت كتير وإن عيلتها دي كانت أكبر نعمة في حياتها
صورتهم جت في بالها وكإنهم أدامها
بكت وهي بتقرب من باباها تلمسه وهي بتبكي لكنه خيال وبمجرد ما قربت اختفي وهكذا لكنها حاسة بيهم حواليها
خايفة آوي الحياة من غيرهم اوحش ما تكون
ضمت نفسها بإنهيار : أنا السبب أنا السبب ،أنا قاتله أنا إللي قتلتكم بعنادي ودلعي الزيادة كان هيجرى إيه لو سمعت الكلام ومعندتش ليه ليه ؟ هعيش مع مين دلوقتي سيبتوني بقيت وحيدة ليه مش معايا سامحوني سامحوني يا أغلى الناس أنا وحشة جدا ومش كويسة
مرة واحدة قامت وقررت تشوفهم للمرة الأخيرة وفتحت الباب وقابلت ممرضة : لو سمحتي أنا عاوزة أشوف عيلتي قبل ما تدفنوهم
لكن الممرضة مكنتش عارفة هي بتتكلم عن مين بس بصتلها وشافت وشها النهار وآثار الدموع إللي مغطية ملامحها وانتفاخ جفونها : أنا مش عارفة آنتي بتتكلمي عن مين لكن بما إنك بتقولي ميتين يبقي غرفة التلاجة إللي بتتحفظ فيها جثث الميتين إللي في الدور إللي تحت اسألي هيدلوكي
جريت علي تحت بتحاول تدور علي حد يدلها علي الاوضة
و وصلت مع ممرضة دلتها علي الاوضة دخلتها برجل لادام ورجل لورا وهي خايفة جدا ودموعها مبتنشفش
بس اتفاجئت إنهم مش في الاوضة : أمال راحوا فين ؟
الممرضة : يظهر إنهم اتحركوا عشان الدفن
بكت خلود وقد تيقنت إن الطبيب أخذهم قبل أن تودعهم وتراهم لأخر مرة ووقعت مغمى عليها
بعد مرور ٤ أيام
كانت في أوضتها في البيت قاعدة علي السرير وحاضنة صورة عيلتها وبتبكى : سبتوني ليه ؟ سبتوني لوحدي ليه ؟
مفكرتوش هعمل إيه من غيركم ؟ هروح فين واجي منين ؟ ليا مين دلوقتي ؟
تليفونها رن قررت تتجاهله زي ما بتعمل من يوم الخبر ده
من يوم الخبر وهي في دنيا تانية قافلة علي نفسها مش بترد علي حد حتي العزا مكنتش دارية بحاجة الجيران قاموا معاها بالواجب وحلوا محلها
التليفون سكت وهي فضلت مسهمة وبتسرح وتايهة بين ذكرياتها معاهم
أخدتها ذكرياتها لأيام صباها وايام فرحها وحزنها وكل لحظات حياتها إللي فاتت وكل واحد فيهم ليه دوره الأساسي في حياتها وكانت حاسة بريحة الدفا والعيلة الجميلة لحد اليوم المشؤوم ده
ماما ماما!
الأم (رحمة) : بالراحة علي مهلك يا خلود مالك فيه إيه ؟
خلود قربت منها وطبعت قبلة علي خدها بحب : اديني الامان الأول وبعدين أتكلم
ضحكت رحمة : أديكى الأمان يا خلبوصة شكلك عاملة عاملة وعايزاني أغطي عليها كالعادة
خلود بمرح : أخس عليكي يا رحوم أنا بتاع كدا برضه ؟
ضحكت رحمة : دا آنتي أبو كدا ارغي نيلتي إيه ؟
خلود بحزن مصطنع : الله يسامحك
طبعت رحمة قبلة علي خدودها المكرمشة بإصطناع: دخيله قلبي
إبتسمت خلود وكملت رحمة : بس برضه ميمنعش إن شكل وراكي مصيبة إرغي
حكت خلود دقنها تتصنع الجدية : والله يا رحوم هي حاجة كدا أنا عاوزة أعملها بس مترددة أقولكم ترفضوا
رحمة تتصنع التفكير : فزورة دي ؟ فيه إيه يا بت؟ أقولكم ترفضوا الجمع كمان يعني شكلك متأكدة إن ابوكي كمان هيرفض وإلا مكنتيش جمعتي
اقتربت خلود : ومهمتك يا رحوم تفضلي وراه تقنعيه
رحمة ضحكت : مش لما أعرف هو إيه الأول واشوف هقتنع ولا لا ؟
خلود بتردد : أنا إتعرض عليا مسرحية
ضحكت رحمة بقوة واستغربت خلود ردة فعلها بس فكرت ممكن تكون من الصدمة : هو ايه إللي بيضحك أنا مش فاهمة
رحمة : يعني هي دي كل الحكاية ؟ دي مش محتاجة رأينا طالما تبع المدرسة إللي بتشتغلي فيها وهتشرفي عليها إيه المانع ؟ هنرفض ليه ؟ اما آنتي هبلة بصحيح
خلود بتردد : لا يا ماما أنا مش هشرف عليها وهي مش تبع المدرسة
سابت رحمة إللي في أيديها وبصت لها بشك : إحنا رجعنا الموضوع تآني يا خلود ؟ مش عرضتي الموضوع ده على باباكي من كام سنة وإنتي في المدرسة ومرة وانتى في الكلية ورفض رفض قاطع قالك عنديش بنات تدخل المجال ده وتجيب العار وتبوظ سمعة العيلة ؟
خلود بحزن : وهو ايه يماما إللي هيلوث سمعة العيلة التمثيل عمره ما كان كدا آنتو فاهمينه غلط
رحمة : إحنا مش فاهمين غلط دا خراب بيوت ومش هتفهمي آكتر منا وبلاش تفسري آكتر من كدا لان ممكن تسمعي رد مش هيعجبك
خلود بمعارضة : يماما
قاطعتها رحمة : من غير ما تعارضيني متنسيش أصلنا واننا صعايدة ،اقفلي الموضوع وركزي في شغلك مالها مدرسة شغلانة شريفة وليها هدف مش زي الكلام الفارغ ده
خلود واتملت الدموع في عينيها : ومين قال إن التمثيل كلام فاضي و ملوش هدف كل حاجة في الدنيا بتقدم هدف
قاطعتها رحمة بصرامة : أنا قولت لعندي ولو خايفة علي نفسك متقوليش حاجة لأبوكي وبلاش تثيري غضبه وتجيبي أخره إحنا نعرف عنك علي رأي المثل أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة
خلود : يماما
قاطعتها رحمة : روحي شوفي وراكي إيه ؟
فاقت خلود علي صوت التليفون تآني لقت نفسها حاضنة صورة العيلة جامد ودموعها مغرقة وشها
التليفون مش بيبطل زن اتحركت من مكانها وجابته وبصت كانت سلمى فكرت ومتردش وتقفل التليفون بس رجعت غيرت رأيها وردت بصوت مبحوح من اثر العياط : أيوة يا سلمي
سلمي : أخيرا رديتي ؟ عاملة إيه النهاردة ؟
خلود : هكون عاملة إيه ؟ أنا زي ما أنا أنا لسة عند نقطة الصفر النقطة إللي سابوني عندها
سلمى بحزن : ربنا يصبرك يا حبيبتي ،بقولك إيه ؟ هتفضلي كدا كتير؟
خلود بإستغراب : كدا إللي هو إزاي ؟
سلمي : يعني الحزن في القلب وعمرك ما هتنسيهم في كل لحظة في حياتك بس بلاش انهيار وقعاد لوحدك غلط عليكي وعلي جسمك يا بنتي
كانت هترد بس قطعتها : أنا هلبس و جايالك يا نخرج يا أفضل معاكي
وقبل ما ترد أو تعترض قفلت
رجعت خلود وقعدت مكانها تعيط وتفتكر وتبكي علي لحظاتها وتندب نفسها هي فعلا محتاجة حد جنبها يواسيها لو فضلت كدا هتطق ممكن تتجنن وتعمل في نفسها حاجة من الحزن وإحساس بالذنب يمكن أول مرة في المستشفى رجعت بعقلها في لحظة محدش عارف يمكن الشيطان يلعب في عقلها يكبرها في عقلها بس هل هي لدرجادي يائسة من رحمة ربنا ؟ عشان كل لحظة تفكر تخلص من حياتها اد كدا هي يائسة ؟ لا
نطقتها وقامت بتستعيذ من الشيطان وقررت إنها هتفوق لنفسها وترجع حياتها العادية تشتغل وندفن نفسها وتحاول تكون الشخصية إللي باباها كان بيتمناها ويفتخر بيها
أيوة العياط دلوقتي مش هيرجعهم لازم تهتم بحياتها وتعمل كل إللي كانوا عايزينها تعمله
مبدأيا كدا لازم تتقرب آكتر من ربنا وتوطد علاقتها بيه آكتر وهو هيسد ثغرات الشيطان عنها وهتتفانى مع نفسها مش بس الفروض إللي بتصليها مش كفاية لازم تقرب آكتر أيوة القرآن والصيام وتطهير النفس من كل رجس
وفي وسط أفكارها رن جرس الباب سألت بإستغراب : هي سلمى بايتة ورا الباب ؟ هي لحقت توصل ؟ إلا لو كانت بتكلمني وهي في الطريق
مشيت تفتح الباب وهي مستغربة بس لما فتحت الباب اتفاجئت بأخر حد توقعت تشوفه وبصتله بصدمة : إنت ؟!
يا ترى مين إللي جه ده ؟وليه خلود مصدومة كدا ؟ وإيه إللي هيحصل بعد كدا في حياة خلود.؟ المستقبل مخبي إيه ليها ؟ ويا ترى فين أدهم من كل ده ؟
انتظروا الفصل القادم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لخبطة مشاعر)