روايات

رواية مهرة الفصل الخامس 5 بقلم رحاب قابيل

موقع كتابك في سطور

رواية مهرة الفصل الخامس 5 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت الخامس

رواية مهرة الجزء الخامس

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة الخامسة

جلست بجواره بوجه مكفهر تراقب الطريق دون حديث إلى أن قاطع السكوت سؤاله: ولما أنتِ عارفة كويس أننا مش هنبقى طايقين بعض طول الطريق وافقتي على الوضع ده ليه من البداية؟
نظرت إليه بنظرات ثاقبة وهي تتفحصه من رأسه إلى أخمص قدميه دون حديث وكأنها بذلك ترد ولو جزء بسيط من أفعاله، تذكرت كل ما حدث بينهما لكنها فجأة تذكرت إتفاقها مع صديقتها بأنها تريد إنجاح تلك العلاقة مهما كلفها الأمر لذا حاولت رسم ابتسامة على ثغرها: لو أنت ناسي فأفكرك عادي، مش أنا للي أصريت ده جدو هو اللي..
ضغط على مكابح السيارة فجأة دون الإهتمام بها وما حدث بإصطدام جبهتها بسبب عدم وضعها لحزام الأمان، وضعت يدها على جبهتها وهي تصرخ بألم إثر ما حدث لكنه لم يهتم كثيرًا قائلًا بغضب: جد مين ده معلش؟
نظرت إليه شذرًا دون حديث لكنه استمر بغضبه عليها قائلًا: اسمعك بتقولي كلمة جدو دي تاني وهزعلك، وأوعي تفكري نفسك أنك بقيتي من عيلتي حافظي على حدودك مع عيلتي، أنتِ مش هتستمري فيها كتير
حاولت تهدأت أعصابها قدر المستطاع وهي تذكر نفسها بخطتها لكنها لم تستطع كبح جمام غضبها طويلًا: بقولك ايه مش معنى أني سكتالك من الصبح أنك تطول في عبطك ده
نور: وإن طولت؟
مُهرة: يبقى أنت اللي جنيت على روحك يا نور
نور: خوفت أنا كده
مُهرة: تخاف ولا لا، دي مش قضيتي
نور: وايه بقى هي قضيتك؟
أشارت بسببتها وهي تقطع المسافة التي بينهما حتى تقابلت الأعين، نظر إليها بريبة بسبب قرب مسافتها لكنها لم تهتم بذلك: قضيتي أنك تحترم نفسك معايا علشان مازعلكش، وقبل ما ترد ماتفتكرش أنك ماسكني من ايدي اللي بتوجعني لا فوق وصدقني لو الحال استمر على كده أنا ممكن أهد المعبد على أصحابه وهيبقى عليا وعلى أعدائي
ثم حدجته بنظرات يعلمها جيدًا تنهي حديثها: مفهوم؟
نور: يعني ايه عليكِ وعلى أعدائك؟
مُهرة: يعني يا نعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل بس صدقني أنت أول الضحايا وقتها لأني هقول على كل حاجة، وأكملت جملتها بثبات وعيون تُصر على التحدي: لجدو
حدجها بنظرات غاضبة وقبل أن يستطع الرد أفاق على صوت بوق الشاحنة خلفه.
أدار نظره عنها يدير السيارة مرةً أخرى وقبل أن يبدأ في قياد السيارة وجه لها حديثه: كلامنا ماخلصش
لم تهتم كثيرًا لما قاله: أيًا كان
*******************************************************************
لم تستطع النوم لذا فضلت الخروج بحديقة المنزل تسير بها قليلًا عسى الهواء يريح بالها ولو قليلًا من التفكير الزائد طوال حياتها، كانت تسير بلا هدف وهي تتذكر أول يوم تقابلت به أعينهما، كانت وقتها تبلغ ثمان عشر، وهو خمس وعشرون كان شاب مرح تعمل هي بمكتبه ككاتبة على الآلة الكاتبة بعدما توسطت لها مديرة ملجأها كي تعمل به بعدما وصلت للسن القانوني الذي يجب معه ترك الملجأ والبحث عن عمل كي تحيا منه
جلست أمام مكتبها لأول مرة وهي تشعر بسعادة غامرة فتلك هي فرصتها الحقيقية لإثبات نفسها والنجاح دون مساعدة أحد، كانت تنقل ما أمامها بتركيز كبير حتى قاطعها صوت طرقات خافتة على مقدمة مكتبها، نظرت لأعلى لترى من أين تأتي تلك الطرقات؟
ومع نظراتها دق قلبها لأول مرة، فتلك هي المرة الأولى التى تتعامل فيها مع شاب من قريب، فرقع بأصابعه أمام عيناها كي تنتبه له وهو يقول: هو أنتِ مابتسمعيش ولا ايه؟
ردت عليه برقة: لا بسمع والله يا فندم
ابتسم على سذاجتها قائلًا: كويس، ثم أمرها بأن تذهب خلفه
أفاقت من شرودها على صوت سميرة الجالسة بجوارها: ايه يا جميلة دايمًا لوحدك كده؟
ابتسمت قبل أن تجيبها: لا ولا حاجة يا حبيبتي بس مش بحب أزعج حد
سميرة: يا ستي ازعجيني أنا ولا يهمك
تنهدت قائلة: تفتكري أني غلط زمان يا سميرة؟
رمشت بأهدابها عدة مرات قبل أن تُجيب: يا.. يا جميلة الموضوع ده فات عليه أكتر من 30 سنة ايه اللي خلاكِ تفتكريه دلوقتي
أجابتها: أنا مانستنش يا سميرة علشان افتكر
تشفق عليها نعم بالتأكيد فمنذ أن خطت قدمها ذلك المنزل وهي لم تنعم بلحظة هدوء ولو لمرة واحدة هي أو حتى ابنها: ماتبصليش بشفقة يا سمرة أنتِ عارفة أني بكره النظرات دي
سميرة: آسفة، بس..
جميلة: ده كان قرارنا وأنا مش زعلانة على نفسي أنا زعلانة علشانه، هو ذنبه ايه في ده كله؟
تهدج صوتها وهي تنطق كلمتها الأخيرة، أخذتها سميرة بين أحضانها تخبرها بأن كل شيء سيصبح على ما يرام
***********************************************************************
حدجته بنظرات باردة وهي تنظر له تتسائل بغضب مكتوم: أنت مفكر نفسك بتعمل ايه؟
دون أن ينظر لها أجابها: يعني شيفاني بعمل ايه يا غبية؟
أخذت أقرب ما كان لها وهي وسادة تخص الكرسي الذي بجوارها، ثم قذفتها بكامل قوتها عليه تصرخ به: قولتلك بطل أسلوبك المتخلف ده
التفت إليها يحدجها بنظرات باردة قائلًا ببروده الذي حفظته عن ظهر قلب: فكرك يعني لما حدفتيني بالمخدة أنا كده أتأذيت
أغمضت عينيها وهي تنفخ قائلة: استغفر الله العظيم يارب، بص فكك من كل ده ثم اشارت بسببتها قائلة: فهمني بقى كنت بتعمل ايه؟
نظر إلى ما أشارت إليه ثم قال: ايه بوضب السرير علشان أنام
مُهرة: ااه تنام، لا ده في أحلامك يا عسل
نور: لا والله هيحصل كمان في الواقع يا سكر
مُهرة: بقولك ايه مافيش ي الأوضة غير سرير واحد
نور: والمطلوب؟
مُهرة: المطلوب أن حضرتك زي الشاطر كده تسيبه علشان أنا اللي هنام عليه
نور: وده من ايه إن شاء الله
مُهرة: من أني قولت كده
نور: اه الكلام ده بقى مش هنا، الأوضة دي بفلوسي وأنا اللي هنام على السرير
مُهرة: لا يا حب الأوضة بفلوس جدو وحتى لو كانت بفلوسك برضه أنا اللي هنام على السرير
نور: لا يا حبيبتي مافيش الكلام ده أنا اللي هنام على السرير
تقدمت منه بخطوات سريعة إلى الفراش ثم وقفت عليه تصيح به: أنا اللي هنام هنا يا نور، وأنا اللي حجزته الأول
فتح فمه على آخره من مما قالته لكنه أفاق من صدمته قائلًا: حجزتي ايه يا بت أنتِ واحنا راكبين أوتوبيس 110 ولا ايه؟
مُهرة: الأوتوبيس ده أنت اللي تركبه يا حبيبي، ودلوقتي أخلع يلا علشان عايزة أنام
أعتلى السرير هو الآخر يخبرها بأنه سينام عليه مهما كلفه الأمر
مُهرة: وربنا ما يحصل، ثم نامت مكانها قائلة: مافيش حد هينام غيري
جذب وسادتها من تحت رأسها مما أدى إلى اصطدام مؤخرة رأسها بالسرير خلفها، توجعت مما حدث لكن الأخير لما يعيرها اي انتباه وهو يقذف بوسادتها بعيدًا عنها قائلًا: يلا يا ماما من هنا ما حدش هينام غيري هنا
فعلت ما فعله معها هي الأخرى قائلة: لو كنت فاكر ان الحوار ده هو اللي هيوقفني يبقى بتحلم
وهكذا انقضت ليلتهم في مشاجرتهم التي استمرت طوال الليل تقريبًا حتى فقد كل منهما قوته واستسلم كل منهما إلى النوم
**********************************************************************
صفاء: مالك يا حكيم؟
حكيم: قلقان أوي على مُهرة
ابتسمت قائلة: معلش ده علشان بقالك كتير ماشوفتهاش بس
حدجها بنظراته قائلًا بيأس: لا يا صفاء مش علشان كده
صفاء: أمال ايه؟
تردد فيما يريد إخبارها به فقلقه ناتج بأنه يشعر بأن زوج ابنته لا يحبها ولم يشعر بإنجذابه لها منذ أن قابله لكن أثر السكوت حتى لا يثير قلقها ثم أنه كان معها كل الحق عندما أصرت على زواج فتاتهم: حاسس أننا اتسرعنا في جواز البنت يا صفاء
حاولت إخفاء مشاعرها هي الأخرى بسبب مخاوفها هي الأخرى مما رأته من زوج ابنتها في الأونة الأخيرة، لذا ابتسمت تطمئنه: ولا اتسرعنا ولا حاجة، هتلاقي بس علشان قصر المدة مش أكتر
حكيم: جايز
صفاء: بقولك ايه تيجي نتصل بيها نطمن عليها
حكيم: أنتِ اتجننتي يا صفاء، الجو أتأخر
صفاء: خلاص نستنى لبكرة نشوفها
حكيم: الصباح رباح إن شاء الله
صفاء: خير، كله خير
***********************************************************************
التقط هاتفه وهو يحاول إيقاف رنينه المزعج فمنذ مده وهو يرن لذا قرر الإستيقاظ كي يهين من أصر على إستيقاظه، وقبل أن يفعل ما كان يدور بخاطره التقط اسمها، لذا أجاب سريعًا: حبيبتي، كيف حالك؟
أجابته بغيظ مكتوم: أعتقد بأنك تعلم جيدًا كيف حالي أيها الأرعن!
حاول السيطرة على غضبها فهو يعلمها جيدًا إن غضبت لن يستطع الفرار بعيدًا: ماذا هناك يا كاثرين؟
كاثرين: أين أنت الآن؟
شعر بناقوس الخطر يضرب فوق رأسه مرة تلو الأخرى دون توقف عندما أجابها بتردد: أنا.. أنا..
صرخت به بغضب: أنت ماذا؟ هل فقدت النطق، أم أن القط أكل لسانك أيها الكاذب؟ أعلم جيدًا أين أنت لذا وبدون كثرة حديث أخرج قابلني حالًا أنا في إنتظارك بالخارج
وقبل أن يجيبها كانت هي قد أغلقت الهاتف بوجهه، أرتدى ملابسه سريعًا وخرج من الغرفة كي يلحق بتلك المجنونة قبل أن تهد ذلك الفندق على رأسه ورأس من حوله.
***********************************************************************
بقولك يا سهر دي جتله لحد هنا
شهقت عندما سمعت ما أخبرتها به متسائلة: وأنتِ عملتي ايه؟
مُهرة: هعمل ايه يعني يا سهر؟
سهر: اعملي فراخ بانية ياختي، ما تقومي يا مُهرة شوفي البنات بتعمل ايه واعمليه، أنتِ هتفضلي على سذاجتك دي لحد امتى؟
مُهرة: يعني تفتكري أروح اخطفه منها
سهر: تروحي تدبي صوابعك في عينيها ده جوزك أنتِ مش هي، افتكري ده كويس
أغلقت مكالمتها مع صديقتها وهي تشجع نفسها على ما هي مقبلة عليه، وقفت أمامه تضع يدها على جانبيها قائلة: عيزاك تقوم معايا ننزل حمام السباحة دلوقتي
نور: هو لسة في حد بيقول حمام سباحة لحد دلوقتي
مُهرة: آه لسه فيه، علشان هي دي لهجتنا يا عسل، وقوم دلوقتي بقى
نور: طب بذمتك في حد يسيب السكر اللي جنبه ده علشان يقوم ما عبد الشكور
لو كان طعنها بكسينة باردة بقلبها يكون أهون عليها مما أطلقه عليها الآن، لكنها حاولت أن تداري حزنها منه تحت ستار البرود تخبره: أقل عبد الشكور ليه حقوق عليك أكتر من السكر بتاعك
ساد الصمت بينهما قليلًا قبل أن يجيبها: حقوق! أنا ليه حاسس أنك مفكرة أننا أزواج بجد، فوقي لنفسك يا مُهرة أنا مش هسيبها علشانك بصي لنفسك وليها وقارني كويس ما بينكم علشان تعرفي كفة مين فيكوا اللي هتكسب، ثم اقترب منها يحدجها بنظرات ذات مغذى يكمل ما بدأه: فهماني يا مُهرة؟
أمأت برأسها إيجابًا ودون حديث كثير، تركته واتجهت إلى البحر، تشعر وبأنها تريد الإبتعاد عن كل ذلك الضغط، عنه وعن علاقتهما وعن نفسها وعن العالم أجمع لذا وبدون شعور خطت بخطوات ثابته إتجاه البحر بغض النظر بأنها لا تعلم كيف تسبح وكيف ذلك وهي في حياتها لم تخاطر ونزلت إليه، لكن الآن تشعر بأنها مُسيرة وكأن أحدًا آخر بداخلها هو من يقودها وليس هي
كانت الدموع تنهمر ساخنة من مقليتها حتى انعدمت الرؤية تمامًا، لم تشعر بنفسها إلا عندما بدأت تشعر بأنه لا يوجد تحت أقدامها أرض هنا أدركت ما فعلته
أما عنه فانتبه لما يحدث حوله عندما تجمهرت الناس على شط البحر وهم يصرخون بأن هناك فتاة تغرق، التفت حوله لكنه لم يجدها عندها أدرك بأنها هي الغريق

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى