رواية البحث عن كتكوت الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شروق عمرو
رواية البحث عن كتكوت الجزء الحادي والثلاثون
رواية البحث عن كتكوت البارت الحادي والثلاثون
رواية البحث عن كتكوت الحلقة الحادية والثلاثون
البد من االعتراف أن حب ك لم يكن مؤثرا بهذا التوهج ، لوال أ ن هناك قبسا من النور يفتح
دفاتري ، ويكنس الظالم من الباطن ، ألن روحك كانت مصنوعة من الجمر ، أما وجه ك فقد
كان منيرا بشكل يبعث على االيمان بسلطة الحب ..
.. ـــــــــــــــــــــ
” انا عمار ياسين سمير، محامى سامى شاهين .. “
اجابه الضابط ” اتفضل.. ”
جلس عمار بثفة يردف ” بطلب باعادة النظر فى قضية الشرف اللى راحت ضحيتها السيدة ”
صفية سعيد عبدالقادر” تانى ”
ليقول الضابط ” ازاى يا متر، القضية اتقيدت ضد مجهول، قضية شرف اية.. زوج المجنى
عليها انكر كل ده.. والنيابة اخلت سبيله بكفالة.. لعدم اكتفاء االدلة “
مط عمار شفتيه ليقول وهو يمد يده ببعض االوراق ” السيدة صفية كانت عاملة عقد تأمين
على حياتها.. مدة تفعيل العقد كانت خلصت قبل موتها بيوم تقريبا.. دى نسخة من الورق
االصلى “
اخذ الضابط ينظر فى االوراق بتركيز ليتسائل” انت محامى دفاع، يعنى انت تقريبا جاى تبلغ
عن موكلك “
هز عمار رأسه ليأكد ” انا بدافع عن الحق يا فندم.. انا عايز افتح محضر رسمى اتهم فيه
موكلى سامى شاهين.. انه قتل المجنى عليها صفية سعيد وكمان بطالب بحضوره هنا و
تفتيش منزله للبحث عن اي أدلة مادية “
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
خرج القمر بجيوشه النجوم الى احتالل السماء معلنا بانتهاء النهار الذى كان حار بقسوة..
مضت ساعتهم منذ السابعة صباحا.. الى السابعة مساءا فى طريقهم الطويل.. من االسكندرية
الى قنا.. اعطته نظرة متعبة ليمط شفتيه بعدم قدرته على فعل شئ فوالدتها اصرت ان يتناولوا
العشاء قبل صعودهم الى الغرفة.. وهما االن ينتظروا وصول عمها حتى يجتمعوا على طاولة
الطعام..
كان الصمت يعم حولهم فهذه الجلسة لم يكن بها احد غير ” نبيلة ” و ” مؤمن ” و زوجة
عمها.. و والدتها التى تحوم تضع الطعام على الطاولة يساعدها بعض فتيات المنزل ..
زفرت بإرهاق.. القى نظرة خاطفة عليها لترفع رأسها نحوه هامسة بنبرة ُمتعبة ” انا دوخت
يا مؤمن.. “
احتضن كفها وهو يفرك بيده االخرى ظاهر كفها .. ليحمحم مردفا بصوت مرتفع نسيبا نحو
والدتها التى كانت منهمكة بوضع الطعام ” خالص ما دام الحاج سالم هيتأخر يا خالة.. هطلع
نبيلة تستريح النها ُمرهقة من المشوار ولما نجوع صدقينى هننزل.. “
أمات سريعا ” ايوا يا ماما.. المشوار كان صعب اوى.. “
نظرت والدتها بخيبة أمل ” ماشى يا حبيبتى اطلعى لما تعوزوا تاكلوا ابقوا قولولى وانا
هطلعلكم االكل.. ”
ابتسم مؤمن مجامال اياها وهو يحمل الحقيبة الخاصة بهم يصطحبها صاعدا الى الغرفة..
..
وضع الحقيبة بهدوء ليجدها تهدر انفاسها بضيق وهى تلقى بنفسها على الفراش.. ُمعقبة
” اية ده بجد انا مبحبش الناس دى “
لم يلتفت لحديثها وهو يخلع حذائه ليجدها تكمل وهى تعتدل على الفراش ” البيت ده بقى ال
يطاق حرفيا ”
اجاب بعدم اكتراث دون النظر إليها ” والدتك متستاهلش الوش اللى ان ت مصدراه ده يا بيال
“
انغمست بحديثه لتقول بخفوت ” هى السبب فى جزء من اللى وصلتله “
اعتدل وهو يجهز ادواته لبدء قياس نسبة السكر لها ليقول ” ملهاش ذنب يا حبيبى .. ان ت
مكنتش سامحة لحد يقرب منك.. او يحتوي ك، هى عملت اللى يريحك وسبتك تكملى تعليمك
فى القاهرة زى ما تحبى مع ان زى ما بتقولى ان عمك مكنش موافق.. ”
نظرت نحوه بضيق تضيف ” ال يا مؤمن هما كبروا دماغهم عنى .. وماما أولهم.. وانا
مبقتش اكلمها غير لما اكون محتاجة فلوس غير كدة ال.. وهى اتعودت و بقت تستنى طلبى
فلوس عشان تبعتلى وخالص.. ومبقتش تسأل عليا زى ما يكون ما صدقت رمت طوبتى “
جلس جوارها ليقول ” االنسان خطاء يا حبيبى، يعنى ممكن يكون لها عذرها.. جربى
اسمعى منها و قوليلها وهى تحكيلك وبعدين هنا كلهم اهلك.. ”
طالعته فى ترقب.. لتجده يكمل بصوته الهادئ ”
الرسول عليه الصالة والسالم لما حب يقيس بميزان قيمة العمل ومقدار الخير في صاحبه .. لم
تكن وحدة القياس اللي استخدمها هي مقدار العمل نفسه وال عدد المستفيدين منه !!
إنما كان المقياس هو “درجة القرابة ” بينك وبين من تقوم بالعمل من أجله !
خيركم خيركم ألهله
حديث مرعب لما تفكرى فيه بعمق شوية ..
أن تغزو العالم وتخترع الذرة وتكون حكيم زمانك ويُشار ليك في كل مكان .. ويسبقك واحد
بسيط جدا ال معروف وال مشهور ولكنه حريص على الجانب اللي انت قصرت فيه وأهملته
بحجة إنشغالك الدائم .. فتجده حريص على خدمة أهل بيته .. حريص على الساعة اللي
بيقعدها مع اهله حريص على رضا أمه عنه ..
مقياس يخلينا نراجع نفسنا في حاجات كتير بنعملها في حياتنا ونعيد ترتيب أولوياتنا فيها من
جديد علشان منتفاجئش في النهاية إننا لعبناها غلط من األول
خيركم خيركم ألهله
علشان يقولك إن أعظم أعمالك يا إنسان هتكون في الغرف المغلقة مش في الساحات الكبيرة
.. هتكون لعدد محدود من األقربين مش آلالف الغرباء ! “
رمشت عدة مرات بهدوء لتجده يكمل ” هقيسلك السكر وارتاحى شوية و بعدين روحى باتى
فى حضنها النهاردة .. اتفقنا يا فندم ”
تنفست بعمق قائلة ” اتفقنا.. ”
ابتسم لها بنظرة مليئة بالحب.. تبادله نظرات الطمائنية وقلبها يكاد يقول ” آه لو تعلم ماذا
اشعر حين تتواجد جوارى.. ”
شرع فى ما بدأه ولم يخل عن تبادل االطراف المازح بينهم..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية البحث عن كتكوت)