روايات

رواية شغفها عشقا الفصل الرابع 4 بقلم ولاء رفعت علي

رواية شغفها عشقا الفصل الرابع 4 بقلم ولاء رفعت علي

رواية شغفها عشقا الجزء الرابع

رواية شغفها عشقا البارت الرابع

رواية شغفها عشقا الحلقة الرابعة

الفصل الرابع
الأوقات السعيدة لم تدم طويلاً، فيجب على المرء أن يُعد ذاته لتلقي الصدمات في أي وقت، مرت أيام بل شهور وكانت من أجمل أيام عمره الذي عاش خلالها أروع الذكريات التي ستُخلد في ذاكرته حتى الموت، لم يكن لديه علم من قبل عن المعنى الحقيقي للحب سوى بين يديها.
نظر في الساعة التي تحيط رسغه وصاح منادياً:
– يا رقية، يلا أتأخرنا.
خرجت من الغرفة بخُطى ثقيلة والسبب يعود إلى بطنها المنتفخ من الحمل:
– يلا أنا جاهزة، شوف منظري بقى شبه الكورة ببطني اللى بقت مترين قدام.
أطلق قهقهة وقال:
– والله زى القمر، بتحلوي بزيادة.
اقتربت منه وتعلقت في ذراعه قائلة:
– عشان شايلة حتة منك.
قام بطبع قبلة فوق جبينها ثم أحاط وجهها بكفيه وبنبرة عاشق متيم أخبرها:
– انتي اللي بقيتي حتة مني وأنا كمان حتة منك.
ابتسمت وكأن الشمس قد أشرقت بنورها الساطع، تخبره أيضًا:
– عارف لو النونو طلع ولد هاسميه يوسف، وبدعي ربنا إنه يكون نسخة منك، والكل يضرب بيه المثل في الأخلاق والجدعنة.
ازدادت ابتسامته ورقص قلبه طربًا فعقب:
– ولو بنت هسميها على اسمك، رقية يعقوب عبد العليم الراوي”
أمسكت بأطراف أناملها مقدمة قميصه تسأله بدلال مازحة:
– هتحبها أكتر منى؟
– حتة منك ومنى أكيد هحبها، لكن القلب كله ملكك انتي، انتي بنتي وبنت قلبي.
أخبرها بتلك الكلمات التي حُفرت على جدران مملكة العاشقين، أجابت عليه من أعماق فؤادها المتيم به:
– أنا بحبك قوي يا يعقوب”
احتضنها بقوة قائلاً:
– أنا تخطيت معاكي مرحلة العشق يا روح وحياة يعقوب، ربنا يبارك لي فيكي وما يحرمنيش منك أبداً.
وفي داخل السيارة يستمع إلى كلمات تتغنى بها كوكب الشرق، تلك الشارة التي تذكره بأول يوم عمل لها لديه:
“رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا.
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيه
عمر ضايع يحسبوه ازاي عليّ؟
انت عمري اللي ابتدى بنورك صباحه…”
يردد هذا المقطع وأنامل يده تتخلل أناملها، وكل فينة والأخرى يطبع قبلة على ظهر يدها.
لم تمر سوى دقائق، فالسعادة تُدَون بضع كلمات داخل معجم مليء بالحزن، بينما كان شارداً في عينيها، انتبهت هي إلى الشاحنة الكبيرة القادمة نحوهما، فصاحت بفزع:
– حاسب يا يعقوب.
انتفض بذعر وحاول أن يتفادى الاصطدام، يصيح بها بأمر:
– البسي حزام الأمان بسرعة.
كانت السيارة تتأرجح يميناً ويساراً، حاول التحكم في المكابح لكن لا تعمل، سألته بخوف ذريع:
– فيه إيه يا يعقوب؟
– الفرامل مش شغالة.
حوار قصير خلال ثواني معدودة انتهت بانحراف السيارة عن الطريق وانقلبت من الحافة، أخذت تتدحرج عدة مرات متتالية حتى استقرت على جانبها، كانت آخر ما رأت عيناه هي وتخبره بأنفاس متقطعة:
– خد.. بالك.. من يوسف.. يا.. يعقوب.
فقدت الوعي في الحال، وكان هو ليس أقل حال منها، لم يستوعب عقله ما حدث ففقد الوعي أيضًا.
و في وسط همهمات يكاد أن يسمعها، وأشعة الشمس تخترق ما بين أهدابه ، كان ثقل جفونه يجبره على الاستسلام إلى النوم، لكن قلبه أجبره على الإفاقة بعدما ذكره زوجته، حاول جاهدًا أن يفتح عينيه، فرأى الممرضة تضبط من وضع كيس المحلول فسألها بلسان ثقيل للغاية:
– رقية فين؟
ردد ذلك السؤال مراراً وإذا به ينهض فجأة، يتلفت من حوله مناديًا:
– رقية؟ يا رقية؟
أوقفته الممرضة لتخبره:
– حضرتك رايح فين؟ ما ينفعش تقوم.
لم يكترث إلى تحذيرها، فرأى إبرة المحلول المُغذي متصلة بيده، وذراعه الأخرى محاطة بالجبس ومرفوعة على حامل معلق حول عنقه وساعده يستند على صدره، رفع يده المنغرسة بها الإبرة وقام بجذبها بأنامل يده المصابة بصعوبة بالغة.
جاء الطبيب إليه ليوقفه عما يفعله:
– حضرتك رايح فين؟ انت لسه تعبان وفى جسمك إصابات.
دفعه يعقوب من أمامه بغضب:
– أوعى من وشي، فين مراتي؟
وكاد أن يخرج من باب الغرفة أوقفه حديث الطبيب، وكانت أقسى الكلمات التي سمعها طوال حياته:
– المدام اللي جابوها معاك دخلت العمليات، الدكاترة حاولوا ينقذوها هي والجنين، أنقذوا الجنين ودخلوه الحضانة لكن مع الأسف كانت هي إصابتها قوية وحصل لها نزيف في المخ، البقاء لله.
يقف الآن خلف الزجاج ويرى ولده الذي كُتب عليه أن يولد لطيمًا، استند يعقوب بيده على الزجاج ونظر إلى المولود بعينين تجمعت بداخلهما الدموع، فتساقطت أول دمعة وانزلقت على خده، يتذكر آخر لحظاته مع معشوقة فؤاده والتي لم يحب سواها، جاءت وذهبت في لحظات، وكأن عمره ينحصر في تلك الفترة فقط.
– أنا وانت يا بني بقينا زى بعض من غير أم، كانت حبيبتي ومراتي وأمي.
– حضرتك والد الطفل اللي والدته جات في حادثة؟
انتبه إلى سؤال الممرضة، ألتفت إليها وهز رأسه بالإيجاب، فسألته وفي يدها قلم وتقرير طبي:
– حضرتك هتسميه إيه؟
عاد ببصره إلى صغيرهِ وأجاب:
– يوسف يعقوب عبد العليم الراوي.
※※※
نتجاوز المحن والصعاب مع مرور الزمان، لكن هناك ما يترك ندبات فى القلوب لم يستطع الزمن أن يمحوها و تظل ذكرى ترافق المرء حتى تصعد الروح إلى الرفيق الأعلى.
بعد مرور واحد وعشرين عاماً…
تسير بين المارة تتلفت من حولها ثم توقفت وانعطفت إلى حارة متفرعة من الشارع، ولجت إلى داخل متجر لبيع قطع غيار الهواتف وتصليحها:
– حمزة؟ يا حمزة؟
تناديه ولم تجد ردًا منه، ترددت أن تعبر هذا الباب الذي يؤدي إلى غرفة ملحقة بالمتجر، وجدته منهمكاً في عمله ولم يرفع عينيه حتى للنظر إليها، نظرت إلى ملامحه التي تعشقها، فكان ذو بشرة أقرب إلى لون الحنطة، و فك عريض، أنف مدبب، وعيون ذات نظرة حادة، من ينظر إليه لن يشعر بالراحة أبدًا، بينما هي النظرة إلى عينيه بمثابة الهواء الذي تتنفسه وكأنه يأسرها بسحره الشيطاني.
– يعني انت هنا وبقالك يومين مش بترد على تليفونك كل ما أتصل عليك، نفسي أفهم أنا زعلتك فى إيه؟
أجاب باقتضاب وما زال لا ينظر إليها متعمداً ذلك:
– اسألي نفسك يا عروسة.
ضربت بكفها على جبهتها وهي تتذكر ما يرمى إليه، اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه:
– انت زعلان مني عشان العريس اللي اتقدم ليا!، أنا والله ما خرجت حتى من أوضتي ولا أعرف شكله إيه.
رفع وجهه وهو يحدق إليها بنظرته المسيطرة على حواسها وسألها بصوت أجش وغضب زائف:
– والواد ده شافك فين إن شاء الله عشان يعجب بيكي ويجى يتقدم لك؟
ابتعدت خطوة إلى الوراء وبتوجس أجابت:
– في فرح واحدة صاحبتي.
نهض كالوحش الكاسر، يقبض على ذراعها فصاح بغضبٍ بالغ:
– نعم!، انتي برضو روحتي فرح رضوى صاحبتك من ورايا؟
عضت على شفتيها السفلى فأجابت وهي ترفع يدها بدفاع عن وجهها:
– والله كانت ماما معايا، ويوسف وصلنا وفضل مستنينا وروحنا بعدها على طول، نص ساعة بس اللي قعدناها
زاد من قبضته على ذراعها وهو ينظر إليها بغضب وذلك ما يظهره إليها، لكن الحقيقة ما كانت سوى نظراته الأخرى ذات النوايا الخبيثة، يستمتع برؤيتها في تلك الحالة وكم يعشق سيطرته عليها، فبالرغم من تعليمات والدها الصارمة أن لا تتحدث معه أوتذهب للزيارة إلى خالتها لكن الممنوع مرغوب، وبالفعل نجح حمزة في السيطرة على عقلها وقلبها معاً، كل أوامره تنفذها دون جدال، كما يتقابل كليهما في السر دون علم من أحد.
أخبرها بنبرة كالفحيح محذرًا إياها:
– أول وأخر مرة تعمليها يا رقية، ولو حصلت والموضوع أتطور وأبوكِ جوزك حد غصب عنك، أقسم بالله لأقتله وأقتلك، انتي فاهمة؟
هزت رأسها في طاعة عمياء وأجابت:
– حاضر مش هتتكرر تاني، بس بالله عليك ما تزعلش منى.
نفض ذراعها من يده حينما رأى ضعفها الذي يمكنه من امتلاكها كالدمية بين يديه.
– ماشى هعديها لك المرة دي، واعملي حسابك بكرة هاجي أطلب إيدك من أبوكي، يا ريت ما يعملش زى المرة اللي فاتت ويتحجج بحاجات ملهاش تلاتين لازمة، لأنه لو رفض هحطه قدام الأمر الواقع.
سألته بقلق:
– هتعمل إيه؟
ظهرت على ثغره ابتسامة ذئب ماكر فأجاب:
– هتعرفى كل حاجة في وقتها.
ظلت تتبادل النظرات معه ولم تفهم ما يدور في فلك أفكاره، همت بالمغادرة وقالت:
– عن إذنك بقى أنا ماشية عشان ما أتأخرش، أنا كنت قايلة لأمي هنزل أشتري حاجة وطالعة، دا غير لو جاسر عرف إن أنا هنا عندك هيطين عيشتي.
كادت تتحرك نحو الباب فاعترض طريقها، حدقت إليه بتوتر:
– فيه إيه يا حمزة؟
– فيه إنك وحشاني قوي.
انتهى من إخبارها بذلك ثم جذبها بين ذراعيه ليقبلها عنوة، أخذت تتحرك بين يديه:
– بس يا حمزة، مش اتفقنا إننا مش هانعمل كدا تاني غير لما أكون حلالك!
– ما أنا بعتبرك مراتي قدام ربنا، دي مجرد تصبيرة بس لحد…
– حمزة؟
كان صوت رجولي أجش يناديه في الخارج، أخذت تصفع خدها وبصوت خافت:
– يا لهوي جاسر أخويا.
أشار إليها بيده وقال لها بهمس:
– خليكي هنا ما تتحركيش، ولا أقولك أخرجي من الباب اللي على السلم وأنا هشوفه عايز إيه وهشغله لحد ما تمشى.
خرج إلى صديق دربه، أجل لم ينفصل عن ابن خالته برغم محاولات والده التي انتهت بالفشل في النهاية، فكليهما وجهان لعملة واحدة، يفعل كل منهما ما يحلو له دون رادع، شرب خمور ومرافقة فتيات في دور البغاء، تدخين السجائر المخلوطة بالمخدرات، فالحرية لديهما دون حدود أو قيود.
– أهلًا، عاش من شافك، كنت مختفي فين يا صاحبي؟
أجاب جاسر بزهو وفخر من ارتكاب ذلك الذنب الكبير دون ندم:
– أبويا باعتني عشان أستلم له بضاعة من مينا بورسعيد، استلمتها وخليت الرجالة يودوها على المحل، وأنا بقى اتعرفت هناك على حتة بت أبوها مصري وأمها من روسيا.
كان حمزة يستمع إلى ابن خالته وعينيه تراقب الطريق ويرى رقية تسير بخطوات سريعة حتى اختفت عن مرمى بصره.
– آه يا ابن الذين، واتعرفت عليها ازاى دي؟
رفع جانب فمه بابتسامة وأجاب:
– بتشتغل فى الجمارك في الإدارة، أنت عارف بقى صاحبك لما بيلاقي حاجة حلوة ما بيعدهاش من تحت إيديه بالساهل، هزرت وضحكت معاها ولاغيتها لاقيتها جاية معايا سكة، طلع عندها شاليه في العجمي، سافرنا على هناك وقضينا أحلى يومين.
عقب حمزة على حديث صديقه:
– مين قدك يا عم، دا أنت جاسر الراوي اللى مفيش واحدة تقدر تقوله لا.
كم كان وقع هذا الإطراء على مسامعه يطربه ويجعله يستمتع بما سوف يرتكبه من معاصي وذنوب دون خوف من خالقه.
– أُمال إيه يا بني، مفيش بنت عرفتها إلا وكانت زى الخاتم في صباعي، شوفت بقى كنت هتنسيني اللي كنت جاي لك عشانه.
سأله حمزة باهتمام:
– خير يا صاحبي؟
– جيبت ليا الحاجة؟
ألقى حمزة نظرة إلى خارج المتجر ليتأكد من عدم مجيء أحدهم إلى هنا ثم أخرج من جيب بنطاله لفافة صغيرة من الورق الأحمر قائلاً:
– خد دى حتة بتلتمية جنيه أجمد من الصنف اللي قبله.
أخذها جاسر ورفعها أمام عينيه ذات النظرة الشيطانية المخيفة وقال:
– مش عارف من غير الكيف دا الواحد كان ممكن يقدر يعيش ازاى ولا أستحمل حتى أبويا؟
※※※
توقفت سيارة رمادية أمام المتجر الرئيسي لسلسلة متاجر يعقوب وأولاده، ترجل منها شاب يافع متوسط الطول وعريض المنكبين، ذو بشرة خمرية مثل والده، يمتلك ملامح والدته حيث يتميز بالوسامة ولون العيون كالعسل الذهبي يحيطها أهداب سوداء كثيفة، يهبط على جبينه بعض من خصلاته الفحمية المسترسلة.
استقبله عرفة الذي كان يقف أمام المتجر بحفاوة:
– نورت المحل يا ابن الغالي.
ابتسم إليه وأجاب:
– تسلم ليا يا عم عرفة.
ولج إلى الداخل متجهاً إلى مكتب والده، كان يجلس شارداً كعادته يبحر فى مخيلته مع التي سلبت قلبه ورحلت عن عالمه منذ واحد وعشرين عاماً، وما يعطيه بصيص من الأمل للاستمرار في العيش ما تركته له من ابن بار وصالح، اسم على مسمي حقًا، لا ينسى تلك الأيام عندما تركه إلى زوجة عرفة ريثما ينتهي من مراسم الدفن و تلقي العزاء، كانت تخبره دائمًا إنه طفل هادئ وذو طلة تجذب كل من يراه وكأنه محاط بهالة ملائكية جاذبة للمحبة، وعندما انتهت أيام العزاء أخذه إلى زوجته راوية التي وضعت مولودتها فقرر تسميتها على اسم زوجته الأخرى المتوفاة، تعجب على عدم تعليق أو اعتراض من ابنة عمه، ظن إنها تحملت ذلك الأمر من أجل حالته التي يرثي لها، كما طلب منها أن ترضع صغيره الذي رفض جميع أنواع الألبان الصناعية، وبالفعل نفذت راوية طلبه على مضض أو ربما شعور بالذنب أو لأمر أخر، فعندما حملته على ذراعيها نظرت إلى وجهه الملائكي وألقى خالقه محبته في قلبها، قامت بتربيته وكأنها تكفر عن ما فعلته به.
– السلام عليكم يا حاج يعقوب.
ألقى التحية على والده بمزاح ونظر إليه يعقوب مبتسمًا، فكان في انتظاره، رفع ذراعيه يسأله:
– عملت إيه يا غالى يا ابن الغالية؟
ارتمى بين ذراعيه وأخبره:
– نجحت بتقدير امتياز وسمعت أخبار حلوة من إدارة الكلية عن تعيين المعيدين واحتمال كبير أبقى معيد.
ربت والده على ظهره بفرح مُهللًا:
– ألف ألف مبروك، ربنا يوفقك يا بني ويعلي مراتبك كمان وكمان.
انسحب من بين ذراعي والده قائلًا:
– يا رب يا والدي، وبرضو هيفضل مكاني في المحل زى ما أنا.
وضع يعقوب يده على كتف ابنه فقال:
– المحل محلك يا ابني، وكل ما أملك بتاعك أنت وإخواتك، وواثق إن على إيديك هتبقى سلسلة المحلات وهيبقى ليها فروع في كل محافظة.
أومأ إليه وبثقة أخبره:
– اطمن يا بابا ومش بعيد يكون عندنا مصنع وبنصنع ونبيع فى نفس الوقت.
– إيدي على كتفك والفلوس جاهزة وانت بقيت خريج إقتصاد وعلوم سياسية قد الدنيا، وعلى رأى المثل “إدي العيش لخبازه.
عقب يوسف على حديث والده قائلًا:
– بإذن الله يا بابا.
– كدا فاضل حاجة واحدة بس.
نظر إليه باستفهام وسأله:
– حاجة إيه؟”
أجاب مبتسماً:
– العروسة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على 🙁رواية شغفها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى