رواية حكايات سنفورة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم روان رمضان
رواية حكايات سنفورة الجزء التاسع والثلاثون
رواية حكايات سنفورة البارت التاسع والثلاثون
رواية حكايات سنفورة الحلقة التاسعة والثلاثون
”ثمَّ تُبتلى وَتُبتلى حتَّى تطَأَ قدمَاك الجنَّة، فتُغمَّسُ، فيها غمسةً وتقُول واللـه ما رأَيتُ شَقاءًا قَط!”💜
_____________________
توقفت روان تُطالع المكان أمامها بإنبهار، المنزل منزين بطريقه جميله، لقد سُرق قلبها حقا
بحثت بعنيها عنه حتى وجدته.. كان زين يقف يُعلق ماتبقى من البلالين
رُسم شبح إبتسامه خفيفه على ثغرها مالبست حتى توسعت إبتسامتها بشده.. ثم أخذت تضحك بفرحه
هل فعل زين كل هذا لأجلها؟ لم يكن زين من الأشخاص الجيدين فى فعل المفآجات ولكنه فعل لأجلها
ظلت تتابعه بحب لا تدرى هل المكان زُين بشكل جميل لدرجه خطف قلبها ام لأن هو من فعل هذا؟
إنتهى زين من العمل ثم إستدار حتى وجدها أمامه تنظر له.. حمحمت روان بإحراج بينما إبتسم لها زين وهو يقترب منها ثم قال
“عجبك المكان؟” نظرت روان لم اشار عليه… فكان زين قد قام بكتابه إسمها جوار إسمه على الحائط والمنزل مليء بلاليين باللون البنفسجي والتى تحبه روان بشده
لا تعلم كيف إستطاع أن يفعل ذلك بهذا الوقت القصير
أومات له روان برأسها وهى تُجيبه
“جدا… عجبني اوي” فرح زين وإبتسم حتى ظهرت غمازات وجهه، سوف يفعل اى شيء لأجل سعادتها..،
“انت عملت كل دا لوحدك ازاى” أردفت روان مره آخرى هم زين ليُجيبها ولكن سبقه عمر وهو يقول
“انا اللي عملت.. اصلا هو مكنش عارف يعمل حاجه وانا بخبرتي كمهندس انا اللي صممت الديكور” تحدث عمر بفخر وهو يُعدل من ياقه ثيابه.. نظرت له روان بشك وهى تضيق عيناها وقالت
“بس انت مهندس مدني ياعمر مش ديكور؟” سألته روان
بينما توتر عمر وهو يجيبها
“بس فى النهايه مهندس!!” وضع زين يده خلف رأس عمر وهو يضربه برفق
“انت مش هتتغير خالص كدا ياعمر؟”
“لأ… ولو مش عاجبك طلقني” ضحكت عليه روان، كان كلا من عمر وزين يبذلوا قصارى جهدهم لأجل إسعادها.. فا ماهي مُقبله عليه ليس بهينِ
تابع عمر حديثه مره آخرى
“انا بهزر.. الحقيقه إن زين أصر إن هو اللي عمل كل حاجه، انا يدوب ساعدته فى بعض الحاجات” كانت روان تعلم بأن زين هو من فعل هذا،
“هطلع انا علشان الحق أجهز لكتب الكتاب.. يلا ياعمر” أخذ زين عُمر معه فهو يعلم بأن ياسمين أخته سوف تبقى مع روان لتساعدها فى إرتداء ثيابها، لذا أخذه معه لأعلى
ولم يعترض عمر حتى يسمح لياسمين بأخذ راحته مع أخته
دخلت ياسمين المنزل وهى تُمسك بما قاموا بشرائه فى يدها، فقد تأخرت بالخارج لانها نسيت بعض الاشياء وسبقتها الأخيره، طالعت هي الاخرى المكان حولها بإنبهار
“لأ… متقوليش إن زين أخويا هو اللي زين البيت كدا؟” سألتها ياسمين بذهول لا تصدق بأن اخيها من فعل هذا
، هزت روان رأسها بإيجاب وهى تضحك
“هو بعينه” أجابتها روان بفرحه لأجل إهتمام زين بها
“ايوه يستي بقى الله يسهلك… طلع مش سهل برضو.. ربنا يوعدنا بحد زيه بقى” ضحكت ياسمين وهى تمزح معها بينما نظرت لها روان بخبث ثم تحدثت
“عمر هو كمان شاطر فى الحاجات دي عشان مهندس
يبخت اللى هتكون نصيبه بقى… هيدلعها” حمحمت ياسمين بتوتر ثم أجابتها وهى تفر هاربه من أمامها، تعلم بأن روان تقصدها بحديثها
“ه.. هروح انا اشوف ورانا اى” تعالت ضحكات روان على خجلها وقد تأكدت بأن ياسمين هي الاخرى مُعجبه بأخيها
لحقت بها لكي تقوم بإرتداء فستانها،
عند زين دخل شقتهم وهو ينتظر عمر الذى ذهب لجلب البدله من المكوجي نادي على والداته فآتاه الرد من غرفتها
دخل لها وهو يطرق الباب أولا.. سمع صوتها بعد لحظات سامحه له بالدخول
وقف زين أمامها وهو يطرق رأسه ارضا كطفل صغير مذنب، يبدو أن والدته مازلت غاضبه منه،
تذكر مشاجرته معها حينما أخبرها بأمر زواجه من روان.. هاجت وغضبت ورفضت الامر بشده
حتى أخبرها بأنها مريض، لا ينكر أنها حزنت ولكنها ظلت مُصره على رأيها
إقترب زين منها وهو يُقبل يدها ورأسها ثم قال
“من لما كنت صغير وانتِ وبابا علمتوني مسبش حد محتاجني إلا واساعده… اى أن كان هو مين تخيلي بقى لما يكون الشخص اللي محتاج مني المساعده المرادي اكتر إنسانه حبيتها وإن جينا للحق.. فأنا محتاجلها أكتر ما هي محتجاني..”
صمت يرى تعابير وجهها والتى لم يبدو عليها التأثر بحديثه، فوالداته كاى أم مصريه تريد سعاده إبنها وترى بأن روان لا تناسبه.. فهي فتاه مُدلله منذ صغرها ولا تُحب والداتها
كانت فى البدايه ترفضها لهذا الاسباب.. الآن ذاد الامر سوء حينما علمت مرضها، لقد حزنت عليها ولكن ذلك لم يشفع لها بأن تجعل إبنها الوحيد أن يتزوجها
هل توافق على زواجه منها وهى فى اى لحظه مُعرضه للموت وترك إبنها؟
عاطفه الامومه داخلها أنستها بأننا مُعرضون للموت فى اى لحظه دون مرض، ولكن نحن من نظن بأن الموت يسقبه سبب كمرض او حادثه وما شابه
تابع زين حديثه مره آخرى
“لو كانت ياسمين مكانها ياماما… كنتِ هترضى لو هي مخطوبه خطيبها يسيبها؟؟” خفق قلبها بشده ثم أجابته بخوف
“بعد الشر عليها طبعا.. متقولش على أختك كدا”
“شوفتي مقدرتيش تتخيلي الموقف حتى ازاي؟ يرضيكي بقى أسيبها وانتِ عارفه أنها ملهاش حد غيرنا!!؟”
كانت تعلم بأنه مُحق، ولكنها تُكابر، فلا تُريد لها حياه تعيسه بسبب مرضها
“انت بتحاول تقنعني ب اى يا زين.. على اساس إني لو رفضت انت مش هتتجوزها حتى لو بغير رضايا؟”
قالت والداته بعتاب، اما زين لا يعلم بماذا يُجيبها فلا يريد أن تحزن منه.. أخذ نفسا عميقا ثم زفره وهو يقول:
“حتى لو عملت كدا يا ماما زي ما بتقولى… صدقيني مش هكون مبسوط وانتِ مش معايا، انا فرحتي بتكمل بيكي ياماما عشان متعود إن اول واحده بتشجعيني على كل حاجه… عشان خاطرى ياماما خليكي معايا المرادي ثقِ فى إختيارى، جربي تحبي روان كأنها بنتك وتحتويها”
ظل زين يتوسلها حتى رق قلبها له ثم تحدث
“ماشي يا زين.. انا موافقه مادام دا هيبسطك”
توسعت عين زين بفرحه وهب لأحتنضانها بقوه وهو يضحك كطفل صغير أعطته أُمه حلوته المُفضله، فأخيرا نال رضاء والدته، بإبتسمت هي بحنان وهى تطبطب على كتفه، كيف كانت ستسمح لنفسها بأن تحرمه من السعاده الباديه على وجهه الآن؟
“انتِ أجمل أم فى الدنيا كلها..هروح البس بقى زمان عمر جاب البدله” قال زين جملته ثم قبل رأسها وخرج مسرعا
مما جعل والداته تبتسم له بحنو، تشعر بأن زين الهادئ الرزين عاد طفل مره آخرى، حتى وإن كانت لا تتقبل روان ولا ترضى بها له.. يكفى فرحته تلك..؛
♕سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم♕
وقع محمود ارضا وهو يضع يده على رأسه بآلم أثر تلك الضربه التى تلقاها من حامد سمع صوت يُنادي بضعف ولم يكن هذا الصوت سوى ياسر
إلتفت له الأخير وهو يُشبع عيناه منه ولده مازال على قيد الحياه لم يمت كما قال له الطبيب،
نظر له ياسر بضعف وهو غير قادر على مساندته
يتذكر كل ما عاناه فى تلك الفتره منذ أن خرج من السجن
هاهو أبيه أمامه وغير قادر حتى على إحتضانه..
“تؤتؤ…صعبتوا عليا اووي، حاسس إني شوفت المشهد دا فى فيلم قبل كدا”
ظل ينظر لهم بتشفى وهو سعيد من داخله لرؤيتهم هكذا
امضى حياته يربى من كان يعتبره ابيه تربيه سيئه يرزع داخله حقده وكرهه للبشر..جعل منه شخص مريض نفسي وها هو قد نجح وهو يطلع عليه..
“لما وصلني خبر إنك خلفت تؤام.. هنا كرهي ليك ذاد أكتر من الاول، سبق وعرفت إني مبخلفش
انت خدت كل حاجه وانا مخدتش اى حاجه خلاص.. حتى الخلفه لما اتحرمت منها، هنا بس حلفت إني من اللحظه دي مش هخليك سعيد، خطفت إبنك وخليت الدكتور يفهمك منه مات وجاب طفل ميت مكانه وانت عشت كل دا فاكره ميت… طبعا انت مستغرب ازاى تهاني قدرت بعد العمر دا كله تتخلى عنك بالسهوله دي..
ضحك حامد بجنون وهو يعود بذاكرته إلى الوراء ويقص له ما حدث
كانت تهاني تنتظر قدوم ليث من مدرسته فقد إشتاقت له وبشده، أضاء هاتفها مُعلنا عن وصل فديو لها
فتحته بتعجب وهى ترى ما يحتويه.. كان الفديو لطفل صغير يلعب طفل يُشبها هي كثيرا وكأنها نسخه منها هى
فياسر يُشبه والدته كثيرا عكس ليث الذى يُشبه اباه
لم تصدق تهاني عيناها… يبدو أنها تتوهم الشبه فقط..،
مالبثت تنظر للفديو حتى بصرت من يضع مسدس على رأس الصغير.. وقع قلبها بخوف عليه ولا تدرى هويته بعد
إنتهى الفديو فى نفس اللحظه التى رن بها هاتفها…ضغط على زر الرد بقلبِ يرتجف
” لو عايزه إبنك يفضل عايش…
هتجيلي على مكان***** ولو قولتي لحد إنسى إنك تشوفيه تاني ايوه ياتهاني.. إبنك ياسر لسه عايش”
أغلق المكالمه دون إنتظار ردها، بينما هي وقع الهاتف من يدها مازلت لم تستوعب ماقاله بعد.. كيف لطفلها أن يكن مازال على قيد الحياه!!
لم تصدق ولكن قلبها يُخبرها بأنه إبنها بحق.. تشعر به
خافت عليه بشده لذا نهضت مسرعه إلى العنوان التى أخبرها به بعدما أرتدت ملابسها وثيابها على عجاله، طوال الطريق وهى تبكي وتدعو الله بأن يحفظه..
وصلت إلى المكان الذى أخبرها به حامد اخيرا، دلفت للداخل حتى وجدت ولد صغير يجلس وهو نفسه الذى رأته فى الفديو، إنتفض جسدها بعنف ثم إقتربت منه وقدماه لم تعد تحملاها
جثت على ركبتيها جواره ثم أمسكت يده حتى وجدت تلك العلامه فيى يده والتى كان قد وُلد بها هو واخيه ليث هنا فقط تأكدت بانه هو
مالبثت أن جذبته لأحضانها بحب شديد وهى تبكي.. قد تيقنت بأنه ولدها فقلبها يشعر به،
“ان.. إنتِ ماما؟” نطق الصغير وهو ينظر لها ببراءه
” ايوه ياعمرى انا ماما انا ماما ياحبيب قلبي انا اسفه.. اسفه ياعمرى مش هبعدك عني تاني”
ظلت تحتضنه وتنهمر عليه بقبلاتها وهى تشعر وكأنها بحلم وسوف تستيقظ منه
آتي فى هذه اللحظه حامد وهو يبعد الصغير ويأخذه منها
ظلت متشبثه به وغير قادره على تركه، وضع المسدس على رأسه ثم قال
“لو عايزه إبنك يعيش يبقى هتسمعي اللي هقولك عليه”
اومأت هي مسرعه بخوف شديد، فهي تعلم بجنونه ويسطتيع إيذاء صغيرها بحق
“هتروحي تقولى لمحمود إنك مش عايزاه وهتخليه يطلقك وتقوليه إنك كنتِ متجوزاه عشان فلوسه وانا بقيت اغنى منه”
“لا طبعا انا مستحيل اعمل كدا” هزت رأسها برفض فما يقوله ماهو إلا جنون بالنسبه لها..
“يبقى تودعي إبنك اللي ملحقتيش تفرحي بيه”
“لا لا.. بالله عليك متعملش كدا هسمع اللي هتقوله عليه بس متآذيهوش”
“ايوه كدا شاطره.. هتروحي تقوليله زي ما قولتلك، وإن جه فى بالك بس إنك تلمحيه ليه بالموضوع فانسي إبنك خالص، البيت متراقب وكل خطوه هتعمليها متقرابه.. يعني إن عملتي اى حاجه هعرف”
“وبس ياسيدي إنت طبعا عارف الباقى… كنت عارف انها غبيه ومش هتقدر تقولك عشان خايفه عليه، هي طبعا زهقتني كتير وكانت كل شويه بتحاول تهرب لحد… لحد ما بدأت أديها أدويه تخليها تنسى اللي بيحصل معاها”
وهنا ولم يعد محمود يحتمل الامر طوال تلك السنين يعيش على فكره أنها رحلت وتركته؟ لم يُكلف نفسه بالبحث عنها لظنه بأنها هي من أرادت الرحيل وهي طوال تلك المده تُعاني دونه..
سقطت دموعه بآلم عليها، وعلى النقيض الاخر كان ليث يستمع لكل كلمه تفوها حامد، فقد قام بإرسال التسجيل له..،
“طبعا المكان كمان شويه هيولع كله.. انا عملت معروف وبعت لابنك التاني يلحقكم، بس انتوا وحظكم بقى ياما يلحقكم ياما يلحقوكش…
هروح بقى انا عشان الحق تهاني اصلى مبحبش اسيبها لوحدها” قال جملته وهو يرحل تحت نظرات الصدمه من محمود… هل تهاني مازالت على قيد الحياه؟
“اااه مهو انا نسيت أقولك.. تهاني لسه عايشه، خبر موتها كان كذبه مني”
“حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حامد… روح الله لا يوفقك… ربنا ينتقم منك دنيا واخره
كان هذا آخر ما سمعه حامد قبل خروجه ولكنه لم يُبالي، مجرد أن خرج حتى بدأت النيران تشتعل فى المكان وهو يضحك بطريقه تُشبه المجانين.. ”
قاد حامد سيارته وهو يشعر بفرحه شديده وقد نجح فى كل ما فعله ووصل لمَ يُريده، أخذ يضحك بشده كالمختل
ولم ينتبه لتلك الحافله الماره جواره، فاق على قرب إصطدامها منه، حاول السيطره علي السياره والإبتعاد ولكنه فشل..
حتى دعسته تلك الحافله الكبيره مُحطمه سيارته
هل إقتربت نهايته بهذا السهوله؟ لا.. لا يستحيل، مازال الموت بعيدا عنه كان مازال به النفس ولكن جسده قد شُل
حاول الخروج من السياره مالبث حتى إشتعلت السياره بإنيران حارقه إياه
ظل يصرخ على أمل أن يلحقه أحد ولكن كان قد فات الآوان، أحرقته نيران الدنيا ولم يستطع تحملها
اذا ماذا عن نيران الآخره
ها قد فقد آخرته لأجل دنيا فقدها فى ثوانِ معدوده
لو أن أحد أخبره بأنه سوف يموت الآن يظل ساجدا لله
فالميت لا يعلم بأنه سيموت الآن، ملك الموت لا يستأذن أحد،
ماذا عنك عزيزي القارئ؟ امازلت تشعر بأن الموت بعيد عنك؟ الم يحن وقت التوبه بعد؟ الا تُريد الفوز بالجنه والنجاه من النار؟
فقِ.. بربك أفقك من غفلتك تلك، أمازلت تستمع للاغاني؟
امازلتِ ترتدي تلك الثياب الضيقه؟
اتعضبون الله لأجل دنيا فانيه؟ افيقوا قبل أن يدركم الموت، لقد بعثني الله لأجل تنبيهم لعلى انا القادمه إليه لا أحد يعلم على من سياته الموت
_______روان_الحاكم_____________
إنتهت روان من إرتداء فستانها وهى تدور حول نفسها بسعاده.. هاهي اصبحت عروس، حتى وإن كان الامر اتى بعجاله ولم تستعد له، ولكن اليوم سوف تصبح زوجته وأخيرا، إلتفت إليها ياسمين وهى تُطالعها بحب شديد ودموع
“اى الجمال دا ياروان….شكلك يخطف القلب اوي” أحضتنها ياسمين بشده هاهي صديقتها اصبحت عروس ولمن؟ لأخيها حبيب قلبها
“بجد يا ياسمين شكلي حلو..! ولفه الخمار حلوه؟” نظرت ياسمين لخمارها فكانت روان قد قامت بتقصير الخمار عن المعتاد وجعلته يصل لأول أكتافها فقط..
“الخمار جميل جداا وانتِ قمر.. بس قصير حبه، مش معني اننا نفرح يبقى نتخلي عن شىء كنا بنعمله يا روان”
“بس انا بشوف بنات كتيره اوي لافه الخمار كدا لحد اكتافها”
“دا ميتقالش عليها خمار يا روان، احنا كدا بنضحك على نفسنا، الخمار المفروض يغطي كتفنا ويعدي ما بعد البطن واسفل الظهر، لكن اللي البنات بتلبسه يادوب مغطي من فوق ومش واصل لكتفها دا مش خمار
هو اه افضل شويه من الطرحه لكن مش خمار
احنا بنلبس الواسع اللي يرضى ربنا مش اللبس اللي على هوانا احنا لكن احنا نفسنا بتسولنا بإننا كدا لابسين واسع وراضيين ربنا وللاسف دا غلط
بزعل جدا لما بشوف البنات مقصيرين الخمار جدا مش مغطي شىء ولكن بالنسبه لهم إنهم كدا لابسين الخمار وعاملين باللي ربنا أمرهم بيه”
“معاكِ حق يا ياسمين.. خلاص انا هفكه وهلفه زي ما كنت بعمل الاول، ومش هقصره تاني ابدا.. مش معنى إن عندي مناسبه يبقى اتخلى عن شىء ثابت عندي كنت بعمله”
قامت روان بنزع الحجاب ولفه مجددا، وهذه المره بدت أجمل بثياب العروس، كانت رقيقه بحق
سمعوا طرق على الباب ودخلت كلا من رغد وحور
تفآجات بهم روان وهم يركضون حولها لأحضتناها
كانت ياسمين هي من قامت بإخبارهم بالامر
“شكلك جميل اووي يا روان اللهم بارك” تحدثت حور بدموع وهي تحاول التماسك، لقد علمت بأمر مرضها
“مبسوطه إني لقيتك قويه وصابره… لما ياسمين قالتلي توقعت اجي الاقيكي منهاره لكن اللي حصل العكس وفرحتيني جدا، ربنا فعلا لما بينزل الابتلاء على العبد بينزل معاه الصبر
لما حد بيدعي ربنا بشيء شايفه بعيد أوي أو مستحيل ، و قول أصله مش منطقي .. ما الظروف كلها باينة
يفتكر بس قول الله ..
” قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ”
كل مستحيل هيـن علي ربك القدير ..أقولك كمان على سر عظيم بيخليني أتقبّل أي خسارة بعيشها في حياتي؟ السر في إنّي بعد أي مِحنة أو خُسارة بقول لنفسي ربنا هو اللي اراد كدا وبعدها ببص للسما وبقول يا رب أنا رضيت ومش مُعترضه وعارفه إن سُبحانك ما بتحملش مخلوق فوق طاقته وأكيد رحمتك شايفة إن الشخص دا والسكة دي مش خير ليا فحميتني .. وبعدها بحمد ربنا وبشكُره.
ووالله ولا مرة قبلت بقضاء ربنا وقدره إلا وسُبحانه عوّضني وفرّج همي وطبطب على روحي.كنت قاعده من حد فبيقولي اطلع عمره وادعي هناك ، انا رحت دعيت بالاسم اني اتجوز وحده كان نفسي اتجوزها ، ومفيش شهر وكنت كاتب عليها ،
قلته جميل..
قالي لا جميل ولا نيله دي بهدلتني وخلتني اشوف المر ، مكنش لازم احدد الاسم، كان لازم اقول اللهم اخترلي فإني لا احسن الاختيار ودبرلي فإني لا احسن التدبير ،
وختم كلامه بقول الله ”
ويدعو الانسان بالشر دعائه بالخير وكان الانسان عجولا.”
إبتسمت لها روان برضى وهى تشعر بالسعاده لكون الله إختار لها هذا البلاء وسوف تصمد…
خرجت بعدما نادتها والداتها مُعلنه وصول زين
وجدت زين أمامها ببدلته والتى ذاداته وسامه على وسامته.. سرق قلبها بطلته تلك، اما عن زين بفكان قلبه يخفق بشده بدت جميله جدا بالنسبه له هو دايما يراها جميله، ولكن ثياب عرسها جعلتها أجمل
ابعد زين بصره عنها،لا يجب أن ينظر لها هكذا حتى يعقد قرآنه
“يلا بقى ياعم الشيخ جوزنا” ققالها زين بسعاده جعلت الجميع يضحك عليه، اقترب المآذون منهم لكي يعقد القران
كان زين يشعر وكأنه يحلم… صغيرته سوف تصبح حلاله بعد لحظات.. من ظل يعاني لاجلها.. من كان يبعد نفسه عنها كي لا يغضب ربه، فكانت امامه طوال الوقت ولكنها بعيده ايضا ولا يجوز له التخطي معها رغم كونها أمامها
مامر به ليس بالهين وهاهو يجني ثمار صبره
لم يفق إلا على صوت المأذون وهو يقول:
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم على خير”
إنتهى المأذون من جملته حتى صُدم الجميع من فعله زين…!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)