رواية عشق الجمال الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نور زيزو
رواية عشق الجمال الجزء السابع والعشرون
رواية عشق الجمال البارت السابع والعشرون
رواية عشق الجمال الحلقة السابعة والعشرون
فى عيادة الطبيب الخاص كان “جمال” جالسًا لا يُصدق بأن زوجته حامل حقًا فسأل بتوتر:-
-أنت قولت أن مريم مش هتقدر تخلف تاني وكتبت علاج لدا معقول العلاج يكون عمل تأثير بالسرعة دى وفى ثلاث شهور بس
تبسم الطبيب بلطف وقال:-
-أنا قولت أن الرحم فيه مشاكل طبية ومش هيقدر يشيل جنين لكن مدام مريم هتحمل عادي زى ما حملت مرة وأتنين المهم أن الحمل يثبت والجنين يكبر لأن فى الحالتين اللى قبل كدة الجنين مكنش بيكبر
وضع “جمال” يده على جبينه بحسرة من خسارة زوجته وهى تحمل فى أحشائها جنينه الذي سيرد لها سعادتها وفرحتها، تنهد بهدوء ثم قال:-
-يعنى فى أمل الحمل المرة دى يكمل؟
أومأ الطبيب بنعم ثم قال بجدية:-
-كله بإرادة ربنا أولًا وبعد العلاج اللى أخدته مدام مريم هيبان، ممكن يكمل عمومًا ممكن تخلي مدام مريم تمر عليا فى المستشفي نعمل شوية فحوصات وبعدها أطمن حضرتك
شعر “جمال” بغصة فى قلبه لأول مرة يكن عاجزًا عن إحضار زوجته، كيف يخبره أن زوجته تركته وهربت بعيدة بعد أن سرقت قلبه وروحه وأولاده منه، نزلت من العيادة مهمومًا وكأنه شاخ وبلغ الستينات من عمره وأصبح عجوزًا ، لا يعلم من أين جاءت الجراءة لـ “مريم” حتى تسلبه كل شيء وترحل، لم تترك له شيءٍ واحدٍ حتى يحيا به فى غيابها وكأنها قد حكمت عليه بالموت الآن…..
_________________________________
تأففت “مريم” بأختناق أثناء جلوسها على المقعد الخشبي أمام المنزل وتراقب طفلتها التى تركض هناك مع بعض الأطفال وقالت بخنق:-
-ليه يا مسك قولتله؟ أنا أمنتك على سر؟ مكنش فى داعي تقولي لجمال أنى حامل، فى كل الأحوال الحمل مش هيكمل
نظرت “مسك” إلى الأوراق الموجودة فى يدها الآن وقالت بحماس:-
-بس عينة الدم اللى خدتها منك بتأكد غير كدة يا مريم ودكتور النسا اللى كشف عليكي قبل ما تسافري أكد نفس الكلام وأن العلاج اللى معاكي دلوقت هيساعدك فى اكتمال الحمل، المهم الراحة والحركة غلط عليكي، أنا وافقتك على السفر لكن زى ما وعدتني متتحركيش ولا تعملي حاجة مجنونة
تبسمت “مريم” بلطف ووضعت يدها على بطنها بعد أن سمعت حديث “مسك” الذي طمئن قلبها أن هناك أمل أن تولد هذا الطفل وقالت:-
-يعنى ممكن أولده يا مسك؟! ، أنتِ مبتكدبيش عليا صح؟
مرت “مسك” فى رواق المستشفي والهاتف على أذنها بسعادة تنير وجهها ثم قالت:-
-ممكن يا مريم،مفيش حاجة بعيدة على ربنا لكن المهم تخلي بالك من نفسك ومن صحتك
توقفت عن الحديث حين رأت “جمال” يسير نحوها قادمًا من بعيد ومعه “عاشور” فتنهدت بأختناق وقالت:-
-يعجبنى فى الرجالة أنهم مبيعرفوش قيمة الحاجة غير لما تروح منهم
لم تفهم “مريم” حديثها فوضعت “مسك” الهاتف فى جيب البالطو الأبيض ووقفت تنتظر ببرود حتى وصل “جمال” إليها لتقول بقسوة جاحدة:-
-خير يا جمال بيه يا تري أيه سبب زيارتك اللى أنا مبحبهاش دى، مريم برضو؟
مسكها من ذراعها بقسوة وقال بأختناق وتهديد صريح:-
-مريم فين؟
دفعته بقوة بعيدًا عنها وعقدت حاجبيها بغضب سافر وقالت:-
-أحمد ربنا أنك جوز مريم وألا كان زمان قاطعة أيدك دى، وبعدين حد قالك أنى مخبيها وحتى لو ، مش أنا السبب اللى مشاها، ما تقعد تفكر مريم سابتك ومشيت ليه؟ ما هو من أفعالك
تقدم خطوة نحوها بعيني حادقة ثم قال وهو يشير على قلبه بألم:-
-أفعالي، أنهي أفعال أنا معملتش لمريم حاجة غير الحب، حبيتها بروحي وقلبي وعقلي، مرت بكل المر معها قبل الحلو، خبيتها جوايا من قسوة أبوها وسارة وعشان قتلت فريدة وأتحدت أخويا ورفعت السلاح فى وشه وكنت على أستعداد أقتله، عشان مريم أتحدت كل العالم والقدر بس عشان سعادتها وضحكتها، عملت أيه أتعصبت عليها عشان أمى… أنا بني أدم مش معصوم من الغلط ولا ملاك هفضل أحب فيها بس، أنا بني ادم والحياة مش كلها وردي كنت منتظر منها تقف جنبي فشدتي زى ما أنا وقفت معها فى كل الشدائد اللى مرت عليها لكن لا مريم كانت عايزني جمال اللى بيحب بس مع أنها من يوم ما دخلت حياتي وعرفتني وهى عارفة أنى وحش وحبتني وأنا وحش لكن دلوقت مبقتش أعجب …. غريب البني أدم فعلًا بيجري وراء الحاجة وأول ما يوصلها يتنمرد عليها، بس أنا بقي مش هسيب مراتي وولادي عشان حتى لو هي قررت تسيب أيدي فى شدتي أنا عايزها ومحتاجها جنبي
جهشت “مريم” فى البكاء وهي تستمع لحديثه عبر الهاتف و”مسك” لم تغلق الاتصال معها وكأن القدر أراد أن ينقل لها رسالته، توقف “جمال” عن الحديث عندما شعر بغصة فى قلبه ووضع يده على قلبه بتعب وأهتز جسده، نظرت “مسك” له بفضول بينما مسك “عاشور” ذراعه قبل أن يسقط وسأل بقلق:-
-جمال بيه أنت كويس؟ خلينا نمر على دكتور ما دام إحنا ف ى المستشفي
هز رأسه بلا ونظر إلى “مسك” وقال بتلعثم وتعب:-
-قوليلي مريم فين؟
-قولتلك معرفش
قالتها “مسك” بضيق من إصراره على الوصول لها، أنتفضت “مريم” من مقعدها ووقفت عندما سمعت كلمات “عاشور” لا تصدق أنه مريض وليس بخير الآن، مسح “جمال” جبينه بيده وأوشك على فقد أعصابه من برود “مسك” وهو واثقًا أنها تعلم أين زوجته؟ قال بانفعال أكبر مما جعل الجميع ينظرون عليه:-
-تعرفي وبتكدبي، أنتِ مش قدي يا دكتورة وفوقي اللى واقف قصادك وبتتحدي دا جمال المصري ، لا أنتِ ولا جوزك قدي ومريم هترجع حتى لو على موتي……..
سقطت فاقدًا للوعي أمامها بسبب أنفعاله الزائد فهلع “عاشور” قائلًا:-
-جمال بيه، جمال بيه رد عليه…. دكتور عايز دكتور بسرعة
سمعت “مريم” أرتطام جسده بالأرض وصراخ “عاشور” فصرخت بفزع قائلة:-
-جماااال….
سقطت على الأرض فوق العشب الأخضر فاقدة للوعي فهرع الأطفال نحوها من هول الصدمة ، ركضت طفلة إلى منزلها وجلبت والدتها إلى “مريم” لتفزع المرأة من هيئة هذه المرأة المنهارة على الأرض وجسدها باردًا كالثلج….
_______________________________
وصل “شريف” إلى المستشفي مع “جميلة” و “حسام” فور تلقي خبر مرض “جمال” فخرجت “مسك” مع طبيب أخر وكان وجوه الجميع حزينًا فقال الطبيب بهدوء:-
-للأسف جمال بيه بيعاني من ذبحة صدرية ودا بسبب عدم وصول الدم للقلب
كانت “مسك” صامتة وهى خير الجميع معرفة بمرض هذا العاشق، لم تتخيل أن غياب “مريم” ورحيلها سيصيب قلبه بالمرض هكذا، أنتفضت “جميلة” فزعًا على أخاها وبدأت فى البكاء وكأن القدر لم يتكف بمرض امها التى تصارع الموت والآن حان وقت أخاها، تابع الطبيب قائلًا:-
-إحنا أدينله الأدوية المطلوبة وبلاش الأنفعال عليه أو الزعل رجاءًا ، عن اذنكم
رحل من أمامهم ومرت “مسك” فى حالة من الصمت كما هى، أتصلت على “مريم” لكن أجابتها “مكة تبكي وترتجف فقالت بتلعثم:-
-مامى تعبانة أوي يا طنط مسك، أنا عايزة بابي
أغمضت “مسك” عينيها وهى تعرف أن “مريم” قد سمعت كل ما حدث وبالتأكيد علمت بمرض زوجها وفقده للوعي…
________________________________
-جمال
قالتها “مريم” بهدوء أثناء نومها حتى فتحت عينيها بذعر صارخة باسمه من جديد، وجدت سيدة جوارها من الفلاحين وتبسمت بلطف قائلة:-
-حمدالله على سلامتك يا بنتي
نظرت “مريم” بذعر إلى الهاتف وأتصلت على “مسك” وضربات قلبها تتسارع بجنون لا تصدق أن ما سمعت وقلبها يعاقبها بألمه الآن على رحيلها ويلومها وحدها على ما حدث لزوجها:-
-مسك، جمال جراله ايه؟ والنبي قوليلي
تنهدت “مسك” بهدوء ثم قالت:-
-أهدئي يا مريم هو كويس، الزعل بس تعبه شوية يمكن متحملش فكرة أنه خسرك، قلبه طلع ضعيف أوى من غيرك يا مريم
جفف “مريم” دموعها وهى تحاول كبح أنينها بصعوبة ثم قالت:-
-يعنى أنا السبب برضو !! طيب أعمل أيه؟ أموت أنا، وأنا معاه أنا سبب كل المصايب وأنا بعيدة برضو أنا سبب مرضه طيب أعمل أيه ؟
جهشت باكية بأنهيار لا تصدق أنه يعاني من مرض فى القلب بسبب غيابها الآن، أتاها صوت “مسك” تقول:-
-متقلقيش إحنا عملنا اللازم وهيخرج بكرة يا مريم المهم تهدئي أنتِ عشان متخسريش اللى فى بطنك
أومأت “مريم” بنعم ثم أغلقت الخط معها تلوم نفسها وحدها على ما حدث….
________________________________
بعد ثلاثة أيام داخل قاعة الحفلات الخاصة بالجيش كان الكثير من المعازيم متواجدين يرحبون بـ “تيام” وهو يستقبلهم مع عائلته لأجل زفاف “جابر”، جاءت “مسك” نحوه مُرتدية فستان أحمر طويل وبأكمام يلمع كثيرًا فتبسم لوجه محبوبته الجميلة وعيونها الرمادية التى تتلألأ ببريق السعادة، وقفت جواره وقالت:-
-غزل جهزت، ممكن تطلع تجيبها
أومأ إليها بنعم ويده تحيط بخصر زوجته الجميلة وقال:-
-أنا لأجل عيونك أعمل أي حاجة يا قلبي
-نكزته “مسك” فى خصره خلسًا بمكر وقالت بخجل:-
-أتلم يا مُتيمي ويلا عشان متتأخرش، المعازيم قاعدين من بدري
سار معها نحو الباب مُمسكًا بيدها فى يده برفق وقال بعبوس:-
-مش أنتوا اللى قاعدين مستنيين دكتور غريب، قولتلكم دا حماي ومش جاي
وصلوا لباب القاعة معًا لتقول “مسك” بجدية وعبوس:-
-كان عندنا امل أنه ميسبهاش فى يوم زي دا ويحسسها أنها من غير أب وأبوها عايش … ما علينا يلا أطلع
توقف “تيام” مكانه لتدفعه “مسك” بضيق قائلة:-
-بقولك أطلع بسرعة …..
توقفت عن الحديث عندما رات “غريب” أمامها فتنهدت بأريحية لظهوره فى المكان وتبادلت النظرات الصامتة معه فى هدوء ليقول ببرود شديد:-
-هى فين؟
أخذته “مسك” إلى الأعلي حيث غرفة أختها ثم طرقت الباب ودلفت معه ليرى ابنته عروس جميلة بفستان زفاف أبيض منفوش وواسع جدًا بذيل كبير خلفها بأكمام شفافة وشعرها القصير مسدول على الجانبين وتضع تاج ضخم ملكي فوق رأسها مع طرحة فستانها المليئة باللؤلؤ، دمعت عينيه بسعادة لرؤيتها عروس جميلة تخطف القلوب والعقول بجمالها وللحظة تناسي حزنه وغضبه منها فقال:-
-كبرتي يا غزل
تبسمت “غزل” بسعادة على ظهور والدها وتناست كل شيء مرت به معه وقالت بلطف وخجل جعل وجنتيها تتورد :-
-بابا
أقترب منها ثم قبل جبينها بحب ثم أبتعد خطوة عن وجهها وقال:-
-أتمني يكون أختار صح يا غزل ومينزلش دموعك ولا زعلك فى يوم
أومأت إليه بنعم فقال ببسمة خافتة:-
-مبروك يا حبيبتي، ربنا يحميكي من العين ويسعدك
عانقته “غزل” بسعادة لتغمز لها والدتها بسعادة فتبسمت “غزل” بفرحة تغمرها بعد أن أقنعت “بثينة” زوجها بألا يترك ابنته فى ليلة عمرها، أخذها من يدها للأسفل حتى وصل إلى “جابر” فتبسم رغمًا عنه لأجل ابنته وقال:-
-خلي بالك منها وأياك تزعلها فى يومها لأنك مش هتلاقينى بالهدوء دا وقتها
تبسم “جابر” بلطف وقال:-
-غزولة فى عيني
ضحكت “غزل” وهى تنظر إليه فأخذ “جابر” يدها التى تتبأطأ ذراعه وأعطاها لـ “جابر” ليقبلها بلطف وساروا معًا أمام الجميع ………….
________________________________
مرت “مريم” على محل بقالة الخاص بالسيدة التى أنقذتها والآن أصبحت صديقة لها فى الفيوم وتمسك فى يدها “مكة” فقالت:-
-صباح الخير
تبسمت السيدة بعفوية وقالت:-
-تعالي تعالي
دلفت “مريم” للداخل بسعادة تغمرها حين رأت السيدة قد صنعت لها حساء المأكولات البحرية التى تفضله وجلست تأكل مع طفلتها ، تأملتها السيدة بسعادة وهى تأكل وتضع يدها على بطنها المُنتفخة بسبب حملها وقد أصبحت الآن فى شهرها السادس، تحدثت السيدة مع “مكة” قائلة:-
-عملتي أيه النهاردة فى الحضانة يا كوكى
بدأت “مكة” تروي لها ما حدث بالتفاصيل الدقيقة حتى أنهت “مريم” الطعام ووقفت لكي تغادر ثم قالت:-
-إحنا هنمشي بقي مش عايزة حاجة
هزت السيدة رأسها بلا فذهبت “مريم” فى طريقها للمنزل مع طفلتها وهما مُستمتعتين بحياتهما البسيطة هنا رغم جسد “مريم” المنهك من التعب بسبب الحمل وحركتها مع “مكة” لكنها تعافر لأجل أطفالها، تحدثت “مكة” بعفوية قائلًا:-
-مامي هو أخواتي هيخرجوا أمتى، أنا كل شوية أستناهم
تبسمت “مريم” وهى تضع يدها على بطنها بسعادة ثم قالت:-
-لسه شوية كمان يا لوكة، أنتِ عايزة أخ ولا أخت
وضعت “مكة” سبابتها على وجنتها تفكر قليلًا فيما تريده لتقول بحماس:-
-مش هم أتنين يبقي عايزة أخ وأخت عشان يبقي عندي الأتنين وأغيظ أصحابي فى الحضانة
تبسمت “مريم” على رغبة ابنتها وقد وصلوا للمنزل ففتحت الباب لتنطلق “مكة” راكضة للداخل نحو جروها الصغير فوقفت “مريم” فى الخارج تفكر فى رغبة “جمال” وتساءلت ماذا يريد زوجها أن يكون جنس هذا التوأم الموجود فى أحشائها، ظلت “مكة” تلعب مع جروها حتى تعبت وغاصت فى نومها على الأريكة وتحتضن دميتها التى أشتراها “جمال” وأحضرتها معها لتدرك “مريم” أن طفلتها تشتاق لوالدها وتعوض هذا الشوق فى ضم دميته الوردي، جلست جوارها على السفرة وبدأت تكمل دراستها على اللاب وتحمل فى يدها القلم الذي أشتراه لها من المزاد وأمامها الكثير من الكتب التى أرسلتها “مسك” لها من أجل رسالة الداكتورة الخاصة بها…..
______________________________________
دلف “عاشور” إلى مكتب “جمال” بحماس وفرحة تغمره ثم قال:-
-لاقيتها…
رفع “جمال” رأسه عن شاشة اللابتوب بدهشة وعينيه تتسأل أن كان حديثه عن زوجته فأومأ “عاشور” بنعم له كأنه قرأ سؤال عينيه وقال:-
-اه مدام مريم……
فتح شاشة التلفاز المتصلة بـ جين لتظهر صورة فتاة مع “مريم” وبطنها مٌنتفخة بسبب الحمل ليدرك أن حملها قد أكتمل هذه المرة، تحدث “عاشور”:-
-البنت دى نزلت الصورة من ساعتين وكاتبة أنها قابلت المذيعة اللى بتحبها ومش مصدقة أنها قابلت مريم العاصي على الحقيقة وجين قرأ الصورة فى لحظتها
أنتفض قلبه وعينيه لا تفارق وجهها و”مريم” تشتري شيء مع “مكة” ويبدو أن الفتاة ألتقطت الصورة خلسًا دون أن تعلم “مريم”، تابع “عاشور” الحديث بحماس وسعادة لعثوره على “مريم” التى سترد الحياة لرئيسه المُنهك بسبب غيابها وكأن الروح قد فارق جسده والآن أصبح ميت على قيد الحياة بدونها:-
-إحنا أتواصلنا مع البنت وقالت أنها من الفيوم وقابلتها فى السوق
قاطعه “جمال” بعد أن ذكر كلمة الفيوم وقد أدرك أين تختبي زوجته مع طفلتها وقال:-
-مزرعة الفيوم، أزاى مجتش على بالي
تابع “عاشور” الحديث بعد أن غير الصورة بصور لأوراق رسمية قائلًا:-
-من مراقبتنا لدكتورة مسك أتضح انها بشتري كتب أون لاين وبتبعتها للفيوم كل شهر ولما زودنا المراقبة لاقينا أن أسم مدام مريم فى سيستم كلية الأعلام بتدرس عشان الداكتورة وأمبارح أتصلت بنت بالقصر عشان تعمل مقابلة مع مدام مريم ولما حنان بلغتني كلمت البنت من شوية وقالت أنها من دار نشر للكتب وحابة تناقش تفاصيل العقد مع مدام مريم عشان هتنشر كتاب معهم
تنهد “جمال” بهدوء ثم قال:-
-يعنى مريم عايشة حياتها على اكمل وجه من غيري، بتدرس وبتكتب وتنجح ومبسوطة، دا الحب اللى بتحبهولي يا عاشور
رن هاتفه باسم “جميلة” ليستقبل الأتصال وعندما سمع صوت بكاءها وصراخها أنتفض من مكانه بعد سماع كلماتها المُرعبة التى سقطت على قلبه كالجمر تحرقه :-
-أنت فين يا جمال ….. ماما ماتت ؟ ……
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الجمال)