رواية زواج بالإكراه الفصل الثلاثون 30 بقلم ملك مصطفى
رواية زواج بالإكراه الجزء الثلاثون
رواية زواج بالإكراه البارت الثلاثون
رواية زواج بالإكراه الحلقة الثلاثون
في شركة عبد التواب..
كان يجلس صقر و بجانبه زوجته التي تنظر لهم بقلق ، استردت مليكة لعابها و قررت قطع ذاك الصمت القاتل..
مليكة بتساؤل:
– كلكم كويسين ؟ مش محتاجين نروح المستشفى ؟
رؤوف بصعوبة بالغة:
– انا عايز اروح القسم
صقر بسوداوية:
– اخرس يالا ، احمد ربنا أن فيك نفس لحد دلوقتي
مليكة من بين اسنانها:
– صقر !!
صقر بهمس غاضب:
– صقر ايه ! ده حيوان ، كان لازم يموتوه مش يضربوه!
مليكة بهمس غاضب وهى تميل عليه:
– هو احنا جايين نسخن الدنيا !! لو سمحت انا تعبانة و مش قادرة !
صقر بقلق وهو يضع يده على بطنها:
– مالك !! البيبي كويس
مليكة بأبتسامة وهى تضع كفها فوق كفه الموضوع على بطنها:
– كويس و بيقولك مش قادر استنى يا بابا الكام شهر دول و عايز اطلع دلوقتي حالا
ضحك صقر وهو يربت على بطنها الصغيرة ثم نظر لهم مرة أخرى و تجهم وجهه فوراً فكتمت مليكة ضحكاتها ثم نظرت لسيليا بحزن حقيقي ..
مليكة بحزن:
– سيليا تحبي نروح المستشفى ؟
سيليا بصوت مكتوم قليلاً اثر انتفاخ وجنتها بسبب اللكمة:
– انا عايزة اروح ! مشوني من هنا
نظرت لها آسيا بندم ولكنها انفجرت ضاحكة على هيئتها لتشاركها مليكة الضحك فنظرت لهم سيليا بحنق و ظلت تفرك وجنتها بغيظ لتخفف من آلامها ، فحاول آسر أن يتحسس وجنتها لكنها أبعدت وجهها سريعاً و رمقته بحنق ..
سيليا ببرود:
– لو سمحت متلمسنيش ، انا خطيبي بيغير عليا !
آسر بعدم فهم وهو يلتف لها بكامل جسده:
– خطيبك ايه ؟؟ مين ده !
سيليا بتحدي وهى ترفع حاجبها:
– خطيبي القديم ايه نسيته ، ما احنا قررنا نرجع ، بس مستنيين الشهر يخلص بقى
آسر بحدة وهو يقف و يجذبها من تلابيب سترته التي عليها فهو قد وضعها فوقها بسبب ما ترتديه:
– نعم يا روح امك!! أنتِ شكلك عيزاني اكمل على نص وشك التاني
سيليا بغضب وهى تدفعه بعيداً:
– ابعد عني !! اوف
قالت جملتها الأخيرة بغيظ كبير وهى تجلس مرة أخرى ولكن تلك المرة بجانب يامن من على الجهة الأخرى ليصبح يامن يجلس بالمنتصف و على يمينه سيليا و على يساره آسيا فنظر لها آسر بحقد كبير ثم جلس بغضب وهو يحاول تمالك أعصابه كي لا يكسر أنفها الجميل ذاك..
صقر بجمود:
– رؤوف انت عرفت غلطك ؟
رؤوف على مضض بعد أن تلقى ضرباً مبرحاً و تهديد صريح من صقر بأنه يستطيع أن يسجنه للأبد:
– عرفت..
صقر وهو يقف:
– تمام ، زي ما اتفقنا انت هتقدم استقالتك وانا زي ما قولتلك هشغلك في شركة تانية بس برة ، انا لولا أن سيليا اتصلت بيا مكنتش جيت و كنت سيبتك ليهم يسلخوك حي ، و كمان لولا أني وعدت مراتي اني مش هأذيك كان زماني دفنتك هنا انا و هما ، يلا اطلع برة
وقف رؤوف بصعوبة و سار بتعرج للخارج و ما إن اغلق الباب خلفه حتى وقف يامن كمن لدغته حية و نظر لآسيا بحدة فظلت تهرب بأعينها حتى وجه حديثه لها..
يامن بغضب:
– قومي معايا !
آسيا بغضب مصتنع لتداري خوفها:
– لا..
يامن وهو يزفر بضيق:
– قومي يا ريتال عايزين نتكلم
آسيا بإصرار:
– انا مش هتكلم مع واحد همجي و وحشي و غير آدمي زيك ، انت مشوفتش نفسك بتضربه ازاي ، كأنك وحش هربان من الغابة ، لا يمكن تكون بني آدم ، استحالة اقعد معاك في مكان واحد لوحدي..
يامن بحنان وهو يجثو أمامها بعد أن لاحظ ارتعابها منه:
– انا عمري ما هأذيكي ولا ايدي هتقربلك ، مهما حصل هتفضلي متصانة و عمري ما همد ايدي عليكي ، عشان أنا بحـ..
آسيا بسرعة وهى تقف:
– يلا انا عايزة اروح ، لازم نلحق نجهز الشنط
الجميع عدا يامن:
– الشنط !!
آسيا بتعجب:
– أيوة احنا مسافرين ، هو جدو مقالكوش ؟
سيليا بحسرة:
– هسافر ازاي بوشي ده !!
صقر بسخرية:
– انت هتدخلي البيت ازاي بوشك ده اساسا
سيليا بتفكير:
– انا مممممم انا ممكن أبات عند صاحبتي ، صح والله هروح أبات عندها ، يلا هسبقكم أنا بقى سلام
نهضت بسرعة ثم سارت خطوتين لتجد نفسها بالهواء في لحظة فشهقت بعنف وهو تشعر به يحملها كالشوال المقلوب فصرخت بغيظ و ظلت تركل قدمها بالهواء..
مليكة بقلق وهى تنهض:
– حاسب يا آسر هتوقعها
صقر بأبتسامة وهو يربت على كتفه:
– جدع يا آسر ، يلا خد مراتك و انزل
سيليا بصدمة:
– ينزل !! لا متسيبوناش لوحدنا
كادت أن تقترب منهم مليكة ولكن وقف أمامها زوجها ليعيق تقدمها فنظرت له بغضب طفولي و مالت برأسها جانباً كي تستطيع رؤية خروج سيليا التي تصرخ بصوت عالي فضحكت بحيرة ثم نظرت لصقر بيأس..
آسيا وهى تفرك كفيها :
– مش يلا بينا ؟
يامن بسرعة:
– يلا بينا
آسيا ببرود :
– انا هركب مع صقر و مليكة
صقر بسرعة وهو يجذب زوجته للخارج:
– لا مفيش مكان للأسف ، يلا يا حبيبتي
مليكة محاولة إنقاذ الموقف :
– لا بس أأأ
و قبل أن تكمل كلامها كان قد غادر بها صقر تحت نظرات آسيا المذهولة ، وقف يامن خلفها لتستشعر حرارة جسده التي تضرب برودة جسدها لتشعر بالقشعريرة تسري بها ، استردت لعابها وهى تحاول التحدث كي تكسر حرارة الموقف..
آسيا بغضب مفاجئ وهى تستدير له و ترفع سبابتها في وجهه:
– انا عندي اركب تيك توك ولا اني اركب معاك ، انت سامع
يامن:
– اسمه توك توك
آسيا بلا مبالاة:
– whatever!!
ابتسم بغلظة و ما هى إلا لحظات حتى رأت نفسها في الهواء لتصرخ بخضة وهى تحاوط رقبته ..
يامن بحدة مصتنعة وهو يراها تحاول الحديث:
– بس ولا كلمة !!
ابتلعت كلامها بجوفها و صمتت بتوتر ليسير بها للخارج وهو يبتسم ابتسامة جانبية منتصرة..
……………………………………………………………
في المساء..
في المؤتمر..
كانت تجلس بدور في الصفوف الأولى بتوتر كبير فهى تشعر أن كل الأعين عليها ، فهى لأول مرة تتعرض للكم الهائل من الناس ذاك وحدها فزوجها قد اخذوه ليجهزوه ، ظلت تتنفس بإنتظام كي تهدئ من روعها حتى رأت تلك الفتاة تصعد على المسرح و تتحدث بجدية ..
المراسلة بهدوء:
– طبعا انا عارفة المكان زحمة كدة ليه ، لأن احنا معانا شخص نادر ، و كاتب رائع ، و مؤلف مبدع ، و قريبا ان شاء الله مخرج عبقري ، واحد اتحدى كل الظروف اللي واجهته و قدر يثبت نفسه و موهبته ، بقى له كتابات عالمية ، حد لو شوفناه من بعيد هنحسه مننا ، معانا الكاتب العظيم و الشاب اللي سابق جيله أيان الجندي
دمعت أعين بدور و ابتسامتها ترتسم على وجهها السعيد للغاية وهى تراقب الصور المعروضة لزوجها على الشاشة الكبيرة بفخر ، كم تمنت أن يكون بجانبها في تلك اللحظة لكي تحتضنه بقوة و تخبره كم أنها تفتخر به كثيراً ، صفق الجميع بحرارة و صعد أيان على المسرح وهو يبحث عنها بأعينه حتى وجدها تجلس في الأمام و أعينها تنظر له بحب كبير فغمز لها مما جعل وجنتيها تتورد بشدة و تحاول ابعاد أعينها عنه ..
المراسلة بأبتسامة وهى تشير للمقعد الذي يتوسط المسرح:
– اتفضل اقعد
أيان بأبتسامة وهو يحل زر سترته و يجلس بعد أن جلست هى:
– انا حابب اشكرك يا بسمة على الكلام الحلو اللي قولتيه ده ، و أتمنى أن كل الناس تشوفني فعلا زي ما قولتي و دي حاجة هفتخر بيها جداً
المراسلة بأبتسامة وهى تمازحه:
– انت أسطورة يا أيان ، كله بيتكلم عنك و عن اعمالك ، احكيلنا بقى بدأت ازاي
بدأ يتحدث بجدية و الجميع ينصت إليه بشدة فأخرجت هاتفها و ظلت تلتقط له عدة صور و أعينها تلتمع بفخر و غرور ، كم أنها محظوظة بحبيب عمرها ، انتبهت لسؤال المراسلة لتبتلع غصتها بتوتر و ضيق..
المراسلة بأبتسامة جميلة وهى تشير لكفه:
– احنا شايفين دبلة بتنور في الضلمة ، انت غفلتنا يا أيان ولا ايه ؟
جحظت بدور بأعينها و انتصبت بجلستها فحاولت النظر لكفه لكنها لا ترى جيداً فتفاجئت بالمصور يصور كفه ليعرض على الشاشة الخلفية الكبيرة فتفاجئت به يرتدي خاتم زواج ، متى جاء به !!!! تعرق جبينها وهى تنظر له فتراه يصوب أعينه عليها ، اهتزت حدقتيها بتوتر و دموعها انهمرت بصمت فأبتسم لها بحب ..
أيان بضحكة وقورة:
– يعني حاجة زي كدة !
المراسلة بذهول:
– انت اتجوزت ؟
أيان بهدوء :
– أيوة..
المراسلة بتساؤل:
– طب و فين مراتك ، سابتك في يوم مهم زي ده !
جحظت بدور بأعينها وهى تراه يقف و يهبط لها فأنكمشت في مقعدها و رفعت هاتفها أمام وجهها بسرعة و لكن ما هى إلا لحظات حتى شعرت به يقف أمامها و يجذبها من كفها لتقف بجانبه و يحاوط كتفها..
أيان بأبتسامة حب:
– هى مستحيل تسيبني لأنها عارفة أن عدم وجودها بيخليني مش عارف اركز في أي حاجة ، ربنا يخليهالي..
ابتسم الجميع و تبادلوا الهمسات لتنظر له بدور بحيرة و كأنها تخبره لماذا فعلت ذلك !! لكنه ابتسم لها بمشاكسة و كأنه يخبرها أن هذا ليس آخر شئ مجنون سيقوم به فعقدت حاجبيها بعدم فهم لتتفاجئ به يجلس على ركبته و يخرج من جيب سترته علبة مخملية راقية ، شهقت بخضة وهى تضع كفها فوق شفتيها فأبتسم وهو يفتح العلبة ليظهر لها خاتم من الألماس بريقه يعكس قيمته ، تكاد تجزم أنها شعرت بأن الأرض تدور من حولها فأستندت بكفها على كتفه ..
أيان بأبتسامة و حب:
– انا بقولك قدام كل الناس يا بدور اني بحبك و مقدرش استغنى عنك ، و بفتخر انك مراتي و حتة مني ، طول عمرك كنتِ الإلهام ليا ، أنتِ بطلة كل رواياتي !!
صفق الجميع بحرارة كبيرة و أطلق الشباب صفير قوي لتضحك هى بذهول و دموعها تنهمر بغزارة ، امسك كفها و ألبسها ذلك الخاتم ثم قبل باطن يدها وهو يبتسم بحب و دفئ ، وقف بسعادة لتحاوط رقبته و تضمه إليها فيدور بها وسط التصفيقات الحارة و تعليقات الشباب الحماسية ..
……………………………………………………………
في القصر..
في غرفة سيليا..
كانت تجهز حقائبها و أعينها معلقة على التلفاز تشاهد ذلك المؤتمر و بسمتها مرتسمة على وجهها بسعادة كبيرة فدمعت أعينها وهى ترى أيان يحمل زوجته و يدور بها فشهقت بسعادة طفولية و صفقت بحرارة ، نظر آسر لها بعدم فهم فهو كان يقف بالشرفة و يتحدث بالهاتف فنظر لما تنظر له و ابتسم على شقيقه المجنون..
آسر بهدوء وهو يضع هاتفه جانباً:
– خديلي بيچامتين تقال عشان الجو بدأ يبقى برد
سيليا بغيظ وهى تمسح دموعها المتأثرة:
– و مين قالك اصلا اني هحضر شنطتك ، هو انت مشلول
آسر من بين أسنانه:
– ما تتلمي شوية يا آآ
صمت فجأة وهو يراقب ما تضعه بحقيبتها فأقترب منها بخطى واسعة و أخرج ما وضعته بسرعة لينظر له..
سيليا بحنق وهى تحاول أخذ ملابسها من بين يده:
– سيب هدومي !!
آسر بعدم فهم وهو يرفع ملابسها أمام وجهها:
– هو ايه ده ان شاء الله!!
سيليا بغضب:
– مايوه ، ايه مش شايف !!
آسر بذهول و غضب:
– المصيبة اني شايف ، كنتِ بتلبسيه في سنة كام ده يا شاطرة
سيليا بحدة وهى تجذب الملابس من بين يديه:
– حد قالك قبل كدة ان دمك خفيف
آسر بحزم:
– البتاع ده مش هيتلبس ، أنتِ مبتسقعيش زينا ولا ايه ؟
سيليا بلا مبالاة:
– ملكش دعوة
آسر بحدة:
– لا ليا ، ده مكشوف اوي
سيليا بذهول:
– مكشوف ايه ، ده شورت و نص كم ، و بعدين بيبقى معاه چيبة ، اصلا انت مالك !!! انت هتعمل فيها جوزي بجد
آسر بنفاذ صبر وهو يجذبها من معصمها لترتطم بصدره:
– اسمعي يا سيليا ، انا اه جوزك بجد ، على الاقل لحد ما الشهر يخلص ، كل حرف أقوله يتنفذ ، انتِ فاهمة !!
سيليا بتحدي وهى تنظر داخل أعينه:
– ولو مسمعتش كلامك هتعمل ايه يعني !!
سكنت أعينه و أسودت نظراته وهو ينظر لأعينها المشتعلة التي تناظره بغضب و حدة و لوم !! ، هل آلمها كما آلمته ! هل استطاع أن يجرح أنوثتها كما جرحت رجولته ، تفاجئت به يحاوط خصرها و يقربها فأرتبكت بشدة و وضعت كفيها فوق صدره كي تمنعه من الالتصاق بها..
سيليا بتوتر وهى تحاول دفعه بخفة:
– آسر !!
آسر بخفوت وهو يتأمل أعينها الذي ذاب بدفئها:
– همممم..
سيليا بخجل:
– ابعد
آسر بلا وعى وهو يسند جبهته فوق جبهتها:
– مش هينفع
صمتت و اغمضت أعينها مستسلمة له بكل جوارحها كم تتمنى أن يعترف بحبه لها ، هى تريده بشدة ولكن أنوثتها و كبريائها يمنعوها من الاعتراف بذلك أولاً ، تذكرت عندما أخبرها أنه فرح كثيرا أن المدة قاربت على الانتهاء فدفعته بقوة ليبتعد عنها عدة خطوات وهو ينظر لها بدهشة و عدم فهم!!
سيليا بتوتر غاضب وهى تعيد خصلتها الهاربة خلف أذنها:
– انت بتعطلني !! ، لو سمحت اطلع برة..
آسر بعدم فهم:
– اطلع برة !!
سيليا بجمود:
– أيوة
نظر لها مطولاً ثم تنفس بعمق و كاد أن يقترب منها ولكنه رآها تعطيه ظهرها و تكمل ترتيب الملابس بحقيبتها فزفر بحنق و خرج بغضب ليغلق الباب خلفه بقوة فيصدر صوتاً عالياً جعلها تنتفض..
سيليا بغيظ :
– مش قادر يتكلم و يقولي بحبك !! للدرجة دي تقيلة على قلبه ، ماشي يا آسر ، كلها كام يوم و تستريح مني خالص و ساعتها خلي غرورك ينفعك
ثم زفرت بحدة و ذهبت لخزانته لتخرج ملابسه و تضعها بحقيبته وهى تتأفف بتصنع ..
……………………………………………………………
في غرفة فيروز..
كانت تجلس أمام التلفاز و تشاهد عمتها و زوجها بأبتسامة جميلة و خلفها تقف مليكة تعد حقائبهم و أعينها على التلفاز بحب..
مليكة بأبتسامة:
– شايفة عمتك بدور عاملة ازاي ، صبرت و نالت
فيروز بضحك :
– بصي طايرة ازاي
مليكة بأبتسامة و مرح:
– ربنا يهنيها يا رب و عقبالك يا فوفي
انفتح الباب فجأة لتركض مليكة بسرعة لتقف أمام التلفاز فنظر لها صقر بتعجب و عدم فهم ولكنه عقد حاجبيه بغضب..
صقر بحنق:
– انت ازاي تجري كدة ، ده خطر عليكي !!
مليكة بأبتسامة متوترة:
– معلش يا حبيبي ، كنت عايزة اجيب حاجة من جمب التليفزيون
صقر بهدوء:
– طب هاتيها يلا و تعالي
” كدة أيان الجندي اثبتلنا كلنا أن الإلهام بييجي من الدفى اللي بيحسه القلب و … ”
صقر بعدم فهم وهو يقترب من مليكة :
– أيان الجندي !! هو أيان طلع على التليفزيون
فيروز بسرعة وهى تبحث عن جهاز التحكم بأعينها:
– لالا
صقر :
– لا ايه ، المذيعة قالت أيان الجندي
مليكة بسرعة وهى تحاوط معصمة و تجذبه للخارج:
– اسكت يا صقر ، شوفت حصل ايه لريتال في الكلية ، تعالى احكيلك عشان الموضوع ده حارق دمي بطريقة
صقر بنفاذ صبر وهو يبعدها بخفة:
– يا مليكة انا عارف انهم هيطلعوا سوا و عارف أيان هيعمل ايه ، هو استأذني !!
مليكة بذهول وهى تنظر لفيروز بصدمة:
– انت عارف
صقر بأبتسامة وهو يجلس على الأريكة و يشاهد شقيقته و زوجها:
– أيوة ، هو متفق معايا ، بس مكنتش اعرف معاد الحلقة ، لازم تحكولي اللي فاتني
تبادلت فيروز النظرات المذهولة مع مليكة و لكن فجأة انفجروا صارخين بحماس لتلتف فيروز بمقعدها المتحرك لتجلس قبالته و تركض مليكة بجانبه وهى تلتصق به ، بحلقوا فيه فنظر لهم بتوتر و لكن ابتسم بذهول من كم الشبه بينهم فضحك بقوة وهو يراهم يقضمون اظافرهم في آن واحد..
فيروز بتساؤل:
– هو ماله ؟
مليكة بتعجب:
– مش عارفة ، انت كويس ؟
صقر بضحك وهو يربت على كتفها:
– كويس اه ، انتوا ازاي شبه بعض كدة
مليكة بأبتسامة واثقة وهى تنظر لفيروز بحب:
– طبعا ، مش بنتي لازم تبقى شبهي ..
ابتسمت فيروز ابتسامة صغيرة وهى تتذكر والدتها فدمعت أعينها ولكنها أرادت عدم إفساد تلك اللحظة المرحة بينهم فضحكت و هزت رأسها بتأييد ..
صقر بأبتسامة:
– انتِ عارفة يا مليكة أن فيروز مشت على رجليها
مليكة بصدمة :
– امتى !!
فيروز بهدوء:
– يوم ما اغم عليكي في اوضتي
مليكة بصدمة وهى تجثوا على ركبتيها أمام فيروز:
– أنتِ ازاي متقوليش ؟؟ مشيتي ازاي
صقر بحماس:
– مشت لحد اوضتي عشان تناديني
مليكة بأبتسامة مرتجفة و أعينها مدمعة:
– احنا كدة نقدر نعمل جلسات طبيعية و تمشي ، انت هترجعي تمشي تاني يا فيروز ..
فيروز بصوت أجش:
– بجد ؟
اومأت لها مليكة ثم احتضنتها بقوة وهى تشعر بالسعادة العارمة تحاوطها فأبتسم صقر و حاوط اثنتيهم بحب كبير وهو يتمنى أن يتم شفاء ابنته بأسرع وقت..
……………………………………………………………
في غرفة عبد التواب..
كانت يجلس في شرفته و يراقب الحديقة كالمعتاد ، فرأى آسر يخرج بغضب و يجلس بعيداً ثم أخرج سيجارته ليشعلها بحدة ، ابتسم بخفة و لكنه انتبه لصوت خطوات زوجته فألتف لها برأسه ليراها تتقدم منه و بيدها قهوته ..
عبد التواب بأبتسامة وهو يأخذ منها الكوب:
– تسلم ايدك يا احلى بطة ، تعالي اتفرجي على الزبون الجديد
فاطمة بأبتسامة وهى تجلس و تنظر للأسفل:
– لا ده زبون من زمان ، من ساعة العيد ميلاد اللي عملهولها
عبد التواب بضحك:
– كان اول واحد يقع
فاطمة بضحك و مرح:
– لالا ، يامن الموكوس اول واحد وقع و سلم نمر ، ازاي عرفت انهم لبعض ! ازاي قدرت تحدد لكل واحد واحدة و عرفت انهم هيحبوا بعض
عبد التواب بهدوء :
– هو في الاول و في الآخر ده نصيبهم ، بس انا تقدري تقولي اتعلمت من اخطائي ، طبعا كنت عايز اقربهم لبعض و مكنش في بالي خالص اني اجوزهم ، بس حسيت أن البيت ناقصه حاجة ، هما عمرهم ما هيقربوا غير لو دخلوا حياة بعض ، شوفت كل واحد ناقصه ايه و كملتهوله
فاطمة بتساؤل:
– ازاي !!
عبد التواب بذكاء وهو يرتشف قهوته :
– يعني عندك يامن مثلا ، ده كان عايز ياخد على دماغه عشان يفوق من اللي هو فيه ، دايما سهر و بنات و خروجات ، ميعرفش يعني ايه مسئولية ، على عكس آسيا اللي اعتمدت على نفسها و صرفت على نفسها و اشتغلت ، يامن كان محتاج يتأدب وانا عطيته اللي تأدبه ، و بالنسبة ليونس فهو كان مغرور ، طبعا بقى دكتور في الجامعة بيحكوا و يتحاكوا بيه اتعود يدي أوامر و يعامل الكل من فوق ، كان لازم ياخد ريتال اعند واحدة فيهم و لسانها مترين ، كان لازم يخفض جناحه شوية و في نفس الوقت هو عرف يحجمها و يروضها
فاطمة بضحكة رائعة:
– فعلا ريتال لسانها قد كدة
عبد التواب بأبتسامة:
– طبعا مش محتاج اقول بدور جوزتها أيان ليه ، هى بتحبه وانا عارف و كمان هو بيساعدها ، هى كان نفسها تبقى حاجة كبيرة و تكمل تعليمها وهو عرف يقنعها و يشجعها و اديكي شوفتي البيه وقع على وشه ازاي
فاطمة بحب:
– كانوا جمال اوي على التليفزيون ، ربنا يحفظهم يا رب
عبد التواب بمرح:
– اما بقى لسيليا فهى اكتر بنت دلوعة شوفتها في حياتي ، كأنها يامن في حالته القديمة ، و محمود اشتكالي من ده ، خايف لو جراله حاجة بعد الشر البنت متعرفش تتصرف ، هى بنته الوحيدة معندوش غيرها خاف عليها و على مامتها جه و طلب مني انزلها الشركة عشان تتعلم و تنشف لكن أنا لقيت طريقة احلى ، آسر !! آسر هو الحل ، هو اكتر واحد عملي و بتاع شغل و توقعت انها كأنثى طبعا هتغير من اللي هى شيفاه ، سكرتيرة و موظفات وهى قاعدة في البيت بتتفرج عليهم وهما بيصحوه و يفطروه ، حتى لو مكانتش بتحبه أنوثتها و كبريائها هيحركوها و ده اللي حصل فعلا ، بس غرور آسر هو الحاجز دلوقتي ، لازم ياخد على دماغه عشان يتحرك
فاطمة بقلق:
– انا خايفة يا عبده يخلص الشهر و سيليا تطلب الطلاق و آسر يكابر
عبد التواب بخبث:
– لا انا هتصرف ، و بالنسبة لصقر و مليكة ، صقر بعد اللي حصله في حياته بقى صخرة متحركة ، مبيحسش ، بقى قاسي حتى على اقرب الناس ، ده مكنش قادر يشوف ابنه حتى !! مكنش بيقعد معانا ، كان لازم نحط نار جمب التلج ، و مليكة قدرت تدوب التلج اللي هو حاطط قلبه فيه ، انا اللي ساعدت فيروز تخرج من المدرسة ، عرفت أن فيه واحد اسمه عبدالله دايما بتقعد معاه و مخلياه يراقب باباها ، جيبته و قعدت معاه و اتفقت أنه يقولها أن صقر بيتجوز و يساعدها تهرب من المدرسة و تيجي على هنا ، كنت عايز مليكة تاخد الصدمة بسرعة ، و كنت عارف ان حنية قلبها لما تعرف هتخليها تكمل ، صقر و فيروز و فادي كانوا محتاجين مليكة ، مليكة كانت هى علاجهم !
فاطمة بفخر وهى تراقبه بكل حب:
– انا فخورة بيك يا عبده ، فخورة بيك أوي ، و هتعمل ايه في موضوع الميراث ده !
عبد التواب بهدوء وهو يكمل ارتشاف قهوته:
– كل واحد حقه مكتوب بأسمه من ساعة ما جم هنا ، و ورث عبد العال و محمد هيروح لعيالهم ، أنتِ عارفة اني حلمت بيهم..! ، كنت دايما احلم بيهم زعلانين مني ، النهاردة حلمت بيهم مبسوطين و اتكلموا معايا و قعدوا يوصوكي على عيالهم ، عبد العال قالي أنه مسامحني و باس ايدي يا فاطمة ، حضنوني !! كنت حاسس بيهم اوي و حاضنهم ، شميت ريحتهم كان وشهم منور
فاطمة بدموع :
– ربنا يرحمهم ، وحشوني اوي يا عبده
عبد التواب بندم وهو يمسك كفها و قد دمعت اعينه:
– سامحيني اني حرمتك و حرمت نفسي منهم ، سامحيني يا فاطمة عشان أنا مش قادرة اسامح نفسي
فاطمة بسرعة و دموعها تنهمر:
– مسامحاك طبعا يا عبده مسامحاك يا حبيبي ، كفاية انك جبتلي احفادي حواليا و محمود في حضني ، ربنا يخليك لينا كلنا
ابتسم لها بحب ثم قبل كفها و تنهد بحرارة ليمسح دمعته الهاربة بسرعة قبل أن تراها فاطمة التي تبتسم بيأس عليه فهى بالطبع رأت تغرغر أعينه بالدموع ولكنها لم تود أن تضايقه..
عبد التواب ليغير مجرى الحديث:
– البت نعمة جهزت شنطنا
فاطمة:
– أيوة خلاص ، مستنيين أيان و بدور و نتحرك
عبد التواب:
– هو مش أيان معاه عربيته ما يروح من برة برة ، يخلص و يتحرك على طول ، كدة كدة بدور مجهزة الشنط بتاعتهم و حطاها في شنطة العربية بتاعت أيان
فاطمة:
– طب خلاص هخلي يامن يبعتلهم رسالة
عبد التواب بضحك:
– لا سيبي يامن فاللي هو فيه
ضحكت فاطمة بقوة وهى تدعي ليامن بالصبر و القوة..
……………………………………………………………
في غرفة يامن..
كان يزفر بغضب و حنق وهو يمسح زجاج الشرفة بغيظ و خلفه تقف آسيا وهى تربط شئ على رأسها و ترفع بنطالها حتى ركبتيها و تشمر عن ساعديها..
آسيا بنفاذ صبر:
– ما تنجز بقالك سنة في الازاز ، يلا عشان هنرفع السرير و تمسح تحته
يامن بحنق وهو يستدير لها :
– لا كدة كتير خلي بالك ، انا تعبت ، و بعدين احنا عندنا ناس بتنضف ايه لزوم ده كله ، و اصلا احنا بنضف ليه !! انا كنت طالع اجهز شنطتي و انزل
آسيا :
– عشان مسافرين ! ايه نسافر و نسيب الشقة معفنة ، لو انت معفن فأنا مش معفنة
يامن بغضب وهو يكمل مهمته:
– صبرني يا رب
زفرت بحنق ثم ذهبت للمرحاض و حملت ذلك الدلو الذي يوجد ماء و مواد كيميائية منظفة ، كانت تسير بحذر و هى تتنفس بصعوبة بسبب ثقله الشديد فرآها يامن و ذهب لها..
يامن بهدوء:
– هاتي
آسيا بضيق و صعوبة:
– لا انا بعرف اشيله
يامن بنفاذ صبر وهو يحاول أخذه من بين يديها:
– يا ستي هاتي أنتِ هتمثلي ده انتِ هتفطسي
آسيا بعناد وهى تتمسك بالدلو بقوة:
– انا قولت لا !!
حاول جذبه بقوة ليفلت من بين يديهم فيسقط على ملابسها ، صرخت من شدة برودة المياه و نظرت له بشر فعاد خطوتين للخلف وهو يسترد لعابه ، تقدمت منه بسرعة كي تنتقم منه لكنها تزحلقت في الماء فكادت أن تسقط أرضاً ولكنها تشبثت به و جذبته إليها فأنزلقت قدمه في الماء ليسقط أرضاً وهى فوقه ، تآوه بتألم وهو يضع كفه فوق رأسه..
آسيا بقلق وهى تتحسس رأسه:
– انت كويس ، اتعورت !!
يامن ببطئ وهو يدرك الموقف و أنها بين أحضانه تماماً:
– أأأ لالا مش كويس ، انا شكل دماغي اتفتحت
آسيا بخضة:
– ايه !!
كادت أن تنهض ولكنه حاوط خصرها بسرعة ليمنعها فنظرت له بعدم فهم و عندما رأت ابتسامته اللعوب تلك فهمت ماذا يحدث ، حاولت النهوض بقوة ولكن لم يسمح لها بالتحرك ..
آسيا بغضب و خجل:
– والله يا يامن لو ما بعدت لأصوت و الم عليك البيت كله
يامن بلامبالاة:
– صوتي
آسيا بحنق :
– انا غلطانة اني دخلتك من باب الأوضة دي ، كنت رميتلك هدومك من البلكونة
يامن بحزن مصتنع:
– واهون عليكى!
لم ترد عليه كانت فقط تحاول النهوض ولكنه كان محكم قبضته عليها فلمعت بأعينها فكرة شيطانية ، استطاع أن يقرأها بسهولة فـ في غضون ثواني كان يدور بها لتصبح هى أسفله و يستطيع تثبيت قدمها..
يامن بأبتسامة:
– قديمة
آسيا بغيظ:
– والله يا يامن لأوريك
يامن بهمس وهو يقترب بوجهه منها:
– وريني
توترت كثيراً و جحظت بأعينها ليتوه في بحرهما و تتوه هى في زيتونتيه ، رفع كفه ليبعد ذلك الشئ الذي تربط به رأسها لتنسدل غرتها بنعومة فيقبل جبهتها ، اغمضت أعينها وهى تتمنى أن يعطيها الله القوة كي لا تستسلم بتلك السهولة ففتحت أعينها مرة أخرى لتراه ينظر لها بحب كبير جعل قلبها ينبض بشدة..
يامن بخفوت وهو يربت على شعرها:
– وحشتيني اوي يا آسيا ، وحشني لماضتك و رخامتك و صحيانك بدري و ازعاجك ليا ، وحشني مرواحنا الشركة سوا و هزارنا في العربية و الاغاني الغريبة اللي بتسمعهالي ، ازاي قادرة تبعدي عني كل ده
آسيا بصوت مبحوح و قد دمعت أعينها:
– ليه عملت كدة ! ، ازاي قدرت تخوني ، انا كنت بدأت آآ
لم تستطع اكمال جملتها لتغلق أعينها بسرعة و تجهش بالبكاء فأبتعد عنها و امسك كتفيها ليجلسها ..
يامن بسرعة وهو يحاوط وجهها بكفيه:
– والله ما خونتك ، انا عارف اني زبالة بس والله ما خونتك ، انا عمري ما اخون يا آسيا ، دي هى جات عندي و قالتلي انك مش خارجة معاها ، فضلت قاعدة جمبي وانا معرفتش أعمل ايه ، لحد ما سمعت صوت خطواتك بتقرب لسة هقوم لقيتها بتعمل اللي عملته ده ، والله انا مظلوم
آسيا بصوت عالي كالأطفال من وسط بكائها:
– كان المفروض تكرشها برة اول ما دخلت
يامن بأبتسامة :
– عندك حق ، انا اسف ، عشان خاطري كفاية بطلي عياط ، خلاص كل اللي انت عايزاه هعملهولك ، مش أنتِ عايزة تطلقي !
صمتت فجأة و هدأت نوبتها لتفتح أعينها و تنظر له بصمت ، كان قلبه يرتجف وهو يرى نظراتها تلك ، هل فعلا ستريد الانفصال عنه !! أما هى فكانت تنظر له بحيرة ، هى تصدقه ولكن قلبها يؤلمها بشدة و كرامتها تأن بغضب ، زفرت بهدوء كي تستطيع التحكم بدقات قلبها فحمحمت قبل أن تعيد أعينها له..
آسيا بتوتر و خجل:
– هقولك قراري النهائي بعد ما نرجع من السفر
ثم وقفت بسرعة و ركضت للمرحاض لينظر في أثرها بصدمة تبعها ضحكة قوية ليقف بحماس و يذهب ليمسح زجاج الشرفات بصدر رحب وهو يدندن بحب و سعادة..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج بالإكراه)
..
…
**
—
…..