رواية حكايات سنفورة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم روان رمضان
رواية حكايات سنفورة الجزء السابع والعشرون
رواية حكايات سنفورة البارت السابع والعشرون
رواية حكايات سنفورة الحلقة السابعة والعشرون
اقترب زين منها لكى يحتضنها وهو يظنها أخته، فى الوقت ذاته التى أتت بيه “ياسمين”
إبتعدت روان عنه مسرعه مجرد أن وضع يده على كتفها وهى تنتفض بعنف ولم تتوقع رد فعله، نظر لها زين بتعجب
“زين… بتعمل اى” تحدثت ياسمين بإستغراب شديد من رد فعله، هل كان سيحتضن روان منذ قليل!؟
“ياسمين…” نطقها زين بصدمه وهو يمعن النظر بها ثم اكمل”لما انتِ هنا… امال مين دي”
أعاد زين بصره مره اخرى
تجاه تلك الواقفه امامه ولم تنطق حرف حتى توسعت عيناه بصدمه وهو يردف
“روااان!!!؟”
ظل زين ينظر لها بصدمه،هل الواقفه امامه هي نفسها روان إبنه عمه!! تلك الفتاه الطائشه والتى كانت تبغض أن يعلق أحد فقط على ملابسها قد مٌن الله عليها بإرتداء النقاب!!
عند هذا الحد توقف عقله عن التفكير وقلبه يخفق بشده
ظل ينظر إليها وهو يشعر بشعور غريب، هل عادت روان الصغيره إليه مره آخرى، شعرت روان بنظراته نحوها حتى أخفضت بصرها بخجل
أشاح زين بصرها عنها ثم رحل ولم ينطق بحرف
دخل المنزل وبداخله مشاعر عديده، يشعر وكأنه أسعد شخص بالعالم، هاهي صغيرته بدأت للتقرب من الله مره اخرى منذ أن كان يُعلمها وهى معه، أخذ يستغفر ربه على عدم غض بصره، مهما كان الامر ليس مبررا أن يطيل النظر إليها
صلى ركعتين توبه لله بسبب إطلاق بصره وأخذ يستغفر ربه وهو يعاهد نفسه على عدم النظر إليها مره اخرى إلى أن تُصبح من نصيبه، ثم صلى ركعتين شكر لله، فقد أستجاب الله لدعواته الدائمه بأن يهديها،
(عايزه اقولكم حاجه، زين غلط طبعا لما نظر لروان، لكنه برضو مش مثالى ولا ملاك ومعصوم من الغلط لان كلنا بنغلط، بس الفرق إن زين ادرك غلطه واستغفر وتاب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له… طب مش ناويين تتوبوا زى زين ع اى ذنب عملتوه؟!)
أما عند روان، كانت تشعر بالتوتر من قرب زين لها، تعجبت حالها، لمَ خافت أن يلمسها شخص حتى ولو كان زين دام أنه ليس من محارمها؟ إن كانت روان القديمه لم تكن لتبالى بالامر، أما الآن تشعر بالسعاده لتغيرها هكذا
دلفت للداخل لتجد عمر أمامها، هرولت وهي تحتضنه بسعاده
“ميين… ياما… ابعدي عني يا ست انتِ”
“ست ف عينك يا أعمى… انا روان” نظر لها الاخير بصدمه من هذا الذى ترتديه
“اى اللي عاملاه فى نفسك دا..!؟
” مالى ياخويا عامله اى… لبست النقاب، دا بدل ما تباركلى… وياسمين كمان لبست معايا”
“الله… دي كملت بقى” شعر عمر بالضيق بسبب إرتداء ياسمين للنقاب، هكذا يصعب الوصول إليها أكثر، هو بعيد كل البعد وهى تقترب أكثر، والاهم كيف سيرها وجهها بعد الان؟
“انا توقعت انك هتفرحلى، يعني خطوه النقاب صعبه ومش اى حد يقدر ياخدها، كفايه كلام الناس اللي بيفضلوا يقولوا مش هتتجوزوا بسبب النقاب، ميعرفوش إن عمر رزق ما يمنع رزق”
“لحظه اى علاقه الجواز بالنقاب”
“انه شايفه انه ملوش علاقه، بس هم بيقولوا قال يعني محدش هيشوفنا كدا، عشان كدا محدش هيتقدملنا”
“بجد.. يعني كدا محدش هيتقدملها” أردف عمر بفرحه عارمه وهو يشد روان لأحضانه بمزاح
نظرت له الاخرى بريبه وهى تجيبه”هي مين دي اللي محدش هيتقدملها”
“مش مهم خليكي بس انتِ هنا، هروح اجبلنا شويه تسالى واجى فرحيه بالنقاب”
هرول عمر ولم يعطي لها فرصه، نظرت روان فى اثره بتعجب”الواد باينه اتجنن”
خرج عمر لمحل البقاله ثم اشترى بعض الاشياء التى تحبها روان، ثم تذكر شيء هام كان سينساه
“لو سمحت عايز لبن ناديه” نطقها عمر بفرحه لكونه تذكر هذه المره، فهو يريد أن يشرب هذا اللبن الذى قد سمع عنه ولكنه في كل مره ينسى، هاهو تذكر
نظر له الرجل بغضب ثم تحدث بصرامه وغلظه بلكنه صعيديه
“وانت عايز اى من مرتى!؟”
“لا بقولك عايز لبن ناديه” أعاد عمر سؤاله مجددا وهو يُجيبه بتوتر
“بتعيدها تاني جِدامى” خرجت فى هذه اللحظه ناديه
“داخرى جوه يا مره… وانت بقى تعالالي” تحدث الرجل وهو يمسك بعصا ويقترب من عمر بغضب والذى تركه وأخذ يهرول والرجل خلفه
“خلاص مش عايز لبن نادي، هاتلى ذباااادو… منكم لله يا بتوع السوشال ميديا”
اما عن روان دلفت وهى تنادى والدتها بسعاده شديده
وهي مشتاقه لرد فعلها، خرجت والدتها ثم نظرت لها بضيق وعن رضا
“اى اللي انتِ لابساه دا!” إنطفئت فرحتها وبهت وجهها، اقرب شخص لها والمفترض الداعم لها لم تشجعها، بل وتفرضه ايضا
“اى يا ماما دا، بدل ما تشجعيني”
“اشجعك على اى، انتِ لسه صغيره وانا مش راضيه عنه”
“وانا لبسته خلاص يا ماما مش هخلعه” تركت والدتها ودلفت حجرتها وهى تبكى
فى الوقت ذاته التى كان اهل ياسمين يحتفلون بها لارتدائها النقاب وهم يُباركون ليها ويشجعوها، كانت تشعر بالسعاده الشديده لذلك
(عايزه اقول حاجه مهمه جدا، اللي حصل مع روان بيحصل مع اغلبنا، بس تفتكروا اجر ياسمين زي روان؟ رغم إن الاتنين لبسوا زي بعض، ولكن جهاد روان أصعب، لان ياسمين اهلها ملتزمين وشجعوها وهم سبب كبير لالتزامها، على عكس روان اللي محدش كان بينصحها ووالدتها غضبت عليها بسببه، تفتكروا هيكونوا نفس الاجر؟
#__________روان_الحاكم__________
“انا هكتب كتابي على حور بكره” تحدث ليث امام الجميع
بعدما اتى والده
“وهو دا وقته يابنى” أجابه والد حور بعدما طال الصمت
“ليث معاه حق يا محمد….حور هتكون فى امان اكتر لما تكون على ذمته ومحدش هيقدر يتعرضلها تاني”
صمت والدها يفكر فى الامر، والد ليث محق، ستكون هكذا فى امان أكثر ولكنه لا يريد الضغط عليها
“لما اشوف رأى حور الاول مقدرش اجبرها على حاجه… رأيك اى يا بنتي؟”
“اى حضرتك تشوفه يا بابا أعمله… عن اذنكم هدخل ارتاح شويه”
وقفت حور ولكنها شعرت بالدوار، اقتربت منها رغد وقامت بمساعدتها حتى دلفت لحجرتها، جلست حور على السرير ثم طلبت من رغد تركها بمفردها بعض الوقت، حين رفضت رغد تركها أصرت عليها حتي جعلتها تغادر
خرجت رغد من الحجره، تحاملت على ذاتها ونزلت ثيابها ثم توضأت وإرتدت إسدالها وشرعت فى الصلاه، كانت تشعر بالاجهاد الشديد وغير قادره على الوقفه، ولكنها ضغطت على نفسها وظلت تصلى وهي واقفه
حتى سجدت، وهنا اجهشت فى بكاء مرير، كم من آلم التى تحملته فى تلك اللحظه العصيبه، ما حدث معها اشبه بمعجزه، منذ أن وضعها ياسر فى سيارته، كانت تعلم أن لا مفر منه، ولكنها كانت تثق أن الله سينجيها منه، لم يتوقف لسانها عن الذكر، لم تفكر فى امر إختناقها، ولا ماذا سيفغل لها، بل كل ما تذكرته أمر سيدنا يونس حينما كان فى بطن الحوت، من أنقذ يونس من بطن الحوت قادر على إنقاذها
إن الله عند حسن ظن عبده بيه، كانت تذكر الله بكل حواسها ولم تفكر سوى فى شيء واحد، أن الله سينقذها كما يفعل معها دائما
ماذا عنك انت عزيزي؟ الم توكل امورك وهمومك لله عز وچل، من اخرج يونس من بطن الحوت بقادر على إخراجك من كربك
انتهت حور من صلاتها بعدما صلت ركعتين شكر لله، دلفت بعدها رغد وهى تقول بمرح
“ودلوقتي تحكيلي كل اللي حصل معاكي من اول ما خطفك اللي ما يتسمى دا لحد ما أنقذك اللي ما يتسمى التاني”
ضحكت حور على طريقه حديثها
“انتِ محدش عاجبك خالص كدا يا رغد”
“اقول اى… انتِ اللي زيك تتجوز شيخ… امام مسجد.. اما يتخانق عليكي اتنين زي ليث وياسر جديده دي”
ضحكت حور من اخرى على مزاحها، رغد معها حق، فحور دائما ما تقول بأنها لن توافق إلا على إمام مسجد ”
“محدش عارف النصيب فين…انا اه لحد دلوقتي مش موافقه على ليث، ولا عايزاه… لكن برضو انا واثقه فى إختيار ربنا ليا، انا من يوم ما ليث اتقدملى وانا بصلى إستخاره”
“طب وبعد ما تصليها، بتحلمى ب اى ولا بتحسى بتحسى ب اى”
“الإستخاره يا رغد مش معناها أحس بحاجه او أحلم بحاجه، الاستخاره هى إني بستخير ربنا فى امر ليا
بدعيه لو خير يهيئه ليا، ولو شر يبعده عنى…ودا بيخليني مرتاحه حتى لو مش عايزه الموضوع، لاني ببقى واثقه فى إختيار ربنا ليا
لكن مش هكدب واقول اني ببقى فرحانه، لأ ببقى زعلانه لانه امر طبيعي منا بشر ومن حقى ازعل، لكن زعلى حاجه عشان دا مش ب ايدي وإني اكون راضيه حاجه تانيه،
انا راضيه عشان عارفه انه الخير ليا، لكن ميمنعش اني اكون حزينه لانه أمر غصب عني”
اخذت رغد تُفكر فى حديثها وهى تتذكر اهلها، هي بالفعل راضيه، ولكنها تشعر بالحزن لأجلهم، كم تشتاق لهم
“طب انا عايزه اسالك سؤال، اى رأيك فى شغل النساء؟”
أخذت حور نفس عميق وذفرت بهدوء وهى تُجيبها
“بصى موضوع الشغل بالنسبالى انا لأ، يمكن ليا رأى غريب شويه، بس انا ليه اطلع اتبهدل واتحمل ضغط الشغل وارجع تعبانه واهمل بيتي وعيالي،
عيالي وزوجي اولى بالوقت اللي هقضيه فى شغلى
انا حاليا بشتغل لاني محتاجه للشغل،لكن لو كان حالى متيسر،الوقت دا افضل كنت اقضيه فى علم شرعى،أحفظ الاطفال قرآن،أقر كتب، اتعلم ازاي اكون زوجه صالحه وأم صالحه تعرف تربي اولادها تربيه كويسه
فيه حاجات كتير اوي اولى اني اعملها فى سنى دا
اعليهم دينهم واحفظهم قرآن، اقعد اصنع ليهم اكل وحلويات واهتم بيهم، دا فى حال إن زوجي حاله متيسر
” طب وطالما انتِ مش هتشتغلى… بتتعلمي ليه من الاول”
“عشان العلم ضرورى يا رغد، ربنا أمرنا نتعلم، وبعدين العلم هيفيدني فى حياتي أنا، ووقت ما احب اشتغل اعرف، انا مش عايزه لكن ممكن الظروف تفرض عليا زي زوجي لقدر الله يتوفى او يمرض، وقتها أقدر اشتغل عشان اساعدهم ومحتاجش لحد
ولكن دا ميمنعش إن فى حاجات كتير اوي لازم النساء تشتغل فيها، زي الطبيبه لان انا ك حور لو عايزه اكشف لو هموت مش هكشف عند دكتور وواحد غريب يلمسنى، عارفه انه حلال مدام للضرورى، بس دا طبعا لو مفيش طبيبه”
“بصراحه انا مش معاكي فى كلامك، شايفه انه افضل البنت تعمل لنفسها كيان وشخصيه، ومش هتعرف تعمل دول غير لما تشتغل، تصرف على نفسها وتجيب لنفسها اللي هي عايزاه ومتحجتش لحد، كفايه أنها هتتعلم حاجات كتير اوي وتكتسب صفات وهتبقى قويه وليها كلمه، الرجاله فى زمنا دا ملهمش أمان يا حور لازم تبقى ناجحه فى حياتك”
“كل واحد وليه رأى، وانا نجاحي إني انجب ذريه صالحه اربيهم على قال الله وقال الرسول، أعيش فى هدوء وحياه بسيطه، وهي دي السعاده بالنسبالى
وعايزه اقولك على حاجه جميله جدا
لو الزوج أو الزوجة أو الأولاد في درجات مختلفة من الجنة إيه اللي هيحصل ؟
ازاي هيتجمعوا مع بعض ؟
” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ”
قال ابن كثير أي : ساوينا بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل ، فساويناه بكثير العمل تفضلا منا ومنة
و هنا نعرف قيمة الزوج الصالح و الزوجة الصالحة و الأولاد الصالحين ❤️
و إن زي ما بنكون حريصين على أمر أزواجنا و أولادنا بالمعروف و نهيهم عن المنكر ، نكون كذلك أكثر حرصا على عملنا الصالح و المسارعة فيه و الاستزادة منه لعل الله يلحقهم بنا في جنات النعيم ❤️
“ربنا يرزقنا الجنه يارب
يلا نرن على روان وياسمين ونعرفهم إن بكره كتب الكتاب عشان ميزعلوش”
“ايوه كويس إنك فكرتيني”
قاموا بالإتصال عليهم وإخبارهم بالامر بشكل سريع كما فعل ليث من بعض اصدقائه، ثم قام بالاتصال بزين وأصدقائه ودعوتهم
#______روان_الحاكم________
اتى صباح جديد منهم من ذهب لعمله ومنهم من ذهب لدراسته، كان زين جالسا فى المسجد ينتظر إقامه الصلاه
وجد شاب يجلس جواره وهو يتحدث معه
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازيك يا شيخ زين”
“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… الحمد لله فى زحام من النعم”
“ربنا يديمها عليك ويثبتك ونكون ربعك بس” تحدث الشاب بمزاح ولكن نبرته صادقه، شعر زين بالخجل كيفه يراه الناس، وهو يخطىء مثلهم لولا ستر الله له 💔
يظنه الجميع لا يخطأ وياخذونه قدوه،
“لو أغتبت حد اعمل اى”
“*لو اغتبت حد ف مرة خليك عارف ان فيه حاجة اسمها القنطرة ودي اللي بيتجمع فيها الخصوم أمام الله عزّ وجل ، ووقتها ربنا بيخلص حقوق الناس من بعضها يأما يسامحك الشخص اللي اغتبته .. يأما ياخد من حسناتك*
*ف خلي دايما الدعاء ده على لسانك وفي كل صلاة*
*” اللهم اغفر لي ولمنَ اغتبته ولمنَ اغتابني واعفُ عني وعنه يا الله “*
*عايز تبعد عن الغيبة والنميمة ؟*
*” ردد دايما : اللهم اجعل كتابي في عليين واحفظ لساني عن العالمين “*
*ومتقولش انا عمري ما جبت سيرة حد ، لان الشيطان بيغوينا كلنا وبيخلينا نعمل كدة حتى لو بهزار :”*
*الدعاء ده لو كل الناس قالته هيعم السلام بنا ، وهنكون كلنا مسامحين بعض يوم القيامة وبندعي لبعض💚”
شكره الشاب بشده ورحل، انتهي زين ثم غادر لكى يلحق
ليث بعدما اخبر الشباب
اما عن روان وياسمين فقد ذهبا مبكرا لحور بعدما انتهوا من دراستهم
اتى ميعاد كتب الكتاب ، كان زين يقف وهو ينتظر بفارغ الصبر وحور تشعر ببعض التوتر وحولها بعض الفتايات
والشباب فى الخارج مع ليث يهنئونه
كان الماذون سيهم لبدء مراسم العقد حتى اوقفه آخر شخص يتمنى ليث أن يراه الان
قطع عليهم وهو يقترب من ليث ويردف
“بقى انت هنا بتتجوز… وسايب… سايب أخوك محبوس!!”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)