رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثلاثون 30 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الثلاثون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الثلاثون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الثلاثون
لن أنسى إنك اجبرتني أن أرحل عنك.. فمنذ رحيلي وابتعادي اصبحت حياتي والظلام كشيئا واحدا
❈-❈-❈
عند جاسر وجواد
– اسمع دلوقتي عمك صهيب شايف جواد بيضحك على جنى.. ومهما نقوله مش هيسمع مننا.. فاحنا هنضرب عصفورين بحجر واحد إزاي
هتوافق على جنى قدام الكل.. منها نعرف إن جواد بيحب جنى فعلا وهيحارب عشانها ماهو لو بيحبها حق وحقيقي هيعمل كل اللي يقدر عليه عشان يرجعها.. ودا هيثبت لصهيب إن جواد بيحب جنى فعلا
زفر جاسر وتسائل
– طيب وعمتي يابابا هتسكت.. حضرتك نسيت تقى وعز وجواد وربى
مسح جواد على وجهه بعنف وتحدث قائلا
– اهو اللي مخوفني ردود عمتك.. المهم اعمل زي ماقولتلك نهدي عمك صهيب ونقنعه ان الولد بيحب البنت.
نهض جاسر واومأ برأسه لوالده قائلا
– لو الموضوع انقلب عليا متزعلش مني.. جنى اختي وعمري ماهفكر فيها غير كدا
توقف جواد بمقابلته ينظر لمقلتيه
– لسة البنت في دماغك ياجاسر؟
بهدوء مخيف وبتروي مدروس سأل بها جواد
مط شفتيه بحزن ونظر للأسفل وتحدث بنبرة حزينة:
– اسمها في قلبك وعقلك يابابا مش في عقلك بس.. آسف يابابا.. حضرتك علمتنا منخبيش عنك حاجة حتى لو مشاعرنا
تنهد بقلبا يأن وجعا وتحرق أحشائه بنيران الغدر.. لا يعلم ايعشقها أم يكرهها.. يشتاقها ام ينفرها.. ولكن هناك حقيقة واحدة
إن دقاته لا تتوقف عن النبض بإسمها.. اتجه ببصره لوالده وتحدث:
حاولت أنساها والله يابابا وزي ماحضرتك قولت انها متنفعناش.. لكن قولي حضرتك عندك حل في دا…. أقترب جواد يضمه ويمسد على ظهره ورسم ابتسامة زائفة على وجهه وتحدث قائلا:
– طول عمرك أهبل ومالكش في جنس الحريم يلآ ايه اللي حصل خلاك توقع كدا
تنفس بهدوء وشعور الراحة يتملك منه وهو بحضن والده يريد أن يبوح ما يؤلم صدره.. فهل حقا والده سيشفع لحديثه أم أنه سيراه ضعيفا وأنها تحكمت بقلبه والقت به في غيبات الجب
أخرجه جواد عندما وجد صمته ونظر لمقلتيه وتحدث مسترسلا
– تعرف ياجاسر إنك شبه عمك سيف كتير.. على طول متهور بقرارتك مش حكيم ومتزن.. مش هنكر إننا قدام القلب بنضعف وبيتحكم فينا.. لكن متنساش عندنا عقل ياحبيبي يعرفنا الصح من الغلط
حاول استنشاق كمية من الأكسجين واكمل
– البنت اتجوزت من غير ماتعرف.. كتبوا كتابها وهي عندها ستاشر سنة معرفتش غير قبل ماتهرب بأسبوع.. وعايز أريح قلبك البنت فعلا كانت هربانة عشان غصبوها على مدحت العتال اخو حياة مرات باسم.. لكن موضوع اتفاقها مع حياة دا انا معرفتوش
انتفض قلبه من مكانه وباتت دقاته في التفاني
– افهم من كلامك دا إيه يابابا
أخذ نفسا عميقا ثم
صفعه بخفة على خديه وابتسم تلقائيا عندما وجد فرحة عينان ولده
– معناته إني مبحبش أظلم يابني حد.. اه البنت من عيلة قذرة لكن مفيش حد بيختار أهله.. وأنا مش ناسيك ياحبيبي أنا بدور وراها وبحاول أعرف حياتها في بيت عمها في الخمس سنين اللي قعدتهم..وأكمل باستحسان وإشادة
– ولسة بعرف فلو البنت طلعت محترمة فعلا وحاولت تدافع عن نفسها زي ماحياة عملت معنديش مانع المهم عندي تكون سعيد ياجاسر
ألقى جاسر نفسه بحضن والده يضمه بقوة وهو يقهقه بصوتا مرتفع
– ربنا يخليلك ليا ياحبيب قلبي وميحرمنيش منك ابدا
قبل جواد رأسه وتحدث مازحا
– طيب يلآ وريني جمال خطوتك وابعتلي غزالتي
تراقص جاسر بحواجبه مردفا:
– ايوة ياعم هبعتلك الحتة الطرية تنعنش قلبك
جحظت عين جواد من حديث ابنه واستشاط داخله يرمقه بنظرات تحذيرية
– أمشي يلآ مش عايز اسمع صوتك في الأوضة دي
❈-❈-❈
توقف بيجاد أمام جواد ينظر بغضب.. يكاد تخرج مقلتيه من عينيه ثم أردف:
– بلاش تستفزني لو سمحت.. مراتي فين، رجعت وملقتهاش،، لقيتها سايبة رسالة هبلة،، وأكيد قعدتك كدا وبرودك اللي بستفزني يبقى حضرتك ورا مشيها
لم تتحرك عضلة من وجهه جواد وظل على نفس حالته جالسا ينظر للطعام الملقى على الأرضية.. نهض جاسر واتجه لبيجاد
– هو إيه اللي حصل خلى غنى تمشي.. وليه بابا هيساعدها.. وهو عارف إنك بتحبها
لم يهتم بيجاد لحديث جاسر اتجه
وجلس بيجاد أمام جواد على عقيبه ونظر لعيناه..
– عمو جواد الكلام اللي سمعته مش حقيقي.. ولو عملتوا مليون تحليل أنا مقتنع مليون المية الولد مش ابني..
تعالت أنفاسه الهادرة بسبب حديثه الغاضب
هو محدش عايز يفهمني إيه الموضوع ليه.. قالها جاسر بغضب
نهضت غزل عندما وجدت صمت جواد.. ومحاولة سيطرته على أعصابه حتى لا يغضب بيجاد…ورسم قناع بارد فوق ملامحه كي لايعكس الغليان القابع بصدره فاتجهت إلى بيجاد
– بيجاد تعالى معايا عايزة اتكلم معاك شوية
أطبق بيجاد جفنيه في محاولة للسيطرة على نوبة الغضب التي أصابته من برود جواد وجهله له
تنهد بألما واعتدل واقفا ينظر لغزل
– مفيش داعي ياطنط غزل لكلام حضرتك.. لكن عايز أقول حاجة:
محدش يزعل من اللي هعمله بعد كدا..
رمق جواد بنظرات حادة وأكمل بعيونا غاضبة
– هطلع على القسم وأبلغ عن غياب مراتي ومش بس كدا.. هنزل صورها في كل شبكات التواصل الإجتماعي.. هعمل كل اللي أقدر عليه حتى لو وصل بيا الأمر أدخل لوزير الداخليه بنفسه
صمت مقتولا على الجميع بعد حديث بيجاد الذي اخرج جواد عن صمته
اخيرا قطع صمته ونهض يناظره بحدة ولم يشعر بذراعه الذي رفع على أشده هاويا على وجهه بصفعه قوية جعلته يترنح بوقفته
صدمة اذهلت غزل وجاسر مما فعله جواد
وضعت غزل كفيها على فمها من الصدمة تهز رأسها بهسترية وأسرعت تقف امام جواد وصاحت بصوتا مرتفع تدفعه بعيدا عندما وجدت نظرات الغضب تتملك منه
– جواد ايه اللي عملته دا.. هو بيقول اي كلام وخلاص
وقف بيجاد مذهولا للحظات يستوعب ما صار.. ثم رفع نظره لجواد الذي أشار بسبابته وتحدث بصوتا كفحيح افعى
– القلم دا كان المفروض تاخده من أول مرة غلطت فيها.. لما روحت اتجوزت غنى من غير ماتعرفني.. دفع غزل من أمامه ووصل لبيجاد الذي يقف عاجزا
امسكه جواد من تلابيبه وصاح بصوتا صاخب:
– كان المفروض اكسرلك دماغك لما رحت وكتبت على بنت عمتك وبنتي على ذمتك وجاي تعرفني بعد ماعملتها
صرخت غزل وهي تهز رأسها غير مستوعبه مااستمعت إليه
لكمه بصدره وأكمل:
– كان المفروض اكسرلك دماغك لما روحت دفنت عمتي والدكتورة ومنال من غير ماترجعلي.. لا وياريت وقفت على كدا روحت وبكل غباء سلمت تهاني وطارق وأمل للشرطة من غير ماتعرفني
صفعة أخرى من جواد على خديه الآخر
– ودا عشان كسرت بنتي وخلتها تتمنى الموت من كلمات بنت عمتك السامة اللي خلتها تنهار في عز مرضها
صرخت غزل تبعده عن بيجاد وصاحت بغضب
– جواد اتجننت كفاية انت مش شايف حالته.. دفعها جواد واكمل وهو يهزه بعنف
– وبعد دا كله تيجي واحدة ماتساوش مليم في سوق الستات توقف قدام بنتي وتقولها سوري ياغنى لكن بيجاد يستاهل يكون اب واب حنين كمان
لكم جواد صدره وتحدث بغضب وهو يشير على قلبه:
– عايز تعرف أنا حسيت بإيه وبنتي بتكلمني وتعيط وتقولي.. أنا هفضل ست ناقصة في نظر الكل يابابا.. عايز تعرف النار اللي ولعت في صدري ومعرفتش اطفيها وهي بتقولي أنا راضية بنصيبي اللي ربنا كاتبه لي مايمكن أن ربنا محبنيش عشان كدا عايز يحرمني من أجمل شعور للست.. تحرك ووقف ينظر لمقلتيه وأكمل بغضب:
– مين اللي عرف البنت أن بنتي مريضة ونسبة الأنجاب عندها تكاد معدومة
اتجه سريعا يرمق غزل بنظراته الغاضبة
– وبعدين مين اللي قال لغنى اصلا.. هي الدكتورة قالت نسبة ضعيفة بسبب الكيماوي لكن مفيش حاجة اسمها مستحيلة
استدار ينظر لبيجاد ثم وزع نظراته على الطعام الملقى على الأرض
– عايز اعرف دا يرضي مين اللي اترمى على الأرض… رفع بصره وأكمل
– صدقني يابيجاد لولا غنى وصتني عليك..ولولا نظرات الحب اللي شايفها بعينك، كنت دفنتك مكانك.. ودلوقتي مراتك معدتش عايزاك.. روح شوف الولد اللي أبوك أول ماشافه رمى بنتي وكأنها معندهاش مشاعر وأخده هو وأمه يقعدوا في بيته.. بنتي هعرف أداوي جراحها ماهي عدت بأكتر من كدا ولسة واقفة على رجلها
ونصيحة مني ياابني هقولهالك
إياك ودموع المرأة فدموعها نيران بتكوي قلبها….وخاف من اللي الست بتحبه أوي وبعد كدا تكره.. بتتحول لمارد مستحيل تقدر تطفي لهيبه… وآه ممكن مياه البحار والمحيطات تجف ولكن لا تستطيع ان تجفف دموع أمرأة خذلها حبيبها
نظر بيجاد إليه وهنا لم يستطع التماسك وانسدلت دموعه وكأنه بكابوسا سيطيح به بنفقا .. وكأن الأرض تزلزلت من تحت قدمه من حديث جواد.. حقا لقد عانت كل هذا وهي بأحضانه.. حقا تمزق قلبها وشعرت بإنتقاصها وهي تحاول إسعاده
ضغط على قبضته وتحدث ناطقا بصوت ضعيف
– أنا معرفش مين عرفها بموضوع مرض غنى.. ولا بموضوع حملها… أما موضوع جوازي منها كنت مضطر وقتها وحكت لك كل حاجة وقتها.. موضوع ماسة لولا موت الولد عمري ماكنت أفكر اوجع قلبها وشرطت على عمتي محدش هيعرف.. صدقيني ياعمو مكنتش متوقع إن ماسة هتكون بالحقارة دي
ابتلع ريقه وهو يوزع نظراته بينهما وصاح بصوتا جهوري
– كنتوا عايزيني أسكت على أشجان ومنال وأحلام بعد اللي عملوه فيها.. أنا شوفتها قد إيه اتألمت وماتت في ايدي كذا مرة.. حبيت اموتهم واعذبهم واقهرهم زي ماقهرونا.. عملت كدا لما شوفت حضرتك مش مبالي وكأنهم معملوش حاجة
تحرك ووقف أمامه
عبره حارة سقطت من جفنيه كانت أفصح وأبلغ من أي كلمات وهو ينظر لجواد
– بنتك مش مجرد زوجة وبس عايز أقولك انها النفس اللي بتنفسه.. ومستحيل اتخلى عنها حتى لو هخسر الكل
وقف جواد وهو يحاول أن يتحلى بالجلد والصمود.. فخرج صوته معبأ بالألم
– أنا عارف قسيت عليك ومكنش المفروض اضربك.. لكن انت اللي وصلتني لكدا
ضم وجهه بين راحتيه
– ربنا اعلم أنا بحبك زي ولادي.. ومنكرش بعشقك لبنتي وأنا كنت رافض اللي عملته في الأول عشان قلبك دا مايتوجعش.. لكن ياحبيبي الفراق ليكم احسن وعلى رأيها
– حياتك كلها ألغاز يابيجاد… غنى بنت رقيقة مش هتستحمل وجع تاني
مسح على وجنتيه وأكمل
– بلاش نخسر بعض ياحبيبي ولو غنى عايزاك هترجعلك متخافش
رجع بيجاد خطوتين للخلف وهو يهز رأسه رافضا حديثه
– وأنا بقول لحضرتك الولد مش ابني ياعمو ومفيش حل غير، إنها ترجع وبس متخلنيش أوصل لحلول متعجبكش
رفع جواد نظره إليه وتلك النظرة التي التمعت بعيني بيجاد وتهديده الصريح شكل بعقله رفضه القاطع للوصول إليها
عرف جواد حينها أنه لا يصمت لانه لا يعرف المستحيل ولا يقبل الرفض
شعر بأنين عشقه الظاهر بأفعاله.. رمقه بنظرات غاضبة قائلا بخفوت مسموع إليه
– أتمنى يابيجاد متغلطش… وتعمل حاجة غبية، وزي ماغنى قالت لك سبها لحد ماتعرف تاخد قرار
في المزرعة قبل ساعات
انتظرت فيروز رد جاسر على رسالتها ولكنه لم يفتح رسالتها حتى
قبضت على الفراش بقبضتها تحاول منع دموعها من أن تفر بعيناها ولكن علقت بأهدابها وشعرت بثقل رموشها كثقل الواقع الذي يقذفها باليم في ليل دامس
استمعت لصوت تأوه حياة بالخارج.. خرجت سريعا تبحث بنظرها.. وجدتها تجلس على درجات السلم وتمسك أحشائها وتبكي بصمت
هرولت إليها عندما وجدتها بتلك الحالة
– حياة مالك إيه اللي حصل؟
كزت حياة على شفتيها بعنف محاولة إمتصاص ألمها
– فيروز وديني لدكتور بسرعة.. بطني بتتقطع.. آه صاحت بها بعنف وبكت بنشيج
-” فيروز ابني “.. أسرعت فيروز تضع شيئا على خصلاتها وأسندتها متجة للسيارة التي تركن بجانب المنزل.. غافلة عن ملابسها التي ترتديها التي كانت عبارة عن ترنج منزلي ضيق وبنطاله يصل لتحت الركبة بشيئا بسيط
رآهما باسم من النافذة وهي تسند حياة وتضعها بالسيارة وتنادي على السائق
– عايزين نروح للدكتور بسرعة يامنير.. قالتها فيروز مرتبكة عندما صرخت حياة من الألم
أمسك منير ليتصل بباسم
– هكلم الباشا الأول.. كان مازال يراقبهم من الأعلى ورغم تلك الغصة المتحكمة بقلبه بسبب انتقامه ودفعه لها حتى سقطت دون رحمة كي يلملم جراح رجولته
إلا أنه شعر بنيران تلهب صدره بسبب حالتها المتوعجة التي رآها بها
– ايوة يامنير… قالها باسم وهو ينظر إليهما
– مدام حياة تعبانة وعايزة تروح للدكتور
– وديها وخليك معاها واعرف عندها إيه.. قالها باسم دون حديث آخر
ظل يراقب تحرك السيارة إلى إن اختفت من أمامه
❈-❈-❈
عند ربى وعز
بعد فترة جلسوا سويا لتناول طعام الإفطار بمطعم بالقرب من ذاك الشاليه الذي يقضون به وقتهم الممتع
جذبها وأتجه سريعا للبحر وضحك بصخب عليها
– ياجبانة.. والله لتنزلي البحر ياروبي ومش هتكلم تاني
تراجعت للخلف تحاول الخلاص من قبضته
– وحياتي يازيزو بلاش الموج عالي أوي وأنا خايفة..
قام بحملها وهرول سريعا عندما وجدها تهز ساقيها بقوة حتى تسقط من بين ذراعيه.. ولكن قبضته كانت أقوى من محاولاتها الواهية.. ظل يتحرك بها إلى أن وصل مسافة تبعد عن الشاطئ ليست بقليلة.. أنزلها بهدوء وهو يحاوط خصرها ويضحك على طفولتها
قرص وجنتيها وتحدث
– عايز أعرف خايفة من إيه وإنتِ بتعومي كويس..وحبيبك معاكي..نفسي اعوم وانتِ جنبي ياحبي..اقترب يهمس لها
إيه رأيك اشيلك على ضهري ونعوم..لكزته ربى واردفت بخجل
– عز احترم نفسك..والله بتكسف.. قالتها بصوتا مرتجف
جذبها رافعا ذقنها
– فيه حد يتكسف من حبيبه وجوزه برضو ياروح عز..
ضمها بقوة لأحضانه
وآه خافتة خرجت من جوفه وتحدث
– لو تعرفي قد إي أنا سعيد بوجودك معايا وانك اصبحتي مراتي.. صدقيني عمرك ماهتبعدي عني أبدا
اقترب يقبل شفتيها بقبلة سطحية وتحرك يسبح بها داخل البحر لبعض الوقت
امسكت عنقه وهي تضحك بصخب عندما يغطس لفترة تحت الماء ثم يصعد بها
هزت رأسها وتطايرت قطرات الماء على وجهه… جذبها يضع جبينه فوق جبينها وأردف
– إنتِ قد الحركة دي ياجنية البحر
اقتربت وتحدثت أمام شفتيه تكاد تلمسها
– أنا أد كل حاجة ياحبيبي.. ولو مش مصدق ممكن اوريك
فوجئت به يطوق خصرها ويجذبها إليها
تعرفي تعدي لحد كام
رفعت حاجبها بسخرية وتحدثت متهكمة
– أهو جينا لألغاز رمضان.. وحل الكلمات المتقاطعة.. قالتها وهي
تراجعت بجسدها للخلف وهي تسبح على ظهرها ونظرت إليه بغضب
انا بعد لحد الأرقام اللا متناهية يازيزو.. وبعرف احل الكلمات المتقاطعة ياحبيبي.. المهم إنت تعرف تعد لحد كام.. ياله تعالى سابقني
وقف متخصرا ينظر إليها بغضب
– تعالي هنا يابت مش دا البحر اللي بتخافي منه
قهقهت عليه وهي تتخبط بساقيها بالماء،
– آه بخاف منه ساعات و بحبه ساعات.. بس بمزاجي مش وقت ماحضرتك تؤمر ودلوقتي ابعد عني عايزة استمتع بالمية
توسعت عيناه من كلاماتها.. وضع يديه بخصره ورفع حاجبه بسخرية
– شوف إزاي ياشبر ونص.. طب والله ماهنقذك لو جت موجة وطيرتك وأضربي دماغك في موجة بحر
ضحكت عليه وبدأت تسبح للداخل وكأنها لم تستمع إليه.. ظل يراقبها بعيناه إلا ان ابتعدت عنه.. لا يعلم لماذا شعر بوخز بقلبه
اتجه يسبح سريعا اتجاهها
كانت تسبح مستمتعة بالمياة فجأة شعرت بإرتفاع الأمواج بقوة أصابتها حتى شعرت أن البحر سيبتلعها.. اتجهت للتراجع ولكن قوتها أصبحت واهية بعنف الأمواج.. نظرت حولها تبحث بعيناها عن زوجها وتصرخ بإسمه حينما شعرت بإبتلاع كمية من مياه البحر فكأنها ستغرق لا محالة
بالأسكندرية
ظل يجوب المكان ذهابا وإيابا ويهاتف جواد وبيجاد للمرة التي لم يعلم ما عددها
زفر بغضب وهو يصرخ بالعاملة
– اعمليلي قهوة مظبوطة
وقفت نغم بجواره
– ريان ممكن تهدى وإن شاءلله جواد هيعرف يتحكم في غضب ابنك
أعاد شعره المتناثر ومرر يديه على جبينه وهو يجاهد نفسه بأن يهدأ وبعد لحظات أجاب نغم قائلا
– بالعكس جواد مش هيرحم ابنك.. دي بنته ومش مجرد بنته وبس دي كانت مخطوفة لسنوات ومصدق رجعها وكانت مريضة تفتكري هيغفر لأبنك حاجة زي كدا
اظلمت عيناه وأكمل برد صارم
– دا اخد البنت حتى من غير مايرجعلي.. إنتِ عارفة معنى كدا إيه.. إن جواد خلاص نهى علاقة غنى ببيجاد.. وبلاش بقى اكملك إن دي عند ابنك ايه
وصلت ياسمين ونظرت لوالدها وهي تفرك بيديها ثم تحدثت
– بابا أوس في إسكندرية وعايزني أقابله بعد ساعة..
وكأن كلمات ياسمينا جمرات مشتعلة اشعلت قلب ريان ليشعر بصاعقة تصفعه
حاول تمالك اعصابه فرفع بصره ينظر إليها
– مش فاهم ياياسمينا.. ليه يقابلك برة.. ليه مجاش على طول على هنا ولا هو ناوي على حاجة تانية
– ريان نطقتها نغم سريعا وهي تنظر لأبنتها ثم أردفت:
– روحي ياقلبي قابلي جوزك وحاولي متتأخريش
اتجهت ياسمينا تنظر لوالدها وانتظرت رده
مسح على وجهه وهو يشير إليها بالتحرك بعدما انعقد لسانه عن الحديث
ظل يهدأ من روعه لفترة ثم نهض سريعا وتحدث
– أنا لازم أنزل القاهرة مش هفضل كدا وابني معرفش حاجة عنه.. وقبل أن يتحرك أشار لنغم
– لا خليكي هنا.. نغم لو سمحتي بلاش توجعي قلبي أنا فيّا اللي مكفيني
قالها وتحرك للخارج
بفيلا صهيب
قبل قليل بعد عودته من منزل جواد.. صاح صهيب بجنى
هبطت جنى وهي مذهولة من صراخ والدها
– أيوة يابابا.. فيه حاجه ياحبيبي
كأن كل خلية في جسده تعانده لعدم أخبارها بما اتفق عليه مع جاسر ورغم ذلك زفر بغضب ونظر إليها
-جهزي نفسك بكرة عمك جواد وجاسر هيجوا يطلبوا ايدك.. هما قالولي وأنا وافقت.. فانتِ جهزي نفسك
شهقة خرجت من فمها وهي تهز رأسها برفض… وشعرت بأن الأرض اصبحت ان تميد بها.. وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانها عندما وحدت نظرات أبيها الحادة إليها … تساقطت دموعها لتشق قلب صهيب على منظرها الباكي..
اقترب صهيب وأردف بتأكيد
– انا مش هوافق على جواد مهما حصل.. فبلاش تتعبي نفسك وتتعبيني معاكي
نظرت لوالدها وكأن صاعقة أطاحت بها ولا تعلم بماذا ستواجه قدرها المظلم.. فأسبلت أهدابها متحاشية النظر لوالدها
اشفق عليها كثيرا فاردف بتوتر
– أنا شايف إن جاسر أكتر واحد هيحافظ عليكي يابنتي.. والصراحة اكتر دي كانت امنتيتي من زمان
وصلت نهى على حديث صهيب فحاولت التخفيف بحديث صهيب على قلب ابنتها
– فعلا جاسر بحسه راجل أوي ويعتمد عليه وكنت أتمنى أنا كمان والحمد لله أنه هيكون من نصيبك يابنتي
هزت رأسها رافضة حديثهما وتحدثت بصوتا مكتوما من البكاء
– جاسر حد جميل وراجل وكل حاجة.. لكن بعتبره زي عز.. يعني عمري ماشفته غير اخ وصديق ليا.. وكمان هو بيعتبرني كدا.. إزاي فكر أننا نرتبط
قاطعها صهيب بصوتا مرتجف رغم الغصة الذي شعر بها فأردف بتقطع
– أنا وافقت وخلاص ياجنى لو عايزة تصغري ابوكي قدام عمك معنديش مانع
بغرفة جاسر بعد حديثه مع والده.. تناول هاتفه فإذا به ينصدم من رسالتها التي أرسلت إليه منذ وقت.. حاول تجاهلها ولكن قلبه كان يؤنبه.. هو يعلم باسم عندما يغضب لا يشفق على أحدا ابدا
ظل فترة وهناك صراع بين قلبه وعقله وكالعادة انتصر القلب على العقل وتناول هاتفه وقام الأتصال بها
كانت تجلس أمام الطبيب بالمشفى الخاصة بعائلة الألفي.. تستمع للطبيب بإهتمام
– للأسف فيه نزيف لمدام حياة بنحاول نسيطر عليه.. هنشوف خلال ساعات هنقدر ننقذ الطفل ولا لا.. قاطع حديث الطبيب رنين هاتفها.. نظرت إليه وابتسمت بحب تستأذن الطبيب
– “جاسر “أردفت بها بصوتها الناعم الأنثوي الذي جعل دقات قلبه ترتفع بشدة.. مما جعله يغمض عيناه يتلذذ بصوتها
استجمع شتات نفسه وحمحم متحدثا
– انتوا ايه اللي وداكم عند باسم
زفرت بإختناق إثر يأسها منه فردت
– حياة قالت لازم ترجعله.. قاطع حديثهما عندما أردف الطبيب
– للأسف المدام فقدت الطفل وهي دلوقتي هتدخل عمليات
فقدت قدرتها على الحركة او الكلام.. فارتبكت بوقفتها تهز رأسها بحزن عندما علمت كيف سيكون الخبر صادم على قلب حياة
صاح جاسر على الطرف الآخر بعدما اعتدل بجلسته يحادثها بلسانا ثقيل
– مين اللي فقدت الطفل يافيروز.. اوعي يكون قصدك حياة.. هي حياة ماكنتش فقدته يوم الحادثة.. وهو انتوا فين أصلا
جلست أرضا خالية من أي مشاعر تبكي فقط على ماصار لصديقتها
ارتجفت شفتيها وأجابته
– حياة كانت لسة حامل ياجاسر.. معرفش إيه اللي حصل بينها وبين باسم خلاها تنهار بالشكل دا وتفقد الجنين
عند غنى باليوم التالي ظهرا
تغفو فوق بعمق
بعد سنة دلف ريان إلى غرفة ابنه..
انشطر قلبه على مظهره الذي أدمى قلبه وشقه لنصفين.. جلس بجواره يمسد على خصلاته التي طولت كثيرا عن سابقيها
– بيجاد حبيبي هتفضل حابس نفسك
انزل روح رحلة باليخت.. ولا سافر أي مكان
جذب الغطاء ودثر نفسه وأردف بصوتا جاهد أن يخرجه
– بابا سبني لو سمحت عايز أنام
جذب ريان الغطاء وألقاه على الأرض وصرخ به
– هتفضل لحد إمتى حابس نفسك كدا.. مش شايف نفسك بقيت عامل إزاي
جذبه بعنف وأوقفه أمام المرآة
– شوف نفسك كدا.. دا منظر واحد عايش
إيه مفيش غيرك اللي
وضع يديه على إذنه وصرخ بصوته كله
– متكملش مش عايز اسمع حاجة.. يارب أموت واريحكم كلكم
اتجه يركل كل مايقابله بقوة حتى تبعثرت الغرفة وأصبحت آشلاء متناثرة بكل مكان
نظر لوالده بغضب
– انت السبب في كل اللي بيحصلي.. أنا بكره حياتي كلها.. جثى بركبته على الأرضية وكور قبضته يلكم صدره بقوة
تعرف ترحم دا يابابا..تعرف تخليه يبطل نبض… ثم أردف بصوتا باكي جعل والده يبكي على بكائه وتحدث من بين بكائه
– بابا موتني وريحيني.. أنا مش قادر أعيش.. قولي أعيش إزاي وروحي فارقت جسمي يابابا.. أنا بموت يابابا
ضمه ريان لأحضانه وأردف بصوتا حزين
– بعد الشر عليك ياروح بابا.. إن شاءلله ياحبيبي ربنا هيعوضك بالأحسن.. متكسرش قلبي أكتر من كدا يابني،
دلفت نغم بعد مااستمعت تحطيم الأشياء
بكت بإنهيار عندما وجدت حالة إبنها التي أذت روحها.. وحياته التي وقعت في منحدر مظلم
اتجه بيجاد يلقي نفسه بأحضانها
– أنا تعبان أوي ياماما.. عايز أرتاح
هبت مستيقظة من حلمها الذي جعل قلبها يأن وجع أكثر من اللازم..
وضعت يديها على صدرها بعدما ارتشفت قليلا من المياه ومسحت عرقها الذي يغزو جبينها
أسرعت إليها يمنى صديقتها عندما استمعت لصراخها
جلست يمنى بجوارها تمسد على خصلاتها وتمسح عرقها تقبل رأسها
– ايه بس ياغنى.. برضو كوابيس
بكت بنشيج وكل مايؤرق روحها أكثر هو اشتياقها الجارف لمتيم قلبها.. فقلبها يأن ويحترق شوقا لرؤيته
– وحشني أوي يايمنى نفسي أشم ريحته.. أخرجت كنزته الخاصة به تستنشقها بعنفوان وتبكي بنشيج
– شوفته في الحلم انه تعبان وبيصرخ ودا بعد وقت كبير من فراقنا.. تفتكري انه هيفضل يتألم الوقت دا كله ولا هيعيش وينساني مع الوقت
مسدت يمنى على خصلاتها وتحدثت بإبانة
– قولت لك حبيبتي.. الموضوع هيكون صعب عليكو انتوا الأتنين.. أنا كنت بشوف نظراته ليكي تحتها عشق دفين.. ابتسمت وهي تجلس تعقد ذراعيها وتبتسم بشقاوة
– فاكرة قولت لك إيه.. ان الولد دا دايب فيك ياجميل
ابتسمت غنى بإنتشاء وسعادة عندما تذكرت عشقه الجارف الذي لم يخمد ابدا وهي بجواره.. اغمضت جفنيها تتمنى أن تراه للحظات معدودة.. أمسكت هاتفها بيد مرتعشة وقامت الأتصال بوالدها
❈-❈-❈
بالقاهرة
وصل بيجاد فيلا الألفي… دلف يسأل عن جواد.. اتجهت العاملة به حيث جلوسه مع والده
وزع نظراته بينهما وتحدث
– خير إن شاء الله.. يارب أكون قدرت أعرفك ياعمو جواد إني ممكن أعمل إيه
توقف جواد يصيح بغضب به:
– إنت مجنون يلآ رايح تقدم فيّا بلاغ ياأهبل.. إنت ناسي اني لوا ياحمار،
ابتسم بسخرية وتحدث
– لوا على نفسك.. دلوقتي الكاميرا صورت حضرتك انك اخدت مراتي من بيتي.. إيه بقى السبب ماليش فيه
رفع بصره لوالده وأكمل
– ولا إيه يابشمهندس.. حاولت افهمك ان الولد دا مش ابني.. لكن حضرتك مُصر إنه ابني معرفش ليه
تنهد ريان وتحدث بهدوء
– بيجاد انا اتكلمت مع جواد وقلت إحنا كدا ممكن نخسر بعض.. فأحسن حل للكل يابني انك تطلق غنى.. وهي كدا كدا مش عايزة تكمل معاك.. لو هي حبت ترجع
هب كالملسوع يصيح بغضب يحاول أن يحطم كل مايقابله وصرخ بقوة
– انتوا الاتنين بتحلمو.. ويوم ماغنى تفصل اسمها عني هيكون في حالتين بس ياوالدي العزيز
– ياإما انا أموت ياهي تموت.. ضرب على المكتب بكفيه وأكمل
– وبقولك ياعمو جواد انا هوصلها وصدقني مش هرحمها على وجع قلبي دا
ابتسم بثبات انفعالي رغم الحمم البركانية التي تصيب صدره ونطق بصوتا ممزوج بالحب والغضب معا
-” غنى بيجاد ” خليكوا فاكرين دا كويس
قاطعهم رنين هاتف جواد.. الذي امسك هاتفه ورفع بصره سريعا لبيجاد.. محاولا الهدوء.. ولكن كيف يهدأ المارد الثائر
جذب الهاتف من أيدي جواد.. وضع الهاتف على إذنيه في حين صرخ جواد به
هات التليفون يلآ
بشفتين مرتعشتين أردفت قائلة:
– بابا حبيبي وحشتني أوي.. أنا كلمت ماما وعرفت إن بيجاد جالكم وحضرتك قسيت عليه يابابا.. دا اتفاقنا
كانت أنفاسه المرتفعة فقط هي التي تصل إليها.. اغمضت جفنيها واكملت
– بابا أنا حلمت حلم مش كويس.. طمني على بيجاد هو عامل إيه؟
اطرق رأسه للاسفل يقاوم رغبة قوية في البكاء من صوتها الحزين وصوتها الباكي
يود لو يراها حينها يضمها لصدره ولا يتركها حتى تختلط أجسادهما فتصبح جسدا وروح واحدا… ورغم ألم قلبه من فراقها إلا أنه استمتع بصوتها وهمسها بأسمه وخوفها عليه
حاول تهدئة نفسه حين شعر وكأن احدا وضع بنزينا بصدره عندما تحدثت:
خليه يكمل حياته وهو سعيد.. خليه يكرهني بطريقة ميفكرش فيا ابدا.. بلاش تقسى عليه يابابا لو سمحت
أختنق حلقه بغصة بكاء لا يتمنى سوى ضمها لأحضانه حتى يسحق عظامها ورغم نيران قلبه من إشتياقه لها أردف قائلا:
– تمام على الرحب والسعة ياغنى هانم.. مش بس هيكرهك.. وحياة كل دقة حب لقلبك لأوجعك زي ماوجعتيني.. عايزاني أتجوز تمام.. وعد خلال اربعة وعشرين ساعة هتجوز.. وآه الولد ابني، يارب تكوني ارتحتي
قالها بيجاد ثم ألقى الهاتف حتى هشمه وأصبح قطعا متناثرا بكل مكان… ونظر لجواد يصفق بيديه
– يارب تكون ارتحت
اتجه ببصره لوالده
عايز حفيدك.. تمام، حاضر ياريان باشا..
اتجه جواد سريعا يلكمه بصدره
– ايه اللي قولته دا ياحيوان مفكرتش إن البنت لوحدها وممكن يحصلها ايه
كتم بيجاد صرخة مهتاجة بصدره وجعد جبهته قائلا بإستفزاز
– لوحدها هيحصلها أي يعني.. بنتك باعت ياعمو، وأنا مش هرحم اللي يبعني
دفعه جواد يصرخ به
– امشي يلآ من هنا مش عايز اشوف وشك تاني
خرج جواد سريعا يتناول هاتفا آخر لكي يطمئن على ابنته
بينما ريان الذي غادر بعدما خرج بيجاد كالثور الهائج بعد حديثه لغنى
ظل بيجاد يراقب فيلا جواد الذي كان يعلم إنه لم يترك ابنته بعد حديثه الدامي لها.. ابتسم عندما وجد خروج سيارة جواد وبجواره غزل… أتخذ نفسا عميقا يشحن رئتيها بأكسجين الأمل وقاد سيارته خلف جواد.. الذي لم يغب عنه تحرك بيجاد خلفه
صمت برهة ينظر من خلال مرآة السيارة وهو يتفحص بنظرات ماكرة وابتسامة خبيثة تحرك بيجاد خلفه
لكزته غزل وهي تتحدث
– ممكن أعرف بتضحك على إيه في الوجع اللي إحنا فيه
اقترب برأسه منها مقبلا خديها وهو يوزع نظراته بين الطريق وبين غزل فاردف مبتسما
– بقولك ايه رأيك ياحبي نقضي ليلة حلوة كدا في شيراتون…
ضيقت غزل عيناها ثم كزت على فكها اغتياظا من حركاته
– أكيد بتهزر.. يعني بنتك منهارة هناك وانت عايز تقضي ليلة في الشيراتون
حك ذقنه وهو ينظر للمرآة
آهو ألعب مع ابن ريان شوية
نظرت غزل خلفها عندما وجدت نظرات جواد على سيارة بيجاد
زفرت بإختناق وتحدثت
– جواد الولد صعبان عليا بلاش تحوله لمجرم عشان خاطري حبيبي
اتسعت ابتسامته ودنى منها يداعب أنفها
– عارف أنه بيحبها … عشان كدا لازم أعصره فدا يخليه يفكر ألف مرة إنه ميزعلهاش
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض فأردفت
– هو مزعلهاش ياجواد.. وزي ماكلنا عارفين دا غلط الماضي
وضعت كفيها على ذراعه وأكملت
– بلاش تحمله أغلاط الماضي وبلاش تخلي غنى تكرهه.. إحنا عارفين أد ايه بيجاد بيحبها
توقفت السيارة فجأة وبدأ يطرق على قيادة السيارة ينظر لبيجاد الذي توقف
فضحك ونزل من السيارة متجها إليه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)