روايات

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الحادي والثلاثون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الحادي والثلاثون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الحادية والثلاثون

ثم عانقته
و قالت له : لو تخطئ ألف مرة …
لن اتركك لغيري … حتى لو ضيعت عمري
ابتسم بدلال ثم جذبها وقال لها
ما عدت أعلم كيف إستوطنت .. ؟
كيف أصبحتى أنت الأهم والمهم .. !!
كيف إستطعتى أن تغزو أوقاتي وخفقاتي .
وكل لحظاتي … و حياتي .. وروحي
كيف أصبحتِ هناي.. وأحلامي.. وغناي
أحببتكِ بل عشقتكِ وأصبحتِ كالوشم المتغلغل بالأعماقِ
عذرا حبيبتي فأنتِ منذ ولادتك وانتِ”غِنى بيجاد”
– نعم فأنتِ غنايا أنا ولا سواي
فقد رأيت في حبك جـــــــــــنة الرضـــــــــوانا
ضميني فأنا العاشق فقد عانيت حرمـــــــــــانا
فاسقني من شهد ثغرك فأنا الظـــــــمآنا
وطعم شفاك خــــــــــمرتي وأنا السكرانا
❈-❈-❈
مساءً بالأسكندرية
على مائدة الطعام لتناول وجبة العشاء..
كان الجميع يتناولون العشاء سوى بيجاد
تنحنح ريان ينظر لعمر
– عمر بعد ماتخلص أكلك…عايز تعملي لقاء صحفي شامل..لازم نتكلم في بعض الأمور الهامة اللي اتغيرت في الأيام الأخيرة.. آه متنساش كمان السوشيال ميديا عايز الكل يعرف ويتأكد من إنفصال شراكتنا بالكامل مع جروب الألفي
ساد صمتا هادئا على الجميع رغم الصدمة على وجوههم.. أغمضت نغم عيناها وتسائلت بصوتا يكسوه الحزن
– معرفش إيه اللي حصل يوصلكم لكدا ياريان
لوهلة صدمته بسؤالها ولكنه أجابها بهدوء
– إحنا خلاص مينفعش نكمل مع بعض زي الأول يانغم.. وكمان هعلن عن إنفصال بيجاد وغنى وجوازه من تاليا..
أنا مش مستعد أسيب حفيدي يتربى بعيد عني.. ذُهلت نغم من رده والرعب قد تسلل لقلبها بعدما وجدت دموع أبنتها تنسدل على خديها
ابتلعت ريقها الجاف ونظرت متسائلة
– البنت ذنبها إيه ياريان مش حرام نحطمها كدا
رد عليها بزفرة خافتة
– إحنا مقصرناش يانغم.. بالعكس ابنك كان معاها لآخر لحظة حتى في مرضها ماتخلاش عنها وهي اللي سابته ومشيت.. راجل مين اللي يستاهل ان مراته تسيبه من غير حتى ماتعرفه.. مين يرضاها على نفسه
– طيب مفكرتش في بنتك هيكون وضعها إيه ياريان مع أوس
وقفت وتحدثت بغضب.. قولي إزاي أوس هيرضى الإهانة لأخته..
أمالت برأسها ونظرت لمقلتيه
– أنا دلوقتي بكلمك كأم ياباشمهندس
إزاي غزل هترضى تشوف بنتها تتعذب وابنها هيتجوز اخت اللي عذب اخته.. فوق ياباشمهندس.. اتجهت بنظرها لتاليا وأكملت حديثها
– أنا واثقة في بيجاد جدا وبدل هو قال الولد مش إبنه يبقى مش ابنه
– نننننننغم صرخ بها ريان
التفت إليها بحنق عندما شعر بأن دمائه تغلي من شدة الغضب
– أنا مش عايز نصايحك دلوقتي.. والمفروض زي ماقولتي أنك أم.. تراعي ابنك وغضبه،
نظر إليها بغضب وأكمل
– وبيجاد مش إبنك… عجبك حاله كدا.. الولد لازم يفوق وينسى غنى وكأنه مقابلهاش ودا مش هيحصل إلا في حالتين
الاول انه يطلقها والتاني لازم يحتوي ابنه وقتها بس عاطفة الأبوة هتغلب عاطفة الحب ودا آخر كلام مش عايز كلام بعده
حمحم عمر وتحدث
– طيب يابابا بيجاد لما يعرف اللي هنعمله دا.. تفتكر هيسكت ولا هيوافق، دا ممكن يعمل حوار صحفي ويكذب حضرتك
مسح ريان على وجهه بغضب ثم اتجه بنظره لتاليا وتحدث مفسرا
– تاليا هتكون معايا في المؤتمر دا وهتقول انهم كانوا متجوزين عُرفي لسنتين وانفصلوا.. وهي رجعت لما حست إن من واجبها بيجاد يعرف إن عنده ولد
اعتصرت نغم عيناها وخطت بخطى متعثرة مندفعة للأعلى وهي تتحدث
– قبل دا كله ياباشمهندس انا هاخد بنتي ونروح أي مكان.. مش موافقة على المهذلة دي… توقفت أمام الدرج تنظر لأبنتها الصامتة
– قومي ياياسمينا اجهزي.. أنا مستحيل اقعد في البيت دا ثانية واحدة بعد المهذلة دي
عند جواد وغزل
ترّجل من السيارة متجها لسيارة بيجاد
دنى منه بخطوات هادئة وعلى وجهه ابتسامة سخرية
– طبعا عقلك الصغير فهمك إني مش هاخد بالي إني متراقب.. أمال يداعب خصلاته بفوضوية وتحدث بإستفزاز
– أهبل يابن المنشاوي
قوس بيجاد فمه بسخرية وتحدث قائلا:
– لا فعلا بوليسي بوليسي
قاطعه جواد بمراوغة..
هو انت مش عارف توصل الفندق لوحدك.. فقولت أمشي ورا عمو جواد.. قالها غامزا ثم أكمل ليستشيط الآخر:
-وبعدين ناوي تشقط لك بنت وتروح تقضي ليلة في شيراتون ولا إيه
قطب بيجاد حاجبيه متسائلا
– شيراتون إيه اللي بتقول عليه
قهقه جواد بلا حرج وهو يشير على غزل
– اصلي رايح انفرد بمراتي شوية لقيتك ماشي ورايا.. قولت يمكن عايز تنفرد إنت كمان
ترجل بيجاد من السيارة.. محاولا السيطرة على أعصابه حتى لا يلكم جواد ويسقط صف أسنانه البيضاء التي تظهر من كثرة الضحكات التي تكوي قلبه
زفر بيجاد وضيق عيناه وتحدث
– بقولك ياعمو جواد ميغركش اني ابن ناس.. لا دا أنا صايع كبير أوي.. يعني ممكن اخلعلك ام النظارة واللبس دا واعملك ابن من شبرا هنا فمن الآخر متنرفزنيش
قهقه جواد حتى شعر بإرتفاع ضغط دم بيجاد… رفع يديه أمامه وتحدث بهدوء على عكس ضحكاته
– انت ماشي ورايا ليه يلآ
امسك بيجاد ياقة قميص جواد وتحدث بسخرية:
– ناسي حضرتك إنك معلمي ومثلي الأعلى ياحبيبي
انزل جواد يديه بهدوء مستفز
– من الآخر يابن المنشاوي.. أنا مش رايح لغنى.. أرتاح وياريت ترجع مكان ماجيت
قالها متجها لسيارته.. عقد بيجاد ذراعيه يستند على السيارة وهو يزفر بغضب بعدما تحرك جواد بسيارته
– فعلا “لوا” غتت.. والله لأطلعوا عليك اصبر عليا بس أوصل لغنى وبعدين نتحاسب
استقل جواد سيارته وهو يراقب الطريق.. اتجه لغزل وتحدث
– كلمتِ يمنى..؟
هزت رأسها وهي تنظر لأبتعاد السيارة عن بيجاد.. أدارت نفسها تتسائل
– بيجاد صعبان عليا أوي ياجواد.. الولد حرام بيحب البنت جدا
كان ينظر للطريق بصمت ولم يرد على غزل.. ولكن نظراته قاتمة يغمرها الغضب
وضعت غزل كفيها على ذراعيه حتى ينتبه لحديثها:
– حبيبي بكلمك مش سامعني
هز رأسه بالموافقة
– سامعك ياحبيبي.. طيب انت مش هتكلم غنى ترجع وتتفاهم معاه
للحظة لم يستوعب جملتها فنظر وتسائل
– قصدك إن غنى هي اللي ظلمته ياغزل
هزت رأسها رافضة وتحدثت مفسرة
– مش قصدي كدا ياجواد.. أنا قصدي إنها تمشي بالطريقة دي غلط.. كان المفروض تقعد وتسمعله
أخذ جرعة كبيرة من الهواء يحبسه بداخله عله يهدئ من نيران الغضب الممزوج بالخوف على إبنته
– بنتك عايزة تبعد عشان تعرف هتقدر تعيش من غيره ولا لا.. لو الولد ابنه ولو مش ابنه هتعرف تتلاشى وجوده عشان موضوع حملها..
أشار بأصبعه وأكمل بتوضيح
– انا طبعا مش معاها ابدا ياغزل.. تنهد وأكمل:
– متأكد أنه بيحبها زي ماأنا متأكد الولد مش ابنه
جحظت عين غزل وتحدثت
– إزاي متأكد إن الولد مش إبنه وانت اللي عمله التحليل
طرق على قيادة السيارة وهو يدندن وأجابها
– لأني غبي ياحبيبي مشغلتش دماغي للأسف غير بعد ماالولد جه وعمل حلوف كدا.. بس منكرش وضح لي حاجات كنت غفلان عنها
قطبت مابين جبينها وتسائلت:
– زي إيه ياجواد
اتجه بنظره لغزل وأجابها
– ازاي اخدت العينة من غنى مش من الولد نفسه.. وليه البنت راحت لغنى ومرحتش لنغم.. وازاي عرفت ان غنى مش بتخلف مع إنها لسة خارجة من عمليات من تلات شهور بس.. والأهم من دا كله
– ليه البنت ظهرت دلوقتي بالذات بعد موت شخص مهم في قضية المافيا وشريك جاكلين..
امسك كفي غزل وقبلها وتحدث
– ان شاء الله هعرف كل الأسئلة دي.. وكويس إن بيجاد وغنى بعيد عن بعض
عند جاسر
بعد إغلاقه مع فيروز اتجه للأسفل قابله أوس.. نظر إليه بتمعن وترقب
– أوس مالك واقف كدا ليه؟
أجابه بإبتسامة باهتة خالية من مظاهر البهجة
– بشوف الغيوم لما بتغطي القمر بتخليه إزاي رغم انه من نص ساعة كان منور السماء
رفع حاجبه متزامنا مع شفته العلوية وتحدث بسخرية
– لا الباشمهندس مسوح على الآخر.. الدنيا مقلوبة وحضرتك واقف تحللي القمر.. يارب ارحمني… قالها جاسر متحركا للخارج.. توقف أمام سيارته
– أنا هوصل عمو باسم شوية.. وماما وبابا هيباتوا عند غنى وياسين في الكلية.. يعني مفيش غيرك في البيت تشاو ياحضرة المهندس… قاطعهم وصول جنى تقف أمام جاسر ودموعها تنسدل بقوة وتنظر إليه بغضب
– عايزة اتكلم معاك شوية
زفر بضيق ثم وضع كف يده على شعره وأرجعه للخلف بضيق في حركة تنم عن مدى غضبه من عمه
سحبها من رسغها متجها بها لمكان بعيدا عن مرمى أوس الذي يراقب استياء جنى بجمود من عينيه بسبب تهورها وقربها الغير لائق بتربيتها من جواد يوم الحفل
جلس جاسر وأجلسها بجواره وتحدث بهدوء
– قبل أي حاجة انا ماليش دعوة بأي حاجة.. انا زي زيك، بابا قالي اخطب جنى بنت عمك صهيب.. فأنا وافقت عشان مزعلش عمي مني
– أكيد بتهزر وعايز تعمل مقلب مش كدا.. ومن امتى وحد بيقدر يمشي قرار عليك وإنت مش موافق..
اقترب إليها ونظر إليها بتمعن ممسكا كفيها
– إنت بتثقي فيا ولا لا ياجنى
سحبت يدها من كفيه وارتجف قلبها من حديثه المبطن وأردفت بصوت باكي
– جاسر أنا هموت نفسي اتصرف وانهي المهزلة دي
وضع يده على صدره وصرخ باصطناع
– يالهوي هو أنا وحش لدرجة تخليكي تموتي كافرة يابت .. والله يابنتي بترموا تحت رجلي كدا بس النفس
لكزته بكتفه وهي تضحك ثم أردفت:
– بقولك بطل هزار ياجاسر وفكر ليه بابا وعمو عايزين يجوزونا لبعض
قهقه بسخريه وأردف
– عشان الورث مايروحش للغريب
دفعته بقوة حتى سقط من المقعد وتحدثت بغضب صارخة
– دمك بارد واحد مستفز هتجيبه من برة يعني.. عيلة كلها مجنونة على رأي بيجاد والله
قوس فمه وتحدث بإستفزاز
– يعني حبيب القلب دا مش من العيلة ولا من بنت عم العيلة يامهوسة
نظر بساعته نهض مغادرا وهو يتحدث:
– ابوكي عملي ابو لهب الأيام دي.. خلينا معاه لما نشوفوا هيتوب ويرجع لعقله ولا هيفضل بشغل الجاهلية بتاعه.. سلام خطيبتي الحلوة
ضربت قدمها بالأرض وصرخت به.. واحد سيلي وبايخ.. يارب ماتوصل لفيروز يابعيد
– سامعك ياخطيبتي.. انا رايح لحبيتي ياخطبتي تيجي اعرفكوا على بعض.. ماهو هتكونوا ضراير بعد كدا
انخفضت بجسدها وامسك طابو التنس والقته برأسه
– امشي ياجاسر بدل مااموتك وادخل فيك السجن… قهقه وتراقص بحاجبه وهو يرفع يديه باستسلام بعدما وجدها تتجه إليه بمضرب التنس ووجها يسيطر عليه الغضب
ترجل سيارته بسرعة وغادر وهو يشير بيديه إليها واخرج رأسه قائلا
– لا طلعتي قطة وبتخربشي يابت ياجنون.. تصدقي لازم افكر جديا فيكي انت كمان
القت به المضرب.. تفاده جاسر بمهارة عندما اسرع بسيارته وهو يقهقه عليها.. كان هناك زوجين من العيون يراقبهما احدهما غاضبا والأخر تمنى ان يتم مايخطط له
❈-❈-❈
عند باسم بالمزرعة
قام احد امنه المسؤل على حماية حياة وفيروز بعد خروجهم واتجاههم للمشفى
– ايوة ياباسم باشا.. السواق بيقول ان الهانم دخلت عمليات من نص ساعة وفيه كلام من الممرضة بتقول انها كانت حامل وفقدت الجنين
هب من مكانه فزعا وارتجف قلبه عندما استمع لكلاماته.. وتسائل بصوتا مهزوز
– كانت حامل.. متأكد يانعيم
اجابه على الجانب الآخر بتأكيد
– أيوة يافندم كانت حامل ودخلت عمليات من فترة وسألت الممرضة بنفسي وكمان فيه حاجه
اخرج ملابسه يرتديها سريعا وهو يصيح بصوتا جهوريا
– متتكلم ياحيوان.. بتنقطني بالكلام
حمحم نعيم وأكمل
-عندها نزيف والدكتورة بتقول مش عارفة تسيطر عليه الا في حالة واحدة ودا لازم يكون بموافقة جوزها
هزة عنيفة اصابت جسده بالكامل وشعوره بفقدان وعيه مما وصل تخيله لمفهوم حديث نعيم فتحدث بشفتين مرتجفتين
– محدش يعمل حاجه أنا عشر دقايق وأكون عندكم
عند غنى ويمنى
خرج الطبيب من غرفتها وهو يتحدث مع يمنى
– العلاج دا هتاخده بإستمرار.. ولازم تبعد عن اي تعصب عشان حالتها متدهورش وتدخل في إنهيار عصبي زي اللي حصل من شوية.. انا ادتلها مهدئ هو كويس مفهوش ضرر للي زيها بس مينفعش تاخد منه تاني.. لازم تبعد عن كل حاجة بتأذي نفسيتها.. وكتبت لها على شوية فيتامنيات عشان هي ضعيفة أوي
قطبت يمنى مابين حاجبيها وتسائلت
– هي عندها إيه يادكتور.. حضرتك بتقول فيتامنيات
ابتسم الطبيب وأردف قائلا
– ايه يايمنى متعرفيش ان مدام غنى حامل في شهرين
شهقت شهقة ثم جحظت عيناها بذهول وهي تضحك وتبكي في نفس الوقت.. أمسكت بيد الطبيب الذي يقربها
– قول والله غنى حامل.. يعنى الأغماء دا من الحمل مش الانهيار
أسبل جفنيه يحاول الثبات أمامها فهي كالطفلة البريئة فتحدث أمامها قائلا بصوت متحشرج
– عقبالك ان شاء يايمنى
هزة أصابتها مما جعلت قلبها يأن وجعا.. فنظرت للأسفل واردفت بصوتا متقطع
– كل شئ قسمة ونصيب.. الحمد لله.. المهم طمني على غنى وضعها إيه عايزة أعرف كل حاجة خاصة بيها.. متعرفش الحمل دا جه في وقت عصيب إزاي
هز رأسه وتحدث وهو بإستعداد الخروج
– دا تعرفيه لما تعمل شوية تحاليل وكمان سونار عشان نعرف وضع الجنين
اومأت برأسها وابتسمت
– ان شاء الله من الفجر هتلاقينا عندك في العيادة.. هي هتفضل نايمة لحد إمتى
نظر لساعته وأجابها
– مش قبل ساعتين.. لو عايزة اشوف حد يجبلك الدوا ويبعتهولك
هزت رأسها رافضة وتحدثت
– لا عمو جواد باباها ومامتها في الطريق نص ساعة ويكونوا هنا
عند عز وربى
حاولت ربى السباحة حتى تخرج او تقترب من الشاطئ ولكن علو الموج واصطدامه بالشاطئ كان قويا.. انسدلت دموعها وهي ترى موتها امام عيناها.. دعت ربها تستنجد به ولم يمر سوى لحظات ووجدت الذي يجذبها بقوة ويضمها لصدره محاولا الخروج باقصى سرعة في هدوء لحظي للموج.. كانت ربى في هذه الأثناء فقدت الحركة والحديث.. اغمضت عيناها باستعدادها لمقابلة مصيرها المجهول.. ولكنها شعرت بنفسه عندما قربها من صدره وهو يجازف الأمواج حتى يخرج بها.. ذهبت بعدها بغمامة سوداء لا تشعر بما يدور حولها يكفي ارتعابها بتلك اللحظات
وصل عز أخيرا للشاطئ.. انزلها بهدوء محاولا السيطرة على دموعه عندما تخيل انه كاد سيفقدها للأبد.. وضع انامله بارتجاف يتحسس نبضها.. اغمض عيناه محاولا أخذ نفسا بهدوء وطرده على فترات بعدما شعر بإصابة حنجرته
ضرب بخفة على وجهه
– روبي حبيبي.. فوقي ياقلبي إنتِ خلاص في أمان.. ظل يكررها عدة مرات ثم قام بحملها متجها بها لشالية الخاص بهما الذي يقرب البحر بعدة امتار
دلف للداخل وحاول إيفاقتها إلى ان استجابت أخيرا لمحاولته
فتحت عيناها تنظر بذهول حولها واردفت بصوتا يكاد يسمع
– انا لسة عايشة
جذبها بقوة لأحضانه وكاد يموت خوفا عليها من فكرة فقدانها
– ينفع كدا تموتيني من الخوف عليكي.. ضربها بخفة على ظهرها
– اعمل فيكي ايه دلوقتي بعد الرعب اللي عيشتيني فيه
– حميني وانت تنسى
جحظت عيناه من كلماتها.. اخرجها من حضنه وهو ينظر إليها بذهول
– وحياة ربنا انت وابوكي ناوين على موتي.. ماهو انا بعد اللي اتعمل فيا مش هخلف خلاص عرفت نصيبي.. بقى انا ميت من الرعب وركبي بتخبط في بعضها وانتِ بتردي بهدوء وبتقولي حميني وانسى…
نظر إليها وضيق عيناه ثم تحدث
– من عيني ياحوريتي انتِ اللي جبتيه لنفسك.. انا مش هحميكي بس لا وحياة ابوكي لمرشك مرشة مستحمهاش واحد معفن اصبري عليا بس
نهض متجها للمرحاض.. اما هي هنا فقدت السيطرة وبدأت دموعها تنسدل بقوة كلما تذكرت كان بينها وبين الموت شعرة.. ماذا كان سيفعل لو اصابها مكروه.. وضعت كفيها على اذنيها تمنع صوت صياحه وانهياره الذي خُيل لها وتبكي بقوة حتى وصل عز إليها سريعا يضمها لصدره بقوة
– إشش اهدي كل حاجة خلاص انتهت انتِ هنا في حضني.. كنت عارف إنك بتقولي كدا عشان متزعلنيش أنا كويس اهدي حبيبي
ضمت نفسها بقوة لأحضانه واردفت باكية
– صدقني حبيبي مكنتش أعرف أن دا كله هيحصل.. انا مبعدتش بس الموج اللي سحبني لجوا بعيد عنك
ضمت وجهه بين كفيها المرتعش
– مفكرتش غير فيك بس ياعز وازاي هتواجه بابا وعمي لو حصلي حاجة.. انا كان بيني وبين الموت لحظات… ابتلع حديثها عندما قبلها بقوة.. قبلات بطعم دموعهما التي انسدلت منهما سويا.. من فكرة فقدان أحدهما للأخر.. حتى وصل بها لجنة لا يدخلها سواهما
عند جواد حازم ومليكة
جلست مليكة أمام صهيب ثم نظرت لجواد وابتسمت متجه لصهيب
– انا جاية وعايزة منك طلب ياصهيب وبتمنى متكسفنيش،… قاطعها صهيب وهو يبتسم قائلا
– قبل اي حاجة مش تباركي لجنى الاول يامليكة.. بكرة هتتخطب لجاسر.. جواد كان هنا من شوية هو وجاسر واتفقنا على خطوبة على الضيق كدا بسبب ظروف غنى بس
صاعقة ضربت كلا من مليكة وجواد.. الذي هب واقفا وتحدث بغضب
– أكيد بتهزر ياخالو.. جاسر ازاي يخطب جنى وهو عارف اننا بنحب بعض
تدخل حازم الذي وصل للتو
– ألف مبروك ياصهيب.. هقولك ايه غير جاسر زيه زي جواد اللتنين اخوات ياحبيبي.. مش كدا يامليكة
نهضت مليكة تنظر بذهول لأخيها وتلالأت دموعها بعينيها
– ليه ياصهيب إنت وجواد تكسروا ابني كدا
مسح صهيب على وجهه بغضب واردف
– ليه بتقولي كدا يامليكة.. ليه دايما بتحسسينا إننا بنعمل فرق بين الولاد.. عمري فرقت بينهم.. لما جيتي طلبت ربى لجواد أنا قولتلك ايه وقتها.. افتكري
– قولتلك لو البنت وافقت هوصلها لعندك.. وقبل ماتقولي حاجة مكنتش اعرف بحب عز والله.. جواد بس اللي كان عارف.. ورغم كدا ابني كان بيضحي بحياته في سبيل ابنك قلبه مايتكسرش
❈-❈-❈
زفر بغضب ينظر لجواد ثم اردف بحزن
– وكان المقابل ان ابني كان هيموت.. وبرضوا كان متنازل عن حبه عشان اخوه
تنهد واكمل
– واخوه كان بيحاول يكسره مش دي الحقيقة
اتجه جواد لصهيب وتحدث بهدوء رغم نيران صدره
– والله ياخالو كنت عايز اعرف عز فعلا بيحب ربى ولا تعود منه وبس.. مكنتش ناوي أذيه ابدا
– وتمثيلك انك بتحب بنتي واوهمتها بحبك وكسرت قلبها وانت بتقول لأبوك انا كنت واخدها مسكن
صدمة اصابت مليكة تنظر لأبنها
– إيه الكلام دا ياجواد… تحرك صهيب ينظر لمقلتي جواد واردف غاضبا
– ولما ابنك يحاول يقرب من بنتي بطريقة غير شرعية دا اسميه ايه يامليكة.. ياريت قبل ماتتهمينا.. ياخسارة تربيتنا فيك يابني
أشار باصبعه لمليكة عندما حاولت الحديث وأكمل
– لو تقى جنى.. هترضي تجوزيها لواحد لعب بمشاعرها
– بس انا فعلا بحبها ياخالو.. والله بحبها وموضوع قربي منها دا كان لحظة شيطان مني لما سمعت واحد بيقول لحضرتك في الفرح انه يتمنى يناسبك ويجوز جنى لأبنه.. كنت عايز أثبت لحضرتك ولدنيا كلها انها ملكي أنا وبس.. ومستحيل حد يقرب منها
اقترب من جنى التي وصلت عندما استمعت لصياحه بالأسفل… امسك يديها امامهم وتحدث
– قولي لخالو اننا بنحب بعض.. عرفيه اني مخدعتكيش.. ساكتة ليه
اقترب صهيب وفصل كفيهما عن بعضهما وتحدث
– جواد متخلنيش ازعلك يابني.. إنت غالي اه.. لكن مش اغلى بنتي
صدمة آخرى على رأسها مما جعلها تنظر لصهيب وتحدثت بدموع
– لو حد قالي إنك ممكن تتغير بالطريقة دي ياصهيب مكنتش هصدق ابدا
اشاح صهيب بعينيه بعيدا عنها ثم تحدث قائلا بصوتا حزين
– انا خايف على بنتي يامليكة.. مش عايز بنتي تعيش في كذبة وتقوم على كابوس
تدخل حازم يضم مليكه من أكتافه
– اعمل ال انت شايفه صح لبنتك ياصهيب.. بس قبل اي حاجة يارب انت ال متكسرهاش بإيدك.. قالها ثم جذب مليكة التي مازالت تنظر لصهيب… نهضت من مقعدها متجه نحوه تربت على كتفه قائلة
– انا زمان فقدت مازن ياصهيب وهو عنده عشر سنين فاكر وقتها قولتلي ايه
-” لو طلبتي روحي ياملاكي مش هتأخر عليكي.. ودلوقتي أنا بقولك يااخويا
مفيش حد قدك انت وجواد كسرتوني النهاردة.. هو يوم مارفض بنتي لأوس وانت رفضت جنى لجواد…
لأول مرة تشعر بالقهر وقد كان بيد داعمها الاول جواظ فهو كان مصدر قوتها وحنانها والآن صهيب
كدا باقي سيف.. ياترى هو كمان هيجي في يوم ويكسرني.. قالتها مليكة بحزن ملأ قلبها
كان جواد ينظر لجنى التي تبكي بصمت.. اتجه بنظره لصهيب وتحدث
– انا همشي ياخالو بس قبل ماامشي وعد مني مش هتكلم تاني في الموضوع دا.. بس عايز أسمع ان جنى موافقة على جاسر ولا لا
هنا نظر صهيب لجواد بصدمة.. رفع نظره لجنى التي تنظر للأسفل
جذبه حازم
– كفاية ياجواد بقى تعالى..
توقف امامها وتسائل
– ايه ياجنى ساكتة ليه.. إنتِ موافقة على جاسر… نظرت جنى لوالدها الذي اغمض عيناه قابضا على كفيه بقو…تنهد صهيب بألما واضعا رأسه بين كفيه .. تذكرت جنى حديث جاسر وحديث والدها فتحدثت
– انا موافقة ياجواد على جاسر.. مش مستعدة انكسر تاني… قالتها ثم صعدت للأعلى ودموعها تسبقها لتحرق وجنتيها بقوة
وصل جواد وغزل لغنى التي تجلس بشاليه خاص بريان المنشاوي بالأسكندرية
دلف جواد وغزل للداخل قابلتهما يمنى مبتسمة والسعادة تملئ عيناها.. اسرعت لغزل تلقي نفسها بأحضانها
– النهارده اقدر اقول لبيجاد المنشاوي يكتبلي الشاليه دا بإسمي،
قطب جواد حاجبيه وتسائل
– يارب صبرني على المجانين اللي في كل حتة.. انتِ يابنتي كنت سايبك بعقلك.. هي غنى جننتك ولا إيه يابنتي
اقتربت منه تضحك بحبور
– مبروك ياجدو… يعني ممكن نقدر نقول ياسبع شهور ياستة.. معرفش الصراحة كام شهر بالضبط هتصبح جدو
اهتزت نظرات جواد وهو ينظر لغزل ويشير بيديه
– البنت دي هبلة ولا إيه.. ولا انا اللي بقيت بتهيألي حاجات غريبة
امسكت غزل يدها
– غنى حامل مش دا قصدك.. نظر جواد لغزل بصدمة وتسائل
– افهم من كدا ايه ياغزل… إنك كنتي عارفة
اقتربت من زوجها مبتسمة
– جواد أنا كنت شاكة مش متاكدة.. آخر مرة كنت هنا، وحالتها ال كانت بها بس.. مردتش اخليها تعشم في حاجة.. وزي ماتوقعت الحمل تم والحمد لله
ابتسم جواد وهو يرجع خصلاته للخلف.. يضحك بحبور، مردفا بسعادة
– ازاي اتاكدوا يايمنى
– الدكتور كان هنا ياعمو واكدلي.. وكتب علاج اتصلت بالصيدلية وجبته
ضحك جواد بصخب وهو يضم غزل يحمد الله
– الحمد لله.. يااااه دا مش الشالية بس يابنتي اللي تستحقيه والله.. الخبر دا كافي لسعادة الدنيا كلها
اتجه ببصره لغزل مضيقا عيناه
– ايه يازوزو مش فرحانة ليه
عقدت ذراعيها وتنهدت بحزن
– بيجاد؟
قطب جبينه متسائلا
– ماله زفت بيجاد.. ليه تعكريني بالسيرة الزفت دي
اقتربت وتحدثت
– لا والله مش ابوه.. ولا بنتك متجوزة واحد تاني.. تقدر تقولي هيعمل إيه لما يعرف.. رفعت بصرها ليمنى
– هي نايمة من بدري
أومأت يمنى برأسها وتحدثت مبتسمة
– متعرفش لسة..
دلفت غزل وجواد للداخل بعدما استأذنت يمنى الذهاب لمنزل عمتها للأطمئنان عليها
جلس جواد يقبل جبينها وسعادة الدنيا تتملك منه… كانت غزل تراقب سعادته بفرحة عارمة.. تحمد ربها على حمل ابنتها الذي كان بيد الله
قاطعهم اتصال عثمان:
– ايوا ياحضرة اللوا.. زي ماحضرتك شكيت الراجل قتله في السجن.. والدنيا اتقلبت.. خايف اقول لباسم يولع فيا
نهض جواد وتسائل
– العتال لسة معرفش طبعا.. وناجي فين أراضيه دلوقتى
– العتال في لبنان من بعد حادثة باسم عشان اسمه جه في القضية إنت ناسي ابنه قال ايه.. بس ناجي اللي مختفي.. وفيه حاجة كمان فيه واحد مراقب حضرة الظابط جاسر هو ميعرفش.. انا عيني عليه محبتش أدخل دلوقتي لما أعرف هو تبع مين
نظر جواد لغزل التي تجلس بجوار غنى تمسد على خصلاتها وتحدث بصوت خافت
– ابني ياعثمان لو حصله حاجة اتلقى وعدك مني بقولك اهو.. امنه كويس.. واتصل بالزفت باسم وخليه يفوق لشغله.. أنا ساعتين وأكون في القاهرة.. واه كمان فيروز عرفت انهم ناوين يقتلوها
سحب نفسا طويلا وطرده ثم أكمل:
– عايزك تراقب فيلا ناجي كويس من غير ماحد يحس.. وكمان فيروز أمنها كويس عشان عرفت إن معاها ملفات هتوديهم في داهية وفي رؤوس كبيرة في البلد الملف طايلهم
هقفل دلوقتي وهكلمك وأنا في الطريق.. لو لقيت طيارة دلوقتي هنزل حالا
اجابه عثمان
– تمام ياريس. هتصل بباسم وافهمه الوضع
عند باسم دلف للمشفى كالثور الهائج وصل للغرفة المنشودة.. وجدها متسطحة على الفراش لا حول لها ولا قوة.. وتوصل بها الكثير من الأبر
نظر بغضب جحيمي لفيروز.. يجذبها للخارج
– حياة كانت لسة حامل مش كدا
هزت رأسها بنعم عندما وجدت غضبه الجحيمي وأردفت:
– هي كانت جاية تقولك بس معرفش ايه اللي حصل معاكوا
لكم الحائط خلفها بقوة حتى شعرت بتمزق اوردته فنظرت لكفيه لتطمئن عليه ثم تحدثت:
– ممكن تهدى عشان اعرف اتكلم مع حضرتك
حياة بتحبك جدا وعملت كدا عشان بعتوا حد المستشفى يتأكدوا من موت الجنين فكانت لازم تقولهم انها فقدت الجنين.. وكمان بعد محاولتهم قتلك للمرة التانية وانت بالمستشفى..
آهة صارخة خرجت من جوفه وهو يحطم كل مايقابله
– ليه ياحياة.. ليه دايما مش واثقة فيا.. لدرجة دي مش شيفاني راجل هقدر احميها هي وابني
وقفت أمامه وأردفت بغضب:
– تثق فيك إزاي وإنت بين الحيا والموت وكمان حتى لو كنت كويس.. كان دايما إهانة.. نسيت ولا لا ياحضرة العقيد
دفعها بقوة كادت أن تسقط لولا يدي جاسر التي تلقفتها بلهفة.. يضمها بذراعيه ينظر لباسم بغضب:
– ايه ياعمو باسم.. اهدى
أشار بيديه عندما غضبه وصل ذروته
– خدها من قدامي عشان هموتها
ارتعش جسد فيروز وهي بأحضان جاسر
كانت تقاوم نفسها بشدة حينما تغلغلت رائحته لرئتيها.. ودون أن تشعر بنفسها اقتربت منه أكثر تضم نفسها إليه وهو يتحدث مع باسم ولم يشعر بها إلا حينما وضعت رأسها على صدره وهمهمت
– وحشتني أوي.. ياريته كان موتني عشان متعذبش ببعدك كدا
أغمض عيناه حتى يستعد سيطرته على حاله.. لم يدر ماذا يفعل وكأن عقله تركه بالكامل والمتحكم الأول قلبه الذي فقده السيطرة على نفسه حينما تركها تضمه وهو يقف كفاقد الحركة والنطق وكأن مافعلته راق له
تحرك باسم متجها لغرفة حياة.. بينما جاسر الذي فقد النطق والحركة تماما عندما أردفت فيروز
– جاسر.. ساكت ليه
اخيرا خرج من حالته وتحدث بصوتا جعله متوازنا.. تحمحم كي يجلي صوته الذي تأثر بقربها منه وجعله غير متزناً
– ينفع كدا.. لو سمحتِ ابعدي.. قالها بصوتا مهزوز تمنى حينها أنها لم تستمع كلماته ابدا
خرجت عندما تلألأت مقلتيها بالدموع من جموده فأردفت
– آسفة.. قالتها ثم غادرت متجه للمرحاض سريعا
وقف بغضب شديد يعنف حاله عندما شعر بضعفه ولم يفلح في كبح جماحه أمامه وفقد السيطرة بالكامل.. مسح على وجهه بعنف كاد أن يقتلع جلده… ثم بدأ يتنفس بهدوء عله يعبأ رئتيه بالهواء بعدما امتلأت من رائحتها العبقة الذي شعر بها تحاوطه
❈-❈-❈
عند ربى وعز
جلس يضمها لأحضانه وسألها بهمس
– كويسه حبيبتي دلوقتي…
اومأت له ايجاب بخجل دون حديث
ارجع رأسه مستندا للخلف مستندا على الفراش مغمضا عيناه فمازال شعور الخوف من فقدانها يسيطر عليها
رفعت رأسها تنظر إليه وإلى حركاته الأنفعالية التي حاول أن يسيطر عليها أمامها اعتدلت بجسدها تملس على خديه
– زيزو انت نمت ولا إيه نسيت انك هتحميني
فتح عيناه ينظر إليها بصدمة.. ثم ظل يقهقه بضحكات صاخبة ويضرب على كفيه
– وحياة ربنا انا هدخل مستشفى المجانين يارب صبرني
كزت على شفتيها السفلية واردفت بدلال
– بطل ضحك.. عشان ضحكتك حلوة
دنى من وجهها وتحدث غامزا بعينيه
– بقولك ياروبي ماتيجي اغرقك في البحر.. عشان أشوف غرقان من نوع تاني
لكمته بصدره وحاولت التملص من قبضته
– اتلم ياعز انت كدا ياحبيبي الحبوب دي مش هتعمل معاك حاجة دا إنت عايز جميع الوسائل
رمش بعينيه عدة مرات يحاوب استيعاب ماتقوله ثم رفع ذقنها وتسائل مستفسرا
– اوعي أكون فهمت غلط.. والله هعملك قتيل.. يخربيتك يابنت جواد دا أنا لسه عريس
ابتسامة جذابة خرجت من ثغرها حتى كست حمرة الخجل وجنتيها مما جعلها حورية ساحرة ستؤدي به للهلاك لا محالة
– ماهو مش معقول كدا ياعز.. دا انت يابني
قاطع حديثها عندما دفعها على الفراش وحجزها بين ذراعيه.. وابتسامة خبيثة وعيون راغبة بزوجته
– طيب قوليلي فيه راجل عاقل يكون معاه حورية البحر ويكون مؤدب.. وبعدين وسايل إيه ياهبلة دي اللي عايزاها تنفع مع عز..وحياة عمو جواد لأرجعله بحفيد… قالها غامزا بعينيه.. لم تدر بنفسها إلا عندما انتشلها لعالمه الخاص.. عالم ساحرا شغوفا بالعشق لكلاهما
عند أوس
يجلس يعمل على جهازه المحمول قاطعه اشعار لهاتفه.. فتح هاتفه إعتقادا من زوجته ولكن جحظت عيناه عندما وجد ريان في مؤتمر صحفي ويوجد العديد من القنوات والمجلات الأخبارية
جلس ريان أمامهم وتحدث بثبات
– طبعا حضراتكم عايزين تعرفوا ليه المؤتمر دا.. عشان اجوبكم على اسئلتكم
استدار ينظر لجهة الصحفي الذي سأله
– فيه اخبار مسربة إن ابن حضرتك الكابتن بيجاد المنشاوي على علاقة غير شرعية بزميلة له في الضيافة
اجابه ريان بهدوء رغم شعوره بالغضب
– انا ابني مالوش علاقات غير شرعية.. وصاحبة الشأن معايا هنا.. دي مراته من فترة وانفصلوا ورجعت وكالطبيعي إنها ترجع لجوزها بعد ماانا عرفت إن ابني له ولد..
تنهد بهدوء وأكمل
– ايوة كان متجوزها في السر وقبل ماتسألوا دي حياته الخاصة ومينفعش ادخل فيها
اتجهت احدى الصحفيات وسألته
– وغنى الألفي هترضى بزواجه المفاجئ.. طبعا احنا متابعين أخباركم وعرفنا فيه انفصال بينها وبين جوزها بعد ماعرفت أنه على علاقة بأخرى
أجابها ريان
– بيجاد وغنى الألفي انفصلوا من فترة ودا مش بسبب علاقته زي ماحضرتك قولتي لا اللتنين مش متفقين ودا بيحصل كتير
– يعني غنى الألفي إطلقت من بيجاد المنشاوي بسبب انها مبتخلفش زي ماسمعنا
– أيوة.. أجاب بها ريان بهدوء واكمل وكل الشراكة اللي بينا انتهت.. يارب تكون الاجابة وصلت.. احنا انفصلنا مش جواز بس لا.. حتى الشغل.. يعني شغلهم لوحده وشغلنا لوحده
نهض ريان بعدما تدخل بعض الصحفيين بأسئلة غير منطقية ثم أردف
– الاخبار المهمة قولتها.. بلاش تفاصيل في حياة الأخرين.. غنى بتخلف ولا مابتخلفش دا هي تجاوبه.. ابني هيرجع مراته ام ابنه وبس الأسبوع الجاي وكلكم معزومين على الفرح
انتهى اللقاء.. اتمنى تعذروني عن باقي الأسئلة الغير منطقية.. وعندكم والدة الطفل ومرات ابني اكدت لكم إنهم كانوا متجوزين.. يعني معملتش تحاليل نسب ولا حاجة.. بعد اذنكم
صدمة بل صاعقة أصابته بقوة حتى شعر بفقدانه الوعي وهو يهذى ببعض الكلمات
– ايه اللي بيحصل.. بيجاد كان متجوز وعنده ابن.. واعترف بيه.. هز رأسه رافضا ثم تناول هاتفه يتحدث
– ياسمين ايه اللي بيحصل.. وازاي والدك يقول كدا..
انسدلت عبراتها وهي تضع رأسها بأحضان والدتها ولم تقو على الحديث
امسكت نغم الهاتف وأجابت:
– أوس ياسمين تعبانة دلوقتي حبيبي ممكن تتصل كمان شوية.. احنا رايحين الغردقة.. لما نوصل هنكلمك
دلف صهيب بهذه الأثناء يسأل على جواد
خرج أوس بعدما استمع لصوته
– عمو صهيب هو فيه بيحصل بالظبط.. انا لسة شايف المؤتمر الخاص بعمو ريان
اقترب صهيب وتسائل
– باباك فين.. ماهو انا برضو مش فاهم ليه ريان عمل كدا.. دا كدا نزل اسهم الشركات بالأرض.. لكم المنضدة وصاح
– ماهو اكيد ريان مش مجنون عشان يعمل حركة زي دي يضيعنا كدا
سقطت كلمات صهيب فوق مسامع اوس كسقوط نيزك
– يعني عمو ريان عايز يحطمنا.. دا الاجابة الوحيدة من طريقته دي.. وليه مقتنع ان الولد حفيده.. رغم بيجاد اكدله.. ليه اتسرع وليه مؤتمر صحفي كبير كدا.. لا فيه حاجة غلط
ارجع صهيب خصلات شعره للخلف وهو يدور كالمجنون وخاصة بعد دخول حازم وسيف
– ايه كم الصحفيين اللي برا دول ياصهيب.. وايه اللي ريان عمله دا.. معقول يخسف بينا كدا
ركل صهيب المقعد بقدمه وصاح بغضب
– معرفااااااش قالها بغضب.. ليه ريان دمرنا بالطريقة دي.. وليه اعلن انفصال ابنه عن بنتنا
❈-❈-❈
عند بيجاد وصل لمنزله وجد كم هائل من الصحفيين أمام منزله.. اسرع البعض إليه
– كابتن بيجاد المنشاوي عرفنا من والد حضرتك حقيقة انفصالك عن غنى الألفي.. وانك كنت متجوز من تاليا المرشدي وعندك ولد..
هزة عنيفة أصابت جسده وهو ينظر إليهم بعجز وجهلا معا.. لا يعلم ماذا يفعل
اتجه سريعا لسيارته واستقلها
عند جواد بعد تركه لغنى تذكر عندما فتحت عيناها ووجدت والدها ووالدها أمامها
– بابي انت هنا.. امسكت غزل كفيها تقبلها
حمدالله على سلامتك ياقلبي.. كدا تخضي ماما ياغنى
ابتسمت لها
– آسفة يامامي انا محستش بنفسي بعد ماسمعت بيجاد وهو بيحلف أنه هيتجوز
ضمتها والدتها عندما بكت بقوة
– ماما مش قادرة أعيش من غيره.. حاولت ومش قادرة ياماما.. أنا خلاص هرجع وراضية أكون زوجة تانية
جذبها جواد من أحضان والدتها ممسكا وجهها بين كفيها ثم أردف بغضب
– مش بنت جواد الألفي اللي تكون بالضعف دا.. فوقي كدا ياغنى.. دافعي عن جوزك مترضيش بالأمر الواقع.. وعايز اكدلك حاجة
– انا لو كنت شكيت في بيجاد لحظة كنت مستحيل اخليها يكمل جوازه..
مسح دموعها
– عندي امل كبير يابنتي ان الولد ميكونش ابنه.. وكمان تمسكه بيكي المفروض يخليكي تحاربي مش تضعفي وتتخبي زي ال عامل عملة
جذبها لأحضانه وأكمل:
– الولد بيحبك إنت بجنون دا عايز يقتلني صدقيني.. دا وانتِ لوحدك تخيلي بقى لو عرف إنك حامل.. وحياة والدتك دي.. لو عرف هيجيب طبنجة ويفرغها كلها فيا
اختلج صدرها الكثير من المشاعر بعدما استمعت لحديث والدها
– حضرتك قولت حامل.. هي مين دي يابابي
ابتسمت غزل بحبور وتحدثت بسعادة
– ايه ياغنى مش واخدة بالك من بابي اللي شكله صغر عشرين سنة بعد ماعرف اميرته حامل وهيبقى جد كمان
بس هيكون احلى جد.. حبيبي ياجدو جواد
قالتها بدلال اشعل رغبته فقال بخفوت دغدغ مشاعرها
– وأحلى نانا وتيزا ياحبيبة قلبي إنتِ
لم تدر غنى بما يدور حولها من غزل والديها ببعضهما.. وضعت يديها على أحشائها وهمست بابتسامة:
-أنا حامل.. والله حامل.. يعني هيكون ليا ابن من بيجاد
ضحك جواد بصخب على ابنته ثم ضربها بخفة على رأسها
– ايوة ياختي حامل من الزفت ال ربنا يصبرني عليه بعد مايعرف هيتحول لمجرم وانا ضحيته
ضحكت غزل وهي تنظر لزوجها حتى ادمعت عيناها وتحدثت قائلة
– طيب خليه يقرب منك كدا وأنا اكله واقرقشه
رفعت غنى حاجبيه وتحدثت ومازالت السعادة تطفو على وجهها
– لا ياماما بلاش تكوني قاسية بيجاد حنين والله.. هو نرفوز شوية، لكن مستحيل يأذي بابا
أشار جواد لغزل
– بقولك يازوزو تعالي عايز اباركلك على انك هتكوني تيزا جميلة كدا.. وسيبك من بنتك اللي هيمانة بابن المنشاوي دا
هزت رأسها وهي تضحك
– قوم ياحبيبي شوف شغلك.. قاطع حديثهما رنين هاتفه
– ايوة ياعثمان
– فيه هجوم على مزرعة باسم ياحضرة اللوا… ودي ناس متدربة كويس
تحرك وهو يشير لزوجته
– غزل خلي بالك منها.. وبلاش بيجاد يعرف دلوقتي.. أنا مضطر أرجع القاهرة حالا.. سلام يانَاناَ.. قالها وهو يرسل إليها قُبلة بالهواء
خرج من شروده على رنين هاتفه
– أيوة ياعثمان أنا لسة في إسكندرية
– معرفش فيه حاجة غلط بتحصل ياحضرة اللوا.. باسم مش عارف اوصله.. والراجل بتاعنا بيقول رايحين المستشفى
معرفش بيدورا على ايه
اغلق جواد بعدما تحدث
– أمن المستشفى كويس.. وأنا هعمل اتصالتي.. ازاي قوة جهازنا مش عارفين تسيطروا عليهم ياعثمان هو أنا لازم اعمل كل حاجة
امسك هاتفه وهو يبتسم بسخرية
– لما اشوفك يابيجاد هتعمل ايه لما تعرف مراتك حامل.. ومش عارف توصلها
قام بالرنين على هاتفه.. كان بيجاد يقود بسرعة جنونية متجها لوالده… استمع لرنين هاتفه… فتح الخط واجابه
– متقولش انك عرفت الأخبار وجاي تطلع غلبك فيا وحياة ربي لسة عارف دلوقتي.. ولازم اهد المعبد عليك وعلى ابن المنشاوي،
لم يدر بما يقوله بيجاد ورغم ذلك اطلق ضحكات صاخبة مما جعل الأخر يذهل منه حتى توقف بسيارته
– لا ماهو مش معقول تكون ليك نفس تضحك.. ياأما انك شمتان
بيجو حبيب قلبي والله يلآ أنا بحبك اكتر مابحب ام كلثوم
التو فم بيجاد بسخرية وهمس
– دا شكله نايم في العسل ماوصلوش الأخبار.. اجابه بدهاء وسخريه
حضرة اللوا جواد الألفي
– وأنا بحبك اكتر من حبي للعندليب.. ياله هات أخرك
اطلق جواد ضحكاته واكمل بذكاء
– عندي خبر يخليك تطير مكان طيارتك اللي عاملي فيها سبع البرمبة
زفر بيجاد بحنق شديد طاحنا ضروسه
– بقولك ياحمايا ياتقول ياتقفل وحياة بنتك دماغي فيها مليون حاجة
كز جواد على شفتيه وأكمل
– طيب لو قولت وحياة ابنك يلآ هتدفع كام
ارجع بيجاد خصلاته بعنف وصاح بغضب
– انا ماليش ولاد… ومش ناوي يكون ليا ولاد يارب ترتاح وتريح بنتك.. اللي وحياة ربي لما اقابلها لأخلص وجع قلبي منها
هدأ جواد قليلا وتحدث بهدوء
– بيجاد أنا بتكلم جد… مبروك يابيجو هتكون أب، وربنا يتمم حملها.. انا مش قاسي ولا وحش زي ماحضرتك بتقول
❈-❈-❈
نظر من نافذة السيارة وأكمل حديثه بإبانة
– غنى بعدت عشان تاخد قرار صح وبس يارب تحترم رغبتها يابني.. ومبروك للمرة التانية وصدقني بكرة هكلمك وابعتلك عنوانها وترحلها عشان كدا لازم تصفوا لبعض مينفعش انها تفضل معاندة بالبعد كدا.. ودا من شطارتك وحبك ليها.. قالها جواد ثم اغلق الهاتف
توقف بيجاد يردد حديثه
– انا مفهمتش الراجل دا بيقول ايه.. والله شكله ناوي يموتني.. يايجنني.. مش فاضيلك ياحمايا دلوقتي.. اشوف ابن المنشاوي دلوقتي وبعدين ارجعلك يابن الألفي.. ربنا يصبرني عليكوا
قام جواد الأتصال بجاسر
– انت فين دلوقتي ياجاسر
– إحنا في المستشفى يابابا.. مرات عمو باسم فقدت الجنين وحالتها خطيرة
– “جنين ” تسائل بها جواد
مسح جاسر على وجهه بغضب
– أيوة للأسف كانت لسة حامل.. وفيروز قاطعه جواد
– اخرجوا من المستشفى فورا ياجاسر وأنا في الطريق.. و خد فيروز عندنا في البيت.. وكمان خلي باسم يودي حياة عندنا.. ولو اتقابلت مع بيجاد بلاش تهور
قاطعهم إتصال صهيب
اقفل دلوقتي وهكلمك تاني
ايوة ياصهيب قالها جواد بعدما توقف على جانب الطريق
– جواد انت فين؟
قطب مابين جبينه وتسائل
– فيه ايه يابني ماتقول على طول
– شوفت ريان عمل ايه
زفر جواد بغضب ثم صاح
– صهههههيب أنا مش فاضي للألغازك قول إيه اللي حصل؟
قص له ماصار مما جعل جواد يقود سيارته عائدا لمنزل ريان الذي يبعده ببعض الكليومترات

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!