رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء السادس والعشرون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت السادس والعشرون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة السادسة والعشرون
و قالوا : ما الوجع؟
قلت : إسألوا قلبا عشق قلبا ليس له فيه نصيب
قالوا : ما الشوق ؟
قلت : إسألوا روحا تحن لروح لقائهما مستحيل
قالوا : ما الحب ؟
قلت : إسألوا شخص يدعوا لحبيبه بالسعادة
رغم أنه لغيره حبيب
قالوا : ماالعشق ؟
قلت : إسألوا قلما كتب لحبيب وهو عنه بعيد
❈-❈-❈
وصل جاسر لأقرب مشفى ودلف سريعا وهو يحملها بين يديه يصرخ بالردهة
-دكتور بسرعة… أسرع إليه المسعفون بالفراش المتنقل وضع فيروز عليه ودموع محتجزة بعينيه.. ظل يسير خلف المسعفين يمسك بيديها.. تبا لقلبا ضعيفا ينخر وجعا لمن آذاه وآدماه
جلس ينتظر بالخارح بوجه يكسوه الحزن.. يمسح على وجهه بعنف كلما تذكر حالتها وماتوصلا كلا منهما
رجع بجسده يستند على الجدار خلفه..الخوف يتملك منه يدعو الله في قلبه أن يمر الأمر دون خسارتها فهي نبض روحه المأنونة..أغمض عيناه يتذكر ذاك اليوم الذي جعلت قلبه ينبض بها عشقا
فلاش باك
دلف إلى الشقة وجدها تجلس وبعض شرائح البيتزا أمامها.. تأكل كالأطفال بعدما ترك الطعام أثارا على شفتيها.. تشاهد فيلما كارتونيا تندمج معه حتى إنها لم تشعر بوجوده.. وقف يتابعها بأنظاره.. ترتدي ثيابا بيتية كان قد ابتاعه لها.. عبارة عن كنزة باللون الوردي يظهر بياضها الناصع.. وعيناها التي تشبه الزمرد ببنطال واسع بعض الشى ولكن يظهر منحنيات جسدها بسخاء
ظل واقفا يعقد ذراعيه على صدره وستند بكتفه على الجدار.. وللمرة الأولي يشاهد جمالها الخلاب الذي سرق لُب عقله وقلبه.. ثغرها المرسوم كنعقود عنب ووجهها الذي يضاهي ضوء القمر.. وخصلاتها الذهبية المتموجه التي جعلتها كحورية بحر
اطبق على جفنيه متلذذا بمنظهرها البهي للعين.. الشهي للفم.. ابتسم بخفوت، يستغفر ربه على ماوصل إليه من تلك الجنية الذي ألقاها القدر أمامه
أثناء وقفته الصامته التي صورتها عيناه وقلبه تلك اللحظات انتابه شعور بضمها عندما أحس بإشتياق يضرب أوصاله اتجاهها.. هز رأسه رافضا فكر شيطانه
حمحم حتى تنتبه له.. رفعت بصرها ثم نهضت تمسح فمها بكفيها كالأطفال
– جيت إمتى محستش بيك
ابتسم متحركا إليها وتسائل ينظر حوله
– فين دادة علية؟
أجابته بابتسامة خلابة
– قالتلي حضرة الضابط جي.. وهروح أعمله المحشي اللي بيحبه.. بتحسسني إنك وحيد ومالكش عيلة وقاعد وسطيهم..دا أنا اللي أستاهل الأهتمام دا
ضيق عيناه وتسائل ينظر بخبث إليها
– إنتِ بتبصي لي في حب دادة علية وبعدين ماهو أحنا عيلتك وبنهتم بيكي.. دا أنا بقيت أجي هنا وأشوف دادة علية أكتر من أمي
ابتسمت له بخجل ورفعت بصرها تنظر لعيناه التي سقطت صريعة بعشقه
– بس أنت برضو بتوحش دادة علية أوي.. ممكن يعدي بالأيام لما تفتكرها
ابتسم تلقائيا عندما إستمع لكلماتها الغير صريحة.. فأجابها
– ودادة علية بتوحشني أوي.. عرفيها مابتفارقش خيالي..
كأن كلماته اثلجت قلبها من دقاته العنيفة ونيران اشتياقها له.. ودّت لو نهضت وألقت نفسها بأحضانه كي تشبع من رائحته التي تنعش روحها.. قاطعت حوار العيون دادة علية عندما أردفت:
– والله وإنت ياحبيبي بتوحشني أوي.. وبحس بغيابك.. متغبيش عني تاني ياقرة عيني
ابتسم جاسر من قلبه ووقف يقبّل يديها.. فهو يعتبرها كوالدته التي ربته.. فهي التي كانت تتولى تربيته ورعايته عندما كان يذهب بالأيام يقضيها عند باسم… فكان جواد يصاحب جاسر إليه ليقضي عنده بعض الأيام بعد موت ولده
ابتسمت فيروز على علاقة الحب بينهما..
تراجعت علية تقول:
– هجهزلك الغدا حالا عملالك ورق عنب وبط كمان.. وحمام
برق عيناه يضع يديه على صدره
– ياحوستي محشي وبط وحمام.. ليه هو أنا عريس.. دا أنا اخري أجري ورا حرامي
قهقهت فيروز على كلاماته.. مما جعل طلتها بضحكاتها تخترق قلبه ليعلن إنها ملكته وحده
رفع حاجبه بسخرية ينظر إليها قائلاً
– ياه لدرجادي كلامي ضحكك.. ماهو مش معقول يعني أكل دا كله.. رفع حاجبه ينظر لشطيرة البيتزا التي أمامها وأكمل مستطردا:
– لا وكمان هاكل لوحدي.. شايف حضرتك اتغديتي
نهضت تهز رأسها وتضحك:
– لا دي كانت تصبيرة.. لحد ما دادة تكمل الأكل.. هو أنا اقدر برضو أخليك تاكل لوحدك
أسبل جفنيه يحاول الثبات أمام جمالها الذي سلبه بالكاملا أبعد نظره عن عيناها عندما وصلت تجلس بمقابلته ومازالت ابتسامتها على وجهها فتحدثت:
– “جاسر ” قالتها بصوتا هادي.. جعل دقاته تتصاخب بضجر داخله حتى كادت تخرج من بين ضلوعه
رفع وجهه إليها فتلاقت زمردتيها برماديته التي توهجت من كثرة مشاعره فشرد بشفتيها الوردية التي تشبة حبة الفراولة ودّ لو يتذوق طعمها.. ابتلع ريقه بصعوبة محاولا تمالك أعصابه.. وذاد الأمر صعوبة عليه بعدما أمسكت كفيه بكفيها الرقيق وتحدثت:
– فيه موضوع مهم لازم تعرفه.. سحب كفه سريعا عندما شعر بسريان تيار كهربي ألهب جميع حواسه… نصب عوده وتحرك متجها للنافذة ينظر من خلالها.. علّه يجد نسمة هواء تهدأ من نيرانه الذي شعر بها من اقترابها منه.. رغم إنهما بفصل الشتاء
تحركت تقف بجواره.. تنظر إليه علها تشبع روحها الهادرة الضائعة التي أودت بها والدتها بغيبات الجب.. وقفت بجواره تنظر من الشرفة على تساقط الأمطار وتحدثت:
– أنا كلمت ماما النهاردة بعد ماعرفت من عمو باسم إنها نزلت صورتي على التواصل الإجتماعي بدّور عليا.. قولتلها أنا سافرت الساحل مع حد قريب من صحابتي عشان متحاولش تدور عليا…
إتجه بنظره إليها وتسائل:
– وهي صدقتك بالبساطة دي
ترقرق الدمع بعيناها ورفعت بصرها وتحدثت بشفتين مرتجفتين:
– هي عملت نفسها مصدقاني.. وحاولت بدور العطف معايا عشان أرجع..بس أنا عارفة تفكيرها في أيه
قطب مابين حاجبيه وتسائل:
– إزاي كلمتيها أنا مقولتش بلاش تواصل بيها..أمسكت كفيه وأردفت بدموع:
– متخافش كلمتها من تحت..خرجت مع الدادة وهي بتشتري حاجات البيت وكلمتها عشان تبعد عني وماتتحطش في مسؤلية بعد كدا…ضغطت على كفيه بيديها الأتنين وأكملت باعين تغشاها الدموع:
– أنا مش عايزة أمشي من هنا خلاص.حاسة البيت دا بتاعي ومش ناوية أتنازل عنه.. مهما كلفني الأمر
خرجت الكلمات كالسهم نفذ لصدره ليحترق قلبه.. عندما تذكر حديث باسم عن هويتها وسيكون رفض والده قاطع بالنسبة إليه.. وطلبه بالبعد عنها.. ولا يشغل قلبه بها
لم ترحم فيروز قلبه وتصارعه مع حديث باسم بالبعد عنها.. رفعت كفيها تضعها على وجنتيه.. حتى اصطدم بوجهها القريب وفيروزتها التي خدرته بالكامل فبعث لجسده قشعريرة لذيذة وأكملت لتضيع ماتبقى من تماسكه عندما اقتربت للحد الغير مسموح واختلطت أنفاسه بأنفاسها:
❈-❈-❈
-” تفتكر ياحضرة الضابط أنا ممكن أتنازل عليك بعد ماشوفت نظرة الحب دي في عينك ” قالتها وهي تحاول الأقتراب من شفتيه ولكن ارجعها رنين هاتفه الذي صدع بالمكان… اهتز جسده بالكامل وتناول هاتفه خارجا سريعا من شقته.. ونيران صدره تحرقه بالكامل مما صار..و بدأ يحادث نفسه:
– من إمتى وقلبي ضعيف كدا… مسح على وجهه وتحرك لسيارته ودقات عنيفة بقلبه كلما تذكر تلامس شفتيها.. كيف رضي بذاك لولا هاتفه كان سيصير مايخشاه منذ وقعت عيناه عليها..
صدح الهاتف مرة أخرى في رنينه.. فتح زر قميصه يحاول تهدئة نفسه.. ثم رفع الهاتف ليجيب:
– أيوة ياعمو فيه حاجه
ابتسم باسم وهو يجلس يناظر حياة وماتفعله بالحديقة مع قطتها
-حبيب عمو ياحلو إنت.. فيه موضوع لسة وصلني النهارده بخصوص الفيروز تبعك
توقف عما كان يفعله وأستمع إليه بإهتمام كأن أسمها يعطي للحياة معنى
– سامعك!! قالها جاسر بهدوء رغم ضجيج قلبه
أجابه باسم
– مالك ياجاسر… فيه حاجة ياحبيبي
تنهد بألما بما يشعر به.. حينما وصل إليه شعور بالصعود إليها مرة آخرى وسحقها بأحضانه حتى يشبع روحه وأنفاسها التي سلبت عندما تركها
أرجع خصلاته للخلف ويشعر بتمزق روحه عندما تركها وغادر وهو يعترف أنه وقع بحبها وقوعا عنيفا تنهد ثم أجاب باسم:
عمو أنا تعبان اوي مش قادر أتنفس حاسس إني مخنوق أوي.. عايز أروح أحكي لبابا كل حاجة لكن هو مشغول بفرح غنى اللي بعد أسبوع غير مرضها
– انت فين ياجاسر؟ تسائل بها باسم
– قدام الشقة ياعمو..
زفر باسم بغضب كان يعلم أنه سيقع بغرامها وحاول منعه ولكن كيف المنع للقلب من الوقوع بالغرام
– تعالى عندي.. نقعد شوية ونتكلم فيه موضوع ضروري لازم تعرفه
ابتسم جاسر بسخرية
– دادة علية عاملة محشي وبط وحمام.. يعني لو مشيت إنت عارف ممكن تقاطعني سنة كاملة
قهقه باسم عليه وأردف:
– لا كدا أنا اللي جاي لدادة علية مسافة الطريق أكون عندك.. بس فيه موضوع ياريت تسأل عليه فيروزتك قبل ماآجي
ابتسم بسعادة تغمره عندما خصها باسم له وأردف
– “فيروزتي” ضحك باسم بسخرية
– فيروزتك طلعت متجوزة ياجسورة من ابن عمها ياحبيبي
هزة عنيفة أصابت جسد جاسر بالكامل.. كأن صاعقة ضربته بقوة فارتطدمت بجسده حتى أدمته فنزف قلبه وللحظة توقف الزمن وثبت دوران الارض تحت أقدامه.. أغمض عيناه بقهر
لم يشفق عليه باسم وأكمل حديثه الذي شقه قلبه لنصفين
– وعرفت ابن عمها دا كان حبيبها من صغرهم بس أبوها لما مات راحت قعدت مع جدتها وهي عندها خمستاشر سنة ولسه راجعة من خمس سنين بس اتكتب كتابها عليه بعد وفاة أبوها بسنة واحدة ليه بقى ياجسورة خد التقيلة دي
– أبوها كتب كل حاجة باسمها ومخلاش لأمها ولا مليم.. ليه ياترى، عشان أبوها عرف إن أمها كانت بتخونه مع اخوه
قهقه باسم بسخرية
– يعني عيلة تزيدك شرف ياحبيبي.. فوق يلآ وبلاش البت تلعب بقلبك حتى لو هي مش زيهم بس تاريخ العيلة أسود تفتكر جواد الألفي لما يعرف دا هيسكت..
هدأ باسم قليلا ثم تحدث
– أنا عارف البنت حلوة وممكن تكون بريئة ماهو مفيش حد بيختار أهله لكن توصل إنها تكذب بموضوع جوازها دا مصيبة يخلي دماغنا تلف.. وكمان هروبها من البيت وراه سر تاني غير تعذيب عمها.. دلوقتي أنا حطيت الخيوط كلها في ايدك حبيبي ياريت تحلها ياجاسر من غير ماتأذي نفسك
خرج من شروده عندما خرج الطبيب من غرفتها… نهض سريعا ينظر للطبيب
– إيه الأخبار يادكتور؟
نظر إليه الطبيب بتقييم وتسائل:
– حضرتك تقربلها إيه؟
زفر جاسر وود لو يطبق على عنقه.. ورغم ذلك أجابه:
– أنا خطبيها… عدل الطبيب من وضع نظارته وأجابه:
– مفيش حاجة خطيرة هبوط حاد في الدورة الدموية… شكلها ماكلتش من فترة غير ضغط نفسي كمان.. آه وكان نوبة قلبية عادية.. بتيجي من كتر الضغط على الأعصاب..
قطب جاسر مابين حاجبه
– دا وشها إزرق وشفايفها
– قولت لحضرتك دي كانت نوبة قلبية بعد الضغط على أعصابها.. ممكن المريض يوصل لفقدانه للحياة.. يعنى نفسي وجسدي دا اللي وصلها لكدا.. لكن هي حاليا جسديا كويسة جدا… ألف سلامة عليها.. قالها الطبيب وتحرك
دلف وجد الممرضة تقوم بتوصيل المحاليل.. رفع نظره إليها وجدها تنظر بشرود لنقطة وهمية.. خطى ببطئ إلى أن وصل وجلس بجوار الفراش.. غصة كبيرة أحكمت مجرى تنفسه عندما وجد ذبول بشرتها وشحوبها
❈-❈-❈
صمتا مقتولا ساد بينهما ورغم الصمت انظاره عليها ترسم تفاصيلها بأشتياق.. حقا لقد تمزق قلبي ببعدك ووعدت نفسي بالأبعاد وجعلكِ سرابا ولكن ماذا أفعل لذاك القلب اللعين الذي فقد الحياة ولم يتمنى سوى نظرة من عينيكي التي ترسل بهجة لقلبي المسكين.. كيف أعتاد البعد وأنا أحبكِ حباً..
يسمعه الأصم ويبصر به الكفيف…
ويزهر الزهر في الخريف….
ويتراقص بأنغامه العاجز،….
إنكِ الشيء المتعمق بي…
الشيء المنعقد في نصف قلبي….
وابدا لن يغادر…
أطبق على جفنيه ثم تنهد بوجع..ثم ابتلع وجعه منها.. وبهدوء ظاهري ونبرة عميقة وعيناه مازالت تبحر فوق ملامحها
– فيروز عاملة إيه دلوقتي؟
بكت بقهر يتيمة لم تجد مايهون عليها آلالامها.. نهض متجها إليها.. يربت على خصلاتها
– إشش إهدي.. خلاص مش زعلان ومش هعمل حاجة.. هرجعك لأهلك لو دا يرضيكي
تشبست بقميصه ودموعها تسبق كلماتها
– جاسر أحضني.. أحضني أوي.. أنا بردانة
هز رأسه رافضا كلاماتها وتحدث بهدوء رغم شعوره بالضياع من كلاماتها.. صاح بالممرضة التي هرولت إليه وتحدث قائلا:
– اديلها أي مهدئ لو سمحتي.. مش شايفة إنهيارها وبتقول بردانة.. إيدها ساقعة ومتلجة ليه؟
فحصت الممرضة محلولها وأردفت
– آسفة الكانولا مكنتش واصلة كويس.. المحلول فيه مهدى هيخليها تنام متقلقش، هي كويسة والبرد دا من ضعفها وقلة اكلها
سلامتها يافندم.. قالتها وتحركت
جلس أمامها على الفراش والخوف يلتهم قلبه كما تلتهم النار سنابل القمح…
احتوى كفها بين راحتيه وحاول الحديث بهدوء منافي للموقف
– فيروز ممكن تبصيلي
ظلت كما هي تنظر بشرود.. رفع ذقنها بأصبعه ينظر لفيروزتها
-ممكن أعرف مالك وزعلانة ليه.. زعلانة عشان جبتك من مكانك، خلاص إنسي هرجعك مكانك.. صمت للحظات ينظر إليها..اصطنع ابتسامة بمهارة وأسترسل
– اعتبري مجتش ولا شوفتيني..أنا كنت فاكر حاجة تانية وجيت لك عشان اتأكد منها..
مطت شفتاها بحزن ونظرت للأسفل..ماذا تبرر عن هروبها وكسره بتلك الطريقة
رفعت كفيه الذي كان يمسكها وقبلتها فجأة
وهي تتحدث
– “حبيبي سامحني”
ذُهل جاسر من حركتها..نهض كالملسوع عندما أذهبت عقله وجعلت قلبه كنيران
هز رأسه رافضا مافعلته
تحرك للخارج عندما فقد السيطرة على نفسه ولكن تسمر بمكانه عندما تمتمت
– والله حبيتك أكتر حاجة في الدنيا..للأسف جتلي في الوقت الغلط.. عملت كدا لما هددوني بقتلك.. دخلوا المزرعة بالليل وكانوا هيموتنا أنا وحياة في يوم كان باسم مسافر..وخيرونا بين موتكم وبين نقل معلومات عن القضية اللي ماسكها باسم وعثمان عشان فيها ناس تقيلة أوي..حياة رفضت في الأول لكن لما صوروك وانت قاعد مع باسم وفي كافيه وحد مصوب سلاحه على راس باسم..حياة صرخت وقالت خلاص هتعمل اللي عايزينه.وقالت هي اللي عايزة تاخد حقها بأيدها.أنا رفضت .. لولا تدخل حياة واوهمتم إنها بتنتقم من باسم عشان لعب بيها.. عمي حلف ليقتلك إنت وعمو باسم لو هي بتلعب بيهم.. وضحك بإستهزاء وقال:
أنا دخلت مزرعته في وسط حراسه.. وخيرني بين موتك وبين إني أبلغ عليك إنك خطفني.. وزرعوا كاميرات في كل مكان عشان يراقبوا باسم ويعرفوا كل حاجة عن القضية بما إنك طرف فيها.. حياة اوهمتهم إنها بتكره وكدا كدا هي هتهرب منه..
رجع جاسر يجلس على المقعد يستمع إليها بذهول.. يحبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب في جسده حتى لا يصفعها بقوة
رفعت بصرها تنظر إليه وشعور بالخدر بأوصالها أكملت بجفنين مرهقين:
– طبعا محطوش الكاميرات قدامنا.. إحنا عرفنا بالصدفة بعد مامشيوا وأنا وحياة بنحاول نفكر إزاي نخرج من المزرعة من غير مانأذي باسم ونأذيك.. بلعت ريقها الجاف وأكملت:
– اصل حياة كانت متفقة معايا في الأول ألعب عليك زي ماباسم لعب عليها.. بس حبيتك.. وحبيتك أوي ورفضت كلامها
جاسر أنا بحبك.. قالتها ثم ذهبت بنومها بسبب المخدر
بالساحل بالشاليه عند باسم
وضعت رأسه على ركبتيها تصرخ بإسمه
– باسم إفتح عيونك.. حبيبي افتح عيونك… أوعى تسبني.. باسم قوم أنقذ إبنك.. حبيبي أنا حامل والكلب مدحت ضربتني في بطني.. ظلت تصرخ بأسمه وتهزه بعنف:
– بقولك قوم إنقذ ابنك انت إيه مبتسمعش
صرخت بقوة عندما أشتد الألم وذاد نزيفها بقوة وشعرت بدوران يصفعها حتى كادت أن يغشى عليها
في هذه الأثناء استمعت لرنين هاتفه… اخرجته بيد مرتعشة وفتحت الخط سريعا وبدأت شهقاتها بالأرتفاع عندما استمعت لصوت جواد:
– باسم بعد ماترجع لازم نقعد ونتكلم.. عايزك تسامحني مكنش قصدي ازعلك.. ولكنه توقف عندما استمع لشهقاتها… وضعت يديها على فمها وهي تمنع صوتها
– “باسم” مدحت العتال ضربه بالنار… الحقه ياعمو جواد،باسم هيموت… قالتها بأنفاس مسحوبة
ترنح جواد للخلف بأعين جاحظة مما إستمع إليه.. وبأنفاس مرتجفة ولسان ثقيل تسائل
– هو عايش ؟… معرفش
صرخت بها حياة من شدة الآلام التي شعرت بها
خرج جواد سريعا بروح محترقة وقلبا يتمزق ألما.. تقاومه رغبه عارمة بأن يكون له جناحين حتى يصل بسرعة البرق إليهما… رفع هاتفه سريعا وقام بحجز طائرة خاصة.. ثم قام بإلاتصال وأبلغ عن مكانهما.. وفي خلال نصف ساعة كان جواد يقف أمام غرفة العمليات ويكاد قلبه يتقيأ دما على صديق عمره… وصل إليه صهيب وحازم بعدما علموا بالخبر… وجدوه جالسا بروح غائبة
ضمه صهيب يربت على ظهره عندما وجد دموع محتجزة بعينيه
– جواد هيقوم بالسلامة.. باسم مر بأكتر من كدا وعدى
لكم الحائط بقبضته وصرخ بصوتا باكي
– أنا السبب ياصهيب.. عملوا كمين وأنا زي الأهبل اللي بعتله عنونها.. مجاش في بالي إنهم هيموتوه هعيش إزاي أنا لو حصله حاجة.. حب يرد اللي باسم عمله في ابنه
آهة خرجت بحرقة من فم جواد وشعوره بالعجز يتملك منه
ربت صهيب وهو يدعوا ربه
– إن شاء الله يقوم بالسلامة
جذبه صهيب حتى يجلس..
– ممكن تقعد وتهدى عشان ضغطك… بينما حازم الذي توقف أمام غرفة العمليات يدعو ربه ألا يحزنهم على فقدان غالي آخر
جلس جواد ووضع رأسه بين كفيه.. جلس بكتفين متدهلين وكأن الدنيا دائما تعطيه كأسا من الوجع ليتذوقه على أقرب الأشخاص لقلبه.. هنا تذكر جاسر وكأن قلبه كاد أن يتوقف ليحدث له بما صار لباسم
رفع نظره لصهيب وبلسان ثقيل وعينين مغروقتين بالدموع عندما شعر بأنسحاب انفاسه
– شوف جاسر ياصهيب.. ابني معرفش عنه حاجة من إمبارح.. وضع يديه على صدره عندما شعر بألما بشقه الأيسر
جلس صهيب على عقبيه أمامه وتحدث بهدوء
– تمام.. أهدى ياحبيبي، هكلمه حالا.. لكن لازم تهدى.. أكيد هو كويس
رفع هاتفه وهو يدعو ربه بألا يصيبه مكروه فوضع جواد لا يتحمل حزن يكاد يصل بحياته للهاوية
– أيوة ياجاسر إنت فين ياحبيبي
خطف جواد الهاتف سريعا من باسم حتى يستمع لقرة عيناه استمع لجاسر
– أنا كويس ياعمو.. ساعتين كدا وهكون في القاهرة
– “جاسر” قالها جواد بتقطع
توقف جاسر الذي كان جالسا أمام غرفة فيروز حتى تفيق من غفوتها
– بابا حبيبي.. مالك، فيه حاجة؟
أجابه جواد وهو يمسح على وجهه
– أحنا كويسين… أتأخرت ياحبيبي فقلقت عليك.. ارجع بسرعة
هز جاسر رأسه وأجابه
– آسف ياحبيبي.. قلقتك، حاضر ان شاء الله ساعتين وهكون في القاهرة
❈-❈-❈
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)