Uncategorized

رواية دمية في يد غجري البارت الرابع والعشرون 24 بقلم سمسم

 رواية دمية في يد غجري البارت الرابع والعشرون 24 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الرابع والعشرون 24 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الرابع والعشرون 24 بقلم سمسم

وتين بعصبية:”انا بقولك مين دى جاوبنى يا” ثائر” ولا تكون الحلوة واحدة من معجبات ثائر بيه العمرى”
ثائر بغضب:”برضه بتعلى صوتك عليا يا “وتين” يلا ادخلى جوا حسابى معاكى بعدين على ان تعلى صوتك عليا وتتكلمى معايا بالشكل ده وانتى عارفة مبحبش حد يعلى صوته عليا ولا يعارضنى فى الكلام حتى لو كان مين”
وتين بعند وتمرد طفولى:'”وانا مش همشى من هنا ولا هسمع كلامك الا لما اعرف مين دى وبتعمل معاك ايه هنا فى الاسطبل يا “ثائر” بيه”
ثائر بغيظ:” انتى ايه حكايتك النهاردة انا مش بقولك ادخلى جوا كلامى يتسمع من مرة واحدة مفهوم ولا مش مفهوم يا وتين”
وتين باستهزاء:”ايه انت مضايق قطعت عليك خلوتك بالحلوة ولا ايه ولا مخلصتوش ضحك وهزار تحبوا اجبلكم عصير ليمون علشان القاعدة تحلو وتعرفوا تاخدوا راحتكم ولا اقولك انت خدها واطلعوا فوق انا خلاص صحيت والاوضة فاضية فوق هتعرفوا تتكلموا براحتكم أكتر جايز الحلوة وحشاك وعايز تشبع منها”
ثائر بذهول:” ايه اللى انتى بتقوليه ده لاء دا انتى اتجننتى بقى يا “وتين” وجرا حاجة لمخك انتى فى وعيك يا مدام”
وتين:”وكمان بتشتمنى يا محترم وتقولى اتجننتى جايز خلاص مبقتش عجباك يا ثائر بيه”
ثائر بأمر:”على اوضتك انتى فاهمة احسن وقسما بربى ماهتعرفى انا ممكن اعمل فيكى ايه دلوقتى يا وتين”
كانت تلك المرأة لا تفهم شئ مما يقولنه فهى عاقدة حاجبيها تنظر اليهم باستغراب شديد فملامح وجههم تدل على انهم ربما يتشاجرون نظرا لجلها بتلك اللغة التى يتحدثون بها عندما حاولت الكلام اشار اليها ثائر بالسكوت
وتين بعند:” انامش هروح على اوضتى واللى عندك اعمله يا “ثائر” وانت شاورت للحلوة تسكت ليه خليها تتكلم متخافش انا مبعرفش اللغة اللى بتتكلموا بيها”
ثائر:”كده ماشى تعالى معايا يا وتين”
نطق بعض الكلمات بالاسبانية لتلك المرأة ثم اعتذر منها مغادرا قابضاً على ذراع زوجته بقوة ألمتها كان يمشى بخطوات واسعة وكادت ان تقع اكثر من مرة بسبب جره لها خلفه فتح باب غرفتهم ادخلها الغرفة ينظر اليها نظرات غاضبة وعيون اصبحت تطلق شرار بسب تمرد تلك العنيدة التى لا تستمع إلى كلامه
ثائر:’انا عايز اعرف انتى ايه اللى جرالك النهاردة انتى اتجننتى يا “وتين” وايه تصرفات العيال اللى بتعمليها دى انتى جرالك ايه”
وتين:”تصرفات عيال عايزنى اشوف جوزى مع واحدة واقف اتفرج عليهم”
ثائر:’انتى ليه محسسانى انك قفشانى معاها فى وضع مخل او ان انا وهى لقتينا فى اوضة النوم بتاعتك ودخلتى علينا فجأة”
وتين:”بس دى كانت حاطة ايدها على دراعك بتعمل ايه”
ثائر:”هى مش قصدها حاجة كانت بتضحك فايدها لمست دراعى عادى زى نوع من الهزار مش اكتر انتى ليه فهمتى الموضوع غلط دا انا حتى محستش بلمسة ايدها يعنى مكنتش قافشة فى دراعى يعنى”
وتين:”فهمت غلط! وصوت الضحك اللى مسمع فى البيت كله ايه كانت بتقولك نكت يا محترم”
ثائر:”تصدقى انا غلطان ان انا بعاتبك اصلا يا” وتين” انا عايز افهمك الموضوع وهى تبقى مين بس الظاهر انتى مش عايزة تصدقى غير شوية اوهام فى دماغك وخلاص وسواسك صورلك حاجات ملهاش وجود بس براحتك يا “وتين” بس انا بقى مش هسمحلك تتمادى معايا فى تصرفاتك دى اللى ملهاش لازمة الظاهر دلعى فيكى اخدك عليا بزيادة بس وماله نصلح الوضع ده”
وتين بثقة:” هتعمل ايه يعنى يا” ثائر” ها قول هتعمل فيا ايه هتضربنى هتعاقبنى هتحرمى من المصروف قول هتعمل ايه علشان ابقى عارفة عقابى ايه ها سمعاك يا ثائر”
ثائر بغضب شديد:” انتى عارفة ان انا مبضربش ستات وانا ولا هعاقبك ولا هحرمك من المصروف بس هحرمك منى يا وتين”
وتين بدون وعى:” هتحرمنى منك يعنى ايه والله انا مش غصباك على حاجة انت اللى هتشتاقلى وهتجيلى لحد عندى يا ثائر”
ثائر:” وماله يا وتين انتى واثقة فى نفسك اوى بس مش انا مش علشان بحبك هجرى وراكى لاء انتى كده غلطتى فى العنوان لو حتى انتى الهوا اللى بتنفسه وضايقنى يبقى احسن ليا اموت ولا افضل مخنوق”
قال ذلك وخرج من الغرفة صافعاً الباب بقوة كعادته جلست مكانها تشعر بدموع المهانة ملحة عليها فكيف يحدثها بهذا الشكل؟ بل انه نعتها بأنها طفلة الا يحق لها ان تغار عليه كأى إمرأة تعشق زوجها ماهذا الحظ السيء الذى سيجعلها تمضى يومها الاول هنا فى خصام معه بل وصل به الأمر الى تهديدها بحرمانها منه هو كيف وصل به الأمر ليقول تلك الكلمة **بعد ان ترك الغرفة هبط الى الاسفل دخل غرفة المكتب يحاول التقاط انفاسه بسبب غضبه منها فهى عنيدة ووصل بها الامر الى عصيان كلامه بل وانها أيضاً تتهمه باشياء يعلم الله انه برئ منها ولكن يجب ان تلتزم حدودها فاذا كانت تتصرف بهذا الشكل لتيقنها من عشقه لها وانه سيتركها تفعل ما يحلو لها حتى أن وصل بها الأمر الى هذه الدرجة فيجب تذكيرها من يكون هو ؟ فاذا كانت قد نسيت “ثائر” القديم سيعيده اليها ولكن بشكل اسوأ
***
استطاعت الخروج من المنزل بعد إقناع أمها بأن لها صديقة تريد منها الذهاب معها لشراء بعض الاغراض اللازمة لزفافها اتجهت إلى محطة القطار تريد الوصول الى القاهرة فهى تريد مقابلتها فربما تستطيع مساعدتها بعد ان غدر بها ذلك الجبان ولكنها لا تعلم عنوان منزل زوجها ولكن تذكرت انه رجل اعمال معروف فربما تعثر على العنوان بسهولة كانت جالسة فى القطار تبكى على حالها لدرجة ان هناك امرأة جالسة بجوارها قد اخذتها الشفقة عليها بعد ان راتها على تلك الصورة
المرأة:”مالك يا بنتى بتعيطى ليه كده استهدى بالله “
هيام:”لا ابدا مفيش حاجة انا كويسة”
المرأة:”دا انتى يا بنتى عينك حمرا زى الدم من كتر العياط وباين عليكى فى حاجة كبيرة مضيقاكى”
هيام بدموع :”بعيط على حالى وعلى اللى جرالى واللى حصل ليا”
المرأة:”استهدى بالله يا بنتى وربنا قادر يفرج همك ان شاء الله ربنا قادر على كل شيء”
هيام بأمل:”يارب يسمع منك ربنا وأخرج من اللى انا فيه”
المرأة:”ايوة قولى يارب وربك عليه الاجابة وان شاء الله مشكلتك تتحل قريب باذن الله”
هيام:”ان شاء الله”
ظلت تتحدث معها حتى وصل القطار الى محطة مصر فنزلت من القطار تخرج على غير هدى هائمة على وجهها لاتعرف اين تذهب قامت بايقاف احد سيارات الأجرة
السائق:”ايوة يا انسة على فين ان شاء الله”
هيام بتوهان:”ها مش عارفة انا راحة فين”
السائق:”افندم امال انا هوصلك فين دلوقتى انتى راحة عنوان ايه”
هيام:”هو الراجل معرفش غير اسمه بس مش عارفة العنوان بتاع البيت او الشركة بتاعته”
السائق:’اسمه ايه الراجل ده يا انسة طيب”
هيام:”اسمه ثائر العمرى واعرف ان عنده شركة وراجل غنى اوى”
السائق:’احنا كده هنبقى بندور على ابرة فى كوم قش”
هيام برجاء:”ابوس ايدك يا اسطى تساعدنى اوصل لعنوان الراجل ده”
اخذته الشفقة عليها فقرر مساعدتها فهى حاولت مراراً الاتصال بوتين ولكن هاتفها مغلق قام السائق بتشغيل السيارة يجوب الشوارع لعل احد يعرف من يكون “ثائر العمرى” وبالفعل استطاع الحصول على عنوان الشركة الخاصة به فهى معروفة وصلت “هيام” الى الشركة شكرت السائق بشدة على مساعدته لها
هيام:”انا متشكرة جدا يا اسطى واسفة تعبتك معايا النهاردة”
السائق:”ولا يهمك يا انسة الناس لبعضيها كويس ان احنا عرفنا نوصل العنوان”
هيام:’اتفضل الاجرة اهى يا اسطى”
السائق:”ماشى شكرا يا آنسة”
هيام:”سلام عليكم”
السائق:”وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته مع السلامة”
هيام:” الله يسلمك”
اخذ اجرته وانصرف وقفت امام الشركة تنظر الى ذلك الصرح العملاق الذى يتوسطة تلك اللافتة التى كتب عليها بالبنط العريض ( العمرى جروب) لمحت احد افراد الأمن ارادت سؤاله عن عنوان منزل “ثائر” لانها تعلم انه ربما يرفض مقابلتها ولكنها تريد ان تتحدث مع “وتين”
هيام:”السلام عليكم”
الرجل:”وعليكم السلام ايوة يا آنسة افندم”
هيام:”لو سمحت عايزة عنوان بيت ثائر بيه ضرورى”
الرجل:’ ليه خير يا آنسة عايزة ايه من العنوان بتاع ثائر بيه”
هيام:”عيزاه ضرورى بالله عليك تقولى عليه”
الرجل:”اسف مقدرش اقولك على العنوان يا آنسة معنديش اوامر ان اقول على حاجة تخص صاحب الشركة”
هيام بدموع:”والله انا محتاجة اقابل مراته ضرورى هى قريبتى والله”
الرجل:”حتى لو اديتك العنوان يا انسة مش هتقدرى تقابليها لان اصلا “ثائر” بيه مسافر هو ومراته برا مصر بيقضوا شهر العسل”
هيام باستغراب:”شهر العسل! شهر عسل ايه ده اللى بيقضوه دلوقتى”
الرجل:”ايوة لانهم اتجوزوا من يومين وسافروا برا مصر”
كانت تستمع هيام لكلام رجل الامن باستغراب كيف كان زفافهم منذ يومين وهم بالاساس متزوجين منذ بضعة اشهر ولكن الان هى ليست فى حالة تحليل ذلك الموقف فهى ستعود الى المنزل بخيبة أمل كبيرة فأملها فى مقابلة وتين قد تبخر وستعود تجر اذيال الخيبة
***
“فى شقة سمير”..عاد من عمله كعادته دخل الى المنزل هدوء غريب يعم المنزل وكأن اصحابه قد هجروا هذا المنزل نادى بصوته ليرى أى أحد منهم
سمير:”اميرة أميرة انتى فين يا امى يا هيام هم راحوا فين كلهم كده”
قام بفتح باب غرفته ولكن ايضا لم يجد زوجته ذهب الى غرفة والدته وجدها تاخذ قسط من الراحة فلم يشأ ان يقلقها بعد بضع دقائف وجد زوجته تدلف المنزل تحمل بيدها اغراض كثيرة فهى يبدو عليها انها كانت تقوم بشراء اغراض المنزل الاسبوعية
سمير:” انتى كنتى فين يا أميرة وايه الاكياس دى كلها”
اميرة:”كنت بشترى شوية طلبات للبيت خضار وفاكهة والحاجات دى بتاعة الاسبوع”
سمير:”امال هيام فين انا امى نايمة جوا بس مش شايف هيام مش فى اوضتها”
أميرة:”سمعتها بتقول لامك انها خارجة مع واحدة صاحبتها علشان يشتروا شوية حاجات لجهاز صاحبتها علشان هتتجوز قريب”
سمير:”البت دى مش عجبانى خالص اليومين دول مش عارف ليه بقت بهتانة كده وعلى طول سرحانة ومش زى عوايدها ومبتتكلمش وحابسة نفسها فى اوضتها على طول”
أميرة:”انا كمان مستغربة اللى هى فيه بس انت عارف “هيام” العلاقة بينى وبينها مش قد كده علشان اسألها فكلمها انت يا “سمير”واعرف فى ايه وايه اللى جرالها خلاها كده لتكون تعبانة ومش عايزة تقول”
سمير:”ان شاء الله لما ترجع ليا قاعدة معاها يلا انتى حضريلى الاكل علشان جعان”
أميرة:”شوية ويكون الاكل جاهز غير هدومك وهحط الاكل على السفرة وكمان صحى مامتك علشان تاكل هى كمان”
سمير:”ماشى بس بسرعة علشان جعان”
ذهب الى غرفته قام بتغيير ملابسه ثم ذهب الى غرفة والدته نادى عليها بصوت منخفض
سمير:”امى امى اصحى يلا “
عايدة بنوم:”هيام انتى رجعتى يا حبيبتى”
سمير:’دا انا سمير يلا قومى علشان تاكلى يا امى”
عايدة:”ماشى يا حبيبى جاية وراك على طول”
خرج من الغرفة اعتدلت “عايدة” جلست على السرير تفكر لماذا تأخرت” هيام” كل هذا الوقت ولم تعود الى الآن
خرجت” عايدة” من الغرفة كانت “أميرة” وضعت الطعام على السفرة جلست تأكل بصمت فهم أصبحوا لا يتكلمون سويا الى قليلا بالرغم من ان “أميرة” كانت تريد معاملة طيبة منها فهى فقدت امها منذ زمن وكانت تأمل ان تصبح تلك المرأة امها لتعوضها عن فقدانها لامها ولكنها امرأة قاسية القلب لا تعرف كيف يكون التعامل الحسن مع الاخرين
***
منذ ان ادخلها غرفتها لم تخرج فهى تنتظره ان يأتى اليها الآن ولكنه فات الكثير ولم يعود سمعت طرق على الباب ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها حاولت تصنع الهدوء أذنت للطارق بالدخول
وتين:” ايوة ادخل”
ولكن انفتح الباب ولم يكن “ثائر” هو الطارق ولكن “مريم” هى التى أتت اليها تريد منها النزول لتناول الطعام
مريم:”ايه يا بنتى مش هتنزلى تاكلى ولا ايه”
وتين بأمل:”هو عمك اللى بعتك علشان تناديلى يا مريم”
مريم:”لاء انا مشفتكيش تحت فجيت اقولك هو فى حاجة حصلت ولا ايه يا وتين “
وتين باحباط:”لاء مفيش حاجة بس افتكرت ثائر هو اللى بعتك علشان تناديلى”
مريم:”طب يلا قومى يلا نأكل علشان لو هنخرج نتفسح شوية”
هبطت “وتين” الى الاسفل وجدته يجلس على رأس المائدة بدون تعبيرات على وجهه كأن وجهه قُد من حجر يتناول طعامه بتلك الطريقة الهادئة والرزينة كعادته فهو لم يرفع رأسه وينظر اليها وكأنها غير موجودة جلست بدون ان تتفوه بكلمة واحدة تشعر بالامتعاض من تصرفه لماذا لا ينظر اليها؟ لماذا لم يأتى اليها؟
رمزى:”احنا هنخرج بعد الاكل مش هتخرجوا معانا ولا ايه يا ابنى”
ثائر برفض:”مليش مزاج النهاردة يا رمزى اخرج انا تعبان من السفر وعايز ارتاح شوية بكرة ان شاء الله ابقى اخرج”
مريم:”الف سلامة عليك يا عمو مالك”
ثائر:”الله يسلمك يا حبيبتى مفيش بس شوية صداع خفيف وهاخدله مسكن خلصوا اكل انتوا واخرجوا علشان تلحقوا ترجعوا بدرى”
رمزى بمزاح:”هى خارجة مع زميلها فى الكلية يا اخويا ما نتأخر براحتنا ان شاء الله نبات برا انت مالك انت”
ثائر:”اخرس ياض انت وكل وانت ساكت مش ناقص رخامتك دى دلوقتى مش فايقلك احسن اخبطك بالطبق ده فى وشك دلوقتى”
رمزى:” كاتك ضربة يا “ثائر” عايزب تخرشمنى وانا عريس وعايز اقضى شهر العسل”
ثائر:” رمزى بجد والله ما فايق لهزارك”
مريم:”طب ناخد وتين معانا يا عمو تتفسح شوية وتشوف البلد هنا”
ثائر:” والله هى حرة عايزة تخرج معاكم مع السلامة مش عايزة هى برضه حرة”
مريم:”تيجى معانا يا وتين قولتى ايه”
وتين:”لاء يا “مريم” مرة تانية انا كمان شكلى تعبانة من السفر وعايزة ارتاح بلاش النهاردة”
رمزى:”خلاص براحتكم يلا يا مريومتى احنا”
مريم:”يلا يا حبيبى سلام”
ثائر وتين:” مع السلامة”
اخذ “رمزى” “مريم” وخرجوا من المنزل فحين انها مازالت جالسة مكانها تنظر اليه ولكنه لا يعيرها التفاتاً او انتباهاً انتهى من طعامه وجدته يقوم من على السفرة ولكنها لاحظت تلك المرأة التى رأتها معه قادمة فوجدته يبتسم تلك الابتسامة الجذابة التى عندما تراها هى تشعر بأن هناك ماس كهربائي أصابها وجدت تلك المرأة تقترب تحدثه بتلك اللغة التى تجهلها وهو يجيبها ثم انصرفت بعد ان انتهت من كلامها معه خرج من المنزل تبعته بخطواتها وجدته ذهب الى ذلك الاسطبل مرة اخرى فوسوس لها عقلها انه ربما ذهب لمقابلتها مرة أخرى ولكنها رأته يسحب بيده لجام احد تلك الأحصنة يخرجه من مكانه يمتطيه برشاقة واحترافية لكز الحصان فانطلق يعدو بسرعة على تلك المساحة الخضراء فهو كأنه يريد ان يسابق الريح اخذت بمظهره فهو يشبه الفرسان وهو يمتطى ذلك الحصان مع سرعة الهواء التى تبعثر خصلات شعره كأنه احد فرسان العصور الوسطى ينقصه فقط ارتداء تلك الملابس التى كانوا يرتدونها ويحمل بيده سيفاً ودرعا ًظلت تتأمله وقت طويل حتى انتهى وعاد من تلك الجولة التى كان يتصارع بها مع الغضب الكامن بداخله من تلك العنيدة التى أصبحت تتصرف مثل الأطفال عاد الى الاسطبل ادخل الحصان اراد الذهاب الى غرفته لاخذ حمام ويرتاح قليلاً كل هذا وهو يراها ليست على بُعد مسافة كبيرة منه ولكنه يتعمد عدم النظر اليها حتى لا يغلبه حنينه وشوقه اليها فهى يجب ان تتعلم كيف تستمع إلى كلامه ولا تقذفه بتلك التهم الباطلة وصل إلى الغرفة وهى تتبعه تكاد تموت غيظاً بسبب بروده ولا مبالاته بها رأته يخلع قميصه ويأخذ ملابس نظيفة ذاهباً الى الحمام ولكنها حالت بينه و بين وصوله إلى الحمام فهى سدت عليه الطريق تقف أمامه تنظر إليه نظرة هو يعرفها جيداً ولكن اغلق عينيه بتأفف فهى تظن الآن ان بمجرد أن تنظر اليه بهذا الشكل سيركض اليها طالباً ودها وقربها
ثائر:” ابعدى متقفيش قدامى كده”
وتين:”لاء مش هبعد يا ثائر”
ثائر بغضب:” بقولك ابعدى عن طريقى يا وتين الساعة دى اتقى شر غضبى احسن ليكى”
وتين:”قولتلك لاء مش هبعد يا “ثائر” ومش هتحرك من مكانى”
ثائر:” انتى عايزة تثبتى ايه بالظبط ها انك بمجرد ان لما تقفى قدامى خلاص هنسى كل حاجة وخلاص”
وتين:” انت ليه مش عايز تعترف انك غلطان”
ثائر:” انا اللى غلطان يا وتين انا حاولت افهمك بس دماغك دى قفلاها على حاجة معينة”
وتين:” ما انت لسه كنت بتبتسم ليها لما جت تكلمك قبل ما تخرج تركب الحصان وهى كمان كانت بتبتسم ليك البتاعة دى هى اسمها ايه اصلا”
ثائر:” اسمها كارمن ارتاحتى يا وتين وهى بتشتغل هنا وحكاية ابتسمت دى فده من باب الذوق مش أكتر انتى لو فضلتى بنظامك ده عايزة تحاسبينى على حاجات محصلتش يبقى النظام ده مش نافع يا وتين”
اقتربت منه وضعت يدها على صدره تنظر إليه احدى نظراتها القاتلة ولكن عيناه تبعث نظرات كالجليد فهى الآن تظن انها بمجرد ان تقترب منه وتفعل ذلك سينسى مافعلته ولكن لا ليس هو الرجل الذى يقبل باغراء المرأة لتثبت سيطرتها عليه قام بنفض يدها عنه وازاحها من طريقه ذاهبا الى الحمام وقفت مكانها لا تصدق ما فعله الآن فهو لم يتأثر بقربها منه هل ما حدث الآن حقيقة؟ فهى تعلم كيف كان يتلهف الى قربها فهى كانت بمجرد ان تلمسه تشعر بحرارة عناقه التى تغلفها تجعله غير مدركة لما حولها .شعرت بدموعها تتجمع بعينيها الجميلة من اسلوبه الجاف معها
***
جالسة امام إحدى القبور تبكى بقوة امام قبره فوالدها ضغط على جرح الماضى بقوة جعله ينزف مرة اخرى في قلبها فهى وجدت قدميها تسوقها الى قبره قبر ذلك الشاب الذى شاء القدر ان يموت ويتركها تعانى من فراقه
نورين بدموع:” مروان انا جيت يا حبيبى انت عارف انت وحشتنى اوى يا “مروان” كان نفسى تبقى معايا النهاردة انا النهاردة هفتح المعرض انا لسه فاكرة لما كنت بتشجعنى على الرسم وانا فعلا سافرت فرنسا كملت دراستى انت ليه سبتنى بسرعة كده يا” مروان” هو ده وعدك ليا انك مش هتسبنى بس انت رحت بسرعة من بين ايديا بس دلوقتى يا “مروان” حسيت انك رجعتلى تانى لما شوفت “ثائر” حسيت انك رجعت تانى على قيد الحياة مبقتش قادرة امنع نفسى من ان انا اقرب منه عارفة ان ده غلط بس مش قادرة يا مروان الشبه اللى بينكم لاغى عقلى خالص بقى كل همى دلوقتى ان انا عايزة اوصل لثائر وبس حتى لو بأى طريقة بقيت احس انه من حقى انا مش من حق ”وتين” انا حاسة ان قربت اتجنن من تفكيرى بالشكل ده بس عايزة اكمل احلامى اللى رسمتها معاك اكملها معاه هو عايزة ابقى مراته وحبيبته عايزة اعيش الاحاسيس اللى ادفنت جوايا من ساعة موتك بس سامحنى متفتكرش ان انا نسيتك انا محبتش ثائر الا علشان هو شبهك بس يا “مروان” متزعلش منى “
بعد ان أتمت قراءة الفاتحة عادت الى المنزل لتجهيز نفسها لافتتاع معرض اللوحات الخاصة بها اليوم قابلت والدها
فريد:” نورين اناى كنتى فين”
نورين:” كنت بقرأ الفاتحة لمروان يا بابى”
فريد:” حبيبتى انا مش عايزك تزعلى منى على كلامى معاكى بس عايزك تفوقى”
نورين:” عن اذنك يابابى علشان اغير هدومى علشان انت عارف افتتاح المعرض النهاردة”
ذهبت الى غرفتها قبل ان يبدأ والدها في اسماعها المزيد من كلماته فهى الآن لن تستطيع الابتعاد عن” ثائر” حتى لو طلب منها والدها ذلك فهى جاءتها فرصة يجب عليها ان تحافظ عليها ولا تجعلها تضيع من بين يدها مرة أخرى
*”*”*
زاروا عدة اماكن كان يحيط كتفيها بيده يتملكها بجانبه يشعر باهتزاز قلبه مع صوت ضحكاتها الخلابة فهو حتى الآن يستيقظ كل يوم ولا يصدق انها اصبحت ملكه زوجته وحبيبته
مريم:”رمزى”
رمزى:”عيون وقلب رمزى نعمين وحتة يا قمر”
مريم:”انا جوعت اوى من كتر المشى”
رمزى:”بس كده شاورى على احلى مطعم واجيب احلى أكل لملكة قلبى”
مريم بحب:”ربنا ما يحرمني منك ابدا يا حبيبى”
رمزى بمزاح:”يالهوى على ام الكلمة دى منك قوليلى هو بوليس الاداب نظامه ايه هنا “
فهمت قصده شهقت بصوت مسموع من تلك الصراحة التى وصلت الى حد الجرأة منه
مريم:”يا قليل الادب يا رمزى”
رمزى بابتسامة عريضة:”انتى فهمتى قصدى يا روحى ولا ايه”
مريم:”بس يا سافل يا قليل الادب”
رمزى:”سافل سافل بعشق اهلك برضه ياقمر انتى”
مريم:”بطل هزار بقى ويلا تعال هاتلى اكل مش قادرة هموت من الجوع”
رمزى :” بعد الشر على الجميل يلا يا روحى تعالى اجبلك اكل”
مريم:”رمزى هو فى حاجة حصلت بين عمو ووتين شكلهم مش مريحنى زى ما يكون فى حاجة ومش عايزين يقولوا”
رمزى:”مش عارف والله يا “مريم” بس الاتنين شكلهم كده فى حاجة بس عمك مقليش على اى حاجة زى ما انتى شيفاه كده”
مريم:”انا لاحظت كده برضه بس مش عارفة ايه اللى حصل خلاهم كده احنا وصلنا وهم كانوا كويسين مع بعض نمنا وقومنا لقيناهم كده”
رمزى:”احنا نسيبهم يحلوا مشاكلهم مع بعض مندخلش بينهم هم حريين مع بعض”
مريم:”انا طبعا مش قصدى ادخل بينهم بس مبحبش اشوفهم زعلانين”
رمزى:”ما تخافيش زمان “وتين” حلت الموضوع والدنيا بقت زى السكينة فى الحلاوة دلوقتى وعمك رجع لقواعده ههههه”
سمعت مريم ذلك ظلت تضحك بقوة على كلام زوجها الذى يقضى معظم وقته فى المزاح
رمزى:”يلا بينا هناكل ولا ايه يا قمرى”
مريم بابتسامة:”يلا يا رموزه يا حبيبى
رمزى:”يالهوى على رموزه واللى بيحصله منك يا بنت العمرى”
****
عادت إلى المنزل بحالة من التيه فهى لا تعرف كيف تتصرف الآن وجدت اخيها ينتظرها ولكن ملامح وجهه تدل على انه مستاء بشدة منها
هيام:”السلام عليكم”
سمير:”وعليكم السلام اهلا يا آنسه اخيرا شرفتى ولا كنتى ناوية تباتى برا النهاردة”
هيام:”اسفة يا “سمير” بس صاحبتى لفت كتير علشان تشترى الحاجة بتاعتها”
سمير بحدة:”وانا المفروض اهبل واصدق الحكاية دى مش كده يا هيام”
هيام:”قصدك ايه يا سمير بكلامك ده”
سمير:”قصدى مخبية عليا ايه يا هيام ومش مخليكى على بعضك اليومين دول”
هيام بتوتر:”وهخبى ايه يعنى يا سمير مفيش حاجة انا مخبياها عنكم”
سمير:”مفيش حاجة! وعيزانى اصدق يا هيام”
قام مرة واحدة يجذبها من حجابها بقوة كبيرة تألمت تحت يده من قبضة يده على رأسها حتى صرخت بصوت عالى خرجت على اثره امها وأميرة رأوا ذلك حاولوا تخليصها من يده ولكنه ابى ان يتركها وظل يهز رأسها بعنف
سمير:”سيبونى اربيها محدش يدخل بينى وبينها انتوا فاهمين”
عايدة:”سيب اختك يا سمير هتموتها فى ايدك يا ابنى سيبها”
سمير:” تموت ولا تروح فى ستين داهية مش احسن ما تحط راسنا فى الطين قليلة الادب دى اللى تخرج من اول النهار وراجعة البيت متأخر”
عايدة بغضب:”انت ازاى تقول على اختك كده يا سمير شوف نفسك انت بتقول ايه”
سمير:’انتى اللى فضلتى تدلعى فيها لحد مبقاش حد مالى عينها قليلة الادب دى “
أميرة:”سمير مش كده اهدى شوية وسيبها من ايدك يا سمير”
عايدة:”والله تلاقيكى انتى اللى مسلطاه عليها علشان يضربها يا بنت سالم”
أميرة:”الله يسامحك يا حماتى انا مس هرد عليكى”
عايدة:”ردت الماية فى زورك اعملى فيها بقى الشويتين دول وانك غلبانة وخايفة عليها والكلام ده وانتى ماية من تحت تبن”
أميرة:”انا غلطانه ان انا ادخلت بينكم عن اذنكم”
قالت ذلك وذهبت إلى غرفتها نظرت “عايدة” الى ابنها تطلب منه ترك اخته فهى اصبحت تتأوه بشده بسبب قبضة يده
عايدة بغضب:”سيبها يا سمير بقى انا مش بكلمك”
سمير:” على فكرة بقى فى عريس متقدملك وانا هجوزك واخلص منك يا هيام”
هيام برعب:” لاء انا مش هتجوز مش هتجوز سبونى فى حالى”
سمير:” لاء العريس هييجى وهتقعدى معاه وهتشوفيه وانا هوافق على جوازكم”
هيام:” قوليله يا ماما مش عايزة اتجوز ابوس ايدك”
عايدة:” وعريس مين ده بقى اللى انت عايز تجوزهولها”
سمير:” ده زميلى فى الشغل وهو كويس ومقتدر ومفيهوش عيب “
عايدة:” لما ييجى ونبقى نشوفه الأول”
هيام:” وانا مش هقعد مع حد ولا هشوف حد مش هتجوز يعنى مش هتجوز”
سمير:” رأيك ميهمنيش يا هيام واعلى ما فى خيلك اركبيه”
قام “سمير” بدفعها فى حضن امها ثم ذهب غاضبا الى غرفته بسبب تصرفات والدته فهى بسبب دلالها لها افسدتها واصبحت لا تحترم كلامه
عايدة:”بس يا حبيبتى متعيطيش محدش هيقدر يلمس منك شعرة طول ما انا عايشة يلا ادخلى اوضتك ارتاحى ولو عايزة تاكلى هجبلك تاكلى”
هيام:” لاء مش عايزة اكل انا عايزة انام”
ذهبت الى غرفتها ارتمت على السرير تبكى بشدة فكرت فى الاتصال على ذلك المخادع لعل ضميره يأنبه ولو قليلا على ما فعله بها ويحاول تصليح خطأه
هيام:”الو ايوة يا يحيى”
يحيى:”عايزة ايه يا هيام منى تانى مش قولتلك متكلمنيش تانى”
هيام بدموع:”حرام عليك يا يحيى انت ضيعتنى اخويا عايز يجوزنى واحد زميله اتجوزه ازاى دلوقتى”
يحيى:”بقولك ايه كل حاجة كانت بموافقتك انا مغصبتكيش على حاجة ثم عادى يا حبيبتى هى عملية صغيرة وترجعى صاغ سليم وترجعى بنت تانى وتتجوزى براحتك وانا عندى استعداد ادفعلك فلوس العملية”
هيام:” انت بتقول ايه انت ضحكت عليا وخدعتنى ولازم تصلح غلطتك”
يحيى:”هو انتى يعنى صغيرة مش عارفة مصلحتك ولا عارفة اللى يضرك من اللى يصلحلك يا هيام”
هيام:”طب علشان خاطر ربنا اتجوزنى ولو حتى بعدها بيوم طلقنى بس علشان خاطر اهلى حرام عليك يا يحيى”
يحيى:”انا مش بتاع جواز يا ماما شوفى حد غيرى ارمى بلاكى عليه وانا قولتلك مستعد ادفعلك فلوس العملية غير كده ملكيش حاجة عندى يا هيام”
هيام بدموع:” منك لله ربنا ينتقم منك يا يحيى”
يحيى:” بقولك ايه متصدعنيش سلام ولو فكرتى فى موضوع العملية انا موافق سلام”
بعد ان اسمعها كلماته التى كانت كالخناجر الحادة تطعن روحها اغلق الهاتف عادت الى بكاءها مرة أخرى وتفكر كيف ستخرج من تلك المصيبة التى اوقعت نفسها فيها بسبب غباءها فهى ارادت ان تكون مثل “وتين” تتزوج من شاب غنى ولكن صارت أمورها الى ما صارت اليه بينما ‘وتين” تنعم الآن بشعر عسل مع زوجها فماذا تفعل الآن؟ هل توافق على الاقتراح الذى عرضه عليها ؟
***
انتهى من ارتداء ملابسه تأنق بشكل كبير فاليوم يوم خطبته من ابنة خالته التى لم يخطر بباله ان هذه الفتاة هى من ستصبح زوجته يوماً دخلت والدته الغرفة ابتسمت له
نادية:”بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبى”
أسامة:”تسلميلي يا ماما ربنا يباركلى فيكى انتى وبابا”
نادية:”تسلم يا حبيبى يلا بينا”
أسامة:”بابا خلص لبس ولا لسه”
رفعت:”ايوة انا خلصت يلا يا عريس”
ذهبوا جميعا الى منزل خالته فزوجها وصل من سفره لاتمام خطبة ابنته التى كانت ترتدى اليوم ذلك الفستان الذى جعلها جميلة حقاً بذلك الخجل على وجهها والذى يجعل وجهها شديد الاحمرار
أمينة:”اهلا وسهلا نورتونا”
نادية:”تسلمى يا حبيبتى حمد الله على السلامة يا ابو دينا”
مدحت:”تسلمى يا ام أسامة نورتونا وشرفتونا”
رفعت:”حمد الله على السلامة يا مدحت نورت مصر كل دى غيبة”
مدحت:”أكل العيش بقى هنعمل ايه بقى”
رفعت:”ربنا يعينك ويقويك ان شاء الله”
بعد ان جلسوا قليلا واحضرت “دينا” الصينية الخاصة بالمشروبات وجلست باستحياء شديد
رفعت:”انت عارف يا مدحت احنا جايين النهاردة علشان نطلب ايد بنتك لاسامة ابنى قولت ايه”
مدحت:” ودى محتاجة كلام يا رفعت دا اسامة ابنى”
اسامة:”تسلم يا عمى”
نادية:”خلاص احنا نقرأ الفاتحة كده بالصلاة على النبى علشان ربنا ييسرلنا القاعدة كده”
تم قراءة الفاتحة وكل هذا وهى تختلس اليه النظرات من طرف عينيها فهى قد أحبته منذ ان كانت صغيرة ولكنه كان دائم الشجار معها فهى حتى الآن لا تستوعب انه سيصبح خطيبها وفى القريب العاجل زوجها
رفعت:”طلباتكم ايه يا مدحت”
مدحت:”انا مليش طلبات غير انه يحفظ بنتى ويصونها دى اهم حاجة عندى ان بنتى تعيش مرتاحة ومبسوطة”
أسامة:”دى فى عينى يا عمى متقلقش”
أمينة:”انت عارف يا اسامة احنا محلتناش غير دينا وعايزنها تعيش مع واحد يخاف ويتقى ربنا فيها”
أسامة:”قولتك هى فى عينى يا خالتو”
نادية:”يناسبكم امتى ان شاء الله نجيب الدبل والشبكة”
مدحت:”كمان يومين ان شاء الله”
رفعت:”ان شاء الله”
نادية:”طب ما نقعد فى الصالة ونسيب العرسان يتكلموا مع بعض شوية”
شعرت “دينا” بجفاف فى حلقها بعد سماع تلك الجملة فكيف ستجلس معه بمفردها وبالفعل خرجوا الى الصالة وتركوا اسامة الذى يجلس على الكرسى المقابل لها ينظر اليها بابتسامة وهى خافضة نظرها إلى الأرض
أسامة:”ها مش عايزة تقولى حاجة”
دينا بخجل:”اقول ايه عايزنى اقول ايه”
أسامة:”اى حاجة سمعينى صوتك دا انتى لما كنتى صغيرة مكنتيش بتبطلى صريخ فى ودانى”
سمعت ذلك افلتت منها إبتسامة فهو ما زال يتذكر طفولتها التى كانت تزعجه فيها بتصرفاتها
دينا:”ما خلاص كبرت بقى مبقاش ينفع اصوت او اصرخ”
أسامة:”وبطلتى كمان تشربى عصير المانجا”
دينا:’هههه انت لسه فاكر عصير المانجا”
اسامة:”انتى فى اليوم ده بوظتيلى احسن قميص كنت بحب البسه”
دينا:”ما انت اللى كنت بتحب ترخم عليا والكوباية ادلقت عليك من غير ما اقصد وانت ساعتها شدتنى من شعرى”
أسامة:”هو انتى سكتى يعنى انتى عضتينى من ايدى”
ظلوا يتذكروا تلك الذكريات الطفولية فرأها تبتسم وتضحك على تلك المواقف وما استرعى انتباه تلك الغمازة التى توجد بوجنتها اليمين تضيف الى جمالها جمال من نوع اخر
*”*”*
كانت تسير بجواره شاردة فمر ثلاثة أيام منذ شجارهم ولم يقترب منها فهو نفذ ما برأسه وابتعد عنها اصبحوا غريبين يتقاسموا سريراً وفراشاً فهو كأنه يرفض الكلام فبالنهار يخرجوا الى تلك الاماكن التى يريد ان يزورها وبعد ان تنتهى جولتهم يعودوا الى المنزل وكل هذا وهم يتصنعون السعادة حتى لا يضايقون رمزى ومريم لم تنتبه الى تلك السيارة التى ربما كانت ستودى بحياتها لولا انه قام بجذبها بقوة إلى أحضانه اغمضت عينيها تلتقط انفاسها بصعوبة
ثائر بخوف:” مش تبصى قدامك وانتى ماشية انتى كان ممكن تموتى يا وتين”
لم ترد عليه فهى شعرت بسيلان دموعها على وجهها قامت برفع ذراعيها تحيطه بهم فهى اشتاقت الى قربه منها فهى تعلم انها هى من تجاوزت حدودها فى كلامها معه
مريم:” انتى كويسة يا وتين”
وتين:” انا تمام الحمد لله”
رمزى:” خلى بالك يا وتين وانتى ماشية”
وتين:” ان شاء الله هخلى بالى”
وجودها بين أحضانه شعر ان حنينه وشوقه اليها سيغلبه قام بابعادها عنه ببطئ ينظر لعينيها الدامعتين ولكن عندما تذكر ما حدث منها عاد اليه غضبه منها مرة اخرى عندما قام بابعادها عن احضانه شعرت كأنها كانت فى جنتها الخاصة ولكنها طردت وحرمت منها اكملوا تجولهم اخذوا العديد من الصور عادوا الى المنزل بعد انتهاءهم من فسحتهم
مريم:” ياااه الفسحة النهاردة كانت حلوة اوى بس الحمد لله محصلكيش حاجة يا وتين”
وتين:” الحمد لله اه البلد هنا حميلة ولو ان انا عاملة زى الاطرش فى الزفة مش عارفة هم بيقولوا ايه “
رمزى:”ماتعلمها اسبانى يا ثائر”
ثائر ببرود:”إن شاء الله هعلمها كل حاجة هى محتاجة تتعلمها”
شعرت من لهجته انه يقصد انه سوف يؤدبها وليس يعلمها ف”ثائر” أصبح لا يطاق بذلك البرود وكأنه اصبح لوح من الثلج واختفى الدفء والحب من قلبه فكيف طاوعه قلبه ان يبتعد عنها كل هذا الوقت الم يشتاق اليها؟ فهى قد احترق قلبها من شدة شوقها إليه ولهفتها الى ان تعود الى مكانها الطبيعى فى أحضانه وبين ذراعيه اشتاقت لمسكنها بين يديه اشتاقت الى دفئه اشتاقت الى سكون جسدها بين يديه اشتاقت إلى نظرة عيناه الدافئة
مريم:”هى كارمن فين مش شيفاها”
ثائر:”روحت عيزاها فى حاجة ولا ايه يا مريم”
مريم:”كنت هقولها تجيب ولادها اشوفهم علشان وحشونى اوى وعايزة العب معاهم شوية “
وتين بصدمة:”هى كارمن متجوزة و عندها اولاد”
ثائر باستهزاء:”اه شوفتى ازاى يا وتين هى متجوزة وعندها ٣ عيال كمان “
مريم:”انتى مكنتيش تعرفى انها متجوزة ولا ايه يا وتين”
وتؤن:’لاء مكنتش اعرف هو فين جوزها هو بيشتغل هنا”
ثائر:”جوزها بيشتغل فى مكان تانى هى بس بتيجى مع ابوها وامها تساعدهم هنا فى البيت وبعدين بتروح”
وتين:”وانت ايه سر اهتمامك بيهم اوى كده يا ثائر”
رمزى:”ليه انتى متعرفيش انهم اصلا قرايب ثائر يا وتين”
وتين:’قرايبه ازاى يعنى ايه صلة القرابة اللى بنهم”
مريم:” كانت چوانا جدة عمو تبقى عمة ابو كارمن ففى صلة قرابة بنا وعندها ٣ عيال عسلات هتحبيهم اوى يا وتين لو شفتيهم مش هتبطلى لعب وهزار معاكم”
رمزى:”عايزين نروح صحيح يا ثائر الأرض بتاعه الغجر ونحضر الا حتفالات بتاعتهم”
ثائر:”هنروح كمان يومين ان شاء الله”
وتين:”هنروح نعمل ايه هناك”
ثائر:”هعرفك عليهم واشوفهم علشان وحشونى بقالى فترة كبيرة مشفتهمش”
مريم:”بيعملوا شوية احتفالات بالليل جميلة اوى يا وتين هتنبسطى اوى هناك”
وتين بحب وندم :”طالما هبقى مع” ثائر” اكيد هبقى مبسوطة يا مريم”
حاولت تحميل جملتها شئ من الندم الذى تشعر به الآن بسبب تسرعها وسوء ظنها ولكنه على ما يبدو لم يتأثر بذلك أيضاً
مريم:”يلا يا رمزى نطلع ننام الواحد النهاردة تعب من كتر المشى واللف”
رمزى:”يلا يا عيون رمزى”
ذهب “رمزى” مع” مريم” الى غرفتهم وبمجرد ما اغلق الباب ابتسم لها ابتسامة تحمل نوايا هى باتت تعرفها جيدا
رمزى:”اكلك منين يا بطة اكلك منين فى فراولتين فى شفايفك حلوين طعمين هاتى واحدة لرمزى يلا بسرعة”
مريم بابتسامة:”قليل الادب اوى يا رمزى”
رمزى:”قشطة احبك بالاسبانى يا ابيض انت”
ظل يطاردها كثيرا فى الغرفة وصوت ضحكاتها يصدح فى الغرفة فسمعته “وتين” فابتسمت عندما تذكرت انها كانت تفعل ذلك هى أيضاً عندما كانت تجعل “ثائر” يطاردها فى غرفتهم.”ثائر” فهو اصبح الآن يتعامل معها بجمود وبرود يغلف صوته وقلبه .دخل الى غرفة مكتبه ظلت جالسة مكانها لا تعرف ماذا تفعل حتى تعيده اليها مرة اخرى.حاولت ان تجد من حيل حواء ما يساعدها على لين قلب ابن آدم ففكرت فى الذهاب الى غرفتها وارتداء اجمل ما لديها من اجله لعل جمالها يشفع لها عنده ويحرك قلبه قليلا فهو كان دائما ما يخبرها انه عندما يراها بجمالها هذا تنسيه ما حوله فربما هذا سلاحها الآن وسوف تجيد استخدامه فيكفى ثلاثة ايام هجر منه فهى لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك ولا ان تقضى بقية شهر عسلهم وهم بهذا الشكل.وبالفعل ذهبت الى غرفتها فتحت خزانة الملابس ظلت تفكر ماذا ترتدى اخرجت الواحد تلو الآخر لاختيار افضلهم وقع اختيارها على شئ لم ترتديه من قبل فهو فستان احمر نارى قصير قامت بفرد شعرها الحريرى على كتفيها زينت شفتيها بذلك اللون الاحمر الذى ظهر كوضوح الشمس فى وجهها الأبيض كانت شفتيها كتفاحة ناضجة بانتظار من يقطفها رسمت عينيها التى بانت بهم تلك اللمعة الجميلة قامت برش برفانها الخاص الذى تناثر على جسدها مخلفا رائحة عطرية أخاذة هاهى اصبحت كالعروس بانتظاره ان يأتى اليها حتى تسوى ذلك الخلاف تجعله طى النسيان ففراقه أشبه بالموت كان فى غرفة مكتبه تتقاذفه الأفكار هل يصعد الى غرفته؟ ام يذهب الى غرفة اخرى؟ فهو لم يعد ان يحتمل ان يسمع صوت نبضات قلبها او صوت انفاسها بجواره ويظل بهذا الجمود فهو يمارس اقصى درجات ضبط النفس ولكن الى متى سيستطيع الصمود أمامها؟ فهو بمجرد ان يسمع صوتها يشعر برعشة قوية فى قلبه مخلفة وراءها قلب على وشك الانهيار اطلق تنهيدة قوية سيذهب الى غرفته ياخذ ملابس له ويذهب للمبيت فى غرفة أخرى فيكفى تعذيباً فى نفسه وقلبه الى هذا الحد فهى رفضت من البداية الاستماع اليه.سمعت صوت خطواته على السلم زادت ضربات قلبها بقوة حاولت تهدئة نفسها عبثاً فهى كأنها عروس وهذه ليلة زفافها تشعر بتوتر وقلق كأن شئ يقبض على معدتها بقوة كبيرة
وتين:”اهدى يا وتين اهدى خالص هو واحشك قوى فانتى لازم بقى تصفى الخلاف ده كفاية هجر لحد كده انتى مش عارفة تعيشى من غيره ولا يبقى جمبك ومش قادرة تقربى منه”
بالتزامن مع حديثها مع نفسها رأته يفتح باب الغرفة ولكن ينظر إلى الأرض فعندما رفع وجهه صعق من جمال تلك الحورية التى تنتظره فى الغرفة بذلك الفستان الذى ربما صنع خصيصا لكى ترتديه تلك الجميلة تضيف الى جماله جمال اخر نظر اليها مطولا لا تعلم هى إذا كانت تلك نظرة اعجاب ام ماذا؟ فهو لم ينطق بكلمة واحدة ينظر اليها فقط. ماهذا الصمت؟ هل لم يعجبه ما ارتدته؟ هل فعلت شئ خاطئ؟ لماذا لا يتكلم ؟ما هذا الصمت الموجع ؟فهى عندما تريد الكلام يهرب من بين شفتيها حاولت اكثر من مرة أن تقول شئ ولكنها لم تستطيع رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها
ثائر:”ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده”
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حمزة للكاتبة ميمي عوالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى