رواية وسام الفؤاد الفصل التاسع 9 بقلم آية السيد
رواية وسام الفؤاد الجزء التاسع
رواية وسام الفؤاد البارت التاسع
رواية وسام الفؤاد الحلقة التاسعة
أضاءت بك الدنيا فعشت ممجدًا
وغبت عن الدنيا ومازالت سيدًا
عليك سلام الله في كل خفقةٍ
فقد ماتت الأسماءُ إلا محمدًا
وقبل البداية👇
صلوا على النبي♥️
#رواية_وسام_الفؤاد
“خلاص يستي قوليلها ماما براحتك محدش هيمنعك بس متعيطيش”
ابتسمت چوري بسعادة وقبلته وهي تقول:
-بحبك أوي يا بابا
على جانب أخر مسحت هبه دموعها ثم خرجت من المرحاض لم تشعر أن ذيل ثيابها من الخلف يشبك ببنطالها الجينز الضيق فرُفعت عبائتها تمامًا كاشفة عن بنطالها بالكامل، خرجت من المرحاض فرأته أمامها يحمل ابنته ويضحك معها رمقته سريعًا وهمت أن تغادر وهي تتعمد إغاظته وهي تتجاهله وكأنها لا تراه، ومرت من جواره رافعة رأسها بشموخ، ابتسم وهو يهز رأسه مستنكرًا لفعلتها نظر لها وهي تغادر وجحظت عيناه بصدمه وهو يغض بصره عنها، وعندما رأى مجموعة شباب تقبل نحوها أنزل ابنته عن ذراعه وركض ليقف خلفها، التفتت لتنظر له قائلة بامتعاض:
-خير عاوز إيه؟
مسح على شعره بإحراج وحاول تجميع كلماته وهو يضغط شفتيه معًا ويرفع كلتا يديه لأعلى محاولًا التفسير، فحتمًا ستقع من طولها من شدة الإحراج! تنهد بعمق وهتف وهو يشير للحائط جوارها:
-اقفي هنا وخلي ظهرك للحيطه واسمعيني عايز أقولك حاجه
نفخ بحنق على غباء تصرفه، لم لا يستطيع قول ما يريد وينتهي! نفذت ما قاله ثم ابتسمت بسخرية ورفعت إحدى حاجبيها وخركت سباتها بوجهه قائلة بثقة:
-على فكره أنا واخده بالي أوي إنك بتحاول تفتح كلام معايا بس لعلمك بقا أنا كاشفاك وعارفه الحركات دي كويس أوي
عقد جبينه ثم كلتا ذراعيه معًا وقال بسخرية:
-والله أنا بحاول أفتح كلام معاكِ! تصدقي أنا غلطان خليكِ ماشيه كدا
التفت ليغادر ويتركها لكن تذكر منظرها فتنهد بعمق واستدار لها مرة أخرى ليراها تهز رأسها باستنكار وتقول:
-دا إنت شخص غريب جدًا
ضغط على أسنانه قائلًا:
-إنتِ المفروض تشكريني على إلي أنا عملته مع طليقك من شويه بس هقول إيه ناكره للجميل!
ابتسمت باستفزاز وهمت بالمغادره، فنادادها:
-استني رايحه فين بالمنظر ده!
نظرت لملابسها من الأمام وقالت بثقه وهي تشير على عبائتها:
-ماله المنظر ده!
أغلق عينيه وهو يقول:
-نزلي هدومك
نظرت لثيابها من الأمام مجددًا فلازالت لا تدرك ما يجري وعقبت بامتعاض:
-هدوم إيه إلي أنزلها احترم نفسك بقا!
ضغط على أسنانه بعصبية وهو يقبض يده بوجهها ويقول بغضب:
-نزلي الزفت من ورا
حاولت لمس ثيابها من الخلف وهنا أدركت تلك الكارثة وشهقت بقوة وهي تعدل من ثيابها بإحراج، وتنظر أرضًا هز آصف رأسه مستنكرًا وقال باستفزاز:
-متقلقيش محدش شافك غيري!
عاد آصف لإبنته؛ التي تنظر لنفسها بالمرآة وتلعب وهو يضحك على صدمة هبه فهتفت هبه:
-شخص مستفز!
سمعها وعاد إليها فتخيلت أنه سيضربها فعادت برأسها للخلف بخوف لكنه نظر لها ورد بكل برود: متشكر
ثم تركها واتجه نحو ابنته وقفت هبه تسند ظهرها للحائط وتقرض أظافرها بارتباك، فاقترب منها وهو يمسك يد ابنته وهمس لها باستفزاز:
-معلش بتحصل في أحسن العائلات
نفخت بحنق وقالت دون أن تنظر إليه:
-إنت عايز مني إيه أمشي بقا!
ليقاطعهما صوت چوري:
-بابا أخليني مع ماما؟
نظر لإبنته وربت على ظهرها قائلًا قبل أن يغادر:
-خليكِ يا حبيبتي
قبضت چوري على يد هبه فنظرت لها هبه وابتسمت همست هبه:
-ماما أنا جعانه
-حاضر يا قلبي استنيني هنا ثواني
وهرولت هبه للمطبخ….
_____________________________________
نظرت وسام للأرض قائلة بحسرة:
-ينهار أبيض طبقتين كاملين وقعوا!
هتف فؤاد وهو ينظر لها:
-بس الحمد لله أهم حاجه موقعتش علينا!
اومأت وسام رأسها وهي تقول:
-أيوه إحنا معملناش حاجه أصلًا، صح؟
أكد فؤاد كلامها:
-صح الصح يلا نهرب قبل ما حد يشوفنا
مسك يدها وخرج من الباب يلتفت حوله بتوجس كاللص، رأى هبه تدنو من المطبخ فسلكا الإتجاه الأخر قبل أن تراهما….
_______________________________
بحث آصف عن ابنته بالجوار فوجدها تجلس لحالها، اتجه نحوها وسألها:
-أومال هي فين؟
عقبت چوري:
-ماما بتجيبلي أكل
-طيب متتحركيش من هنا
تركها آصف واتجه للمطبخ
على جانب أخر دخلت هبه للمطبخ سارت بأرجاء المطبخ تنظر حولها وتبحث عن أحد العمال حتى غرست قدمها بشيء نظرت للأرض وصرخت:
-يا نهار أبيض! إيه ده؟
دخل آصف للمطبخ ونظر لها هاتفًا بحنق:
-إيه إلي إنتِ عملتيه ده!
رفعت كتفيها لأعلى ومدت يديها للأمام قائلة بتلعثم:
-و…. والله العظيم ما عملت حاجه
نظر آصف للتورته ثم نفخ بحنق ومسح وجهه بغضب وهو يقول:
-أنا عمري ما قابلت شخص غبي للدرجه دي!
-لأ بقولك إيه! الزم حدودك ومتغلطش إيه قلة الذوق دي!
-احترمي نفسك يا بت إنتِ
-بت لما تبك جرى إيه يا فرد والفاء قاف
أشار لنفسه قائلًا بتعجب:
– أنا قرد! إنتِ بقا شبه الجراب والجيم غين
أشارت لنفسها قائله بتعجب:
-أنا شبه الغراب! أهو إنت بقا إلي شبه القُمار والقاف حاء
-حمار!
أردف وهو يحرك سبابته مشيرًا إليها:
إنتِ بقا بلوه بتقديم الام على الباء
نفخ بحنق متمنيًا ألا تفهم ما قاله فلا يدري كيف انفلتت منه تلك الكلمه!! نظر لها مترقبًا رد فعلها… صمتت هبه لوهله حتى فهمت ما يقصد ثم شهقت بقوة والتفتت حولها بغضب فوجدت عصا جوارها حملتها لتضربه فقد أثارت الكلمة غضبها وأصبحت تتصرف بلا وعي كالمجنونه اقتربت منه وهي تقول بنبرة مرتفعه وباصرار :
-والله ما هسيبك
ضربته واحدة بالعصا فتأوه قائلًا:
-اعقلي يا مجنونه
أقبلت لتضربه مرة أخرى فحاول سحب العصا من يدها أصبحت تسحب العصا من اتجاه وهو يسحبها من الإتجاه الأخر وهي تصرخ:
-سيب بقا أنا بكرهك
ابتسم باستفزاز وهو يقول:
-ربنا يديم عدم القبول بينا
ضغط على أسنانها وهي تسحب العصا وتقول:
-مستفز بجد سيب بقا
ابتسم قائلًا بإصرار:
-مش هسيب ييبي إنتِ
سمع الجميع بالخارج صوت صراخهم وهرول العمال والشيف للمطبخ، نظر الشيف لهما ولطبقات التورته التي وقعت أرضًا وقال بنبرة هادئة عكس الحرب الناشبه بداخله:
-إيه إلي بيحصل ده يا أستاذ آصف؟
هتف آصف وما زال ممسكًا بالعصا:
-الدكتوره وقعت التورته!
سأله الشيف بامتعاض:
-وحضراتكم بتعملوا إيه هنا؟
أشار للباب مردفًا:
-لو سمحت خد المدام بتاعتك واطلعوا بره
علقت هبه بامتعاض وهي مازالت تمسك العصا وآصف يمسكها من الناحية الأخرى:
-مدام مين! أنا مش بتاعت حد!
نفخ آصف بحنق معقبًا:
-حضرتك فاهم غلط دي مش المدام!
علقت هبه وهي تنظر له بغضب:
-ومالك بتقولها كده هو إنت تطول أصلًا!
عقب آصف بنبرة مرتفعه:
-اسكتي بقا دا إنتِ مستفزه جدًا
نفخ الشيف بغضب وأشار للباب قائلًا بحزم:
-اطلعوا اتخانقوا بره المطبخ لو سمحتوا
تركت هبه العصا ونظرت له وهي تخرج:
-منك لله على الموقف ده!
خرج خلفها وهو يقول:
– أنا كنت ناوي متخانقش النهارده ويكون مزاجي رايق بس ربنا بلاني بيكِ
عقبت هبه:
-أنا بجد بكرهك ومش طيقاك قدامي
-قال يعني أنا إلي ميت في دباديبك
أقبل فؤاد نحوهما وتدخل قائلًا:
-ايه يا جماعه صلوا على النبي….
نظر لعبه قائلًا:
-إيه يا هبه أنا عمري ما شوفتك كده؟!
سأله آصف:
-حضرتك أخوها؟
اومأ فؤاد رأسه قائلًا:
-أيوه
أغلق آصف عينه وقبض على يده بغضب قائلًا:
-طيب لو سمحت خدها من قدامي عشان أنا على أخري
نظر فؤاد لهبه قائلًا:
-خرجتي الراجل عن شعوره إنتِ عملتِ إيه؟
عقبت هبه بنزق:
-قول هو عمل إيه؟ دا شتمني يا فؤاد!
عقب آصف بسخريه:
-لأ البت بريئه ومشتمتنيش خالص!
ركضت چوري وتشبثت برجل هبه وهي تنظر لوالدها قائله:
-بابا متزعقش لماما
-اسكتي يا چوري
أشاح آصف بيده وحمل ابنته ليغادر غاضبًا أما چوري فابتسمت لهبه وهي تلوح بيدها وتقول:
-باي يا ماما
ابتسمت هبه وهي تقول بنبرة مرتفعة:
-باي يا قلب ماما ربنا يصبرك على ما ابتلاكِ يبنتي
التفت آصف إليها ورفع إحدى حاجبيه ليرمقها بنظرة حارقة، بدأ فؤاد نظره بينهما ونظر لها بدهشه قائلًا:
-ماما!! ماما ازاي؟
نظرت له هبه ونفخت بحنق وهي تقول:
-مش وقته يا فؤاد أنا على أخري
مرت الليله هادئة دون أحداث أخرى….
___________________________________
مرت الأيام هادئه على جميع الأبطال لم يحدث سوى أن تقربت هبه من چوري أكثر تتردد على المطعم يوميًا لتراها، وكانت دائمة المناكفة مع آصف تتعمد إغاظته مستمتعة بإثارة حنقه، أما عن العلاقة بين وسام وفؤاد فكما هي تعامله كأخ لها لكنه يتودد إليها..
في الساعة الواحدة صباحًا في اليوم الأول من السنة الميلادية الجديدة التي بدأت من ساعة واحدة، كانت ليلة باردة وممطرة.
وفي غرفة ببيت جدها ترقد وسام على السرير تغط في النوم، انتبهت من نومها على صوت الرعد ودربكة السحاب، فتحت عينيها فإذا بظلام دامس يخيم على الغرفة وهي تموت هلعًا من الظلام ولاسيما صوت الرعد الذي أذاب قلبها خوفًا، تحسست الكمود بجوارها وأضاءت فلاش هاتفها وبدون أن تستغرق لحظه طلبت رقم فؤاد…
وعلى جانب أخر؛ فتح عينه على رنة هاتفه، كانت الغرفة معتمة إلا من ضوء شاشة هاتفه فأدرك أن الكهرباء قد انقطعت نظر لإسمها على شاشة الهاتف “وسام الفؤاد” اعتدل جالسًا وارتدى حذاءه ثم أجاب:
-عارف انك أكيد خايفه افتحيلي هاجي أنام جنبك
تنفست بارتياح وقالت:
-بجد الحمد لله انك هنا والحمد لله إنك صاحي… أنا مرعوبه لدرجة حاسه إن قلبي هيتخلع من مكانه
ابتسم وهو ينزل الدرج ويقول بهمس:
-بعد الشر على قلبك افتحيلي أنا قدام الأوضه
فتحت باب الغرفه وصوبت ضوء الفلاش بوجهه فقال بنزق وهو يضع يده على عينه:
-شيلي البتاع ده من عيني
ابتسمت قائلة:
-حاضر
دخل الغرفه وتبعته، خلع حذائه واضجع على الفراش وقال:
-يلا نامي
استلقت بجواره وقالت بابتسامه:
-good night “ليلة سعيده”
نظر لها وأجاب مبتسمًا:
-happy dreams “أحلام سعيده”
استلقتى على جانبه موليها ظهره وفعلت مثله، حاولت النوم لكنه هرب من عينيها وتراكمت عليها كل الذكريات السيئة، ظلت تحاول لساعة كاملة ثم استلقت على ظهرها ونظرت إليه قائلة بهمس:
-فؤاد إنت نمت؟
كانت تهمس معتقده أنه نائم، لكن فاجئها برده:
-صاحي! منمتيش ليه!
تنهدت بقوة قائلة:
-مش عارفه أنام
صمتت لوهله ونادته مجددًا:
-فؤاد!
استدار إليها مستلقيًا على ظهره وقال بحب:
-قلب فؤاد
ابتسمت قائله:
-تعرف إن أنا بكره هكمل ٢٢ سنه
صحح ما قالته قائلًا:
-قصدك بعد بكره
اومأت رأسها قائله بأسى:
-عارف أنا مستغربه أوي ليه الناس بتحتفل بيوم ميلادها كأنه إنجاز مع إنهم لو فكروا شويه هيبكوا على كل دقيقه مرت عليهم وقربتهم من الموت
نظر لها قائلًا:
-يا ستير يارب إيه يا بت التشاؤم ده!
أدمعت عيناها لكنه لم يراها وقالت بصوت خافت:
-دا أسوء يوم في حياتي عشان هو ده اليوم إلي ماتت فيه أمي بعد ما ولدتني
تنهدت تنهيدة طويله وقالت:
-وهو هو نفس اليوم إلي خدني فيه أبويا من بيتكم من ٧ سنين
نظرت له وهي تقول بألم لا تريد تذكره:
-وهو هو نفس اليوم إلي حصلي فيه حاجه علمت فيا وعملتلي عقدة في حياتي
استلقى على جانبه وقال:
– أنا عايز أفهم ومستنيكِ تحكيلي…. احكيلي بقا يا وسام
تجاهلت كلامه وقالت وهي تكبح دموعها:
– كل سنه في نفس اليوم ده لازم يحصلي حاجه عشان كده أنا خايفه أوي من بكره
تقلب على جانبه ليكون مقابلها وقال:
-تفائلي بالخير… شيلي التشاؤم والأفكار دي من دماغك… ومتغيريش الموضوع احكيلي يا وسام إنتِ مخبيه إيه؟
تذكرت هذا اليوم قبل ٦ سنوات ذلك الظلام الذي أضاء فجأة وهذا الصوت الضاحك ونظرات التشفي والحقد، وتوسلاتها الكثيرة:
“بالله عليك يا سالم متعملش فيا كده!”
تذكرت نظرة عينيه وأضزات ضحكاته وهو يقول:
“عارف انك بردانه عشان كده هدفيكِ”
أغلقت عينيها بسرعه لتهرب من تلك الذكريات التي توافدت إلي مخيلتها دفعة واحده، فتحت عينها فورًا، وتمسكت بالغطاء كأنها تطلب منه أن ينقذها من تلك الذكريات القاسية رددت بصوت متحشرج:
-مش عايزه أفتكر يا فؤاد مش قادره…. مش قادره
لاحظ فؤاد انتفاضها فقطع المسافه بينهما وضمها قائلًا بقلق:
-إنت بترتعشي كده ليه!!! طيب خلاص اهدي
شهقت باكيه وهي تقول:
-كانت أوضه ظلمه يا فؤاد و…. و….
لم تستطع الإكمال ورعشة شديدة أصابت جسدها حتى بدأت أسنانها تضرب ببعضها، دخلت مجددًا في تلك الحاله التي قاومت لسنوات لتتعالج منها، تشنج جسدها وهربت الدماء من وجهها فأصبحت شفتيها زرقاء تشبه الموتى، بدأت تردد بصوت مرتعش وكلمات مختنقة:
-هات… المه..دئ
-مهدئ!! إنت بتاخدي مهدئ؟
أدرك ما هي فيه فلا مجال للصدمه الآن سألها:
– طيب فين؟ فين يا وسام؟
أشارت بيدها المرتعشه لأسفل الوسادة فأخرج حبة من الدواء ووضعها في فمها وأعطاها الماء لتبلعها، عادت الكهرباء، فأضاء فؤاد الغرفه ونظر لها وهي ترتجف هلعًا وهرول يضمها بين ذراعيه بقوة وهو يقول بصوت متحشرج يكتم البكاء:
-أنا آسف… والله آسف بس فوقي مش عايز أعرف حاجه
أخرجها من بين ذراعيه وبدأ يفرك يدها بيديه لتدفأ ثم ضمها مرة أخرى وهو يردد آيات من القرآن حتى لاحظ استكانتها بين يديه نظر لعلبة الدواء الكامنه أعلى الكمود والتي أعطاها منها حبه وقرأ اسمها مرددًا بنبرة حزينة:
-دا مش مهدئ يا وسام دا منوم!
تنهد بألم وعدلها في فراشها ثم جلس جوارها ينظر لوجهها وملامحها بحزن تدفقت العبرات من مقلتيه بأسى وهو بضع يده على جبهته ويردد بحسرة:
-أكيد حد عملها حاجه! يارتني مسبتها لأبوها يارتني ما سيبتك يا وسام
تذكر ما قالته:
“كانت أوضه ظلمه يا فؤاد”
أغلق عينيه بقوة لا يريد تخيل هذا! أيعقل أن يكون هناك من اعتدى عليها! فتح عينيه وضرب يده بالكمود بغضب وقال بصوت مختنق من البكاء:
-لا يارب…. لا يارب متوجعنيش كده يارب
كاد يختنق يشعر أن الأكسجين سُحب من الهواء، مسح دموعه وتنفس بقوة ليجبر الأكسجين للدخول لرأتيه وقام ليصلي ركعتين في جوف الليل ويشكي لخالقه ما ينغصة فلا ملجأ إلا له ولا مأوى إلا إليه…
___________________________________
في صباح اليوم التالي
دخلت شاهيناز للبيت تنفخ بحنق فسألتها وهيبه:
-مالك يا أم فاروق داخله علينا بقرفك ليه
جلست جوارها قائله بنزق:
-اسكتي يا حجه طول ما أنا ماشيه الناس توقفني وتقولي بنتك فرح مكبوسه
ضربت وهيبه صدرها قائله:
-يالهوي مكبوسه!
هتفت شاهيناز بامتعاض:
-أنا محذراها بنت ال**** متتكلميش مع حد في البلد اهي سيرتنا بقت على كل لسان!
هتفت وهيبه بجديه:
-مش ده المهم…. الأهم هنفك الكبسه دي ازاي؟
نظرت لها شاهيناز بترقب ومسكت يدها قائلة:
-أيوه يا حجه فيديني
حدقت وهيبه بالفراغ وقالت بجديه:
-البت دي لازم تتخض عشان الكبسه تتفك
قطبت شاهيناز حاجبيها ونظرت لها بتمعن قائلة:
-يعني أقف ورا الباب وأقولها بخ وهي داخله ولا إيه؟
ضحكت وهيبه وقالت بجديه:
-بخ إيه يا جاهله! لأ أنا عندي فكره تانيه مش بس هتخضها دي هتنشف دمها…
____________________________________
دخلت هبه إلى بيتها بعدما أنهت الشيفت الليلي، واتجهت مباشرة إلى غرفتها فلا تريد الجدال مع والدتها، رن هاتفها برقم آصف الذي تكلمها منه چوري من فترة ابتسمت وردت عليها:
-قلب ماما
سمع أصف الكلمة وابتسم ثم أعطى الهاتف لإبنته التي تحدثت:
-وحستيني
ضحكت هبه وهي تقول:
-يا بكاشه! إنتِ اتعلمتِ مني يا بت ولا إيه؟! إحنا مش لسه متقابلين امبارح!
-تعالي النهارته “النهارده” يا ماما
-تعبانه أوي يا چوري وهموت وأنام كان عندي شغل طول الليل
عقبت الطفلة بنبرة حزينة نغزت قلب هبه:
-زحلانه منك
ابتسمت هبه وهي تقول:
-لأ لا لا مقدرش على زعلك هجيلك يا قمر
-هييييه هاتيلي حاكه “حاجه” حلوه وانتِ كايه “جايه”
-طبعًا هجيب أحلى حاجه لأحلى چوري ربع ساعه وهكون عندك
قاطعها صوت والدتها التي دخلت غرفتها بدون استئذان:
-دخلتِ أوضتك من غير حس يعني!
نظرت لوالدها وتنهدت بقوة ثم وأكملت حديثها قائله:
-طيب يا حبيبتي مش هتأخر عليكِ سلام
مسكت الهاتف بيدها وتنفست بقوة ثم قالت:
-ماما لو جايه تتكلمي في موضوع عاصم فأنا مش هغير رأيي!
زمت والدتها شفتيها وقالت بحزم:
-هتتجوزي عاصم غصب عنك
-مستحيل يا ماما… أنا مش هتجوز واحد أكبر مني بعشرين سنه!
قالتها هبه بإصرار، ثم حملت حقيبتها بنزق لتخرج مجددًا، فناداتها والدتها:
-رايحه على فين؟
جلست لترتدي حذائها وهي تقول بغضب مكتوم:
-رايحه الشغل
نظرت والدتها ملابسها وقالت بنزق:
-برده لابسه إسود حرام عليكِ يا بت ارحميني!
عقبت هبه بنبرة هادئة وهي تربط حذائها:
-عشان يناسب لون حياتي!
نهضت هبه واقفة وفتحت باب الشقة فهتفت والدتها بغضب عارم:
-روحي يا هبه إلهي ما توعي ترجعي
وقفت هبه أمام الباب ران عليها الصمت هنيهه وقالت بصوت متحشرج:
-ياريت تكون ساعة إجابه عشان أنا تعبت…
هزت رأسها بعنف وشهقت باكية وهي تردد بحسرة:
– أنا معنديش سبب واحد أعيش عشانه!
صفعت الباب خلف ظهرها ونزلت الدرج تبكي وتأن من ألم قلبها الذي طعنته والدتها بخنجر من الكلمات المسمومه….
___________________
على جانب أخر أغلق آصف الخط بعدما سمع الحوار كاملًا وقال هامسًا بأسى:
-لا حول ولا قوة إلا بالله!
تنهد بقوة ووقف يسند ظهره على زجاج المطعم ناظرًا للخارج بقلق منتظرًا قدومها، وبعد فترة نظر في ساعته فقد مر ما يقرب من نصف ساعة ولم تأتِ، وقف جوار ابنته قائلًا بخفوت:
-چوري خدي رني على ماما تاني شوفيها اتأخرت ليه؟
نظرت چوري نحو الباب فوجدت هبه تدخل بابتسامتها المعهودة تهلل وجهها فرحًا وركضت نحوها قائله:
-ماما كات “جات”
فتحت هبه ذراعيها لتضمها بحب وهي تقول بابتسامة عذبة:
-إنتِ أحلى حاجه حصلتلي في حياتي أصلًا يا قلب ماما إنتِ
ابتسم آصف وهو ينظر لهما وتنهد بارتياح، رجع لمكانه يسند كتفه على زجاج المطعم وينظر للخارج بشرود يفكر فيما سمعه عن طريق الخطأ، تترددت الجملة في رأسه مرة أخرى: “روحي يا هبه إلهي ما توعي ترجعي”
شعر بوخزة في قلبه حين تخيل أن الله قد يستجيب دعاء أمها ردد قائلًا بهمس:
-اللهم لأ… يارب طول عمرها عشان خاطر چوري
انتبه على صوت ابنته وهي تردد سورة الإخلاص، نظر نحوهما بابتسامه واسعة ظهرت خلالها نواجزه، لم تنظر له هبه ولو مرة واحدة منذ قدومها اعتقد أنها لا تريد الشجار الآن! ويكفيها ما هي فيه! فقرر البقاء بعيدًا عنها، سمعها تقول لچوري بفخر:
-شطوره يا چوري دا احنا كده قربنا نخلص القرآن براڤو يا ثمرة حياتي
قالت جملتها الأخيره وهي تضمها بحب، قبلتها چوري بإحدى وجنتيها فمسكت هبه يدها وقبلتها بحب وقالت بأعين دامعه تحاول إخفائها:
-أنا كده لقيت سبب أعيش عشانه! إيه رأيك أعيش ليكِ؟
ابتسمت چورى وقالت ببراءة:
-بحبك يا ماما
تنهد آصف بأسى من حالتها تلك، وضع كلتا يديه بجيبي بنطاله ولف قدميها حول بعضهما ثم عاد ينظر للخارج، إلتفتت هبه تنظر إليه فلأول مرة يتجاهل وجودها بتلك الطريقه مع أنه يقف بالقرب منها! لذا قررت أن تبدأ هي فكم تستمتع بمناكفته الدائمة
-انا طلبت قهوه ومش هحاسب عليها إبقى إدفعلي
ابتسم قائلًا بجدية:
-أهلًا إزيك يا دكتوره
نظرت هبه خلفها وحولها ثم قالت:
-أنا!
اومأ رأسه مبتسمًا وهو يقول:
-هو فيه حد واقف معايا غيرك! عامله إيه؟
نظرت حولها مجددًا وأشارت لنفسها قائلة:
-أنا!!!
ضحك آصف قائلًا:
-حاسس إنك مش مصدقه نفسك! عندك حق ما احنا كل مره بنمسك في خناق بعض
-أنا كنت جايه أتخانق وإنت كدا خيبت ظني
-أعتقد إحنا كبار وعيب إلي بنعمله ده إيه رأيك نبدأ من الأول عشان خاطر چوري
مد يده ليصافحها وهو يقول:
-أنا آصف الأحمر ٢٩ سنه
نظرت ليده الممدودة للحظات ثم قالت بابتسامه:
-وأنا مبسلمش على رجاله
تركته وعادت للطاولة وهي تهمس لحالها:
-فعلًا أحمر اسم على مسمى دائمًا تشتعل احمرارًا من شدة الغضب لحد ما هتفرقع إن شاء الله ونرتاح
سحب يده وقبض عليها وضغط على أسنانه وهو يهمس:
-مستفزه ومش هتتغيري أنا إلي غلطان!
__________________________
كانت ترتدي فستان ليناسب حفلة المساء، وحذاء بكعب مرتفع وتحاول السير له وهي تستند على الحائط، عدل يوسف من بدلته وقال لها متعجبًا:
-هتلبسي كعب ليه طلما مش بتعرفي تمشي بيه؟!
سارت خطوات وهي تتحسس أمامها وسندت على ذراع يوسف وهي تقول:
-هجرب يا يوسف اهم حاجه اسندني
هز رأسه باستنكار وفتح باب الشقه وهي تستند عليه كشخص عنده اعاقه بقدميه فضحك قائلًا:
-هو أنا همشي أسندك طول الطريق ولا إيه؟
أسبلت عينيها وهي تقول بهُيام وبنبرة رقيقة:
-أنت سندي ومسندي واتكائي وقوتي
ابتسم وهو ينظر لها بحب قائلًا:
-مش جايبنا ورا إلا الكلام إلي يخطف القلب ده
غمزت له بعينها قائله:
-اسندني يا حياتي
فرد لها ذراعه قائلًا:
-اسندي يا قلبي
سارت بجواره تضغط على ذراعه وتحاول الإتزان فتأفف ونظر لها قائلًا:
-وبعدين يبنتي هنكمل الطريق وإنتِ ماشيه زي المشلوله كده
تأوهت وهي تقول بثقه:
-شويه بس وهتعود عليه استحملني… هو إبن خالتك أخد المتوسكل خلاص!
-مش إنتِ قولتِ إني مبعرفش أسوق خلاص بقا
تأوهت قائله:
-رجلي وجعتني أوي!
ضحك وهو يقول:
-والله محدش غصبك على كده!
عقبت بتمني:
– هي أي حاجه في أولها صعبه وبعدين هتعود أكيد
رفعت رأسها وهي تسير بشموخ تُحاول تجاهل ألم قدمها والتماسك أمام يوسف، لكن فاض الكيل وقفت مكانها قائله:
-حبيبي بجد مش قادره شوفلنا توكتوك ولا حاجه دا بيت ماما بعد أوي
تأفف بحنق ونظر حوله يبحث عن أي مواصلة لبيت جدها حتى رأى حمارًا يقف أمام بيت فقال بهمس:
-بقولك إيه تركبي حمار؟
حجظت عينيها وهزت رأسها بالنفي وهي تقول:
-إنت اتجننت؟ حمار وانت لابس بدله وأنا لابسه فستان لأ طبعًا دا أنا رجلي توجعني أرحم بكتير
وبعد خمس دقائق قاد يوسف الحمار قائلًا:
-شيييي حاااااا…
التفت ينظر إليها بابتسامه:
-إيه رأيك يا فرح؟
نظرت فرح حولها بإحراج قائله:
-الناس بتبص علينا؟!
ضحك قائلًا:
-طبيعي متقلقيش تلاقيهم معجبين بينا
تشبثت فرح بملابسه وهي تقول:
-أنا مش عارفه أنا سمعت كلامك ازاي
تباطئت حركة الحمار فهتف يوسف:
-حاااااااااا
ضحكت فرح وهي تقول:
-فلاح فلاح يعني مفيش كلام
_________________________
عاد فؤاد من عمله على بيت جده دخل يحمل بيده حقيبة داكنة، أقبل نحو الجميع وحياهم ثم جلس فهتف الجد:
-نجهزلك الغدا يا دكتور؟
-لا يا جدو مليش نفس
فاجئهم دخول فرح ويوسف يركبان فوق ظهر الحمار ويضحكان ويوسف الذي يتحدث مع الحمار قائلًا:
-بس بس أوقف هنا
لم يتوقف الحمار وبدأ يتجول بهما في حديقة البيت فهتف يوسف بحنق:
-يا عم اقف بقا هو إنت حمار!
ضحكت فرح قائله:
– أيوه هو حمار يحبيبي وقفه بقا بدل ما بيلف بينا كده
ظل الحمار يلف بالحديقه فنظر يوسف للجميع وقال:
-جماعه البتاع ده بيوقف إزاي حد يلحقنا
عاد الحمار إلى مكان تجمعهم فنظر لهما يوسف ورفع يده في وضع التحيه قائلًا:
-ازيكم يا جماعه حد يلحقنا
عاد الحمار مجددًا للحديقه والجميع مستمتع بذالك المشهد، فنهض فؤاد واقفًا ودنا منهما وهو يرفع هاتفه ويقول بمرح:
-شاهد قبل الحذف دكتور وزوجته بالبدله والفستان فوق ظهر الحمار
رفع هاتفه ليلتقط لهما صوره فعقبت فرح بنزق:
-متهزرش يا فؤاد!
إلتقط فؤاد الصوره وقال:
-تمام زي الفل
اومأ يوسف رأسه قائلًا بابتسامه:
-حبيبي تسلم كمان واحده بقا
ظل الحمار يسير وفجأة رقد في الأرض فصرخا يوسف وفرح وانقلبا على ظهرهما وهرول نحوهما الجميع فهتف يوسف:
-يا جماعه اعذروه هو تقريبًا حاول يبقا ناقه بس معرفش!
انفجر الجميع بالضحك، ونظرت وهيبه لشاهيناز ثم غمزت لها ليدخلا للبيت وينفذا الخطه، وانسحب فؤاد هو الأخر بحثًا عن وسام، سأل الجد يوسف:
-حمار مين ده يا يوسف؟
هز يوسف رأيه قائلًا:
-الصراحه مش عارف يا جدي تقريبًا واحد اسمه محمد الحمري أو الحصري
عقب عم فرح:
-محمد العمري!
رد يوسف:
-أيوه العمري صح
علق الجد قائلًا:
-ماشي روح يا زيد اربط الحمار
______________________________
وقفت في غرفتها تبحث عن ثياب تليق بحفلة المساء فطرق فؤاد الباب ودخل، نظر لها ثم وأغلق الباب عليهما فهتفت بنزق:
-إنت بتدخل كده وخلاص افرض أنا بغير هدومي!
-إيه المشكله يعني هو أنا غريب! دا أنا جوزك
علقت بنزق:
-برده هيقول جوزك!
وضع شيئًا على السرير وقال:
-الفستان ده عشان حفلة بالليل جربيه كده عشان نشوف المقاس
أخذت الفستان مبتسمه وفتحته، جلس فؤاد على طرف السرير وتنهد قائلًا:
-تعرفي إني منمتش طول الليل بسببك!
تلعثمت قائلة:
-ياريت إلي حصل امبارح ده يفضل سر بينا ومتقولش لخالتو ولا أي حد!
نهض واقفًا وهو يقول:
-حاضر
سند كتفه على الجدار وقال:
-جربي الفستان كده وخليني أشوفه عليك
نظرت للفستان وابتسمت قائلة:
-زوقك حلو أوي
غمز لها قائلًا:
-عقبال فستان فرحنا
نفخت بحنق وقالت بإصرار:
-يا فؤاد احنا اخوات وبس
دنا منها ونظر لعينيها قائلًا:
-تعبتيني أوي يا وسام أنا حاسس إني بجري وراكِ وكل ما أقرب منك وأحاول أمسكك تهربي مني
استدارت للإتجاه الأخر وتلعثمت قائلة:
-أنا… أنا قولتلك من الأول مش هعرف أشوفك غير أخويا إنت إلي مصمم تتعب نفسك
لف للإتجاه الأخر ونظر لعينها قائلًا:
-يعني إنت مصممه إني أخوكي!
أومأت رأسها بتأييد فقال:
-موافق أكون أخوكِ وصديقك بس قبلهم زوجك
دبدبدت بقدمها في الأرض وقالت بنزق:
-إنت مبتزهقش! أنا تعبت منك ونفسيتي تعبت
ألقت الفستان من يدها وقالت برجاء:
-لو سمحت كفايه تضغط عليا وعلى مشاعري!
زم شفتيه وقال بهدوء عكس ما بداخله:
-حاضر يا وسام من النهارده مش هضغط عليكِ ولا على مشاعرك… أنا آسف
تنهد بألم واستدار مغادرًا، واستدارت هي أيضًا ووضعت كلتا يديها على صدرها بأسى، لم تستطيع السيطرة على شهقاتها وبكائها، التفت لها وهز رأسه مستنكرًا وتنهد بقوة ثم دنا منها ليضمها من الخلف وقبل مؤخرة رأسها قائلًا بمرح:
-على رأي المثل نفسي فيه وأقول إخييه… برده بحبك ومش هسيبك ولو عاوزانا اخوات هعيش معاك كأني أخوكي بس مش هسيبك
التفتت له قائله:
-أنا كمان بحبك والله وبحبك أوي مقدرش أستغنى عنك
نظر لعينيها وقال معها بنفس الوقت:
-بس زي أخويا
ضحكا الإثنان وساد الصمت بينهما للحظات قطع فؤاد الصمت قائلًا:
-وسام! هسألك كام سؤال وتجاوبيني بأيوه أو لأ عايز اطمن
أومأت رأسها قائلة:
-إسأل
تنفس بعمق وقال بتردد:
-حد عملك حاجه مخلياكي كارهه الجواز؟
نظر بعينيها منتظرًا إجابتها، أومات رأسها قائله بألم:
-أيوه
اغتصب الكلمات لتخرج من فمه ليسألها:
-أزاكي جسديًا؟!
أغلقت عينيها وهزت رأسها لأسفل بسرعه وهي تقول:
-أيوه
وقف مقابلها وحاوط وجهها بكفيه وسألها بخوف:
-وسام إنتِ… حد اعتدي عليكِ؟
-………
_____________________________
جلس آصف على إحدى الطاولات ظلت جملة والدة هبه “روحي يا هبه إلهي ما توعي ترجعي” تتردد في أذنه فدعاء الأم مُستجاب لا يدري لم يفكر بتشاؤم لكن هناك قبضة تحتل قلبه يشعر بأن هناك حدثًا سيئًا سيحدث لها، تنفس بعمق وقال: يارب لطفك
لم يمر دقيقة وسمع صرخات هبه فانتفض وركض نحوها مسرعًا وهو يفكر هل أصابتها دعوى والدتها؟!…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)