رواية خطيئة ميريام الفصل الثامن 8 بقلم سارة علي
رواية خطيئة ميريام الجزء الثامن
رواية خطيئة ميريام البارت الثامن
رواية خطيئة ميريام الحلقة الثامنة
الفصل الثامن ” لا تهربي ”
” أتيت هنا لأجل زيارة صديق لي … ”
قالها فارس بسرعة لتسأله بعينين عاشقتين :-
” حقا …؟! ما إسمه صديقك وأين يعمل هنا ..؟!”
شعر ان نبرتها في النهاية حملت مكرا خفيا …
هي تعتقد إنه أتى من أجلها …
ابتسم داخله بسخرية على أفكارها عندما قال بنفس الهدوء :-
” اسمه مصطفى … هو استاذا في قسم الهندسة المعمارية …”
ثم أضاف بنفس الهدوء :-
” لكنني لم أكن أعلم إنك تدرسين هنا …؟! ”
تمتمت بإحباط :-
” ألم تكن تعلم إنني أدرس في الجامعة الأمريكية ….؟!”
رد وهو ينظر في جميع الاتجاهات عدا وجهها :-
” كلا ، لم أكن أعلم …”
ثم نظر الى ساعته مضيفا بتعمد وعجلة :-
” عن إذنك يا حوراء … لقد تأخرت على مصطفى …”
ثم تركها وتحرك بسرعة متجها الى داخل بناية الجامعة تاركا حوراء تتأمل آثره باحباط بينما استوعبت شهد إنه أتى لأجل حوراء مما منحها شعورا لا إراديا بالراحة …
شعورا استغربته ولم تفهم سببه …
لماذا تشعر بالراحة من فكرة عدم قدومه لأجلها …؟!
ولماذا اعتقدت إنه أتى لأجلها أساسا …؟!
تجاهلت أفكارها وهي تتحرك عائدة الى القاعة التي ستأخذ بها محاضرتها القادمة …
…………………….
ذهب فارس الى صديقه الذي رحب به بشدة رغم استغرابه من قدومه الى مكان عمله …
جلس فارس أمامه يرتشف قهوته وهو يتبادل الأحاديث معه عندما تسائل مصطفى بجدية :-
” إذا … أنت لم تأتِ هنا دون سبب بالطبع … ”
ابتسم فارس قائلا :-
” بالطبع لا … في العادة نحن لا نلتقي هنا …”
هز مصطفى رأسه مرددا بتساؤل :-
” ما سبب مجيئك إذا …؟؟”
تنهد فارس ثم أجاب :-
” في الحقيقة هناك طالبة في قسمك … أريد السؤال عنها … ”
” من هي …؟!”
سأله مصطفى باهتمام ليجيبه :-
” شهد عامر … في المرحلة الثالثة …”
تمتم مصطفى :-
” حسنا ، انا لا أعرف طلاب المرحلة الثالثة… لكن يمكنني سؤال زميلي عنها …”
أضاف مبتسما :-
” هل هو مشروع خطبة …؟!”
قال فارس بجدية :-
” ليس بعد … ربما مستقبلا سيكون كذلك …”
قال مصطفى بجدية :-
” لم أكن أعتقد إنك تميل الى الزواج بهذه الطريقة …!!”
أضاف ملاحظ تغضن جبينه :-
” يعني الطريقة التقليدية دون قصة حب … ”
قاطعه فارس بجدية :-
” الأمر ليس كذلك … من قال إنه سيكون زواج تقليديا ..؟؟”
أضاف بجدية :-
” أنت فقط أخبرني ما ستعرفه بخصوصها … أنا أتسائل من باب الفضول ليس إلا لكنني بالطبع لن أتخذ خطوة جدية حتى أتأكد من مشاعري نحوها …”
هز مصطفى رأسه بتفهم وهو يخبره إنه سيفعل ما يريده …
……………………………………………
بعد مدة من الزمن …
غادر فارس من عند صديقه بعدما أخبره الأخير إن المحاضرة الآخيرة للمرحلة الثالثة ستنتهي الآن فخرج متحمسا لرؤيتها عندما وجدها بالفعل تغادر بوابة الجامعة متجهة الى الشارع المقابل حيث موقف الحافلات …
أثناء مغادرتها الجامعة وجدت أياد ينادي عليها فمنحته ابتسامة هادئة وهي تقبل عليه ليقف فارس على بعد مسافة منهما يتأملها بجمود عندما وجدها تقف أمام أياد وتتبادل الأحاديث معه قبل أن تمنحه مجموعة من الأوراق تناولها أياد منها وهو يبتسم لها ويشكرها بشدة …
غادر أياد وشهد تلوح له مودعة وهي تبتسم عندما انتبهت لفارس الذي يتقدم نحوها فتجمدت ابتسامتها لوهلة قبل أن تعاود الابتسام بتردد عندما قالت ما إن وقف قبالها :-
” أهلا فارس بك …”
تمتم بجدية :-
” كيف حالك يا شهد ..؟!”
أجابت وهي ما زالت محتفظة بنفس الابتسامة الناعمة :-
” بخير الحمد لله …”
تبادلا النظرات فشعر فارس إنه لابد من قول شيء ما عندما قال بجدية :-
” كنت أبحث عنك …”
توترت ملامحها وهي تهمس بدهشة :-
” تبحث عني ..؟!”
أومأ برأسه دون أن يحيد عينيه عن عينيها لتهمس بتردد :-
” لماذا ..؟! هل هناك مشكلة ما …؟!”
هو بناء على طبيعته لا يميل الى الهروب … لا يتردد في الاعتراف بما يجول داخله .. لا يحب المراوغة … ولا يدعي عكس ما يشعر أو يفكر …
” كنت أريد رؤيتك …”
قالها بصدق جعلها تنتفض بخوف بديهي استهجنه فقال بسرعة وهو يهم بالتقدم نحوها :-
” شهد أنا …”
لم تكن هي يوما غبية …
هي ليست غبية كي لا تلاحظ العاطفة التي ملأت عينيه نحوها …
الآن فهمت ما يحدث …
فهمت كل شيء ….
وهو بدوره فهم إنها أدركت ما يجول في خاطره ….
أدركت عاطفته التي تحركت نحوها بشكل مفاجئ …
هم بقول المزيد لكنها هتفت بسرعة وحزم :-
” عن إذنك يا بك … أنا يجب أن أغادر …”
ثم تحركت بخوف بديهي والفكرة بحد ذاتها بدت مرعبة لها …
بينما وقف هو مكانه يتابع رحيلها بخطواتها الراكضة بضيق خفي …
هو لا يستطيع لومها فالأمر برمته صادما ليس عليها فقط بل عليه هو الآخر …
تنهد بتعب وهو يتحرك متجها نحو كراج السيارات غير منتبها لتلك التي رأت بالصدفة ما حدث وصدمها ما رأته بشده …
………………………….
كانت غيداء تجلس تتناول طعام الغداء مع حوراء كعادتهما في معظم الأيام بعد انتهاء دوامهما الجامعي …
كانت تتناول الطعام بذهن شارد عندما سمعت حوراء تهتف بضجر :-
” لا أفهم لماذا رفضت رزان أن تأتي معنا ..؟؟”
ثم أشارت لها ملاحظة شرودها :-
” هاي … أين ذهبت …؟!”
أفاقت غيداء من شرودها قائلة بسرعة :-
” أنا هنا .. معك …”
تمتمت حوراء باحباط :-
” وفارس الآخر أحزنني كثيرا … كنت سعيدة عندما اعتقدت انه أتى لأجلي … ”
سألت غيداء بتردد :-
” هل أنتِ متأكدة من كونه أتى لأجل صديقه …؟!”
سألت حوراء بدورها بدهشة :-
” ماذا تعنين …؟! ألم أخبرك ما قاله …؟!”
” حسنا .. لقد رأيته يا حوراء …”
قالتها غيداء بخفوت لترفع حوراء حاجبها متسائلة :-
” ماذا يعني هذا …؟! أين رأيته ..؟!”
أجابت غيداء :-
” رأيته مع شهد …”
لاحظت الحيرة التي سكنت عينيها لتضيف موضحة :-
“الخادمة التي تعمل لديكم …”
” شهد ..!!”
قالها حوراء بدهشة وهي تضيف :-
” غريب …”
أكملت ببساطة :-
” حسنا ، ربما رآها صدقة … أين المشكلة في ذلك حقا لا أفهم …؟!”
” الأمر ليس صدفة يا حوراء … غالبا هو أتى لأجلها …”
قالتها غيداء بنفس الجدية لتتسع عينا حوراء لوهلة مما سمعته قبل أن تقول :-
” حسنا توقفي بالله عليك … ما هذه الحماقة التي تتحدثين بها …؟!”
” لكنني رأيتهما …”
” وماذا يعني هذا ..؟!”
سألتها حوراء بلا مبالاة لتهتف بجدية :-
” ألم تفهمي حقا أم تدعين عدم الفهم …؟!”
ضحكت بقوة جعلت الأخيرة تتطلع اليها مدهوشة لتتوقف عن ضحكاتها بعد لحظات وهي تتمتم معتذرة :-
” حسنا ، انا اسفة …”
أضافت وهي تجاهد للسيطرة على ضحكاتها :-
” لكن ما تقولينه مضحك جدا …”
هتفت بعدم رضا :-
” ولكن هذا ما حدث ….”
” هل تعين ما تقولينه ..؟! شهد ..؟! الخادمة …؟!”
عادت تضحك من جديد لتهتف من بين ضحكاتها :-
” يا إلهي … مزحة سخيفة … شهد الخادمة … فارس وشهد …”
ثم أخذت تشير الى نفسها مستمرة بضحكاتها :-
” تخيلي أن فارس يتركني أنا ويختار الخادمة … يا إلهي … ستكون نكتة الموسم …”
قاطعتها بجدية :-
” ليست نكتة …”
توقفت حوراء عن ضحكاتها لتضيف بثبات :-
” أنا رأيتهما سويا … لماذا لا تفهمين …؟!”
هدرت حوراء بعصبية :-
” مالذي رأيته مثلا …؟! هل رأيتهما في وضع غير لائق ..؟!”
كزت غيداء على أسنانها وهي تخبرها :-
” كلا ، ولكنني رأيت نظراته لها … لم تكن نظرات عادية .. الموقف كله ليس عاديا …”
” يكفي بالله عليك .. ما تقولينه هراء ..”
قالتها حوراء بجمود لتهمس غيداء برجاء :-
” حسنا .. ربما أنا أتوهم لكن رغم ذلك يجب أن تأخذي حذرك ..”
” ممن ..؟! من خادمتي ..؟؟”
نطقتها حوراء بعدم تصديق وهي تضيف :-
” هذا جنون يا غيداء … استوعبي ما تقولينه بالله عليك …”
………………………
مساءا …
كانت ميريام تتناول الطعام مع دارين التي أخذت تخبرها عن أحداث اليوم …
” لو ترين كيف عاد عمر الى الشركة … كان يبدو غاضبا للغاية … منفعلا بشكل غريب … ”
سألتها ميريام باهتمام :-
” ألم تعرفي أين كان …؟! هل غادر الى منزله مثلا ..؟!”
هزت دارين كتفيها وهي تجيب :-
” لا أعلم ولكنه لم يكن في منزله بالطبع … عاد غاضبا بشدة وسالم الآخر تشاجر معه وخرج من مكتبه غاضبا … ”
أضافت دارين :-
” علاقته بسالم ليست جيدة اطلاقا … ”
” غريب …”
قالتها ميريام باستغراب لتهتف دارين :-
” وانا أيضا تعجبت من هذا … انه ولده الأكبر ومن الطبيعي أن يكون الأقرب له …”
أضاف بجدية :-
” أخبرني أحدهم إن سالم علاقته دائما سيئة مع والده بل حسب ما سمعت فهناك من يقول إنه يسعى لابعاده عن ادارة الشركة وتولي هو الادارة بدلا عنه …”
شردت ميريام في حديثها لوهلة قبل أن تسألها :-
” وماذا عن سالم مع البقية …؟! هل هو جدي فقط …؟!”
أجابت دارين :-
” جدي للغاية … قوي وصارم … جميع الموظفين يخافون منه …”
مالت ميريام نحوها تخبرها :-
” حاولي أن تقتربي منه … ”
” أقترب منه أم من والده يا ميريام …؟!”
سألتها دارين ضاحكة لتسترخي ميريام في جلستها وهي تخبرها بمكر :-
” من كليهما ولكن حاولي أن تقتربي من سالم بشكل جدي وتعرفينه عن قرب …. أريد أن أفهم سر هذا الكره الغريب الذي يحمله لوالده .. سر العداء بينهما ..”
هزت دارين رأسها بصمت وهي تشرد في سالم تتسائل عن الطريقة التي يمكنها أن تدخل من خلالها إليه فهو بارد وقاسي الطباع والوصول الى رجل مثله يكاد يكون مستحيلا ..
……………………………………….
تقدمت حوراء من والدها الذي كان يرتشف قهوته بشرود …
احتضنته من الخلف ليبتسم بسرعة ما ان شعر بها تحتضنه وهو يهتف :-
” أيتها الماكرة …”
قبلته على وجنته ثم اتجهت وجلست جانبه ليحاوطها بذراعيه وهو يخبرها :-
” كيف حال صغيرتي اليوم …؟!”
ابتسمت حوراء تخبره :-
” بخير …”
أكملت تسأله باهتمام :-
” وأنت ..؟! كيف حالك …؟!”
تنهد مجيبا :-
” انا بخير طالما أنت بخير …”
تمتمت حوراء بضيق :-
” أحمد تشاجر معي مجددا …”
” لماذا ..؟!”
سألها عمر بغضب مكتوم لتزم حوراء شفتيها مرددة بأسى خادع :-
” دون سبب محدد .. انا تعبت يا بابي … أحمد يكرهني … لا أفهم لماذا …؟! مالذي فعلته لأستحق هذا الكره منه …؟! ما ذنبي أنا …؟! لماذا يحملني مسؤولية وفاة ماما …؟!”
احتدت ملامح عمر وهو ينهض من مكانه هاما بالتوجه الى غرفة ولده عندما قبضت حوراء على كفه تخبره بترجي مصطنع :-
” من فضلك لا تتحدث معه …”
همس بحزم قاطع :-
” لا تتدخلي أنت …”
ثم تحرك متجها الى غرفة ولده عندما اقتحم الغرفة لينتفض أحمد من مكانه مندهشا من اقتحام والده لغرفته بهذه الطريقة قبل أن يضحك مرددا باستهزاء :-
” أووه .. كما توقعت .. مدللة بابي سارعت تشتكي لك أفعال شقيقها …”
تقدم عمر نحوه بعدما أغلق الباب خلفه متسائلا بغضب مكتوم :-
” لماذا تتصرف معها هكذا …؟؟ لماذا تؤذيها بطريقة تعاملك معها …؟!”
رد أحمد بلا مبالاة :-
” لإنها فاسدة .. مدللة وليست محترمة ..”
صاح عمر بعصبية :-
” هل جننت ..؟! إنها شقيقتك … كيف تتحدث عنها هذا …”
” كلا هي ليست شقيقتي … ”
تجمدت ملامح عمر ليضيف أحمد بقوة :-
” لا أحبها .. لا أطيقها … حتى لو تجاوزت حقيقتها فلا يمكنني تجاوز إنها تسببت بخسارتي لوالدتي … بسببها ماتت أمي .. وبسببك أنت أيضا … ”
” هل تكرهها لهذه الدرجة يا أحمد ..؟؟”
سأله عمر بملامح شاحبة ليجيب أحمد بثبات :-
” أكرهها أكثر مما تتخيل … أكرهها بقدر كرهي لك …”
………………….
في صباح اليوم التالي ..
اليوم هو يوم الجمعة وفارس على غير العادة وصل مبكرا متحججا برغبته في تناول طعام الفطور مع جديه وخالته …
تناول معهم الطعام في ظل غياب حوراء التي لا تستيقظ مبكرا بالطبع وهذا ما جعله يرتاح للغاية وكذلك غياب أحمد لنفس سبب …
أما سالم فهو غادر مع طفله ليشتري له بضعة اشياء يحتاجها وخاله عمر لا يحب تناول طعام الفطور حيث يكتفي بتناول قهوته فقط ..
انتهى من تناول الفطور لينهض من مكانه مرددا بمرح :-
” سأتحدث مع صديقي خارجا ثم أعود ..”
ترك جده وجدته يتبادلون الاحاديث مع خالته منى عندما خرج الى الحديقة يتأملها لوهلة قبل أن يقرر الذهاب الى المطبخ عله يجدها هناك تساعد البقية في تجهيز طعام الغداء كون اليوم ثقيل على الجميع ويحتاج الى عمل مضاعف …
اتجه نحو المطبخ ليجدها هناك بالفعل لكن ليست وحدها فهناك خادمة آخرى معها …
التفتت الخادمة نحوه تسأله بسرعة :-
” تفضل يا بك .. هل تريد شيئا ما …؟!”
أشار لها بينما عينيه تنظران الى تلك التي التفتت نحوه للحظة قبل أن تشيح بوجهها مجددا في وجل تعاود التركيز في عملها :-
” أنت اذهبي و نظفي المائدة فالجميع انتهى من تناول فطوره وشهد ستفعل لي ما أريده …”
تجمدت ملامح شهد وتوقفت عما تفعله للحظات ..
أفاقت من جمودها على صوته ينادي عليها بهدوء :-
” شهد …”
التفتت نحوه تنظر له بتوتر ليخفي ابتسامته بصعوبة على منظرها هذا …
سألته بتوتر طغى عليها بسبب وجوده حولها :-
” هل تريد شيئا فارس بك …؟!”
سحب كرسي له وجلس على طاولة الطعام يخبرها ببساطة :-
” قهوة … أريد قهوة …”
أضاف يسألها بخفة :-
” هل تجيدين اعدادها يا شهد …؟!”
تنحنحت تجيبه دون أن تنظر اليه وهي تدعي انشغالها بشيء ما :-
” بالطبع يا بك … ”
أضافت وهي تحمل الدلة :-
” سوف أعدها حالا … يمكنك العودة الى صالة الجلوس وأنا سآتي بها لك بعد دقائق …”
رفع حاجبه متسائلا بمكر وعيناه تتأملان خصلات شعرها الناعمة بينما توليه هي ظهرها :-
” هل تطرديني يا شهد ..؟!”
انتفضت بسرعة تستدير نحوه وهي تخبره بارتباك :-
” العفو يا بك ولكن …”
توقفت عن اكمال حديثها وهي تراه ينهض من مكانه ويتقدم نحوها بخطوات ثابتة بينما عينيه تنظران الى عينيها بطريقة آسرتها رغما عنها …
وقف يقابلها والمسافة بينهما ضئيلة للغاية ليستند بكفيه على الطاولة خلفها فتصبح هي بين ذراعيه دون أن يلمسها …
ارتفعت نبضات قلبها بطريقة لم تعهدها من قبل ليسألها بخفوت :-
” لماذا تهربين مني يا شهد …؟!”
تمتمت بسرعة :-
” انا لا اهرب ..”
ثم توقفت مجددا عن الحديث بعدما وجدت نفسها عاجزة عن قول شيء آخر …
” بلى ، انت تهربين …”
قالها باصرار وهو يضيف :-
” ولكنني لن أسمح لك بالهرب أبدا ..”
عاد الجمود يسيطر عليها …
محاصرته لها بهذا الشكل ترهقها بشدة …
همست برجاء ظهر في عينيها :-
” فارس بك … من فضلك …”
وقبل أن ينطق فارس كانت الأخرى تكتم شهقتها بصعوبة غير مصدقة ما تراه …
فارس وشهد …
مستحيل …
هل غيداء كان معها حق …؟!
” الخادمة …”
همست لنفسها بعدم تصديق وهي تنكمش في مكانها وشعور المرارة ملأ قلبها تماما …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطيئة ميريام)