روايات

رواية خطيئة ميريام الفصل التاسع 9 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الفصل التاسع 9 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الجزء التاسع

رواية خطيئة ميريام البارت التاسع

رواية خطيئة ميريام الحلقة التاسعة

الفصل التاسع ” علاقة مستحيلة ”
لم تتحمل سماع المزيد …
اندفعت راكضة الى غرفتها بينما فارس يقف في مواجهة شهد يطالعها بثبات…
لن يسمح لها بالهرب كما أخبرها منذ لحظات …
هو الآن بات مدركا لمشاعره أكثر من أي وقت …
هو أحبها …
هكذا بكل بساطة …
الأمر لا يحتاج الى المزيد من التفكير …
مشاعره واضحة دون تعقيدات …
” ارفعي عينيك نحوي يا شهد …”
قالها بجدية لترفع عينيها نحوه بتردد فيضيف بنفس الجدية :-
” شهد أنا …”
أوقفته بسرعة والرعب ملأ عينيها :-
” لا تقل شيئا يا بك ….”
أضافت برجاء :-
” أرجوك …”
قال بتروي :-
” امنحيني الفرصة للحديث على الأقل …”
أزاحت خصلة من جانب شعرها خلف أذنها بينما أخذت تبلل شفتيها بتوتر ملحوظ عندما أضاف بصدق :-
” لا تخافي مني يا شهد …”
عادت تنظر له بنفس الطريقة …
الرجاء والتوسل يسيطران على نظراتها ..
هي ترجوه أن يبتعد …
تتوسله ألا يتفوه بشيء لن تتحمله …
هي الآن لا تريد سوى الاختفاء من أمامه ….
الهرب بأقصى سرعة بعيدا عنه …
كيف تشرح له ذلك ..؟!
كيف تخبره إنه يوترها بشدة …؟!
كيف تجعله يفهم صعوبة ما يريده …؟! بل استحالته ….
هي ليست غبية أبدا ..
هي واعية بما يكفي لتدرك استحالة اجتماعهما ….
أرادت أن تبتعد لكنه لم يسمح لها …
قالت بسرعة :-
” يجب أن أغادر … من فضلك …”
” لا تفعلي يا شهد …”
قالها بترجي وفكرة أن يرعبها قربه تزعجه للغاية …
لماذا لا تمنحه الفرصة ليتحدث …؟!
ليشرح لها …؟!
هو يتفهم خوفها من الفكرة لكن عليها أن تسمعه على الأقل ..
وقبل أن يتفوه بالمزيد كانت الخادمة تتقدم الى الداخل وهي تشير الى شهد :-
” علا تريدك يا شهد … هي في الحديقة …”
ثم توقفت مكانها وهي تتأمل فارس بدهشة قليلة عندما تحركت شهد بسرعة خارج المكان وهي تشكر الخادمة في سرها لإنها أنقذتها من هذه المواجهة الصعبة ..
………………………………..
اندفعت الى داخل غرفتها وأغلقت الباب خلفها بعصبية شديدة …
تقدمت نحو الداخل بغضب مخيف فأخذت تتحرك داخل الغرفة بعصبية قبل أن تتوقف أمام المرآة تطالع ملامحها الفاتنة بجمود …
فتنة هو وحده لا يراها …
يرفض أن يفعل ..
يتصرف معها كالأعمى …
حملت المزهرية الموضوعة جانبا ورمتها على الأرضية بعصبية ثم تبعتها بالمزيد ..
كانت تحاول تفريغ غضبها في أي شيء …
أي شيء قد يساعدها في تخفيف غضبها …
صرخت وهي تدفع الأغراض الموضوعة على طاولة التجميل بصياح :-
” الخادمة .. الخادمة يا فارس …”
ثم أخذت تلهث بقوة وعيناها باتتا حمراوان تماما ….
جذبت الهاتف وفتحته ثم حاولت الإتصال بغيداء لكنها لم تجب عليها …
فكرت أن تتصل برزان لكنها تراجعت …
فتحت حساب الفيس بوك خاصتها ثم بحثت لا إراديا عن حساب الأخرى .
الأخرى التي لم تفكر في إضافتها يوما ….
وجدت الحساب لترى صورتها الشخصية فسارعت تضغط عليها وهي تتأمل صورتها بعينين مليئتين بالحقد …
تبحث في ملامحها عن شيء محدد جعله ينجذب لها ..
شيء ما جعله يقع في غرامها …
” شهد …الخادمة …”
قالتها مجددا بنفس الصدمة وكأنها استوعبت مجددا ما يحدث ..
فارس مغرم بالخادمة …
من بين جميع الفتيات حوله اختارها هي …
ضحكت لا إراديا وهي تردد :-
” أيها المجنون .. والله مجنون يا فارس ….”
ثم عادت تنظر الى صورتها من جديد …
لا يوجد بها شيئا مختلفا ..
مجرد فتاة عادية بيضاء البشرة تمتلك شعرا عسليا ناعما طويلا ..
متوسطة الجمال وليست جذابة على الإطلاق ….
احتدت ملامحها بغضب مخيف وهي تصرخ بكره ظهر على ملامح وجهها بقوة :-
” أيتها الحقيرة … العاهرة … كيف جذبته نحوك …؟! ماذا فعلتي به …؟!”
ثم أخذت نفسا عميقا محاولة تهدئة نفسها …
تذكر نفسها من جديد إنها الخادمة … خادمتهم …
” لا أحد سيقبل … عمتي سترفض لا محالة … زوج عمتي كذلك .. لن يسمح له أحدا بذلك … أبدا …”
ثم أخذت نفسا عميقا من جديد وهي تنظر الى وجهها مجددا بالمرآة تشير الى نفسها بثبات :-
” لن يحدث هذا … لا أحد سيقبل … اهدئي يا حوراء … ”
…………………………………………..
دلفت شهد الى غرفتها بملامح شاحبة …
أغلقت باب غرفتها خلفها واندفعت نحو سريرها تجلس عليه بجسد منكمش …
هي مرعوبة …
هذا هو شعورها الحالي …
فارس يريدها …
يحبها هي …
أي حماقة تلك …؟!
رغم شعورها البديهي بذلك لكنها نفته بشدة …
اعتقدت إن ما شعرت به مجرد هراء ليس إلا …
سخرت من نفسها وتجاهلت أفكارها لكن ما رأته اليوم في عينيه لا يحتمل الإنكار …
الأمر بات واضحا …
ما ظنته وهما تبين إنه حقيقة …
حقيقة لا بد أن تهرب منها بسرعة قبل أن تبتلعها كليا فتدفع ثمن تصديقها غاليا …
شردت به لا إراديا …
رغما عنها ….
كانت المرة الأولى التي تفكر به …
تتذكر ملامحه الرسيمة وابتسامته الرزينة …
جاذبيته التي لا خلاف عليها ….
قتلت أفكارها في مهدها …
لن تتمادى في أفكارها أبدا …
لن تسمح لنفسها بذلك أبدا …
تنهدت بصعوبة وهي تمسح وجهها بكفيها قبل أن ترفع وجهها نحو السقف تدعو داخلها أن ينتهي هذا قبل أن يبدأ …
عادت تخفض وجهها وهي تفكر إنه لن يحدث أي شيء …
كل شيء سيبقى كما هو …
فارس سيتراجع عما يريده …
سيفهم مدى حماقة ذلك …
” نعم ، هذا ما سيحدث … لن يحدث أي شيء … اطمئني يا شهد .. هذا الأمر سينتهي قبل أن يبدأ …”
………………………………………….
كانت تجلس فوق سريرها تتأمل الفراغ أمامها بشرود …
عليها أن تهدأ …
العصبية لن تفيدها أبدا …
عليها أن تكون أكثر رزانة وحكمة كي تجيد التصرف ….
أفاقت من شرودها على صوت طرقات على باب الغرفة فسمحت للطارق بالدخول عندما وجدت والدها يدلف الى الداخل وهو يسألها بقلق :-
” الخادمة أخبرتنا إنك تعتذرين عن النزول لتناول الطعام معنا لإنك متعبة قليلا … هل أنتِ بخير حبيبتي …؟!”
ردت بخفوت :-
” أنا بخير بابي … ”
أكملت وهي تمنحه ابتسامة باهتة :-
” فقط مرهقة قليلا …”
تقدم نحوها وجلس جانبها يلمس وجهها بحنو وهو يسألها :-
” متأكدة …؟! هل أطلب لك الطبيب …؟!”
اعترضت بسرعة :-
” كلا ، لا داعي لذلك … انا بخير .. مجرد إرهاق .. صدقني …”
” حسنا ..”
قالها وهو يبتسم لها قبل أن يجذبها نحوه مقبلا جبينها وهو يخبرها بحرص :-
” أنا لن أخرج من المنزل اليوم … متى ما احتجت شيئا أخبريني … ”
أكمل وهو ينهض من مكانه :-
” سأخبر الخادمة أن تجلب الغداء لك هنا …”
أرادت أن ترفض فهي لا شهية لديها لكنها تراجعت بسرعة فهي لا تريد أن تثير قلقه عليها أكثر ..
” حسنا … ”
منحها ابتسامة أخيرة وهو يربت على وجنتها بحنو قبل أن يتحرك خارج الغرفة لتبقى هي مكانها تفكر من جديد في شهد تلك وما ستفعله بشأنها ….
شردت قليلا محاولة البحث عن الطريقة المناسبة للتصرف في هذا الوضع فعاد غضبها يسيطر عليها وهي تتذكر إن فارس فضل الخادمة عليها …
جذبت مخدتها تضربها بعصبية وهي تصرخ :-
” الحقيرة … المخادعة … كيف فعلتها …؟! ”
أكملت بحسرة :-
” لماذا يفعل بي هذا …؟! لماذا …؟! لماذا لا يراني …؟! كيف يفضلها عليّ … الخادمة … ”
ثم عادت تضرب المخدة بعصبية قبل أن ترميها على الأرضية وهي تنهض من فوق سريرها تتحرك بنفس العصبية من جديد …
توقفت عن حركتها وهي تسمع صوت رنين هاتفها فتركض بسرعة نحو الهاتف وتجذبه لتجد غيداء تتصل بها …
حملت الهاتف وهي تجيبها بسرعة مرددة بلهفة لا تخلو من العصبية :-
” انا في مصيبة يا غيداء ….”
………………………………….
في صباح اليوم التالي …
دلفت دارين الى مكتب سالم وهي تحمل معها تقريرا يخص المشروع التي باتت مسؤولة عنه …
تنحنحت مرددة :-
” صباح الخير …”
رفع سالم عينيه من فوق حاسوبه لثواني لا تعد قبل أن يعاود النظر الى حاسوبه مجددا وهو يأمرها ببرود:-
” هاتي الملف … ”
كتمت غضبها بشدة من طريقة تعامله معها وتجاهله لتحية الصباح التي ألقتها على مسامعه بتلك الطريقة الغبية …
تقدمت بخطوات رتيبة ووضعت الملف أمامه فوق سطح المكتب قبل أن تعقد ذراعيها أمام صدرها وهي تشمخ برأسها عن قصد عندما سحب سالم الملف وأخذ يقرأه بصمت امتد لدقيقة واحدة قبل أن يهتف بإقتضاب وهو يلقي الملف على المكتب مجددا باهمال :-
” استمري في عملك …”
تأملته دارين وهو يلقي الملف أمامها بلا مبالاة بينما يعاود النظر الى حاسوبه بنفس الجمود عندما همست بعصبية مكتومة :-
” هناك اسلوب افضل للتعامل حضرتك ….”
توقف عن عمله ورفع وجهه نحوها يتأملها ملامحها الواجمة لوهلة قبل أن يتسائل ببرود :-
” عفوا … لم أسمع ما قلته ….”
انحنت نحو سطح المكتب تستند بكفيها فوقه وهي تخبره بصلابة :-
” اسلوبك في التعامل سيء للغاية وغير مقبول أبدا …”
لحظات صمت مرت سريعة بينهما حتى وجدته ينتفض من مكانه صائحا بغضب مخيف :-
” من تظنين نفسك …؟! كيف تجرؤين على التحدث معي هكذا …؟!”
تماسكت بشدة أمام موجة غضبه المخيفة وهي ترد بتحدي :-
“انا لست عبدة لديك وكذلك بقية الموظفين … أنا أرفض طريقتك هذه في التعامل … أرفضها بشدة … ”
” حقا …؟!”
سألها بعينين مشتعلتين قبل أن يضيف بقوة :-
” فلتذهبي الى الجحيم …”
تشنجت ملامحها بعدم تصديق بينما يضيف هو باستخفاف :-
” بوابة الشركة مفتوحة أمامك … يمكنك أن تغادري متى ما أردت …”
” أنت مستحيل … انا لم أرَ شخصا مثلك في حياتي من قبل …”
قالتها بإنفعال شديد وهي تضيف بينما تتحرك سريعا خارج المكتب :-
” وشركتك هذه سأتركها لك عسى أن تحترق بكل ما فيها كي تدفع ثمن عجرفتك …”
فتحت الباب وانطلقت خارج المكتب بعينين تشكلت الدموع بهما …
كانت تسير بخطوات راكضة دون أن ترى أمامها حتى اصطدمت بجسد ضخم احتواها بين ذراعيه …
رفعت وجهها الباكي لتجد عمر أمامها والذي سارع يسألها بقلق :-
” ماذا هناك يا دارين …؟! لماذا تبكين …؟!”
همست بصوت مبحوح :-
” آسفة يا بك لكنني مضطرة أن أترك العمل هنا … انا لا يمكنني تحمل اسلوبه هذا أبدا …”
ثم تحركت بسرعة عائدة الى مكتبها لتجمع اغراضها ليتوقف عمر مكانه مرددا بضيق مكتوم :-
” سالم كعادته التي لا تنتهي …”
…………………………………….
جلس فارس أمام مصطفى صديقه الذي بدأ حديثه قائلا :-
” سألت عن الفتاة … الجميع يمدح بها وبأخلاقها اضافة الى اجتهادها الواضح … هي ذكية للغاية وموهوبة كذلك … من ضمن الأوائل على دفعتها …”
ابتسم فارس قائلا بثقة :-
” كنت متأكدا من ذلك …”
أضاف مصطفى بنفس الجدية :-
” نعم ، سألت أكثر من أستاذ ومن بينهم صديق مقرب لي يدرسها احدى المواد كما أخبرتك .. مدح بها كثيرا وقال إنها فتاة مؤذية ملتزمة للغاية …”
تنهد فارس مرددا بثقة :-
” كنت أعلم إن نظرتي بها لن تخيب …”
” إذا …؟! كيف عرفتها…؟!”
سأله مصطفى باهتمام ليظهر التجهم على ملامح فارس الذي هتف بجدية :-
” سأخبرك بشرط أن تتفهم مشاعري ورغبتي ولا تتسرع في حكمك على ما ستعرفه …”
” ماذا هناك يا فارس …؟! أنت تقلقني …”
تسائل مصطفى بقلق واضح ليزفر فارس أنفاسه قبل أن يخبره :-
” شهد تعمل لدينا ..”
توقف لوهلة ليكمل مصطفى بادراك :-
” موظفة في شركتك يعني …؟!”
هز فارس رأسه نفيا وهو يضيف :-
” كلا ، هي تعيش في قصر جدي … لا تعمل بالمعنى الدقيق بل والدتها من تفعل …”
تمتم مصطفى بعدم استيعاب :-
” هل تعني ان والدتها تعمل خادمة لديكم …؟!”
هز فارس رأسه وهو يجيب بثبات :-
” نعم …”
صاح مصطفى بعدم تصديق :-
” هل جننت يا فارس …؟!”
احتدت ملامح فارس وهو يخبره :-
” كلا يا مصطفى … لم أجن … أنا أحبها .. وأريدها …”
” لكنها خادمة …””
قالها مصطفى باستنكار ليهتف فارس بجمود :-
” أعلم ولا أجد هذا يقلل منها كما إنني لم أفكر في ذلك عندما أحببتها …”
“لكن عليك أن تفكر … ”
قالها مصطفى بجدية ليقول فارس بثبات :-
” كما أخبرتك … كون والدتها تعمل خادمة فهذا شيء لا يعيبها … المرء لا يعيبه سوى أخلاقه يا مصطفى …”
تنهد مصطفى ثم قال :-
” ولكن المجتمع لن يتقبل هذه العلاقة وأنت تعلم ذلك جيدا ….”
” لا أهتم .. طالما لا أرتكب شيئا حراما او خاطئا فلا أهتم …”
قالها فارس بهدوء ليقول مصطفى بتعقل :-
” أنت الآن منجرف خلف مشاعرك كونك ما زلت في البداية .. لا تستعجل يا فارس .. القرارات المهمة لا يتم اتخاذها بهذه الطريقة … فيما بعد ستتكشف صعوبة ما أقدمت عليه ….”
” لماذا …؟! إذا كنت متأكدا من مشاعري يا مصطفى …”
قاطعه مصطفى بتروي :-
” المشاعر وحدها لا تكفي … ”
أضاف وهو يلاحظ تردد ملامحه :-
” راجع نفسك يا فارس …. أنت ما زلت على البر كما يقولون .. لا تتعجل وتقدم على تصرف تندم عليه فيما بعد …. ”
أشاح فارس وجهه بعيدا دون رد ليكمل مصطفى عن قصد :-
” ألا تتذكر رنا …؟!”
تغضن جبين فارس وهو يسأل :-
” مالذي ذكرك بها الآن ..؟!”
قال مصطفى :-
” هل تتذكر كم أحببتها يا فارس …؟! كيف كان حبكما قويا …؟!”
شرد فارس لا إراديا في حبيبته الأولى .. رنا ..
الفتاة التي أحبها لعامين كاملين قبل أن تنتهي علاقتهما بسبب خلاف حدث بين والديهما بعدما كانا صديقين لأعوام ….
جاهد بكل الطرق ليضع حدًا لهذا النزاع كي ينال القرب الذي تمناه طويلا من محبوبته ولكن كلا الطرفين رفضا بتعنت حتى استسلمت رنا بعدما فعلا المستحيل وقررت أن تترك البلاد كلها وتهاجر وهي تخبره إنها لن تحب غيره مهما حدث وفي نفس الوقت تطلب منه أن يستمر في حياته ويبحث عن غيرها ..
عاد ينظر الى مصطفى الذي أخبره بثقة :-
” كما نسيت رنا سوف تنساها هي الآخرى … لا أعتقد إن مشاعرك نحو شهد بنفس قوة مشاعرك نحو رنا يا فارس …. ”
شرد في كلمات صديقه من جديد …
جمعه برنا الكثير …
مشاعر قوية وعلاقة طويلة المدى اما شهد فلا يجمعه بها سوى مشاعر بدائية تولدت نحوها في غفلة عنه …
هو انجذب لها من المرة الأولى التي وقعت عيناه عليها …
هل يمكنه تجاوز ما يشعر به نحوها …؟!
هل يمكنه أن يفعل حقا كما يقول صديقه …؟!
………………………………………
دلفت شهد الى الشركة بعدما أنهت محاضراتها أخيرا ..
اتجهت نحو المكتب الذي تعمل فيه عندما ألقت التحية على زملائها وهي تتجه بسرعة نحو مكتبها الصغير تخرج أغراضها وتبدأ في عملها المعتاد …
بعد حوالي ربع ساعة وجدت سامر يتقدم نحوها فرفعت وجهها نحوه وهي تمنحه ابتسامة هادئة بينما تقول :-
” مرحبا …”
قال سامر وهو يبادلها ابتسامتها :-
” أهلا عزيزتي …”
أضاف يسألها بفضول :-
” فارس بك أتى أول البارحة وسأل عنك يا شهد …”
تجهمت ملامحها وهي تردد :-
” فارس بك ..”
” نعم ، وأخبرته عن عنوان جامعتك …”
قالها بعينين حملتا نظرة غريبة لتتمتم بضيق خفي :-
” نعم ، كان يريدني بشيء يخص احد المشاريع … يعني يريدني في عمل …”
سارعت تقضم لسانها وهي تشعر إنها أخطأت …
كذبة حمقاء ….
وجدته يهز رأسه بصمت وهو يمنحها نظرات غير مريحة قبل أن يتحرك خارج المكتب تتابعه هي بعينين غاضبتين مما يحدث ..
أنهت دوامها وغادرت الشركة بنفس الملامح الواجمة عندما وجدت فارس ينتظرها قرب الشركة …
تجهمت ملامحها أكثر وهي تتقدم نحوه عندما هبط هو بدوره من سيارته يبتسم لها بنفس الرزانة …
ما ان وقفت قباله حتى عقدت ذراعيها أمام صدرها تسأله بضيق واضح :-
” لماذا أتيت الى هنا وسألت عني …؟! ”
سألها بسرعة :-
” لماذا ..؟! ماذا حدث …؟! هل تسببت لك بمشكلة ما …؟!”
نطقت بسرعة :-
” نعم فعلت … هناك من تسائل عما تريده مني … بالطبع الجميع يعرف هويتك … انا حتى لم أجد جوابا منطقيا يبرر سؤالك عني وعن مكان جامعتي …”
تنهد مرددا بصدق :-
” أنا لم أقصد أن أتسبب لكِ بأي مشكلة يا شهد …”
” لكنك فعلت …”
قالتها بغضب مكتوم جعل الضيق يملأ كيانه وهو يهتف بها بقوة مصرحا بمشاعره التي دفعته لهذا التصرف الأهوج والغريب عليه :-
” أنا أحبك يا شهد … ”
توقف لوهلة مصدوما من اعترافه الذي نطق به دون وعي وصدمتها هي كانت أكبر …
” من فضلك ….”
قالتها بخفوت مليء بالرجاء ليقاطعها بصرامة :-
” من فضلك انت اسمعيني ….”
ابعتلت كلماتها داخل حلقها عندما أضاف بجدية :-
” أنا أحبك … أقسم لك إنني أحبك وأريدك … أنا لست رجلا متلاعبا يا شهد … انا شخص صريح وصراحتي هذه ما دفعتني للتصريح بمشاعري على الفور دون مراوغة لإنني لا أحب ذلك ….”
تأملته بصمت امتد لوهلة …
صحت قطعته عندما أخذت نفسا عميقا تبعته بكلمات جاهدت لتخرج متوازنة :-
” أشكرك على مشاعرك النبيلة حقا … أعلم إنك لا تكذب لكن أنت تعرف جيدا إن مشاعرك هذه مستحيلة … ”
تنهدت مجددا وهي تضيف :-
” وغير مقبولة … انا لا أفهم كيف ومتى حدث هذا ولكن …”
سألها مباغتا :-
” هل ترفضينني بسبب المجتمع أم لكونك لا تبادليني مشاعري …؟!”
” بسبب الاثنين …”
قالتها بجمود لتضيف باقرار :-
” أنت رجل رائع … حلم لأي فتاة … لكنني لست من ضمن الفتيات المسموح لهن بالحصول على رجل مثلك بل حتى الحلم بمن مثلك محرم عليَّ … ”
استرسلت بنظرة واقعية بحتة لا تشببها في العادة :-
” الفرق بيننا فرق السماء عن الارض … حتى لو كانت مشاعرنا متبادلة … هذه العلاقة ستبقى علاقة مستحيلة … علاقة فاشلة يستحيل نجاحها ….”
” شهد …”
قالها بجدية وهو يضيف :-
” نحن لم نجرب حتى …”
هتفت بخفوت :-
” لا داعي لأن نفعل… هذا أفضل صدقني … لا داعي للدخول في متاهات وصعاب ستتعب كليا … دعنا نختصر على كلينا الكثير من الوجع الذي لا داعي له ..”
رأت التشتت في عينيه …
الرفض والحيرة أيضا …
منحته ابتسامة ناعمة … بريئة وصادقة …
نطقت أخيرا بصدق :-
” أتمنى لك الموفقية حقا مع من تناسبك وتليق بك وتستحقك بالطبع …”
ثم تحركت بعيدا عنه ورغما عنها تشكلت دمعة في بؤبؤي عينيها سارعت تقتلها في مهدها …
………………………………..
جلست ميريام بجانب دارين تحاول تهدئتها بينما الأخيرة تبكي بغضب …
” لم أتصور يوما أن أتعرض لإهانة كهذه يا ميريام .. ”
قالت ميريام بصدق :-
” أنا آسفة يا دارين … أنا السبب … بسببي تعرضت لموقفك كهذا …”
هدرت دارين :-
” كلا يا ميريام … هو شخص حقير عديم الاحساس …”
لوت ميريام شفتيها مرددة :-
” هذا ليس غريبا … شبيه والده .. يحمل نفس حقارته ….”
احتدت عينا دارين وهي تضيف بتوعد :-
” لكن والله لن أرحمه … سآخذ حقي منه … سيدفع ثمن إهانتي غاليا …”
سألتها ميريام :-
” ماذا ستفعلين يا دارين …”
غامت عينا دارين بنظرات مريبة …
همت ميريام يقول شيء آخر عندما صدح جرس الباب يرن عاليا …
” سأفتح الباب …”
قالتها ميريام وهي تتجه نحو الباب وتفتحها لتتجمد مكانها وهي تراه أمامها بعد كل هذه السنوات …
هتف عمر بنبرة سريعة :-
” مرحبا .. هل الآنسة دارين هنا …؟!”
ثم توقف للحظة يدقق النظر في تلك الملامح فتعود الذكريات لرأسه تباعا حتى نطق أخيرا بعدم تصديق :-
” ميريام …”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطيئة ميريام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى