رواية اكتفيت بها الفصل الثامن 8 بقلم سارة الحلفاوي
رواية اكتفيت بها الجزء الثامن
رواية اكتفيت بها البارت الثامن
رواية اكتفيت بها الحلقة الثامنة
– أنا أسف يا مدام بس زوج حضرتك لقينا عربيتُه مقل.وبة على الدائري!!!!!
واقفة قُدام أوضة العمليات رجليها شايلاها بالعافية ساندة على إزاز الأوضة و هي شايفه جسمه على السرير زي الج.ثة الهامدة كل مكان في جسمه متوصل بأسلاك و طَقم كامل من الأطباء واقفين قدام سريرُه، وشُه .. وشُه كلُه جروح و ندوب و منظرُه خلاها تنهار أكتر في العياط، قلبها هيُقف من الخضة و الخوف عليه، واقفة على الحال ده بقال 12 ساعة كاملين لدرجة إنها قالت لباباها يمشي و هي هتفضل معاه، مافيش دكتور بيطلع من العملية عشان حتى يطمنها، غمضت عينيها و سندت على الإزاز براسها و قالت بألم:
– يارب .. يارب يقوم بالسلامة، يارب أنا ماليش غيرُه بلاش تاخدُه مني أرجوك!!
شددت على الحجاب اللي فوق راسها و راحت إتوضت و صلت في طُرقة المستشفى و هي بتدعي و بتنتحب من عياطها، و لما خلصت قعدت على الكرسي بتدلك رجليها اللي فضلت واقفة عليها 12 ساعة لحد ما ورمت! إتفتح الباب فـ بسرعة قامت تجري على الدكتور بتقول و عينيها بتترجاه إنه يقولها إن جوزها كويس:
– جوزي .. عامل .. إيه؟!!!
بعَّد الطبيب الكمامه عن وشه و مسحه بمنديل و هو بيقول بضيق:
– رُسلان بيه كان هيحصله ك.سر في العمود الفقري لولا إن ربنا ستر، بس في رضوض عن.يفة في إيدُه اليمين و ج.زع في رقبته بس الخوف إنه لما يفوق لازم نتأكد من كل مؤشراته الحيوية، و متقلقيش يا مدام إحنا شِبه خلَّصنا!
قالت بسرعة:
– طب هيفوق إمتى؟
– هننقلُه لغرفة عادية وبعدها بساعة هيفوق! عن إذنك يا هانم!
ليتركها و يذهب فـ رفعت يدها تنظر لأعلى بخشوعٍ:
– أحمدك يارب أحمدك و أشكر فضلك!!!
• • • • •
بعد مرور ساعتين، و بعد مـ الكبيب سمحلها تدخلُه و تستناه يفوق، كانت قاعدة على كرسي جنب سريرُه بتبُص لأيدُه المتجبسة و وشه اللي كله ندوب و رقبته اللي ملفوفة، ميَّلت عليه و مسكت إيدُه بحنان وإنهالت على وشُه بالقبلات و هي بتمسح على شعرُه برفق، و كأنها بعملتها خلِته يفوق، فعلًا رمش بعينيه و هو بيحاول يفتحهم لكن ضوء الغرفة ضرب في عينه فـ بسرعه لاحظت تيَّا و حطت إيديها قدام عينيه و هي بتقول بإرتجاف:
– رُسلان! سامعني؟
فتح عينيه و بصلها و أول ما إتقابلت عيونهم إنهارت في العياط و هي بتمسح على وشه بحنان فـ رفع إيده و قرَّب راسها من صدرُه و هو بيهمس بصوت متحشرج مُرهق:
– ششش أنا كويس .. متعيطيش، مش مرات رُسلان الجارحي اللي تعيط كدا!!
– قـ .. قـلـبي كان هيُقف والله العظيم!!!
قالت و هي بتدفن راسها في صدره محاوطة كتفُه بحذر فـ إبتسم و هو يبقول و إيده بتمشي على ضهرها في محاولة للتخفيف عنها:
– بعد الشر .. إهدي!!!
إنتفض جسمها لما الباب خبط فـ سمح رُسلان بالدخول و دخل الطبيب و هو متعصب و قال:
– مينفعش كدا يا مدام إبعدي عنه!
فعلًا تيَّا بعدت عنه و كانت هتسيب إيده لولا إنه شدد على كفها و بَص للطبيب بعيون مشتعلة و قال بحدة:
– بتزعق كدا لمين يا روح أمك دة أنا هط.ربق المستشفى دي على راسك!!!!
بصله الطبيب بتوتر و قال:
– يا رُسلان بيه مش القصد بس أنا خايف على حضرتك و هي آآآ!!
شاورله رُسلان براسه بحدة:
– إطلع برا مش عايز أشوف خِلقتك و هات بهيم تاني يشوف حالتي!!!
بصله الطبيب بضيق و مشي فعلًا فـ قالت تيَّا بدهشة:
– ليه ده كلُه يا رُسلان، هو فعلًا مقالش حاجه غلط أنا كنت مقربة منك زيادة عن اللزوم و ده غلط عليك و آآ!!
شدد على إيدها و شدَّها بلُطف عشان تقعد جنبه تاني و قال بهدوء:
– إنتِ تقربي زي مـ إنتِ عايزه و في الوقت اللي تحبيه!!!
إبتسم و قالت بخجل:
– ماشي!!
دخل طبيب تاني و إبتدى يكشف عليه و يتأكد من مؤشراته الحيوية و إتأكدوا إنهم بخير، سأل رُسلان الدكتور هيخرج إمتى من المستشفى فقاله بهدوء:
– مش قبل أسبوع يا رُسلان باشا نتأكد إن كلُه تمام و تقدر تمشي!
– طيب
قال بضيق فـ خرج الطبيب و قعدت تيَّا قدامه و بصت لإيده المتجبسة وقال بحُزن:
– إيدك ..
– أنا كويس!!
قال بحنان و هو بيمسح على خدَّها برقة، فـ دعكت عينيها بتعب لاحظه فورًا، و بهدوء زاح جسمه شوية و شدها من إيديها بهدوء و قال:
– تعالي .. تعالي نامي في حضني!!
قالت بخوف و تردد:
– لاء لاء إحنا في المستشفى إفرض حد دخل!!
– محدش يستجرى يدخل غير بإذن مني!
قال بهدوء فـ إستلقت جنبُه و هو حط إيده الشمال تحت ضهرها و غطاها كويس بالملاية النضيفة اللي متغطي بيها كانت خايفة تحط راسها على صدرها عشان ميتوجعش إلا إنه بنفسه ريَّح راسها على صدرُه و قال بحنان:
– ريَّحي راسك عليا!!!
حطت راسها على صدره و حاوطت خصره فإبتسم و هو بيتنهد كإن روحه رجعلته:
– أخيرًا .. أخيرًا يا تيَّا حضنتيني!!
بصتله بصدمة، للدرجة دي حضنها فارق معاه؟ جاوبها كإنه سمع سؤالها و هو بيبصلها:
– مش هتتخيلي كنت محتاج لحضنك إزاي!!
كان بيتكلم بكل شفافية ولأول مرة يصارحها بالشكل ده، فـ همست و هي بتقبل دقنُه بحنان:
– أنا جنبك!!!
– ده اللي رد فيا الروح أصلًا!
قال بصدق، و إبتسم بحنان و قال:
– تخيلي إن دي أحلى طريقة أصحى بيها من النوم، صحيت على مراتي بتبوس كل حتة في وشي زي الأمهات بالظبط!!
إبتسمت بخجل و قالت:
– حسيت بيا؟
قال بلُطف و هو بيشدد على خصرها و بيقربها منه:
– مممم..!!
و كمل برجاء:
– تيَّا ممكن طلب؟
أسرعت بتقول بلهفة:
– طبعًا قول!!.
– إعمليها تاني!!
قال وعينيه بتترجاها فـ قالت بخجل:
– بس إحنا في المستشفى و ممكن حد يشوفنا و آآ!!
قاطعها بهدوء:
– لاء خالص محدش هيشوفنا، أنا بس حسيت إحساس حلو وقتها و عايز أحسُه تاني، حسيت إن أمي اللي قدامي و إنتِ عارفه إن أمي ميتة من و أنا صغير .. بس لو مش حابة طبعًا مش هقدر أجبرك و لا آآ
سِكت تمامًا لما حَس بشفايفها على وشُه، إبتسم إبتسامة عريضة و غمَّض عينيه مُتلذذ بالإحساس، بِعدت بعد شويه بخجل وقالت:
– لولا بس اللي إنت فيه و الخرشمة دي مكُنتش عملت كدا!!!
ضحك بصوت عالي و قال:
– يا بنتي بقى سيبيني عايش في المود شوية لازم تفصليني يا بنت عزَّام، وبعدين خلي بالك هستغل إني على سرير و أطلب منك حاجات أكتر من كدا!!
كشَّرت و قالت بتوجس:
– ششش سرير الموت إيه بعد الشر، و بعدين بلاش قلة أدب إنت أصلًا مافيش فيك حتة سليمة!!
– عيب عليكي دة أنا رُسلان الجارحي!!
قال و هو بيغمز لها فضربت كف على كف و هي بتقول وباصة للجبيرة اللي في إيده:
– رُسلان الجارحي المتجبس!!
– عادي التانية شغالة و بتعمل شغل عالي!
قال بخبث فـ شهقت و هي بتقول:
– يخربيت قلة الأدب!! م هي العربية متقلبتش بيك من الفاضي!
ضحك بصوت أعلى فـ قالت بحُزن:
– رُسلان العربية إتقلبت إزاي؟
قال و هو بيمسح على وشها بأنامله و بيتأمل ملامحها:
– كنت ماشي على سرعة 220!!!
– يا نهار إسود!
هتفت بتفاجؤ و إرتعش جسمها و هي بتقول بصوت مرتجف:
– حرام عليك! ليه كدا يا رُسلان إنت مستغني عن حياتك؟ لو إنت مستغني أنا لاء مش مستغنيه عنك!!!
إبتسم لإعترافها وقال و هو بيمسح على شفايفها بإبهامه:
– خوفتي عليا؟
قالت ببراءة:
– أكيد يعني، بقولك قلبي وِقع في رجلي و كلمت بابا بسرعة عشان نيجي و آآ..
قاطعها و هو بيتشوق أكتر لكلامها:
– بتحبيني أد إيه؟!
إتوترت من سؤاله اللي زمان كانت بتجاوب ببلاهة عليه ( أد البحر و السما) طب و دلوقتي هتقوله إيه؟ أخدت نفس و قالت بهدوء و رزانة:
– مين قالك إني بحبك؟
إتصدم:
– يعني إيه؟
و كمل و قلبه بيدق بسرعه:
– مبتحبنيش؟ أومال خوفتي عليا ليه؟
قالت ببساطة:
– مش جوزي! طبيعي أخاف عليك عشان جوزي و عشرة بس ده مش معناه إني بحبك و دايبة فيك!!
قال و هو بيحاول يكدبها و يكدب نفسه:
– لاء! كدابه! إنتِ بتموتب فيا يا تيَّا!!!
إبتسمت بسُخرية وقالت بهدوء:
– بموت فيك مرة واحدة؟ رُسلان .. فوق شوية إنت مش محور الكون .. و لا محور حياتي!
– ده أنا همحورلك حياتك دلوقتي!!
قال و هو بيشدها من إيديها بإيدُه السليمة، فقالت ببرود:
– هي كدا دايمًا كلمة الحق تزعَّل!!!
إتعصب لدرجة إنه فقد أعصابها و قال بصوت عالي:
– تـيَّــا!! إستعباط مش عايز!!! أومال مين اللي كانت معايا من شوية دي و حاضناني و نازلة بوس فيا!!!
بسرعة غطت فمه بإيدها و هي بتقول و عينيها مبرقة:
– رُسلان ششش إحنا في المستشفى!!!
زاح إيدها وقال بعصبية:
– م إنتِ هتجننيني يا بنت عزام!!!
قالت بدلع:
– أنا؟! يا بابا لا هجننك و لا حاجه .. أنا بس بفوَّقك من الوهم، إنت موهوم شوية يا رُسلان مش أكتر!
– موهوم!!
قال بصدمة، فأومأت بهدوء، فـ إبتسم بسُخرية مريرة وقال:
– عندك حق! أنا فعلًا موهوم وشكرًا إنك بتحاولي تفوقيني!!
أنا تعبان و عايز أنام!!!
و إستلقى على ضهره بشكل صح و غمض عينيه، فـ قالت بحُزن:
– يعني أقوم؟!
مردّش عليها و غطَّى عينيه بإيده السليمة، فـ كانت هتقوم لولا إنه رجع مشكها و قال بحدة:
– رايحة فين إترزعي هنا جنبي!!!
كتمت ضحكتها و قالت ببراءة حزينة:
– مش إنت اللي بتقول تعبان و عايز تنام .. يعني أنا قلقاك!!!
– تــيَّـا!! نامي!!
قال بحدة و هو بيبصلها بعيون حمرا من شدة غضبُه، فتنهدت و نامت فعلًا جنبه و حطت راسها جنب كتفه مش عليه، فـ قال بضيق و هو حاسس إنه مش مرتاح عشان هي مش في حضنه:
– نامي هنا!!
قال و هو بيشير على صدرُه، فإبتسمت بخبث و مثِلت الطاعة و هي بتقول:
– حاضر
و نامت على صدرُه فعلًا بوداعه، فـ غمض عينيه و هو عارف إن النوم مش هيعرفلُه طريق من كلامها اللي خلَّاه .. هيتجنن!!!
• • • • • •
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اكتفيت بها)
❤️❤️