رواية مثابرة خاسرة الفصل التاسع 9 بقلم ديانا ماريا
رواية مثابرة خاسرة الجزء التاسع
رواية مثابرة خاسرة البارت التاسع
رواية مثابرة خاسرة الحلقة التاسعة
قالت والدة محمد له بابتسامة ماكرة وهى تغمزه دون أن ترى سمر: أنا قولت لسمر على كل حاجة يا محمد وهى بتفكر.
ابتسم محمد لسمر: شكرا يا سمر.
توترت سمر وابتسمت له بارتباك بينما هى تعود وتنظر أمامها وتفرك في يديها معا.
نهض محمد وقال لوالدته: طب أنا هطلع بقى يا ماما علشان ورايا مشوار أجهز له.
أومأت له وحين صعد لأعلى التفتت لسمر: شوفتِ إزاي فِرح؟ علشان تعرفي أد إيه هو عايز يتجوزك ومش هامه التانية دي.
لم ترد سمر وهى تفكر، حين صعد محمد للشقة ودلف وأضاء النور صدم بحنين على الأرض وتنز.ف بشدة لدرجة أن الد.م يكاد ينتشر حولها بكثرة.
أقترب منها بسرعة يرفعها ويقول بقلق: حنين! مالك؟
كانت فاقدة للوعي ف حملها بسرعة وخرج بها خارج الشقة، كانت سمر على وشك أن تغادر حين رأته يحمل حنين التي كانت ثيابها مليئة بالد.م.
شهقت بقوة: إيه ده مالها؟
رد محمد بتوتر: مش عارف طلعت لقيتها كدة.
خرجت والدته تقول بانزعاج: إيه ده مالها دي؟
أسرع محمد بها: مش عارفة يا ماما أنا لقيتها بتنز.ف.
خرج محمد من المنزل بينما قالت سمر باستغراب: أنتِ مش هتروحي معاهم يا خالتي؟
رفعت كتفيها بلامبالاة: وأنا هروح أعملها إيه يعني!
حدقت بها سمر بنظرة غريبة قبل أن تنصرف مغادرة.
أفاقت حنين ببطئ وهى تفتح عيونها بتعب حتى تتعود عيناها على الضوء.
نظرت حولها بتشوش في البداية حتى استوعبت أنها في المستشفى ومحمد يجلس بجانبها.
حين أفاقت قال بلهفة: حنين عاملة إيه دلوقتي؟
نظرت له بعيون خالية من أي تعبير قبل أن ترد بصوت منخفض: حصل لي إيه؟
توتر وظهر الحزن عليه: أنا طلعت الشقة لقيتك على الأرض وبتنز.في وجيبتك على المستشفى علطول.
برقت عيناها للحظة قبل أن تقول بجمود: والبيبي؟
أخفض رأسه لأسفل وهو يرد: للأسف خسرناه.
للحظة اشتد تعبيرها قبل أن يرتخي ويعود وجهها لجموده وتقول بنبرة خالية من المشاعر: طلقني.
اتسعت عيونه بصدمة وهتف بها: حنين أنتِ بتقولي إيه؟
رددت بنفس النبرة: قولت طلقني وفي أسرع وقت أنا مبقتش عايزة أشوف وشك.
قال بذهول يخالطه عدم تصديق: حنين! أنا مش بصدق اللي بسمعه منك ده!
صمتت ولم تجبه وهى تشيح وجهها إلى الناحية الأخرى، دلف والداها إليها بقلق.
أسرعت لها والدتها تعانقها بلهفة بينما وقف والدها أمام السرير.
قالت والدتها بخوف: مالك يابنتي؟ حصلك إيه؟
وضع والدها يده على كتفها: مش مهم حصل إيه المهم هى كويسة دلوقتي ولا لا.
نظرت حنين لوالدها نظرة فهمها فربت على كتف والدتها التي ابتعدت عنها بينما هو أقترب منها وأخذها بين أحضانه.
أحس محمد بعدم ضرورة وجوده فاستأذن وخرج.
قالت حنين بصوت مهزوز رغم محاولاتها أن يخرج ثابت: خليه يطلقني يا بابا.
شهقت والدتها بذهول بينما قال والدها بهدوء: دي رغبتك النهائية يا حبيبتي؟
قالت بتوسل: اه يا بابا بالله عليك خليه يطلقني في أسرع وقت بالله عليك يا بابا.
وانهمرت دموعها حارة على خديها وهى تدفن نفسها أكثر في حضن والدها الدافئ الذي ضمها إليه وعلى وجهه علامات التفكير والتوعد.
دلف محمد إلى غرفة الطبيب وجلس أمامه.
سأل الطبيب: هى حنين هتقدر تخرج امتى يا دكتور ؟
قال الطبيب بهدوء: يعني مش أقل من أسبوع لحد ما تبقى كويسة أنها تتعافى من آثار الإجهاض وتخرج.
بقى مترددا لبرهة قبل أن يسأل مجددا: طب هى أجهضت ليه يا دكتور؟ هو كان حملها صعب ومش مفهوم بالنسبة لي مع أن والدتي قالتلي أنه الحمل مش بالصعوبة دي وأنها لما حملت فيا وفي أختي مكنتش تعبانة خالص لدرجة أنها بعد الولادة فورا قامت عادي تشتغل في البيت.
أبتسم الطبيب بخفة ورد بحكمة: يا أستاذ محمد حضرتك إنسان متعلم والمفروض تكون اوعى من كدة وتعرف أنه أولا ظروف الناس زمان مختلفة عن دلوقتي أهمها الإمكانيات اللي موجودة دلوقتي معظمها مكنش متوفر زمان والستات اللي حملها سهل كانت بتستحمل كل حاجة لأنه الحمل بالنسبة لهم حدث عادي في حياة أي ست متجوزة والست اللي حملها صعب ياما بيعدي بكرم ربنا ياما للأسف من قلة الإمكانيات بيحصل إجهاض، ثانيا والسبب الأهم أنه مرات حضرتك مش والدتك نهائي وقدرة كل واحدة مختلفة عن التانية في الحمل وكل حاجة، حمل مرات حضرتك مكنش سهل يحصل ولما حصل كان لازم تدابير كتير واحتياطات علشان يكمل على خير لأسباب طبية وكون والدة حضرتك كانت بتولد وتقوم تشتغل في البيت ف ده علشان كان ربنا مديها الصحة مش أكتر مش علشان ده حدث عادي أنه الست تولد وتقوم علطول من غير راحة.
ثم نظر له بجدية: يا أستاذ محمد ربنا خلقنا مختلفين في كل حاجة حتى قدرات تحملنا ومتقدرش تحكم على مراتك من تجربة غيرها.
أومأ محمد وقد أحس أن أشياء كثيرة قد توضحت له كان غافلا عنها وقد بدأ يفهم بالفعل ما كان عاجزا عنه سابقا.
خرجت حنين من المستشفى بعد أسبوع وقد رفضت رفضًا تامًا أن تعود مع محمد مجددا وطلبت من والدها ألا يسمح بدخوله غرفتها طول فترة تواجدها في المستشفى ولم تأتي حماتها لتزورها ولو لمرة واحدة، حين خرجت حاول محمد الذهاب والتفاهم معها ولكنها لم تقبل وقد وقف له والدها الذي أصر عليه ليطلقها في أسرع وقت ممكن مع أنه لم يعلم بعد سبب حنين ولكنه فضل تركها على راحتها لحين تحكي له بنفسها.
كان محمد يجلس بحزن مع والدته التي نظرت له بإستنكار ممزوج باشمئزاز: مالك ياخويا قاعد كدة ليه؟
رد بحزن: مش عارفة يعني يا ماما؟ مش شايفة حنين مصرة تطلق مني إزاي؟ مش راضية حتى تسمعني.
ورغم سعادتها بهذه الأخبار إلا أنها قالت بوجه متضايق: والله هى الخسرانة شوفت إزاي مش راضية تسمعك حتى.
قال بضيق: ماهى معاها حق يا ماما أنا حاسس أني زودتها.
ردت بغيظ: زودتها في إيه يا واد! لايكون دخل عليك الشويتين اللي هى عملتهم، يا واد دي بتدلع عليك وبعدين هى خدتها حجة بقى بدل ما ترجع بيتها تشوفه طلبت منك الطلاق أنا من رأيي تطلقها وأنا هجوزك أحسن منها!
تنهد محمد ولم يرد فعادت تؤثر عليه بحديثها: يا واد دي سمر برقبتها دي ماصدقت علشان تخلص منك وتهرب على بيت أبوها، أنت لو اتجوزت هتشوف الهنا اللي كنت محروم معاها.
رن جرس الباب الذي قاطع حديثها ونهض محمد ليفتح الباب.
رأى رجل غريبا يسأل: ده بيت سميرة أحمد****؟
عقد حاجبيه بتعجب وقال : أيوا.
نهضت والدته باستغراب حين سمعت إسمها: أيوا ده بيتي فيه إيه؟
مد لها يده بقلم: طب أمضي لي هنا لو سمحتِ.
قالت بعصبية: مش همضي على حاجة إلا أما أعرف ده إيه.
قال الرجل ببرود: أنا معرفش المهم تمضي وهتعرفي.
مضت على الاستلام ثم ناولها ورقة وغادر.
حين فتحتها اتسعت عيونها بصدمة وصاحت: إيه ده ورقة طلاق!
نظر لها محمد بذهول فحين هى صرخت بصوت عالي و ولولت: أبوك طلقني يا محمد!
ثم ارتمت وقد فقدت الوعي بين ذراعي محمد الذي أسرع يتلقفها قبل أن تقع على الأرض قائلا بدهشة: ماما!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مثابرة خاسرة)