Uncategorized

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت السابع عشر 17 بقلم نهال مصطفى

 رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت السابع عشر 17 بقلم نهال مصطفى

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت السابع عشر 17 بقلم نهال مصطفى

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت السابع عشر 17 بقلم نهال مصطفى

خرج زياد من مبنى الجامعة يتشاجر مع الهواء الذي يحاصره وهو يسب ويلعن فى نفسه .. فأى نتيجة تأتى على عكس المتوقع عاقبتها الاختناق .. 
تم رفض رسالته لعدم اكتمالها وغير إلمامه بكافة عناصرها وتم تأجيلها للعام القادم .. صعد سيارته يشتاظ غضبًا وهو يبحث بعشوائيه عن بقية الأوراق مزفرا 
– راحو فين بس  ؟! 
اخرج هاتفه المغلق اكثر من اربعة ساعات ليجرى مكالمة هاتفيه مع رهف ولكن رنين بدون جدوى .. استقرت فى حلقه غصة الخيبة والضجر وبتلقائيه اتكئ على مقعد سيارته للخلف ؛ وفعل بيانات الهاتف .. فتتابعت الرسائل والاشعارات واحد تلو الاخر بسرعة فائقه .. أوقفه اسم رهف على  رسالة (فالواتساب ) مرسله من ستة ساعات .. 
سمع الرساله النصيه التى تتلوها رهف بسذاجه وضحك
– زيزو .. هقولك على سر ؛ شكل بسمه رضيت عليك وناويه تساعدك فى الماستر .. عارف ليه ؟! انا هقولك ليه … دى طلبت منى الورق وحاجات كده تخص الموضوع وانا جبتهم من ملفك وهى قالتلى تعرف دكتور تقيل اوى هيظبطك … ابسط ياعم شكل الدوك حنت عليك … 
اعتدل زياد من اتكاءه وهو ينصت للرسالة الصوتيه باهتمام حتى باتت انظاره كحلقة من النيران المشتعلة التى قررت أن تحرق كل ما يعوقها .. رمى الهاتف من يده ودور سيارته متأهبًا للذهاب متوعدا 
– ورحمة ابويا ما هعديهالك يابسمه … هى حصلت تضرينى فى مستقبلى كمان ؟؟؟؟؟؟!!!!!لا دانت زودتيها اوى …….
■■■■■■
ثم تحركت واقتربت منه واحتوت كفه 
– اقولك على سر ممكن متصدقنيش .. بس دى الحقيقه .. أنا حلمت بيك من قبل ما اشوفك .. لدرجة إنى عندى احساس اننا اتقابلنا فى زمان تانى وعشنا الحب ده قبل كده وجينا هنا عشان نكمله .. 
ثم غمغمت بحزن 
– مكنش قصدى ااذيك فى شغلك … ولا انى اتفق مع زيدان عليك خصوصا بعد ما عرفتك …. بس والله هددنى بيك وبأبويا وانا مكنتش عايزه اخسر حد فيكو …
**كانت تلك آخر جُملة منها ألتقمتها آذان هشام قبل ما  يشرد بخياله معها فى عالمهما الخاص .. اندفعت كل مشاعره إليها سارحًا بما يأمره به قلبه الذي يود ان يفجر حممه الغيابيه بقُربها .. فلا زال فى قعر كاسه بعض الرغبة فى العودة .. 
صنع من عطرها فيلمًا خاصًا به لوحده .. حتى تبسمت شفتيه على آخر جُملة ترددت فى ذهنه 
– عضلة لسانك دى لو اتحركت النهارده هقصها .. وسيبينى كده اخد حقى منك بمزاج .. مش عايز مقاطعه .. فاهمانى ؟!!!! 
لاحظت تبسمه الغير مألوف فى موقفهما على حديثها الذي يمزق قلبها إربًا .. وهى تناديه مستفهمة 
– هشام … هشااااااام أنت معايا … ؟! 
فاق من آحلامه وامنياته وخياله الذي جعله يتفوه بأكثر كلمه لا يؤمن بها ولم تضع فى قاموسه من قبل وهى ( أحبك ) .. ألتفت إلى صوتها العذب حيث وجدها لازالت جالسه على طرف الفراش وتحتوى كفه القوى  .. ولازال هو بجوارها لم يتقدم نحوها إنش .. فغمغم 
– أنا معاكى ؟! 
هزت رأسها بعدم تصديق 
– لا … أنت مش معايا خالص … سرحت فى إيه … ؟! 
هرب من صاعق سؤالها ونصب عوده بهيئته الجامحة وقال بجمود مصطنع
– هتعرفينى أكتر منى يعنى ؟! 
تابعته وقالت مستفهمة 
– انت جبتنى هنا ليه ؟! 
تردد للحظة ولكنه مازال محافظًا على شموخه 
-منا قولتلك حبيت نحتفل بمناسبة نجاحك وبس …
شيعته انظارها المكذبه 
– نحتفل ؟! يعنى مش عشان نتعاتب ؟! 
لم ينظر إليها و رد بفظاظةٍ
– لا .. أنا ما بحبش اتكلم فى القديم.. اللى فات مات .. 
تحركت هى لتقف أمامه وتقرأ عيونه التى دائما تصدق حتى وإن كذب لسانه
– ماهو اللى فات مش هيموت غير لو أحنا اتكلمنا فيه .. وطهرنا جرحنا وسبناه للوقت عشان يلم .. اما لو سبناه على كده هتبقي عواقبه أكبر .. 
تفادى النظر إليها كى لا يخونه قلبه .. وقال مبررا
– أنت فهمتى الموضوع غلط خالص .. 
ثم تحرك ليقف امام الفستان الذي لازال معلقا فتأمله واتبع 
– حبيت بس اهديكى حاجه جات على اسمك فى يوم من الايام .. وده انسب وقت .. 
لوهلة هاج ثور عنادها ولكن ثبطته بجُملة سعاد الناصحه من قبل ( الرجاله مش عايزه اللى تناطحهم يا حبيبتى .. دول تاخديهم على أد عقلهم وبس .. هما دايما اللى صح .. هما مابيعرفوش يغلطوا ) … تراجع عنادها لمرة وقررت أن تستغل ذكاءها وقالت بخبث 
– يعنى الشموع والزينه دى كلها والخطه اللى جيت بيها لحد هنا … عشان تدينى الفستان وبس ؟! 
بات امره مفضوحًا أمامها .. فتحير قائلا 
– ااه وبس .. وعلى فكره طنط سعاد هى اللى خططت لكل ده .. وانا محبتش احرجها بس … 
كتمت ابتسامتها وسارت على نهج تمرده وقالت بمكر
– وهى طنط سعاد بردو اللى جابت النتيجه من الكنترول ؟! مممم طلعت مش سهلة طنط سعاد دى ؟! 
كثرة تجاهله منارة أهتمامه .. شد مقعد الطاولة الصغيره وجلس واشعل سيجارته ليتواري خلف دخانها من عيون امراة فاحصة تعريه .. ثم هتف 
– اللى بينا عمره ما هيتغير … ولو كان فى مشاعر ليكى عندى  .. دى مشاعر تقدير وعشرة وبس .. 
ثارت نيران برج الحمل بقلبها لتحرقه ولكنها حاربت ألا تضيع آخر فرصه من يدها .. تمايلت فى خُطاها لتجلس على المقعد الامامى وقالت بتريث 
– تعرف طنط سعاد بتقول  إن إحنا الاتنين مش عاوزين غير فرصة تانيه وبس … تفكتر عندها حق ؟!
نفث دخان سيجارته واطرقت انظاره أرضا ململما بقايا كبريائه التى اطاحت به إمرأة يهواها وقال بتمرد
– الفرصة التانيه للى عايز يرجع .. أما أنا مابقاش عندى رغبه فى أى حاجه .. 
تجاهلت وخزة جُملته وقالت بمكر 
– اللى اعرفه عنك إنك مستحيل تعمل إي حاجة غير لما عقلك يكون مقتنع ؛ ايه اللى حصله ؟! معقولة يكون اتفق مع قلبك علي المفاجأه دى ممم او عليا عموما !! 
ثنى سيجارته فى قلب المطفأه وقال
– بلاش تستنتجى اوهام أكتر من كده .. 
عقدت ذراعيها أمام صدرها واتكأت على حافة الطاولة وقالت 
– اوهامى مبنيه على أدله ياسياده المقدم … 
ثم غمغمت بخبث عاشق 
– ورد وشموع وجو شاعرى عشان تحتفل بنجاح واحده إنت كل اللى جواك ناحيتها عشرة وتقدير ؟! علموكم كده فالكليه ؟! 
– لمصلحتك متصدقيش حاجه أنا ماقولتهاش ؛ ولو تصرفى ضايقك ممكن تتفضلى تمشي .. اصلا الموضوع مابقاش يهمنى …
جرت المقعد من اسفلها لتدنو منه وتلامس ساقيها ركبتيه وقالت 
– وإن قولت لك إنى مش همشي … اصل بصراحه الموضوع يهمنى … 
سألها باقتطاب 
– موضوع إيه ؟! 
ضاقت حدق عينيها بحيلة 
– مش حاسه إنك سامحتنى وكده .. فأنا قررت اقعد هنا لحد ما احس إنك سامحتنى بجد .. مش مجرد كلام .. عندك مانع …. !! 
“‏الحب ليس فقط اتحاد هوى , تفاهم , تلاؤم , إندماج عقلين , بل هو أيضاً ارتياح الفطرة إلى فطرة أخرى تأنس بها وتكتمل بوجودها” .. 
لم يتوقع قط قرارها المفاجئ بل كان يحمل هم عنادها الذي يقف بينهما وغروره الذي يأبى التنازل .. تسربت السعاده لجوفه ولكن لازال خارجه صلبا متماسكًا .. فوثب قائما وهو يأخذ مفاتيحه 
– طول ما انت على ذمتى فهو بيتك .. مقدرش اخرجك منه .. 
– يعنى مش عشان أنت عايز كده ؟! 
تأهب للذهاب 
– لا … أنا مش عايز اى حاجه …… 
هرب منها ومن التناقض الرهيب الذي يسكنه ؛ قلب يريد وعقل ينفر وفى ذات اللحظه ينفذ اوامر الاول مطيعا .. فلازال بطبعه الحاد يخذلها كورقة خريفية .. 
لامست اناملها اواخر الفستان وتنهدت بتعبٍ
– لحد أمتى هتفضل تعاند قلبك كده ياهشام .. وتاعبنى معاك .. كل حاجه فيك بتلمع بحب كبير .. واللى يوجع اكتر لا انت قادر تبينه ولا قادر تخفيه ولا أنا قادره أملكه ولا اتجاهله ..
ثم رأت صورتها المعكوسه على المرآه تحسست طرف فاهها الممزوجه بعطر قُبلته الساحر وقررت بتحدٍ
– لازم نوصل لنهايه .. ومش أى نهاية ؛ أنا عايزة النهايه اللى يكون أخرها اننا نفجر الحب ده لبعض .. بدل مابنقتله .. وطالما انا اللى غلطت يبقي لازم هحاول على الاقل عشان قلبك اللى مايستاهلش غير كل الحب … 
■■■■■■
تراقصت جفون رهف بتثاقل وهى تتفصح المكان حولها فغمغمت بذهول 
– أنا فين ؟! 
قفل فارس عُلبة العطر بعد ما تشممتها وفاقت وقال  باسماً
– حمد لله على السلامة … 
بصوت مفعم بالنوم سألته بقلق
– هو إيه اللى حصل؟! 
رسم ابتسامة خديعته
– انا اللى المفروض اسألك .. ايه اللى حصل ؟! 
استوعبت رهف الامر سريعا ثم فزعت من مرقدها شاهقة وهى تتفصح ملابسها ..
– أنا هنا بعمل ايه … هو حصل إيه ..
تمت التأكد من ارتداءها لمبلابسها كاملة فارتاح قلبها قليلا .. فاجابها فارس بمكر
– ابدا فجأة دوختى وواغمى عليكى جبتك هنا….
استدارت مسرعة وهى تبحث عن حذائها متجاهله صداع رأسها الذي يزلزل رأسها وقالت بصوت موشك على البكاء 
– أنا لازم أمشي .. انا اتأخرت قوى ..
تحرك فارس ليقترب منها ويعرض عليها مساعدته
– طيب اهدى محصلش حاجه يابنتى  .. طيب استنى هوصلك ..
لم تعلم لما تقاذف الرعب فى قلبها لهذا الحد ولكنها دفعته بحركات جنونيه واخذت حقيبتها الموضوعه بجوارها وغادره مرتعده .. مرتجفه
– هاخد تاكسي .. ابعد عنى ..
تابعها مناديا ولكنها تجاهلت ندائه وقفلت الباب خلفها بقوة وهى تجرى وتكتسح المكان خلفها برعبٍ وتسند قلبها الذي اوشك على الانخلاع بكفها وهى تقفد على اول الطريق تشير للسائق .. 
ركبت فى المقعد الخلفى وللحظة انتابها شعور الاشمئزاز من نفسها فانفجرت باكيه متضرعه مما لفت انتباه السائق فالمرآة 
– ايه الارف اللى أنا بعمله ده .. ياربنا سامحنى انا اسفه .. انا مش هشوفه تانى .. ولا هعمل حاجه تزعلك منى تانى.. بس متزعلش منى …
‏الحياة تُقسو أحيانًا على الناس ليدركوا كم كانوا مترافين من قبل .. وان ما تمردوا عليه فى ماضيهم أهون من حياة كانت من اختيارهم .. تقسو ليعود الإنسان اكثر نضجًا وادراكًا ..
■■■■■
بكل  ما اوتى من قوة يضرب على الباب حد اوشك على الكسر .. فكان غضبه يغلب عقله فساقه بلا وعى .. جاهرا 
– افتحى يابسمه  … انا عارف إنك جوه …
انتهت سعاد أداء صلاة المغرب ؛ وركضت نحو الباب مضطربه 
– زياد ….!! اى ده كله ؟! 
دفعها زياد بقسوة وهو يهذي 
– بسمة فين .. 
تحيرت ملامحها 
– بسمه نايمه ياحبيبي .. هو حصل حاجه !! 
كالمجنون اندفع يفتش فى الغرف عنها إلى أن وصل للغرفه التى تقطن بها .. وفثار مندفعا إليها فلم يرحمه نومها وسخونها وانقض علي شعرها وسحبها بقوة .. فصُرعت مذهوله متوجعة
– زياد … اه سيب شعرى…
شرار الحنق تتناثر من فاهه وعيونه كالسيال ويجهر
– وكمان نايمه؟! ياجبروتك .. 
تملصت وجعا متمسكة بكفيه متوسله بصراخه 
– ايه الهمجية دى … ابعد عنى بقولك ..
دخلت سعاد راكضا .. فذهلت مما رأت فارتمت إليه لتخلصها من تحت يده 
– انت اتجننت يازياد ؟! هى دى التربية ياابن الاصول ..
تحررت بسمه من آسر قبضته القويه وهى تأخذ انفاسها بصوت تنافس مع ثرثرة غضبه وهى يصرخ مندهشًا
– وبنت الاصول تضيع تعبى سنة كامله ؟! 
وجعها لم يكن لها عائقا لتحديه حيث وقفت على ركبتيها ولوحت
– احمد ربنا اصلا إنى خليتك تشوف نور الشمس تانى ؟! 
تطاولت يده لتتناولها ولكنها تفاديتها باعجوبة وهى تهبط من سريرها لتحتمى خلف سعاد التى صرخت جازعه
– فهمينى يا بسمه يابنتى عملتى إيه  … 
تراقصت عيونها بقلق ثم اردفت
– ده اقل حاجه  تتعمل فيه ؟! 
فتأففت سعاد بحنق 
– طب فهمنى أنت يابنى حصل إيه ؟! 
تجاهل زياد سؤالها واشار لبسمة متوعدا 
– عمرى ما اتخيلت ان السواد اللى جواكى يوصل بيكى لكده .. 
فواجهته باسف
– إنت اخر واحد تتكلم عن السواد والقسوه اللى جوانا .. لانك للاسف بنى آدم مقرف .. مش بيفكر غير فى نفسه ومصلحته وبس .. 
– ياستى انا ابن ستين فى سبعين .. تدخلى فى مستقبلى ليه ؟! فاكرة إنك كده كسبتى ؟! بالعكس انت مابقيتيش تفرقي عنى فى حاجه .. الشر والانتقام خلاص عملك غسيل مخ ..
جميعا نولد وبداخلنا بذور الخير والشر .. والحياه وحدها المسئوله عن رى وتغذية احدهما .. فلم يكف زياد عن معاتبها التى كانت كخناجر تطعن فى قلبها حتى قذف قنبلته الاخيره وقال بنبرة متعبة 
– كان عندى أمل إننا نرجع ونصلح غلط ارتكبناه فى وقت لا أنا ولا أنت كنا بالنضج بتاع دلوقتى .. فانت جبتى النهايه خلاص .. 
ثم أقترب منها خطوة وهى يشيعها باسهم الخسه 
– أنت طالق يا بسمة … 
كلمة تحدته لنطقها ولكنه ابى .. وعاند .. قلب جيوش تمردها جيوش حبها عليه لتنالها .. وبمجرد ما قالها شعرت بالهزيمه .. بالخذلان ، بأن جيوشها التى كانت تحارب بها تخلت عنها وتركتها عاريه فى ساحة الحرب وفرت كلها إليه تتوسله ليعود .. 
غادر زياد بعدما فجر قنبلته الموقوته .. فاستدارت سعاد إليها بصدمة 
– إنت عملتى إيه خلتيه يوصل للحاله دى ؟! 
فاق جبروت حواء بقلبها واجابتها بثبات تشققت اساسه بجوفها وقالت 
– سرقت ورق الرساله بتاعته .. وسقط ..
لم تصدق سعاد ما قالته بتلك النبرة الباردة.. رجتها ممتعضة
– بتهزرى … إنت عملتى كده ؟! ومن أمتى الشغل والدراسه ليهم دخل بالتفاهات اللى مابينكم .. انتى كده مرتاحه يعنى ؟! 
ابعدت عنها ورددت
– اه …. جدا .. 
بحزن اردفت سعاد
– يبقي انتقامك قتل كل الحلو اللى فيكى يابسمه .. 
ذرفت دمعة من طرف عينيها وقالت مستعطفه
– واللى عمله فيا قتلنى … كان لازم ابرد نارى منه ..
سعاد بحكمة .. سألتها
– هااا .. ونارك بردت خلاص .. انتقمتى ؟! فضحتيه قدام صحابه.. قللتى منه .. مرتاحه كده ..
طافت عيونها المتألمه بعشوائيه وقالت بقوة مصطنعه
– ااه مرتاحه… قلم بسيط على اللى عمله فيا … 
طأطأت سعاد رأسها باسفٍ
– ياخساره يابسمه .. 
عقدت ذراعيها أمام صدرها فاستدارت متحدية
– هو اللى خسر مش أنا
– انتو الاتنين بغباءكم خسرتوا .. 
– خسارته بالنسبه لى مكسب .. 
لم تكن تتخيل سعاد كم الجبروت المدفون بقلب ابنة اخيها .. فقررت ان تضع حلا لسذاجتهم وقالت بحزمٍ
– طيب بصي يابسمة .. أنت هتروحى تعتذريله وتتأسفى عن اللى عملتيه .. وترجعى بهدوء … ومن غير يمين لو معملتيش كده أنا همشي ومش هقعد معاكى يوم كمان … انت فاهمه؟! 
شهقت بسمة مذهوله .. ساخطه على اوامر عمتها 
– نعم ؟! ده على جثتى .. 
سعاد بتحدٍ
– يبقي بتطردينى بالذوق يابنت اخويا ..
تأففت بسمة بامتعاض فالاختيار امامها بات مستحيلا .. بين خسارة عمتها ثم دراستها وحياتها مقابل الاعتذار من زياد الشخص الوحيد الذي دمرها … 
تناولت سترتها المعلقه وارتدتها بعشوائيه فوق بنطالها الجينز واخذت مفاتيحها وهاتفها متأففه وتركت البيت ورحلت هى الاخرى مجبره …. 
■■■■■ 
-ليك ليلتين بتجهز لليوم ده وبتستعد وبتحفظ فى كلام إنت ماقولتش منه حرف .. هتنكر إنك كنت طاير بنجاحها وانت اللى عمرك ما حسيت طعم الفرحه بانجاز واحد وصلتله !!
 غبى .. وهتفضل طول عمرك غبى ،  ماهى اعتذرت وقالت مبرراتها .. ايه اللى مانعك وانت من جواك هتموت عليها ؟! بأى حق تعاتبها على حاجه عملتها من قبل ما تعرفك .. ولما عرفتك انسحبت ؟! مشيت عشان خافت لتوجعك اكتر ؟!
يقف هشام على كوبري قصر النيل يتأمل امواج المياه الهدرة التى تمنى ولو يصير نبضه هادئا مثلها .. ثم ملأ صدره بالهواء وتذكر حديث سابق دار بينه وبين سعاد التى شعرته لدقائق بحنان الام 
– (( لحد أنت ياهشام هتفضل محكم عقلك وسايبه يدوس على قلبك … الحياه فرص ؛ ولو شايف نفسك مع واحده تانى غيرها يبقي سيبها ومترجعلهاش تانى .. لكن جو أنا بحبك بينى وبين نفسي .. وهى مموته نفسها من العياط كل ليله عليك ولما تتقابلوا تنطحوا فى بعض ده ظلم .. موت بالبطىء .. اضحك عالدنيا ومتسبهاش هى اللى تضحك عليك وتحط قدامك حدود لتمنعك عن فرحتك … احنا هنعيش كام مره عشان نضيعهم فى وجع وحرمان .. دى مراتك ومنك ياحبيبى خدها فى حضنك وربيها من اول وجديد ؛ لكن تعاقب نفسك ليه معاها … بلاش توهم نفسك إنك مش بتحبها بلاش تاخد قرارات اساسها وهم من دماغك .. اتعلم واجه وسامح وارجع لو عايز كده .. جرب وامشي ورا قلبك ولو مره )) 
تأوهاته الخافته ترددت فى صدره فنظر للسماء مناجيا متذكرا مذكراتها .. ابنهما الذي فُقد .. كسرتها .. حزنها وبالرغم من ذلك تجاهلها وولى ظهره وغادر .. أغمض عينه حاسما قراره مسترشدا بكلمات سعاد 
– هى بتحبنى .. وانا مش قادر أكمل من غيرها ! ليه احط فواصل ما بينا ؟! ليه البعد والعذاب … الحل إنى مجبر امشي ورا قلبى ولو لمره واشوف هيودينى لفين … يمكن يصيب المرة دى !!!! 
عاد الى سيارته حاملا قلبه على كفه ليواجه به ايامه التاليه .. كدرع حمايه لتقلبات عقله المفاجأه .. ابتسم ملهوفا وهو يدور سيارته
– هروح اطمن على رهف الاول ……. 
■■■■■
دخلت مُهجة الغرفة السفليه المُظلمة المسجونه بها ناديه منذ شهر مضى وغمغمت متأففه 
– أنت لسه ما موتيش ؟! 
قفلت ناديه المصحف الشريف.. ورمقتها بوجهها الشاحب وجسدها الهزيل وقالت بجبروت 
– هفضل واقفالك زي اللقمة فى الزور اكده .. حتى ولو موت هسيبلك شوكى يامهجة …
تقصعت مهجة فى فستانها الضيق وقالت بغل
– خالد ولدك فين يا ناديه .. صبري عليكى نفد ..
ابتسمت ناديه بحسره
– اقولك إيه .. ما تقتلينى وتخلصي منى اريحلك .. بدل مااقتلك أنا واهو اتغدى بيا قبل ما اتعشي بيكى .. 
قعدت على طرف فراشها القديم وتحدثت بشر 
– لولا إنى عايزاكى كنت عملتها .. فكرك هغلب ؟! 
تجاهلت ناديه أمل صدرها وقالت بقوة
– وانت فكرك هقولك على مكان ولدى ؟! 
هزت مهجة رأسها ساخرة 
– طب سيبك من دى ؛ مجدى السيوفى اللى ساعد ولدك فينه .. بيخدم فين ؟! لانه فص ملح وداب من البلد كلها ..
اتسعت ابتسامة ناديه وقالت بشماته
– وهى نفوذ سيادة النائب معرفتش حتة ظابط بيخدم فين ؟! 
تلوت كالحيه وقالت
– لا ماهو سيادة النائب بيرسم على تقيل مش فاضي للعلب بتاعى ده .. اصله فوضنى وكيلة اعماله .. وانا وعدته إنى هجيبله كل اللى مزعلينه تحت رجله .. 
تجاهلتها ناديه وتجاهلت شرها وعادت لتكمل وردها اليومى وفتحت المصحف وشرعت فى تلاوته بصوتٍ عال .. هز كيان مهجة التى نهضت مغلولة 
– طب والله ماانت طافحة حاجه النهارده .. 
توقفت ناديه عن التلاوه وتذكرت جُملتها التحذيريه لمجدى وهى تهاتفه 
– انت ليك عندى جَميلة يا ولدى .. سيب الخدمه هما باسرع وقت .. لان زيدان كشفك ومش ناويلك على بره .. وهو اللى فك لك فرامل عربيتك …..
ثم تنهدت باختناق 
– ربنا يحفظك ويبعد عنك كل شر إنت وخالد ولدى … قادر ياكريم مايخلى يد زيدان تطولهم واصل .. 
■■■■■
– رهفف … يا رهففففف ..
يقف تحت غرفتها بالطابق السفلى مناديًا عليها ولكنها فاجاته وهى تفتح الباب فارتعدت لرؤيته خيشه من انكشاف امرها .. فاستدار نحو الباب مُرحبا بشرٍ
– اهلا ….. وكمان لسه مشرفه ..
غمغمت بخوف وعيون هتكها الحزن
-هششام !! 
اقترب منها بخطوته الواسعه
– انا عايز افهم إنت هتحسي بالمسئوليه أمتى ؟! 
انفجرت باكية متجاهله صراخه وارتمت فى حضنه وطوقت خصره منتحبة ومعتذرة وهى تتذكر ايامها مع فارس وصحبته اللعينه 
– انا اسفه .. حقك عليا .. أنا معرفش عقلى كان فين طول الفترة دى .. بس انتو كلكم سبتونى لوحدى .. انا مكنتش لاقيه حد اشكيله ..
لينت دموعها حجره الصلب وضمها بحب 
– طيب اهدى .. 
فارتعشت باكية 
– انت زعلان منى .. صح ؛ انا استاهل .. اقولك اضربنى وزعقلى .. بص علمنى الادب من اول وجديد بس متسبنيش تانى .. انا اسفه والله يا هشام .. 
قبل رأسها بحنو وربت على كتفها معاتبا
-كده يارهف تسقطى ؟! احنا كنا قصرنا معاكى فى ايه ؟! ليه الاستهتار ده ..!! 
ابتعدت عنه ومسحت دموعها مرتجفة شاهقة
– ناقصنى انتو يا هشام .. انت فى شغلك وزياد بشوفه صدف ؛ وماما زى ماانت عارف .. حاسه إنى تايهه .. عايزة جو العيله تانى .. انا ساعات بشتاق لايام بابا برغم انها كانت صعبة وشديده بس كنا نتجمع كلنا على سفرة واحده .. دلوقتى أنا مابقتش فاكره اخر مرة اكلت امتى … هشام انا تعبانه اوى .. 
مسح دموعها متبسمًا وقبل رأسها بعطف 
– طيب اهدى خلاص .. حقك عليا أنا .. 
ثم قبل كفها الصغير المرتعش فزادها بكاء وقال لها مداعبا
– ما خلاص  بقا … يعنى دى اول مرة تسقطى ؟! 
فانفجرت ضحكتها من جوف وجعها وهى تمسح دموعها وقالت ببراءة
– اومال انت بتزعق ومتفاجئ ليه ؟! 
ضحك بصوت مسموع ثم ضم رأسها لصدره وقال
– قولت اصحى ضميرك الميت ده شويه .. بس شكله مفيش فايده ..
ضربته بقبضتها الصغيره على كتفه ممازحة ثم وقفت على طراطيف اصابعه و طوقته بشوق
– وحشتنى أوى ياهشام .. 
– وانت كمان وحشتينى ياهانم  … 
ابتعدت عنه بحماس 
– بص انا مش هسيبك تانى .. انا هجيب شنطة هدومى من فوق وهاجى اقعد معاك .. واهو تربينى واخلينى اتلم وأذاكر .. طبعا طاير من الفرحه انى هقعد معاك واونسك صح .. ٥دقايق بس وهتلاقينى عندك .. مش هتأخر ..
لم تعط له اى فرصه للاعتراض .. كانت تتعلق بأى شيء جديد ينسيها أخطائها السابقه .. جريت امامه بسرعة النحل لتحضر حقيبتها.. فانعقد حاجبى هشام مغلوبا على أمره 
– اى النحس ده ياربي … 
ثم رفع نبرة صوته متحججا
– اخلصى يا رهف … وإلا همشي واسيبك …. 
■■■■■ 
على مائده الطعام الفارهه … يجلس منصور الشاذلى على مقدمتها واقصي يمينه نانسي وميان .. وعلى يساره يقطن زيدان .. كلاهما منغمسين فى تناول العشاء الفاخر .. فتفوه منصور 
– منورنا ياسيادة النائب ؟! 
زيدان بأريحيه 
– ده نورك انت والبنات القمر دى يا منصور بيه .. 
وضع منصور اللقمة فى فمه وتحدث
– وايه الاخبار .. مش ناويين نرجع لشغلنا ؟! 
زيدان بحماس
– ماهو ده اللى جاي افاتحك فيه .. بزيادانا وقف حال ؛ السوق بقي بتاعنا دلوق .. وانا سمعت كلامكم ونفذته بالحرف .. ونارى لساتها قايده يا منصور بيه  .. 
تدخلت ميان 
– ونار سيادتك ناحية أيده ناحيه عيلة السيوفى ولا البنت اللى هربت من بلدكم ..
اتسعت ابتسامه زيدان بمكر 
– الاتنين ياست هانم .. نارى طايله وبدها تحرق الكل .. 
ارتشفت ميان رشفه صغيره من كوب العصير وتبسمت بشؤم واذى 
– اخلص بس اللى بخططله عشان صباعنا مايبقاش تحت ضرس حد .. ونبدا اللعب  ..
قهقهه زيدان مذهولا وهى يكسر (الدجاجه المشويه) بكلتا يديه 
– وانا مافيش حاجه بتبسطنى غير دماغ ولعب  الحريم..
تفقدته نانسي باشمئزاز ثم تركت مابيدها من طعام وقامت 
– انا شبعت…
■■■■■
– يابسمة  طيب اهدى  .. انت بتعيطى ليه دلوقتى !!
وضعت سعاد سيف الحيرة على رقبة بسمة التى جارت الشوارع فلم تجد مأوى الا شقة هشام  خاصة بعدما قصت لها سعاد ما رتبته معه لرجوع فجر … مسحت دموعها وقالت
– هما ليه كلهم ضدى .. انا اللى غلطت وانا اللى لازم اعتذر .. ليه محدش مقدر وجعى .. 
مسحت فجر على رأسها 
– محدش ضدتك .. احنا كلنا معاكى … بس مكنش ينفع تعملى كده .. ده تعبه ومستقبله …
انفجرت بسمة معاتبه
– وانا اللى دمرنى ودمر مستقبلى ورمانى بسهولة كده عادى؛ خلاص انسي واسامح واقوله عيش حياتك يابيبى واستمتع .. انتوا ليه مش حاسيين إنى بتقطع من جوه .. انا اكتر واحده محتاجة لسند وعزوة … كنت هربى ابنى بعيد عنه ومش عايزه منه حاجه .. هو وجعنى اوى يافجر .. للدرجة اللى خلتنى اقرف من نفسي…
ربتت على كتفها مواسية 
– طيب متعمليش فى نفسك كده .. طالما مقتنعه إنك صح ومرتاحه متبرريش  .. واهدى ومتشليش جواكى.. طالما مش فارق معاكى وجوده  يبقي الموضوع بسيط .. واهو حققلك رغبتك وطلقك … 
ابتلعت فجر بقية كلماته إثر افتتاح باب الشقه .. فدلف منه هشام ثم تابعته رهف صائحة 
– الله !!! دى بسمة وفجر هنا ؟! انت ازاى  ما قولتليش ياهشام …
تفوه ثغر هشام مصدوما غير  قادرا على تحمل الصاعقه فألقى مفاتيحه بعشوائيه واردف بملل 
– خير يابسمه .؟! 
ركضت رهف كالطفله اليهم وتربعت فالمنتصف بينهم فارحة وهى تسقف
– الله .. داحنا هنسهر للصبح بقى … 
تبادلت الانظار بين هشام وفجر للحظة ثم لمحت فى عيونه لمعة التحسر والاسي لوجود بسمة ورهف كأن هنالك مخطط ما برأسه فشل .. 
قررت حواء على استخدام اسلحتها لاخضاع قلب رجل عنيد مثله إليها .. حيث طفرت قائمه وهى تربط حرام ( روبها ) الحريري الطويل وتدنو منه متدلله وعانقته بلهفة وبنظرات لم يفهمها سواهم وهمهمت
– حمدلله على سلامتك ياحبيبي .. 
ثم تجاهلته ونظرت إلى الفتيات بحماس
–  بقول كفايه حزن ونكد بقي .. وانا وهشام هنعملكم عشا محصلش .. ايه رايك ياهشام
أشارت رهب بسبابتها بروعة
– انتو اتصالحتو اخيرا … ياااه انا مبسوطة اوى .. بجد ده احلى خبر …. 
دست اصابعها فى كفه ورسمت ضحكة زائفه خبيثه
– اه اتصالحنا .. مش كده ياهشام .. ؟! 
ثم احتضنت كفه وجذبته برفق وهى تستأذنه بنظراتها التى لا يستطيع عصيانهم ..
– اتبسطوا  انتو يا بنات … واحنا مش هنتأخر … روفا البنت بسمه دى عندك عايزه ارجع القى ضحكتها منورة وشها … 
وصل الى المطبخ وتعمدت ان تقترب منه بقدر المستطاع متدللة متغنجة وهى تقطم شفتها السفلية باغراء جفف حلقه 
– سورى إنى عملت كده لانى عارفة إن الموضوع مايهمكش .. بس هما فيهم اللى مكفيهم ماحبتش احملهم مشاكلنا أحنا كمان ..
– تمام 
كلمة واحده خرجت من بين قاموس الكلمات الدائره فى راسه .. ابتعدت عنه متجاهله نظراته عمدا .. حيث تخلصت من ( روبها ) الطويل واكتفت بما اسفله حتى باتت أمامه كثمرة برتقال مجهزة للعصر …
بالرغم من ثباته الانفعالى الذي تدرب عليه لأعوام فى الكليه إلا أنها من النوع التى لا يمكنه مقاومته .. جلس على اقرب مقعد بجوارها وهو يحرقها باهدابه وقال متعمد لفتح اى حوار 
– هى بسمة هتطول هنا .. 
– ااه .. وانا اقترحت عليها تبات هنا النهارده ..
كور يده مغتاظا متمتما
– طيب حلو .. ما نفتحه ملجأ بالمره 
انتهت من غسل الخضروات واقتربت منه متعمده مائله بجسدها 
– قطع دول مكعبات … 
إن المرأة يسحرها أولًا الأمان الذي يزرعه الرجل من حولها بعدها كل شيء يأتي من تلقاء نفسه للحد الذي يفاجئها هى بأفعالها .. تأمل منحنيات جسدها بشهوة عارمة فقد اصبحت اكثر جمالا عندما ازداد وزنها قليلا ..
زفر واخذ يفرغ طاقته فى تقطيع الخضروات وشرعت هى فى تجهيز باقي الاطعمة ولكن لم يشغلها الطعام عن الكلام .. بل باتت أن تلقى بعبارات لتفحمه
– انا سمعت كلامك على فكرة .. لانى لقيت عندك حق .. اقعد هنا فى بيتى أولى من قعادى عند بسمه .. مش كده..
باتت سيكينه تتشاجر مع قطاعة الخضروات الخشبيه فتصدر صوتًا لا يختلف كثيرا عن صخب قلبه .. فولت ظهرها كاتمه صوت ضحكاتها وتابعت 
– أنت بتحب الشطه ؟! 
رمقها بنظره حادة من طرف عينيه فاستقبلتها بايتسامه واسعة 
– عارفه انك بتموت فالكبدة الاسكندرانى .. بس أنت ماقولتليش بتحبها حراقه ولا بارده .. 
رد مجبرا
– اى حاجة .. 
فاخرجت من الثلاجه الفلفل الحار .. وبعد ما غسلته اقتربت منه ووقفت بين ساقيه المنفرجتين واخذت السكينة منه وقالت بعجل متعمد
– اى البطىء ده .. دانا كان زمانى خلصتهم من بدرى .. 
انهد جدار ثباته باستشاق عطرها وتغنجها الغير ملحوظ تحت انظاره .. باتت المسافه بينهم لا تذكر وبلغ شوقه لذروته ولكنه تجمد عاجزا ..غير قادرا على احتضانها … فتفجر نفسا طويلا من صدره ونصب عوده ووقف خلفها ليحاصرها بكلتا يديها المستندتين على ( رُخامه ) المطبخ وقال
– نتلم ونبطل مرقعة وعدى ليلتك على خير … عشان عفاريت الدنيا بتتنطط قدامى …..
يتبع..
لقراءة البارت الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
لقراءة الجزء الأول من الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!