رواية أرض الستر الفصل الأول 1 بقلم محمد نصر
رواية أرض الستر الجزء الأول
رواية أرض الستر البارت الأول
رواية أرض الستر الحلقة الأولى
عندما بدَأت في سماعِ تلكَ الأصۡوات..
فكرتُ في أن الأصواتَ كانت من شيءٍ كـ الكائنات الفضائيةِ أو ماشابَه…
و حسنا كمَا ترىٰ!..إنه حقًا حديثي اللّاواعِي..
نعم لقد كان ذٰلك بالفِعل.. و أنا المصۡدر..
أعرِف ذلك الآنَ جيدًا..
***
ماء باردٌ انسكب عليه بينما ينام بعمقٍ… شعر بالبرودة و لكنهُ لمۡ يبلي لها حتی وجد صفعةً علیٰ مقدمةِ رأسِه.. بدأ في فتحِ عيناه بحركة بطيئةٍ و نظر حولهُ ليجدَ أنه ملقيًا علیٰ الأرض الباردة الخاصةِ بغرفتهِ..
استقام من استلقائهِ الغريب و نظرَ لأمهِ الواقفة أمامه واضعةً يديها بخصرها و نظرة افتراس تملئُ عيناهَا و كأنها ستلتهمهُ الآن، ثم بنبرة عالية مع الاقتراب من موقعهِ:
-انت هتبطل تحرق ف دمي و تصحی زي الخلق امتی؟!!.. ارمي عليك المرة الجاية مياة نار بدل نعمة ربنا دي!!!.. يمكن ساعتها تبقا تحس علی دمك و تبطل تسهر و تصحی من اول مرة انادي عليك ي ابن الجزمة انت.. انت هتفضل مبلم ف وشي كده كتير و لا اي!!! قوم فز أبوك عاوزك برة عشان تتنيل تطفح و نروح لجدك..
ثم تركته و أغلقت الباب بقوة أدت إلیٰ صدیٰ صوتٍ عالٍ و هو مازال متربعٌ علیٰ الأرضية و عقله في حالةِ سكونٍ لايقدر علیٰ استيعابِ شيءٍ الآن..
خطر في عقلهِ النومُ مجدّدا لكن سمع صوت والدته من خارجِ الغرفة تصيحُ:
-و ربي ي مالك لو نمت تاني لهجُرك أرميك برة الشقة..
لذٰلك استقام فزِعًا فـ هو يعرفُ أن بمقدرة والدته فعلهَا..
و ذهبَ لـ حمام غرفتهِ الخاص..
و حسنًا..
هٰذا مَالِك أحمد… تسعةَ عشَرَ ريعانًا..
أنهیٰ الثانويةَ العامةَ لتوّه..
ليس لديّه أيّ هواياتٍ فقط يشاهدُ التلفاز و يلعب ألعابًا إلكترونية هادئةً لا تميلُ للعنف..
ذاهب اليوم إلیٰ بيتِ جدّه معَ والديه..
منذ فترة لم يذهَب بسبب دراسته و أنها سنةٌ مصيريةٌ و من هٰذا القبيل..
جدّه من محافظةِ الشرقية أما عائلة مالك بـ القاهرة..
و
الباقي سنعرفهُ سويًّا…
***
بعد خروجِه إرتدیٰ ثيابًا فضفاضةً من بنطالٍ أسودٍ قطنيّ مريح و قميصًا قطنيًا كـ لونِ القهوة الفرنسية بدونِ أكمام و ختم بـ ارتداءِ نظارتهِ الطبية و وضع عطره المفضّل المكون من مزيجٍ من القرفةِ و الڨانيلّا و مركبات أخری..
ترك غرفتهُ متجهًا لـ غرفة الطّعام ليبدأ يومه بفطورٍ من يدِ والدتهِ مع القليلِ من حديثِها الرائعِ الملئِ بـ الحب..
– لا ي عم صحيت ليه كنت خليك نايم!!
حدثتهُ أمه بينما تقف أمامَ الفرن الكهربيّ و بيدها طاسةٌ فارغة كأنها ستقذفها عليهِ في أية لحظة..
– أقعد ي مالك افطر عشان منتأخرش…
حدثه والدهُ بينما يتناول كوبَ قهوتهِ السوداء الخاليةِ من السكر محاولًا تهدئةَ الأمور بين ولده و زوجتهِ…
-أيوة انت افضل سكتني و دافع عنه أما نشوف هيوصل لفين..
تجاهل مالك حديثه والدتهِ و جلسَ بكرسيّه الخاص و نظر لطعامهِ محدثً ذاته;
-بيض و فول!! و أنا عندي حساسية من الفول و مش بحب البيض!..
ظل ينظر لطعامهِ برهةً ثم شرب كأس العصير المتموضعِ أمامه و استقام..
-اي مش عاجبك الأكل و لا اي ي أستاذ!!
حدثته أمه بنبرة غليظة..
-لا طبعا.. بس الحمدلله شبعت…
و ترك غرفة الطعام عائدًا لغرفته..
دخل الغرفة و وقف لحظة يحاول إدراكَ ما عليهِ فعلهُ الآن..
لينظر باتجاه حقيبةِ الملابس الفارغة المتموضعةِ فوق خزانةِ ملابسه ليسحب الحقيبة و يبدأ في وضع ملابسهِ بها..
بينما تنسالُ في ذاكرتهِ الذكريات فـ هو مشتاقٌ بشدّة لـ بيتِ جدّه الذي لم يراهُ منَ الصّيف الفائت..
و راودته لحظات لـ جدّه و قسوتهُ عليه عندَ اقترابِه من غرفتِه..
يتذكّر غضبَه الغير مبرر فقط من مجدر اقترابه من بابِ الغرفة أو اقترابِ أي شخص آخر فـ الأمر لا يقتصِر علیٰ مالكٍ فقط!..
انتهی من وضعِ أغراضه في الحقيبةِ و ذهب للمرآةِ يعدّل خصلات شعرهِ الفحمية المتدلية علی جانبي رأسهِ بنعومة و بعدَ انتهائهِ حمل الحقيبةَ و ذهبَ للسّيّارة..
ظل ينتظرُ والديه مقربة الربعِ ساعة و بعدها تحركتِ السيارة في اتجاه محافظةِ الشرقية ما يقارب الساعتيۡن بينها و بين القاهرة..
ينظر من شُباكِ السيارة من الكرسي الخلفي وراءَ كرسي القيادَة يفكّر فيمَا سيفعَل في بيتِ جدّه و يخططُ للأوقاتِ المرحة التِي سيقضِيها مع أبناءِ أعمامِه..
و ذهَب في عالم خيالِه مستنِدًا برأسهِ علیٰ النافذة ذاهبًا في سُبات..
***
أفاقَ من نومهِ علیٰ حديثِ والده:
-ي حبيبتي إحنا لازم نعرف مالك بالمرض اللي عنده منفعش نخبي عليه اكتر من كده..
لترد والدته:
-طيب سيبه شوية حتی.. ده لسه مخلص امتحانات نبقا نقوله لما نرجع م الشرقية لو ربنا أراد..
لم يقدر علیٰ استيعاب ما يقولهُ والداه لذا تدخل:
-انتوا بتقولوا اي!!مرض اي!
-انت تسكت و تكمل نومك كفاية اللي هببته الأسبوع اللي فات..
قاطعه والده رادًّا عليه بقسوة بينما هو لا يتذكّر ما فَعلهُ الأسبوع الفائت ليخاطِب ذاته:
+
-عادي مش أول مرة يحصل حاجة و انا مش فاكر و بيحطوا اللوم عليا و أنا معملتش حاجة أصلا..
***
توقفت السيارة أمَامَ منزِل جدّه بعد مرورِها بـ بوابةٍ عالية ضخمَة و أسوار مشابهةٍ لها في الحجم بينما مالك لا يتوقفُ عن التحديقِ في تلك التفاصيل كـ الرسومات علیٰ الأسوار و البوابة..
يحدق بها من اشتياقهِ لذاك المكان..
زادت دقات قلبِ مالك عند رؤيته لجدّه من نافذةِ السيارة لذا سارعَ بفتح باب السيارة و همَّ راكضًا محتضِنًا لجدّه مخبرًا إياهُ كم إشتاق إليه…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أرض الستر)