رواية الورد الذابل الفصل الثالث 3 بقلم روان حمدي
رواية الورد الذابل الجزء الثالث
رواية الورد الذابل البارت الثالث
رواية الورد الذابل الحلقة الثالثة
ذهب محمد إلى والدته ليقول بغضب وقهر:
مرتاحة دلوقتي كدا؟ خربتي كل حاجة.
قالت بهدوء:
خربت أي؟ كل دا عشان نجدتك من واحدة معيوبة مش بتخلف؟
صرخ بعصبية:
معيوبة يا ماما معيوبة؟ ورد حامل.
نزلت كلمته كالصعاقة على رأسها لتقول بصدمة:
ورد مين؟
بتهزر، ورد مش بتخلف!
ضحك بسخرية:
أنتِ حكمتي عليها إنها مش بتخلف؟ ورد مكنش عندها عيب يمنع خلفتها، دا كان حكم ربنا إن حملها يتأخر واديها أهو حملت.
همست بقلق:
يارب ما ترجع.
ضحك بصوت أعلى وعينياه مليئة بالدموع وهو يجلس أرضًا بتعب:
أنا عملتلك أي؟ كنتِ عارفة إني بحبها اوي وروحتي عملتي كدا فيا وصممتي أتجوز هند بس عشان تقهريها، متخافيش مش عايزة ترجعلي وقالتلي انها مش هترجع..
بدأت دموعه بالنزول:
قدرتي تحرميني من اكتر واحدة حبتها وخلتيها مش طيقاني ومن ابني اللي لسا مجاش.
حاولت ان تقترب منه لتضمه لكنه قام بالابتعاد عنها:
من انهاردة أعتبري إنك معندكيش ابن، لاني من انهاردة امي ماتت.
قالها وهو يخرج مسرعًا ليعود لمنزله هو وورد ويقرأ رسالة هند مرة أخرى ويتذكر كلام ورد عند أنانيته ليحطم ما حوله خرج من غرفتهم إلى غرفة الاطفال التي اختارتها ورد لطفلها الذي لم تعلم متى سيأتي لكنها أمنت بأنه سيأتي يومًا ما حتى لو طال الانتظار جلس بالأرض ونظر الى كل الوان الغرفة وتذكر إبتسامتها وهي تمسك يده وتخبره بأنه يومًا ما سيأتي لهم طفل يشع نورًا لذلك المنزل الهاديء، سيأتي لينير حياتهم كاملة وحينها فقط سيكون كل شيء افضل وعلى ما يرام، ليهمس:
هو جاي فعلا بس جاي ومعاه خسارتي ليه هو وورد.
نظر الى السقف:
مش هتتحل، ملهاش حل.. ورد مش هترجع!
همس مرة أخرى:
خلاص طلق هند ويمكن ترجع!
ليرد على نفسه:
يمكن! بس لو مرجعتش ابقى خسرتهم هما الاتنين؟
الانانية هي وحدها التي تقتل كل شيء، أمنية الشخص ان يحصل على كل شيء تجعله يخسر ما بيده وما لم يحصل عليه.
أتصل بهند وهو يبكي لتقول بخوف:
مالك؟ اهدى بس في اي.. طب انت فين؟
_ في البيت.
صمتت محاولة الاستيعاب لترد بصوت مرتعش:
عند ورد؟
ضحك بسخرية:
اه بيتي انا..
صمت ولم يكمل كملته لتقول هند بقلق:
طب تقدر تيجي؟
_ تقدري تيجي أنتِ؟
صمتت بعدم إستيعاب لتقول بقلق:
وورد؟
_ ورد مش هنا، عند أهلها هي.
_ بس..
صمت هو ايضًا مستوعبًا، هل سيجعل هند تجلس معه في بيته هو وورد؟ لو علمت ورد ستكرهه اكثر بالتأكيد ليقول بهدوء:
أنا جاي عشان لازم نتكلم.
أغلق الهاتف وقام بالخروج من المنزل ليذهب إليها.
فتحت له بقلق وهي تنظر لحالته لتضمه فيضمها أكثر وهو يبكي:
مصممة تتطلق.. عايزة تتطلق.
ليكمل جملته التي نزلت كالصاعقة عليها هي الأخرى:
وهي حامل.
لترد بخوف ونبرة مرتعشة:
ورد حامل!
ليقول بتعب:
اه، عرفت انها حامل بعد ما راحت لأهلها باين.
قالت بتعب:
عرفت منين انك متجوز؟
_ ماما قالتلها، تخيلي حتى خايفة انها ترجعلي! مش عايزة حتى ابني يتربى في حضني وفي بيتي.
نظرت له برعب:
وعملت اي؟
_ مش هكلمها تاني ولا هروح هناك! هي اكتر سبب من اسباب خراب بيتي.
نظرت له بتردد تود ان تسأله حقًا من السبب؟ هل حقًا والدته السبب؟ لكنه اعطاها اكبر فرصة لتستطيع فعل ذلك، لو كان يريد الحفاظ على ورد كان فعلها، لكنه خسرها حقًا.. لكن لماذا يبكي الان؟ لقد كان يعرف من البداية بأنها اذا علمت ستبتعد عنه للأبد ولكن تعود! فلماذا اذًا يبكي ومن يراه يظن انه لا يعرف ورد؟
لتسأله بهدوء:
أنت مكنتش عارف إن ورد هتعمل كدا لو عرفت؟
ظل صامتًا لتكمل:
كنت عارف يا محمد، وكنت عارف ان دا غلط ومع كدا عملته.. اي اللي بيبكي دلوقتي؟
قال بعصبية:
طبعًا أنتِ فرحانة دلوقتي اني ليكِ بس.
ضحكت بسخرية:
لا يا محمد مش كدا، اكيد كنت مضايقة وأنا بشارك ورد فيك عشان بحبك، بس انا لحد دلوقتي مش قادرة افهمك.. يعني انت عارف كويس ان ورد لو عرفت هتتطلق.. ومفيش حاجة هتفضل مستخبية العمر كله؛ فليه عملت كدا في نفسك من البداية؟ أنت جاني على نفسك.
لتكمل متنهدة:
وأنا كمان جنيت على نفسي وعلى ورد!
لينظر لها مُتعجبًا، لتقول بهدوء:
جنيت عليها لما اتجوزتك وأنا عارفة انك متجوزها وبتحبها.. لما كنت عارفة اني مجرد اختيار عشان تخلص من زن مامتك، لما حاولت اخليك تحبني.. أنا جنيت عليها في كل دا، زي ما أنت عملت بالظبط.
لتكمل بهدوء:
أنت مش مظلوم يا محمد، مامتك قالتلك وورتك الطريق وأنت نفذت، أنت كمان اذيت ورد زيك زي مامتك وأنا كمان اذيتها معاكوا.
لينظر لها بعصبية ويصيح غاضبًا:
أخرسي أنا مظلمتهاش، مفيش حد بيحبها زي ما أنا بحبها..
لتضحك بسخرية وهي تصرخ أيضًا:
أنت مش بتعرف تحب يا محمد.. أنت مش بتحب غير نفسك.
صمتت تستوعب ما حدث لقد قام بصفعها على وجهها بعد نهاية جملتها! حقًا ما فعله؟ لقد قام بصفعها لأجل أخبارها له بالحقيقة، نظرت له بصدمة وألم من فعلته لتقترب منه خطوة وهي تقول بقهر:
تعرف انك اول حد يضربني بالمنظر دا؟
ليتركها غاضبًا ويقوم بغلق الباب بعنف ورائه لتضحك بصوت عالي ثم يتحول ذلك الضحك لبكاء عنيف للغاية.
_________
قررت ورد العمل، وقررت هند الطلاق من محمد بعد ما فعله معها.. وبخاصةً إصراره على أن يعيش دور المظلوم.
أما الطفل فقد انجبت ورد طفلة وقامت بتسميتها ب”نجمة”.
اما محمد فظل منقطع عند والدته لسنوات عديدة وكان يذهب كل فترة لورد وفي مرة من المرات:
ورد انا مش قادر.
نظرت له بتعجب لتقول بلا اهتمام:
مش فاهمة عايز اي؟
_ عايز نرجع.
إبتسمت بهدوء:
عدا تسع شهور الحمل وست شهور بعد ولادتي ولسا مقتنع اني ممكن ارجعلك؟ لو اخر راجل مستحيل يا محمد، اللي بينا دلوقتي إنك ابو بنتي بس.
_ بس انا لسا بحبك.
نظرت له متعجبة:
لسا مصمم على انك بتحبني؟ أنت عمرك ما حبتني.
شردت وهي تتذكر جديث هند لها.
كانت تجلس في غرفتها تنظر لسقف الغرفة بعدم تركيز لتجد هاتفها يصدر صوت اتصال لتنظر إلى الرقم بلا مبالاة ولا تجيب فتجده يعيد الاتصال مرة اخرى فأجابت:
مين؟
_ أنا هند.
_ خير؟
_ عارفة إنك اكيد مش طيقاني.. بس سامحيني.
_ اسامحك؟
قالت ببكاء:
والله كنت عايزة بس اعيش حياة مستقرة، أنا كنت بحبه من زمان ومامته دخلت في دماغي انه سهل يحبني واني اقرب بس وهو هيحبني!
انا اسفة انا معنديش مشكلة معاكِ نهائي، بس سامحيني بالله عليكِ.
قالت بهدوء:
دا اللي هيريحك؟
_ أنا هسيبه وهسيب البلد كلها، بس مش عايزة أكون ظلماكِ ويكون فوق قلبي حمل إنك مش مسمحاني.
قالت بهدوء:
مسمحاكِ.. بس هتسبيه ليه طالما بتحبيه؟
_ عشان هو بيحب نفسه، مستحيل يحبني.. لو فضلت هبقى بظلم نفسي.
_ ربنا يهون عليكِ.
_ وعليكِ ويراضي قلبك يا ورد.
لتقول ورد في نفسها:
ورد دبلت.
_ ورد!
لتفيق على صوت محمد الذي عاد يسألها:
ارجوكِ! أنا جيلي شغل برا مصر وفرصته كويس.. تعالي نرجع واسافر أنا وأنتِ ونجمة.
_ لا تقدر تسافر لوحدك، أنا خلاص خدت قراري.
نظر لها بعصبية:
طب فكري حتى.
_ فكرت ومش هغير قراري.
ليتنهد ويرحل وهو غاضبًا.
_______
بعد عام ونص لم يحدث به جديد كانت تمشي ورد مع صغيرتها نجمة بعدما أخذتها من روضة الأطفال:
يا أنسة..
لتقاطعه وهي تلتفت له:
انا مدام!
ليقول متعجبًا:
بجد.. مكنتش أعرف.
لتبتسم:
حصل خير يا استاذ، خير؟
ليقول بهدوء:
حضرتك نسيتِ تلفونك جوا.
_ بجد شكرًا لحضرتك.
_ مش محتاجة شكر يا ورد.
نظرت له متعجبة قبل ان تقول:
أنت تعرف اسمي منين!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الورد الذابل)