رواية عصيان الورثة الفصل الخامس 5 بقلم لادو غنيم
رواية عصيان الورثة الجزء الخامس
رواية عصيان الورثة البارت الخامس
رواية عصيان الورثة الحلقة الخامسة
حدقة عيناها بخوف وهي ترا أصرار من بالخارج وهو يود الدخول إليها دون أستاذن في مثل هذا الوقت المتأخر “لم تكن تدري ماذا تفعل هل تصرخ لتيقظ من بالبيت أم تهدء وتسأل من بالخارج” _
حاولت لم شملها ونهضت من علي التخت وبدأت بالسير إلي باب حجرتها حتي وقفت أمامه ومالت بجزعها العلوي تنظر عبر عين المفتاح محاوله روئية من بالخارج”حتي وقعت عينها علي صفوان من يقف ويحاول الدخول إليها “مما جعلها تشعر بالقلق حياله لكنها كانت تدرك أنه لا يستطيع أيذئها خوفا من مواجهة الجدة لذلك تنهدت وأستقامة بجزعها العلوي وأخذت نفسا عميقا فرغته في الهواء ثم فتحت الباب ونظرت بثبات إلي صفوان الذي، يقف أمامها بملابس النوم المكونه من بنطال أبيض وتيشرت أسود بنصف كم”
نظرت له حياة بجمود وقالت بلكنة باردة ___
كنت خبط وأنا فتحتلك بدل مانت بتحاول تدخل عليا زي الحرامية”
أستنشق الهواء عبر رئتيه محاولا الهدؤ وأبتلاع كلماتها الغليظة والتحدث برسمية___
أنا خبط بس شكلك كنتي مشغوله بحاجة ومسمعتيش “وبالنسبة للكلام اللي قولتية وتشبيهي بالهجمين هعدي هولك يا دكتورة لأنك ضيفه عندنا والضيف ليه احترامه واحنا متربناش علي أهانة ضيوفنا”
كان علي وشك أكمال حديثه لكنها قاطعته بعين بارده ووجه بات غاضبن عكس صوتها الهادئ الذي هتفت بهي___
يعني متربتوش علي أهانة ضيوفكم بس أتربيته علي سلب الحق من صحابه وسرقة النسب من ناس شريفه”أنا مش فاهمة ايه المستنقع اللي أنتو عايشين فيه ده”
أغمض عيناه لبرهه بزمجرة عندما ادرك ماتلمح له”لم يكن يود الدخول معها فالنقاش بشأن هذا الأمر “مما جعله يفتح جفونه ببعض التريث من ثم رفع يده بتلك العباية الحمراء وقال برسمية____
الحجه وصيفة بعتالك العباية دية عشان تغيري فيها هدومك وتلبسيها لأنها أفتكرت أنك جاية من غير هدوم”
مدت كفتها وأخذت العباية بضيق بسبب تجاهله لسؤالها”وأستدارت لتغلق الباب عليها لكنها سمعته يتحدث إليها بهذا السؤال الذي يشغل حيز من تفكيره____
بما أنك الوحيدة اللي تعرفي حياة وحكيالك عننا ياتره حياة بتكرهني أنا وعيال عمي ”
تنهدت ببعض الراحة فسؤاله يعلن عن وجود جزء داخله يصدق أنها صاحبة حق مما جعلها تستدير له ونظرت إلي عيناه الذي ضيقهما في أنتظار اجابتها بينما هي فبللت شفتاها بلسانها وقالت برسمية___
حياة مش بتحرك حد منكم لأنكم ملكمش ذنب فالي حصل لها هي وأمها”
أنهت حديثها بما تشعر بهي فهي لاتكره أحدا منهم فمن السئ أن تعاقبهم وتكرههم علي شئ لم يفعلوه”-
بينما صفوان فلم يروق له حديثها وعقد ذراعية إمام عضلات جزعه العلوي من ثم حرك رأسه بجمود وقال__
غريبه أنا لو مكانها مش بس هكره اعمامي وعماتي ونسوان عمي لاء دانا هكره كل حد يعرفوه هكره عيالهم و احفادهم -اللي عاش مظلوم ميعرفش حاجة أسمها سماح والا حب والا ناس ملهاش ذنب”
الكل بيبقي في سله واحده ولزم يطوله جزء من الظلم يا دكتوره!”
كلماته رغم قسوتها وظلمها إلا انها كانت الحقيقة التي تحاول بكل جهدها أن تهرب منها فقلبها لا يود أن يصبح كارهن لأبريا لم يرتكبوا أي ذنب غير أنهم أولاد هؤلاء الحاقدين-“كان عقلها في صراع معا قلبها لم تكن تعرف بماذا عليها أن تجيبه “ظلت لدقيقة علي هذا الحال حتي قاطع صمتها بصوته الجش__
ايه مش لقيه إجابة لكلامي يا دكتورة عارفه ليه لسانك عجز عن الرد عشان هي ديه الحقيقة اللي اتظلم بيكره كل اللي ظلموا ومبيفرقش بين صغير وكبير ”
لم تجد مفر من حديثه الصائب لكنها ليست بتلك القسوة حتي تظلم الجميع مما جعلها تبدل الحديث في هذا الأمر الأعين ونظرت مباشرتن داخل عيناه محدثه إياه بأستفهام__
أسئلتك وكلامك بيقوله انك مصدق أن حياة تبقي بنت عمك وصاحبة حق”؟
كانت تنتظر أجابته بشوق لكنها وجدته يقترب منها حتي خطت قدمه أول خطوه داخل حجرة نومها بينما حياة فشعرت بالقلق حياله مما جعلها تعترض طريقه وتمسك بحرف الباب لكي تمنع دخوله-“أما صفوان فعندما رآه القلق يحتل بؤبؤ عيناها الزيتونيه “توقف عن السير ومال بجزعه العلوي قليلا ألي وجهها ينظر بتدقق آلي كامل ملامحها من ثم نظرا بتعمن ألي عيناها وقال بلكنة باردة تخفي الكثير من الشكوك__
تعرفي أن عيونك شبه عيون عمي سالم الله يرحمه”كنت بحب أبص في عيونه وأتأمل فيهم لون الزيتون وهو علي الشجر الأخضر “وأنتي نفس العيون الون الزيتوني النادر بجماله وهدؤه سبحان من خلق جمال عيونك يا دكتورة”
طافت رياح دافئه حول قلبها ذ ادت من قوة نبضاته “بينما دمائها فتدفقت بين عروقها وغزة وجنتيها بحمرة الخجل وهي تسمعه يغازلها بطريقة غير مباشره” وأيضا بعيناه التي لم تغيب عن عيناها ولو لثانية-“كانت مشاعرها مشتته لأتعرف مالذي يحدث لها عند روئيته أو اقتربه منها-أما صفوان فلم يغوص كثيرا في هذا الغزل وبدل حديثه المعسول إلي تلك الكلمات التي تنبش في سرها__
مش واخده بالك أنك نفس أسم حياة وكمان نفس لون عين عمي سالم إلي هو برده أبو حياة-“
مش ملاحظة أن ديه كلها صدف غريبه يعني في الوقت اللي حياة المفروض تكون فيه ادمنا وبطالب بحقها بكل قوة بما انها زي مابتقولي صاحبة حق'” مش موجوده وانتي اللي هنا بدالها”
بلعت لعابها بقلق وحاولت إخفاء أرتباك ملامحها فقد علمت بما يحاول أن يقول بتلك الكلمات الشائكة-حاولت الثبات ونظرت له باابتسامه هادئه تخفي خلفها خوفها وقالت ببعض الرسمية__
قصدك أن أنا حياة بنت عمك سالم-!!
أنا لو حياة مكنتش سكت طول السنين اللي فاتت عن حقي أنا أقوي مما تتخيل”أما بقي بالنسبة للتشابه اللي أنا بنفسي ملاحظاه فهو مجرد صدفه جمعها القدر معا بنت عمك عشان أكون سندها والطاقة الأيجابيه عشان تخليها تكمل-“وبعدين بلاش الشك يملئ قلبك كلها تلاتين يوم وتلقي حياة بنت عمك واقفه ادامك ووقتها هتعرف أننا مجرد بنتين بنفس الأسم مش أكتر من كده:!!
وعن اذنك بقي عشان عايزة أنام وشكرا علي العباية مكنش فيه داعي انك تجبها بنفسك كان ممكن الحجه وصيفة تبعت هالي معا أي وحده من الخدامين”بس شكل كده مبتفرقوش بين الخدم والأسياد كلكم واحد”
انهت حديثها بابتسامة ماركه بعدما أثارت أنزعاجه بتلك العبارات المولعه بالأهانة ” وأغلقت الباب في وجهه الغاضب بعين متجحظه أثار ماقالته كان يود من قلبه أن يقتحم عليها الحجرة ويلقنها درسا لن تنساه “لكنه تذكر ماستفعله معه الجدة لو فعله مايدور بعقله” مما دفعه للذهاب إلي حجرة نومه وأغلق الباب بكل قوته معلنن عن ذلك الغضب الذي يسيطر علي شذايا جسده” من ثم تنهد برياح ساخنه وجلس علي حافة الفراش وسندا بكوعيه علي ركبتيه”محاولا نسيان تلك العبارات النارية ”
ــــــــــــــــــــــــــ
اما داخل بيت نجاة كانت تقف وتتحدث بتزمت معا أبنتها ليلي داخل حجرة المعيشة ذات التراث القديم”
ماشي يامي بقي بتأجلي الفرح قبل الدخله بيوم مش كفاية كنا هندخلهم من غير أغاني ولا هيصه”أعمل ايه دلوقتي الناس زمانهم جايبين في سيرتنا ومش مبطلين تقطيع في فروتنا أكيد بيقوله أن صفوان عرف حاجه بطاله عليكي يا ليلي وعشان كده أجل الفرح عشان يسيبك واحده واحده”
لم تكن تكترث لم تقوله والدتها فعيناها كانت تلمع بإبتسامة سعاده فمن الواضح أنها لم تريد ذلك الزواج “بينما نجاة فلاحظت شرودها والبسمه التي تغزو وجهها مما جعلها تقترب إليها مثل الرياح وأمسكتها من منتصف ذراعها واوقفتها امامها محدثة أياها بتعصب___
فرحانــــة طبعـــا والا همــــك سمعتــــك اللـــي بتتوســــخ” طبعــــا وأنتـــــي هيهمــــك ليــــه مانتـــي مبسوطــــه عشـــان هيخــــللك الجـــو معـــــا حســـان حبيــــب القلـــب بــــس بعينـــك أنتــــي وهــــو واللـــــه ماهتتجــــوزي غيـــر صفــــوان يابنـــــت عثمـــــان”
سحبت يدها برفق من بين قبضة والدتها ونظرت لها بوجه بات حزين معبرا عن ذلك الألم الذي يملئ قلبها”الذي ترعرع علي عشق حسان أبن خالها “لم تكن تدرك لماذا تعارض والدتها ذلك الحب الذي يود الخروج إلي النور بقلم المأذون” مما جعلها تفتح فمها بصوت متحشرج بالبكاء وتقول تلك العبارات التي سجنتها لليالي داخل صدرها___
ليه يامي بتعملي فيا كده هو أنا مش بنتك ليه عايزه تجوزيني من صفوان وأنتي عارفه إني مبحبهوش والا هو كمان بيحبني_ليه راكبه دماغك ومصممه إنك تحرميني أنا وحسان من بعض وأنتي عارفه أننا بنحب بعض “مش فاهمة ليه بتكرهي حسان كده هو مش أبن أخوكي زي صفوان نفسي أفهم ليه رفضاه وقبله صفوان إيه الفرق مابنهم الأتنين عيال أخوكي والأتنين عيال خالي أشمعنا قبله جوزي من صفوان ورافضه جوزي من حسان جوبيني يامي يمكن أرتاح ونار قلبي تبرد”
جمود قلبها لم يتاثر بدموع أبنتها”التي رمقتها من الأعلي للأسفل بحده ورفعت معصمها وصفعتها بقوه جاعله رأسها تستدير لليسار من ثم امسكتها من منتصف ذراعها ناظره بحنق داخل عيناها التي رئت تحول وجه الأم من الين إلي الحده وقالت بلكنه باردة بحته__
اللي تنطق أسم راجل تاني غير خطيبها تبقي بجحه ومتربتش يابنت عثمان “ايه وصلت بيكي البجاحه أنك تقوليلي علي حبك لحسان كده عيني عينك”
اسمعي الكلمتين اللي هقولهم واحفظيهم عشان مش هعيدهم تاني يا ليلي”جوازك من صفوان هيتم ومش هتتجوزي غيره اما حسان فاهتمسحيه من قلبك وعقله باأستيكه لانك مهما عملتي وهو عمل مش هخليكم تتجوزه مش عشان مبحبهوش لاء أنا بحب حسان ده برده ابن أخويا شاب جدع وطيب بس يا خساره الحلو مابيكملش و عيبه انه غلبان وفي حاله ومبيسالش عن حاجه مش ملكه وايده مش محطوطه علي الأملاك بتاعت أمي وأبويا “انما صفوان مش بيخاف ولا بيهاب حد ده غير أنه الكبير وحاطط منخيره في كل كبيره وصغيره ده غير أنه الوحيد المسئول عن كل قرش يخص أبويا وأمي وأنتي عارفه أن ثروتهم ماتتعدش من كتر الأراضي والقطيان والمشاريع ده غير الفلوس اللي في البنوك
وصفوان الوحيد في العائلة اللي يعرف الثروه قد ايه وممكن يتصرف فيها براحته بسبب التوكيل العام اللي عمل هوله جدك من سنه لما جاتله جلطه بعد موت عمك سالم ومن يوميها وصفوان بقي بيملك حق التصرف في كل حاجه” اي نعم صفوان امين ومستحيل يبيع لنفسه حاجه ويغضب جده منه بس الأمر مايسلمش ممكن في يوم وليله الدنيا يتشقلب حالها وكل حاجه تبقي ملك صفوان ووقتها بما انك هتكوني مراته هتبقي ست الكل وكبيرة العائلة وكل قرش بيملكه جدك وستك هيبقي ملكك “عشان كده أنا مصممه علي جوازك من صفوان واديني بقولهالك تاني انسي حسان وحاولي تقربي من صفوان لأن هو ده قدرك ونصيبك ولزم تقبليه بيه برضاكي أو غصبن عنك يابنت بطني”
أنتفض قلبها من ذلك الظلم الذي حظئ بيهي “لم تكترث لكل ماقالته أمها فهي لاتود شئ من ذلك المال الملوث بحق الأيتام” مما جعلها تسحب يدها وتبلع لعابها وتقول بلكنه متقطعه وهي تشهق من البكاء___
أنا مايهمنيش كل ده أنا مش عايزه فلوس والا أراضي أنا عايزه أتجوز الراجل اللي بحبه الراجل اللي قلبي اختاره وعارفه اني هكون مبسوطه معا حتي لو هاكل كل يوم عيش حاف”وبعدين الفلوس والورث اللي بتتكلمي عنه من دلوقتي لسه مجاش اوانه يامي “وبعدين جدي لما جاتله الجلطه وتعب عرض علي حسان يعمله التوكيل وهو اللي رفض لانه مش عايز يشيل مسئوليه كبيره زي ديه” وبعدين أبويا لما يرجع من سوهاج ويعرف بتاجيل الفرح انا متاكده أنه هيلغي الجوازه كلها ”
جلست نجاة علي المقعد وهي لا تبالي بما قالته ابنتها فكل ماكان يشغل عقلها ذلك الميراث الطائل الذي يستحوذ عليه صفوان بذلك التوكيل” رمقة ابنتها بلكنه بارده حملت الكثير من التحذير والأوامر ___
حسان خايب اللي يتنازل عن حاجه زي ديه يبقي عبيط ومش عارف مصلحته فين”انما صفوان ناصح وفاهم كويس ان التوكيل هيقويه ويخليه يتحكم في الكل”وبعدين أبوكي من امتي وهو بيكسر كلامي والا حتي بيدخل في اوامري”أنتي وصفوان لزم تتجوزه في أقرب وقت وسئ حسان تخرجيه من قلبك بدل ماخرجه أنا بطريقتي يابنت عثمان”
لمحت لكنه التهديد تفوح من فم والدتها “التي أصبحت عيناها عمياء لاترا غير المال”بينما ليلي فشعرت بالخوف علي من يسكن قلبها كانت تعلم أن والدتها ستفعل المستحيل اذا حاول أعتراض ذلك الزفاف”لذلك قررت الذهاب إلي حجرة نومها والتفكير في شئ ينجيها من تلك الزيجة”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر الليل وشرقت شمس اليوم التالي وكانت الساعه السابعه صباحا عندما أستيقظت حياة من النوم وأتجهت إلي المرحاض واغتسلت من ثم توضائة وخرجت وصلت صلاة الفجر “وبعد ذلك أرتدت ثوبها الأسود وحذئها ورفعت شعرها علي هيئة ديل حصان وغادرت الحجره ودلفت إلي الأسفل حيث المندره التي تحاوطها الأشجار وحديقة البيت من كل اتجاه”
أغمضت عيناها تستنشق الهواء النقي وفور أن فتحت جفونها تفاجئة با نادية تجلس ويبدو عليها الأرهاق فمن الواضح أنها لم تغفوا طوال الليل” وفور أن رئتها نادية أتجهت إليها مثل الرياح العاصف علي ملامحها الغدر وفور أن أستقرت بالوقوف امام حياة ردفت بنبره قاسية__
أنتي جاية هنا ليه وعايزه إيه مننا “قوليلي سعاد دفعتلك كام عشان تيجي وتعملي علينا التمثلية ديه”
ظهرت ابتسامه خافته فوق شفاه حياة كانت تشعر بذلك الحقد الذي يخرج كالسهام من عين نادية تلك العيون البارده مثل الجليد الذي علي وشك الانهيار
“لكنها تجاهلت وجودها وعبرت من امامها وجلست علي الأريكه تدندن بأنغام صوتها العذب بتلك الكلمات الحادة بمعني المواجها ___
ولا بد عن يوم مظلوم تترد فيه المظالم ابيض علي كل مظلوم وأسود علي كل ظالم” ومهما كان اللي هشك ياطير مسيرك لعشك ومهما كان اللي، هشك ياطير مسيرك لعشك”
صمتت لأقل من ثانية موجها نظرها إلي نادية بإبتسامة تخفي خلفها الكثير من التوعد واكملت__
واللي ظلمك يا بايا وخله ظلمك حكاية هدعي عليه بالهداية وربي موجود وعالم”
ظلت تردد تلك الكلمات أمام زوجة أبيها التي شعرت بحبل جش سميك بدأ بتكبيل عنقها كانت تشعر لأختناق يستحوذ عليها ورغم أنها مجرد اغنيه إلا أنها شعرت انها تعريف عن بداية ايامها القادمه “خصيصا عندما وجدت حياة تفرك شعرها بهدؤ وتلقي عليها تلك العبارات بوجه عابس عكس لكنتها البارده___
تعرفي ياطنط نادية أني حفظت الأغنية ديه من كتر ماحياة كانت بتغنيها قدامي وقت الجلسات” بس بصراحه هي كانت معدله شويه في كلماتها وبتقول “واللي ظلمك يا مايا وخلي ظلمك حكاية” هتبقي علي أيدي النهاية وده عهد وخدتيه عليا ”
فور صمتها ظهرا التوتر علي وجه الظالمه وبدء العرق بنصب فوق جبينها”ادركت في تلك الحظة بالأخص أنها المقصوده وأن النهاية ستكتبها تلك الصغيرة التي وضعت السكين علي عنقها منذ أكثر من عشرون عام”اما حياة فغيرت عبس وجهها إلي اللين وقالت __
بصراحة ياطنط نادية واضح كده أن في حد ظلمهم أوي بس ما علينا”أنا بس عايزاكي تعرفي أني مش جاية هنا بأمر من حد والا حد مصلطني عليكم لاء أنا جاية هنا بصفتي دكتورة وقاعده بامر من الجدة وصيفة وبعدين عشان اطمنك صفوان اتاكد من هويتي يعني متقلقيش أنا مش مبعوته من حد والا جاية أخرب حياة حد”أنا قعدت هنا مقابل الفلوس وبصراحه الجو هنا عجبني أوي وعلي فكره حياة كلمتني امبارح وحكتلها عليكم بس بصراحه خبيت عليها مقابلتكم الزفت ليا عشان مخوفهاش وبصراحه اطمنت أوي وقالتلي أن طول ما الأوضاع حلوه هنا هتيجي قريب عشان تقابل جدتها وصيفه وتحكيلها علي الشخص اللي زرهم وهدد أمها عشان تغير الحقيقة”انا عايزه قولك اني هموت وأعرف مين الشخص ده وقالهم ايه ليلتها “ديه الحاجه الوحيدة اللي حياة مش عايزه تحكي لهالي” بس علي رأي المثل ياخبر النهارده بفلوس بكرا يبقي ببلاش”
ايه الجوع اللي حسيت بيه فجاءه ده عن اذنك هروح أكل لأحسن خلاص مش قادره”
نهضت من علي الأريكه وبدءت بالسير بعدما نجحت في اظهار الخوف علي زوجة أبيها الذي، بمجرد أن لمحتها دلفت إلي الخارج فركت كفتيها بعين سامه أشبة بلكنتها البارده التي ردفت بهي ___
بقي الست حياة شايفه الحياة حلوه وعايزة تيجي “ماشي ورحمة سالم لخليها تشوف الدنيا سواد وأنتي هتبقي الضحية ياست الدكتوره”
انهت حديثها وهي تخطط لشئ بدأ بالتحرك داخل عقلها الذي تتدفق داخله دمائها البركانيه بلهيب التخلص من حياة”
ـــــــــــــــــــــــ
أما بداخل المطبخ كانت تقف حياة عند الطاولة تتناول قطعه من الفطير التي اخرجته الخادمه وعيده ذات الخمسه ولأربعون عام من الفرن “نظرت لها حياة بإبتسامة هادئة أشبه بكلماتها__
تسلم أيدك الفطير حلو أوي” ماشاء الله عليكي يا خاله احله فطير كلته في حياتي”
لمعت عين وعيده بالفرح وهندمت من لفة حجابها وقالت___
بالهنا والشفا علي قلبك يا دكتورة والله محد بل ريقي بكلمه حلوه والا شكر في أكلي من ساعة ما سالم بيه مات”كان راجل سكره الوحيد اللي كان بيطيب بخاطر الكل وعمره ماكسر بخطر حد والا رد محتاج لجأ ليه”الله يرحمه كان زينة رجالة العزيزي والبلد كلها”
رغم رفق السيرة الطيبه الذي حملها والدها إلا أنها جعلتها تشعر بسكين بارد يسير بين اوتار قلبها يمزقها بحزن”فهي لم تراه ولم تجده بجانبها في اصعب الأوقات لم تشعر بدفئ ولين قلبه الحنون فما سمعته من امها يظهر فقط الظلم والعناء الذي تركهم يعانون بهي”مما دفعها لترك قطعة الفطير عندما شعرت بعيناها تغزوها الدموع”وفي تلك الحظة دلفت نجية إلي المطبخ ورمقتها بتعجب___
أصتبحنا وصبح الملك لله”خير يا دكتورة بتعملي
ايه في المطبخ “
أخفت دموعها واخذت نفسا عميقا وأخرجته برفق ثم نظرت إلي نجية بإبتسامة ساخره___
بشم الهوا اصل هوا الجنينة معجبنيش فقولت أجي أشم هوا الفطير والطبيخ ياطنط نجية”
لم يروق لنجية لهجتها الساخره مما جعلها تجلس علي الاريكه وتضع سبابتها علي وجنتها بإبتسامة بارده مصطحبة بلكنه أشد بروده___
تعرفي يا دكتورة معا أنك نغشه وحلوة بس ماسخه عاملة زي الفاكهه اللي الواحد بيشتهيها وهي علي الشجر وأول مايمسكها في أيده ، نفسه تجز منها وميقربش منها”
رغم سخافة تلك الكلمات التي تهين انوثتها إلا أنها ابتسمت ومالت بجزعها العلوي إلي نجية محاولة كبتها وقالت بلكنه أنثوية رائعه___
أنا فعلا عاملة زي الفاكهه الناس بتشتهيها ومش بطولها “لانها لو طالتها شكلها وجاذبيتها بتقل وأنا عمري ماهقل ياطنط”وبمناسبة الفاكهه إيه رئيك في المانجه حلوة وطعمه وكل الناس بتحبها وبتبقي عايزه منها ورغم جمالها ولذذاتها إلا أنها من جوة ناشفه ومش بتتكسر بالعكس ديه بتكسر سنان أي حد بيحاول أنه يكسرها”
من النهارده ناديني باأسم مانجه بصراحه لايق عليا أكتر من حياة والا أنت ايه رئيك يا أستاذ صفوان”
رفعت عيناها ونظرت الي صفوان الذي يقف عند مدخل المطبخ ساند بكتفه الأيسر علي الحائط ويفرك لحيته بكفته اليمين وعلي وجههي أبتسامه بالكاد تخرج فوق شفتيه”بينما حياة فاامسكت بقطعة الفطير وأكملت تناولها وهي تسير من امامهم حتي دلفت إلي الخارج امام عين صفوان التي لم تفارقها حتي خفت من أمامه”اما نجية فنهضت تشتعل من الغيظ ووقفت امام صفوان محدثة اياه بزمجرة___
شايف البت وطولة لسانها”أنا مش فاهمه جدتك ايه اللي يخليها تقعد واحده زي ديه وسطينا هو أحنا ناقصين بلاوي”بقولك إيه ياصفوان أنت لزم تتكلم معا الحجة وصيفة وتفهمها أن البت ديه مش ساهله ديه لو فضلت قاعدنا معانا شهر هتجبلي جلطة”
عدل من وقفته وفرك عنقه بيده وهو يشعر بالأنجذاب إلي شخصية حياة تلك الشخصية العنيدة الممزوجة بالتمرد والقوة”لم يكن يهتم لما قالته زوجة عمه “مما جعله يقبل راسها لكي يهدئها من ثم نظرا إلي وجهها وقال بلكنه رسمية ممزوجة ببعض الأعجاب___
متخفيش أنا حاطط عيني عليها كويس”
وبعدين في حد برده يرفس المانجة ديه مانجة برده يامرات عمي”متقلقيش يوم ماتفكر أنها تضايق حد فيكم هعصرها وأشربها وياريت تضايق حد فيكم قريب عشان أنا عطشان وعايز أرتوي منها”
انهي حديثه المخبئ خلفه ذلك الغزل بغمزه من عيناه اليسار وغادر المطبخ تارك نجية تضرب كفتيها فوق بعضهما بعدم رضئ عم قاله وتحدثت إلي ذاتها بتعجب___
نهار أسوح البت شكلها عجباه والا ايه ياليلتك السودا يا صفوان “لاء البت ديه خطر ولزم تمشي من هنا في أسرع وقت”
جلست علي المقعد تفكر ماذا ستفعل لأخراجها من ذلك البيت”!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلي الجانب الأخر من الحديقة فكانت تقف نادية وبجانبها حصان أسود وفي يدها سكين كانت تشق بهي قطعه من سرج الحصان وهي تخطط لجريمتها الأولي”وبعد دقائق كانت قد أنتهت وخبئت السكين
وهتفت بعين مبتسمه بمكر__
بمجرد مالحصان مايبدء يجري بيها السرج هيبدء يتقطع اكتر وهيقع من تحتيها وطبعا هياخدها معا وتتهرس تحت رجلين الحصان وأخلص منها وتبقي احلة تهديد للست سعاد هي وبنتها”
كفت عن الحديث ولوحت لحياة التي تسير في حديقة البيت”وعندما رئتها تلوح لها جاءت اليها بتعجب ظنت أنها ستخبرها باأمر هام”لكنها وجدتها تقول بجمود___
أسنديني عايزه أركب علي الحصان عايزه أتحرك بيه في البلد زي زمان أيام كانت صغيره”
عقدت الأخره ذراعيها بجمود وقالت___
ده كان زمان مش دلوقتي يا تيته أنتي مش شايفه سنك كام سنه أنا بقول تقعدي علي جنب تاكليلك حتت فطير تقويكي شوية بدل مانلقيكي وقعتي من عليه وأتكسرتي وأنتي اللي، ذيك ملهمش قطع غيار”
لم تكن تهتم لتلك الأهانات فكل ماكان يشغل بالها أن تحصل علي ماتريد مما جعلها تبادلها الحديث بسخرية___
أنا مش عيلة صغيرة زيك هقع من عليه ورقبتي هاتتكسر لاء أنا متربية علي ركوب الخيل وعارف أزي اتحكم فيه يا دكتورة”
كانت تود بكل الطرق أثارت غضبها لكي تجعلها تركب ذلك الحصان”وفي أقل من دقيقة لمحت معالم الأنزعاج والتحدي تظهر علي وجه حياة التي ركبت فوق الحصان دون تردد محاولة أخفاء خوفها والظهور بهيئها قوية”
اما نادية فاأكملت تمثيلها وتحدثت بزمجرة___
أنتي بتعملي ايه أنزلي من فوق الحصان إيه قلة الذوق دية”
أمسكت بالجأم ورمقتها بإبتسامة بارده وهي لاتدرك علي ماذا هي مقبله”وقالت بلكنه باردة ___
بقولك ايه يا طنط نادية روحي شوفيلك حصان تاني تركبيه لأن ده من النهاردة بقي حصاني الحد لما أسافر ووسعي بقي من ادامي عشان عايزه أتمشي بيه شوية في الجنينة”
حركت رأسها بمكر وأمسكت بالسطو الأسود ولمعت عيناها بالحقد قائلة بصوتها الحاد___
وليه تتمشيه خليني أتفرج عليكي وهو بيجري بيكي، يادكتورة”
حدقة حياة عيناها بدهشه ودب الخوف بداخلها وقبل أن تفعل أي شئ كانت وجهت نادية صفعه بالسطو علي مؤاخرة الحصان جاعله اياه يركض بااقصي سرعه ويعبر باب البيت متجة إلي اليسار بأقصي سرعته”
كانت تبتسم نادية بسعاده لأنها حققت ماتريد لكنها وجدت صفوان يركض إليها بتعجب قائلا بتزمت___
مين اللي راكب عنتر الحصان ده لسه مترودش ممكن يموت اللي راكبه”
بدلة ملامحها في دقيقة للخوف ومثلت القلق وقالت بلكنه متفاجئة___
يانهار أبيض وليه محدش قال ديه الدكتورة حياة صممت أنها تركبه وخرجت تتمشئ بيه في البلد”
بلع لعابها بقلق وهو يرا الحصان علي مرمي نظره يركض بسرعه لم يراها مسبقا “مما دفعه للركض إلي حصانه الأبيض وقفز فوقه وأمسك بلجامه محرك أياه بصوته الجش بوجه غاضب___
يالــــــه يــــــا رعـــــد وراهـــــــم”
ضربه بالجأم بقوه وحرك قدمية أسفل بطن الحصان جاعله يركض في ذات الأتجاة الذي عبرت منه حياة منذ خمس دقائق”
ــــــــ
أما علي طريق زراعي كانت تتمسك حياة
بلجام الحصان بخوف شديد ملئ كامل جسدها”كانت تكبله بين يديها حتي لاتقع فهي تشعر بجسدها يختل توازنه وعلي وشك الوقوع خصيصا عندما شعرت بذلك السرج يتحرك أسفلها بسبب ذلك القطع الذي فعلته نادية”أدركت حياة في تلك الحظة أنها علي وشك مفارقة الحياة”خصيصا عندما وجدت الحصان يعبر بهي بين الأراضي الذراعيه وعلي مرمي بصرها بحيرة ستكون مقرهم بعد ثواني والأسوء انها لا تدقن السباحة وما ذاد الوضع سوء شعورها بالدوران فقوة حركتها الذي يسببها الحصان جعلتها تشعر بالجو يسود من حولها اظلمت عيناها وأغلقت جفونها بعدما أستسلم كامل جسدها لفقدان الوعي فوق الحصان الذي، لم يعد يفرق بينه وبين البحيرة غير بضع الثانتي متر”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عصيان الورثة)