رواية وهبني القدر بدراً الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك
رواية وهبني القدر بدراً الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك |
رواية وهبني القدر بدراً الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك
هدوء مريب!..
“أيوب”..
أو كما يلقب ” الأسطي الدكتور أيوب”..
ذلك الرجل الذي بمتلك من الشهامه ألالاف الأطنان..
لم يستطع ترك عمله الشاق بالبناء والمهن الحره الذي يتقنها بمهاره حتي بعدما ذاع صيته واشتهر بمهارته العاليه في مجال جراحة القلب والأوعيه الدمويه.. مما جعل زملائه ومرضاه بالمستشفى العسكري الذي يعمل بها يطلقوا عليه
“طبيب القلوب”..
عاد إلى منزله بعد عمل شاق بإحدى البنايات الحديثه أستمر أكثر من ثمان ساعات..
وضع يده بجيب سرواله القديم للغايه والمملوء بالكثير من الغبار..
حاول فتح الباب بحرص ظناً منه أن “حبيبة” زوجته ووالدته “زينب” وصغاره “أحمد ، أيمن” ينعمون بنوم عميق..
سار للداخل بخطوات هادئه متجه نحو غرفتة والدته، وطرق الباب برفق مغمغماً بصوته الرجولي الرزين..
“أمه انتي صاحيه؟”..
“ادخل يا ضنايا انا صاحيه، ولو حتي نايمه أصحى مخصوص علشانك يا أيوب”..
هكذا اجابته “زينب” بصوتها الدافئ الحنون، وهي تعتدل جالسه بلهفه على الفراش..
خطي للداخل واقترب منها مال على يدها يقبلها بحب شديد وهو يقول بابتسامة..
“صباح الخير يا ست الكل”..
ربتت “زينب” على شعره الحريري بحنو مردده..
” صباحك صباح الهنا والرضا يا حبيبي”..
اعتدل “أيوب” بوقفته،ومد يده إلى جيبه الخلفي، سحب جزدانه الجلدي، أخرج منه حفنة سخية من الأوراق النقدية ذات الأرقام العالية.. ثم قدمهم إلى والدته قائلاً بابتسامة بشوشه..
” اتفضلي يا أم أيوب فاضلة خيرك.. هاتي كل اللي نفسك فيه،ولو احتاجتي اي حاجه تانيه قوليلي وانا اجبهالك لحد عندك”..
“زينب” بفرحة غامرة.. “اللهم زد وبارك..بس هعمل بيهم ايه دول.. دا كتير أوي عليا يا ابني، وانت مش مخليني عايزه حاجه”..
قبل جبهتها،وتحدث قائلاً..
مافيش حاجه في الدنيا تغلي عليكي يا أمي”..
قالت “زينب”.. بصوت تحشرج بالبكاء من شدة سعادتها..
“راضيه عنك، وقلبي دعيلك تتهني وتفرح في حياتك ويرزقك من وسع يا أيوب يا ابن زينب بحق لا اله إلا الله”..
أمن على دعائها، وهو يدثرها جيداً بالغطاء مكملاً بنبرة مرحه..
” أسيبك تكملي نومك، وأروح أنا أراضي مرات ابنك اللي مخصماني ومش راضيه تصالحني من إمبارح”..
اعتلت ملامح” زينب”غضب مصطنع فجأه ولكزته بكتفه برفق مردده..
” انت فكرتني يا واد انت صحيح.. مزعل حبيبة حبيبتي ليه يا أيوب؟”..
هم “أيوب” بالرد عليها.. لتستطرد هي دون إعطائه فرصه للرد..
” انت شكلك هتحصل أخواتك الحلوين، واقعد انا هنا مع بناتي واحفادي حبايبي”..
“دا انا أيوب ابن قلبك ههون عليكي يا زينبو”..
قالها “أيوب” بصعوبه من بين ضحكاته على عبوس والدته الطفولي..
زمت” زينب” شفاتيها، وبأسف قالت..
“لا متهونش عليا أبداً لا انت ولا واحد من اخواتك اللي كل واحد منهم نصيبته تقيله”..
عقد” أيوب” حاجبيه، وبقلق قال..
” عملو ايه المرادي يا أم أيوب؟”..
تنهدت “زينب” بصوت مسموع وهي تقول..
“أيمن أخوك الحلو اللي معاه 3عيال اكتشف انه اتجوز بدري وملحقش يحب ولا يعيش سنه زي باقي الشباب، ورمي “ليان” مراته الجوهره بنت الأصول، ورايح يدور على واحده يحبها،والفالح أخوك أحمد الصغير هيتجنن على الخلفه،وبدأ يدور هو كمان على عروسه علشان يتجوزها على “هنا” ويكسر خاطرها، ونفسها أكتر ما هو مكسور يا حبة عين أمها “..
“يعني ليان وهنا قاعدين مع حبيبة علشان كده.. مش علشان فرح هبه زي ما بيقولوا؟ “..
قالها” أيوب” بدهشه، وقد بدأ الغضب يظهر على ملامحه الوسيمه الهادئه..
حركت” زينب” رأسها بالايجاب، وببكاء قالت..
“أخواتك هيخربو بيتوتهم بايدهم يا أيوب، وانت كمان بقيت مهمل في مراتك، وبقيت تفضل شغلك عليها والبت ساكته ومستحمله.. لكن كمان تنزل يوم اجازتك وتشتغل في الفاعل وتهد حيلك من قبل الفجر وترجع تعبان وهلكان وعايز تنام طبعاً وهتسبها تروح بعيالك فرح اختها لوحدها زي ما بتروح في كل مكان بيهم لوحدها”..
اعتلت ملامح” أيوب” الحزن، وخفض رأسه يخفي حزنه عن والدته مغمغماً..
“اطمني يا أمي انا هشد أخواتي وارجعهم لعقلهم، ومتشليش همي انتي عارفه أني هراضي حبيبه وهروح معها فرح أختها وعمري ما أكون قاصد ازعلها أبداً”..
رفع رأسه ونظر لها بأعين تلتمع بعشق حقيقي نادر الوجود مكملاً..
” دي حبيبة قلب أيوب يا أمه”..
” وأنت حبيب وحياة حبيبة يا أيوب”..
همست بها “حبيبة” التي خطت لداخل الغرفه بعدما استمعت لصوت زوجها برفقة والدته..
استدار ينظر لها بلهفه وقد تبخر حزنه واعتلت ملامحه الشوق الشديد وهو يتأملها بنظراته التي تبعثر مشاعرها..
انتفض قلبها انتفاضة اشتياق وارتجف بدنها وهي تقترب منه بابتسامتها التي تذيب قلبه، وتحدثت برقتها قائله..
“صباح الخير يا ماما زينب”..
“زينب” بحب.. “صباحك نادي يا ضنايا”.. ابتسمت بفرحه حين رأت ملامح “أيوب” اختفي منها الحزن والتعب وأصبحت مشرقه مليئه بالحب والشوق مما جعلها تتحدث بخجل قائله..
“يله يا بت يا حبيبة خدي جوزك وعلى اوضتكم، وانا هقوم أحضر الفطار واياكي تقوليلي أساعدك.. انا بعرف اعمل فطار وغدا وعشا كمان لوحدي”..
توردت وجنتي “حبيبة” بحمرة الخجل حين أمسك “أيوب” كف يدها بقبضة يده الخشنه جعلت قلبها يطرق كالطبول بين ضلوعها، وسحبها خلفه وسار لخارج الغرفه على عجل وهو يقول..
“خليكي مرتاحه يا أم أيوب مافيش حد هيحضرلكم الفطار غيري انهارده .. بس هاخد دش متين يضيع تعب اليوم وهعملكم أحلى فطار”..
أطبق جفنيه بعنف وتابع محدثاً نفسه..
“يا تري هتسبيلي البيت زي مرتات اخواتي، ولا هتعملي معايا ايه انا كمان يا حبيبة لما تعرفي اللي انا عملته”..
………………………………..
“بدر”..
صف سيارته أمام منزل “هبه” وارتجل منها بخطي مهروله،وملامحه لا تبشر بالخير أبداً بعدما رأي سياره يبغضها كثيراً تقف بالجهه الأخرى من الطريق..
تلك السياره التي دوماً تتابع “هبه” أينما ذهبت،وكم تمني أن يلحق بها ويلقن من يقودها درساً قاسي حتي يتوقف عن أفعاله الحمقاء التي تثير جنونه..
اندفع لداخل المنزل، وصعد الدرج كل درجتين معاً..
كانت “هبه” تقف داخل الحمام تختبئ به من “سيف” الذي عاد يعكر صفو حياتها.. لم تمتلك القدره على مواجهته.. شعرت أنها ستضعف أمامه خصتاً عندما استمعت لصوته الباكي يتوسل لوالدها قائلاً..
“ابوس جزمتك يا عم محمد خليها تخرج تقابلني.. عايز أشوفها وأطلب منها السماح”..
صك” محمد” على أسنانه متمتماً بسره..
” استغفر الله العظيم واتوب اليه”..
نظر له نظره حارقه، وبغضب قال..
“هو انت صنفك ايييه.. بقولك بنتي بقت مكتوب كتابها على راجل تاني غيرك، ومش عايزه تشوف وشك.. اتكل على الله من هنا شوف حالك بعيد عننا وسبنا في حالنا، وكفايا اللي شوفناه منك ومن عمايلك السوده يا أخي”..
ابتلع”سيف” غصه مريره وبندم تحدث قائلاً.. “عاميلي السوده ربنا عاقبني عليها أشد عقاب، وانت راجل مؤمن وعارف ان ربنا غفور رحيم.. يبقي احنا البشر مش هنرحم بعض”..
أنهى جملته ونظر ل” نجوي” يستجديها ان تساعده حتي يسترد “هبه” كما كانت تفعل معه دوماً..
لكنه صعق، واتسعت عينيه على وسعهما حين رمقته “نجوي” بنظرة استحقار، وتحدثت بتحذير قائله..
” أمشي من هنا يا جدع أنت بدل ما اتصل على “بدر” عريس بنتي يجي يكسرلك رجلك علشان يحرمك تقرب من مراته ولا حتي تنطق اسمها على لسانك تاني”..
“انا جيت من غير ما تتصلي بيا يا أمي”..
كان هذا صوت “بدر” الذي خطي من باب الشقه المفتوح وبلحظه كان أمسك “سيف” من ياقه قميصه، وسدد له لكمه قويه جعلت الدماء تنفجر من أنف وفم “سيف” بغزاره..
صرخت” نجوي” صرخة مدويه، وأسرع” محمد” بابعاد “بدر” الذي قبض على عنق “سيف”، وهم بلكمه مره أخرى بقوة أكبر وهو يقول برجاء..
“كفايه يا بدر يا ابني ليموت في ايدك”..
حاول “بدر” الوصول ل “سيف” وهو يقول بغضب عارم..
“سبني يا عمي انا عايز اخلص عليه الحيوان اللي ماشي ورا هبه في كل حته؟”..
“بدر!!”.. كان هذا صوت “هبه” التي ركضت مسرعه لخارج الحمام وخطت داخل غرفة والدتها ارتدت إسدال للصلاه فوق منامتها القطنيه، وهرولت بخطي مرتجفه نحو الخارج..
نظر لها “بدر” بأنفاس مهتاجه متلاحقه من شدة انفعاله..
بينما نظر لها” سيف”بلهفه، واعين تترقرق بها عبرات الخزي والندم..
وقفت هي بثبات وملامح جامده لا تحمل اي مشاعر، ونظرت لوالدها وتحدثت بتعقل وهدوء مريب أثار قلق الجميع..
“من فضلك يا بابا عايزه اقعد مع بدر 5دقايق لوحدنا”..
صمتت لبرهه وتابعت بجمله جعلت الجميع ينظر لها بصدمه حين قالت..
“متمشيش يا سيف لأني هقعد معاك انت كمان 5دقايق لوحدنا”..
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهبني القدر بدرا)